بداية

رواية وصية قلبت حياتي -5

رواية وصية قلبت حياتي - غرام

رواية وصية قلبت حياتي -5

الجزء ((7))

ركبت في السيارة وأنا في قمة الإحراج والتوتر

... وخفقات قلبي تتزايد والعرق يتصبب مني ..


قد يبدو الأمر هينا ... بسيطا لكنه بالنسبة لي في غاية الصعوبة


ومما يزيد الأمر عندي سوءا هو تذكر ذلك الموقف الذي صدر مني قبل أسبوع

في بيت خالتي نورة ....

رباه اعني وألهمني الصبر ... اشعر بالاختناق والخجل ..



أتأمل ضحكات مؤيد وسمر وتعليقاتهم المرحة فاأبتسم

بصمت إنهما لا يكفان عن السخرية من بعضهما

من يراهما هكذا يعلم بحجم تلك المحبة والترابط بينهما

... زفرت ليتني املك أخاً مثلك يا مؤيد

همست في داخلي أنت شخص رائع يا ابن خالتي ويا سعد من تظفر بك

إلا فا جعل الله من أمرنا خيرًا ...


سبحتُ في ذكرياتي إلى حد الاستغراق



تذكرت حينما كنت في سنين طفولتي ... تلك الطفولة

المغلفة بالبراءة جل ما يشغلنا هو اللعب كيفما كان ..

لا هم في صدورنا نحمله ولا خوف من مستقبل آتٍ .....

تذكرت استغاثتي دوما بمؤيد حينما كان أحدهم يضربني

أو يتلقف ما بيدي وخاصة من أبناء جيراننا .. وكيف كان مؤيد ينتقم لي منهم شر انتقام

... كان يبدو لي بطلا قويا رغم ضآلة جسده الصغير


بيوتنا المتقاربة نحن وخالتي نورة زادت علاقتي بسمر ومؤيد قوة وثباتا

.... كل يوم حين أعود من المدرسة كنت نلعب معا في ساحة منزلنا أو منزلهم

... هههههههه كنت اشعر بالغيرة من مؤيد حينما يحضر لأخته الحلوى ولا يذكرني

.. لكنه نادرا ماكان ينساني ..

وحين بلغت الثانية عشر من عمري أمرتني والدتي أن التزم الحجاب فقد كبرنا

نحن وأبناء خالاتي فلم يعد يصلح أن نتقابل بدون حجاب

كنت أشعر بالسعادة والفرح ها أنا كبرت وغدوت امرأة مثل أمي

وضحكت حينما نتعارك إنا وسمر ايتنا أطول واكبر والغلبة طبعا تكون لي

..بحكم إني اكبر سنا ...


أيقظني من سباتي صوت سمر وهي تصرخ بصوت عال فجر مسمعي

منادية لي

رباااااااااااااب مابك .... أين سرحتي ؟..

- أجبت دون شعور ها مابك ونسيت للحظة إنني في السيارة ..

- هههههههه اخلف الله عليك بعقل ياابنة خالتي

- صمتت مغتاظة لم يعجبني حديثها امام أخيها انها دوماً تتعمد إحراجي ...واضمر في

نفسي إن لا أدع الموضوع يمر هباء ..

- هل تريدين شيئا معينا من السوبر ماركت ؟ ...

- همست بصوت خفيض لا شكرًا ..

- ...ولا حتى جالكسي وشيبس ...

ضحكت بخفة حسبي الله عليك من فتاة ..

تبادلا هي وأخيها نظرة لم افهمها ليذهب بعدها إلى السوبر ماركت..



توجهت اليها وقرصتها قرصه دوى صراخها في السيارة

- ااااااااااااااااااه يا مجنونة ماذا تفعلين ؟

- لم تقولين اخلف الله علي بعقل لقد اغظتيني

- هههههههههه ولم اقل غير الصحيح ..

- تستحقين أكثر ولو لم أكن في السيارة لرأيت ماذا افعل بك ِ ..وما كان يجب أن

تتكلمي عند مؤيد لقد شعرت بالإحراج الشديد ..

- ما علمت أن مؤيدا يهمكِ لهذه الدرجة ...

زفرت بضيق اوووف يا سمر تبدين أحيانا ثقيلة الدم ...

أف أنها ما تزال تذكرني بما بيني وبين مؤيد ودقائق

واذا باب السيار ة يفتح حيث عاد مؤيد بكيس كبير يبدو انه كله شيبسات وجالسكي هههههه


إنني لا اصدق رباب تركب معنا يا لسعادتي رغم إني لن استفد شيئا

غير مزيدا من الحسرة والألم ..لم يهن علي أن تذهب مع سائق مشوار

لمدة نصف ساعة وهي بمفردهاااا

شعرت بالقهر وحمم تتقاذف في صدري إذ كيف يمكن لها

إن تركب مع السائق بمفردها ..حتى ولو كان ذا ثقة وشيخا كبيراً

أعوزته الحاجة لكن الدنيا لم تعد آمنه ..

لذا حرصت وعزمت على إن أوصلها هذه المرة وليكن مايكن ..

آآآآآآآآه ليتني لو استطع انتشالك من هذه الحياة

التي تعيشينها غربة ووحدة .. .ينازعني في نفسي أمر إن المحها

ولو لمحة قصيرة حتى أملئ عيني منها ربما هي المرة الأخيرة التي أراها

فيها لكن أتذكر أنها لا تحل لي فأغض طرفي بقهر ...

وهناك في منطقة لا تبعد كثيرا عنهم يجلس خالد وصاحبيه سامي وهشام في احد المقاهي ...


سامي : يا خالد اعلم إن ما تمر بها أمرا في غاية الصعوبة لكن هي على كل حال وصية والدك ؟

خالد : وهذا ما يؤلمني .. ما يمزقني ... إنني اشعر بأن والدي قد طوقني وأرضخني لأمر لا

أطيقه ....
سامي : يا فتــــى هدئ من روعك ربما في هذا خير لكما ..

خالد : أي خير يا سامي ما ذنب ابنة عمي التي لم أرها منذ كانت طفله ..اخشي إن اظلمها

معاي ...

هشام : ولم تظلمها هي ستكون زوجتك أولا وأخيرا ....

خالد : ارجووووووووك اسكت أي زوجه يا أخي بل قل مفروضة علي .

( ونهض خالد والملل يدب إليه من حالته النفسية المتعبة )


هو تفاجـأ كثيرا من الوصية شلت كيانه ..

إن والده يوصيه بالزواج منها في اقرب وقت فهي ابنة أخيه

ووحيدة ويرجو أن يكونا سندا لبعضهما ,,وحتى يحافظا على الإرث

الذي تركه والده لهما ...لأن رباب قطعة منه وستجعله بنظر عمها يهنأ في حياته !!

ظناً ظنه ومستقبلا رسمه لهما وقضي الأمر !!



وصل إلى منزله وهو لا يكاد يرى الطريق من تفكيره المشوش ....

ووجد في استقباله السيدة لطيفة ..


السلام عليكم يا خالتي وقبل رأسها ..

- وعليكم السلام ورحمة الله .. نهضت له تتلمسه خيرا يا ولدي ماهذا الوجوم الذي أراه
في محياك ؟!...

أطلق آهة مكتومة مع زفراتٍ حرى ...

- ليتكِ تعلمين مابي ,, اشعر إني في هم شديد ...

فراق والدي وسندي ... وتلك الرباب التي فرضت علي ...

- خالد يا بني والدك رحمه الله قد أفضى إلى اجله

.. إما الرباب .. فلم أنت مستاء منها ؟

صدقني حين تراها ستجدها مثل النسمة اللطيفة ..ستسعد حياتك

وتملأ بيتك أطفالا ,, فقط فكر جيدا ولا تدع الغضب والطيش يسيطر عليك ..

وقف بقامته الشامخة ... فكرة زواجه منها لم يتقبلها فكيف بفكرة أن أطفاله منها سيملؤن البيت !!

خالتي ليتني استطيع ,, الأمر أصعب من ذلك كثيراً


نذهب الآن عند شخصية لم يرد ذكرها كثيراً هنا .. بالطبع عرفتموها

هند


اليوم لا تسعها الدنيا من الفرح والبهجة فاليوم عقد قرانها على ابن صديق والدها

واسم خاطبها هيثم ..كانت حفلة عائليه بين أهليهما ..

هيثم عمره 27 عام صحفي يعمل في صحيفة مشهورة ...

يحب هند كثيرا وكانت أمله المنتظر .. أحبها لحب أهله لها .

.وثناءهم عليها .. وقد زاد بها شغفاً حين رآها في النظرة الشرعية ...

فبشرتها تتوسط بين البياض والسمار ذات عينان كحيلتان وشعر أسود فاحم وملامح جذابة ..
.
كانت تتمنى إن تكون رباب معها غير أنها تعلم تماماً ظروف رباب الصعبة ..

حان الآن دخول هند على هيثم وهي تنتفض حياءً ورهبة ..

هيثم حينما رآها لم يتمالك نفسه أن قال ما شاء الله تبارك الرحمن ونهض واقفاً لها .
..
نترك العروسين في فرحهما وسعادتهما لنذهب إلى رباب ...



الحمد الله لم يتبقى كثيرا عن الوقت لقد خطونا قرابة نصف الطريق ..


عم السكوت والهدوء في السيارة ليصدح صوت غناء لمطرب ..

ااف اف تضايقت كثيرا رباب واستغفرت الله في نفسها هتفت ..

- سمر سمر

- أهلاً ...
- أرجوك قولي لآخاك أن يغلق شريط الغناء فأنا لا أحب سماعها ...

- حسنا ... ياشيختنا ...

- تضايقت رباب في نفسها كثيرا وتساءلت مستغربة في نفسها ماهذا التفكير العقيم كون أنني لا أحب سماع الغناء غدوت شيخه !!

سبحان الله .. أمر غريب ..ومفاهيم غريبه تكسو عقول أغلب الناس ..

هي مستغربة من نفسها كيف أصبحت لا تحب الأغاني بعد عشقها الشديد لها .. كانت تصبح

وتمسي وهي تدندن لكنها منذ شهور سلكت طريقا آخر ... طريق الهدى

وأعلنتها توبة إلى مولاها من كل الماضي ..

لموقف رأته في المستشفى ولم تنساه حينما شهدت حالة احتضار لفتاة شابه

وقد لقنت الفتاة الشهادة فكررتها حتى النزاع الأخير ....

فأخذ هذا الموقف يرن في قلبها دهراً .. ياالهى لو كنت مكانها ترى هل

أضمن هذه الخاتمة الحسنه ... هل أضمن أن أنطق الشهادة ؟!!

كيف وصفحاتنا قد غدت سوداء من الآُثام ...



ومن بعدها تغيرت تدريجياً ...

طبعا مؤيد قد اقفل شريط الغناء احتراما لها وبدله بشريط للقران

بصوت مشاري العفاسي .. ذاك القارئ الذي يهز القلوب بترنمه العذب

..وانتشرت السكينه تملأ أجواء السيارة لتحلق القلوب في سماء آخرى
خالد

أجول الآن بين ممرات المستشفى ورائحة المعقمات تخترق الأنوف

وزحمة المراجعين وصخبهم يملأ المكان ... تذكرت للتو أن اليوم لدي

موعد في عيادة الطبيب وذلك لأني صدمت بسيارة قبل شهرين مما

تعرضت إثرها لكسور ألزمتني الفراش وتعافيت الحمد الله بسهولة

واليوم لدي موعد روتيني للاطمئنان على صحتي ...

فجأة بدر إلى مسمعي صوت ركض الممرضات يبدو أن هناك حالة

حادث ثلاث أشخاص يبدون مكسرين إلا إن هناك شخص منهم حالته

يبدو عليها خطرة ... يارب أرفق بهم ...



كنت واقفا بالقرب من قسم الطوارئ ولفت انتباهي تلك الفتاة التي يبدو أنها تنزف كثيرا يا للهول

شعرت بحزن عليها وشفقه !!

سمعت الطبيب يصرخ ويقول بسرعة نحتاج متبرع لا يوجد أحد لديه مثل فصيلتها

.... شعرت بأني من الواجب علي مساعدتها تقدمت للطبيب أخبرته بأني

مستعد للتبرع لها .. شكرني الطبيب ونظر إلى ملفي الطبي لتتطابق فصيلتنا أنا والفتاة !

وعلى الفور قاموا بسحب الدم مني ..

أما المريضة فقد أدخلت إلى حجرة العمليات وتمكن الأطباء بالسيطرة على حالتها

بعد غضون ساعتين خرجت الفتاة من غرفة العمليات إلى العناية .. وهي في حالة إغماء أخبرنا

الطبيب أنه مؤقت قد لا يتجاوز أسبوع ..وكنت هناك لم أذهب أتابع حالتها

.. أحسستُ أن واجبي الإنساني يفرض على الوقوف بجانبها ...يبدو أنها ليس لها أحد في هذه

المدينة ...



أما المصابان الآخران يبدو إن حالتهم بسيطة مجرد كسور ورضوض

وأخبرني الطبيب إن الفتاة كانت الضربة عليها أكثر وأقوى ...!

دخلتُ عليها خلسة أخذت أتأملها ... أعلم انه أمر صعب جدا ... لكنني لم استطع

مقاومة شعوري الداخلي وكأن هناك شئ يشدني لها !!


نظرت إليها والأجهزة تحيط بها من كل جانب .... وهي كالملاك النائم .... تماسكت

خشيت على دموعي التساقط لقد آثرت بي حالتها فهي تبدو صغيرة في السن

... رباه اشفها ..أخذت انظر إلى ذلك اللوح الورقي الملصق على سريريها ,,

وأخذت أقرأ اسمها,,, فشعرت بدوار كبير وفغرت فاي مندهشاً


ماذا ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


رب ا ب م ح م د عمرها 23 سنه

اقتربت منها أكثر أمعقول هي ابنة عمي ذاتها ا؟!!

لا لستُ أصدق ... أكاد أجن وأفقد عقلي ..


ما الذي جاء بي إلى هنااااااااااااااااااا ؟!!!!!!!!!!!


ذهبت إلى الطبيب بقلب وجل تمنيت أن تكون ليست هي رباب ابنة عمي ....

سألته عنها ... وأخبرني بأن أهلها على وشكـ الوصول فقد تم إبلاغهم ..

خرجت إلى الاستراحة وقدماي لاتقوى على المشي ..

خطر لي إن اذهب للمريض الآخر واسأله عنها ... هل هي ذاتها بالفعل رباب ؟؟؟

لكن حينما دخلت وجدت المريض نائم يبدو متعباً ...

اممم م تساءلت من يكون هذااااا ... لم ُأخبر بأن لها إخوة شباباً ..

قادتني قدماي إلى غرفة رباب مرة أخرى ...

أخذت أتأملها وفكري منسرح .. وذهني معصوف تماماً


انبهني صوت بكاء امرأة خلفي يبدو أنها والدتها ... دخلت الغرفة وأخذت تنظر إلى ابنتها وهي

تنتفض وتمسح على رأسها ... أخرجها الطبيب قسراً ..


آلمني حالها .. تقدمت الي لتسأل من أنت وكيف سمحت لنفسك الدخول عليها هكذااا ؟!!!

- الحمدالله على سلامة ابنتكِ ياخاله ... اطمئني أنها بخير ....

- ومن أنت إذن ؟!!

- إنا متبرع لها بدمي تابعت حالتها من البداية فلم تهن علي أنها وحيدة ..

- جزاك الله خيراً يا ولدي ...

- خالتي ؟

- نعم ..

- أود أن أسألك هل تعرفون شخصاً اسمه يوسف خالد ....

- نعم رحمه الله .. انه عم هذه الفتاة ....

- ماذاااااااااااااااا ؟ ....

- ولم تسل يا ابني ؟!!

- لأني وجدت اسمها يشبه اسم شخص اعرفه ...


( لم أشأ أن اخبرها خشيت أن تصدم يبدو أنها متأثرة جدا إلى حد الذهول )


بعدما اطمأننت على صحة المصابين ... عدت أدراجي إلى المنزل ... ووجدت خالتي لطيفة

تنتظرني بقلق ...

- خيرا يا ولدي.. ما الذي آخرك ؟؟


يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -