رواية اصعب سؤال -8
خلاص كسرني بما فيه الكفايه .. حسيت بيده القويه تثبتني مانعتني من الخروج وصوته المتهدج من أثر البكي يقول ..سند : أرجعي لي يا بسمة حياتي .
: خلاص . خلاص . كل شي إنتهــى . كل شي . الله معاك يا قلبي . تذكر إني أحبك . أحبك لانك إنت . أنا صح وافقت عشان أمك و على علم إنك متعلق بذكرى قديمه . بس لما ماتت أمك ما تركتك و لا حرمتك النوم عشان ما أجي بيوم أصحيك ألقاك ميت . لاني متوكله على الله . الله معاااك يا قلبي .. الله معاااك و ربي يسّمح دروبك . مع السلامه .
أرتميت بحضن أمي الدافي .. بللت صدرها بدموعي .. أخذت من دفى حضنها و حبها أيااام لاياااامي .. آهـ يا أمي . إنسحبت من أمي بهدووء و بعيون مليانه خوف و رجا كنت أناظر أبوي اللي فاجأني بحضنه الوااسع .. بعد ما هديت .. جلست قبالهم و تكلمت بضيق ..
: يمه ، يبه . أبيكم تتأكدون من شي مهم . طلاقي مو لعيب باخلاقي السبب خلاف بيني و بينه و بس . إذا تبوني أدووس على نفسي و أرد له . مستعده . باللي تآمرون فيه .
أسامه : لو كنتي بسمه اللي دخلت الثانويه و تبدلت كان قلت عليك حق لكن بسمه الحين مستحيل يكون منها الغلط أقصد الغلط اللي وصلكم للطلاق . بسمه العين أوسع لك من المكان إنتي و ولدك إن شا الله . بالنسبه لي أناا شخصياً شايل لك جميــل كبير لانك حسرتي بقلبك عشان ما تخربين ملكتي .
أبتسمت له : وااجبي عليكم ما أخرب لكم فرحه و لا أنكد عليكم و صدقوني لو الامر بيدي لدست على نفسي و ظليت معه بس من عافنا عفناه لو كان غالي .
تنفست براحه لمغادرتي مجلس أهلي و الجميع مرتاحين من قراري .. دخلت لربى ..
× العزله والصمت ×
: ربى يا قلبي ليش ما تتكلمين ؟
ناظرتني بتشتت وااضح و بدون أي كلام ..
: طيب ما تبين تتكلمين أشري لي . ماهر زعلّك ؟
تقوست شفتها و هي تحط يدها على صدرها بضيق ..
: طلّقك ؟
هزت راسها بالنفي .
: طيب شقصتك ؟ مخروعه ؟ مضروبه ؟ ورى ما تتكلمين !
رجعت راسها لورى و شعرها المبعثر ينتشر حولها مثل الهاله حول ملامحها المتعبه . تنهدت بقوة . دخلت دلال بصينية الأكل .
حطتها على رجول ربى : و هذا أحلى أكل لاحلى رورو بالوجوود .
هزت راسها بالنفي .. بس وينها وين الرفض مع إصرار العنيده " دلال " ..
**********
* ربى *
مسحت على شفتي بطرف المنديل و أنا أأشر لها على بطني دلالة إني برّجع لو غصبتني بعد .. طلعت دلال مع الصينيه أما بسمه جلست تتأملني ..
وش أقول يا أهلي ؟
من أول يوم و الرجال يعطيني كلام و يعطي مثله لبنات الجوال . كل يوم أسمعه يهمس لهن بغرفتي و بكلمات قذره . صبرت و حاولت أعوضه و أخليه يتخلى عن هالترهات بدون فايده بس توصل للسكر و المخدر . و الله كثيــــــر . مسحت دموعي و قمت بصعوبه و وهن على صوت الآذان . تجددت للصلاة .. صليت المغرب وأنا أدعي الله يفرج عني و يلهمني الصواب . وقفت قريب من الباب أرجع الجْلال مكانه . حسيت بانقباض بقلبي ما عرفت له سبب . طقتين خفيفات على الباب .. فتحت له الباب .
أبتسم : يا جعلني ما أفقد هالزول . ممكن تجين معي المجلس .
ما قدرت أرده لي كم يوم من جيت و أنا بالعه لساني غصب و أرفض أي شي من أي حد .. طلّعني لمجلس الرجال . بس وقف قدام الباب و هو يدفعني و يهمس : طلب يشوفك . تفاهمو بالراحه .
ما فهمت شي . تقدمت من دفعته الخفيف . شفت اللي ما أبي أشوفه .. خنقتني العبره .
تكلم بابتسامه واثقه و ساخره : ما له داعي تأفلمين و تكبرين الموضوع ، خليك عاقله زي أول و طنشي ، المسأله تسليه لا أكثر ما يحتاج كل هاللي مسويته بعمرك .
نطقت بجفاف : إنت ماله داعي تأفلم الموضوع و تعطيه أكبر من حجمه ما تكلمت قبل و أوعدك ما راح أتكلم بعد . بس تعتقني .
ماهر باستهزاء : المطلوووب إني أعتقكك . بس ما أحب أحد يتأمر علي .
: الامر لله أولا و أخيراً و إذا تبي يتم بيننا ذكرى حلوه إعتقنــــــــي ..
صفق باستهزاء : شااااااطره . ممتازهـ . يللا جيبي شنطتك و ألحقيني و بلا هبل و حركات أطفال .
: آسفــه . ماني جايبه شي و لا نيب لاحقتك مكان . مثل ما دخلنا بالمعروف نطلع بالمعروف .
ماهر بسخريه : شكلك غرتي من إختك يعني هي تطلقت و إنتي يا حرام على ذمه مدمن .
: رجاءاً ألزم حدودك .
قرب مني فجأه ، عصر يدي بقوة و هو يقول : إنتي اللي ألزمي حدودك و لا تخليني أستخدم القوة .
: أتــركنـــــي ، أنـا أتقــرّف إني أنلمس من وااحد مثلك .
حاولت أفلت يدي من قبضته الحديديه و أنا أقول ..
: إتركني أنت ظـــــــالم ظـــــــاااااااالم ما تعرف ربك تخليني أعطيك حبوب كل يوم و تقول فيتامينات و نقص حديد و بالاخير تطلع مخدراااااااااات . شلون باقابل ربي بعد ما كنت أغيّب عقلك بيدي . قل لي شلووون .
إسّودت الدنيا ، سمعت صوت إنفجار باذني مع ركله قويه على بطني ، ما قدرت أصرخ و لا قدرت أبكي .
.
.
فتحت عيوني بصعوبه . ناظرت لاول شي وقعت عيني عليه . راس دلال و صوتها المتهدج أول شي ..
: شصار ؟
كانت همسه أشك طلع معها صوتي . لكني شفتها تحركت و إختلط صوتها بصوت أمي و أبوي و أخوي و بسمه ..
أسامه : تسمعيني ربى ؟
ناظرته بتركيز وهمهمت : هممممممم
أسامه : شسوى لك هالحقير ؟
: بطني .
أختفى أسامه و جات أمي محله : إرتاحي يا بنتي إرتاحي . أسامه يمه روح قول للدكتور إذا يعطونها إبر مهدئه و إلا خلاص .
يا ربي يا ثقل راسي . غمضت عيوني و غبت من جديد ..
لما فتحت ما حسيت باي شي . كنت طبيعيه لدرجة إستغربتها ، وين أعراض الوحم اللي متعبتني ؟! غمصت عيوني بقوة ورجعت فتحت و رددت بوضوح .. مثل ما نصحتني جوري .. كل ما أضعف أتذكر إني .. لا حول لي ولا قوة لي إلا بالله .. رددت ..
: لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
سمعت دلال بصوت كسول : صحيتي يا قلبي ؟
: كم صلاة فاتتني .
دلال بهدووء : ثلاث عشاء و ثنتين فجر وظهر وعصر ، بــس ... مــا ..
عضت شفتها بقوة و عيونها لمعت بالدموع بوضوح .. تجاهلت كل هذا لاني حسيت إني عرفت السبب ..
: إف و كم الساعه الحين ؟
دلال : عشر ونص بالليل .
: لي يومين نايمه .
دلال : تقريباً .
: سوو لي تناظيف و إلا لآ .
إنصدمت دلال و بان بملامحها بس ردت بهدوء : لا .
: ساعديني أروح الحمام .
فزت بخفه : سمي .
رحت و رجعت للسرير بمساعدة دلال .. نمت بسرعه على صوت دلال الخاشع ..
ثاني يوم !!
بوقت الزياره .. أمي تبكي ، أبوي متضايق ، أسامه و بسمه هم اللي يتكلمون معي ..
بعد المغرب .. جالس أسامه جنبي و يسولف لي بصوت واطي .. ماسك يدي و راسه عند راسي .. ما ترك شي ما قاله حتى عن جوري تكلم .. بهالاثناء دخلت جميله مع أم احمد تتبعهم جوري بخطوات خجوله ..
باستني جميله : العوض بسلامتك يا قلبي .
: الله يسلمك .
تقدمت أم أحمد : أجر و عافيه إن شا الله ، شدي حيلك .
: مشكوره .
إبتسمت بتعب لجوري اللي رفعت غطاها بصعوبه بسبب وضع أسامه اللي واقف على راسي ، تكلمت بصعوبه : لا بآس طهور إن شاء الله . عظم الله أجرك .
عقدت حواجبي : في مين ؟
ناظرت جوري برعب لقدام يعني لاسامه .. ألتفت على أسامه شفته يأشر بعيونه ..
: أسامه ؟ شسالفه ؟
إبتسم بتوتر : و لا سالفه و لا شي هي قصدها على الجنين و إلا ..
جوري بربكه : إلا هذا قصدي ..
ناظرت لاسامه وهو يقول : دلال ، تعالي الله يرضى عليك .
قربت دلال ، صارت بينهم مسافه نص متر تقريباً .. ألتفت على جوري .. شفتها زامه شفايفها و تناظر لطرف الغطا اللي مغطيني تعصره بيديها الصغيره ..
طلع أسامه و دلال وقفت مكانه .. تكلمت بهمس ..
: جوري ، أصدقيني القول من مات ؟
عضت شفتها بدون أي رد ..
تكلمت دلال : الحين ليه إنتي كذا إلا في أحد ميت يعني .
: إيه بس منو ؟ آهـ عرفته ، كم لي يوم داخله العده .
بسمه اللي تجلس بعيد إنفجرت ببكى بعالي الصوت ..
جوري : وش فيكم كذا ؟ ليه مكتئبين ؟
دلال : روبي طالعيني .
ناظرتها . خانقتني العبره .. العشره ما تهون إلا على الكافر يا عالم ..
دلال : يوم تجي ساعة الانسان ما في شي يردها .. و الميت ما تجوز عليه إلا الرحمه ، ما علينا إلا نطلب له المغفره من الكريم سبحانه وتعالى ..
تكلمت بوهن : يمــآ .
قربت أمي اللي دمعتها ما جفت فكملت : يمه ، ضربني ، ذبــح ولــدي ، ذبحنــي قبلها . يمـــه .
ضمتني أمي تشاركني دموعي مع الوجع ..
**************
* جوري *
أدري إني خذيت وجه على أسامه بسرعه و بسرعه تخلصت من الحيا عنده .. أتكلم معه بالساعات من أول إسبوع بس هو طريقته بالكلام تخليني غصب أتكلم .. كانت الساعه ثنتين بعد نص الليل .. لما دق علي .
( أسامه : جوري أبي أشوفك ..
: إنت كذا تحرجني مع أهلي .
أسامه : ليه تتكلمين كذا ؟
: ما في شي أبي أنام بكره وراي محاضرتين طوال الصبح .
أسامه : آهـآ ، براحتك مع السلامه ) ..
رميت الجوال على الارض و قمت .. صليت قيامي ، قريت وردي .. لما جيت أنام تقلبت مع أفكاري إلين أذّن الفجر .. صليت و نمت لي ساعتين قبل لا أقوم لموعد الجامعه .. ما جت بسمه فقضيت وقت الفر اغ بقراءة القرآن ..
لما رديت البيت .. رفضت الاكل .. صليت الظهر ونمت ، صحيت على صوت جميله : جوري . جوري .
: اممممممممم .
جميله : قومي راح عليك وقت الدار .
: مابي أروح .
جميله : زين قومي صلي ..
: طيب قايمه .
صليت و فيني كسل أعووذ بالله .. مسحت غرفتي ذهاباً و إياباً .. صرت أتحلطم ..
: اوف وينه ذا !
رميت الخداديه بكل إتجاه و لما جات باتجاه الباب ، شهقت لان جميله دخلت ، الحمد لله تصدتها بيدها ..
جميله : بسم الله علينا ، وش فيك ؟
تربعت فوق سريري بملل : جوالي الـ.. أستغفر الله مدري وينه .
جميله : اممممم جوالك سبقك .
: سبقني وين ؟
جميله : أسامه طلبه و يبيك الحين .
: نعــــــــــم ؟ خيــــــــر ! قلت له مو طالعه . و بعدين وش يبي بجوالي هاه ؟
جميله : أحمد بالحلقه و يقول إنه دق عليه و إستأذنه . يللا عفيه لا تحرجين حالك و تحرجين أمك معاك .
: اووووووووووف يا ربي .
دخلت أمي : يللا يمه ما جهزتي .
جميله بسرعه : بتجهز يمه . تعالي معي .
أشرت بعيونها على أمي . يا ربي . خلقه رافع ضغطي وش يبي مني الحين . افففففففففف . لبست تنوره سوداء و بلوزه مموجة بين الاسود و الاحمر .. لميت شعري ذيل حصان .. طلعت بسرعه عشان ما ينتقدوني و يجبروني ألبس غير هاللبس و أتمكيج .. فتحت باب الديوانيه بشويش شفته جالس بثوب أبيض بدون شماغ و متكتف ..
همست بحيا : السلام .
وقف بهدووء : وعليكم السلام ، صكي الباب .
ناظرت للباب مسكر . رجعت ناظرته فقال بحزم : أقفليه .
تراجعت بخوف . وش هالنظرات . تقدم بخفه ، قفل الباب بالمفتاح و هو يسحبني و يرميني بقوة على أقرب كنبه . كل هذا و أنـــا ما عبرت بـ ولا شي غير تعابير الصدمه اللي على وجهي .
**********
* أسامه *
يا رب . يا رب . يا من أمره إذا قال كن فيكون إجعل لي من لدنك سلطاناً مبينا . اللهم إني ظلمت نفسي . يا رب أغفر لي يا رب .
ضربت قبضتي بكفي الممدود بضيق .. يا ربي وش هببت ؟ أنــــــا وش سويت ! وش صار لعقلي ؟ وقفت عند دريشة غرفتي إستنشقت كميه من الهوا لصدري لعل ينفرج ضيقي .
افففففففففففف يا رب رحماك أرجو . سمعت طق على الباب ..
: إدخـــل .
صوت أمي المحبب لقلبي : يمة ، أسامه ليه ما تعشيت معنا .
ناظرتها باحترام و محبه : تسلمين يمه شبعان ، أبي درب بـ أروح الملحق .
أمي : دلال بالمجلس و عليها غطاها .
طلعت للملحق .. إخترت كتاب أقرى فيه شوي مع إني زهقااان . إنسدحت و قلبت فيه شوي قبل لا أصكه بعنف و أرميه بابعد مكان عني و أنــا أهتف بضيق ..
: يا الله .
اوووووووف و الله كرهت جوالي و نفسي و كل شي حواليني ، لما شفت إسم أحمد هو اللي ينور شاشة الجوال وقفت بتوتر .. ركلت الكنبه اللي كنت جالس عليها ، بعد عدة إنفاس ضايقه حاولت أعدل صوتي ..
(: هلا .
أحمد : هلا فيك ، السلام عليكم .
: وعليكم السلام والرحمه ، أخبارك !
أحمد : حمدلله ، عندك شي الحين .
غمضت عيوني بقوة وهمست : لأ ، خيــر !
أحمد : كل خير إن شا الله ، أنا قدام الباب و عندي مشوار مهم و أفضّل أنك تكون معي .
رصيت أطراف أصابعي على عيوني بضيق .. يا رب ..
: يا الله طالع ، أغير لبسي بس .
أحمد : أنتظرك لا تطّول .
: إن شا الله ، سلام .)
بدلت لبسي ببدله رياضيه ، طلعت بعد ما غسلت وجهي بمويا بارده عساها تهدّي أعصابي التـــآلفه ، صكيت الباب بهدوء مثل ما ركبت بهدوووء ..
أحمد بإبتسامه : أســــامه ، السلام لله يا شيخ .
قلت ببلاهه وتشتت : هاه .. إي ، السلام .
أحمد بجديه : وعليكم السلام والرحمه ، متضايق ؟
ناظرته بتركيز ، لا تقسط السالفه هاتها من الاخر ، زميت شفايفي بحيرهـ وقلق ، ترقب .
أحمد ، ربت على رجلي : هونها وتهون و أنــا أخوك ، الله يرحمه لقو نسبة مخدر بدمه يمكن هالحادث تكفير لذنوبه قبل لا تطلع روحه ، الميت ما تجوز عليه إلا الرحمه ، و إنت عاد هالله هالله بـ سند خلك حواليه و قوّ علاقتك فيه ، لازم تسعى تصلح اللي بينه و بين إختك الله يحفظها ..
في قمة التشتت و اللا تركيز همست : بس !!
أحمد : شنو اللي بس ؟ إنت معي .
ناظرت حولي وقفنا على الشاطي بمكان منعزل تقريباً ..
: وين رايح إنت !
أحمد و هو يأشر للامام : لي تفاهم مع هذاك الآدمي و لانك صرت طرف بالموضوع حبيتك تكون موجود ، إستعن بالله و ألحقني ..
نزلت وراه ، شاب عشريني اممممممم أعطيه بعمر جلال ، لابس شورت جينز على قميص بدون أكمام و يدخن . مشيت بهدووء لحد ما وقفت ورى أحمد اللي يتكلم بهدووء ما سمعت وش قال بالضبط ركزت عيوني و تفكيري على الشخص الاخر و هو يرد بقلة حياء ..
الشاب : و الله أنــا أبي لي بنت و جــوري المطوعه هي اللي حرمتني منها قال إيش حرام و ما حرام و من قال لها تنصح مسوية لي فيها شيخه تروح تبلط البحر أحسن لها و تتركي لي صاحباتي لاني مقدر أعيش بدونهن ..
ناظرني باستهزاء : و ألاااااااااااااااااااا وش راااااااايك .. ياااااااااا .. الــــــ عريس .
تقدمت خطوه ، قلت بهدوء عكس ثورة أنفاسي : يعني إنت طــــارق ؟
ناظرت لكفي المحمر من قبضتي الشديده و هو يرد بصبيانيه : إيـــــــــــه أنـــــــــا طــــــــارق وش عندك .
حسيت بالقهر و مو أي قهــــــر ، ضيق و ظلـــــــــــم و فشة خلق بغير محلها و لناس ما تستاهلها عشان نااااااس ما تسوووووووى .. ما سمعت وش قال أحمد و لا وش رد الثاني عليه حتى شفته يمد يده بإتجاه أحمد .. بكل غضب الدنيا و كل القهر و الضيق اللي فيني مسكت يده بسرعه و لفيتها على ورى ضربتها على ركبتي مره و ثنتين حتى سمعت صوت الكسر بوضوح ، لكمته على فمه اللي يصرخ ويتأوه .. رفعته من يده المكسوره ، ضربت راسه بزجاج سيارته الامامي ، كان أحمد يشدني و يصرخ لكن الغضب و العصبيه أعموني و أصموني عن أي شي .. عصرت فكه بين أصابعي بقسوه و قلت بين أسناني بحقد ..
: يدك اللي كتبت الرسايل و كسرتها و فمك اللي جاب سيرة محارمي جرحته بس و الله و اللـــــــــه و اللي ما ينحلف به كذب إذا سمعت أو شفت منك شي بعد هاليوم راااااااااااح أحسب الله ما خلقك ، فاااااااااااااهم .
ما رد إلا بتأوهات فـ صرخت بقوة و أنا أهزه بعنف : فاااااااااهم .
رد بصوت مخنوق : فاااااهم ، فااااااااااااهم .
رميته ع الارض ، سحبني أحمد ركبني سيارته ، بسرعه حرّك ..
أحمد : مجنــــــــون بغيت تذبحه .
صرخت : ما أبي أسمع شي تكفـــــــى .
حتى وقفنا قدام البيت و ما تكلم أحمد إلا بجمله وحده و أنا نازل من السياره : بردت قلبي جعل ربي يبرد قلبك و يفك ضيقك و يوسعها عليك .
ثاني يوم !!
العصر !!
قاعد مع الناس و بالي بعيد .. كانت قبالي بسمه و دلال يحاولون بربى تآكل و هي و لا هنا ..
..: السلام عليكم .
: و عليكم السلام . هلا بالدبا ..
جميله تتخصر بمرح : لا و الله وش حلاتني نحيفه ائد كده اهوه .
كانت تأشر على وسع إيديها فضحكنا على حركتها .. بعد ما جلست جميله لاحظت إنها كل شوي تناظرني نظرات خاطفه .. حسيت بضيق فقمت ..
: عن إذنكم .. توصون على شي طالع أتمشى .
ردت أمي بـ : سلامتك .
طلعت بخطوات بطئيه لاني حسيت إن جميله راح تلحقني .. فعلاً ما إن وصلت للباب حتى سمعت صوتها يناديني بخفوت : أسامه !
ألتفت عليها فكملت و هي تتقدم لي أكثر : أنــا ،، مدري شاللي صاير بينك و بين جوري . بس . اللي علي إني أوصل الامانه و لو إني عارفه أنها لحظة شيطان و بتروح إن شا الله .
: و من عطاك الامانه ؟
جميله : جوري .
: آهـــآ .
جميله : تقول تبيك .. تبيك ....... اتطلقها .
كملت بسرعه وهي ترفع إيديها باستسلام : و ما على الرسول إلا البلاغ .
لفت بسرعه و بخوف بس أنـا تقدمت و لفيتها علي بحزم .. تكلمت من بين أسناني بقهر ..
: قــولـــي لهـــــــا نجـــــوم السمــــــا أقـــرب لهـــا .
*************
* جميلة *
جلست جنب ربى أحاول ما أفكر بموضوع جوري و أسامه ..
: ربى ، خلاص دلع يا بنت الناس كلي هذا .
ربى بهدووء : جميله إنتي قول لي شلون مات ؟
أرتبكت ، قلت بتلعثم : وش يدريني أنا ؟
ربى : تدرين و أساساً كلكم تدروون و إذا ما أحد تكلم الحيـــن أدق على هناء و أسألها .
وقفت تكلمنا بـ إنفعال : أنا أدري إنه سكيّر و راعي حريم ، قولو لي مات بمداهمه و إلا جرعه زايده .
دلال بسرعه : خلااااص أنا باقولك بس إقعدي إنتي .
جلست فكملت دلال : مات بحادث سياره ليلة ما كان عندنا ، يعني من طلع من عندنا مات .
ربى : لا تكذبين .
دلال : ما أكذب و لاني مضطره أكذب على أحد أبد ، هذي الحقيقه و الكل يشهد ، لابد على الظالم تدور الدواير يا ربى .
آ هـ دلال طول عمرها سابقه سنها بالهم بـ الكلام . عاشرت عمي الله يرحمه صارو أثنين بواحد .. شخصين لا يمكن نفرق بين أخلاقهم و أعمارهم بعد .. كلها كم شهر و تغادر أولى ثانوي و زوجها في غياب تام إلا من كم كلمه يقولها أسامه كل فتره و فتره ..
هدت ربى تماماً بعد ساعتين من البكى المتواصل .. دقت على أعمامها ، كلمت عمتها و هناء صديقتها .. عزو بعض .. كان اليوم مشحون بحزن غير طبيعي ..
مو بس هـ اليوم .. إلى نهاية الشهر .. دخلت بالشهر التاسع بـ كل يوم لي معاناة مع المغص و الطلق .. البكى اللي يستمر لآخر ساعات الليل .. تعب أحمد اللي يشاركني بعيونه المحبه و دعواته الصادقه .. كل شي حولي يضغط علي بقوة .. حتى جاني الفرج .. و أنتهت رحلة الالم بساعات الفجر الاولى .. سمعت صوت جنيني يرتفع مع الآذان ...
الــبــارت الــرابــع عــشــر
* جوري *
جالسه لامه ركبي لصدري بضيق ، ماني عارفه شاسوي ! ، وش المفروض يكون موقفي ؟ ما أبي أخذ راي من أي شخص بودي تكون حياتي تكون مستقله ، بس يا ترى حل الطلاق اللي ألح عليه صحيح و إلا !!
بسمه من خمس أيام ولدت و أنا ما رحت لها ، خجلانه ، خايفه ، ماني قادره أقرر ..
غمضت عيوني ، إتذكرت لما صرخت على جميله و طلبتها بالحلفان تخليه يطلقني و لما رجعت لي قالت :" زعل و قال لي قولي لها نجوم السما أقرب لها و طلع من البيت على طول " ..
إذا أكذب ع العالم كله ما أقدر أكذب على روحي أنا أحبه و مع مقابلاتنا المحدوده اللي وضحت لي طيبة قلبه ، إهتمامه ، تهوراته اللا محدوده ، عيونه اللي تطالعني بالغزل قبل لاينطقه لسانه . تجبرني أصير له مثل الاله يحركني كيفما شاء ، رفعت عيوني لفوق ، تذكرت مقابلته الثانيه لما سحبني لنفسه ، كلماته و هو يمازحني على لون روجي القاتم ، تحذيراته الطريفه من توريطه بهاللون مره ثانيه ، همسْهَ لي من سماعة الجوال يتسلل بالراحه من فمه لاذني لقلبي ببساطه ، كل مكالمه أحس إني أحبــه أكثــر ، أفرح كثير لما ينتبه لاشياء دقيقه بملامحي ، رفعت عيني لجميله اللي شايله بنتها و بنظراتها المهتمه اللي ما فترت تحاول تخليني أعدل عن طيشي ..
جميله : بَعْــد اليوم مو رايحه لبسمه ، تراها كل يوم تسأل عنك !
قلت بتردد لاني و الله ميته على شوفتها و شوفة ولدها .............. و أخوها ..
: بس أخوك ؟
جميله بملل : وش فيها ما هو قاعد معك .
فركت إيدّي بقوة : لا مابي و الله أستحي يوم ولدتي ما كان موجود .
جميله : يللا عاد ماكلك و إلا شاربك هو ، هذا هو عشان خاطر زعلك كل شوي مأجل العرس و مطيّر عرابين بالشي الفلاني .. خليك منه أساساً أمي تقول من كم يوم و هو مرضان و ماخذ له إجازه حتى المسجد ما يقدر يروح له ..
تركتني بعد جملتها القاتله .. فتحت جوالي على المرسله ..
مني له " طلقني بهدووء اترك بقاياي تذكرك بخير "
توجهت لرسالته الاخيره .. الوارده ..
" ليه تبين تعذبيني زود ما يكفي المصايب اللي فوق راسي ابيك عون انسي اللي صار صدقيني كنت زعلان وابي افش غلي بأي حاجة وجيتي انتي بوجه المدفع ، لا يصير قلبك قاسي وتحقدين علي اذا انتي ما تحملتيني من يتحملني انتي زوجتي واذا آسف مليون مره ما تكفي ، كل ما تحسين الثواني تمشي انا آســف .."
طلعت من الغرفه بسرعه : جميله .
لقيتها واقفه عند الباب مع أمي و أحمد ، الكل ناظرني ..
: إنتظروني ألبس ..
إبتسمت جميله و أحمد قال بهدوء : إحنا بالسياره ..
دخلت بسرعه .. مشطت شعري مو عاجبني بس الحمدلله إنه ناعم و ما هو محتاج شغل كثير .. لبست على عجل فستان نعوم ضيق من الخصر و باكمام قصيره و قصة الصدر واسعه .. لبست عقد لولي و أخذت عدة مكياج سريعه .. طلعت لهم ..
ما دخلت لبسمه طلبت من ربى أدخل غرفتهن قبل لا أدخل للحريم .. رميت عبايتي بالغرفه .. تمكيجت مكياج خفيف سريع .. ضبطت شعري بالاستشوار ، أنهيت كشختي برشتين عطر من ستيلا اللي جابه لي بسفرة دبي .. لاني رفضت أفتح الهديه فتحتها جميله ، حطت العطر و عقد ذهب أبيض بحرفي على التسريحه و ظل بمكانه إلى اليوم .. دخلت لبسمه .. سلمت عليها و شفت ولدها يا ربي حته سكر يدنن .. أشرت لجميله بعيوني ..
جميله بصوت واضح : جوري بالله تعالي معي ..
أم أسامه : وش تبين فـ البنت ؟
: تساعدني على هجوري شوي بس .
بسرعه سحبتني : يللا ..
جميله : هاه وش عندك ؟
قالتها لما صرنا بالمغاسل لوحدنا .. رديت بحرج : تدرين بس بالله ما أبي أحد يحس .
أبتسمت و هي تسحبني وراها .. دخلت معها لقسم غرف النوم .. أشرت على قسمه بهدووء و راحت .. بدون أي كلام .. شديت فستاني أرتبه .. تشجعي يا جوري .. يكفي متغليه عليه شهور و هو متحمل .. فتحت باب غرفته بهدووء .. صابتني خيبة أمل لان الغرفة خاوية على عروشها ما فيها إلا ريحة وجوده و ملابسه المبعثره بكل مكان .. رتبت الملابس و السرير ، صكيت أبواب الدولاب .. طلعت لغرفة البنات اللي ملاصقه لغرفته ..
بعد نص ساعه تأملات لنفسي بالمرايه ، قررت أرجع الغرفه أخذ أو أحط أي شي يذكرني أو يذكره فيني .. فتحت الباب بملل . صكيته وراي ، ألتفت بفزع على الصوت المبحوح ..
" جــوري ؟! "
حطيت يدي على صدري أهدي أنفاسي ..
: بســـــــم الله ، أفزعتني .
تراجعت ورى الباب لما أنفتح ، كانت أمه : هاه يمه شلونك ؟
إسترق النظر لي قبل لا يرد : الحمد لله راحت السخونه و ما فيني شي الحين . توني جاي من البقاله جبت أغراض للبنات رحت مشي و الدوخه راحت .
أمه : إذا بغيت شي جوالي معي .
أسامه : مو مشكله ، الله يعطيك العافيه .
قفلت الباب بالمفتاح و قلت بدفاع و إندفاع : ما أبي أحد يشوفني .
أسامه و كأنه صحصح : ليه إن شا الله ، بالسرقه هي .
بنظرة إنتقاد واضحه : بعدين جايه تشوفين بسمه بهاللبس !
تكتفت بعناد ، بجرأه : لا جايه أشوف زوجي .
ضغط بسبابته على شفايفه : اشششششش بعدين أصدق .
: يا سلام ..
جلس مركي ظهره للسرير و لازالت إبتسامه ساخره على شفايفه ..
: شوف يا أسامه ، بما إننا كنا بوضع لا يسمح للنقاش ذيك المره فالمره ذي أتوقع فيه وقت كافي .
بلل شفته و هو يقول : آهــآ .
: في سؤال قبل كل شي . أنت تتهمني ، شاك فيني ؟
أسامه بهدوء : لو بـ أتهم و إلا أشك ما ناقشت أنهيت الموضوع بسرعه ، بس أنا زي الديناميت إنضغت بعلبة صغييره و إنرمى عليّ شراره و المشكله إنها أنفجرت بوجهك .
: وش ضغط عليك ؟
إبتدى يعد على أصابعه : في ذيك الايام تزامناً .. تطلقت بسمة ، ترملت ربى ، جلال مسافر و أبوي يتهمه إنه عايف اليتيمه ، رسايل غريبه بـ إسم معين تحذرني من زوجتي و تعرف أدق تفاصيل حياتها . وين أفرغ ! معلومك الضغط يولد الانفجار .
قلت بضيق : ما كان مفروض تضربني .
أسامه : المفروض ما نقرب البنزين للنار . أنا مولع و إنتي جايه ضاربه الشيطان بالرجيم و مستعده تخانقين .
تذكرت ذاك اليوم بتفاصيله الممله الكريهه و كلمته المهدده " يا ليت اللي بيننا ما يطلع لاحد يا مدام حتى أختي مالها دخل ، أنـا أحذرك " ، منادته لبنت عمه و صوته المنخفض و هو يكلمها ، قلت بغيره ..
: إنت اللي ماخذ راحتك تكلم دلال كأنها إختك ..
أسامه بتلقائيه : و هي إختي .
تدراك نفسه بابتسامه جانبيه : لا لا لا ليكون غيرانه من هالبزر .
رديت بعناد : مو بزر و لا هي إختك.
أسامه بابتسامه : تراها متزوجه و...
بابتسامه أعرض : بــــــزر .
عصرت خصري ، رديت بنفس نبرة العنااد : ولــو ، لا تكلمها كأنها من محارمك .
ضحك بخفوت قبل لا يقول : طيب ، إن شا الله يالغلا ، من اليوم و طالع ما راح أكلمها إلا للضروره القصوى ، كذا أعجبك ..
رفعت كتفي بدلع و ولدنه : نشوووووف .
لفيت ع الباب لكنه إستوقفني بصوته : لحظـــه .
ألتفت عليه ، بكل هدووء نطق ببطء : أعتبرك رضيتي كذا !
نزلت راسي ، من نظراته اللي تدوخني بدت الافكار تبدد بعضها بسرعه و يحل محل الضيق الراحه التامه . رفعت عيني له ، لانه وقف قدامي مباشره .. حاولت أقاومه بضعف .. ألتفت عنه بخجل و إحراج رغم إني أعرف إن تعابير وجهي فضحت شوقي .. لما طااال صمته أو أنا حسيته طال قلت بتعلثم ..
: إذا عندك شي قوله بسرعه عشان الوقت يمر بسرعه و المغرب قرب يأذن .
قرب مني و هو يقول بصوت مختلف : إلا و الله عندي شي أقوله .
باسني على خدي : إني مشتاق .. و مشتاق و مشتاق ..
بعدت يده عن خصري بمحاولة فاشله أقاوم ضعفي عنده ..
: طيب خلاص ، لازم أطلع الحين ..
لف وجهي برقه و هو يقول بنفس النبره : طيب عطيني تصبيره يا الظالمه كم مره أجلّت العرس لرضاك ..
ما هي المره الاولى اللي نكون فيها بهالقرب بس هالمره ، ما قبلني و بس .. كان يسحبني لحضنه بقوة غريبه و مع إحساسي بشعور أغرب ألا إني كنت أحس مالكه الدنيا باكملها .. همست بصوت مخنوق من الخجل ..
: أسامه ، يكفي خلاص ..
آخر شي سمعته .. إصطدام حبات اللولو بالارض لما فك العقد ، مع صوت أنفاسه رد لي وَ ..
أسامه : أحبك ..
.. كانت أشواقنا بحـــر ، للاسف غرقنا فيه ..
راحت السكره و جت الفكره ..!!
شديت الغطا على نفسي ، العبره خانقتني .. توني أنتبه للي صار ، لنفسي و وضعنا .. جلست باعتدال ، ناظرته أبيه يكذّبني يقول اللي صار حلم ، أي شي ، مسح على عيونه بقوة و هو يجلس بموازاتي .. حقيقــــــــه حقيقه .. ضميت الغطا لنفسي ، همست بضيق مو مستوعبه و لا أبي أستوعب ..
: لا يا ربــــي .
مسح على شعري : جوري شفيك ، أنا زوجك و هذا حقي .
مسحت على فمي بظهر كفي : بس اللي صار غلط .
أسامه بجديه : لا ما هو غلط . الزواج ولي و شهود و عقد و كل الناس تدري إننا مملكين ..
: و الحين شلون ؟
أسامه : قومي تعدلي الحمام اللي هنا ما أحد يدخله غيري أساساً بكره بأجيب عمال و نسوي له باب و يصير هالقسم خاص لنا ..
: أسامه ..
مسكت ذراعه قبل لا يقوم ..
: ما أبي أطيح من عينك ..
خرت دمعتي مع كلمتي .. مسح خدي و باسه : إنتي عيني و عيني ما تطيح من عيني . تطمني .
طلعت لغرفة البنات القريبه بعد ما رتبت وضعي قد ما أقدر بالحمام التابع لقسمه . دورت مزيل مكياج .. بـ دخلة جميله و دلال للغرفه ..
جميله : أنتـــ .........
بترت كلمتها و عيونها توسعت لما تلاقت نظراتها بحالتي عموماً ..
دلال : بسم الله ، ليه وجهك كذا !
ضربت جميله خدها بكفها : الله لا يعطي العدو عافيه (يا طخه يا أكسر مخه) ما عندكم حل وسط إنتو ..
دلال : وش السالفه ؟
جميله بانفعال : وش السالفه يعني . أخوك دخل بمرته .
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك