بداية

رواية عذاب الحب ينهيني -18 البارت الاخير

رواية عذاب الحب ينهيني - غرام

رواية عذاب الحب ينهيني -18

ابو راشد : شو بلاه اخوك .. ادريبكم ما تخشون شيء عن بعض
ام راشد : راشد متغير من يوم الدورة الاخيرة .. وتغير زيادة من يوم ما راحت حمده بيت ابوها .. ما ادري شو صايرله .. ما تسد امووله بعد هو ( بكت)
ابو راشد : لا حول ولا قوة الا بالله
شيخة : لا تسوين بعمرج جذي خالتي
ماجد : بروح اشوفه – وقف واعطى عبد الرحمن لشيخة- وان شاء الله بعرف شو فيه .. عن اذنكم
طرق الباب الرئيسي لجناح اخيه ولكن لم يجبه احد .. دخل وتوجه للغرفة وطرق الباب ولا من مجيب .. ونفس الحالة مع الغرفة الاخرى .. وقف في الصالة : وين راح .
خرج من الجناح .. وهو في الممر اذا به يرى باب غرفة امل مواربا .. توجه الى غرفتها .. فتح الباب بهدوء .. واذا به يرى راشد جالسا على طرف السرير ينظر لامل النائمة بهدوء ..
ماجد (بصوت خافت): راشد شو تسوي هني ؟
راشد ( وبصوت اعلى قليلا من صوت ماجد ): واايد ضعفت .. شوف ويها كيف ذبلان .. نفسي اعرف شو اللي وصلها لهالحالة ..
اقترب من اخيه : ان شاء الله بترجع امل اللي نعرفها .. قوم اريد ارمسك فموضوع ..
تحركت امل ونظرا اليها .. ولكنها لم تفق بل انقلبت على جانبها اليسار .. خرجا بهدوء كما دخلا .. وتوجها لغرفة ماجد .. جلس راشد ع جانب السرير وجلس ماجد قبالته ..
راشد : خير يا ماجد ؟ في شيء ؟
ماجد : ما في الا الخير .. اريد اسألك .. شفت عمرك فالمنظره (المرآة) .. شوف شكلك كيف صاير .. شو اللي صاير وياك .. ليش صرت جذي
راشد : خلها فالقلب يا ماجد –اراد النهوض فامسك يده- شو تبي مني
ماجد : ابا اخوي .. ايلس وكلمني .. سولف وياي .. خبرني شو فيك .. في شيء بينك وبين حمده .. اذا تبينا نتدخل بقول لشيخة ترمسها .
راشد : ما في شيء ..
ماجد : عيل ليش هي هناك وانت هني .. صارلها اكثر من شهر ..
راشد : تريد تريح نفسيتها .. ما تشوف الجو فبيتنا كيف صاير ..
ماجد : انزين .. انت شو فيك .. معقوله شوق ؟
ابتسم بتعب : اي شوق .. ماجد انا ما ارقد الليل .. الكوابيس تلاحقني .. صرت اخاف ارقد –رفع كفيه وهو ينظر اليهما- اشوفني اجتلها(اقتلها ) بيدي .. مره اشوفني اخنقها ومره اشوفني اذبحها .. ومرة اشوفها غرقانه بدمها .. تمد لي ايدها بس ما اقدر اوصلها .. تعبان يا ماجد ..
ماجد : اعوذ بالله ...
.....................
دخلت عليها بغضب .. كانت جالسة تسرح شعرها .. قامت مفزوعة عندما فتحت عليها الباب بقوة
ام فهد : عايبنج اللي صار .. وصلتي ابو فهد للمستشفى .. مب حرام عليج اللي تسوينه فيه .
اقتربت منها وبغيض قالت : وهو مب حرام عليه اللي سواه في .. مب حرام عليه ينكرني ..اذا ما يبونا ليش ايبونا ع الدنيا .. انتي كنتي تعرفين كل شيء .. انتي مثله
رفعت يدها تريد ان تصفعها .. فامسكتها : ما ناقص الا انتي تمدين ايدج علي .. طلعي من حجرتي
ياتي فهد على صراخهن : شو بلاكن .. حسن شوي .. ما ادخل البيت الا اسمع صراخ ومشاكل .. الين متى بتم هذي حياتنا وهذي عيشتنا .. كل يوم يطلع لنا شيء يديد .. ونحتسب ونصبر .. خايف فيوم يمل الصبر منا ..
ام فهد : شو بلاك ؟
فهد : قولي شو ما بلاني .. كل يوم انصدم فشيء .. تحملت مع عمـ ... نورا مرضها وتعبها .. واسرارها اللي تخفيها .. تحملت قسوة ابوي عليها وعلي .. قلت عاادي الريايل تتحمل .. بس والله لو ما خوفي من الله كان سويت شيء بعمري .. شو باقي بعد داسينه(مخبأينه) عنا .. غير ان نورا اختي وفلاح متزوجنها .. شو غير ..
كانت واقفة عند باب غرفتها تستمع لكل ما يدور بصمت .. وبدموع تأبى النزول .. او لعلها ملت النزول والانهمار .. عادت الى غرفتها .. ولا يزال صراخ فهد يرن في مسامعها .. تساءلت : الين متى .؟ الين متى ..؟؟
وصل خبر نورا الى مريم عن طريق امها التي اتصلت بها وهي تبكي على حال زوجها .. قررت ان تخبر عمتها ام محمد قبل ان تسمع الخبر من الغير .. قصت عليها ما سمعته على لسان والدتها .. انصتت اليها بانتباه وقاطعتها اكثر من مرة متسائلة ..
ام محمد : الحين نورا مب عمتج –هزت مريم راسها بالنفي- الله يكون بعونها وبعونكم
مريم : عموتي يعني انتي مب متضايجة ؟
ام محمد : شوفي يا بنتي .. الموضوع يضايج شوي وخاصة ان الكلام بيكون ع نسيبنا اللي هو ابوج .. بس اللي يسمع لكلام الناس بيتعب .. واايد تكلموا ع محمد .. وسكتنا .. والحمد لله .. الله رزقنا ببنت قدرت تسكت الناس .. وان شاء الله من تيبين له عيال .. ما بيقدرون يقولون حرف ع وليدي .
مريم : ان شاء الله –قالت في نفسها-سامحيني شكلي ما بقدر اتحمل ..
رن هاتف المنزل ردت عليه احدى الخادمات .. ثم جلبته لام محمد .. اخذت تتكلم .. ومريم تنظر اليها وتستمع للحديث الدائر من جهة عمتها دون ان تعلم من المتصل .. بعد ان اغلقت الهاتف .. قالت للخادمة ان يعدوا العشاء لان هناك من سياتي على العشاء
مريم : منو المتصل ؟
ام محمد : سعود .. ريل جميلة .. ما اعرف شو اسوي ويا هالبنت .. الريال شارينها .. وهي ما راضية ترجعله .. يا خوفي يطلقها .. ما اريدها تذوق مر الطلاق مثلي ..
مريم : هو ليش تزوج عليها ..؟
ام محمد : بنت عمه ما لها حد من بعد وفاة ابوها وامها فحادث .. مالها الا خواتها وكل وحدة معرسة ويالسه فبيتها .. حب يستر عليها .. وتزوجها ..
مريم(وهي تقف): بروح اكلمها .. هو ياي يريد ياخذها وياه صح .؟
ام محمد : هيه .. ومب المرة الاولى اللي ايي فيها ..
مريم : عن اذنج عموتي ..
رفعت كفيها تطلب من الله ان يوفق مريم وتستطيع اقناعها .. صعدت للطابق الثاني فوجدتها جالسة تتابع التلفاز مع ابن اخيها هزاع في الصالة الصغيرة .. جلست بجانبها على الكنبة وهزاع كان جالسا على الارض وقريب من التلفاز
مريم : اريدج فموضوع .
جميلة : خير ..
مريم : خير ان شاء الله .. نروح غرفتي والا غرفتج ..
جميلة : تعالي غرفتي
قامتا متوجهتنا للغرفة .. جلستا على الكنبة الحمراء الطويلة التي كانت تملأ ذاك الركن الفاضي من تلك الغرفة الشاسعة المساحة ..
جميلة : تكلمي اسمعج .
مريم : ادري ان مب من حقي اني اتدخل فحياتج .. بس اشوفج مثل اختي العودة ..
جميلة : شو الموضوع ؟
مريم : انتي ليش ما تبين ترجعين لريلج .
قامت بغيض : ما اريده .. يروح حق اليديده .. شو يبا في ..
قامت مريم وامسكت كفا جميلة اللذان كانت تفركهما ببعض بغيض وعصبيه : انتي تبينه .. وبعدج تحبينه .. باين هالشيء
جميلة : بس هو باعني ..
مريم : لا .. ما باعج .. والدليل انه للحين يحاول يباج ترجعين لبيتج وعيالج .. وبعدين لازم تفرحين باللي سواه .. تفتخرين ان ريلج شهم ونبيل .. لانه ستر ع بنت عمه .. الحين قوليلي .. هو لما تزوجها كان يحبها .
جميلة ( وعليها بوادر الاقتناع): لا
مريم : شفتي .. يعني انتي حبه الوحيد .. اخاف ايي يوم تندمين
جميلة : شو قصدج ؟
مريم : يمكن يمل .. الليلة هو ياي ويريدج تروحين وياه لبيتج .. وبعدين تعالي هني .. انتي ما اشتقتي لعيالج .. عايبنج انهم هناك وياها
جميلة : لا .. الود ودي يرقدون فحظني ..
مريم : فكري زين .. بخليج الحين ..
تركتها وتوجهت لغرفتها .. جلست بأسى على ذلك السرير الكبير .. الذي تمنت ان تتشاركه مع محمد .. نظرت الى المكتب الصغير .. او بالاحرى الى جهاز الحاسوب .. ابتسمت وتوجهت اليه وجلست .. ثم قالت : من زمان ما دخلت المسن .. شو صار ع المنتدى ..
ضغطت على ايقونة الماسنجر .. وظهرت الصفحة امامها .. لتتسع عيناها ويدق قلبها بقوة ..
............
وصل عند منتصف الليل الى ارض الوطن .. استقبله اخيه فيصل بفرح وسعادة عارمة .. تذكر اخر زيارة له .. تلك الزيارة التي كشفت له حب امل له .. سئل اخيه عنها وعن حالها بعد ان سأله عن حال الجميع .. لم يعرف بماذا يخبره .. ايخبره بانها اصبحت شاردة لا تعرف من يزورها الا نادرا .. ام يخبره انها لا تنام الليل .. او يخبره عن جسدها الذي اصبح جلدا على عظم .. فرحته بالعودة لم تكتمل .. فروحه حالها لا يسر عدو ولا صديق .. قرر في اليوم الثاني من عودته ان يزور منزل خالته .. ذهب برفقة والدته .. فرحوا بتلك الزيارة واصروا عليهما ان يتناولان الغداء عندهما .. مانعت ام فيصل في بادئ الامر .. ولكن مع اصرار اختها بقت .. كان جالسا في المجلس مع ابو راشد .. ابناءه لم يعودا بعد من اشغالهم وسلطان من مدرسته ..
ابو راشد : مبرووك يا ولدي الشهادة .. وين ناوي تشتغل ؟
ناصر : فمستشفى خليفة ان شاء الله
ابو راشد : الله يوفقك يا ولدي ..
ماجد : آآآآميييييين واليميع(الجميع) ان شاء الله –بتردد- عمي شو اخبار امل
ابو راشد : الحمد لله ..
ماجد : واايد اشياء صارت فغيابي .. احس اني فدوامه .. كل شيء غريب .. سمعت انكم بتخطبون لفهد بنت عمته ..
ابو راشد : ان شاء الله يوم اليمعه بنروح نطلبها من اعمامها فالعين
ماجد ( بحسرة): وعمها ما مانع .. مب هو اللي كان مصر ع امل .. والا يوم صار اللي صارلها قال ما نبيها
ابو راشد : يا ولدي امل خلاص
ناصر : لا تقول هالكلام عمي .. امل بعدها عايشه بينا .. لا تقول انها خلاص انتهت .. امل بظل امل ..
استشف من كلامه حبه الذي لايزال مدفونا في قلبه لامل : ان شاء الله بترجع لنا
ابتسم : هيه .. بترجع .. اكيد بترجع ..
بينما هذا ما كان يدور هنا في بيت ابو راشد كان حديث اخر يدور في سكن الجامعة ..
... : شو بتسوين ؟
... : قولي شو بتسوي ..
...: محد ويانا .. وانا عارفة انتي شو زين ..
...: هههههههههاااااااااااااي .. تصدقين من كثر التمثيل تقمصت الدور .. بس كله منهم ..
...: بعدج تكرهينهم ..
...: خذوا مال ابوي .. وطردوني انا وامي من بيتهم مثل البهايم ..
...: ما خبرتيني .. شو بتسوين ؟
...: بروح ابوظبي .. وبفضحها .. بخليه يعرف منو هي .. اللي مثلها لازم ما يبقون
...: بتروحين بروحج
...: حبيبتي .. انا بوي .. اقدر اروح وين ما اريد .. السيارة عندي .. ولحد بيقول وين راحت ومن وين يت ..
...: وكيف بتوصليله .. هي ما عطتج رقم موبايله ..
...: بتعطيني .. غصبا عنها بتعطيني ..
....................
كانت جالسة على سريرها تفكر بحل يخرجها من تحت قبضة احمد .. ناصر عااد من اسبوع .. واكيد ان فيصل سيتفق مع والدها على موعد عقد القرآن والحفلة في اقرب وقت .. قامت واخذت تمشي ذهابا وايابا والخوف مكتسيها من القادم .. امسكت هاتفها وبحثت بين الارقام المدونة فيه .. لا يوجد الرقم الذي تريده .. خرجت قاصدة والدتها التي كانت جالسة مع جارتها التي جاءت لزيارتها في عصر هذا اليوم .. استاذنت واخذت هاتف والدتها .. بحثت عن الرقم الذي تريده وسجلته في هاتفها .. واعادت الهاتف لوالدتها وعادت هي الى غرفتها لتجري المحادثة
سامية : مالي غير هذا الحل .. يا رب ساعدني ..
اتصلت .. واتفقت على القاء معه .. ما ان انتهت من الاتفاق حتى لبست عباءتها واخذت مفتاح سيارتها وخرجت .. لتسألها والدتها : الى اين ؟ ولتجيبها انها ستذهب في مشوار مع احدى صديقاتها لسوق .. كذبة صغيرة لا تفرق لديها اذا كانت ستخرجها مما هي فيه .. وصلت المنزل وقلبها يكاد ان يفر من بين اضلعها بسبة الخوف .. اتصلت به واخبرته انها تريده ان يخرج لها .. خرج وسلم عليها ثم اصطحبها الى مجلس الرجال .. جلست مرتعدة .. وجلس هو تلفه علامات الاستفهام
ماجد : شو فيج ؟؟ وليش مصرة تشوفيني بروحي .
سامية : محد بيدخل هني ؟
ماجد : اخواني مب فالبيت .. ولا ابويه .. سمووي شو السالفة ..
سامية : استحلفك بالله ما تخبر حد ..
بدأ يشك في أمرها عندما اخذت تبكي : شو السالفة
سامية ( وهي تبكي ) : بقولك .. لازم تساعدني يا ماجد .. مالي حد يوقف معي .. انا فورطة عووده ..
سردت له حكايتها مع احمد والدموع لا تكل من النزول على وجنتيها .. مع كل كلمة كان الغضب يستعر في نفسه .. ما ان انتهت حتى قام واقفا فوقفت بدورها .. لم تنتبه الا بكفه على خدها .. لتقع على الارض من قوة ضربته
ماجد : والله لو القتل مب حرام .. كنت قتلتج ودفنتج فهالميلس .. انتي سموي العاقلة تسوين جذي .. عيل شو خليتي لغيرج
وهي تبكي : ساعدني .. الله يخليك .. ابويه بيقتلني لو درا .. وفيصل بيطلقني .. شو اسوي
ماجد : بعدج تكلمينه –سكتت فصرخ- تكلمينه والا لا
سامية : اكلمه .. يجبرني اكلمه ..
ماجد : عطيني رقمه ..
بعشوائية اخذت تقلب في حقيبة يدها تبحث عن هاتفها .. اخرجته ويدها ترتجف .. اعطته الهاتف لياخذ الرقم منه .. بعد ان اخذه رماه عليها : قومي
سامية : شو بتسوي
ماجد : تسالين شو بسوي .. مالج حق تسالين فاهمة .. ولا اريدج تكلمينه –مد يده- عطيني الموبايل
سامية : ليش
ماجد : عطيني اياه .
اخذه وفتحه واخذ البطاقة منه : باجر بطلعلج بطاقة ثانية ان شاء الله .. اذا حد سالج خبريهم انها ضاعت .. ولو دريت انج كلمتيه .. مب ابوج اللي بيذبحج انا اللي بذبحج .. امشي جدامي ..
خرجت من المجلس وهو يتبعها حتى اوصلها لسيارتها .. لم تستطع ان تكرر عليه السؤال فيما ينوي فعله .. انطلقت بسيارتها .. وهي لا تدري الى اين سيئول مصيرها ..
.................
زف لها الخبر على لسان اخيها سعيد وبمعية اخيها حمد .. جلست والافكار تاخذها وتاتي بها .. ارادوا ان يسمعوا ردها .. ورأيها بالامر .. طال سكوتها الغريب .. وتساءلت في نفسها : ليش طلبني .. شفقة ؟ ..
سعيد : مها .. شو بلاج ساكته ..
مها : قبل ما اقول رايي .. اريد اقابل فهد .
وقف حمد : شوو .. وليش ان شاء الله
سعيد : ايلس خلنا نفهم
مها : فهد علي الـ يطلب مها العمية ..
حمد : العمى مب عيب .. ولا تنسين ان فهد ولد خالج ..
مها : اريد اقابله .. واتكلم وياه .. واعرف كل شيء منه ..
حمد : استغفر الله العظيم .. اوكي .. باتصل عليه وبقوله باجر يزورنا .. زين ..
مها : زين
في منزل ابو فهد .. لا تزال الاجواء متوترة قليلا .. ابو فهد اضحى يلهي نفسه بالعمل .. ويحاول ان يبتعد عن نظرات فهد وبناته .. لا احد يسمع له الا زوجته .. التي شاركته اسرار ماضيه ..
اعدت حقيبتها .. ووضعت كل ما تحتاجه .. وكان واقفا عند الباب ومستندا عليه بجانبه ينظر اليه .. والابتسامة على وجهه ..
نورا : شو فيك اطالعني ..
فهد : اشوفج فرحانه .. اول مرة اشوف هالفرحة فعيونج ..
نورا : لاني لاول مرة بعيش حياتي اللي تمنيتها –اغلقت حقيبتها- خلنا نروح
فهد : معقوله تروحين بدون عرس .. جذي .. طلبج ورحتي
نورا : وانت الصادق .. انا اللي طلبته ياخذني .. والا هو كان مصر ما اطلع من بيتكم الا بعرس الكل يتكلم فيه .. بس انا تعبت يا فهد .. العرس مظهر لا بيقدم ولا بياخر ..
فهد : صدج كلامج .. المهم انج تكونين سعيدة .. ياللا خليني اوصلج الفندق –حمل حقيبتها- حطيتي دواج
نورا : هيه .. بعدك تحاتيني .. عقب كل اللي سويته بابوك
ابتسم : ما سويتي شيء ..
وصلت للفتدق الذي ينتظرها فيه .. اوصلها فهد لداخل ثم غادر بعد ان اتصل به حمد .. وقرر ان يزورهم اليوم .. لان غدا لديه عمل .. بعد ان تركها استقلت المصعد الذي سيوصلها الى قلبها وروحها .. وصلت لباب الشقة التي حجزها لهما .. كانت فرحة وخائفة .. وقفت لدقائق ليست بالقليلة .. فتح الباب فبهتت . ثم ابتسمت وابتسم لها .. ثم اغرورقت عيناها بالدموع .. امسكها بيدها ودخلت واغلق الباب .. فتح ذراعيه لها .. فاجهشت بالبكاء ثم ارتمت في حظنه ..
نورا (وهي بين ذراعيه): ليش تاخرت ..
فلاح : مشاغل يا روحي .. شنطتج وصلت من ربع ساعة .. خفت عليج .
نورا : اشتقت لك .. خلني فحظنك .. اخاف اني يالسه احلم
ابتسم وضمها الى صدرها اكثر .. اما فهد فلقد وصل منزل عمته .. وجلس في مجلسهم المتواضع مع سعيد ينتظر مها ان تأتي .. جاءت وحمد ممسكا بيدها الى ان جلست وبعدها تركها وجلس بجانب فهد ..
فهد : شحالج ؟
مها : بخير .. فهد ليش تبا تزوجني ؟
فهد : عاادي اتكلم جدام اخوانج ..
سعيد : ليكون تبانا نطلع ونخليكم بروحكم
فهد : ههههههههههههه لا يا سعيد .. بس سؤالها الجواب عليه محرج شوي ..
مها : عاادي .. من حقهم يعرفوني مثلي
فهد : اوكي .. سمعوا عيل .. اختكم داخله قلبي من زمان .. من يوم كنا نلعب ويا بعض .. ونتضارب .. من قبل ما يصير الحادث .. بس ما تكلمت .
حمد : وشو خلاك الحين تتكلم ؟
فهد : شفتها يوم ييت ازور عمتي .. عيبتني .. تعلقت فيها وفملامحها –بان عليها الحياء – اكمل
مها : يعني تريد تقولي ..
قاطعها : هيه .. احبج .. وبقولها جدام خوانج ولا علي منهم ..
من خجلها لم تعرف ماذا تفعل .. قامت واقفه ولكنها ضيعت اتجاه طريقها .. ابتسم سعيد وقام ليساعدها ..
سعيد : اسميك ما تستحي يا فهيد
فهد : افااااا وانا ولد علي
حمد : ههههههههههههههههههههههههه شوف ويه اختي كيف صار ..
هم يتكلمون وهي تغرق فالحياء اكثر ..
........................
اتصل به واتفقا على مكان الالتقاء .. كان جالسا .. والقلق يعتريه من تلك المكالمة التي وردته .. ما هو الموضوع .. ومن عساه يكون صاحب الاتصال .. تناول كوب القهوة التركية ورشف منه رشفة اذا بماجد واقفا .. نظر اليه .. فانزل نظارته الشمسية من على عينيه وسحب الكرسي وجلس
احمد : منو انت
ماجد : اللي رمسك اليوم الصبح .
احمد : اهااااااااااااا .. شو عندك ؟؟ وشو الموضوع المهم اللي تباني فيه .
ماجد : صور سامية ..
احمد : هههههاااااااااااااي ليكون انت عريس الغفلة .
ماجد : ما يخصك .. كم تبا وتعطيني كل الصور
تناول الكوب من جديد ورشف منه .. والكوب بين يديه قال : اريد اذلها .. اريد سمعتها تكون ع كل اللسان .. تطلقت قبل ما تعرس .. والكلام بيكثر .
بشيء من الغيض : كم تبا
احمد : شوف .. انت ما تعرفني زين .. انا احمد جمعة الــ واظن تسمع بابوي .. مب محتاي فلوس .. الفلوس اتوسدها واتغطابها .
ضرب على الطاولة بكلتا قبضتيه وهو يقف .. حتى اهتز الكوب وكاد ان ينسكب : حقير .. بس والله ما بنولك اللي فراسك .. فاهم
احمد : قول حق اختك ... انها خلاص انتهت ..
في هذه الاثناء وفي منزل فيصل .. اجتمع بهم ناصر .. والقى على مسامعهم كلام اصابهم بالجمود والدهشة
فيصل : انت شو تقول ؟
ناصر : اللي سمعتوه
ام فيصل : امل مريضه .. شو تريد فيها ..
ناصر : اماااايه .. هذي امل بنت اختج .. امل اللي تعرفون كثر شو انا احبها .. لو الكل تخلى عنها انا ما بتخلى عنها .. فاهمين .. امل .. هي امل حياتي ومستقبلي ..
ام فيصل : لا حول ولا قوة الا بالله ..
رن هاتفه وقام من ذاك الاجتماع .. وعاد بعد دقيقة .. واخبرهم انه سيخرج .. لان ماجد يريده .. وان ليس لديه مانع على قرار اخيه .. جلس يقنع والدته .. بالفعل في اليوم التالي قابل ابو راشد وطلب امل منه
ابو راشد : يا ولدي امل مريضه ..
ناصر : اسمع يا عمي .. اريد اكون معها .. اريد اطلعها من اللي هي فيه
راشد : واذا ما قدرت .. بطلقها ؟
ناصر : لا يا راشد .. وان شاء الله اقدر .. انت يا عمي تقدر اتزوجني بنتك .. طلبتك يا عمي ولا تردني ..
راشد : ناصر .. هذا زواج مب لعبة ..
ناصر : انا اباها .. اريدها .. عمي انا بكون وياها الين تطلع من اللي هي فيه .. ولا اقدر اكون يمها الا اذا كانت حرمتي .. فهموني .. وفوق هذا انا شاريها .. لو الكل باعها .. انا ما ابيع قلبي .
ابو راشد : لا حول ولا قوة الا بالله ..
....................
كانت تلعب بالكرة مع هزاع في حديقة المنزل .. كانت تجري من اتجاه لاتجاه اخر .. وكان يرقبها من شرفة غرفتهما .. ينظر الى شعرها المتطاير مع نسمات الهواء .. والى ضحكاتها مع هزاع .. والى لهوها الطفولي .. والى صراخها عندما هزاع يجري خلفها ليأخذ الكرة منها .. كانت عيناه تحكي كلام وهما تنظران الى مرحها .. رن هاتفه مقاطعا تلك اللحظات .. وبعدها خرج مارا بالحديقة .. نظرت اليه وهويرفع هزاع عاليا من إبطيه ..
محمد : صرت ريال .. ولا اقدر اشلك
انزله : انا صرت عود .. اسال مريووم وتخبرك ..
نظر اليها .. فاقتربت منهما : اكيد صرت عود ..
ببراءة الاطفال : سمعت ..
محمد : هيه سمعت .. ياللا اخليكم ..
مريم : وين ؟
محمد : سعود وجميلة يتريوني ع الغدا ..
مريم : وليش ما نروح كلنا
محمد : والله انا عزمت عمري يوم اتصلت علي جموول ..
عادت الى غرفتها بعد تعب العب مع هزاع .. استحمت .. وهي تنشف شعرها بالفوطة : بنهي كل شيء اليوم .. خلاص تعبت .
عمدت الى جهاز الحاسوب .. وفتحت الماسنجر .. خالد متصل .. فتحت معه محادثة .. واذا بها تشكي له حالها .. وتخبره بادق تفاصيل حياتها مع محمد .. حتى اسم زوجها اخبرته به .. لم تترك شيئا .. امورا لم يعلم بها احد صار خالد يعلم بها .. ومضى الوقت .. وعلى ثغرها ابتسامة .. لعلها ابتسامة النهاية .. وهي على حالها من الضحك والكلام مع خالد اذا بباب غرفتها يفتح بقوة .. واذا بمحمد واقفا مثل الثور الهائج ..والبلاك بيري في يده.. اغلق الباب بالمفتاح وصرخ : منو تكلمين
خافت منه .. لاول مرة تراه هكذا : مممم ..
صرخ فيها : تكلمي .. منو يالسه ترمسين ع المسن –اقترب منها وضربها وامسك شعرها وهي تكابر الالم – تكلمين شباب وانتي ع ذمتي .
مريم : وشو فيها ..
رماها على الارض : حقيرة ..
مريم (وهي تبعد شعرها عن وجهها ) : ما اسمحلك
محمد (وهو ينحني لمستوها ويمسك شعرها بقوة): لا ترادديني ..
دفعته عنها وقامت واقفة : بينا اتفاق .. اسوي اللي اريده وابقى معك .. والا نسيت
محمد : ما توصل انج ترمسين شباب
مريم : لاني ما لقيت الريال .
محمد (بغضب): شو قلتي
مريم : انت مب ريال .. مب ريال يامحمد .
اشتعل غضبا وامسكها يقطع ملابسها وهي تحاول ان تبعده : انا بعلمج الرجولة .. الحين بتعرفين انا ريال او لا ..
انهى عمله .. او ما يسميه اثبات رجولته .. تكورت على نفسها وهي عارية .. سحب اللحاف عن السرير ورماه عليها .. احس بانه انتصر عليها .. عدل هندامة : شو تقولين الحين ريال والا لا
ابتسمت ابتسامة ساخرة ونظرت اليه : الرجولة مب انك تستقوي ع حرمة – سحبت اللحاف ولفته على جسدها ووقفت- ع فكرة .. اعرف انك خالد .. ايميلك فراسي .. مب مريم اللي ترمس شباب وهي على ذمة ريال .. اعرف واجباتي زين .. ما سالت عمرك ليش كان كلامي وياك مختلف .. ليش خبرتك باصغر التفاصيل فحياتنا .. ما توقعت بانك بتستقوي علي ..
احس بالصغر امامها .. عمدت الى احد دروج الكوميدينا واخرجت ورقة قد طويت مرتان .. فتحتها
مريم : هذا الاتفاق –وهي تهز الورقة امامه- ليلة الدخلة وقعنا ع هالاتفاق .. اعيش حياتي وابقى معك عشان تسكت الناس ..
ضغطت على اللحاف بعضديها .. ومزقت الورقة .. ومشت بانكسار الى دورة المياه .. ظل واقفا مكانه .. لا يعرف ماذا يفعل .. ولا يعي ماذا فعل .. جلس على السرير وهو لا يدرك اي شيء مما جرى منذ ساعة .. اخرجت حقيبتها .. ووضعتها بقوة على السرير وكانها تقول له .. اعلنت النهاية .. وضعت ملابسها .. او ما اتسعت له تلك الحقيبة .. ثم خرجت تنادي على احدى الخادمات .. وتطلب منها اخراج الحقيبة واخبار السائق بان يستعد لياخذها لابوظبي .. كل ذلك يحدث امام عينيه وهو ساكن وهادئ ... خرجت واذا بام محمد واقفة اسفل السلم بعد ان استغربت ما يحدث وهي داخله الى منزلها من زيارة قامت بها ..
ام محمد (وهي تنظر لمريم النازلة على السلم ) : وين رايحة يا بنتي ؟
مريم : بيت ابوي –اقتربت من ام محمد وقبلت راسها- سامحيني عموتي .
جاء هزاع مسرعا يريها ما اشتراه مع المربية : شوفي مريووم خذتلج باسكن –يخرجه من الكيس- خذي.
دمعت عيناها .. قبلته : ثانكيو ..
هزاع : يو ولكم .. ليش تصيحين .. وليش لابسه عباتج
مريم : بروح عند اهلي .. اشتقت لهم ..
هزاع : بس باجر مس الفن تريد الرسمة .. واحنا بعدنا ما لوناها ..
مريم (وهي تبتسم): لونتها .. بتحصلها ع مكتبك ..
قبلها على وجنتها وجرى مسرعا الى ان وصل اعلى السلم حيث يقف محمد .. امسك بيده وهزها : عموو لا تخلي مريووم تبقى واايد عند اهلها .. اوكي
تركه .. ذاهبا الى غرفته ليرى الرسمة التي رسمها مع مريم في اليوم السابق .. وظل واقفا ونظره عليها وهي تقف وتمشي متجه للباب
محمد : مريم ..
وقفت .. ولم تلتفت اليه : محمد لا تنسى تكفر عن يمينك ..
ثم غادرت .. وام محمد لا تفهم اي شيء مما يدور حولها ..
......
تزوج فهد وسافر مع مها لاروبا والى المانيا بالتحديد .. حاول اقناعها باجراء الفحوصات .. واذعنت له .. في منزل ابو فهد .. لم يبقى سوى حمده ومريم .. بعد ان سافر ابو فهد لمهمة عمل .. اما ام فهد فذهبت لزيارة اخوتها في امارة الفجيرة وستمكث معهم اسبوع .. اتصلت مريم على نورا لتاتي وتبقى معها ومع حمده في هذا الاسبوع الذي ستغيبه والدتها عن المنزل .. نورا لم تستطع الا الاستلام مع الحاح مريم المتواصل .. اخبرت فلاح بالامر
فلاح : حياتي .. انا ما امنعتج تزورين خواتج ..
اقتربت منه وقبلته على خده : الله لا يحرمني منك .. قول آآمين
فلاح : ولا يحرمني منج يا رب .
كان جالسا يقلب في الجريده .. اقتربت منه وابعدتها وجلست على فخذه وطوقها بذراعيه ..
فلاح : احبج
نورا وهي مطوقة رقبته بذراعيها : وانا امووت فيك واعشقك .
فلاح : حبيبي
نورا : عيوني ..
فلاح : تسلملي عيونج .. دامج بتروحين عند خواتج .. فانا بروح الدوحة اخلص اشغالي وارجع .
بان عليها الزعل .. اكمل قائلا : فديتج .. شو تبيني ايلس اسوي هني بروحي .
نورا : اوكي .. خمس ايام بس .
فلاح : اوكي .
تزوج ناصر من امل دون ان تدرك اي شيء .. والدها زوجها له .. صعد السلالم وهو بشوق ليراها .. طرق الباب ودخل .. كانت جالسة على سريرها .. اقترب منها وهاله منظرها الشاحب .. مد يده ليبعد خصلات الشعر عن وجهها .. ففزعت .. وحملقت فيه .. وتلفتت يمنة ويسرى وكانها تبحث عن شيء ما .. او عن احد ..
ناصر : اشتقت لج اموول
نزلت دموعها : انت شو تسوي هني .. وين امااايه .. وين راحت
وقفت على السرير .. ثم نزلت على الارض : وين اماايه
امسكها من ذراعيها فصرخت وبكت : اموول انا تزوجتج ..
عندما قال تلك الكلمة تسمرت مكانها وكأن ماء بارد سكب عليها .. ونزلت دموعها اكثر .. وارتجفت شفتاها : ليش .. ليش
ناصر : انا احبج .. اموول انتي روحي ..
صرخت : لييييييييييش .. ليييييييييييييييييييش
اخذت تصرخ بهذه الكلمة حتى اغمي عليها بين يديه ..
في هذا الوقت كانت امرأة في الاربعينات من العمر متوقفه بسيارتها امام منزل ابو فهد .. وكانت تتكلم في هاتفها : لازم اخذها .. لا يا حبيبتي .. انا اريدها .. وبعدني متعلقة فيها .. اوكي تشاو .
نزلت وهي تضع نظارة شمسية .. ومرتدية شيلة شفافة تركتها متدلية على جانبي رأسها ليبان من خلفها شعرها القصير .. القريب لشعر الاولاد في الطول .. رنت الجرس وانتظرت دقائق .. اذا باحدى الخادمات تفتح لها الباب .. دخلت وكانت نورا ومريم جالستان في الصالة .. القت عليهما تحية الصباح .. وجلست بتعالي .. ثم طلبت ان ترى حمدة .. قامت مريم لتناديها .. اخبرتها ان هناك امرأة تريدها .. نزلتا معا من الاعلى .. لا تزال النظارة الشمسية المرصعة بالالماس على جانبيها على عينيها .. وقفت حمده قبالتها والقت عليها التحية .. انزلت فنجان القهوة وبعدها انزلت النظارة وهي تقف وتقترب من حمدة .. جحظت عيناها حين رأتها وتبينت من تكون .. همست في اذنها : اشتقتلج .
لتصاب بحالة هستيرية خافن منها بسببها : طلعي برع .. طلعي
اقتربت منها اكثر تحاول تهدأتها .. فثارة فيها .. واخذت تدفعها لتخرج من البيت .. نورا ومريم حاولتا تهدأتها .. ولكن لا فائدة .. وهي لا تزال واقفة لا تريد الخروج .. فهجمت عليها تضربها تارة وتدفعها تارة اخرى .. مع محاولات مريم ونورا لابعادها عنها .. اذا بها تضرب نورا بمفرق يدها اليسرى على قلبها .. لتنشل حركتها .. وتصرخ مريم باسمها .. وتقف حمدة تنظر لنورا التي بدأت تهوي على الارض .. لم تعرف ماذا تفعل فصرخت في امها ان تخرج .. ثم قامت بدفعها الى الخارج حتى اخرجتها واغلقت الباب خلفها .. جرت مسرعة وهوت بجانب نورا التي بدأ نفسها يضيق شيئا فشيئا ..
حمدة : نورا – هزت مريم المصدومة – مريوم سوي شيء .. نورا بتموت ..
انتبهت اخيرا اسرعت لهاتفها وطلبت الاسعاف .
...... ...
كان جالسا في مكتبه في مستشفى خليفة وهو يفكر في حالة امل .. وفي صراخها الغريب .. وفي كلمة "ليش" التي اخذت تصرخ بها .. جاءة اتصال .. فخرج من المكتب مسرعا .. وصل الى المارينا مول .. وبالتحديد للكوفي .. اتصل على صاحب الرقم الذي اتصل به ليحدد مكانه .. بالفعل توجه الى احدى الطاولات .. فقامت واقفة ومدت يدها تصافحه .. نظر اليها باستغراب .. ملامحها غير واضحة بسبب تلك النظارة السوداء التي تضعها .. اكمام عباءتها مسحوبة الى المرفق .. وتصرفها كتصرف الشباب
ناصر : قلتي الموضوع بخصوص امل .
هي : اسمي فايز ... اقصد فايزة .. بس الكل يعرفني بفايز ..
ناصر : مب مهم .. اريد اعرف الموضوع ..
فايزة : بتكلم عن نفسي اول شيء .. عشان تعذرني ..
ناصر : مب مهم كيف تبدين المهم اعرف شو السالفة ..
فايزة : عندك وقت ؟
ناصر : عندي كل الوقت ..
فايزة : اسمع ولا تقاطعني .. انا من العين .. عايشه فبيت شعبي جديم .. ابويه توفى من اكثر من 14 سنة .. اخوانه ما كانوا معترفين فيه .. لانه تزوج امي .. وامي ما عيبتهم لانها هندية .. وع قولتهم هي مب من مستواهم .. بعد ما توفى ابوي .. رحنا لهم ,, بس ما حصلنا الا الطرد والاهانة .. مع ان الخير اللي هم فيه من خير ابويه .. تحملنا بدونهم .. راتب الشؤون ( راتب حكومي للارملات) اللي تاخذه امي مكفينا .. صح ما يبقى منه شيء .. كهربا واقساط السيارة واحتياجات اخواني .. بس الحمد لله .. من كم شهر اخوي تعب ودينه المستشفى .. قالوا لنا لازم عملية ليزر لعيونه .. والا بيروح نظره .. ما كان عندنا حد غير اعمامنا .. رحت لهم غصب .. امي غصبتني عشان اخوي .. ويا ليتني ما رحت .. المهم كنت اريد 15 الف درهم باي طريقة .. ياني عرض واستغليته ..
ناصر : اللي هو ؟
فايزة : آخذ عذرية امل
في هذا الوقت كانت هند تتكلم مع عبدالله عبر هاتفها النقال
عبدالله : قلتي البنت بتكون لي .. والبنت خلاص بتعرس .. وين الاتفاق يا هندووه
هند : عبدالله .. ما قدرت اقنعها فيك .. والله كل يوم احايلها فالجامعه .. بس ما في فايدة .. شو تباني اسويلك .. ياخي الحب مب بالغصب
عبدالله : اهااا .. طلعتي على حقيقتج .. عيل سمعي اللي عندي ..
تكلم معها واذا بها تصرخ : نذل .. واطي .. من وين ايبلك ..
عبدالله : مب شغلي ..
واغلق الهاتف .. لترمي موبايلها على السرير بقهر : الحقير .. رحتي وطي يا هندووه .. بس تستاهلين .. وتستاهلين اكثر من اللي بيصيرلج .
كان الغضب يتآكله وهو يسمع تلك الجملة منها .. رص على اسنانه : منو الحقير اللي طلب منج هالشيء .
فايزة : خلني اقولك شو صار ذاج اليوم .. بعد ما اخذت عشرة الاف مقدم .. رحت مع حبيبتي للسكن .. وكانت معنا بنت نعرفها ونثق فيها .. دقينا (طرقنا) الباب .. وفتحت .. دزيناها(دفعناها) لداخل وسكرنا الباب وقلنا لربيعتنا توقف ع الباب من برع يعني عشان اذا حد ييا .. وقامت تصارخ بس سكرت على اثمها بايدي .. هي مب بقوتي .. هذا غير ان كنا ثنتين عليها .. صاصرتها(همست لها) فاذنها .. قلت لها : يينا ناخذ اثمن شيء عندج .. واذا خبرتي عنا .. بناخذها من هند ..
ناصر : شوو
فايزة : خلني اكمل .. قلت لك لا تقاطعني .. اول ما سمعت اللي قلته صارت تصيح .. وترافس وتحاول تبعدنا .. بس تعبت وانهارت .. واغمى عليها .. ساعتها فسخنا بنطلونها .. ولابسها التحتي –مدت يدها اليسرى تريه راحتها- يرحت(جرحت ) ايدي .. وقطرت الدم ع فخذها ..
ناصر : يعني ..
فايزة : انا مستحيل اسوي هالشيء .. اعرف ان هالشيء اثمن شيء عند البنت .. بس الناس خلتني اصير بوي غصب .. حايت (حاجة) اهلي حقي خلتني استرجل ..
ناصر : منو صاحب العرض .. اعرفه ؟
انحنت مقتربة منه : هند – اعتدلت على الكرسي – هددتها وخافت واخذت منها رقمك ..
بعد هذا الحديث عرف لماذا صرخت امل بتلك الكلمة .. خرج والغضب يتملكه لاقصى درجة .. قاد سيارته متوجها لمنزل خالته .. ليدخل هاجما وباحثا عن هند .. فتح عليها باب غرفتها بقوة لتقف مفزوعة وترتجف من الخوف .. امسكها بشعرها : حراام عليج .. شو ذنب امل .. شو ذنبها
هند : هدني .. انتوا السبب .. انت السبب
ناصر وهو يدفعها : حراام عليج .. خبريني من وين يبت خمستعشر ( 15) الف .. من وين
هند : ليش ..
ناصر : من وين يبتيهن ..
هند : ليش تسال
امسكها بذراعها : اقولج من وين يبتي الفلوس اللي دفعتيهن لفايزة ..
هند : من واحد
ناصر : منو هالواحد ..؟
هند (وهي تبكي): اسمه عبدالله .. الحقير خلاني اوقع ع شيك فيه مية وخمسين الف
دفعها بعيدا عنه : الله ياخذج .. من وين نيبله .. دمرتي عمرج .. ودمرتي امل ومستقبلها .. اتصلي عليه .. وعطيني اياه .. اكييد ترمسينه ..
اخذت هاتفها وهي خائفة من ناصر : خذ ..
ناصر : اسمع .. باجر اريد اشوفك ويكون الشيك وياك
عبد الله : منو انت .. تكلمني بلا احم ولا دستور
ناصر : تريد الميه وخمسين الف والا ما تريدهن
عبد الله : اكييد ..
اتفق معه على مكان للالتقاء .. وبعدها رمى الهاتف عليها : لو سمعت انج طلعتي من البيت ما تلومين الا نفسج .. سامعه ..
خرج من غرفتها .. وهو خارج من المنزل اذا به يلتقي بخالته ومعها ابناء زوجها قادمة من السوبر ماركت ..
ام منصور : هلا بناصر .. حياك داخل
ناصر : سمحيلي خالتي تاخرت ورايي شغل
ام منصور : الله يحفظك يا ولدي .. بس بغيت ايلس وياك شوي ..
ناصر : مرة ثانية ان شاء الله .
...... .....
عند المساء عادت مريم من المستشفى .. كانت حمدة جالسة تنتظرها حيث انها لم ترافقهما مع سيارة الاسعاف .. اسرعت لمريم تطمئن على نورا .. اخبرتها ان حالتها خطرة .. وهي بالعناية الفائقة وقد لا تعيش ..انسحبت من المكان .. وانفردت بنفسها في غرفتها .. عند الفجر قررت ان تنهي كل شيء .. امسكت ورقة وقلم .. وخطت رسالة طويلة .. ووضعتها في ظرف وكتبت على ظهره : الى حبيبي راشد
في الصباح وعند الساعة العاشرة تقريبا .. صعدت احدى الخادمات كالعادة لترتب الغرف .. كانت مريم جالسة في الصالة تفكر في نورا .. وفي حياتها .. اذا بصرخة اطلقتها الخادمة .. جرت مسرعة للاعلى .. وجرى شخص اخر كان قادما لزيارتها .. وصلت الغرفة لتتسمر مكانها .. حمدة متكأة على جانب السرير .. ومعصميها مجروحان والدماء ملأت المكان .. صرخت .. ليصعد السلالم بعد ان فتحت له احدى الخادمات ..
محمد : شو صاير
التفت ليرى حمدة .. اقترب منها ليتأكد اذا كانت على قيد الحياة .. ضغط على معصميها بيديه .. وصرخ على مريم ان تطلب الاسعاف .. وصلت سيارة الاسعاف التي تزور هذا المنزل للمرة الثانية خلال يومان .. ما ان نقلوها .. حتى بدأت تبكي .. اقترب منها .. فاخذت تضربه بكلتا قبضتيها على صدره
مريم : كلكم مثل بعض .. كلكم مثل بعض .. نحبكم وتبيعونا .. انتوا ما تستاهلون
امسك يديها .. وسحبها في حضنه .. لتبكي حتى تعبت عيناها من ذرف الدموع .. وصل الخبر لراشد .. ليحث الخطى الى المستشفى .. كما هو حال فلاح الذي استقل طائرته الخاصة وعاد ادراجه الى الامارات .. هناك في المستشفى جاءت مريم عند العصر ومعها تلك الرسالة .. مدت يدها لراشد الجالس على الكرسي بجانب حمدة التي لم تفيق بعد . وكيس الدم يضخ في جسدها لتعويض ما فقدته .. اخذ الرسالة
مريم : هذي من حمدة ..
وبعدها خرجت من المستشفى عائدة للمنزل الذي اصبح موحشا .. اتصلت على والدتها لتخبرها بما حدث .. لعلها تعود وتبقى معها في المنزل .. امسك الرسالة واخذ يقرأها:
"حبيبي راشد .. ما بتصدق اذا قلت لك اني احبك اكثر من روحي .. حبيتك بدون ما تدري وبدون محد يدري.. ما ادري اذا انت تحبني او لا .. وخاصة بعد اللي عرفته .. تدري حبيبي .. انا ما كنت احلف كذب .. والله ولا ريال مسني .. بس ما عورت عمري .. يوم فقدت عذريتي كان يوم ميلادي 13 كنت بعدني صغيره .. ما اعرف شيء .. سوتلي عيد ميلاد .. وكنت مثل الاميرة .. هي كانت تقولي جذي دووم .. كانت تلمسني بشكل غريب .. وتبوسني .. بس كنت اظن ان كل هذا عاادي لانها امي .. فذاك اليوم .. كنت راقده .. دخلت علي وارقدت ففراشي .. وتلحفت معي .. كانت تقولي انا احبج .. احبج وااايد .. وصارت تحببني وتلمسني فكل مكان .. وصار اللي صار .. سمعتها بعدين تصيح عند باب حجرتي وتقول : ليش سويت هالشيء .. قتلت طفولتي .. تدري ليش ما خبرتك .. لانهم يقولون البنت تطلع ع امها .. وخفت اطيح من عينك اكثر .. اكرهها .. رجعت تبيني ارجع معها .. بسببها قتلت نورا .. نورا اللي وقفت معي .. قتلتها .. كله من ابوي .. ليش ما خذني وياه دامه كان يعرف انها سحاقية .. ليش .. خبرتك كل شيء .. وياليتك تسامحني .. لان هالرسالة بتوصلك بعد موتي .. احبك .. وربي يعلم اني احبك"
...... ............
عذاب الحب ينهيني.. وانا مالي سواك انسان
بكيت ودمعي بعيني.. من المخطي من الغلطان
يموت الحب بيديني .. مثل موت الشجر عطشان
ابي منك تواسيني .. حياتي لو دريت احزان
حرام انك تخليني ... مثل قصة بلا عنوان
...: لااااااااااااااااااااااااااااا.. لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
صرخات متكررة تعودت عليها عائلة ابو راشد منذ اكثر من ستة اشهر ..تاتي ام راشد مسرعة كالعادة لمصدر الصراخ .. مكانًا اصبح كئبا حزينا بعد ان كان يملأه الفرح .. غرفة ابنتها الوحيدة أمل .. أمل او كما يناديها الجميع أمووله .. دخلت عليها واحتظنتها وصراخها لا يتوقف وتوسلاتها لا تنقطع : أماااايه لا تخليني اروح .. خليني يمج .. دخيلج أأمااااايه لا تخليني
رجاء مع بكاء وشهيق يقطع قلب أم راشد .. اخذت تقرأ عليها وتسمي عليها باسم الله وهي بين شهقاتها وبكاءها المؤلم . ما لبثت ان فقدت الوعي .. منظر يتكرر امام ناظري ام راشد : حسبي الله علي كان السبب .. الله لا يهنيه ..حسبي الله ونعم الوكيل فيه اللي ضيع بنتي .. حسبي الله عليه
دعاء متكرر من ام راشد على من كان السبب فيما يحدث لابنتها .. دموع وحزن اكتسى به هذا المنزل بعد ان كان مليء بالضحكات والسعاده .. في الخارج وبالتحديد في حديقة المنزل وقف ناصر ينظر لمكان الصراخ .. غافلته دمعة فسارع بمسحها .. ولوح برأسه بأٍسى وحزن .. وبعدها عاد أدراجه إلى الخارج ..
واخذ يكلم نفسه : بكون وياج يا عمري .. ومن باجر بنباشر العلاج النفسي فالمستشفى ..
هلا فيج يا عمري يا اغلى من الغالي
تهلي بي امل عمري في اخر ليالـــــيها
تقول ارجوك لاتهتم انا في افضل احوالي
تبتسم لي وهي تمسح دموع العين بكفيها
تقول الدنيا وش تسوى اذا ماشفتك مقابيلي
ابيع الكون لعيونك لجل لحظه معي فيها
تموت من الالم لكن تبي ماينشغل بــالي
الا ياناس ياعالم وربي من يســــــاويها
(ونزلت دمعة عيوني بعد ماضاق بي حالي
سجدت ادعي بدون شعور الا يالله تشفيها)
همسة : الابيات لاخوي بدمه كتب همه العنزي
........
كان خارجا بسيارته بعد حفل عقد القرآن البسيط الذي اقيم له ولسامية في منزل والدها .. اذا بسيارة تتبعه وتاشر له .. ان يتوقف على جانب الطريق .. ولكنه تابع طريقه الى ان توقف عند احد المحال الكبيرة .. توقف خلفه .. ونزل وتبعه .. ونادى عليه ليقف
فيصل : خير بغيت شيء ؟
احمد : عندي لك امانه
ناوله الظرف ولكنه لم يفتحه : شو هذا ؟
احمد : صور حرمتك المصون .. الصراحة انا جمعت كل شيء يخصها وحطيته لك هني ..
فيصل : اهاا .. اكييد عندك غيرهن
استغرب من بروده: لا ما عندي مسحت كل شيء .. انت مب مصدقني . افتح الظرف
اقترب منه : بعدك ع سوالفك يا احمدوه .. والله صدفة غريبه ..
احمد : انت تعرفني ؟؟ انت منو
فيصل : بعده اخوك ع الهكر .. تذكر ايام الثانوية يوم كنت تركب جدامنا الصور على جهازك .. وكنت تتباها بالبنات اللي تعرفهن
بخوف : انت منو ؟
فيصل : هيه صح .. انت ما تذكرني بهالشكل .. كان في واحد فشلتكم دايم تناديه يالبتمبه (السمين) تذكرته .. هذا انا .. اكيد ما بتعرفني لاني نزلت من وزني .. بس صدج صدفة غريبة
احمد : الصور كلهن حقيقية ..
فيصل : ما يهمني .. لان ماجد خبرني بكل شيء
احمد : منو ماجد ؟
فيصل : اللي قابلك وعرض عليك فلوس .. اسمع يا احمدووه .. خاف نفسك فبنات بيتك .. ترى الزمن دوار .
وبعدها دخل المحل تاركا احمد تتخبط به الافكار .. في اليوم الثاني ذهب ليقابل زوجته سامية ومعه الصور .. كان ينتظرها بالمجلس .. دخلت على حياء والقت التحية .. شعرت بالخوف حين رأت الظرف ..
فيصل : هذي صورج
بكت : والله ندمت .. والله العظيم ان الصور ملعوب فيها .. انا ما انكراني طرشت صوري له . ولا انكراني رمسته .. بس والله اني ما قابلته ولا اعرف أي حد من الشباب اللي بالصور –اخذ صوتها يتقطع- صدقني .. ملعوب فيهن .. والله
قاطعها : مصدقنج . خلينا نبدا من يديد .. وثبتيلي انج تبيني
ساميه ( وهي تمسح دموعها) : انا ابيك .. ولا ابي حد غيرك
...... ................
تمر الايام سريعا .. بحلوها ومرها .. نورا افاقت .. ولكن قلبها ضعيفا جدا .. حمدة لا تزال قابعة في المستشفى .. كمية الدم التي نزفتها اثرت عليها .. لتحيلها الى غيبوبة .. كان جالسا بجانبها .. ابتسم وتمتم : احبج ..
اخذ يحرك اصبعه على حاجبها .. فاذا بها تفيق .. ليفرح هو ..
راشد : حمده .. حمده .. تسمعيني
وافاقت من سباتها لتبدأ حياتهما من جديد .. في ذلك اليوم عااد فهد من المانيا بعد ان قضى مع مها ثلاثة اشهر هناك .. جاءه اتصال من والده في اليوم الثاني حيث كان في فلته الصغيرة التي اهداها له والده ..و انه يريده ضروري .. اوصل مها لمنزل اهلها وسلم عليهم .. ثم خرج ذاهبا لوالده الذي ينتظره في المنزل .. دخل والقى التحية وقبل رأس والده ورأس والدته .. وسال والده عن الامر المهم الذي يريده فيه ..
ابو فهد : خطبتلك بنت التاجر المعروف عبد الكريم الـ
قام واقفا : ابوويه شو تقول ؟؟
ام فهد : الشرع حللك اربع .. ودام هالزواج بيساعد ابوك فتجارته عاادي
فهد : انتوا شو تقولون .. وشو تخربطون .. مها حامل ..
ابو فهد : احنا ما قلنا لك طلقها .. وبعدين انا اريد اناسبه عشان تكبر تجارتي
فهد : الين متى .. الين متى وانت تركض ورا هالفلوس .. لمنو بتخليها عقب عمر طويل .. مب لي .. وانا ما اريد هالفلوس .. ما اريدها .. ابوييه .. الدنيا مب الا مصالح وفلوس .. الفلوس زايله يا ابو فهد زايله .. شو جنيت من وراها .. شوف نورا .. وشوف مريم .. وحده مريضه ولا قادرة كل فلوس ريلها انها ترجعلها صحتها .. والثانية لاهي مطلقة ولا هي متزوجة .. شو جنيت .. خبرني شو جنيت
ام فهد : احترم ابوك
ابو فهد : اسمع .. لو ما اخذتها ترا فلس واحد ما بيوصلك .. فاهم
فهد : ما اريدهن .. حد الله بيني وبينهن .. ما اريد شيء .. خلوني اعيش حياتي مثل مابي ..
مشى خارجا فصرخ عليه : لو طلعت من هالباب مالك رجعه ..
لم يعر والده اهتمام .. خرج ليلتقي بمريم ..
مريم : صايره حياتي ممله .. من سوق لسوق –ترفع الكيس الذي بيدها- وهذا اللي اشتريته .
فهد : مريم .. محمد شاريج .. كل يوم يتصل علي عشانج .. اشتري سعادتج يا مريوم .. وخلج من الشوبيقن مالج .. ترا ما بيبلج السعادة .. وربي عيالج ع الحب ..
مريم : ليش ترمسني جذي .. فهيد شو فيك
فهد : الدنيا زايلة مريوم .. لا تاجلين لباجر .. رجعي لمحمد .. وسامحيني .. وخلي الكل يسامحني
بعدها غادر المنزل .. وعقله مشتت مما سمع من والده .. لم ينتبه الا وشاحنة تعترض طريقه .. لتصطدم بها سيارته البنتلي .. ويسيل دمه .. وتزول الدنيا من عينيه ..
في نفس الوقت افاقت مفزوعة .. فافاق معها .. طلبته كوب ماء .. تناوله من جانبه .. وسندها لتشرب منه .. ثم اعاده .
فلاح : شو فيج يا روحي ..
كانت تنظر لسقف : الحلم نفسه .. انا وهو ميتين ..(نزلت منها دمعه )
فلاح : منو ؟
نورا : فهيدان .. اخوي مات
فلاح : اعوذ بالله شو هالفال ..
نورا : احظني .. احظني اريد اموت بين ايديك
نزلت دموعه : انتي شو تقولين
نورا : اشوفهم .. اشوفهم .. احظني يا قلب نورا اللي بيوقف ..
اعتدل جالسا .. واخذها الى صدره : ما بتموتين .. ما بتموتين
نورا : خلني فحضنك .. قلبي ما نبض الا لك .. ولا بيوقف الا بين ايديك .. احبك
فلاح : وانا احبج يا روح فلاح
نورا : لا تصيح يا قلبي
فلاح : دمووعي ما بتنزل الا لج
نورا : اشـ ـهـد .. ان .. لا .. اله .. الا .. الله .. واشهد
ثقل جسمها بين يديه .. صعدت روحها لسماء .. وتحقق حلمها .. جثتان مع بعضهما
.. هي وفهد .. سالت دموعه .. وضمها اكثر الى صدره .. وكانه لا يريد ان يفارق جسدها جسده .
.....................
بعد سنة .. كانت جالسة على الكنبة جاء وجلس بجانبها .. اخبارج حبيبتي اليوم
مريم : اوووف .. مب طايجه عمري ويا هالكرشه
محمد : ههههههههههههههه حرام عليج .. لو تسمعج امي كان كلتج
مريم : كله منك
محمد : وانا شو دخلني
قامت واقفة ونظرت اليه : شو دخلك ... صدج ما منكم أمان ..
في نفس الوقت في منزل ابو راشد .. دخل المنزل كعادته في هذا اليوم .. لانه يوم موعدها مع الطبيب النفسي .. بدأت صحتها تتحسن .. واصبحت تخرج وتجلس مع عائلتها .. ولكنهم لم يروا ابتسامتها وضحكتها حتى الان .. وقف في الصالة واخذ فنجان قهوة وهو واقفا لانه مستعجل
شيخة (وهي على كرسيها ) : استريح .. امل بعدها ما لبست .. من شوي كانت معنا
ام راشد : يا ولدي .. الين متى بتصبر .. من حقك تعرس ويكون عندك عيال .. مثل اخوك والشباب اللي من سنك
التفت لخالته : بصبر العمر كله عشانها .. وبعدين انا ما افكر اعرس الا يوم يصير عمري سبعة وعشرين ..
سمعت ما قاله نزلت السلالم واذا بعبد الرحمن يحاول ان يصعد .. رفعته : وين تريد تروح ..
التفتوا اليها .. واكملت : ممنوع تروح فوق .. فاهم ..
ثم ابتسمت له .. ونظرت اليهم وابتسمت .. كانوا يحملقون فيها .. مما اصابها بالاستغراب ..
امل : ما بنروح
ناصر : ياللا ..
امسكها بيدها وخرج معها .. بكت : اخيرا شفت ضحكتها .. الله يحفظك يا ناصر اللي رجعت لي بنتي ..
في السيارة كانت تبتسم .. وكان تلك الابتسامة اشتاقت لها .. قالت : شو اخبار فلاح ؟
ناصر : ما ادري .. يقولون انه لاهي بشغله وبالامانة اللي فايده ..
امل : الله يرحمج عموتي .. هند اليوم بتسافر امريكا .. اريد اروح ازورها .. توصلني بيتهم عقب ما نخلص .
ناصر: ان شاء الله -قال في نفسه- لو تعرفينن ان هي ورا كل اللي صار شو بتسوين .. هي تزوجت ولد عمها وبتسافر تعيش حياتها معه .. وانتي بعدج عايشه ع هالمهدئات ..
.......................
جلسا ليخبراها عن الشخص الذي تقدم لها بحضور والدتها واختها مهرة .. التي بدأت علاقتها بعائلاتها ترجع .. وعلاقتها بجاسم تقوى ..
سعيد : شو قلتي ..
قامت واقفه .. ورفعت طفلها الذي يبلغ الخمس شهور عاليا .. واخذت تنظر اليه وتطير له قبلات ..
قالت وهي لا تزال تنظر اليه اعلى رأسها : دام فهد معي .. مالي حايه (حاجة ) بالريايل ..
......
هنا وصلنا الى نهاية احداث روايتي .. عشنا مع شخصياتها .. وقد نكون بكينا لبكاءهم .. وفرحنا لفرحهم
وقد نكون مررنا على حياتهم مرور الكرام .. قد يكون فيك اخلاص فلاح .. وحب ناصر .. ورأفة فهد .. واصرار ماجد
وقسوة حمد ..وقد يكون فيك بعض من تفكير ابو فهد .. وقد يكون فيك ايمان ابو راشد ..
وقد يكون فيكِ طيبة نورا .. وغيرة هند .. وحب شيخة .. وحساسية امل .. وضعف حمدة
هؤلاء هم ابطال روايتي .. الذين مثلنا حياتهم .. او بالاحرى مثلوا حياتنا ..
هذه هي بداية النهاية .. فلا توجد نهاية مؤكدة
............
اشكر اخوي بدمه كتب همه العنزي الذي شاركني فالاشعار التي على لسان ناصر
تحياتي لكم :
أنآت الرحيل

تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -