بداية

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -114

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي - غرام

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -114

سلطان تنهَّد : رائد هو اللي كان المسؤول عن هالعملية بس وين الدليل ؟
: بحسب أقوال هشام انه اللي خلفها صالح العيد .. اللي طبعًا كان يحمل جواز مزوَّر قدر يعبر فيه الحدود .. مافيه أي أثر للجوهي بهالعملية
سلطان : تذكر لما راح عز له .. لقى ورقة صالح العيد عنده .. مستحيل مايكون وراها !! لازم نجيب أوراق من مكتبه تثبت تورطه في هالعملية
بضحكة : ما يجيبها إلا عز
سلطان أبتسم : خله مشغول في باريس !! بكرا نشوف هالموضوع
: تآمر على شي ثاني
سلطان : لا مع السلامة .. وأغلقه ليرفع عينه للواقفة أمامه.
حصة : صار لي ساعة أنتظر مكالمتك تخلص .. وش هالحوسة !!
سلطان وهو يُغلق بعض الملفات : نادي لي عايشة ولا عليك أمر
حصة : وليه عايشة ؟ أنا أرتب معك
سلطان : لا ماأبيك ترتبين ولا شي ..
حصة أبتسمت وهي تتقدم له : أنا متمللة وأبي أرتب
سلطان بإبتسامة : دام كِذا براحتك ... إيه وش بغيتي ؟
حصة : فيه واحد متقدم للعنود
سلطان بضحكة : هذي الساعة المباركة
حصة بضيق : لا تتمصخر بالنهاية بنتي اللي يهينها يهيني
سلطان بـ وِد : وأنا أهنتها !! بالعكس مبسوط
حصة : بس أنا ماني راضية
سلطان : ماهي بزر !! كبرت وخلها تتزوج وتركد في بيت رجلها
حصة : مو قصدي كِذا بس أنا ماني راضية على الرجال و ابوها راضي ماتشوفها صار لها كم يوم عند أبوها وزعلانة
سلطان : مين يكون ؟
حصة : ماتعرفه كان معها بالجامعة إسمه ماجد بس .. يعني بدون لا أتبلى عليهم لكن ناسهم وعايلتهم ماتعجبني
سلطان : وش يطلع إن شاء الله ؟
حصة : ماجد الجخيم ( إسم وهمي )
سلطان بهدُوء : ولد فايز ؟
حصة : إيه
سلطان عقد حاجبيْه : أنا أكلم محمد وبعدين كيف تفكر بنتك !!
حصة : قلت لها والله أنه ما يصلح لك هم ناس غير عنَّا مافيه أي توافق بيننا لا عادات ولا حتى تقاليد تجمعنا معهم وحتى عايشين في دبي !!
سلطان : أنهبلت بنتك
حصَة : كلِّم أبوها يمكن يركد لأنها تقول أنه وافق
سلطان تنهَّد : مدري متى تهجد هالبنت !! .. خليها تجي البيت
حصة : تعرف ماأحب أغصبها
سلطان بإنفعال : وش تغصبينها! أجل مخليتها عند أبوها اللي مايدري عنها !!! ربِّيها على الشدة ماهو كل شي تبيه توصله .. لازم تعرف أنه لكل شي حدّ ...
طرقت عائشة الباب مفتُوح لتلتفت حصَة إليْها ، : أنُود فيه يجي !
سلطان ترك الأوراق وخرج ليأتيه صوت حصة : لا تكلمها أنا أعرف أقنعها
العنُود التي كانت على وشك الإتجاه لغُرفتها أنتبهت لهُما ، تقدَّمت لوالدتها وقبَّلت رأسها ،
سلطان : حلَت لك الجلسة هناك ؟
العنُود رفعت حاجبها وبدلع : إيييه عندك مانع ؟
سلطان عض شفتِه السُفلى : إيه عندي مانع !! ولا أنتِ تمشين على المصلحة متى ماأشتهى مزاجك سويتي نفسك البارَّة في أبوك ومتى ماتبين جيتي عند أمك
العنُود بصوتٍ ناعم : أنت مالك شغل أمي أشتكت لك ولا أبوي أتصل وقالك تعال خذ بنتي
سلطان : أمك أشتكت لي ! وأصلا الكلام معك ضايع لازم أرجع كم سنة لورى عشان أقدر أحاكيك بمستوى عقليتك
العنود بسخرية : تكفى عاد تواضع وكلمني.. يقال ميتة عليك
حصة بحدة : العنود تكلمي زين مع ولد خالك
سلطان بإبتسامة : لأا خليها تكمِّل عشان أخليها تتشهد قبل زواجها
العنُود بضحكة : آهآآ ! قول كذا أجل وصلك الخبر
سلطان بهدُوء : وش تبين فيه ؟ كِذا مزاج بعد بتتزوجين
العنود : مالك دخل في حياتي الخاصة وماراح أبرر لك إختياراتي !! أنا إنسانة وموافقة وولي أمري موافق ماأظن مكتوب في شروط الزواج لازم موافقة عيال الخال والعم
سلطان بحدة : شوفي لا تلعبين معي عشان ماأنسِّيك سنين عمرك الجاية ! وترى أسويها ..
العنُود فهمت قصده وبإنفعال : يوم تدخلت بحياتك مع سعاد الله يرحمها قلت أسكتي ومالك دخل والحين عادي تتدخل فيني ! اللي ما ترضاه على نفسك .. لا ترضاه عليْ لو سمحت
سلطان : لا يا بنت عمتي يوم تدخلتي بسعاد كان تدخلك ماله مبرر بس أنا الحين عندي تبريراتي ودام قادر أوقف هالزواج فأنا بوقفه بدون لا أسأل عنك .. أجل ناوية تتزوجينه كِذا إستهبال ولعب عيال
العنُود بجرأة : لا بتزوجه عشاني أحبه و أحب عقله .. ماأحبه بناءً على شهوات .. وأنت فاهم بعد وش أقصد
هذا الإتهام الصريح لسلطان من شأنه أن يفيضُ بالبراكين في نفسِه وفي نفسِ حصَة أيضًا.
حصة أتجهت لإبنتها : أدخلي غرفتك حسابك بعدين
سلطان بغضب : لحظة خليها !! وش يعني شهوات !! توِّك ما طلعتي من البيضة وجاية تحاضرين عليّ !! يوم تزوجت سعاد ما كنت ميت على جمالها ولا حتى جسمها !! وأنتِ أكثر وحدة تعرفين كيف صار زواجي منها فعشان كذا أبلعي لسانك ولاتقولين كلام منتِ قدَّه و أقسم لك بالله أنك راح تندمين على كل كلمة وزواج من ماجد تحلمين فيه لو يجيني ويقول أنه حافظ القرآن
العنُود بإنفعال أكبر : ليه ما طلقتها يوم طلبت منك ؟ أنت أصلاً تفكيرك محدود تفكير حيواني
حصة بغضب : العنووود ووجع !!
سلطان أقترب ونيته لا تُبشِر بالخير . . هذه الإتهامات الرخيصة التي ترميها ولا تعرفُ حجم ما تحكِي تجعلهُ يمدُ يده للمرةِ الألف ولن يشعرُ بتأنيب ضميرٍ أبدًا.
العنُود وجنّ جنُونها : إيه هذا الشاطر فيه تبرهن رجولتك على الحريم لأنك حـ ...
لم تُكمل من صفعة والدتها ، و النادر يحصلُ الآن تحت أنظار الجوهرة الواقفة خلفهم في مُنتصف الدرج، مدَّت يدها الأم الحنُونة التي بقيْت طوال عُمرها ترمي لومها على يدها القصيرة عندما تتجاوز إبنتها الحدُود ، هذه المرَّة لم تتنمَّل ذراعُها من تأنيب الضمير فهي تستحقُ ذلك.
العنُود بدهشة تنظرُ لوالدتها : تضربيني عشانه ؟
تجمَّعت دمُوعها في محاجرها لتصرخ : أنا غلطانة أني رجعت لأنكم ناس متخلفة إلى الآن ما تطوَّرت عقولها !!!!
سلطان بهدُوء : إيه متخلفين وش عندك ؟ وغصبًا عليك بترجعين لنا !! و التطور يا حلوة أنك ما تشتمين وتتهمين على باطل !! كانك تبين التطوِّر ولا أنتِ عندك الأسلوب الرخيص والكلام الوصخ هو التطوِّر ؟ تطوَّري بأقوالك يا ماما قبل أفعالك
حصة بضيق ويبدُو من عينيها المُحمَّرة أنها على وشك البُكاء .
العنُود :أنت بالذات مالك دخل !! يخي كيفي وش دخلك فيني !! روح لمرتك وطبِّق أساليبك عليها بس عليّ أنا لأ وألف مرة بقولها لك لأ !!! وراي أبو قادر يحط لك حد
سلطان بسخرية : تفكين خوفتيني بهالأبو !! أسمعيني وللمرة المليون أقولها لك نظام المصخرة اللي ماشية عليه تقطعينه ولا بتشوفين شي مايرضيك !!
العنُود بحدة : ماراح أقطعه ! ومالك حق تتدخل فيني .... وأتجهت نحو غرفتها لتضج البيت بصوتِ إغلاق الباب.
سلطان ينظرُ لعينِ عمته : تبكين عشانها !! خليها عنك ماعندها غير هاللسان .. أقترب منها ودمُوعها تنهمر
سحبها لصدره ليُقبِّل رأسها وبهدُوء : الحين كل هالبكي عشان كلامها ؟ أنا الحين أكلم أبوها وأخليه يوقفها عند حدَّها ... حصة ... طالعيني .. مسح دمُوعها بكفِّه الباردة
حصَة بإختناق : ماأبي تتجدد المشاكل بينكم .. كان ممكن نقنعها بهدُوء أنها ترفض هالماجد .. بس مو كذا !! يعني قهرتك وقهرتني
سلطان : خلها ترجع لعقلها ساعتها ماراح تصير مشاكل بس دامها بهالتفاهة اللي عايشة فيها فأنا بوقفها عند حدها ولا تكسر خاطرك بكم كلمة .. أعرف قلبك بسرعة يرحمها !! خليها تتعلم من أخطائها ما خرَّبها غير دلعك
أنسحبت بهدُوء للأعلى قبل أن يُلاحظونها ، تكرهُ هذه العنُود بل تشتدُ كرهًا ناحيتها ، تشعرُ بإهتمام سلطان لها ؟ رُغم كلامه لكن رُبما كان يُحبها سابقًا ، لِمَ يرفضُ ؟ لِمَ يتدخلُ بحياتها إلا إذا كانت مُهمة بالنسبة له أو . . فعلا يُحبها! هذا ليس إهتمام بسيط، حتى في غيابها يفتقدها ويسألُ عنها ؟ الجميع يحظى بإهتمامه إلا أنا ، الجميع مُغلَّف بحبه بجميع الأشكال حتى وإن بيَّن بروده أفعاله تفضحه إلا أنا !! ويُريدني ؟ يُريد أن يقهرني ، يستهزأ بعقل والدِي وهو يُخبره " ببدأ حياة جديدة " ، يعلمُ في قرارة نفسه أنه لن يبدأ معي ولكن هكذا ! ليقهرني ، ليُذيقني من عذابه و من سياطِ حُبي له. سأجهض حُبك عن قريب وسترى من هي الجوهرة التي أستصغرتها في كل أفعالك. تبًا لك يا سلطان.
،
ضحك على الأوراق المُتجعدة أطرافها إثر الزمن الذِي مرّ عليْها ، و بعضُ رسوماته السيئة وأيضًا بعضُها الجميل ، وكلماته وعباراته العنفوانية الباردة ، كان مُثير للإهتمام في عمله و أنظارُ الفتيات تحُوم عليه لأنه ببساطة كان قليلُ الكلام يجذبُهم فقط بنظراته وبصمته.
رفع عينه : من وين جبتيهم ؟
أثير بإبتسامة : أمي اليوم تنظف البيت وشافتهم
عبدالعزيز : تدرين ! أحسك تغيرتي حيل
أثير : من أي ناحية ؟
عبدالعزيز تنهَّد : مدري قبل كنتِ خجولة الحكي منك مايطلع بسرعة وكانت رسايلك هي الواضحة غيره فأنتِ حتى ماتحبين تحطين عينك في عيني
أثير بهدُوء : لأني أحبك
عبدالعزيز ضحك : ماهو سبب
أثير : ما تغيَّرت شخصيتي كذا مع الكل بس كنت معك أرتبك وأتوتَّر .. تذكر يوم هديل الله يرحمها قالت لك أثير جريئة ولها شخصيتها المستقلة قمت قلت أثير ماغيرها ! وما صدقت
عبدالعزيز : إيه صح ما صدقت لأني كنت أشوفك غير عن نظرة الناس لك
أثير ضحكت لتُردف : إيه قلت لك لأني كنت غير معك بس الحين بيننا عقد زواج فأكيد اللي كنت أرتبك منه تغيَّر
عبدالعزيز بهدُوء : اللي يحب يرتبك قدام اللي يحبه حتى لو بعد 100 سنة
أثير بضحكة : يعني تشكك في حُبي ؟ لا ماهو شرط ! يعني قبل في البداية أكيد بيننا إرتباك بعدين خلاص
عبدالعزيز : أنا أشوف شي ثاني ، الحُب ما يعرف الإتزان لا في الحكي ولا في النظرات ولا في الخطوات ولا حتى في المشية
أثير أبتسمت : يمكن بس أنا نظرتي للحب شي غير
عبدالعزيز بخفُوت : أبوك موجود ؟
أثير : لا تعرف عاد أبوي مع عمي ما يخلون ديرة عشان العلاج وكل مرة نفس الشي
عبدالعزيز : الله يشفيه بس كويِّس يعني مايقطع أمله
أثير بهدُوء : بس خلاص الواحد يرضى !! صار له أكثر من 5 سنوات وهو مقعد يعني يرضى باللي كتبه ربي
عبدالعزيز : ليه تتكلمين عن أبوك بهالطريقة ؟
أثير : لأني واقعية !! الأطباء قالوا خلاص العملية فاشلة ليه يتعب نفسه ويتعب عمي وراه
عبدالعزيز تنهَّد : طيب أبيك تجين تعيشين وياي
أثير بدهشة : هاااا !!!
عبدالعزيز رفع حاجبه : إيه يعني خلاص
أثير : كيف خلاص ؟ لازم عرس وأبغى أنبسط أنا مع صديقاتي
عبدالعزيز : أثير ماهو وقت عروس وخرابيط !! خلاص تزوجنا ولله الحمد بلاها هالأشياء الثانية
أثير : كيف يعني !! تبيني كذا أجيب أغراضي وأجي عندك .. معليش عبدالعزيز بس هالشي ينقص من قدري قدام الكل
عبدالعزيز : طيب نسوي حفلة بسيطة في أيّ زفت
أثير : لا ماأبغى في أي زفت!!
عبدالعزيز أخذ نفس عميقًا : حبيبتي يعني هالوقت بالنسبة لي ضيق وحساس وعندي شغل فما أقدر لمناسبات كبيرة .. إن شاء الله لا أستقرت الأمور أبشري في حفلة زي ماتبين
أثير بإمالة لفمها مُعبِّرة عن إمتعاضها : طيب
عبدالعزيز : الأسبوع الجاي
أثير شهقت : عاد مو لهدرجة !!
عبدالعزيز : شوفي يا إما الأسبوع الجاي أو بعد .. يمكن سنة وأكثر وأنتِ أختاري
أثير بقهر : يعني تجبرني بطريقة غير مباشرة !!
عبدالعزيز : ما أجبرك بس أنا ماني فاضي إلا هالويك إند وبعدها ماراح أقدر
أثير بضيق : طيب بقول لأبوي
عبدالعزيز بسخرية : عاد لا تحسسيني أنه كلامه يمشي عليك
أثير عقدت حاجبيْها : توِّك تنتقد أني أتكلم عن أبوي بهالطريقة !! يالله على تناقضك
عبدالعزيز : إيه طبيعي ماني راضي أنك تتكلمين عن أبوك بهالطريقة بس عشان أقولك أنك ماتتعذرين في أبوك مستقبلاً
أثير تنهَّدت وهي تقف : أنا ماشية
عبدالعزيز وقف معها في المقهى الصغير الذِي على زاوية الطريق ، أخذ معطفه و عينه تنظرُ لخلف أثير من النافذة المفتُوحة حيثُ رتيل وضيْء.
خرجُوا من المقهى ليقترب عبدالعزيز من أثِير ويطبعُ قُبلتِه على خدِها : أشوفك على خير
أثير رُغم أنها أستغربت إلا أنها أبتسمت : إن شاء الله ... وأتجهت بطريقٍ بعيد حيثُ تخرجُ من هذه المنطقة.
لم يضع عينه عليها حتى لا يُبيِّن لها أنه رآها ، سَار وإبتسامة الخبث تُزيِّن شفاهِه ، يوَّد لو أنه يلتفت ويرى الغضب في نظراتها ولكن مصلحته الكبرى تتحقق بأن لا ينظرُ إليها.
خلفه بعدة خطوات ، تمتمت : قذر حقيير
ضي ضحكت بخفُوت : أقص إيدي إذا ماكان منتبه لك ويبي يستفزك بس ماشفتي وجه أثير مبيِّن أنها مستغربة
رتيل : تعلميني فيه !! أصلا ما شافني ولا حتى ألتفت
ضي : لا تضايقين نفسك! مردَّه بيعرف قدرك
رتيل : ماأبغاه يعرف قدري بس لا يقهرني !! أمس شفته بليل
ضي رفعت حاجبها بإستغراب : نزلتي ؟ ؟
رتيل : كنت أبي أشحن جوالي طفشت وأنتم نايمين قلت أشغَّل النت .. رحت السوبرماركت وجاني كان يبي يكلمني بس ماخليته
ضي : هههههه كفو
رتيل : بس جت الحيَّة ذي وشفت نظراته لها ... ضي والله مبين يحبها !
ضي : رتيل أنتِ تقولين كذا من قهرك بس أنا أحكم من برا واللي واضح انه مايحبها .. ماشفتي نظراته لك ذاك اليوم يعني مبيِّن شعوره بس أنتِ عشانك مقهورة تقولين عكس هالحكي
رتيل بضيق : شوفي الكلبة لا حجاب ولا شي ويجي عندي يحاضر بالدين والأخلاق
ضي : كم وحدة بحجابها وأخلاقها صفر ووحدة بدون حجاب وأخلاقها طيبة
رتيل : أنا ماأقصد كذا بس شوفي لبسها حتى !! حيوانة تقهر
ضي : هههه تغارين منها
رتيل تنهَّدت : ماأغار بس كلبة
ضي : عاد شوفي الناس أذواق ! ماأشوفها حلوة .. يعني شعرها بس مزيِّنها و .. بصراحة جسمها حلو
رتيل بقهر : وش بقى يعني خشتها مهي بحلوة ؟ وبيضا بعد عاد هو يتقطّع قلبه عند البِيض جعله اللي مانيب قايلة
ضي بضحكة : خليك واثقة من نفسك .. أنتِ أحلى منها وبصفات كثيرة ماهو وحدة وبس !! عشان كِذا لا تبينين أنك غايرة منها
رتيل : قلت لك ماأغار !! خلها تولِّي أغار من ساندي ولا أغار منها
ضي : هههه أستغفر الله .. تكفين عاد لا تحشين
رتيل : ترى ساندي حلوة والله .. ماأقصد أتطنز
ضي : علينا ؟
رتيل : أقولك جتنا شغالة مزيونة من ثاني يوم رجعناها تقول عبير تآخذ أبونا بعدين هههههه عاد يوم قدَّمنا آخر مرة تفشلنا عند صاحب المكتب قلنا مانبيها تكون جميلة نخاف والله
يُتبع
،
على الرصِيف المُطل على النهر حيثُ القوارب و السُفن ، تنظرُ للبحر ورجفته كُلما مرَّ أحدهُم فوقه ، يُشبهني هذا الماء ، يخشى القُرب ، يخشى أن يأتِي أحدهُم ويُلطخه بشيءٍ يخافه. مثلي تماما والله ينتظر و يشتاق ، يسمعُ الجميع ولا أحد يسمعه ، يغدُر ؟ لا يغدر ولكن يُمارس ردة الفعل إتجاه بُكاء هذا العالم الذِي يزيد ملوحته بحُزنه وهو ليس بناقصٍ عليه كُل هذا الحزن.
ألتفتت على ولِيد الصامت ولا ينطقُ بحرف ، أطالت النظر به حتى شتتها بإتجاه هذه المياه الزرقاء التي تعكسُ غيُوم السماء ، كيف ننسى يالله ونحنُ علَّقنا مواعيدنا في السماء ؟ كيف ننسى والسماءُ مازالت فوقنا تُذكِرنا دائِمًا بخطواتنا أنَّ هُناك من نشتاق إليه ونفتقده.
رؤى : أنا أشتاق لهم يا وليد
مازال صامت لاينطقُ بشيء.
رؤى أخفضت نظرها : أعرف أسمائهم بس ماأعرفهم كثير .. أعرف أنه في وحدة إسمها غادة و أعرف أنه فيه زوج أو طليق إسمه ناصر .. أعرف أنه فيه شخص إسمه عبدالعزيز .. أعرف والله بس مدري مين !!
وليد : لو تعرفين أسمائهم الكاملة يا رؤى!! لو تعرفينها كان من زمان أنتِ عندهم
رؤى بحزن : ومين قال أني أبي أعيش عندهم ! هم تخلوا عنِّي بس أبي أشوفهم أبي أحضنهم مرة وحدة وبعدها خلاص ماأبي منهم شي .. لو يبوني كان دوروني ! لو يبوني خلهم يلقون لهم عذر ولو سخيف بصدقه
وليد تنهَّد : خلينا نحاول نتذكر ليلة الحادث .. مانبي نتذكر اللي قبل الحادث
رؤى : كيف ؟
وليد : بقولك أشياء وأنتِ حاولي طيب .. بس بدون لا تضغطين على نفسك .. أبيك من تلقاء نفسك تقولين مارّ عليك هالمنظر .. طيب
رؤى : طيب
وليد أخرج هاتفه الـ " جالكسي " وضع صُورة لعائلة مُجتمعة في سيارة وسعيدة : كان بليل ولا النهار ؟
رؤى بصمت يغيبُ عقلها في اللاشيء.
وليد يُريها إحدى السيارات خلفها : طلعتي من الشقة ؟ ولا من الجامعة ؟ ولا من وين بالضبط ؟ قولي أي شي وعادي حتى لو مو متأكدة
رؤى : أتوقع من الشقة أنا و ... بروحي
وليد يرسمُ لها في إحدى تطبيقات الرسم ، سيارة أجرة وهي خلفه
رؤى بإندفاع : لألأ ماكان تاكسي
وليد نظر إليْها ولمعت بعينه فرحةُ إنتصار وهزيمة لهذه الذاكرة التي سترضخُ لنا أخيرًا : طيب ...
رؤى : كان جمبي أمي
وليد بصمت ينظرُ لها وهي مُغمضة عينيها . .
رؤى تغرقُ بعمق : أتصلت عليه ، كان يتطمن علينا ... أبوي قدام .. جمبي ... مدري ...كنا كلنا موجودين ... ونضحك .. كنا مبسوطين والله
أرتفعت أنفاسها وضيقُ يحاصرها ، الأحداثُ تُعاد عليْها .. الأحداثُ المُفجعة تختلطُ بحزنها ، لا تُبقي بها ذرةُ أكسجين تتنفسها
وليد : رؤى طالعيني .. خلاااص
رؤى تبكِي بإنهيار تام ، تبكِي وهو يضجُ في أذنها " الصوتُ المخنوق المتحشرج يصرخ : تشهدُوا .. أذكروا الشهادة .... أذكرووهااا ................... تمتم : أشهدُ أن لا إله الا الله وأشهدُ أن محمد رسول الله "
وليد يحاول أن يجعلها تفتحُ عينيْها : رؤؤؤى
غارقة ببكائها و الغيمُ ينجب في هذه اللحظات مطرًا ، صرخات مُتعالية و صوتُه العذب يُبكِي أذنها " عاد من هالناحية ماأظن فيه أحد يعشق بناته كثر ماأعشقكم "
تعالت شهقاتها وهي تضع يدها على أذنها المُغطاة بحجابها و تتحدثُ بهذيان : لا يبه ... يبببه تكفى ..... يبببببه ....
هدأت الأنفاسُ في السيارة المنقلبة على الشارع المُبلل بالأمطار ، هدأت لتنظرُ بضعف لوالدتها التي بجانبها ، مسكت يدها وهي تهمس بصوتً يتقطَّع مُتعب لا حيل به " يمممه .. يممه .. لاتتركيني ... يممه ردي عليْ .. " كانت بجانبها أنثى أخرى ولكن لم تستطع أن تلتفتُ عليْها ، فلا قوة لجسدِها الذِي يُزينه ثوبٌ أبيضُ عريضْ يُعيق حركتها "
فتحت عينها على وليد بضياع كبير : زواجي !!! كانت ليلة زواجي والله .. صدقني !! والله هذا زوجي ماهو طليقي .. كذابة هذيك لا تصدقها !! تكفىىى قول أنك مصدقني أنا أعرفهم والله أعرفهم ... أنا ماني مجنونة .. ماني فاقدة الذاكرة .. هذولي أهلي ... والله أهلي .... تكفففى رجعني لهم .. تكفىى
وليد وقف بضيق شديد : خلاص خلاص .. أمشي خلينا نرجع ترتاحين
رؤى بشتات تبكِي : أمي والله أمي .. مين يرجِّع لي أمي .. أمي ماماتت ؟ ماماتت .. كانت تشوفني .. والله العظيم كانت تشوفني ..... أنا أعرفهاا أمي وهذاك أبوي اللي شفته .. أنا شفت أبوي ... صرخت به .. ليه تطالعني كذا !! ليه ماتصدقني .. أنا شفت أبوي
وليد بهدُوء : مصدقك .. عارف والله عارف بس خلينا نرجع
رؤى : ماأبغى أروح أنا بنتظر ناصر
وليد : ناصر راح يجيك بالفندق
رؤى بضيق : هو وعدني يجيني هنا .. أبعد عني ماأبغاك أنت ماتصدقني
وليد : رؤى خلينا نرجع وبعدها أحكي لك عن ناصر
رؤى بإنكسار : ليه سوَّى فيني كذا ؟ ليه ما يحبني ؟ ليه محد يبيني ؟
وليد مد يدِه التي تُغطيها القفازات بسبب برودة الأجواء : يالله يا رؤى
رؤى : قالنا تشهدُوا .. بس أنا ما مت .. أنا هنا ليه ما يصدقوني ..
وليد أدرك أنها تتخيَّلُ أحداث أخرى لا حقيقة لها ، عاد للجلوس بجانبها : الحين مطر أدعي الدعاء مستجاب
،
بخطواتٍ غاضبة يدخلُ ليرى أخيه بصورةٍ رثَّة لم يتخيَّلُ يومًا بأن تسوِّدُ المعصية وجهه هكذا ! نظر له بشفقة بحزن بغضب بقهر بضيق ، بأشياءٍ كثيرة أنتحرت في قلب عبدالمحسن قبل أن يراه ، أنتحرت كل الأشياء الحلوة التي تجمعه بأخيه وهو يطعنُه في ظهره ، تعرف كان جيد أن تطعني بظهري ولا تُريني غدرك وجهًا أقابله ، كان جيد أن لا أراك وأمُوت بجلطةِ قهري ، لكن ليس بجيِّد أبدًا أن تكُون أنت أخي وتفعلُ بيْ كل هذا ، لِمَ فعلتها ؟ لِمَ عصيت الله قبل كل شيء ؟ أترى معصية الله سهلة ؟ أَسهلٌ عليك أن تتجاوز حدُودك ؟ بينُنا ربٌ شديدٌ ذو إنتقام ، كيف تساهلت معصيته وأنت تعرفُ من هو الله ؟ يااه ما أقساك على نفسِك وما أقساك على أخيك الذِي أعتبرك كأبنه ، عاملتُك كإبن ولم أعاملك كأخ أبدًا!
أرتفع نظرُ تُركي إليْه ، نظرةُ الأموات هذه تشطرُ عبدالمحسن أنصافًا.
عبدالمحسن دُون أن يقترب منه وبنبرة تُبكي الحجر من لومِها : لِيه سويت معاي كذا ؟
تُركي ببكاء الرجال القاتل لكُلِ أحدٍ يسمعُ هذا الضجيج : أحبها
عبدالمحسن عقد حاجبيْه بغضب : تحبها ؟
تُركي بإندفاع : والله أني أحبها
عبدالمحسن أقترب بخطواته ليصفعه بقوة أسقطته على الأرض : ما عُمري مدِّيت أيدي عليك بس هالمرَّة يا تركي ما عاد بقى لك شي في حياتي ، من اللحظة اللي خنتني فيها وأنا ماأعرف إلا أخو واحد وهو عبدالرحمن
تُركي يتكورُ حول نفسه على الأرض لا سبيل غير هذا ليُدافع عن نفسه وبهذيان : أحبها .. أحبهاا والله أني أحبها ماأكذب
عبدالمحسن بصراخ : يوم أنك تحبها ليه ما حميتها ؟ ليه تتحرش فيها وتغتصبها !! هذي بنتي تعرف وش يعني بنتي !!!
تُركي : مقدرت أمسك نفسي عنها .. أقولك والله أحبها
عبدالمحسن بغضب شديد سحبه من ياقته الممزقة ليضربه بكل ماأتاه الله من قوة بعد أن جلس لسنوات عديدة لم يمدُ يده لا على رجلٍ ولا أنثى ، أخرج كل غضبه به. لم يستطع أن يمسك نفسه دُون أن يفرغ حزنه على حاله وقهره على حال الجوهرة.
كان تُركي مجنُونًا لا يتألمُ سوى من قلبه العاشق للجوهرة : ما يهمني لو تضربوني .. أنا أبيهااا حراام عليكم .. أنا أحبها
دفعه على الأرض : ماني مسؤول عنك ولو يذبحك سلطان ماهمني ... أتق الله في نفسك وتُوب قبل لا يقتصُّون منك ..... وخرج ليُقابل سلطان وبغضب : سوّ فيه اللي تبي ماني أخوه ولا أعرفه ......!
فاق من تلك الأحداث ، ينظرُ بضياع لزوجته : سمِّي
أم ريان : أنت هاليومين ما غير تفكر ومشغول بالك .. أقولك عرفت وينه فيه تركي ؟ حلمت فيه وخفت لا يكون صاير فيه شي
عبدالمحسن : وش حلمه ؟
أم ريان بضيق : كان يناديني من حفرة أو كان واقف عند حفرة والله ياعبدالمحسن مدري كيف بالضبط لكن يبكِي ويناديني ..خفت عليه
عبدالمحسن تنهَّد : مسافر ويا ربعه بيطوِّل ... يرجع بالسلامة
أم ريان : طيب خله يكلمني لأني أتصل على جواله ما يرد
عبدالمحسن بضيق وقف : إن شاء الله .. أنا رايح المسجد ...
،

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -