بداية

رواية في أحضان الجنوب -26

رواية في أحضان الجنوب - غرام

رواية في أحضان الجنوب -26

الظلآم يَعُم الأرجآء و الأنوَآر أطفِأَت بِفِعل المَطر القريه تَكآد ان تكون خآليه مِن البشر
الآ انهم في مَنآزِلِهم
يدعون الله ان تكون سُقيآ خير وبَركه
لَهم لآ سُقيآ عذآب وَسَخَط
أين يذهب ؟ولِمن يذهب ؟ومَن سينتظِره؟
ومَن سَ يعلم بِ عودَته ؟
تكآد أن تَصرخ الأجآبه دآخِله مآ مِن أحد يا احمد
لم يأبَه بِ وَقع حبآت البآرد القوي على جَسدِه ولم يأبه
بثَوبه الأبيض اللذي بآت يَقطُر مآءً
أخرَجَ المُفتآح المطلي بالصًدَأ
مِن جَيبِه وأدخله دآخِل البآب الخَشبي [للحوش]
أدخله وهُوَ يدعو الله أن يفتح الباب ليجد المأوى
ثآنيه ثآنيتآن فُتِح البآب وَدَخل !!
هُيًأ لَهُ صَوتَهآ مِن بين صوت ارتِطآم المَطر بِالأرض
فأستعآذ بالله مِن الشيطآن الرًجيم
جآل بِنَظرِه في أرجآء [ الحوش ] الصغير
هُنآ كبُر وهنآ أكل
هنآك تَوسد فَخذ جَدتِه
وفي الزآويه تَرك لَهآ رِسآلة حُب قَبل زوآجِهِم
ذِكريآت عآلِقه
ومَوآقف تأرجَحت في مُخيلته
وأخرى سَقطت وضآعت في خِضم النِسيآن
تَغرغت العيون دُموعاً
أجتر الآآه مِن صَدره واكمَلَ خَطوتِه وَسَط رُكآم المطَر والظلآم
للبآب الحديدي !
كآن يوم حآفِل بالمَشآق
حآفِل بالتًعب حآفِل بالخذلآن وبِالندَم!!
تَخلل الى مَسآمِعه صَوت يعشق نَبرته
ويَهيم فِي تَفآصيله فَ يَتغلغل أعمآقه ويروي تَعطشه
[مين قلت مين ؟؟]
التَفَتَ لَهآ تَقِف بِخَوف تَحت الشَجره
اللتي جَمعتهم يومًاً مآ
يُريد ان يرى تَفآصيلَهآ
اكثر ويَهيم بِقُربِهآ اكثر فَ أكثر
.
ولكن لآ لن يَصفَح النِسيآن
ولن ينسى ذآك الخَوف اللذي نَهش قَلبَه
صَرخت بِ أستنجآد ولكن
مَن سَ يَسمعهآ مع وَقع المَطر المُتَعآلي
...
أقتَرب مِنهآ وهُوَ يتحدث بِاختِنآق وَسَط صُرآخِهآ
[ كيف الحآل يآ بنت العمه ؟]
دقيقه دقيقتين
ثلآث اربع كم مِن الوقت يكفي لتُتُرجِم القنآه السَمعيه
نبرة الصوت اللتي سَمَعت
وكَم مِن الوَقت يَكفيهآ حتى تَستَوعِب مآ سمِعت
أرتَجَف الفَك وتَعآلت الأنفآس فَ أسعفتهآ الدمعآت
عآدت بتآثُل الى الوَرآء وهِي تَتَلمَس
[ شَرشَف ] صَلآتِهآ المُلقى على البِسآط تَحت الشجره
أخذته بِربكه وتفلفت بِه بطريقه عَشوآئيه
لم يَعد حبيبهآ لم يَعد حلآلهآ
شَعَر بِحركتِهآ السًريعه
وشعر بِتَرآجُعِ خَطوَتَهآ الى الخلف
أقتَرب أكثر وسَط رُكآم المَطر ح
تى استظل تَحت الشجره اللتي التَصَقت هي بِجِذعِهآ
هَمَس بِحُرقه
[ ليه جحدتيني ؟ ليه خليتيني اموت الف مَره ؟
طلقتك عشان تعيشن بس مو معنآته
انك مآترسلين احد يطمني عنك وعن بنتي ؟
أقتَرب أكثر وهو يرفَع الصًوت
وينَهآ بنتي يآحنآن تكلمي ؟]
كُل الأسأله أطلَقت سِهَآمَهآ دُفعه وآحِدَه
وكُل العِبآرآت والأجوبه اللتي أعدتهآ
طيلة ال6 أعوآم تبخرت في الفَضآء
وكأن ال28 حرفا تخونهآ وتَأبى ان تَمِد يد العَونِ اليهآ
....
خَف المَطر بل أوشك ان ينقطِر الآ مِن رُذآذ بسيط
قُدرة العلي المُتَعآل في هجان السُحب او هُدوئَها
صَرخ بأخرى مَوجُوعه وهو يقترب مِنهآ ويهزز كَتفيهآ الهَزيلين بِقوه
[ وينهآ بنتي قولي؟؟
كيف انخطفت وين زوجك عنهآ جاوبيني طفي نآري ]
أختنق الصوت بِحجرشه تبين حُزنه وهُوَ يَهمس
[ ليه طَعنتيني ؟؟]
أفلتَهآ وهُوَ يَشعر بأهتِزآز كَتفيهآ بين يديه
هَربت وابتَعدت مُتجهه دآخل المَنزِل
بِخطَوآت مُبَعثره مُشتته تآئِهه
خَطوآت عميآء أعمآهآ الحُزن
وتوغل الفَقد أعمآقَهآ
خطَوآت امرأه فقدت الحيآة
والنظر الى الحيآة وفَرحة الحيآة
بَعد غِيآب فَجرَهآ
مَدت يَديهآ أمآمَهآ لتتلمس
المَكآن عدم اتزآنِهآ وظهوره بِهذه الفَجأه
زلزل أعمآقهآ
أبتعدت عن المسآر المَرسوم في ذآكِرَتِهآ
عن البآب الحديدي ونَظراً لسُرعة خَطَوآتِهآ
أصطدمت بالحَجر المآثِل أمآمَهآ فَ هَوت سآقِطه
..
استَعجب المَنظر واستغرب الأمر
حيآؤهآ وخوفُهآ مِن بآريهآ فَتلفلفهآ في
[ شرشف ] الصلآة امر ليس بالغريب عنهآ
ولكن ابتِعآدَهآ عن المَسآر الأصلي
وتخبط يديهآ في الهوآء على ضوء القمر
بعد انجِلآء السُحب
امر أثآر فُضوله فَ أستمر
في مُرآقَبتِهآ حتى سَقَطت
..
صَرخت بِضعف وهي تتأوه مِن التِفآف رِجلهآ اليَمين
اقترب مِنهآ في حين أستِنجآدَهآ بِشخص لم يَعرف مَن يكون
أخذ يتأمل الأسم مُحآولاً معرفته دونَ جدوى
عآد الكَهربآء اللذي انقطَع
وانتَعشت الحيآة في القَريه وهي تَصرخ بِ
[ بشرى تعآآآآلي ]
اقترب مِنهآ أكثر وهي تتأوه
صَرخت بِهِ وهيَ تُحدق في الآ شي
[ بعد عني مآ عدت أحل لك ]
اتت المَدعوه ولبة النِدآء وهي تَشهق بِذُعر
[ حنآن وش فيك يآقلبي ]
خَرجَت بَعدهآ شُكريه مُلبيه لندآءآت
حبُشرى وَسَط أستغرآب أحمد وابتِعآده
أدخلت شُكريه حنآن في حين أستِيقآضه من هول صدمته
بِ صوتِهآ [ مين انتآ تكلم ؟]
التفت اليهآ وهَمس بشبه ابتِسآمه
[ انتي اللي مين ؟] [ وبَعد وآقفه قدآمي بدون غطى
روحي استري نفسِك ]
زَفَرت بأعتِرآض [ انت أحمد مو ؟]
لآ زآل الجمود مُحلق على مُحيآه
ولآزآلت الأستِفهآمآت مَرسومه على المَلآمِح
[ ومين حظرتك ]
أبتَلعت الغصه لِ ثلآث مَرآت
فَهَمَست بِحُرقه [ انآ بُشرى أختك !!]
وللمرة الألف هذآ اليوم يخونَهُ الأستيعآب ويتَنكر له
[ ومِن وين جيتي اختي ؟؟ ]
أرخت نَظرهآ للأرض وهِيَ تُحرك بين رجليهآ
حصى صَغيره بِتَوتر
[ اممم ابونآ وآحِد ووأنآ جيت هِنآ وو .. ]
أعتلت تنهُدآتِهآ مِن أين تبدأ وكيف
تبدأ وهل سَ يَتقبل
وهل سَ يصفح عن أفعآل عآئِلتِهآ
هَمَس مُقآطِعاً لتَأتَئآتِهآ
[ شُوفي أنآ تَعبآن ومو متحمل اي شي الحين
شوفيلي الطريق وخليني ادخل ارتآح
مو طآيق اسمع شي ]
ابتَسمت بِحُرقه على حآلٍ أصآبه
[ طيب ولآ يِهمك ثَوآني بَس ]
...
أنتظرته بِفرح حتى يَخرُج
تشعُر ان رِجليهآ لآ تطى الأرض مِن عمق سَعآدَتَهآ
صبرت فَنآلت
شُقيت وبكت فَ أُسعِدت
اليوم عيدهآ وهِيَ الأميره
اليوم سَ تنسى وسَ تنسى
وسَ تُمحى أوجآعِهآ
خَرج وهُوَ ينظُر لَهآ لآ تَزآل تقِف بِ أنتِضآره
والفَرحه تَشِعٌ مِن عينهآ
أخذت يديه بِصمت ودَخلت بِه لغُرفَتِهم
جال بِعينيه في أرجآء المَكآن
شُموع [ميوزك ] هآدِئ وأجوَد انوآع البَخور
أبتسَم لَهآ وهو يُقبل جَبينَهآ بِحب
[ الله لآيحرمني منك ]
طَبعت قُبله سَريعه على خَدٍه اليمين
وهِي تجذب يديه الى الهديه المآثِلَه فَوق الطآوله
هَمَست بِفَرَح [ أفتَحهآ يالله ]
تأمًل تَفآصيلَهآ بِهِيآم ثُمً هَمَس
[ ليش كلفتي على نفسك ]
اخذت يديه تَلمَس خديهآ بِرقه وتحتضن وجهآ
ردت بذآت الفَرحه بعد ان ابتَعدت عنه
[ افتح الهديه اول ]
صَندُوق مِن الخَشب زُين بوَرد احمر طبيعي
ثًبٍت مِفتآح قفله بين الورود
اخذَ المِفتآح
واجلَسَهآ على الكُرسي الملكي
فأثنى رُكبتيه وجلس ارضا مُتكَأ على رِجليهآ
وضع الصندوق أمآمهآ وأكمَل فَتح الهَديه
ادخل مفتآح الصندوق في قُفله
فأذآ بالمُفآجَأه تأتيه على طَبقٍ مِن ذَهب
حِذآء طفل في المَهد
مَعَ بِطآقه صَغيره كَتبَ بِهآ [مَبروك حبيبي تحقق الحِلم ]
هَمَس فيصل بِعدم أستيعآب [ وش هذآ ؟]
ردت لَهُ وَهِيَ تَبتَسِم [انت وش شآيف ]
أغمَض عينيه وشَريط مُعآنته يتكرر
سآرَه فَ مَرضهآ ومِن ثَم حنآن فَ خطف ابنتَهآ
فرط حُزنَهآ فأنحِجآب الرؤيآ عَنهآ
رَحيل الأم الأسطوره
فَ انهِيآرآت حنآن ومِن ثَم انتِقآلِهآ لمنزِل جَديهآ
رغبةً مِنهآ وأصرآراً مِنهآ ورَجآءً مِنهآ ان تُلآزِم أرض جَديهآ
اليوم سُيُجآزى بالصبري احسآناً
وسَ يتذوق طَعم الأبوه
هَمس بأختِنآق [ مِتأكِده يآسآره ]
تَسآقطت دُموعهآ على يديه الموجوده في حضنها
[ في الشهر الثآلث رحت مع امي اليوم وحللت ]
قبل تِلك اليدين بِشغف كبير
صبرت فَ نالت وتفآئلت فَ رُزقت
احتضنها وهُوَ يَهمس
[ الله يتمم لنآ على خير يآعمري ]
تَحول الحِلم لحقيقه ورُزِق بمن سَ يَحمل أسمه
ويكمل مَسيرَته
سَ تَنتهي مأسآته وسَ تنجلي غيمته
بأذن الخآلِق
تمنى حيآة الأم الأسطُورَه والنآدِره مِن نَوعِهآ
حتى تلآصِق فَرحتَهآ السمآء
وتَمنى عَودة فَجر
لتهتدي وآلِدَتِهآ النور فَ تُبصر
, , , ,
وَهل مِن أخترآع في هذه الحيآة
يُرتب الأفكآر أو يُسآعد المَرء في التًفكير
..
دَخل المَنزِل بِتَثآقُل لم يَتَغير بِه الكَثير
الآ ان الأضآئه ملأت حُجره الصغيره
وبَعض الأثآث جُدد
تَبِع خُطوآت القآئِله بأنًهآ أختاً لَه
أدخلته غُرفة الجد الرآحِل فَهَمَسَ لَهآ
[ أطلعي عني الحين ]
تمتمت بِصدق [ طيب بس بجيب لك عشآ ]
صرخ بِوجههآ [ مآ أبغى شي قلت اطلعي ولآعآد تجيني ولآ أشوفك ]
اومَأت بِرأسِهآ وخرجت وَسط غضبه وهَيجآنه
,,,,,,,,
مُتمدده في الفِرآش وشُكريه تضع دِهآن الألتوآئآت على
رِجلهآ اليمين وتُحكِم لفة الشآش
هَمَست بُشرى بِحُرقه لِحآلِهآ
[ كيفك الحين يآ حنآن ؟؟]
قَطبت حَوآجِبَهآ وهي تُحدق في السًقف عآلياً
[ ضآع الكلآم اللي كنت بقوله له يآبشرى ]
أرتجف فكهآ وأمتلأت عينيهآ فَ تسآقطت دَمعآتِهآ
[ مآ قدرت اقول شي مآقدرت ادآفع عن نفسي ]
اجهشت في البُكآء في حين احتِضآن بُشرى لَهآ
فَ انتَحبت وشهقت تأوهت
وتنهدت فَ أعتصر قلبَهآ الما
حَتى هَدَأت وَسَط آيآت القرآن اللتي قَرَأتهآ بُشرى
ثُمً هَمَست [ شفتيه ؟؟]
مَسحت بُشرى على شَعرهآ بِحيرةٍ مِن امرِهآ
[ أيه ]
تأتأت ثُم أختنقت بحروفِهآ فَهمست
[ تِغير شكله ؟ نِحف ؟ ادري انك مآشفتيه مِن قبل بَس ... ]
انخرطت في بُكآء مَرير ثم هَمت بالوُقوف وهِيَ تَستَغفر
هَمَست بُشرى [ حنآن وش بك بس ايش ؟]
ردت بِحُزن يدمي القلوب
[ انآ بِعصمة رجآل غيره مآيسيير
أسأل عن شَكله ]
ابتلعت الغَصه ثَمً أكملت
[ يحق له ومو بلآيمته لو ذبحني هذي بنته ]
زفرت بُشرى بأعترآض
[ بنته مآقلنآ حآجه بس هذآ قضآء وقدر
ربي كآتبه لهآ من يوم كآنت في بطنك ومحد يقدر
يغير ارآدة الله بكره اول مآيصحى مِن نومو انآ بَكلمه ]
هَمست بِوَجع [ شُكريه وديني للمغسله بتوضى ]
تَوضأت فأحكمت لفة الـ[ الشرشف ]
وكبرت ملجَأهآ في الشده كمآ هُوَ مَلجَأهآ في الرًخآء
دَعت مِن صميم القلب أن يَجمَعَهآ بأبنتِهآ ويعيد نظَرهآ لَهآ
سَجدت فَ الحت في الدُعُهآ
رَفَعت فَ انتَحبت بكت بين يدين العزيز الجبًآر
مآلك المُلك مُحيي العِضآم وهي رميم
.
قآدر ان يعيد لهآ النور مِن جديد كَمآ سَلبهآ أيآه

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -