بداية

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -106

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي - غرام

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -106

السَلام عليكُم و رحمَة الله وبركاته.
إن شاء الله تكُونون بخير وصحة وسعادة
هذا ما يسمى بعنق
الزجاجه ،،
أن يرتع الهذيان
على قارعة
الحياة ..
أن تفقد السيطرة
على روحك ..
أن تتشبث
باحدهم
متوعدا اياه
ان أبصر السماء
بغير مآقيك ..
أن تمعن
جرح نفسك
بلذة غريبه
أفقدتك
حتى الشعور بالألم ..
أن تلعب
بحبلين أحدها
يتفنن بوسم الجرح
و آخر مطلي بالحنان
بارتخاءه
عن جسدك ..
أن ترى
كل شيء دون طعم
دون لون
دون رائحه
فقط هكذا
و ترتضيه لك
بابتسامة شاسعه "
* للمُبدعة : وردة شقى.

رواية : لمحت في شفتيْها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية ، بقلم : طِيشْ !

الجُزء ( 48 )

نام ساعةٍ واحدة وأستيقظ ، يشعُر بضيق الأجواء هُنا في دُوفيل بعد ماكانت تتسع له ولضحكاتِه ، بدأ لا ينام أبدًا وهذا الشيء يؤثر عليه سلبًا ، بالأمس تناول ثلاثةِ حبُوبٍ منوِمة ولا فائِدة ! سيُدمر نفسه بالحبُوب والنوم يبتعِد عنه ويهرب بسيقانٍ هزيلة تشدُ الكسر على ظهرِ عبدالعزيز.
يتذكر سوء الأشياء التي تحدُث إن لم ينام ، أبرزها أنه سيتخيَّلُ أشياءٍ ليست موجودة و سيُجن فعليًا حسب ما يعرف !
سار بالطُرقات الضيقة و المُزخرفة بالأزهار ، دخل للسوبرماركت ، أشترى قارورة مياه وسحب إحدى الجرائِد ليُسلي نفسه ، شعر بأن أحدًا خلفه ، ألتفت و سُرعان ماأنزل سعد رأسه خلف الرفُوف ،
خرج ومازال يسير في الطريق الأشدُ إزدحامًا في هذه القرية بسبب المحلات الصغيرة المُنتشرة فيه ، في جهةٍ مُقابلة لا تفصل عنهما سوى خطوات كانت رؤى تسير بجانبِ وليد . . عقلُها يغيبْ للأمس الذي فيه سقطت على الأرض بعد أن رأت ذلك العاشقُ كيف يُعبر بحُبِه ! تتذكرُ أحدٌ كان بمثل ذاك العاشق ! ياللسخرية!! كيف أصبحنا ننتذكر و ننسى في وقتٍ واحِد ! يالله كيف صرنا بهذه الصُورة السوداء ، أنِي أشتاق و لاأحد يفهم. في اللحظة التي فتحتُ بها عيني على وليد الذِي يقرأ بعضُ الآيات القرآنية ، من قال ليْ يومًا بصوتٍ تخشع له هذه الأشجار " رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " ، من قالها بصوتٍ بكت معهُ مساماتِ وجهي ، من رتَّلها على مسامعِي و أبكانِي ؟ والله أني أتذكرُ صوته و نبرته و أحاديثه ، والله أني أعرفُه من خامةِ صوته !! و أنا آسفة جدًا لصوتِك إن لم أعرفْ ملامِحه.
-
كان يومًا غائمة به القلُوب ، تجهشُ في بكائها ويضعها على صدرِه يضع كفُه أعلى رأسها و يتلُو من سُورة آل عُمران " إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " ختمها بقُبلة على رأسها ليقُول بصوتٍ بحّ فيه الحُب وجعًا : يا ربْ يا ربْ يا ربْ ناديتُك ثلاثًا و أنا أبتغِي بأضعافِها و أنت الذِي وسعت رحمتُك كل شيء ، أبتغي يالله بأن تجمعنِي بها على خير و تُسعدنا بحُبك و حُب ملائكتك ، يالله أني أحببتها فيك حُبًا عظيمًا فلا تُفرق بيننا و أنا الذِي لا أعرفُ الحياة الا بها . . يالله إن
قاطعته ببكائها : يكفي يا ناصر
تجاهلها ليُكمل : يالله أنك تعلم بحُبها بأضعافها أزح همَّها و يسِّر أمرها ، يالله أنك تعلم أنّ حزنها لايخصها وحدها بل قبائلٌ في قلبي من بعدها تضيق عليها ، يالله أني أحببتها فلا تحرمنِي منها بالدارِين "
-
قاطع سرحانُها وضبابيةِ رؤيتها وليد بصوتِه الحاني : رؤى
رؤى بهمس : ناصر ! ... ألتفتت على وليد لتُخبره و العينُ تغرق بدمعِها ، أكتشفت إسم من تعشقُه بقبائلِ قلبه أجمع ، أردفت بنبرةٍ مبحوحة : نااااصر !! أعرف إسمه كان يقرآ علي مثل ما قريت عليّ أمس ! مثله والله يا وليد
وليد بتشتت رهيب ألتزم الصمتْ
رؤى والدمُوع تُطيِّرها الريح الخفيفة على دُوفيل : وليد معاي ! أنا أعرفه ! زوجي إلا أنا متأكدة .. هو زوجي بس ...
وليد بهدُوء : كرري إستغفارك يا رؤى و معه الفرج
رؤى تهز رأسها بنفي : أبيه .. أبي أشوفه .. تكفى يا وليد
وليد : لو أعرف مكان أحد يعرفك ماترددت لحظة ورحت له ! وش قالت أمك أقصد امل !! مات ؟
رؤى وكأنها تتقبلُ الخبر لأول مرة ، كأنها تنفجع به ، كأنها تعيش الضياع بدورةٍ جديدة تدُور عليها ، أخفظت نظرها و صدرُها يضيق بشدَّة. رفعت عينها للطريق المواجه لها
سعد في جهةٍ أخرى أعتلته تنهيدة وهو يتمتم : رحنا فيها ..... ركض بجانِب عبدالعزيز ليسحب الكيس من يدِه و يُشتت إنتباهه
عبدالعزيز بغضب : الله يلـ .... صمت و أحاديثُ اللعان تأتي في بالِه ، تذكَّر كيف أن والِده سابقًا يُهذِّب حتى لسانه و لسان أخوته ، كيف غضبه يتجمَّع بعُقدة حاجبيْه عند لفظِ شيء نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام ، تذكَّر جيدًا كيف أنه كان مزروع في بيئة تحفُّها الروحانيـة ، تذكَّر الألم و " عُقدة حاجبيْه " ، يتذكرُ جيدًا كيف غضِب على هديل ذات مرة ليُخبرها " لا يدخل الجنة لعانًا مين الحمار اللي يرمي نفسه بالنار بسهولة !! لنفسك عليك حق لا تأذينها بالمعصية وبالكلام المنهي عنه يا هديل ! ولاتعصبيني من . . . . . إلى آخره من أحاديثِ والده الغاضبة الخافتة الهادئة المُحببة لقلبه .
فتح أزارير قميصه الأولى و الأرضُ بإتساعها تضيق ، أقترب من سلة القُمامة ليُرجِّع كل ما في بطنِه ، شعر بأنَّ حُنجرته تبكِي معه وتنجرح ، تضببت رؤيته بشدَّة وهو لايعرف كيف يتزن ، أستند على عمُود الإنارة المُعلقة به سلة القُمامة و أنظارُ البعض تتقزز والأخرى تتجاهل و ينطبق عليها " حالُها من نفسها فقط "
على بُعد 19 خطوة تمامًا بقدمٍ مُثقلة ، كان ظهرُ وليد يُقابل ظهر عبدالعزيز المنحني و الوجعُ ينهش صدرِه.
رؤى و دوارٌ يُغيب الوضوح أمامها ، عيناها تقف على ذاك الجسد الهزيل المنحني ، واقفة عيناها رُغم شتاتِها ! مسكت يد وليد حتى لا تسقط و بثوانِي قليلة حتى قدَّم وليد كُمِه و مسك يدَها ، رُغم انها لمسة يد ولكن يعرفُ جيدًا غريزة إبن آدم و يعرف جيدًا بأن هُناك شيطان يفصلهم لم يشأ أن يبدأ الفتنة الخافتة من لمسة يد ، قاوَم كل إندفاعاته و جعلها تلمسُ يدِه التي تُغطيها كُمِّه.
وليد : بسم الله عليك ، خلينا نرجع ترتاحين !
رؤى وضعت يدَها الأخرى على صدرِها وهي تشعُر بأن الأكسجين يختفِي من هذه الأرض ، بل ليست هي بالأرض الآن وعقلُها يتكاثفُ للسماء دون وِجهة ، يتكاثف وهي لاتعرف ماذا يدُور بعقلها ، يتكاثف ويصعد بـ " لاشيء " ، سقطت دمعة حارِقة أولعت شجُون الآخر المنحني على نفسه ، تخيَّل أن وجعُ التقيؤ بلا طعام يُبكِي رجُل ؟ تخيَّل كيف يبكيه ؟ ليس السبب يتركز بالتقيؤ بل السبب يرتكز بالألم ، أحمَّرت عينا عبدالعزيز وهي تُنبأ عن دمعةٍ تُرفرف ، دمعة يا عبدالعزيز لِمَ لمْ تعتقها ، لِمَ مددت يدِك لتمسحها قبل السقُوط ، قبل السقوط يا أنا.
رؤى بهمس : أختنق
وليد و على عتبة الرصيف أجلسَها : أخذِي نفس عميق وأهدي لا توترين حالك
رؤى و صدرُها يهبط بشدة : أحس بموت
وليد : بسم الله عليك .. خلاص أشششش لاتحكين بشيء .. أهدي .. أهدي
رؤى أجهشت ببكائها و الضيقُ يلتهمها ، في جهةٍ أخرى أخرج منديلاً من جيبِ بنطاله ومسح فمِه و يسيرُ بجهةٍ مُعاكسة للصبية الجالسة على الطريق ، بجهةٍ مُعاكسة وقلبه يصرخ بالعودة ، بجهةٍ مُعاكسة و الطريقُ لايُريد لهمَا اللقاء.
ألتفت ، و كل إلتفاتة هي عودة مكسُورة ، وقف بخطواتٍ مُرتبكة لايرى بها شيئًا سوى ضبابٌ يعتلي دُوفيل ، ماذا يحصُل ليْ ؟
تراجع بخطواتِه للخلف وهو مازال ينظُر إلى ذاك الرجُل ذو الأعين الرماديـة أمام الفتاة المُحجبـة ، يرَى كيف مدّ كفِه ليوقفها ، . .. . . . . 00:00:01 ثانيـة تفصُل عن موت خلايا الإحساس في قلبِ عبدالعزيز ! أرتَّج دماغُه وهو يتخبطُ بوقوفه ولا يتزن ، لحظة يا " هييه " .. لحظة! .. يالله ما بال صوتِي لايخرُج ؟ كيف نسيتُ صوتي ؟ كيف نسيتُ أن أتحدث ، يا " هييييييه أرجع " ...... يالله .. يالله لاتذهبين .. أرجُوكِ لا تُغادرين ، أرجوكِ أبقِ لثوانِي فقط ثوانِي لم أراكِ بإتزان ، لم أراكِ جيدًا ، هذه العينان أنا .. هذه العينان التي لمحتُها أنا ، أرجوكْ يا أنت أرجعها ليْ ، هذه عينايْ وربُ الحياة أني أفتقدُك يا غادة. يا شبيهُكِ حسبي على أعداءُ فتنتِك كيف خرجتِ ليْ ! كيف قُولِي ! أرجوكِ لا تذهبين ، " أختفت رُؤى من الطريق وهي تسيرُ بعكس سير أخيها الواقف و بجانبها وليد ، أختفت من أمامه وهو مازال يهذِي بداخله "
نظر لمن حوله و بعضُ الأعين تتعجب من حاله وترمزُ له بالجنُون ، سقطت يداه بخطيْن متوازيَيْن ، سقطت و الحياةُ تشتمه بأشدِ لعانٍ على نفسه ، هذا اللعان الذِي يأتيه على هيئة الأطياف ، لِمَ يا " حياتي " تلعنينني منكِ " ؟ ليتك يا ذاك الرجُل كُنت ناصر حتى أحلفُ بربِ الكون أنها " غادة " ، رجع ليصدم بشخص نظر له بنظرةٍ حانية تشفق عليه ومن ثُم ذهب. أعطى الطريقُ الذي سارت عليه أقدامُ من يفتقدها ظهره ، أعطى الحياة ظهره و سَار بإتجاه الفندق الذي بالزاوية.
صعد لشقته بالدرج و هو لايرى بتركيز ويصطدمُ بالجُدرانِ أكثر من مرَّة ، دخل بخطوات سريعة للغُرفة مُتجهًا للحمام وهو يتمضمض و يُغسل ملامِحه بماءٍ دافىء ، قلبُه ينبض بشدَّة ، قلبُه ينبض بأعجوبة و كأنه يُريد أن يُخبره عن الثواني المُتبقيـة بحياتِه.
سقط على ركبتيْه وبجنُون ضرب رأسه على حافةِ المغسلة ، لا يستوعب ألمُ رأسه ، لا يستوعب أبدًا كمية هذا الألم وهذا الأرق !
صرخ و هو يلوم صوته الذي لم يخرج قبل ثواني : غــــــــــــاااادة
سحب نفسه لخارِج الحمام وهو يجلس على الأرض و ظهره على الجِدار البُنِي ، لايتنفس بإنتظام و الأطيافُ تطوف حوله ، يارب لم تعد قوتِي تحتمِل كل هذا ؟ يا " يبــه " إبنِك لم يعد الرجُل الذي تُحب ، الرجُل الذي لا تهزُه الظروف. أنهار و الله أني أنهارُ بما لايحتمل لعينٍ أن ترى ! ليتك هُنا ، ليتك فقط تربت على كتفِي لتُبدد عتمتي ببعضِ الضوء ، أحتاجُك يا والدي.
قبل عامٍ ، كان في تلك المستشفى التي تتوسطُ باريس ، دخل وهو يُريد أن يكذب ما سمعه بالهاتف ، أراد بشدَّة أن يكُن كل هذا حلم. رأى هديل كيف تمُوت و رأى أُمه بعد أن ماتت ، أكثرُ من ذلك ألم ؟ كيف أتحمَّل أن أرى الأموات في ثوانيهم الأخيرة ؟
أنتبه لذاك العريض الأشقر يسأله ليتأكدُون من الجثث المتبقية.كان قلبُه ضعيف جدًا بأن يرى أبيه و غادة محروقين.
بخطواتٍ ميتة باكية أتجه لتلك الغرفة التِي تُجفف الدمع ببرودتها ، دخل و الغطاء الأبيض حول جسديْن ، أغمض عينه لايستطيع أن يرى أكثر ! رفعوا الغطاء الأوَّل وشعرُ غادة الأسود ينسابْ بخفَّة.
أخفض نظره و شهقاته تعتلي دُون دموع ، وضع كفَّه على شفتيْه غير قادِر أن يرى أكثر ، هي نظرة واحِدة قتلت كل خلاياه.
الرجُل الأشقر يربت على كتفه : أهذه شقيقتك ؟
عبدالعزيز هز رأسه بالإيجاب وقلبُه يتفتت ، يالله يا غادة ، يا عروس أخيك ! أرجوكم طمئنوا قلبي ألفظتوا الشهادة جميعًا أم لأ ؟ والله لا أتحمل كل هذا. يا هذه الخاتمة كيف تُخفف الحرقة في صدري ؟ حادث ؟ ليته مرض يُمهِّد ليْ الموت ! ليته شيءٌ آخر إلا أن أنفجع بكل هذا !
الرجُل رفع الغطاء عن الجسد الأخر و ألصق ظهره ليرفع عينه المُحمَّرة الباكية و يرى والِده المختفية ملامِحه بأكملها ولا شيء واضِح سوى شُعيرات رأسه التي يحفظ الشيبْ بها ،
سأله بوجع على حاله : أهذا والدك ؟
عبدالعزيز بصوت شارف على الإنتهاء والموت : فقط ثانية
الرجُل : تفضَّل
عبدالعزيز أقترب من جسد والده المُغطى بالبياض ، أنحني وقبَّل جبينه المحروق وأطال بقُبلته حتى سقط على الأرض بلا حولٍ ولا قوة.
رجَع للواقع المُر ، للحياة التي لاتُريد أن تفرحه أبدًا . .
أخرج هاتفه و أتصل على آخرُ رقم " ناصِر " ، أجابُه الآخر بصوتٍ ناعس : ألو
عبدالعزيز بصوتٍ مبحوح جرحه التقيؤ ، لا يرُد عليه.
ناصِر فزّ من سريره عندما رأى الإسم : ألو عبدالعزيز !! .. عزوز معايْ
عبدالعزيز بصوتٍ يُشارف على الإنهيار : شفتها !! .. شفتها والله ... بس راحت .. تخيل شفتها وماناديتها ! ماناديتها ، مقدرت أناديها !
ناصر : بسم الله عليك .. تعوَّذ من الشيطان
عبدالعزيز بجرح كبير صرخ به : أقولك شفتهاااااااا حرااام عليك .. حس فيني ...
ناصِر بوجع صمت
عبدالعزيز و دمُوعه لا تخرج ولكن صوته يكفِي للبُكاء ، يا عزة النفس التي تتكوَّرُ بدمعتي لِمَ لا تنهارين مثلي وتسقطين ؟ حتى الدمُوع تُكابر !
بضُعف : مقدرت أشوفها زين ، شفت عيونها ... عيونها يا ناصر .. عيونها اللي هي عيوني !! أغلط في كل شيء الا اللي تشبهني بعيونها !! إلا هي
ناصِر وفهم تماما ما يقصد ليتمتم : غادة !
عبدالعزيز و الصُداع يفتك جُمجمته و دمٌ يتقاطِر من مُقدمة رأسه إثر ضربته لنفسه : أنا الحقير اللي تعذرت بدوامي ! ليتني رحت وياهم ليتني شفتهم بآخر لحظاتهم ... ياربي ليتني شفتتهم بس لو شفتهم شوي .. شويَّة يا ناصر ماهو أكثر
ناصِر لم يحتمل إنهيار عبدالعزيز لينطق بحدة : عبدالعزيز خلااااااااص
عبدالعزيز بصوتٍ يتذبذب يتجه إلى الخفوت : ليتني ..
ناصِر أختنق قلبه : عبدالعزيز أدعي لهم ، زورهم !! اليوم زورهم والحين بعد
عبدالعزيز بهدُوء – هذا هدُوء الذين يسخَرُون من الحياة ويسقطُون بضحكتها أمواتًا - ، أردف : طيب
ناصِر لايتحمل صوتُ البحة من عبدالعزيز لذا نطق : أتصل علي بس ترجع وتهدآ ، بحفظ الرحمن . .
عبدالرحمن مدد أصابعه ليسقط الهاتف و قلبُه يتوقف عن التفكير و عقله في إغماءة. أريد أن أنام ، أُريد يالله أن أنام ، ياربي رحمتِك التي وسعت كل شيء أرزقني الصبر.
وقف بتثاقُل إلى المغسلة ، توضأ و الدماءُ من رأسه تتقاطر بقطراتٍ صغيرة و بسيطة ، تجاهلها تمامًا وهو يُكمل وضوءه.
لم يبتعد كثيرًا على الرُخام البارد سجد ، لم يستطع أن يقف على أقدامِه لركعتيْن أو حتى لركِعة ، لم يستطع و الحزنُ ينهش به.
سجَد و أنفُه يستقيم و ينعكس بالرُخام ، دمعةٍ في خلوتِه مع ربه سقطت ليُتمتم بهمسٍ قاتل : أرحمني يالله إن صار حالي بمثل ما صار لأهلي.
،
يُراقب تحركات شفتيْها البطيئة الضيِّقة ، يُريد أن يسألها أن يشفِي ما تثاقل على صدرِه ، ولو سمعت يا قلبي ماذا يُفيد ؟ أنت تعلم جيدًا أنني لستُ بقادِر على العيشْ مع فتاةٍ لم تُكمِّل أنوثتها برجُولتِي ! أنا مهما حاولت لستُ بقادِر على ذلك ، لايهُمْ يا سلطان . . لا شيء يهم يا قلبي.
همس : جيتيني ؟
صمت دبّ في الغُرفـة وكأنّ الأشياء من حولهم تُريد ان تشهد أيضًا ، ثواني طويلة و العرقُ يبللها بتعبٍ.
أنفاسُها ترتفع و أصابعها المغروزة في كفِّ سلطان ترتخِي ، لم ترُد و النوم العميق يتضح عليها ! سحب سلطان يدِه من على صدرِها وهو يُغلق أزارير بلوزتها التي فتحتها أثناء إيذاءها لنفسها ، أقترب وهو يُقبِّل كدمتُها القريبة من أذنها ، قبَّلها بهدُوء وأنفاسه الحارَّة تُداعب أذنها.
أبتعد بنفُور وهو يلُوم نفسِه ، عقد حاجبيْه بغضب على ذاته التي أصبحت تُسيِّره بأهوائه ، منذُ متى كُنت أسير بأهوائِي وأنا التي أكسرُ القلب إن أراد الذُل يومًا ! قبحٌ على دُنيا إن قادتني بقلبي.
بخطواتٍ هادئة طرقت الباب ودخلت ، أنتبهت للضحكة المُتبادلة بين رتيل و ضي ، عقدت حاجبيْها عندما رأت ضيْ ،
ضي المُرتبكة في حضُور عبير ألتفتت عليها : صباح الخير
لم ترد عليها لتوجه أنظارها لرتيل : بس تخلصين تعالي أبي أحكيك في موضوع
رتيل رفعت عينها وبهدُوء : قولي
عبير بحدة أتت بصيغة الأمر : تعالي غرفتي .. وخرجتْ.
رتيل شربت من كُوب العصير لتُردف : بروح أشوفها ! ... وتركت ضيْ بغُرفتها ، أكتفت هي الأخرى بتنهيدة تعلم جيدًا ان الدخول لعالم عبير مُرهق وصعب ، صعب جدًا أن تتقبلها ! لأجلك يا عبدالرحمن سأحاول ولكن سينفذ صبري بكل تأكيد و أنا التي تعلمتُ الصبر منذُ نعومة أظافرِي حتى رأيتُك ، صبرتُ لأجل البهجة التي ستدخل قلبي يومًا ، رأيتُ بك النافذة التي سأطُل بها على الحياة و خذلتني في البداية ككل البدايات المُدهشة التي تقتلني بدهشتها حد الخيبة ، تقتلني وجدًا. و لكن عوضتني كما لم يعوضني أحدٌ من قبلك و لأجل هذا التعويض البسيط الذي يتشكلُ دائِمًا على هيئة عِناق : أنا أعيش ، أحيا ، أبتسم ، أضحك ، أفرح .. أنت حياتِي بأكملها.
بشحُوبِ ملامحها رفعت حاجبها : وش تبغين ؟ وبعدين ليه تسفهين ضي كذا !!
عبير : أنا مستغربة أصلا كيف لك طاقة تحكين عقب اللي صار أمس !
رتيل بسخرية : ماجربتي تبكين زيي ! ولا أذكرك بالكف اللي كليته منك !! تذكري بس أنه كان برضا الشرع وأنتِ اللي فهمتيه غلط زي ماأنا فهمته
عبير بقهر : نعععم !! وش يعني برضا الشرع ؟ وأنتِ حيوان عشان يختارون لك الزوج ويقررون عنك !!
رتيل : عاد الشكوى لله قولي هالحكي لأبوك
عبير : على فكرة الإثم على أبوك وعلى الكلب الثاني ! لأن من شروط الزواج رضا الزوجين ودام مارضيتي فعلقي ذنبك برقبتهم
رتيل تأفأفت لتُردف : معلقة ذنبي وخالصة ! بس أنتِ وش يهمك ؟ أيه صح تذكرت من زود خوفك علي *أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية*
عبير بإرهاق فعلي صمتت
رتِيل و براكينها تثُور مجددا : قهروني بس والله ماأخليه يتهنى فيني لحظة !
عبير رفعت عينها لها لرتيل التي تستندُ على الباب : وكيف تقهرينهم ؟ لاتضحكين على نفسك كثير ولا تنسين كم مرة توعدتي وضعفتي
رتيل بكُرهٍ لما تنطقه شفاهِ أختها : ما ضعفت بس بالنهاية هو رجال أنا حتى ماأوصل كتفه !!
عبير : تدرين سكري على الموضوع لأني بمزاج مايتحمل مثل هالمواضيع
رتيل بعصبية كبيرة : بتشوفين كيف أقهرهم !! و بتعرفين أني قول وفعل !
عبير بسُخرية : إيه دارية أنك قول وفعل ماله داعي تقولين لي
رتيل بحقد : مرة وحدة شفتيني فيها وبتذليني عليها العُمر كله ! أنتِ أصلاً ماشفتي كل شي ، شفتي اللي يعجبك بس !
عبير بهدُوء : أكيد شفت اللي بعجبني
رتيل أحمَّر وجهها خجلاً من ذاك الموقف المقزز لذاكرتها ، رُغم انه يحمل أول قُبلـة مِنه و أول دفءٍ تذوقته شفتيْها و أولُ معصيـة من الشفاه ، أولُ الأشياء رُغم أنها بعض من مقبرةُ الحياة التي وُضعت بها.
أردفت بحدة : تدرين عاد !! كيفي إيه يختي كيفي أسوي اللي أبيه ! الحين بس بتطمن أنه الله راضي و عساني أصير أحقر إنسانة بهالكون !! وبفتخر بعد .. وش بتسوين لي ؟ بتحاضرين علي وبتعطيني من محاضرات التربية اللي حفظتيها ولا من هالكتب السخيفة اللي تقرينها !! لا تحسبيني غبية وأنه أي أحد يقدر يستغفلني ..
رفعت عبير بعينٍ غاضبة لآخرُ حديثها المُربك وكأنها تعرفُ بما يحصُل لها ،
رتيل تُكمل : إن كان أستغلني مرة أنا قادرة أستغله وبتشوفين يا عبير كيف أوقفه عند حده ولو على حساب هالقلب * أشارت لصدرها * وبذكرك كيف لو يذبحوني مانطقت له أحبك اللي أنتِ ذالتني فيها ! بتشوفين يا عبير
خرجت من غرفتها لتصدم بأبيها الواقف والذي يستمعُ لآخر حديثها ، بخطوات سريعة ركضت عبير لباب غُرفتها وأغلقته جيدًا لتنزل على الرُخام و تضع ظهرها على الباب و دموعٍ مُرتبكة تنتثر.
قلبُ رتيل لاينتظم و هي تخافُه ، تخاف أنه سمع كلماتِها ! ، أيُّ بذاءةٍ نطقت بها أمام والِدها.
أرتبكت وهي تُشتت نظراتها مُتجمدة في مكانها لينطق والدها : شافتك وين ؟
رتيل مُتحججة بزعلها : ماأظن يهمك .. وحاولت أن تمُر بجواره لتدخل غرفتها ولكن يد والدها قطعتها لتضيق على معصمها : من متى أكلمك وتروحين قبل لا أخلص كلامي ؟
خرجت ضي من غُرفة رتيل لترى الأجواء المشحونة ، أقتربت من عبدالرحمن في وقتٍ نطق هو : مهما صار ما تقللين أدبك معي
رتيل بصوتٍ خافت : إن شاء الله
ترك معصمها ليلفظ : وين شافتك ؟
رتيل أصطدمت فكُوكِها بربكة لتجد بأن لا رد يحضُرها ولا حتى كذبـة مُحرمة تنقذها.
عبدالرحمن بغضب كبير : معاه ؟
رتيل بإندفاع : لأ
عبدالرحمن رفع حاجبه : أجل ؟
رتيل وأنظاره لاتسقط إلا على الأبواب التي تُحيط بها ، بقهرٍ كبير نطقت : أني صارحت لها بشيء
عبدالرحمن و هذا الألمُ يشطره نصفيْن ، أنا المخطئ في كُل هذا و أنا الذي أتحملُ الذنب ، كنت أقُول خيرُ أخٍ لك سيكُون عبدالعزيز ! توقعته أن ينظِر لك بعينِ الأخوة وأنا الذِي عرفته منذُ صغره ، كُنت أريده أن يكُون إبنًا ليْ و خاب ماأريد ، خاب منذُ أول مرةٍ أتى وعاقبتُكِ به ، ليت مقرن أوقفني ، ليت أحدهُم أمرني حتى لو غضبت ، ليتني أوقفت المهزلة التي تصير في بيتي منذُ بدايتها ، لم أظنُ بك يا عزيز ظنًا سيء و ليتني ظننتُ كما أشك في هذا العالم بأكمله ، ليتني شككتُ بِك.
رتيل أخذت نفسًا عميقًا و هي تضطربُ بأنفاسها ،
عبدالرحمن تركها لينزل للأسفَل و ضي تُراقب سيره الغاضب ، ألتفتت على رتيل لتدخل هي الأخرة بمثل خطواتِ والدها الغاضب وتُغلق الباب بقوة.
،
في ظُلمةٍ تهبط إلى الأرض و الساعات تتأخر و تبدأ بالفجر ، أقترب بخطواتٍ خفيفة يُراقب تحركاتها بفستانها الذي يراه بـ " اللاشيء وكأنها عارية " رُغم أنه لم يضيق بها أبدًا ولكن عيناه ترى مالايراه هذا العالم.
أبتسمت عندما رأته و أشرقت الشمسُ مُبكِرًا من بين شفتيْها ، : تُركي ؟
تركي بإبتسامته الدافئة جلس بجانبها ، تحدَّثت معه و هو في إغماءةٍ لايستوعب ماتقُوله ، تطفُو ضحكاتها قليلاً لتهدأ وهي تتحدثُ بأمورٍ كثيرة و عينَا تُركي تُشير لشيءٍ آخر ، إبتسامته لم تكُن ذات معنى طيبٍ أبد
رفعت حاجبها بإستغراب : تُركيي !! وش فيك جالسة أسولف معـ ؟
ألتهم عُنقها لتدفعه و تسقط على الأرض ، سقط من خلفها و عيناه تحكِي عشقٌ ينمُو بشكلٍ مُقزز مُحرَّم ، يالله لاتسقط علينا هذا السقف ، إنا نخافُ غضبك وعذابك ، ما أنت فاعلٌ بي ؟ حاولت مقاومته/دفعه ولم تستطع ، أخذت الإناءُ ذو النقوش والزخارف الذي يزيِّنُ مفرش الطاولة لتحذفه عليه و مازال مُحكم قيدِه عليها ، صرخت : يـــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــه .. يبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ... ريــــــــــآآآآآآآآآآآآآآن .. آآآآه ... حراااااااااااااام .. حرااام ... الله يخليك .. تركيييي أبعععد ... تركييي ما يصير ... مايصييييييير ...
أقترب منها أكثر و نسى " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ, إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً " ، نسى بأن معصيـتُه تقُوده للنار مُثقلاً.
بدأ الضبابُ يغزُو محاجِرها و الدماء تسيل لتُلطخ الفرش الذي تحتها و سيقانها البيضاء تتحوَّل للحُمرة و صوتِ تُركي مُؤذي مُوجع و مُبكي لدناءته.
أغمضت عيناها وهي تتمتم: يالله ... يمممه ... ياربي .. يااربي
و حركةٌ من تُركي جعلتها تصرخ بالإستعانة بالله ، لتهدأُ رجفةِ جسدها المُتناثر قطع قماشه على الأرض و . . . .
فتحت عيناها و الشمسُ تخترق بضوئها عُتمتها ، ألتفتت يمنةً ويُسرة لتطمئن بأنَّ سلطان ليس هُنا .
وضعت يدِها على صدرها المضطرب لتنفثُ عن شمالها ثلاثًا وتُتمتم : اللهم أني أعوذ بك من همزات الشيطان ومن أن يحضرُون.
وقفت بخطى مُرتبكة و العرقُ يُغطي جبينها وهي تلومُ نفسها كيف فاتتها صلاة الفجر و الوصف المخيف يدبُ في أذنها دائِمًا كلما تثاقلت عن الصلاة ، يدبُ بصوتٍ إمرأة شرسـة هذَّبت مراهقتها أيامُ دراستها في السنة المتوسطة " و ما أدراك ما سقر لا تبقي و لا تذر" فمن دخلها دمر لحمه و ذاب عظمه حتى يتحول إلى فتات و تعود مرة أخرى و هكذا فمن هم أهل سقر و لماذا دخلوها " ما سلككم في سقر: قالوا لم نكن من المصلين " أن أول سبب لدخول سقر الرهيبة ترك الصلاة فتارك الصلاة يعلن ضمنا موافقته علي عذاب سقر "
أستعاذت من الشيطان و من عذابُ جهنَّم و كل تلك الأشياء السيئة و عندما وضعت كفَّها على مقبض الباب لتفتحه ، أنفتح لتتفآجأ بسُلطان خارج و هو يلفُ المنشفة على خصره.
أنتفض قلبها و هو ينبضُ بأعدادٍ مهوِّلة ، ولو كانت حامل لأجهضت من هذه الربكة التي سكنت قلبها الآن.
عادت للخلف عدة خطوات و أنظارها مُشتتة متوترة . . خائفة ،
تركها سلطان ليتجه مُبتعدًا عنها ، دخلت الحمام وهي تُغلقه أكثر من مرة ، مسكت وجهها المُحمَّر والذي يحترق بدرجة حرارتها !
غسلت وجهها بالماءِ البارد و هي تشعرُ بأن طيفًا خلفها ، ألتفتت برُعب ولا أحد سوى ظلِها ، بدأت بوضوءها وأعينها ترتبك ، تلتفت كثيرًا و تشعُر بأن هذا المكان يضيقُ بها ، لن تتردد بأن تذهب مع والدها ! من المستحيل أن تعيش بهذا الخوف دائِمًا.
بخطوات بطيئة خرجت و هي ترى إنعكاسه واقفًا يُغلق أزارير ثوبـِه الأبيض ، تخطتهُ لتفرش سجادتها وتقف مُصليـة ، ثواني قليلة حتى سلَّمت وهي واقفة وأعادت صلاتها لتخشع أكثر و تُقابل ربها بما يليق ، تنهَّدت لتقطع صلاتها مرةً أخرى و تفكيرها يرتكز بدوامةِ سلطان ، منك لله حتى في صلاتِي حضرت ! لاتعرف لِمَ هذَّبت أهوائها بأصواتِ الغاضبين العنيفين ، لاتعرف لِمَ إذا أرادت أن تذهب لمكانٍ ما يأتيها صوتُ سلطان الغاضب و لا تعرف لِماذا إذا نسيت صلاتها أو تثاقلت عنها يأتِيها صوتُ المرأة العنيف تلك المرشدة الطلابية ولا تفهم أبدًا لِمَ تحفظُ ذاك الصوت الثقيل الذي يُخبرها " إن أردتِ أن تُقابلين أحدًا مكرمك كيف يكُن لقاءك به ؟ إن كان باردًا فأنتِ سيئة التربية لم تُقابلي الشخص الذِي وهبك الكثير بالشكر ولو قليلاً ، إن كان لقاءك به مُجرد لقاء أنتِ هكذا لاتشكرينه ومن لايشكر أحدًا بسهولة سيسحب ماوهبكِ إياه وبيقول في نفسه ماتستاهل ! ولله المثل الأعلى ، لله المثل الأعلى وتعالى الله عن كل هذا ، مُخجل أن يكُن لقاءكِ به باردًا لاشعُور فيه "
ألتفتت على سلطان الذي وقف أمام المرآة و سُرعان ماكبَّرت وحاولت أن تخشع بصلاتِها ، ركعتينْ خافتتين عسى أن يتقبلهم الله هذا ماتمتمت به نفسها حتى تلت أذكار الصلاة و ألتفتت عليه لاتعرفُ كثرة إلتفاتاتها اليوم ولكن رُبما لأنها تخافُ الطعن في الظهر.
سلطان بهدُوء وهو يُعدِّل نسفةِ شماغه : محتاجة شي ؟
الجوهرة بهدُوء أكثر : لآ

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -