بداية

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -156

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي - غرام

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -156

رتيل أخذت نفس عميق بعد أن شعرت أن هذا العالم يضيقُ عليها والحُمرة تدبّ في وجهها : أضحك وش عليه . . دفعته بقوة ليسقط على الأرض.
لم تتوقع أن تُسقطه، نظرت بشك إليْه، عبدالعزيز الذي سقط بسبب إنزلاق حذاءه وليس بسبب قوةِ يديْها، وقف وهو ينفض ملابسه، غرق بضحكته ليُردف وهو يقلد صوتها : تنازلي شوي سموِّك وأقبلي الإعتذار
رتيل لا تعرف هل تبكي أم تضحك أم ماذا؟ بقدرةٍ هائلة يتلاعب بمزاجاتها وبتعابير قلبها، أمالت فمِها : شايف النفسية الزبالة اللي وصلت لها الفضل يعود لك فيها
عبدالعزيز بصوتٍ مبحوح والمطر يهطل بغزارة : أنا آسف
وتشعرُ بأن كبرياءها يتشبّع بإعتذاره، تشعرُ بلذة الإنتصار لتبتسم بضحكة تحاول كتمانها، وبإنتقامٍ لفظي : إعتذارك مو مقبول!
عبدالعزيز ينظر إليها بنظرة كان يقصد بها أن يُحرجها بغزلِ عينيْه، أنتظر كثيرًا حتى أشتعلت بالحُمرة، أردف بخبث : بسم الله على قلبك لا يطلع من مكانه!
،
نظرت لنفسها نظرة أخيرة بعد أن حاولت ان تسترجع ضياءها الذي أزهقهُ ريان بتصرفاته، تعطرت لتخرج من جناحهما، وفي منتصف الدرج قابلته، نظر إليها بنظرةٍ تفصيلية من قدمها لرأسها.
ريم بهدُوء أبتسمت : عن إذنك . . أتجهت لليمين حتى تُكمل نزولها ولكن وقف باليمين ... ذهبت لليسار ليقف أمامها، رفعت عينها بإستفهام.
ريّان : خير إن شاء الله؟ لمين كل هالزينة؟
ريم : أنت شايفني الحين متزينة؟ كلها كحل وماسكرا !
ريّان : أمي مو موجودة
ريم : أنا أصلا رايحة أجلس مع أفنان
ريّان بنبرةٍ يُطيلها بتوجس : أفنااان! من متى علاقتكم قوية؟
ريم بمثل سخريته تُجيبه : من يوم ماصارت علاقتي مع الجدران قوية
ريّان بحدّة : أنتبهي لكلامك أعرف مين تقصدين!
ابتسمت ببرود : طبعا ماأقصد بأنه الجدران أنت! لكن إذا أنت تفهمها كذا الشكوى لله
ريّان : مو قلتِ خلينا . .
تُقاطعه : وأنا الحين أتجاهل حدتك معي وأتجاهل سؤالك وشكِك . . أظن أني ماشية على الإتفاق
ريان : فيه أحد مالي راسك اليوم؟
ريم : أنا ماني ضعيفة يا ريان عشان يملي راسي أحد . . أنا لي شخصية وأعرف أتحكم بنفسي
ريَّان يُميل فمِه : طيب يا شخصية . . أتجه نحو الأعلى ليرتطم بكتفها بقوة دُون أن يلتفت، كان يتعمد أن يضايقها بتصرفه.
بحديثِ نفسها أنصتت، " ماعليك منه يا ريم! . . ولا يهزِّك بشي . . أنا أعرف كيف أعدله! "
،
أستيقظت عيناه لينظر للسقف والشمس المشرقَة بأشعتها القويَة، ألتفت نحو هاتفه لينظر للساعة التي تُشير للحاديَة عشر ظهرًا، تنهّد من غرقه بالنوم وتأخره، بخطواتٍ سريعة أتجه نحو الحمام، تمرُّ الدقائِق الطويلة والثوانِي التي تستطيلُ مع كل قطرةِ ماء تسقط على جسدِه وتُذكره بما حدث أمس، لا يتصالح مع نفسه أبدًا، لا يتصالح مع هذه الحياة، لا يتصالح مع الجوهرة أيضًا مهما حاول، سحب المنشفة ليخرج متجاهلاً الهواء البارد الذي يُحيط جسده العاري، أرتدى ملابسِه على عجل ليُضع " الطاقيَة " على رأسه ومن فوقها " العقال " تارِكًا الغترة على كتفِه، وخرج ليقف عند الدرج، نظر للطابق العلوي . . أخذ نفسًا عميقًا ليصعد للأعلى، وقف خلف الباب لثواني طويلة حتى فتحهُ بخفُوت، تقدّم بقدمِه اليمنى لينظرُ لجسدِها الملقى على الأرض والفراش الذي يُغطي أقدامها فقط، أقترب وهو يتأملُ المكان المرتب عدَا السرير الذي وكأن معركة حدثت عليه، جلس على ركبتيْه ليضع يده على جبينها المشتعل بحرارتِه، همس : الجوهرة . . . . الجوهرة
أستيقضت برُعب لتعُود برأسها للخلف حتى أرتطم بحافةِ السرير، أضطربت أنفاسها وتسارع نبضات قلبها لتُشتت نظراتها، لا تُريد أن يراها بنظرة الشفقة، وضعت يدها على رأسها بألم
سلطان عقد حاجبيْه : قومي . .
الجوهرة لا تُجيبه، تكتفي بأن تنكمش حول نفسها وهي تضمّ أقدامها إليْها.
سلطان : وش فيك ؟
الجوهرة : أتركني بروحي . . ماأبغى أشوفك
سلطان تنهّد : وراي شغل ماهو وقت تتدلعين عليّ . . قومي قدامي
الجوهرة بغضب تنفجر عليه : روح لشغلك . . وش يهمك أموت ولا أروح في ستين داهية . . . . . مرررة مهتم ماشاء الله عليك
سلطان بحدة وهو يضغط على أسنانه يقترب منها ويفصلُ بين جبينها وجبينِه 5 سنتيمترات لا أكثر : إن علِّيتي صوتك عليّ مرة ثانية . . ماراح أقولك وش ممكن يصير
تبللت ملامحها لتُردف بضيق : أتركني . .
سلطان وقف ليشدّ يدها ويجبرها على الوقوف، حاولت أن تسحب يدها من قبضته ولكن دائِمًا ما يتفوق عليها بالقوّة : أترك إيدي . . يخي ما أبغى أطلع من هنا
سلطان ينظرُ إليْها بنظراتٍ تُربكها : أولاً إسمي مو يخي . . ثانيًا شوفي حالتك .. . . وش صار أمس؟ ليه نمتي هنا؟
الجوهرة : على أساس أنك ماتبي تسمع صوتي ولا تبـ
سلطان : بس ما قلت ما أبي أشوفك
الجوهرة : وأنا ماني تحت رحمة مزاجك ولا راح أقبل أنك تهيني في كل مرة .. أعرف أني ماأشتغل عندِك عشان تسكتني وتهددني
سلطان تنهَّد ليُرغمها على السير معه للأسفل، دخل جناحه وتقدَّم بها نحو السرير : نامي هنا
الجوهرة ببرود : طار النوم
سلطان بعصبية : الجوهرة! . . ترى واقفة معي هنا * أشار لأنفه *
الجوهرة : بتنوّمني بالغصب . .
سلطان تنرفز: أقنعيني أنك نمتي أمس . . نامي وأرحمي أمي .. أستغفر الله العلي العظيم
الجوهرة أدركت أن أعصابه تعبانة، بهدُوء جلست على السرير لتُردف : راجع نفسك . . بديت تظلمني كثير
سلطان بغضب وهو خارج يلفظ : أمرك عمتي بحاول إن شاء الله أتناقش مع نفسي اليوم . . .
،
عقدت حاجبيْها وهي تنظُر إليه بشك من كلماته الأخيرة ومن تنبيش جروحهم الغائرة، تشعرُ بأن الحرقة تصِل أعلاها من هذا الموضوع وكأنه أمر عادِي وكأن مشاعرنا لا تهم : كيف يعني؟
يوسف : ماأدري . . توّ قالي منصور
أخذت نفس عميق : يوسف . . . أخوي عمره ما كان كذا وما يتورط مع ناس ما يعرفهم .. لا تحاولون تشوهون سمعته بس عشان تبرأ أخوك . .
يوسف وقف ليتجه نحوها ويجلس على السرير أمامها : مهرة وش هالكلام! أنا ما قلت بيشوهون سمعته . . أنا أقولك إحتمال ممكن يكون صح وممكن يكون غلط . . والقضية للحين بس يبون يفتحونها من جديد لأن دخل عليهم إسم ثاني وممكن يفيد مجرى القضية
مُهرة بضيق : طيب . . وش بتستفيدون؟ . . أنه أمي شرطت شرط ما يحق لها أو لأن . .
يُقاطعها بنبرةٍ حادة واضحة : أنتِ زوجتي لو صار اللي صار! لو طلع منصور بريء هذا ما يعني أني بطلقك . . تعدينا هالمرحلة يا مهرة ولا أبغى أرجع لها.
،
يضرب حبَّات النرد على الطاولة لينظر إليه بغضب : كيف يعني؟
عُمر : هذا اللي صار طال عُمرك . .
سليمان يقذف الحبات الثقيلة على وجهِه : فيصل لو تكلّم بيصير كل شي واضح لهم
عُمر عاد خطوتين للخلف من ضربته التي أتت بعينِه : هددته بس
سليمان بصرخة يُقاطعه : هددته ما هددته مو شغلي! . . فيصل ماأبغاه يتكلم مفهوم ولا أعيد كلامي
عُمر أخذ نفس عميق : مفهوم . .
سليمان : وشف لي الحيوان الثاني . .
عُمر بربكة : أيّ واحد ؟
سليمان وجن جنونه بغضبه الكبير : والله أنت الحيوان!!! . . من غيره عبدالعزيز . . أبيه عندي حالا
عُمر : إن شاء الله
سليمان : أجل هرب من رائد رغم كل هالرجال! .. والله يا خسارة الشنب فيكم! . . واحد مقدر أبوه علينا يقدر هو! . . واحد يا كلاب قدر يلفّ عليكم كلكم . . .
عُمر : تآمر على شي ثاني
سليمان : أنقلع
عُمر ترك المكان ضاجرًا من أسلُوب سليمان الذي يعلم أنه لا يتحدث بهذه الصورة الا إذا وصل قمة غضبه،
،
يجلسُ خلف مكتبِه ببرود يقاوم به كل هذا الإضطرابات التي تواجهه، وسيلٌ من الشتائم لا تختفي من على لسانه، ينظرُ لإبنه الجالس أمامه بصمت يكرهه، يكره هذا الهدوء الذي يشعرُ بأن خلفه كوارث
دخل حمد : رجعوا الشباب ما لقوه في . .
يُقاطعه رائد : طيب! . . طلعه لي من تحت الأرض . . . جيب لي أيّ أحد له علاقة فيه وماأبغى أعيد الكلام عشان ما يتعب لساني لأن إذا تعب لساني وش يصير يا حمد؟
حمد بربكة بلع ريقه لأنه يُدرك ماذا يحدث إذا خابت إحدى أوامره : إن شاء الله
رائد يلتفت نحو فارس :والسيد فارس ليش ساكت؟
فارس رفع عينه : وش تبيني أقول؟
نظر لهاتفه الذي أنار بإسم " موضي " ، بضحكة ساخرة : أنا أقول المصايب ليه جتنا . . شف من أتصل؟ عشان لما أقولك لها قدرات هائلة بأنه تعلقني بكل مصيبة ماتخطر على البال
فارس أبتسم رُغم كل هذا الإضطراب، رفع عينِه : ردّ عليها
رائد : سكرته .. شكلها كانت تبي تتشمت
فارس : يـــبه!
رائد : ووجعة! . . أمك هذي لا خلتني مرتاح معها ولا بعدها
فارس بسخرية : أوجعك الحب
رائد : تعرف الكف؟ شكله بيجيك ترى للحين حرّتي منك ما بردت
فارس وقف : طيب بما أنها ما بردت أنا رايح
رائد : أقول إجلس
فارس تنهد : يبه بتحبسني عندك
رائد : كِذا مزاج
فارس : أستغفر الله . . وجلس دُون أن يردف أيّ كلمة.
رائد : على فكرة لو بحب أمك بحبها عشانك ولا هي وجه حُب!
فارس : هههه طيب . . لا تبرر لي
رائد : أنا ماني فاضي أبرر لك لكن أصحح مفاهيمك العوجااا
فارس : مفاهيمي العوجا بأيش؟
رائد أبتسم : يخي والله العالم تمصخرنا! . . ما كأن صارت لنا مصيبة قبل كم ساعة
فارس : تتهرب . .
رائد يحذف علبة المناديل عليه ليغرق فارس بضحكته المبحوحة : على فكرة من قدرات أمي الهائلة إستحواذها لك عقب كل هالسنين
رائد : إستحواذ! الله يآخذك أنت ومصطلحاتك تحسسني ماني بني آدمي . . بشّر أمك بس
فارس وقف وقبل أن يتفوَّه بكلمة سمع صرختها التي شعر بأنها تُمزِّق طبلة إذنه، ركض بإتجاه الأسفل لينظُر . . . . .
،
دخلَ مبنى عمله لينظر لوجوههم بريبة، هذه الوجوه التي تُشبه العزاء المجسَّد، قبل أن يتجه نحو مكتب عبدالرحمن ألتفت على أحدهم : وش صاير؟ . .
بربكة أرتجف به لسانه : مقرن . . آآ
سلطان رفع حاجبه : إيه وش فيه مقرن؟
: الله يرحمه
شعر بأن العالم يدُور حوله، تجمدّت أعصابه ليُثبت عينِه بعبدالرحمن الذي تقدَّم نحوه : أتصلت عليك طول الليل!
سلطان : وش اللي قاعد يصير ؟.
و وجهُ عبدالرحمن الشاحب من حقه أن يجعل سلطان يقطع الشك باليقين، أردف : خلنا ندخل وأفهمك
سلطان : هُم صح؟
عبدالرحمن تنهد : سلطان خلنا ندخل مافيني حيل عليك بعد!
سلطان بغضب : أنا أعرف لهم . . وتركه لينزل للأسفل بهرولةٍ سريعة جعلت كل الأعين تراقبه، دخل للغرفة المخصصة للحجز، سحب زياد بقوّة ليدفعه على الأرض : كنت تعرف بأنهم راح يتخلصون من مقرن؟
زياد ببرود يقف : إيه نعم
سلطان بصفعةٍ قوية جعله يرتطم بالجدار : والله لاأعلمك إن الله حق . . . أشار بعينيْه لرجل الأمن أن يأخذه ليخرجا لساحة التدريب الحارقة بمثل هذا الوقت، جعله يجلس على الأرض ليلفظ بغضب وكل الأعين من النوافذ من عدةِ طوابق تراقب ما يحصِل بإهتمام، تُراقب ثورة غضب سلطان الذي لن يرحمه بالتأكيد.
يُشير إليه بالسبابة : لو تكذب بحرف والله ثم والله ما يردِّني عن ذبحك شي . . تجاوبني على كل سؤال
زياد : مالك حق . . ت
لم يكمل . . .
،
بعد ساعاتٍ طويلة، ينظرُ للجثة الواقعة على الأرض ليلفظ ببرود دُون أن يعي قدسيَة الموت : هذا للحين موجود هنا! . . أرموه في أيّ مكان
ليتمدد على الأريكة : سليمان يبي عبدالعزيز
أسامة الذي كان يشربُ الماء أسترجعه من فمِه ليُردف : وشو!!!
عُمر : لا تسألني شي! هو أنهبل رسميًا
أسامة : يبغاه! . . يبغاه بهالوقت؟
عُمر : وحالاً
أسامة : من جدك! . . يالله . . يبي يذبحنا واحد واحد
يدخلُ الآخر : تخيلوا وش صار اليوم؟
عمر : واللي يرحم والديك ما أبغى أتخيل شي
: زياد! . . سلطان قاعد يستعمل معه أسلوب القوة
عُمر : جد؟
: والله . . . . وصلتني الأخبار وبدقة! متأكد 100 بالمية .. شكلهم أنهبلوا بعد سالفة مقرن
عُمر تنهَّد : لا تقول لسليمان بيهلكنا وبيورطنا بأهل سلطان بعد
من خلفهم : ماشاء الله السيّد عُمر يتخذ قرارات بالنيابة عنِّي
جميعهم وقفوا ملتفتين نحوه، ليتقدَّم إليه وهو يضع طرف المفتاح الحاد على رقبةِ عُمر : للمرة الألف أحذرك يا عُمر من أنك تسوي أشياء من ورى ظهري! . . وتصرفوا مع سلطان! . . ولا تبوني أعلمكم كيف تتصرفون معه ؟
أسامة : أبشر . . اليوم ننهي لك موضوع فيصل وسلطان
سليمان يتكتف : وش صار على فارس؟
عُمر : نحاول والله العظيم لكن هالفترة هو بس عند أبوه
سليمان : أنا وش قلت؟
أسامة : بالنسبة لفارس عطنا وقت
سليمان : 48 ساعة لا غير
.
.
أنتهى – وش رايكم فيني : $ ؟ يقال أنه مافي قفلات : $ ؟ طيب حاولوا تسألوني ليه مافيه بتر للمواقف بهالبارت :$؟ عشان أجاوبكم وأقولكم :$ الدنيا مولّعة في البارت الجاي إن شاء الله واللبيب بالإشارة يفهم :$
نلتقي إن شاء الله يوم الثلاثاء () + أذكركم بمواعيدنا السابقة " الجمعة + الثلاثاء "
+ للي وعدتهم وحلُّوا اللغز أدري تأخرت عليكم بس إن شاء الله هاليومين حاولوا تدخلون منتدى غرام كثير عشان تشوفون الخاص.
إن شاء الله يروق لكم البارت ويكون عند حسن الظن دايم :$()
لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.
و لا ننسى أخواننا المسلمين المُستضعفين في كُل مكان أن يرحمهم ربُّ العباد و يرفعُ عنهم ظُلمهم و أن يُبشِرنـا بنصرهُم ، اللهم لا تسلِّط علينا عدوِك وعدونـا و أحفظ بلادِنا وبلاد المُسلمين.
أستغفر الله العظيم وأتُوب إليْه
لا تشغلكم عن الصلاة
*بحفظ الرحمن.

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية، بقلم : طِيشْ !

الجزء ( 68 )

- قبل لا نبدأ في البارت ودِّي أقولكم شي :( هالبارتات الأخيرة جدًا متعبة وجدًا تستنزف الواحد، ممكن البعض يقرأها يشوف أنها زي البارتات القديمة وممكن البعض يشوف لا، بس الأحداث اللي تقرونها أنا نفسي أحس أني أمرّ في مرحلة إنفجار بالروايـَة، كل الأبطال بدون تمييز يمرُّون بهالشي، وطبعًا زي ما كنت أقولكم قبل ماراح أختصر شي، بخليكم تعيشون النهايَة بكل لحظاتها، أتمنى بس تراعون هالشيء في كل لحظة أتأخر فيها، النهايَة اللي تسألون عنها ما بعد وصلنا لختامها، توّنا قاعدين نمشي في هالنهايَة، أسترخوا وعيشوا هالنهايَة زي ماعشتم أحداث الروايَة كلها، ممكن نطوّل بهالنهاية بس تأكدوا أني أحاول أختمها مثل ماخططت وإن شاء الله تتم على خير () + بارت اليوم طويل جدًا وحركي كثير . . أقروه على يومين إذا تبون عشان ما تفوتون نقطة لأن كله على بعضه مهم في مسار الروايــة.
+ يارب يارب يارب يقّر عيننا بنصِر سوريَا وبلاد المسلمين ويحفظ شعوبنَا العربيَة والإسلامية من كل شر، ويحفظ " مالِي " ويحفظ أرضها وأهلها من كل سوء.
المدخل لـ محمود درويش .
تكبّر.. تكبرّ!
فمهما يكن من جفاك
ستبقى، بعيني و لحمي، ملاك
و تبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك
نسيمك عنبر
و أرضك سكر
و إني أحبك.. أكثر
يداك خمائل
و لكنني لا أغني
ككل البلابل
فإن السلاسل
تعلمني أن أقاتل
أقاتل.. أقاتل
لأني أحبك أكثر!
غنائي خناجر ورد
و صمتي طفولة رعد
و زنيقة من دماء
فؤادي،
و أنت الثرى و السماء
و قلبك أخضر..!
و جزر الهوى، فيك، مدّ
فكيف، إذن، لا أحبك أكثر
و أنت، كما شاء لي حبنا أن أراك:
نسيمك عنبر
و أرضك سكر
و قلبك أخضر..!
وإنّي طفل هواك
على حضنك الحلو
أنمو و أكبر !
يُشير إليه بالسبابة : لو تكذب بحرف والله ثم والله ما يردِّني عن ذبحك شي . . تجاوبني على كل سؤال
زياد : مالك حق . . ت
لم يكمل من قدمِ سلطان التي كسرت ذراعه المتوسدة الأرض حتى صرخ زياد من إلتواءها، أبتعد و بإبتسامة تُصنِّف من إبتساماتٍ سلطانية كثيرة، هذه الإبتسامة التي تُخفي تهديدًا مبطن واضح.
سحب الكرسي الذي أمامه ليجلس عليه : يالله طال عُمرك سمعني صوتك
زياد يرفع ظهره من على الأرض ليجلس بتوجّع من ذراعه وهو يفركها بكفِّه الأخرى : قلت كل اللي عندي المرة اللي فاتت
سلطان يضع يدِه على ذقنه ليُردف بإستفزاز : وأنا ماعجبني اللي قلته .. خله يعجبني
زياد بقهر : أنا مو مكلّف أني أعجبك
سلطان يعقد حاجبيْه : نعم؟ عيد ما سمعت
زياد يلتزمُ الصمت وهو يُشتت نظراته للساحة الشاسِعة التي تدرّب عليها كبيرهم وصغيرهم.
سلطان يقف ليسحبه من ياقته ويوقفه، قرّبه منه ليدفعه بشدّة على الأرض : ليه قتل سليمان مقرن؟ مقرن وش اللي يعرفه وخايف منه سليمان؟
لا يُجيبه، يكره نرجسيته الواضحة رُغم أني أدرك تمامًا بأن التواضع والبساطة في حياة سلطان قاعدة أساسية ولكن معنا، نحنُ المجرمين بحسبِ تصوراته دائِمًا ما يتسلّط.
سلطان : ما أبغى أعيد السؤال كثير!
زياد يُخفض رأسه والصمت يربطُ لسانِه دُون أيّ همسٍ ولا حرف.
سلطان يقف مجددًا ليأخذه بقوة نحو عمودٍ يحترقُ من أشعة الشمس، ليضرب رأسه به وبصرخة : وش اللي خايف منه سليمان؟
من أعلى ينظرُ من النافذة وبيدِه الهاتف، رماهُ بغضب على المكتب: مجنون!!! . . . ليخرج ويُصادفه أحمد : بو سعود إذا . .
لم يُكمل كلمته من ترك عبدالرحمن إليه ونزوله للأسفل، ثواني حتى توسّط المكان وبحدة : سلطاااااااان
سلطان بغضب : عبدالرحمن أتركني
في الطابق الثاني ناداه بحماس : سعُود تعاااال شوف
الغارق بالأوراق يكتبُ على البياض بحبرٍ أزرق يُسجِّل به إحدى الشواهد التي يُريد أن يناقشها معهم : مشغول!
: بيطوفك نص عمرك . . يا حمار تعال شوف وش صاير؟ . . .
وقف ليتجه نحوه ويُطلق بشفتيْه تصفيرٌ خافت : أووه! وش يبون يسوون فيه ؟
بحماسٍ منفعل : والله لو يقطعون جلده حلال . .
سعود بضحكة : وش فيك متحمس؟ كأن اللي مات ولدك
محسن : مقهور منه الكلب! أنا جلست 4 شهور زي الحمار أتعلم كيف أكشف كذب الواحد وهذا لفّ علينا كلنا
سعُود : كلن بيلاقي جزاه! . . تهقى سلطان العيد الله يرحمه كان يعرف عنهم؟
محسن : إلا مليون بالمية! . . وبصوتٍ شاهقٌ شغُوف . . بيدعي على نفسه والله ولا يجيه شي من عبدالرحمن
بالقُربِ منهم كان عبدالرحمن يقف بإنتظارِ إبتعاد سلطان الذي لفظ كحرقةِ الشمس المصوّبة بإتجاههم : وش اللي يخاف منه سليمان؟
زياد ببرود يصطبر على هذا الجلدُ النفسِي والجسدي : ما أدري
سلطان يُخرج سلاحه ليقترب عبدالرحمن منه ويسحب السلاح من يدِه : إبعد . .
بغضب تراجع للخلف : يا عبدالرحمن! اللين والرحمة مع هالأشكال ما تنفع
عبدالرحمن يُمسك زياد من ياقته المتمزقة ليجعله ينحني بظهره قليلاً حتى عجن بطنه بركبته التي إتجهت نحوه بقوِّةٍ جعلته يسقط على الأرض، رفعه مجددًا ليلكمه على وجهه حتى نزفت شفتيْه.
من الأعلى أبتعدت شفتيْه عن بعضهما البعض وهو يلفظُ بدهشةٍ كبيرة : أححححح! . . . تشوف اللي أشوفه
سعود: بوسعود يضرب! والله هذا شكل أحد داعي عليه بليلة القدر
سلطان يقترب ويشدٌّه نحوه ليدفعه بلكمةٍ أخرى وبحدة : مين ايش خايف سليمان؟
عبدالرحمن الذي يستنزفُ كل جهدِه بمعرفة ما يحصِل لا يتحمّل برود زياد وبرود إجاباته، والصمت أصبح مستفزًا لدرجةٍ لا يصطبر عليها.

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -