بداية

رواية روحي لك وحدك -29

رواية روحي لك وحدك - غرام

رواية روحي لك وحدك -29

مساعد : المدير العام كلمني من شوي يقول سلطان استقال من الشركه ,, وسكر جوالاته واختفى من البيت ,, وام صالح كلمتها من شوي حالتها صعبه ,, تصيح ما قدرت افهم منها أي شي ,,
عبير تفتح عيونها اكثر : يبا انت وش تقول ,, معقوله يختفي بدون ما يقول هو وين ورايح
,,
وش دخل مشاكلنا في الشركه ,, لازم يهتم للشركه اكثر من أي شي ثاني حتى انا ,,
مساعد : اتمنى اني ما ظلمته هو بعد في زواجه منك ,, قام وترك عبير مثل الريشه الي تطير
بدون ما تقدر تستقر في مكان معين ومشاعرها اللي تشربت برعب من الخوف عليه ,,
بعد كم ساعه وقبل الفجر بشوي ,, وصل سلطان لحيهم المتواضع في حائل ,, وصل لبيتهم
ودخل للمسجد اللي بجانب البيت ,, في زياره من زيارته السابقه ,, سلم المفاتيح لأمام المسجد ,, يهتم فيه ويراقب وضعه ,, سلم على الامام ,, وخذ المفاتيح ودخل للبيت الصغير ,,
كان اول يوم صغير يشوف البيت هذا كبير جدا ,, لكن بدخوله لعتبة الباب ,, اكتشف صغره ,,
شم ريحة امه , او كذا يتخيل ,, صوتها يرن في اذنه ,, صوت سلمى تبيه يلعب معها ,
من كم سنه ما زار المكان ,, فخذ لفه صغيره في المكان وتلمس الاشياء القديمه ,,
تذكر جلسة الحوش لما تقعد امه العصر وتشرب الشاهي ,, كان يحب اذا رجع من المدرسه يسحب شنطته ويقعد بجنبها ويحل الواجب ,,
تنهد بألم , خذ شماغه وتوسده واتكى عشان يريح جسمه من طول الطريق ,,
سكر كل جوالاته الخاص وحق العمل ,, وقرر انه يريح اعصابه ذا اليومين عشان يقدر يفكر في حياته ,, تذكرها في كل موقف جمعهم , اختنق يبي هواء اكثر ,, كل ما شعر ان نهاية زواجهم قريبه او حتميه يكون لون العالم سوداوي , قدرت في فتره بسيطه برغم غرورهم وعنادهم انها تسيطر على نبضات فؤاده اليتيم , مشتاق لحنانها اللي غمرتها بدون حدود في ليله تشهد عليهم لكن عناد عبير بدى يكبر اكثر ومستحيل تتنازل عن موقفها ,
اتصلت عليه تبي تتأكد ولقت جواله مسكر , انقبضت مشاعرها بصوره افزعتها ,, ماتدري وين ارضه من سماه ,كررت الاتصال مرات كثيره لكن مابه أي نتيجه ,
دخلت تبي تشوف ابوها قبل ينام وبخجل : يبا مافيه أي اخبار عن سلطان ,,
تكلم مساعد بضيق : مافيه ,, سئلت واحد من الربع يستفسر عنه يقول ما سافر برى السعوديه ,, يمكن راح لمكه ياخذ عمره ,,
مسكت يديها بتوتر ولاحظ والداها قلقها :مابي ازيد عليك الكلام ,, انتي نور عيوني ودنيتي كلها ,, بس سلطان رجال ينشرى , وكان ودي تضحين شوي مهما صار بينكم مشاكل ,
هزت راسها بعفويه , وقامت تمشي بخطوات ثقيله ,
ليه اذا فقدنا حبايبنا تمنينا ان الزمن يرجع ونقدر نوفيهم شي من اللي في قلوبنا لهم ,
دخلت لغرفتها ورجعت تتصل ثاني يمكن يرد عليها ,,
مع راكان ما تعرف قدر الوقت ,, تمضي الساعات بدون ما تحس ,, بيتوتي من الدرجه الاولى , يطلع شوي مع خالد زوج مشاعل , وعلى طول يرجع للبيت .. خذ اجازه من شغله في شركة ابوه وتفرغ لزواجه وشهر العسل ,, لكن بعد ما رجع قرر انه يمددها شهر ثاني عشان ينبسط معها اكبر وقت ممكن ,
قدر انه يعزلها عن الجميع , نزل من غرفته مالقاها , اول ما تختفي من محيطه يفقد السيطره على مشاعره , يشوفها بنت صغيره ممكن تضيع بسهوله من يده ,
شافها تقرأ الجريده وصينية الفطور جاهزه بجنبها ,,
رفعت عينها فيه وبنظره منها قدرت تبعث في نفسه شعور بالرضا
وقفت تسلم عليه مثل كل مره تشوفه وباست خده لكن راكان تجاوزها لاكثر من كذا وضمها بحنان وهمس : اذا قمت وما شفتك قدام عيوني اضيع ,
نايفه بخجل : انا اصحى بدري عشان كذا اطلع من الغرفه مابي ازعجك بحركتي ,
راكان : وليش تطلعين , ما راح احس تعرفين نومي ثقيل , سوي اللي تبين كله ,,
نايفه بضحكه راايقه : كيفك اليوم
راااكان : حظ عيني لو تشوفك كل يوم , وش رايك بصوتي !!
ضحكت نايفه بخجل : عندك مواهب مدفونه مدري عنها
راكان بضحك : يااااااويل اذا ما طلعت المواهب عشان المزيونه وش نبي فيها يا قلب رااكان
انحرجت نايفه من دلعه اللي يغرقها به في كل لحظه وفجأه قطع صوت الجوال جووهم
شاف راكان الرقم وتضايق بعد ما تعقدت حواجبه وترك الجوال على جنب وبصوت مبحوح : صبي لي الشاهي يا قلبي ,,
نايفه بهدوء : ليه ما رديت , هي ؟؟
راااكان وصوت الجوال يرجع ثاني رفعه بعد فتح السبيكر : صباح الخير
.....: صباح النور يا قلبي
راكان : هلا كيفك
.....: قلبي ليه ما رديت البارح على اتصالي ,
راكان : وضحت لك قبل اذا تبين مساعده ما عندي مانع ,,
.....: ركوون انت ليش تكلمني كذا , نسيت اللي بينا والا اذكرك , انا سويت المستحيل عشان يطلقني ونرجع لبعض ,,
راكان : لحظه لحظه ما طلبت منك تطلقين وانتي عارفه اصلا اني ما كنت ابي اتزوجك
وما بينا أي شي عشان نجدده , اذا انتي مفكره اني برجع لك تكونين غلطانه , باااااي
حط الجوال على الصامت , ورفع عينه لنايفه وبصوت واضح : اذا قلت لك انها ما تعني لي شي ترى انا صادق في كل كلمه اقولها ,
نايفه بتواضع : راكان انا خايفه عليك طلبتك لاترد عليها مره ثانيه ,
راااكان : فديت قلبك لا تفكرين ان فيه احد بياخذ راكان منك ,
تحرك حتى لزق بجنبها وخذ شعرها بين يديه ويشمه بحركه تعودتها نايفه منه كل ما قرب منها وخذ نفس عميق وريحة عطرها الباررد ترد روحه , مسك وجهها بين يديه وتعمق في نظرة عيونها وبهمس : انا لك يا روح رااكان , انا ابوك واخوك اللي فقدتيهم , انا كلي لك
اااه يا رووح رااكان ,
تعبرت نايفه بصمت في ظل حنانه اللي انساب بقوه تعبيريه ما قد حستها بحياتها ,
مسكت يده بيدها وحضنتها بقووه وهمست بخجل : احبك ..
قطع لحظتهم الشاعريه جوال نايفه وبعيون مثقله تكلم راكان : احنا ليه ما نسكر الجوالات ونطلع فوق ,
نايفه تشوف رقم مشاعل وتأشر لراكان : هلاااا مشاعل
كانت نايفه تكلمها بصوره مضحكه لان راكان كان يهمس في اذنها بكلمات وما قدرت تركز على الجهتين , ضحكت نايفه فتكلمت مشاعل : وش فيك تضحكين من الصبح ,
زاد ضحك نايفه ما قدرت تسيطر على الوضع وراكان ينفذ اللي في راسه لما شافها انحرجت مررررره خذ الجوال من يدها وبصوت مبحوح : اصبحنا واصبح الملك لله , الناس يدقون العصر , وش عندك يا ابله ,
مشاعل برووواق : اذا عرف السبب بطل العجب , اتاريك مسنتر عندها ما تنلام اكيد ما تقدر تحكي , وشخباركم يا عصافير الحب ,,
راكان بثقه : اذكري الله والا تحسبين محد في الدنيا يعرف الحب الا انتي وخالد ,
ضحكت على اخوها الغرقاان في العسل وكملت : فديتك ياخوي تأكد اني فرحانه اذا شفتكم مبسوطين ,, ززززين ابيك تقول تم
راااكان : تم بس بعد العصر,, الحين لحد العصر ممنوع التجول والتحركات السياسيه والاقتصاديه ,,نايفه فاهمه قصده فصارت تضحك وماسكه بطنها من الضحك وهي تكتم
صوتها ,, غمز لها راااكان وبهمس تكلم : يا لبى اللي يفهموني
مشاعل : وش قلت ما سمعتك
رااكان : انتي خليك في حالك يا ابله وش تبين قولي أمري تراكي ضيعتي وقت ثمين كان ممكن نستغله لصالحنا ,,
مشاعل : تصدق احس اني اكلم ناس مو في وعيهم ,المهم انا عزمت امي وابوي على العشاء ,
وابيكم تجون وتكلمون خالتي ام نايفه تجي معكم ,
راكااان : ابشري من عيوني يالله سي يوو
مشاعل : و ..... لكن تسكيرة راكان كانت سريعه ما امداها تكمل جملتها ,
وبجنون راكان الغير متوقع شال نايفه وسط احتجاحها وطلع الدرج بسهوله وضحكته لها صدى في ارجاء المكان ,
قامت الصباح وطالعت المكان , خافت لا يرجع منصور نفس امس ويقعد في الغرفه ,
بعد ما طلع من بيتهم توقعت انه يرجع يتصل ويسئل ,, لكن ما صار أي شي من توقعاتها ,
ارسلت السواق للصيدليه , وطلبت من المناوب فحص حمل ,, ونصحها تسويه في الصباح احسن , طول الليل ومشاعرها تغلي على نار هاديه , فكرت فيه وفي مشاعره لما يقرأ خواطرها ,
توقعت أي ردة فعل منه لكن السكون اللي واضح ما بشرها بخير , اذا فكرت بعمق انه ممكن يتعمق للتفاصيل تحس انها مراهقه بجد , صحيح انها كتبت كل شي مثل ما حبته ينحفر في ذكراتها كما رسمها الحبر في هذا الدفتر , لكن شعور ان فيه احد يقرأ افكارك ومشاعرك الخاصه شي محرج خصوصا صاحب الخواطر وملكها والمتربع على ساحتها البيضاء ,
تسحبت من السرير بثقل , وسكرت الدرج بعد ما طلعت منه كيس صغير , ودخلت تشوف التحليل ,
فتح عيونه بثقل , وشاف الساعه تأشر على احدى عشر , فقام بكسل وشاف ست مكالمات من فواز , كان متعمد انه ينعزل البارح في غرفته وما يظهر أي مكان ,, انشغل عن الجميع بصيد اثمن من الاكل والزيارات والتمشيه , شي غذى روحه حتى الشبع واغرق عروقه حتى الارتواء
توقع انها تحبه مثل ما قالت العنود , لكن اللي لمسه في دفترها حب لا يمكن يكون في ذا الزمن , ونادر انه ينوجد , حب منذ نعومة اظافرها , منذ ابتدت زهرة قلبها بالأنفتاح ,
احرفها تترجم مشاعر مترفه , ندم انه لم يعرفها في حينها , قرأ كل شي حتى كان اخر يوم في تلك الخواطر هو يوم زواجه , دفنت مع ذلك التاريخ كل نبضاتها ,, خذلها بهذا الزواج الفاجعه للجميع , ااااه يا ربى تنهد لما تذكر حزنها في ذيك الفتره , سطرت لها صفحات واغلقت صفحه مطعونه بحبر اسود كما طعن قلبها بنسيانها من قائمته المفضله ,
وصم نفسه بالغباء والجهل , لم يراها الا كفتاه صغيره بريئه تجهل امور الحب حينما كان هو ذلك الشاب الذي يبحث من تروي نهمه العاطفي بأي شكل ,
تذكر اخته العنود وكلامها عن ربى , كم مره حاولت تقنعه يتزوجها بس كان يشوفها بزر ,
بس البنت الصغيره ذي تعذبت يا منصور عشانك سنوات طويله , وفي الاخر تجي وتهينها بأسلوبك النذل , وبخ نفسه مرات كثيره وتذكر عقابه لها عشان وصمته بكلمة داشر ,
تنهد مرااات اكثر وكلما تذكر انتهاكه لبرائتها بوحشيه , دمعت عينه غصباً عنه ,
كم تمنت انه يحتويها برقه وحنان ويزيح مشاعر الخوف والارتباك من لقائهم الاول ولكنه بغبائه ارهق جسدها البض بكثير من الألام , وروحها بمزيد من الطعنات القاسيه , تركها كما تترك السبايا بلا رحمه , تذكر انينها الذي لم يتوقف ذلك اليوم ,تنهد اكثر وكل مره يهمس بدون شعور اااااه يا ربى ,,
غالب النوم بعد ما استعصى عليه السهر لليوم الثاني , ولكن جفونه ثقلت من الدمع الذي خدر مشاعره واراح عيونه ووعد قلبه ان يرد لربى كرامتها .
تحرك يبي يقوم ياخذ شاور لكن الجوال تصاعد رنينه وشاف رقم فواز وبدون نفس رفع الخط : يالله صباح خير وشفيك مستن اتصالات من الفجر ,
فواز : عز الله منت براعي فزعه , وشفيك معصب يالاخو ,,
منصور : هالحين انت مكلمني عشان تشوفني ليش معصب ,
فواز : لا والله بالعكس انا ابيك مرووووووووق
منصور بضيق : خير ان شالله وش فيه ,
فواز : عز الله اني رحت في خرايطها دام موودك دمران كذاا ,
منصور بتوتر : فواز الله يرحم والديك ورب البيت تعبااااان من قلب والدنيا متسكره بوجهي ,
فواز : منصور ممكن نتقابل ضروري وان شالله تنحل ,,
لبست ملابسها وطلعت تنشف شعرها بتوتر , ما بغت تشوف النتيجه من الخوف ,,
وقفت فتره عند مدخل الغرفه تبي ترجع ثاني تشوف الفحص اللي تركته على الطاوله ,,
رفعت غرتها بيدها بضيق , ونفخت الهواء بخوف , قررت تشوف وتوكل على الله
وفي لحظة رؤيتها للفحص استنفرت مشاعرها وتحفزت كل خليه نابضه بصوره غير طبيعيه
ووقفت متسنده على الجدار ومسكت بطنها من الخوف ,, وفي لحظه ما انتبهت لدخول ريما المفاجئ : عسى ما شر وشفيك وجهك اصفر ,
ربى : ولا شي ,, بس فيني مغص من البارح ما راح ,,
ريما : ربى ترى مصختيها صار لك يومين وخالتي كل يوم تدق تقول متى بتجي ربى ,
ربى : خلاص ما راح ارجع , المفروض منصور يقول لها كل شي ,
ريما بتوتر : يقولها عن وشو ,,
ربى : اوووووه يا ريم , خلاص بننفصل , ارتحتي ,
ريما نطت عندها ومسكت وجهها بيده : انتي وحده غبيه مع مرتبة الشرف فااهمه ,
ربى بتوتر : رييوم انتي مو عارفه شي لا تحكمين من الباب والطاقه ,
ريما : عارفه انه مو من اول مشكله ترجعين لبت اهلك تصيحين مثل البزران , انتي تحبينه ومستحيل تنكرين ذا الشي , لا يكون الحب بس رومانسيه وهدايا وورد يا ست ربى , اعقلي وفتحي مخك , عمر الحب ما كان كذا ,
ربى بأنهزاميه : اجل وش الحب ممكن تقولين لي , عمري ما فكرت انه هدايا وغيره بس علميني يا ريم وش الحب
ريما بصوت واااثق : الحب احساس , الحب شعور . الحب تقدير الحب تضحيه وصبر ,
ربى انتي عاقله لا تفرطين في منصور عشان شي تقدرين تستحملينه ,
قاطعتها ربى بضيق : اااه ريوووم انتي مو عارفه ولا شي ,, ارجوك لا تزيدين اوجاعي ترى اللي فيني مكفيني ,,
فتحت ام عبدالرحمن الباب : وينكم ما تسمعوني اناديكم , ربى يالله منصور يبيك تحت ,
وانتي يا ريما تعالي ابيك نبي نجهز كيكات وشغلات سريعه خالتك عازمتنا على العشاء
غمضت ربى عيونها بتوتر , وخذت نفس عميق ما تبي تواجهه , بس ما تدري وش تقول لأهلها , ريما غمزت لها بعينها : استعجلي ربى شوي ,
نزلت مع انها مو راضيه على شكلها ابدا , كانت لابسه فستان قطني علاق وفوقه مثل الصوف الخفيف يغطي ايديها العاريه , رفعت شعرها كامل بطريقة دائريه مرتخيه ,
, دخلت المجلس ولما شافته انعصر قلبها فجأه , اول مره تشوفه بذا الحاله , مرهق والسهر باين عليه ,
رفع عيونه لها , وبتوسل في نظرته ما قدرت ترفع عينه دخلت بتوتر وبخطوه مرتبكه , تكلمت بهدوء : صباح الخير ,
منصور : صباح الغلا , ارتجفت يدها وحست ببروده في خدها وكشت خلاياها
كمل منصور بصعوبه : ربى انتي عارفه وضعنا حساس وما نبي نثقل على اهلنا بمشاكلنا
عطيني فرصه واوعدك اني اصلح كل شي ,
ربى : الله يخليك انت عارف حنا ما نصلح مع بعض ,
وقف منصور بثقه : ليه ما نصلح انا متأكد اننا راح نصلح مع بعض ,
سكتت ربى بتوتر وصل منصور لحد ما قابلها ومسك يدها ,, سحبتها وقامت تقابله
وبهمس كمل : ربى اذا مو عشاني عشاني امي وخالتي ارجعي معي , وربي ما راح يصير الا اللي يرضيك ,
ربى : لا تصعب علي الموضوع , انا تعبانه ومو عارفه وشلون اتخذ قرار , اذا انت ما تقدر تواجههم , وشلون انا ,
منصور : انتي ليه ما ترجعين معي , مسك يدها وسحبتها ثاني ,
وكملت : بس لي شرط ,
منصور : آمري
ربى : ابي اكون بالحالي ,
فتح منصور عيونه بضيق وزم شفايفه : انا قسمي واحد وممكن نوزع امكان نومنا بسهوله ولا يهمك ,
ربى : عن اذنك
منصور : اشوفك الليله طيب , هزت راسها بنعم وطلعت فوق بعد ما حاصرتها ريما والحين منصور وتضحيتها عشان خالتها وامها , مع ان شعور بالراحه برغم الضيق الحاصل بدى ينتشر في مشاعرها ,,
قامت من الفجر وكررت اتصالها اكثر من ثلاثين مره وهي تعيد وتعيد لكن تنصدم بالرد خارج منطقة التغطيه , خافت لا يكون فيه شي كلمت المستشفيات الكبيره وسئلت عن اسمه
وارتاحت لما ردوا عليها انه مو موجود , بس وين بيكون تسائلت مرات كثيره , ارسلت له مسج عشان اذا فتح الجوال يكلمها , لكن اعصابها بدت تنفلت شوي شوي خايفه انه في مكان
ويبي أي مساعده , تألمت وعصرت مخها عن أي فكره ممكن تساعدها , ومن دون تراجع قامت ورتبت شنطتها , ورنت في راسها كلماته الاخيره في المسج , كلمة احبك اللي من كم حرف , قدرت انها تغير من كل قرارتها وترجعها لعقلها , تأكدت ان هروبه الحين عشان ما يقدر يتخلى عنها , تذكرت نظراته اليتيمه اللي ترجعها للوراء , تشوفه مراهق وبحاجه لها ,
تشوف وحيد ماله في الدنيا هاذي الا هي , معقول تتركه بعد ما اعترف لها انه مو قادر ينطق بكلمة الانفصال , راح تكون احسن منه وبتفاجئه , راح ترجع بنفسها للبيت ,
عشان لما يرجع يحصلها تنتظره ,
قررت كل شي بسرعه خياليه في وسط ذهول من اهلها اللي حاولوا من قبل يثنونها , لكن نظرة الرضا في عين ابوها عطتها دافع قوي وتحمست ترجع ,
خذها ابوها عشان يوصلها ,, وعند مدخل البوابه الرئيسيه نزلت وشافت نينا تجي يمها عشان تشيل شنطتها , برغم انه ما صار لها كم يوم مسقطه والضعف دب في انحاء جسمها بس فيه قوة مدخره تبي تطلع عشان تبحث عن سلطان وتحصله باي طريقه ,
شافتها ام صالح ودموعها للحين منسابه ما جفت وبصوت كله عتب : كنت عارفه ان سلطان زعلان منك , ليه ياعبير ما قدرتي تحافظين عليه
تفاجئت عبير من اسلوبها القاسي : خالتي , لا تحطين اللوم علي , فيه اشياء كثيره ما تعرفون عنها
ام صالح بقساوه : ولوو , مو كفايه الدنيا لقعته وذوقته الحزن والقهر واليتم والحاجه , لين قدر يقوم على حيله ولما فكر انه يتزوج ويستقر , تروحين وتتركينه ,
خالتي : لا تقسين علي يا خاله , انتي مو عارفه شي
ام صالح : تبين الصدق , انا الومك انتي وبس , انتي شكلك تحسبين الدنيا عبير بس , افتحي مخك زين , الف وحده تتمنى سلطان ولو تحصل عليها ما راح تسليمن ابد ,
ام صالح بثقه : حطي عقلك في راسك وانتهبي لزوجك لأ ياخذونه الحريم بين يديك ,
تاليتها خلي الدلع ينفعك ,
قامت تبي ترجع لغرفتها وتركت عبير ضايعه وسط كلماتها اللي مثل السكين الحاده تدور مكان
خالي في عبير زود عن طعونها عشان تسقط بكل وضوح ,
طلعت بسرعه على الدرج ,, وقفت في وسط المدخل واتجهت لغرفة سلطان مشتاقه تشوف اشياءه , ملابسه , فراشه , كتبه , أي شي كانت عيون سلطان تناظرها قبل يوم واحد هنا ,,
ما قدرت تغالب دموعها اللي صارت مثل الشلال من قساوة الموقف اللي تعرضت له من ام صالح , رمت عبايتها وجوالها على السرير , وقعدت على طرف سريره ,
سحبت اخر كتاب كان عند راسه , وفتحته وشافت شي مستحيل انها تتخيل وجوده هنا ابداً ,
(( الجزء الثالث والعشرين ))
عندما ترى انعكاسك الصغير قابع بين صفحات غريبه لا تفهمها يخالجك ذلك الاحساس
بأنك تعني لتلك الصفحات او من يمتلكها شيئاً مهما ,
خذت نفس عميق وشمت عطر الورد الذي لامس دقات قلبها وسكن برقه في ثنايا فؤادها ,
ارجعت ذاكرتها لتاريخ الصوره , متى قدر ياخذها ,, ما تذكر انها شاركته أي لحظه في
استرجاع ذكرياتها , هزت راسها بضيق , قلبت الصوره في حركه عفويه وانذهلت من اللي شافته ,
جملمختصره من قصيده معروفه (( ياعنود الصيد يالريم النفور && ياغرام النفس يا نزف الشعور ))
وتاريخ مكتوب مع اليوم والشهر ,,
رجعت بذاكرتها للتاريخ وبعد حسبه بسيطه اكتشفت انها ليلة المزرعه اول ما زارهم ,
شعور انك مهم وانت مو داري باللي يدور حولك يخليك تحس انك مو مبالي , شعور سيء
انك تتعامل مع شخص يفكر فيك ,,, بأنه عدوك والسبب مواقف تأتي بالصدفه وليقننا اننا
على صح نظلم الاخرين في ما يملكونه من مشاعر تجاهنا ,,
طاحت الصوره من يدها وحطت يدها على عيونها تمنع انهمار شلال الدموع المؤلمه ,
استرخت بضعف كل خليه تنزف من الالم النفسي والجسمي .. تذكرت ان لها يومين
من امس الصباح لما طلعت من المستشفى لحد الحين ما كلت وجبه كامله ,
تلحفت وغمضت عيونها في يأس وتمنت تشوفه في المنام يرد روحها عليها ,,
قعدت ام صالح بالمجلس العائلي وعينها على التليفون , تشوف ساعتها شوي
وترجع تطالع التليفون تبي تسمع منه رنه ,, خذت المسبحه في يدها وتلهت
بالاستغفار , ومع هوجاسها رن التليفون فجأه , رفعته وهي تبتسم : سلطان
انصدمت بصوت ام عبدالرحمن على الخط : هلا يام صالح , ليش انتي تنطرين اتصال من سلطان ,
ام صالح ونفسها في خشمها : هلا يام عبدالرحمن ,, اكلمك ثاني عندي شغل هالحين ,, وسكرت الخط بسرعه, كانت ما تبي تشغل الخط خايفه سلطان يتصل عليها ,
مر الوقت ابطئ من كل يوم , طلع من البارح وللحين ما طمنها , وش ناوي عليه يا سلطان تقتلني , الله يسامحك ياولدي , خرت دمعه يتيمه على خدها وبرفق مسحتها , نادت على نينا ,, ولما جاتها سئلتها عن عبير , هي عارفه انها قست عليها ,, لكن لازم تعرف قيمة اللي عندها لا يضيع بسبب تهاونها فيه ,,
نينا : انا طلعت اناديها على عشاء لقيتها نايمه ,
ام صالح : نوم العوافي ان شالله , اجل انتبهي عليها عبير توها صار لها يومين بس من العمليه , بكره زيني لها فطور كويس ,
نينا : حاضر .
رن التليفون ورفعته بسرعه واذنها تنتظر بشوق صوت سلطان ,,
وصلها صوته المتعب : يمه

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -