رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -72
رتيل : هههه دُعابة وش فيكم أعوذ بالله الواحد عندكم ماينكِّتعبير : يالله أرزقنا الصلاح بس
رتيل وضحكت على نرفزة عبير لينسحب والِدهُم مُتجِهًا للعمل.
لم تنام , تتأمل السقف و كأنها تعدُ أشياءً من خيالِها لا وجُود لها , ضاقت من تفكيرها و ضاقت أكثر من نفور سلطان مِنها ولكن تُصبِّر هذا التفكِير بوقوف والِدها بصفِّها هذا ماكانت تحتاجه , شعرت بالخجل أن تطلب الله شيئًا آخرًا والله سخِر والِدها لها , هو الآخر يحاول أن ينفيها من حياتِه ولكن يُريد أن يعاقبني ولا أعرف بأي عقابٍ يُريد .. تخافه الآن كثيرًا تخاف حتى من خطواتِه التي إن سمعتها توقفت أنفاسها لثواني طويلة , تخاف من صوتِه , تخاف من جسدِه , من عينِه .. آآه يا عينه هذه ما تُشعل في داخلها خوفًا لا ينتهِي , ليتهُ يحسن ظنه بي .. ليتهُ.
لننسَى هذا اليوم الذي كان في بدايتِـــه رُغم ما حدث في نهارِه الطويل و ليله أيضًا , لنقُل مرحبا لفجر الثلاثاء.
الساعة الرابعة والنصفْ فجرًا – بقِي القليل و رُبما الجمعة أو السبت رمضان.
لم يتبقى في داخلِه ذرة إحترام لأيّ أحد , القصر شبه خالي مادام بـوسعود ليس هُنا.
يقترب من خلفِها وهي تصفصف الأعمدة الخشبية في الحديقه الخلفية , فراغُها أتى بها هُنا.
شعرت بوجود أحدٍ وألتفتت برعب : بسم الله .. أنت وش جايبك
عبدالعزيز لم يُجيبها
رتيل بعصبية : أبعد عن وجهي وش تبي !!
عبدالعزيز بإبتسامة ذات معنى : مين اللي يبعد عن وجهك
رتيل وصدرُها يهبط ويعتلِي بخوفْ : أنت
عبدالعزيز ويقترب : مين ؟
رتيل خافت : أنت وش صاير لك ؟ أنهبلت ولا عشان أبوي ماهو فيه تـ
لم تُكمل وهو يضع ذراعه حول خصرِها و يشدُّها نحوِه لترتفع قليلا عن مستوى الأرض وهي تقف على أطراف أصابعها و صدرُها ملاصِق لصدرِ عبدالعزيز.
رتيل وقلبها يسقُط في بطنها : يامجنون أبعد لا تخليني أصرخ و يجون الحرس
عبدالعزيز : أصرخي بس قبلها ..
.
.
أنتهى
فيه مُقتطف ملوَّن :$$ كان مفروض في هالبارت لكن لأن البارت طويل جدًا فقسَّمته فـ راح يكون إن شاء الله بالبارت الجايْ.
اللي هو هذا المُقتطفْ ( ينظُر بإندهاش مما حدث للتوّ , أخذ نفسًا عميقًا ليُصدق و بفهاوةٍ شديدة توسَّعت محاجره : يعني كيف ؟
قابله بإبتسامة : مبروك يا عريس )
مُقتطف رمادي ( تشعُر بخُزيٍ و خجل شديد , تنتابُها رغبة في البُكاء ولا غير البُكاء وَ أن تبصُق عليه كل هذا الحزن الذي أتَى بِه , وعدَت نفسها بأن تُهينه كما أهانها )
أتمنى ينال إعجابكمْ و يروق لكمْ , و الحمدلله أنّ هذه الأعيُنْ تقرأنيْ جدًا ممنونتكم ()
نلتقي بإذن الكريم - الثلاثاء الجاي -
لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.
و لا ننسى أخواننا المسلمين في بُورمـا و سُوريــا , كان الله في عونهم و اللهم أرنا في بشارٍ و أعوانه عجائِب قُدرتكْ.
*بحفظ الرحمن.
الجزء ( 35 )
قفي! فالليل بعدك من عذابي-
يضج.. و كان يطرب من مراحي
و أنكر حين ما تمضين حلمي
و أهزأ بالمدجج من طماحي
و أعجب كيف يغريني طريقي
و موتي فيه أقرب من نجاحي
قفي! فالكون لولا الحب قبر
و إن لم يسمعوا صوت النواح
قفي! فالحسن لولا الحب قبح
و إن نظموا القصائد في الملاح
قفي! فالمجد لولا الحب وهم
و إن ساروا إليه على الرماح
*غازي القصيبي.
تضحكٌ و الدماءُ على شفتيها و بعينِها رمادُ أسوَد تبكِيه .. بشرتُها داكِنة بعيدة عن بياضها المُعتاد ، واقِفة بالعُتمة و رداءٌ أسود فضفاضُ عليها ، جامعة كفيَّها و تنظُر إليه بإنحناءٍ مكسور ، تشعُر بأنَّ بعضُها بدأ يتبخَّر و لن يرَى من أمامها سوَى العدَم.
أقترب منها ليضغط على صدرِها و كأنهُ يُريدُ قتلها ، هي أختُه كيف يقتلها ؟ كأن عظامُها تلينُ بقبضته , كأنها تسيلُ الآن و يصعبُ جمعها.
فاق من نومِه متعرقًا وَ أنفاسه تتسارع برهبة : اللهم أني أعوذ بك من همزات الشياطين ومن أن يحضرون
نظر للباب الذي يُفتح و نُور الشمس يتسلل مِنه , هو الآخر كالعادة قبل أن يتوجه للعمل يأتيه : عبدالعزيز ؟
عبدالعزيز أخذ منديلاً ومسح وجهه وهو ينزع بلُوزتِه المتبللة , خرج لـ بوسعود
بوسعود : ليه نايم لحد الحين ؟
عبدالعزيز : ما أنتبهت للمنبه
بوسعود وينظُر لعُريِّ صدرِه : أبعد عن المكيف لا يدخلك هوا
عبدالعزيز رجع بخطواته للخلف
بوسعود : لا تتأخر
عبدالعزيز : إن شاء الله
بُوسعود تركه ذاهِبًا للعمل.
هوَ بقي واقِفًا ، مدهُوش من كابُوسِه ، غادة تبكِي الدماء و هو يقتلها بيديْه ، بداية صباح الإثنين كئيبة جدًا ويبدُو أن الضيق بدأ يرتسم بين ملامِحه و سيطُول فعلاً مزاجه السيء هذا اليوم.
,
يركُضْ تحت شمسٍ حارِقة على أرضٍ غير مستويَة ، فِكره متوقف لا شيء يُفكِر به , لاشيء سوَى الوحدة التي يراها أمامه ، لم يجيء في بالِه كم من الوقتِ مضى و هو تحتِ هذه الشمس ، لم يُفكِر بشيء مازال يركُض دُون توقِفْ ، لِبسه العسكرِي تبلل من ياقتِه و وجهه تغسَّل بعرقِه ، ملامِحه في هذه اللحظاتْ تنفُر كل شخصٍ أمامه " هيبةً ".
وقف و صدرِه يهبُط ويرتفع ينظُر لمن حولِه , بعيدًا جدًا بخطواتٍ عديدة بعضُ من يتدربُون بالتسلُق , نظَر لهُم نظراتٍ و هذه النظرات تسللتْ لنظرةٍ أخرى نظرَة للماضيْ.
في ساحةٍ بيضاء تخلُو من كُل شيء عدا الحيطان القصيرة للرميْ.
سلطان العيد : ركِّز معاي
سلطان بدر بتعب : مركِّز
سلطان العيد بحدة : ركِّز
سلطان بدر : مركِّز
سلطان العيد يوصل : لا منت مركِّز
سلطان بدر : مركِّز
سلطان العيد يهز رأسه بالنفي : ماش منت معاي
سلطان بدر : والله معاك
سلطان العيد : مين اللي مركِّز معي
سلطان بدر ببرود : أنا مركز معاك
سلطان العيد : أنت مركز ؟
سلطان بدر : إيه
سلطان العيد : طيب ... مع أني أشك أنك مركز شغَّل مخك وخله ويانا
سلطان بدر صمت لثواني يمتص بها غضبه ثم أردف بهدوء : مركِّز
سلطان العيد أبتسم إبتسامة عريضة :برافو هذا اللي أبيه تحط لإنفعالاتك كنترول
سلطان بدر أبتسم وهو ينظر للجهة الأخرى : مُستفز
سلطان العيد بإبتسامته : مين مستفز ؟
سلطان بدر : أنت
سلطان العيد : مين ؟
سلطان بدر : قلت أنت
سلطان العيد : ماسمعت
سلطان بدر ومسك نفسه من أن يحتَّد بصوته : أنت
سلطان العيد : هههههه أيوا بالضبط ماشي بالسليم
سلطان بدر وقف : قول أنه تدريب اليوم أنتهى
سلطان العيد : تدريب أيش ؟
سلطان بدر : والله أعرف أسوي كنترول لإنفعالتي وصعب أحد يستفزني و عارف كيف أضبِط نفسي .. قضينا من هالتدريب !
سلطان العيد : أيّ تدريب
سلطان بدر تنهَّد
سلطان العيد يُقاطعه بحدة : تدريب أيش ؟
سلطان بدر يصطنع البرود : تدريب اليوم
سلطان العيد ويتبدَّل وجهه لإبتسامة مرةً أُخرى : بكرا بتتعلق هناك *أشار له لبُرجٍ عالٍ*
سلطان بدر : أتحمل كل شي إلا تدريباتك النفسية
سلطان العيد بإستفزاز واضِح : تدريبات مين
سلطان بدر سار مُبتعدًا وهو يقول بصوتٍ عالٍ : سقى الله أيام عبدالله اليُوسف *والِد منصور عندما كان يمسك التدريبات قبل أن يترقَّى في عمله ثم يتقاعد*
صخب سلطان العيد بضحكته وهو يسمعه
أفاق من ذِكرى تدريباته و أولُ أيامه و كيفْ وصَل لمنصبٍ كان يُعتبر بالنسبة له مُحال و كيف أنه أعتلى من هُم أكبر منه سنًا ولكن – من هُم أكبر سنًا – رشحُوه و وافقوا عليه .. هذا بحد ذاتِه يُشعره دائِمًا بعظيم نعمة الله عليه.
توجَّه نحوَ دورات المياه ليستحِم و يعُود لمكتبه و يراقب أوضاع اليوم.
,
مدَّت ذراعها بإستقامة بعد أن تعِبت من حشوِ الأوراق البيضاء بالكتابة ، نظرت لأفنان الآتية لها
أفنان تضع بجانبها كُوب قهوة : وهذي القهوة سويناها لأحلى ضيووو
ضي أبتسمت : تسلمين
أفنان : إيوا كذا ورينا إبتسامتك ! هاليومين أبد ماغير مكشرة
ضي : لا بس كنت متضايقة
أفنان جلست على الطاولة أمامها : ترى أنا جمبك إذا أحتجتي أي شي
ضي : ماتقصرين والله
أفنان : على فكرة الكتمان يقصِّر العُمر
ضي : الأعمار بيدِ الله , مافيه شي مُهم أنا أحيانا أتضايق بدُون سبب
أفنان تنهَّدت : براحتِك .. *وقفت* فيه مُحاضرة بعد ربع ساعة راح تبدأ ؟ بتحضرينها ؟
ضي بتهرُب : لأ مالي مزاج
أفنان : زي ماتبين .. وأبتعدت عنها مُتجِهة لقاعة الإجتماعات.
ضي فتحت جوالِها للمرة اللاتدرِي هذا الصباح , كل دقيقة و ثانية تنظُر لشاشتِها علَّهُ رد عليها , على الرُغم من أنّ هاتِفها على الوضعِ العام و بمُجرد " رسالة " سيهتَز ويُصدِر صوتًا إلا أنها تفتحه بكل لحظة لتتأكد .. أترَى كيف أشتاق لك ؟
,
لا ضوء في غُرفتِها سوَى من شُباكَها الخجُول الذي يُغطِي ملامحه الستارة البيضاء الخفيفة ، على أُذنِها الهاتِف و بنصفِ عقلٍ تتحدَّث أو رُبما لاعقل : إيه
ولِيد : حطيتي أغراضك المهمة
رؤى : كل شيء
ولِيد : طيب حبيبتي عدِّي لين الثلاثين و بعدها أطلعي
رؤى : طيبْ
ولِيد : عشان أصرِّف جارتكم
رؤى : مدري ليه جالسة عندنا
وليد : ماعلينا منها , المهم لا تنسين عدي لين الثلاثين وبتلقيني تحت أنتظرك
رؤى : طيب
ولِيد أغلقَه مِنها ليُرسِل البائِعة بالدُكان القريب مِن شقتِهم على أمل أن تنزِل أم رُؤى و تختفِي هي الأخرى أيضًا
رؤى تعُد و عقلُها في جهةٍ مُخالِفة : 18 .. 19 .. 20 .. 21
ناصِر : 22 .. 23 .. 24 .. 25 .. 26 .. 27 .. 28 ..29 ..30 ههههههه .. ويسحبُ الورقَة بين كفوفها
غادة : طيب عطني 5 ثواني يا بخيل
ناصِر : فاشلة ولا نقاش في الموضوع
غادة : كان ناقصني النبات .. وش فيه نبات بحرف الواو ؟
ناصِر : وردة
غادة : راح بالي للفواكه والخضروات جلست أعصر مخي أدوِّر بينهم بحرف الواو
ناصِر : لا ترقعين و المرة اللي طافت راح عقلك للفواكه و الخضروات
غادة بضحكة : لآ المرة اللي طافت كنت أدوِّر بلاد بحرف الهاء وماعرفت
ناصِر : سهلة الهند بس مخك مقفِّل
غادة بإبتسامة : مااعرف من الأوطانْ غير ناصر
ناصِر بضحكتِه الرجُولية اردف بعينيّ تتشكَّلُ بالحُب : و كل هالدنيا منفى إن خلَت مِنك
همست : ثلاثين
خرجتْ بخطواتٍ حادَّة و كأن قلبُها ينزف بكل خطوة ، نزلت من الدرَج وهي تسيرُ مُسرِعة وَ اللهفة تسكُنها لـ وليد
قالت بصوتٍ تحشرج به الشوق : وليد
وليد وهو يُحرِّك سيارته هادِئًا , موجُوع و رُبما أكثر مِنها يعرف معنى الضياع تمامًا و يعرف كيف تنطق إسمًا وفي داخلها إسمًا آخر , تعيش بين الحاضِر و الماضي
رُؤى : وليد
وليد ألتفت عليها لثواني ثم نظر للطريق : هلا
رؤى : وش قاعد يصير ؟
ولِيد : بس نوصل أقولك
رؤى تنهَّد وهي تنظُر لطريقٍ بين جنباتِه أرضُ خضراء : برا باريس ؟
ولِيد : بنروح دو فيل
رؤى توسَّعت محاجِرها بصدمة
وليد : يا رؤى أسمعيني صارت أشياء كثيرة بشرحها لك بس نوصل
رؤى : أنت ليه تآخذيني كذا !! وليد رجعني ماراح أبعد أكثر
وليد تنهَّد : بس أستحملي الطريق ساعتين وبعدها سوِّي اللي تبين
رؤى : ليه مطلعني برا باريس ؟
وليد : تتذكرين شيء من أمس ؟
رؤى تأفأفت : بعد أنت تشك في عقلي !
وليد : مو قصدي كذا بس أبي أعرف
رؤى تكتَّفت وهي تستند على المقعد بجانب وليد
وليد : رؤى
رؤى : صاير تضايقني زيّهم
وليد نطقها من أعماق قلبه , يُناجي : يالله رحمتك
رؤى : بعرف وش صاير من وراي ؟
وليد والطريقْ شبه فارغ في يوم لا يُعتبر عطلة للفرنسيين : أمك
رؤى : وش فيها ؟
وليد : وش تحسين إتجاهها ؟
رؤى : وش هالسؤال ! يعني أكيد أمي
وليد بصوتٍ مُتعب : رؤى ماهي أمك ! كيف أمك عمرها 39 ؟
رؤى : أمي عُمرها 47
وليد : كذب يا رؤى أنا بنفسي شفت الأوراق , هي ماتحبك تبي تضرِّك . . تدرين أنك أمس كلمتيني عنها وقلتي أنها ماهي أمك
رؤى : كذاب
وليد : والله قلتي أنه أمك أسمها سارا
رؤى : مين سارا ؟
وليد بوجع على حالها , ركَن سيارتِه جانبًا و مطرٌ خفيف يهطِل , ألتفت عليها : هي فترة و أنتِ تحددين طولها إما قصيرة أو طويلة .. بإيدك كل شيء
رؤى و دمُوعًا تُعانق خدها
ولِيد بحنيَّة يتقطَّعُ صوتِه : ماهي أمك يا رؤى .. ودِّي أقولك هذي أمك ولا تزعلينها بس ماهي أمك والله ماهي أمك
رؤى ببكاء تضع كفوفها على شفتيها و كأنها تمنعُ أن تنطِق الغصَّات مُتتابِعة
ولِيد : ماتبين ترجعين لرؤى قبل الحادث ؟
رؤى هزت رأسها بالإيجاب
وليد : خلاص أنسي كل اللي صار من قبل ، تصالحي مع نفسك و أبدي من جديد .... رؤى حبيبتي أنتي قاعدة تسترجعين ذاكرتك لكن بدون وعي منك ..
رؤى بهمس : يعني ؟
وليد وبنفس الهمس : خايف عليك من الإنفصام
رؤى و أخذت شهيقًا وكتمت زفيرًا مصعوقة من ما تسمع
وليد : عشان مايتطوَّر عِندك الوضع راح نبتعد عن باريس وكل اللي فيها , بنجلس هنا فترة و بترتاحين أنا متأكد
,
*الرابِعة عصرًا
في الصالَة الداخلية ، تتربَّع بصخب : عرسها قرَّب ومايصير تطلع للناس لازم تختفي وتفاجئهم بعرسها
رتيل : ههههههه أنا من يوم الملكة بسوي مسيرة
هيفاء : يختي عليهم عادات وتقاليد تجيب الكآبة
رتيل : أنا مواطنة عندي حموضة من هالأشياء
هيفاء : والله أجلس قبل العرس زي الجربااء ماأطلع ولا أشوف أحد
رتيل : وش يحدِّني عاد الله أكبر يالعرس الأسطوري اللي بيصير
هيفاء : ثلث ساعة تدخل العروس ويجيها الكلب الثاني يقول طلعوا لي حُرمتي
رتيل : هههههه والله أنك جبتيها وتقعد تندبل كبدها بتسريحة ومكياج وطرحة وزفت
هيفاء : أنا خلاص عقب ماشفت تجهيز ريم قررت ماأسوي عرس وشو له أكلِّف على نفسي وآخر شي بجلس على الكوشة ماأتكلم وأسوي نفسي أستحي
رتيل : لآ غصبا عنك تستحين ولا بتطلعين قليلة أدب قدامهم
هيفاء : أذكِر عرس أخت صديقتي رقصت
رتيل بضحكة أردفت : أنا برقص في عرسي والله الناس رقصتي مارقصتي ماتسلمين من لسانهم
هيفاء : تخيلي ترقصين ولا فستانك وش طوله و حالتك حالة ماينفع أبد
رتيل : وتحسبيني بلبس فستان أبيض زي اللي نشوفهم لآ انا أحب فساتين عروس الأجانب يختي تحسينها عروس صدق و أنتي تمشين بدون ماتتعثرين مو فساتينا شوي 4 أمتار ورانا
هيفاء بصوت حزين : لا تفكرين بالزواج كثير يجيك هم
رتيل : ما أفكر فيه الا لما أشوف وجهك
هيفاء : وش قصدك يا كلبة
رتيل : وش أسوي تفتحيني أنا البريئة على الزواج ومدري وشو
هيفاء : يممه منك أنتي من تحت لتحت تعرفين اللي أشنع مني
رتيل : مُتعتي أقعد أقرآ سوالف المتزوجات هههه
,
مقرن : بريئيين مررة والله كسروا خاطري وأنا أكلمهم عاد قلت ينحبسون يوم عشان مانتساهل معهم وبكرا نخليهم يجون هنا
سلطان : و الشركة كلمتها ؟
مقرن : إيه و أرسلوا خطاب إعتذار لكن أنا بشوف كيف نطلع من العقد
عبدالرحمن : خلهُم يجون بكرا
سلطان : إيه خلهم يجون هنا
مقرن : بس آ
سلطان قاطعه : عادي نسولف معهم شوي
مقرن : طيب زي ماتبون .. وخرَج
عبدالرحمن ينظُر من الزُجاج العريض المُطِّل على ساحة التدريب و هُناك عبدالعزيز
سلطان ألتفت لما ينظُر عبدالرحمنْ
عبدالرحمن : بس ينتهي موضوع روسيا وبينرسل هناك
سلطان ألتفت على عبدالرحمن
عبدالرحمن : لا تكلمني في هالموضوع واللي يرحم والديك ماينفع تروح هناك
سلطان : أنا أعرف مصلحتي و أعرف وش ينفع وش ماينفع ! و راح أروح
عبدالرحمن : لو عبدالعزيز ماهو فيها بتروح ؟
سلطان : إيه لأن أنا أبي هالتدريب
عبدالرحمن تنهَّد : باقي عليها كثير لا جت يصير خير
سلطان : حط في بالك أنه ماراح يردّني عنها شي .. وقفْ .. بروح أتدرَّب مع عبدالعزيز دام الدوام أنتهى
و خرَج مُتجِهًا لساحة التدرِيبْ الخاصَة.
عبدالعزيز تُغطِي كفوفه القفازات السوداء و حول خصرِ مُلتَّف حزامٍ أسود عريِض من الأمام تتدلى مِنهُ قطعة حديدية تربُط الحبل المتينْ فيه ليتسلق البُرج العالِيْ
سلطان يرتدِي هذا الحزامْ ويُثبِّت به الحبالْ ليتسَلَّق هو الآخر خلفْ عبدالعزيز ، كأنَّ الحقد بين أجسادِهُم يتحدَّث الآن.
عبدالعزيز وقفْ في مُنتصف البُرج وهو يُثبِّت كفِّه اليُسرى و يحاول أن يُثبِّت قفازُ الكفْ اليمنى ، وقوفه هذا جعَل سلطان يصِل نحوه و يقترب مِنه.
عبدالعزيز فلتت كفِّه اليُسرى من أعمِدة البُرج ليسقط مِن مُنتصفٍ يُعتبر إرتفاعٌ عالٍ جدًا ، تعلَّق في الهواء ليس قادِر على مُلامسة الأرض ولا قادِر على إمساك شيء يُصعده للأعلى.
سلطان واصَل تسلقه دُون أن ينظِر إليه نِصف نظرة ، يجب أن يعتاد كيف يُساعِد نفسه
عبدالعزيز مسك الحبل المُعلَّق فيه و تسلَّق عليه بصعُوبة و هو يسقِط كثيرًا ويتعثَّر ، وصَل للحبليْن اللذيْن يربُطان بُرجان في بعضهُم البعض ، مسكه لتسقطُ قفازتيْه على الأرض و الحبالُ ملمسُها خشنٌ ذات نتوءات حارِقة ، لم يُبالِي و سحب نفسه زحفًا ليصِل للبُرج الآخر في وقتٍ كان فيه سلطان على بُرجٍ ثانٍ.
عبدالعزيز عندما وصَل البُرج الآخر وقف عليه ينظُر لباطِن كفوفه الممتلئة بالدماء ، تجاهلها وهو يُثبِّت حبلاً آخر في خصِره ليصِل للبرُج الذي يعتليه سلطان ، قفز بقوة حتى تمسَّك بأعمِدة البُرج من المُنتصَفْ.
سِلطان و قفز مرةً أُخرى ولكن قوتِه لم تكُن كفايةً ليتعلق تماما كما تعلَّق عبدالعزيز قبل قليل ، تسلَّق على حبلِه ليصِل لمُنتصف البُرج السابِق ، صعده و كان عبدالعزيز للتوَّ وقف على قِمتِه ، بوقتٍ واحِد قفزوا ليتمسكُوا بأعمدَةِ البُرج الرابع ،
تسلقُوه ولا أحد يسبق الآخر ، وصلُوا لقمتِه و كان آخر بُرج ينتظِرهُم
بأنفاسٍ مُتعالية : لا تقفز أمش على الحبل
عبدالعزيز ألتفت عليه بإستغراب
سلطان يسبقُه و هو يسِير على الحبال الرقيقة بالنسبة لأقدامِه ، يحاول أن يتزِن في سيرِه حتى يصِل للبُرج الخامس.
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك