بداية

رواية روحي لك وحدك -19

رواية روحي لك وحدك - غرام

رواية روحي لك وحدك -19

وعرف انه ارتكب خطأ لا يمكن انه يتصلح بسهوله ,,
قعد على طرف سريره وحط يديه على راسه ,, وبعد ما فقد الامل انه يصلح الوضع ضرب يديه بقوه في الجدار وهو يتمنى ان اللي صار كله من الاحلام ,,
وصل للفندق بعد تجاوزت رحلته سبع ساعات ,, وتأكد من الحجوزات للرياض وما لقى الا الطياره اللي بتطلع بكره الصباح ,, اضطر انه يروح للفندق ويلم اغراضه ويرتاح شوي من طول الطريق ,,
بعد ما وصل للفندق ترك شنطته وهو يدخل لغرفتهم اللي مازالت ريحة عطرها في الجو ,, شاف المكان مرتب ,, وحس بالألم لفقده لوجودها ,,
فتح دولابهم وطاحت عينه على بيجامتها القطن اللي تحبها ,, خذها بين ايديه وهو يشم ريحتها ويلمها لصدره ,,
اشتاق لها بقووه ولملمسها بين يديه ,, ولعيونها اللي يضيع فيها ,,
من يوم دخلت حياته نسى من الوحده والحين بدى الشعور ذا يتسلل لقلبه ,, خاف من الايام
,, ياليت يعرف وش صاير ,, يبيع عمره بس يشتري خاطرها ,,
رجع يتصل عليها وانصدم انه مسكر ,, توتر قلبه وعرف ا المشكله كبيره بس ما قدر يفهم وشهي بالضبط ,,
لو الود وده يكون له جناح ويطير ,, يبي يعرف منها وش اللي صار ,, مستعد يحلف لها انه يحبها بس ترضى ,, يقسم لها انها الوحيده اللي قدرت تغير مشاعره وتسيطر عليها ,, الوحيده اللي قدرت تفرض عليه نفسها بأسلوبها الطفولي وغنجها المترف ,,
يبي يقولها ان عيونها في وجوده تحكي بمشاعر اجمل من ارق الحروف اللي تنطق بها شفايفها ,,
تنهد وهو يتذكر جمالها ودلعها ,, وقام يرتاح بعد ما عجز من التفكير في كل شي ممكن انه يزعلها منه ,,
بعد ما قاموا بالواجب ومروا على ام راكان في البيت ,, طلعوا يسلمون على ام نايفه ,,
احاطتهم دعواتهم من كل جانب وشملتهم رعاية الرحمن ,, وهم يحلقون بمشاعرهم التي نمت بعد اتفاقهم انهم يحاولون يفهمون بعض ,,
لأول مره تركب نايفه الطائره ,, مشاعر جديده بين الخوف والفضول في اكتشاف ما يحيطها من اجواء ,,
وفي وسط ضحكات راكان الشفافه عشان منظرها وهي خايفه توترت مشاعر نايفه اكثر وهي تشد على يديه كل شوي ,,
راكان : تدرين اني محظوظ ,, اليوم احس اني لك كل شي ,, شعورك بالخوف واني انا اللي بحميك شعور لذيذ ,,
نايفه بخجل : لو اعرف اني بخاف كان قلت لك تلغي السفر ,, ما توقعت ان المشاعر ذي بتجيني ,, ما اخاف من شي ,, بس شعور الطيران يحسسك بالرهبه ..
راكان وهو يشد على يدها : اول مره بس بعده راح يصير طبيعي ,,
نايفه : كم باقي عشان نوصل ,, ودي ارتاح من ذا الشعور ,,
راكان يطالع في ساعته : باقي على مطار القاهره ساعتين ونصف ,,
مسكت نايفه في يده اكثر لحد ما حست بتعرقها ,, وضحكة راكان كل شوي تغير مشاعرها للافضل ,, بس شعوره هو فاق كل مشاعره اللي قد حس بها تجاهها ,,
شعور انه اب وزوج واخ تغلغلت في ثناياه لدرجة التشبع وااحساسه بمسئوليته تجاهها كبرت اكثر ,,
اصبحت الصباح بدون ما تذوق للنوم طعم ,, كان نومها متقطع وتخللته مشاعر غريبه من الخوف والحزن ,, وكان البكاء مسيطر عليها طول الوقت ,, الشعور انك منكسر من الداخل شعور مؤلم ,, مثل الزجاج اذا انكسر صعب ينجبر ,,
قامت بثقل وخذت ملابسها وطلعت تأخذ شاور يغسل مواجعها اللي اكتستها حتى النخاع ,,
بعد ما خلصت دخلت للمطبخ وزينت لها حليب دافي ,, تشعر بالخواء العاطفي والمعنوي ,,
وما قدرت انها تحسس نفسها بالثقه وانه ما يهمها ,, لو انسان ثاني كان قدرت تكرهه بدون ما تحاسب له ولا ثانيه ,,
بس انه هو يسوي فيها كذا مع حبها له ,, نست كل المواقف اللي صارت بينهم واعتبرتها من الماضي لحد موقف البارح قالت لعقلها : خلاص قلبي ذا انا اللي بأدبه وبعلمه انه ما يعرف يحب ,, ولا يعرف يختار ,, قوله شكثر انا ساذجه وسطحيه ,, حبيت انسان اناني ,, انسان ما يعرف للقيم ولا يعمل لها حساب ,, انسان ما يحاسب على كلامه ويرمي اللي يبيه وبس ,,
علم قلبي انه صغير وانه تجهله الكثير من المشاعر عشان يصير فاهم لكل شي ,, علمه القسوه وانعدام الضمير عشان يعرف انه حبه غلط في غلط ,,
خذت الكاس وهي تمسح الدموع اللي انسابت من مشاعرها ,, وقررت انه ما يشوف منها ضعف ,,
طلعت في الحديقه وقعدت على الكرسي وحطت الكاس يبرد شوي ,, استرخت وهي ترجع جسمها على وراء وتغمض عيونها عشان تاخذ نفس عميق يدخل في رئتها ويغير شوي من نفسيتها المتأثره ,,
كان واقف يطالعها شعوره تجاهها من البارح دمره بشكل ما توقعه ابد ,,
حاول انه يصم اذانه عن صرخاتها ,, بس ما قدر ما نام بشكل مريح فأضطر انه يكلم ابوهاني ويعتذر منه ويأجل جلسة العلاج لبكره ,, حب انه يكون معها اليوم لو بوجوده فقط ,, يمكن الشي ذا يخفف عنها شوي ,,
طلع بثقل وقرر انه يروح لها ,, كان وده يعتذر لها بس صعوبة الشي ذا على نفسه ما راح تخليه يعتذر ,, بس ما قدر انه يتركها كذا وهو يشوف انه سلبها برائتها بكل عنف ,,
اول ما مشى بالعكاز على الحجر المرصوف بعنايه ,, انتبهت ربى لخطواته ورفعت راسها وهي تطالعه ,, فتحت عيونها بهدوء وهي تصد للناحيه الثانيه ,, ما عندها أي استعداد لاي مواجهه معه وهي بذا النفسيه المنكسره ,,
منصور وقف عند كرسيها وبهدوء سحب الكرسي اللي بجنبها وقعد فيه بدون ما يتكلم معها في شي ,,
بعد ما وصلت طيارته للرياض ,, فتح جواله واتصل عليها ,, انصدم بنفس الرد ,, توقع انها فتحته لكن الخوف صار يزيد اكثر ,, اتصل على ابو الجوهره من الطريق وهو متوجه لهم
وكلمات ابو الجوهره تخوفه اكثر : يابوك روح ارتاح وتعال بالليل اذا ودك ,, انت جاي على وجهك ,, وما يمديك ترتاح ,,
سلطان بخوف : هي قالت لك شي ,, انا ودي اعرف وش مشكلتها ,, اخاف زعلتها مب قصدي ,,
ابو الجوهره ومشاعر الخوف وصلت له من نبرة سلطان وارتاح بقووه للمشاعر ذي ,, بس ما توقع ان المسأله كبيره واكيد انه دلع من عبير كالعاده ,,
ابو الجوهره : ما يكون الا خير ,, حياك الله ,,
اتصل مساعد على دلال وقال لها تعلم عبير ان سلطان دقايق وراح يكون موجود ..,,
صدمتها ما زالت مرسومه بقوه على وجهها ,, ما تكلمت من هذاك الليله لحد اليوم اكثر من عشر كلمات ,, تبنت الصمت لأنه الشي الوحيد اللي راح يساعدها انها تفكر بشكل سليم ,,
بعد ما قالت لها امها عن سلطان ,,
حاولت انها ما تعطيه اهتمام ,, فقامت تبدل ملابسها ولبست لها تنوره جينز ,, مع توب قطن ,, رفعت شعرها ,,
ونزلت للمجلس بعد ما تاكدت انه وصل ,,
كان مرهق من السفر والتفكير,,, وجهه لا يقل تعب عن وجهها ,, واضح عليه الخوف عليها
بعد ما دخلت وشافت ملامحه ,,
وصلت لعنده وقام يبي يحضنها من شوقه لها بس لما مدت يديها تصافحه انصدم من منظرها ,,
سلطان بقلق متزايد : ممكن تفهميني وش صاير ؟؟
عبير بحده موزونه : اشكرك بعنف على قدرتك على التمثيل ...
سلطان يزم عيونه بضيق يحاول يفهم اكثر : ما فهمت تكلمي بوضوح ,,
عبير بوضوح اكثر : اشكرك على موافقتك انك تتزوجني عشان تكون الفارس والمنقذ ,,
بصراحه مو عارفه كيف اشكرك ,,
سلطان وكأن الحقيقه بدت تنكشف له : وبعدين !!!!
عبير بحده غاظته : انت حقير مع مرتبة الشرف .,,,
ما وعت للكف اللي طاح بقووه على خدها ,,وصوت سلطان يوصلها : دايم لسانك متبري منك يا بنت مساعد ,,
اطلعي جيبي عبايتك ,, بنروح للبيت ,,
عبير وهي تتكلم بثقه : مستحيل اروح معك أي مكان ,, انا ما قلت لابوي اني عرفت ,, لكن الحين خلاص ,, انا مو متنازله عن حياتي ,, تفضل طلقني وارتاح من مسئوليتك ,,
سلطان بنفاذ صبر : اطلعي جيبي عبايتك قبل تشوفين شي ما يسرك ,,
اذا انتي تبين الطلاق ماعندي مانع بطلقك الحين قبل بكره لانه ما يسعدني ان وحده مثلك
تشاركني حياتي ,, لكن فكري بأبوك وصحته اذا تهمك او لأ
بس صوت مساعد وصل لهم بحزم واضح : ما عندنا بنات تتطلق ,, روحي مع زوجك عاد النفس عليك راضيه ,,
(( الجزء السادس عشر ))
في خطوات بارده كبرودة الثلج ,, تحركت عبير وطلعت الى اعلى كي تتجهز وتأخذ حاجياتها
فتحت الشنطه ووضعت فيها ما تحتاجه بشكل مؤقت ,, فهي في ظنها ان مكوثها في بيته لن يتجاوز الأيام ,,
اوجعها موقف اباها منذ قليل ,, ارأدت ان تصرخ بأعلى صوتها وتخبره بأنها عرفت الحقيقه ,,
ولكن نظرة عينيه الصارمه اوقفتها ,, فرقته تبتعد جداً في حضور هيبته وحزمه ,,
ناولتها مها ما تبقى من اشياء ضروريه ,, وساعدتها في حمل عبايتها وشنطتها الصغيره ,,
مساعد التفت لسلطان وبحزم : ما قلت لي وش المشكله اللي صايره بينكم ,, اعذرني انا مريت من هنا واسمعها تقولك طلقها ,,
سلطان شعر ان ابو الجوهره ما عرف بالموضوع : فبثقه تكلم : مشاكل بسيطه راح نحلها مع بعض لا تأخذ في بالك ,,
ابو الجوهره بتنهيده عبرت عن ارتياحه : هذه الهقوه فيك ,, انا عارف انك راح تستحمل دلع عبير ,, لكن اوعدني اذا ضايقتك انك تعطيني خبر وانا راح اتفاهم معها ,, تعرف البنات ممكن يتقبلون من ابائهم شي ما يتقبلونه من ازواجهم ,, وخصوصاً مثل عبير متعلقه فيني,,
سلطان بهدوء : ولا يهمك طال عمرك ,, اهم شي عندي انك ترتاح الفتره ذي ,, ما نبي دوام الحين ,, لحد ما نتطمن على صحتك ..
مساعد : ما قصرت وانا عارف ان كل شي على ما يرام دامك مشرف على الشركه ,,
وصلت عبير للمدخل وهي تلبس عبايتها وخذت الشغاله شنطتها تشيلها للسياره الواقفه عند مدخل الفيلا ,,
وقفت تنتظره والباب كان شبه مفتوح ,, فلما شافها وصل عندها بخطوات واثقه : مشينا ,,
طلعت قبله بدون ما تلتفت له وركبت في المقعد الامامي بهدوء ..
تحرك بدون ما يبادلها حرف وانشغل منها بالطريق المزحوم ,,
ما كان عندها أي فضول تعرف وين بيته ,, في أي حي ,, من مهتم بالبيت ,, كم عنده خدم ,, وش برنامج حياته ,, كلها اسئله غابت عن عقلها ,, وقررت انها تعتذر الكورس ذا ,, مالها مزاج ابداً تدرس ,, همها الوحيد كيف تنهي حياتها مع سلطان وبصوره مناسبه ,,
لأن كرامتها اصبحت المسيطره على تفكيرها ,, وماعداها اصبح صفراً لا يستحق التفكير ,,
بعد فتره بسيطه انحنت السياره في مداخل شبه راقيه ,, لحد ما استوقفتهم بوابه حديديه مشغوله بطراز اندلسي ,,
كان الحارس الاسيوي ,, يأشر لسلطان بالسلام معرباً بابتسامه اظهرت اسنانه البيضاء الناصعه ,,
استغربت عبير من ضحكته شكله يحب سلطان بقووه ,, اذا الحارس كذا اجل اللي في البيت شلون ,,
وقفت السياره عند المدخل المعتنى به بشكل ملفت ,, ونزلت من الباب ,, وهي ترفع عيونها في الطراز الراقي للفيلا ,, مبهره جدا ,, ما عندها أي فكره ان ابوها ساعد سلطان انه يختار المكان هذا ..
دق جرس الفيلا وصوت حركه قريبه من داخل الباب ,, ترحب في قدومهم ,,
فتحت سيده كبيره في السن وهي تتكلم : مرحبا والله بعيالي ,, ياهلا والله اقلطوا ..
دخل سلطان وقبل رأسها تقديراً لها : يا هلا والله بك يمه ,, وشلونك وشلون العيال بشريني عنهم ..
ام صالح في ابتسامه : انت رأس المال ,, اذا صرت طيب خلاص كلهم طيبين ,,
وطالعت في عبير بفضول : حياك يا بنتي ,, مبروك زواجكم ,, والله كان ودي افرح معكم لكن ما احب الطيارات ,, مير ما بعد ركبتها من الخوف ,,
ضحكت عبير بعفويه على طريقة كلامها ,
وتكلم سلطان بحنان : عبير ,, اعرفك على ام صالح ,, هي اللي اهتمت فيني بعد الحادث ,, كانت ساكنه معنا عند جدتي ,, وعيالها بالقريه ,,
ونذرت نفسها لي ,, يعني ما اوصيك عليها ,, هذه في مقام امي ,,
عبير بابتسامه : الله يسلمك يا خاله ,,
سلطان يطالع ام صالح : اذا ارتحت من تعب السفر ابجي اتقهوى معك واقولك علومي ,,
الحين بنطلع فوق نبدل ونرتاح ,,
ام صالح : لو اقدر ارقى الدرج كان زينت كل شي بنفسي ,, بس الشغالات رتبوا كل شي على ما تحب ,, واكيد عبير ماراح تقصر في اللي تشوفه ناقص ,,ولا لا يابنتي ..
عبير بأرتباك : ولا يهمك يا خالتي ,, انا بهتم بالموضوع لا تفكرين ,,
تحرك سلطان للدرج يبي يطلع عشان يرتاح ,, وشاف عبير واقفه مع ام صالح ولا لها نيه تتحرك معه ,,
اول ما وصل للدرج التفت لها : عبير تعالي اوريك المكان ,, اكيد تبين تشوفينه ,,
تحركت يمه وهي مو ناويه ابد بس عشان ام صالح ما تنتبه لهم ,, مشت لحد ما طلعت معه الدرج بخطوات بطيئه ,,
ترك كل شي واصبحت هي محط اهتمامه في اللحظه هاذي ,, عدم اهتمامها به وبوجوده ,, حسسه انها غير مباليه ابد له ..
راقبها بفضول وهي تشرب الحليب الدافي على دفعات متباعده ,, كأنه مر بالنسبه لها ,, اكيد ان وجوده مو مريح ابداً بس ماوده يتركها ,, اللي صار سبب له صدمه في نفسه ,, فكيف هي ومشاعرها اللي حطمها بسهوله ,, اخيراً انتهت نزعة الانتقام في نفسه ,, قدر انه يذلها ويحطمها ,, وهذا مراده ووصل له ,, بس بعد ما حقق اللي يبيه ,, مشاعره ,,
انقلبت ,, وشاف انه ظلمها ,, خصوصا انه ما توقع انه يعاملها كذا ,, وانه تصدر منه تصرفات اشبه بالمتوحشه ,,
مد يديه لها بلطف وهو يتكلم بحنان :ممكن نفتح صفحه جديده ,, مو عارف وش صار بس انا حقيقه ....
كانت نظراتها له مثل الخنجر اللي انغرس في قلبه ,, نظرات تركته في متاهه بالحاله وهمسها بصوت مبحوح من البكاء طول الليل : انت قضيت على كل شي ,, ومافيه داعي تتكلم وكأنك
ما سويت شي ,, اعتقد ان وجودنا مع بعض هو تحصيل حاصل ,,
انت ما فكرت الا في نفسك بس ,, وهالشي راجع لك ,, مو مجبور تفكر في غيرك ,,
بس للأسف انت صحيح تقدر تملك جسد لكن ما تقدر تملك رووح ,,
ناظرها بحزن وهو ودها يلقي اخر اوراقه : افهم من كلامك اني مو روووحك ,,
غمضت وهي تتنهد بغصه في قلبها وتحركت تبي توقف : اللي فهمك غلطان ,, اسئلني انا وراح اعطيك الجواب ,, ودامك حكيت ترى كله لعب ومراهقة البنات ,,
تحركت وهي تطلع بكل أدب : اعذرني ابي ارتاح ,,
ودخلت غرفتها بعد ما قفلتها بالمفتاح وهي تسترخي على سريرها وتلين مفاصلها من التعب النفسي اللي ارهقها التفكير فيه ,,
لأول مره تشعر بقوتها المعنويه ,, قدرت انها ترد عليه بصراحه تامه بدون صدام ,, وتقبله لكلامها بدون غضب نقطة تحول فيه ,, ما انتبهت ربى عليها ,,
مر الوقت بسرعه غفت كم مره وصحت على سكينه تعم المكان ,, صارت الساعه ثمان المساء ,,
ما تدري وش صار فيه وفي البيت ,, شعورها انها تكون وحيده ريحها من كل شي ,,
قامت بثقل وهي ترفع الملحف الثقيل ,,
غسلت وجهها في المغسله اللي بداخل الغرفه وتوضت ,, وبعد ما صلت فرضها ,,
طلعت تشوف المطبخ وش فيه باقي لازم تنظفه ,,
دخلت للصاله وتفاجئت بمنصور متمدد على الكنبه وضام يديه على صدره ,,
كان عكازه متمدد بجنبه على الارض ,, والتلفزيون شغال على قناة رياضيه ,, ما حس فيها ابداً بس لما جت بتشيل صينية القهوة تاخذها معها للمطبخ ,, فتح عيونه بكسل وطالعها : كم الساعه ؟؟
ربى تشيل الصينيه بدون ما تلتفت : الساعه 8 وشوي ,,
منصور : يا ساتر كل هذا نوم وش صاير ,,
كملت ربى طريقها للمطبخ ,, وشافت انه يحتاج تنظيف بس مالها أي مزاج ابد ,,
قعدت على الكرسي في وسط المطبخ ,, حست بالجوع من الصبح على كاس حليب فقط ..
وشكل منصور ما اكل شي ,, مافيه الا صينية القهوة اللي زينها ,,
ما تبي تسوي أي شي ولا لها أي مزاج لحاجه ,, واذا عليها تبي تروح تنام مره ثانيه ويجي الخير مع الصباح ,, الكسل غزى اطرافها ,, ونفسيتها مدمره ,, نزلت راسها على يديها على الطاوله ,, وغمضت تبي تهرب من واقعها المؤلم ,, سمعت صوت العكاز لكن صوته كان قريب جداً رفعت راسها وطالعت باب المطبخ وشافت منصور واقف بكسل تكلم بهدوء :
نطلب شي ناكله ؟؟
قامت بطفش ومرت من عنده وتكلمت : مالي نفس ,, عن اذنك ,,
منصور وقفها بحركه هاديه : بس انتي ما كلتي شي من الصباح ,,
ربى : مو جوعانه .. بعدين لا تخاف علي اذا حبيت اكل ما فيه شي يمنعني ,,
وتحركت لغرفتها بعد تركته واقف بالحاله كأنه انسان متطفل على حياتها ,,
طالعها بدون ما يقولها كلمه ,, القوة والفصاحه اللي تمتع بها الايام اللي راحت خانته ..
وانسحبت من قاموسه اليوم ,,
مابغى يكثر عليها الكلام ويزيد اوجاعها ,, بغاها ترتاح شوي من اللي صار وتزين نفسيتها ,,
رجع للصاله وهو يتصفح الدليل حق القريه ,, واخيراً حصل مطعم بيتزا يوصل للبيت .. طلب اثنين بيتزا صغيرة الحجم ,, وعطاهم الوصف ,, وجلس ينتظر في الصاله واذنه تراقب كل صوت يصدر من غرفتها ,,
كانت لها حركه مستمره ,, توقع انها ترتب غرفتها او تصلح ملابسها ,, وبعد فتره بسيطه عم الهدوء ,,كان نفسه يعرف هي وش قاعده تسوي ,, بعد نصف ساعه سمع صوت الجرس ,,
خذ المحفظه حقته وطلع للباب ,, كانت بنت شقراء هي اللي توصل الطلبات ,,
تذكر كاثرين ,, وقارنها في لحظات بربى ,, وحس بمدى الظلم في المقارنه !!
صرف تفكيره وسمح للبنت تدخل بالطلب وتحطه على الطاوله ,, بعد ما راحت ,, تشجع ووصل عند باب غرفتها وهو يتكلم بصوت هادي : ربى ... ربى ,, ممكن شوي
كانت تسمع صوته وسوت نفسها نايمه ماتبي تشوفه في اللحظه هاذي ,, وش يبي منها لا يكون يبي يكرر جريمته وزان له الوضع ,,
سكتت وارتاحت ان الباب مقفول ,, استغربت انه ما حاول انه يفتحه ,, اكيد توقع ذا الشي ,,
جاها صوته مره ثانيه وهو يناديها بعطف : ربى واللي يسلمك تعالي ساعدني ,,
استغربت لهجته ,, وفتحت عيونها وصارت تفكر ,, وش يبي اساعده فيه ,, فكرت هل هو متعمد يسوي حركه بايخه عشان تفتح الباب ,,
وكمل وهو ينادي : ربى ترى تعبت من الوقفه تعالي شوي ,,
قامت بخطوات حذره وهي تفتح الباب وترجع على ورى بطريقه عفويه : وش بغيت ..
رحمها بسبب خوفها وردة فعلها منه وبصوت كله حنان : طلبت عشاء وابيك تساعديني ,, مو عارف كيف ازينه ,,
طالعت فيه بملل ,, وتحركت للصاله وهي تشوف علب البتزا ,,
تكلمت بهدوء : بتاكل هنا ؟؟
منصور : اذا ماعندك مانع ,,
تحركت للمطبخ وجابت له صحن ووسكين وشوكه ,, مع علبة المناديل ,, وحطتها على الطاوله ,,
فتحت العلبه ,, وطلعت له قطعه صغيره وحطتها بالصحن وهي تقربها من قدامه على الطاوله ,,
حست بشهيتها تنفتح للأكل لكن مستحيل انها تقعد معه كأنه ما صار شي بينهم ,,
شافت انها خلصت المهمه اللي عليها ,, فجت بتطلع للغرفه لكن صوته يكلمها : ربى ممكن تقعدين معي شوي ,,
ربى بضيق : بس انا مابي اكل ,,
منصور بووود : عارف بس اقعدي عشاني ,, ما احب اكل بروحي ,,
قعدت على الكرسي اللي بجانب كرسيه ما تبي تواجهه ,, وانشغلت بمجله كانت على الطاوله الجانبيه ,,
منصور راقبها بفضول وبهمس عطاها الصحن اللي حطت له فيه وناولها بيده وهو يقول :
ممكن تاكلين معي ,,
رفعت عينها بهدوء له : مالي نفس ,,
منصور : واذا قلت لك عشان خاطر اغلى انسان في حياتك بتقبلين ؟
توترت ربى وسألته وش قصدك ؟؟
ابتسم بضحكه على جنب وهو يخفيها عنها : امك ,, ابوك ,, ريما ,, اكيد واحد منهم غالي على قلبك ,,
ربى بضيق واضح : مدري من وين الطيبه حلت فجأه ,,
ضحك منصور : لا تفهمين غلط ,, ,تفضلي صحنك ...
اليوم مر على نايفه وراكان بدون ما يشعرون بقيمة الوقت ,,
بعد ما دخلوا للفندق اخر الليل ,, انتظروا صلاة الفجر ,, وبعدها دخلوا في نوم عميق لحد الظهر ,,
راكان يحس انه في اجازه فسحبها نومه للمغرب ,,
نايفه ,, كانت تغفو وتصحى بين فتره واخرى ,, تطمنت على امها وام راكان ,, واتصلت على مشاعل وسولفت معها فتره ,, وراكان ما حس بشي ,,
كانت من فتره للثانيه تطل من غرفة الفندق على الساحه المقابله ,,
تداخل المباني الحديثه مع المباني القديمه اعطى المكان لمحه تاريخيه معاصرة ,, تمنت تشوف كل شي في القاهره ,, وتبي تروح للاهرامات عطوهم درس في التاريخ ,,
بس برنامج راكان ما تعرف عنه شي لحد الحين ,, حتى الكلام مع بعض كان مو كثير بسبب موعد الرحلة المتأخر ,,

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -