رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -51
البارت ( 27 )صَمْتٌ يتبعثر
وحشة تتقاسمها الأرجاء بالتساوي
اغتراب على مر الوجوه
بين الدهر والآخر
ينبثق رعب هائل
الطالع يؤكد المستحيل
اسطورة هي المناجاة
أمل يقود إلى المنفى
ثمة نافذة
حذار.. الحلم يوصل إلى الزنزانة
*غادة السمان.
ثابت في مكانه يشعُر بالموت يقترب منه بسماع خطواته التي تقترب منه أكثر و أكثر .. لم يتلفت , ظهره هو المقابل له
في جهة أخرى حالة من الحركة بين المكاتب .. بو سعود يُحادث عبدالعزيز : رجاله تحت لاتحاول تطلع أي صوت ويجونك
سلطان في مكتب آخر يوجه قواته : من جهة الغرب عند مكتبه أهم شي ماينذبح نبيه حيّ
الجوهي من خلفه يزداد بقُربه , يمد له جواله : نسيت جوالك
عبدالعزيز أغمض عينه ثواني طويلة ثم ألتفت عليه بإبتسامة جاهد حتى تخرج : أشوفك على خير .. وخرجْ وهو يمسح وجهه , تعرق بشدة.
سلطان و بو سعود واقفين بصدمة وبرواية أخرى متنحينْ.
بو سعود يفتح أول أزارير ثوبه وهو يجلس : أستفز صبرنا حسبي عليه
أحمد أنسحب بهدُوء وهو كاتم ضحكته
سلطان أنتبه لملامحه وهو خارج , أردفها بإبتسامة : لو مدخلين القوات قصره كان أنفضحنا !!
بو سعود : الحمدلله جت على كذا . .أنتظر عبدالعزيز يجيك
سلطان : ههههههه صدق شر البلية مايضحك .. بيجلس يصرّخ بعدها يهدأ
بو سعود ويشرب كأس الماء بدفعة واحدة من التوتر الذي آتاه
كانت ساعة هي الفاصلة حتى يدخل عبدالعزيز مبنى العمل
بو سعود ورآه من الزجاج : سلطان واللي يرحم والديك لا تضحك وتستفزه
سلطان أبتسم : ماني قايل شي
دخل عبدالعزيز وهو يفتح أزارير ثوبه ويجلس .. نظر إلى ملامحهم الجامدة
عبدالعزيز : يالله اكفينا شر الخبث اللي في عيونكم
بو سعود أبتسم : عدَّت على خير
عبدالعزيز : وش خيره أنا عمري ماخفت قد ماخفت وهو يناديني .. عرقت خذيت شاور عنده .. مسح وجهه .. أحسه يعرف
سلطان : مايعرف بس لأنك غبي وسألته وقلت لك لا تسأله
عبدالعزيز : خلوكم صريحيين معي وأمشي معكم سيدا
سلطان : يا ذا الصراحة اللي طلعت شيبي منها !! قلت لك كل شي لازم تعرفه غيره ماهو من صالحك تعرفه
بو سعود : خلاص سلطان أتركه
عبدالعزيز : وهذا انا أحلف أنه وراكم مصيبة
سلطان أكتفى بإبتسامة أستفزت عبدالعزيز
عبدالعزيز بنظرات حاقدة يوجهها لعينيِّ سلطان
بو سعود والتوتر بدا يُحلق بينهم : روح البيت أرتاح
عبدالعزيز بنبرة هادئة : وش المصيبة ؟
سلطان مازال مُبتسم وصامت
بو سعود وبعينيه يحكي لسلطان
سلطان تنهَّد : روح نام
عبدالعزيز أمال فمه : طيِّب أحلق شاربي إذا ماوراكم مصيبة
سلطان : هههههه مصايب إذا تبي
بو سعود : ياسلطان وش فيك !!
سلطان : بعطيه على جوَّه عشان يقتنع أنه مافيه شي
عبدالعزيز بغضب : أنا كنت بين الحياة والموت عشان شغلكم اللي مانيب عارف نهايته وبكلمة تريحني بخلتوا عليّ !!
سلطان ألتزم الصمت لا يُريد أن يتجادل معه
بو سعود : طيب ياعبدالعزيز قلنا لك كل شي نعرفه
عبدالعزيز وقف : كم دفعتوا للمستشفى عشان تتزوَّر التقارير ؟
سلطان وبو سعود وبلحظة واحِدة أعينهم أرتفعت له
عبدالعزيز : كذابين !! ومنافقين وأنا أكبر حمار يوم رضيت أشتغل معكم
بو سعود وقف وأقترب منه : ليه ماتؤمن بأنه قضاء وقدر .. بعيونك شفتهم ميتيين !!
عبدالعزيز : ماأصدقكم ولا راح أصدقكم
سلطان : هذي مشكلتك ماهي مشكلتي ولا هو أكبر مشاغلي عبدالعزيز وش تفكيره إتجاهنا !! عندي اللي أهم منك ... وأخذ بعض الأوراق ليوقعها متجاهلاً عبدالعزيز
عبدالعزيز وعينه على سلطان وملتزم الصمتْ
بو سعود بنبرة هادئة : روح أرتاح الحين وبكرا يصير خير
عبدالعزيز أنحنى ليأخذ مفاتيحه وجواله , أردف بنبرة تهديد : والله ثم والله إن ماعرفت منكم لأنبش عند الجوهي وماهمني لو يذبحني قدامكم ...
سلطان بإبتسامة مستفزة حيَّاه بالتحية العسكرية : تصبح على خير حبيبي
عبدالعزيز وبراكين تثور في داخله وبنبرة غاضبة حادة : وعساك منت من أهل الخير والسعادة .. وخرج
سلطان : ههههه مدري وش أسوي عشان يرضى علينا
بو سعود : قلت لك لا تستفزه .. ماينفع كذا
سلطان : وأنا سكت عشانك بس هو يبغى يتهاوش
بو سعود تنهَّد : هذا إحنا كل ماقلنا هجد طلع لنا بشيء جديد من وين جاب سالفة المستشفى ؟
سلطان عقد حاجبيه : لو مافيه كاميرات كان قلت داخل مكتبي ! مو طبيعي هالإنسان
,
عبير : مابغينا نشوفك ؟
الجُوهرة : يالله فضيت
رتيل : أرحميني بس ياللي مقضيتها شغل .. أقص إيدي إذا منتي مقابلة الجدران
الجُوهرة تحادث عبير : سكتي أختك مهي وجه أحد يزورها
رتيل : حقك علينا يا ماما .. المهم شخبارك ؟
الجوهرة : ماشي الحال الحمدلله .. أنتوا شلونكم ؟
عبير : تمام
الجوهرة : وين عمي ؟
رتيل : بالشغل هالأيام مايرجع الا الفجر عشان ذا اللي وشسمه
عبير : الجوهي
رتيل : إيه فعشان كذا يطوِّل
الجوهرة : كان ودِّي أشوفه
رتيل : أهم شي تشوفينا
الجوهرة :أكبر همي أنتي
رتيل : أستقوت والله !! وش مسوي لك سلطان هههه ممشيك على نظام العسكرية
الجوهرة ولم تشعُر سوى بإحمرار وجهها أردفت : ياشينك
رتيل : ههههه أستحت خلاص خلاص نسحب الكلمة
الجوهرة : مالك داعي
رتيل أبتسمت : نمزح وش فيك صاير ماينمزح معك بعد
عبير : يالله رتيل مزعجة أسكتي شوي
رتيل : نفسيات الواحد يبغى يضحك ويقابل وجيهكم قسم بالله تزيد ضيقته ضيقتين
عبير : الله يسلمك شايفة وجهك
رتيل : بشوش
الجوهرة : ههههههه كثري منها بالله
رتيل أمالت فمها : أنا وش قعدني معكم
عبير : بكرا بيجي عمي ؟
الجوهرة : إيه إن شاء الله
عبير : وأخيرًا من زمان عن تركي وحشني الخايس
الجوهرة سكنت وبان الهدوء على ملامحها
رتيل : مفروض إحنا نشره عليه لأن حتى على أبوي مايتصل
عبير : يمكن مشغول حرام .. ياحبي له
الجوهرة : أنا بروح الحمام ... أتجهت للحمام وأغلقته عليها وأنفها ينزفْ بشدة .. حتى أصبحت دمائها تختلط مع دموعها .. كيف بيصدقوني لو أتكلم ؟ كلهم معه ؟ ... كل ماقلت هانت جاء شي ووقف قدامي .. كل ماقلت خلاص لازم أقوله يجي أحد ويهدم كل ماودِّي فيه .... ليه ؟ ليه هالحياة مهي راضية تضبط معاي ؟ كل ما أبتسمت بكت .. ليه تحب تبكي علي أكثر من أني أبكي عليها ؟ .... ليه !!!!!!
مسحت الدماء وهي ترفع رأسها للأعلى حتى يتوقف النزيف .. غسلت وجهها مرارًا وحُمرة عينيها لا تذهب .. تُفكر بأي حجة تتحجج ... خرجتْ لهُمْ
وما إن جلست حتى تعلقت عيناهم بعينيها
الجُوهرة بملامح شاحِبة : بس أشتقت لهم
رتيل : يا شيخة أضحكي وهونيها
,
الصمت هذا مُزعج , هذا السكُون يوتُّرني , أشتاقها جدًا .. أشتاق لعينيها جدًا .. بشدة و كثيرًا و جدًا و رُغما عن كلُ شيء أحبها .. تذبذب قلبِي في غيابها أشعُر بجمراتٍ من نارْ تٌصَّبْ فيه .. أنا لم أخطأ هي من اتت هي من علقتنِي بها .. هي من أختارت السكَنُ بين أهدابي .. لمَ الذنبُ يتلبَّسني لأنني عمُّها .. " ذرفت عينه الدمُوع وهو ينظر لصورتها العتيقة " .. لو تعلم فقط كم أحببتها ؟ ومازلت أزداد بعشقِي لها .. سلطان لا يستحقها أبدًا .. سلطان لن يهنأ معها .. سيتركها كما تركها الجميع ... لا أحد يستحق الجوهرة غيري ! أنا فقط من يستحقها .. لن يظفُر بِها أبدًا .. لن يلمسها لن يلمس شعرةً مِنها .. سأُنهِي سلطان بـ كلتا يديِّ سأنهيه وهذا وعدٌ لقلبي ولكِ .. *وعوده لذاته كانت وقعٌ من جنون ماذا لو جُّن و تعرض للجوهرة في حضور سلطان*
في ضوضاءْ النقاشْ الحاد , قال بصوتْ آمر لا يقبل النقاش : زواج لأ
أم ريان : يالله أكفينا بس !! أسمعني انا قلت لامها العرس بعد 3 شهور
ريان : ليه تقررين عنِّي ؟ يايمه الله يخليك لي مايصير كذا
أبو ريان : 3 شهور زينة
أم ريان : وخير البر عاجله
ريان : وكل تأخيرة فيها خيرة
أم ريان : التأخيرة إذا كنت مجبر عليها لكن أنت ماشاء الله جاهز وظيفة والبيت موجود وقادر تصرف عليها .. خلاص كل شي مسهِّل لك
ريان بغضب يتمتم : أستغفر الله بس .. كيف أتزوجها ! يكفي انكم مختارينها وماهي عاجبتني بعد
أم ريان : يالتسذوب وأنت شفتها عشان تعجبك ولا ماتعجبك
ريان : كذا قلبي وإحساسه مايخطي
بو ريان بسُخرية : مثل إحساسه بالجوهرة
ريان : رجعنا نفتح مواضيع قديمة
أم ريان : الله يجزيكم الجنة لا تقلبون بالماضي
ريان : على فكرة وإلى الآن عارف أنه الغلط من الجوهرة
أم ريان بعصبية : أستح على وجهك ماغلطت ولا شي !! سوالف حريم يضحكون بين بعض ماهو معناه أنهم صادقين لكن أنت عقلك مقفل تحسب كل شي يقولونه بالمزح صدق وهذا أنت ظلمت بنت الناس وطلقتها والحين تظلم أختك بعد !
أفنان دخلت على إزعاج نقاشهمْ : يبه متى نمشي الرياض ؟ عشان أنام !
أبو ريان : المغرب
أفنان : طيب تصبحون على حُب .. " أردفت كلمتها بسخرية على ريان "
ريان أكتفى بنظرة غضب لها كافية لإرباكها
أبو ريان : الجوهرة طلِّعها من مشاكلك اللي مالها أساس !!
ريان : إيه صح أنا نسيت أنكم تصدقونها على كل شي !! وأنا لا قلت كلمة كذبتوني
أبو ريان : يخي أفهم الجوهرة مالها علاقة .. هذي أختك كيف بتضرِّك ؟ ياريان بعد موتي وش بتسوي فيها إذا الحين وأنا حي ظالمها !!
أم ريان : الله يقطعها من سيرة .. خلاص قفلوا على الموضوع
ريَّان : هذا إذا مو مخبية شي بعد للحين عن منى
بو ريان بغضب : شف وين أنا أحكي وكيف يرد ؟ الجوهرة ماتتعرض لها بكلمة فاهم ولا والله ياريان ماتسلم من شرِّي
,
مُثبِّت جواله على كتفه وبصعوبة يفتح أزاريره بـ يَّد واحِدة : ماراح أصبر لين اعرف
ناصر بصوت مُتعب : طيب هم جالسين يستهزؤون فيك لأنك تكذّبهم يعني لا أنت اللي عرفت أنهم صادقين ولا أنت ماسك عليهم شي عشان تكذّبهم
عبدالعزيز : كذابين واضح
ناصر : والله عبدالعزيز ماأعرف لك مرة تقول أنك تصدقهم ومرة تقول تكذبهم
عبدالعزيز : ليه خايفيين أتمادى مع الجوهي ؟ وش فيه عند الجوهي وخايفيين أني أعرفه ؟
ناصر : خايفيين عليك مو خايفيين انك تعرف شي ! عبدالعزيز بالعقل ماراح يضرونك يكفي أنهم مغرقينك بكرمهم ومخلينك كأنك ولد من ولدهم .. يعزون أبوك الله يرحمه أكيد بيعزُّونك ويغلونك
عبدالعزيز تنهَّد : مدري ياناصر
ناصر : طيب أبيك بموضوع
عبدالعزيز : وشو
ناصر : بسألك عن غادة
عبدالعزيز وثُقب بقلبه يتوسَّع قليلا , سدَّهُ بعد جُهدٍ كبير وبكلمه فقط بكلمة فاض الحنين بداخله : وش فيها ؟
ناصر ونبرة عبدالعزيز مُتعبة جدًا لقلبه : عليها دين ؟ يعني قالت لك شي ؟
عبدالعزيز وبصمت لثواني طويلة أردف : لأ كان عليها دين سددته بعد يومين من الحادث
ناصر وقلبه يفيضُ هو الآخر حنينًا
عبدالعزيز : ليه ؟ شفتها بأحلامك ؟
ناصر : إيه
عبدالعزيز بلهفة : كيف كان حالها ؟
ناصر وهذه اللهفة تقتلها , لا يعرف كيف يرد
عبدالعزيز : تبكي ولا مبسوطة ؟ . . جلس على السرير وبنبرة مختنقة .. ماهي تمام ؟
ناصر : أضغاث احلام
عبدالعزيز : تناديك
ناصر : ومقدرت أجيها
عبدالعزيز وهذا الحلم تكرر عليه كثيرًا حتى أول ماجاء الرياض : راحت ؟
ناصر : قالوا الميت يتألم ببكاء أهله عليه
عبدالعزيز بجنُون , هذا جنُون الحُب لا أحد يُلام عليه : أوجعتهم ؟ ياناصر أوجعتهم !!
ناصر سقطت دمُوعه بسكُون وبنبرة موجعة : أوجعناهم حتى في قبورهم
عبدالعزيز : وش أسوي ؟ قولي حل ؟ مدري كيف مرَّت كل هالمدة وأنا عايش بدونهم !!
ناصر ببحة جعلت عبدالعزيز تسقط دموعه اليتيمة على خده : لك الله .. لك الله يا عبدالعزيز
,
أطيافْ تطوف حولها بخوفْ .. تُبصر الظلامْ فقط .. لا ترى شيئًا سوى أعينهُم وأجسادهُم .. ملامحهُم لا تُرى في هذه العتمة .. مُحمَّرة محاجرهم يبكُون .. أرادت معانقتهم .. صرخت صرخت كثيرًا لكن لا أحد يسمع ... تراهم و يرونها .. لمَ البُعد إذن ؟
ببُكاء نادت .. هذه المرة نادت بأعلى صوتْ : يبــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .. لا مُجيب .. يبكي بشدة أمامها وينحني لتختفي عيناه ولا ترى سوى جسده .. هذا الرجل أريد معانقته لتطفأ نار الحنين في داخلي .. أرتفع بكائهم وبإرتفاع أصواتهم تشعُر بشيئٍ ينهشُ بقلبها يقضمه قطعًا صغيرة .. هذا الشيء يُدعى حنين .. شوق .. لهفة .. يا لهفة خاطرِي لك .. مدّت ذراعها هذه المرة أخيرة .. وقتًا يسير يُخبرها .. ثواني هي ثواني فقط و ستتبخرين ولا وجود لديك في عالمهم ... بكت وسقطت دمُوعها كـ حمم بُركانية ... وبنبرة مُوجعة جدًا .. بنبرة متلهفة مشتاقة .. بنبرة تبكي تبكي .. بشدة : نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــاصرْ
رماها النومْ من أعلى حنينها ... أفاقت مُتعرِّقة أنفاسها تتصاعد هذه شهقات الموت .. أو رُبما موتْ آخر يُدعى : الحنين . . هذه اللهفة داء يُتعب قلبها.
بخطواتْ وبربكة قلبها عدَّ خطواته .. لستُ محتاجة لهذا العد . .انا أرى لكن .. !
بللت وجهها بالماء وهي تحاول أن تتذكَر ماجرى لها في نومها .. من ذا الذي رأيته .. من ؟ من ؟ ماهو الإسم الذي ناديته ؟ عبدالرحمن .. لآ خالد .. أيضًا لأ . . ماذا كان الإسم .. تفتت خلايا ذاكرتها وهي تحاول أن تتذكر الإسم.
والدتها : ليه قمتي ؟
رؤى وتنظر لها من المرآة وعينيها مُحمَّرة بالبُكاء : شفتهم
والدتها : مين ؟
رؤى بكت بشفقة على حالها : ماأعرفهم
والدتها : ولا هم يعرفونك .. ماتو يارؤى لا تعيشيين بهالكآبة .. أطلعي منها
رؤى : قولي لي أسمه بس إسمه
والدتها بصمتْ
رؤى بترجي : تكفيين بس إسمه .. مين ؟
والدتها ودموعها تختنق في محاجرها على حالها
رؤى أستدارت عليها : مين ؟ بس قولي لي مين !! ماهو أخوي .. واحد ثاني .. يمه تكفين قولي لي
والدتها : ميِّت
رؤى : طلقني قبل ولا أرملة ؟
والدتها وتُريد ان تقطع شكها : طلقك
رؤى أزدادت ببكائها : كنت أحبه ؟
والدتها : صارت مشاكل بينكم
رؤى بخطواتِ هزيلة جلست على الكنبة منحنية تبكِي : كيف مات ؟
والدتها : زي مالكل يموت .. يارؤى أنسي الماضي واللي فيه
رؤى : مات زعلان عليّ ؟
والدتها : أرجعي نامي خلاص أرحمي حالك .. وخرجتْ
رؤى وصراعاتْ في قلبها .. هل توفى غير راضٍ عنِّي .. هل كُنت أهواه أم أغضبتُ قلبه ؟ .. إلا القلب لا يُغضب ولا يُستفز .. إن غضب أسودَّت هذه الحياة كما يغضب قلبي عليّ الآن لأنني لا أتذكرُ ماضيه .. هل كانت حياته مُزهِّرة عند طلاقنا أم ماذا ؟ جواب فقط جواب يريِّح قلبي ... جوابْ قبل أن يحتضِر أخفُوه في صدرِي و سأُحييِه بدمُوعي ... هل أُخبر قلبك يا غائب عنِّي و حاضر في منامي : زهُورًا سوداء تعيش على دمُوعي تُريد كلمةً تبثُّ الحياة فيها.
,
الساعة الواحِدة ليلاً – الرياض –
رتيل : لا عاد تجين لو سمحتي
الجوهرة بإبتسامة : ماأجي عشانك أصلاً
رتيل : يالله الواحد أتوقع في حالتنا يحلل الإنتحار
الجوهرة : أستغفر الله لا تقولين كذا
رتيل : هههههه أمزح
الجوهرة : لئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون
رتيل : ماأستهزأت ياربي انتي تخلين الواحد يعيش بتأنيب ضمير . .أستغفر الله على النية
عبير : ههههههه بلعت العافية
رتيل : والله إلا الدين عاد
عبير : على كثر منتي داجة في أشياء كثيرة بس شي واحد تآكلين تراب ماتدجين فيه
رتيل : آكل *** ولا أدج فيه هههههه
الجوهرة فتحت الواتس آب وكان سلطان " أنا عند الباب " ردَّت عليه " طيب "
الجوهرة : يالله أشوفكم على خير وزوروني * أردفت كلمتها الأخيرة بضحكة *
عبير : ههههه إن شاء الله
كان على دخول بو سعود : البيت منوِّر اليوم
الجوهرة أبتسمت وهي تتقدم له بشوق وتُقبِّل جبينه وكفَّه : وحشتني والله
بو سعود : تشتاق لك العافية
عبير : يبه وش قلنا ؟
بو سعود : توحشك جنة ربي وفردوسها
الجوهرة : هههه آمين يارب
عبير : إيه لازم تتغيَّر هالجملة فيه احد يدعي على أحد بالمرض كذا
بو سعود : يابنت خلاص غيَّرتها وأصلا ماقمت أقولها بعد محاضرتك
الجوهرة بإبتسامة عريضة : شلونك وش أخبار الشغل ؟
بو سعود : بخير الحمدلله أنتي كيفك ؟
الجوهرة : بخير دام شفتك
بو سعود : ياعساه دوم , وشلون سلطان معك ؟
الجوهرة بخجل : تمام
بو سعود : لا تقطعين عاد صرتوا قريبيين مننا
رتيل : خلها تقطع بس ماتونَّس ولا شي
بو سعود : هههه أستحي على وجهك جايتك وبعد تقولين خلها تقطع
رتيل وتقبِّل خد الجوهرة : تدري أني أمزح .. روحي له بس لا يتفجَّر بسيارته
بو سعود : رتيييييييييل
رتيل : ههههه مو تقولون أنه عصبي
الجوهرة : يالله مع السلامة .. وخرجتْ له
ركبت بهدُوء ورائحة عطره تخترقها .. من النادر أن تركب سيارته هذه .. : آسفة تأخرت عليك
سلطان : لا عادي ...
الدقائق بجانبه وبهذا الصمتْ توتِّر قلبها .. لا تستطيع فهمْه أبدًا
الجُوهرة ومُنتبهة جدًا لملامحه وبسؤال عفوي : فيك شي ؟
سلطان وهو يقف للإشارة الحمراء ألتفت عليه : لأ ليه ؟
الجُوهرة : لآ بس أسأل
سلطان وينظر لكفَّها الذي عليه قطرات دماء .. هذا يعني أنها متوتِّره
الجوهرة تحاول تخفي كفوفها بعبايتها
سلطان تنهَّد وهو يحرك سيارته .. لا حل مع الجوهرة.
,
مُهرة بعصبية : معك مستحيل
يوسف : براحتك يا قلبي
مُهرة بنرفزة : قوم ودوِّر لك غرفة ولا نام بالمجلس
يوسف : أنقلعي نامي على الكنبة وإذا عاد تنازلتي عن كبريائك السرير الجاهز بس أنا أتركيني الحين أنام عشان وراي دوام بكرا
مُهرة : ماراح تنام .. شوف لي غرفة ثانية ماأجلس عندك
يوسف : ياليلك يايوسف .. قلت لك اللي عندي الحين قفلي فمِّك ولا تكثرين حكي
مُهرة : ماأبغى لازم توفِّر لي غرفة لحالي
يوسف : لازم !! لا ياروح أمك ماهو لازم ولا هو من شروط الزواج المعفن اللي خلاني أقابلك
مُهرة : شعور متبادل إذا أنت تشوفه معفن أنا أشوف مقرف و مقزز
يوسف : والله ماشفتي القرف على أصوله لا تخليني الحين على هالليل أنسيك إسمك
مُهرة بحدة : ماراح أنسى إسمي لكن إحتمال كبير أنسى إسمك .. بالمناسبة وش إسم أبوك ؟ .. أردفتها بسخرية لاذعة
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك