رواية سما غابة الأوهام -1

رواية سما غابة الأوهام - غرام

رواية سما غابة الأوهام -1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائي متابعي قلمي المتواضع وكل من سيتابعني حديثاً ..اتيت لكم وبعد تجربتي الأولى ((لعبه بيد أمرأه )) بروايتي الثانيه ..((سما غابة الأوهام )) لن اقول لكم بأن روايتي خياليه او ماشابه ذلك.. نعم لعبة مخيلتي دوراً جميلاً في سرد احداث روايتي ولكني هذه المره لامست الواقع وبشده سأعكس لكم لعبة الأقدار وتقلبات الأيام ..وكيف لصدفه صغيره ان تقلب موازيين الحياه ..فربما تتحول الأيام من السعاده للعناء ومن العناء للسعاده انها مجرد نقطه صغيره تفصل الأشياء عن بعضها قرارات قد تدمرنا وأخرى قد ترفعنا درجات روايتي وان كانت من مخيلتي الصغيره ومن بنك افكاري الا انها واقعيه جداًُ وكما ذكرت بالعنوان (( مختلفه جـــــــــداً)) وفريده من نوعها قد تحمل روايتي نوعاً من الجرئه ولكنها جرئه مطلوبه بسيطه تخدم النص اللذي سأقدمه وتسري مع تقلبات الأحداث .. بروايتي السابقه جعلت من كل الشخصيات ابطالاً ولكن بروايتي هذه ستكون وحدها بطلة حروفي
:
:
اليكم روايتي الثانيه ..واتمنى ان تحوز على اعجابكم ورضاكم
:

الفصل الأول

:
بدأت احداث الروايه في 5\7\ 1430 للهجره ..
يوم الأحد .. مطار البحرين الدولي..
الساعه 2 الظهر ..
حطت رجلها على سلم الطائره وبعد مالمس الهوا الحار بشرتها الناصعة البياض لبست نظارتها الشمسيه وبدت تنزل الدرج بأتزان كانت رافعه راسها وكل حركه من حركاتها موزونه كانت عارفه ان كثير من الأنظار عليها واثقه بشكلها وبطولها وعارفه انها تنافس اجمل نجمات السينما هذي ((سما )) نجمة روايتي والبطله المطلقه لأحداثي عمرها 22 سنه..سما كانت تملك طول ساحر وجسم خلاب بياضها كان ناصع وبشرتها صافيه عيونها مرسومه وشعرها ناعم ..مواصفاتها كانت مثل مواصفات أي لبنانيه اختلط بملامح وجهها البريء سحرالبنت السعوديه واعطاها جمال اكبر ..سما امها لبنانيه وابوها سعودي طلق ابوها امها وهي بعمر السنتين بعد ماتزوج بنت عمه ..عاشت مع خالها بالسعوديه الى ان خلصت المرحله الثانويه وبعدها مالقت التخصص اللي يرضي طموحها وسافرت مع امها بيروت عشان تكمل دراستها ولكن وللأسف وقبل تخرجها ماتت امها وهالشي كسرها وبقوه لأن امها كانت بالنسبه لها الأم الأخت والصديقه كانت كل شي لها بهالدنيا واول شخص كان ودها تفرحه بشهادتها لكن القدر عاكسها .. بعد ماانهت دراستها الجامعيه خالها راح عند ابوها وشرح له وضع سما الحالي وان امها ماتت وصار لازم هو يتكفل ببنته وبكذا اضطرت ترجع للسعوديه عشان تعيش مع والدها اللي ماتعرف غير اسمه اللي بشهادة الميلاد ..
حطت اصابعها بشعرها وحركته بثقه وكملت طريقها لباص المطار ماكانت عارفه أي حياه راح تواجهها لكنها كانت تملك قوه وأراده بداخلها وماكانت خايفه ابد من اللي جاي
:
:
داخل المطار وبقاعة الأنتظار كان جالس محمد بجنب سعد وهو يهز رجله بتوتر ..
سعد وهو يناظره: يارجال وش فيك تهز رجلك كذا
محمد بطفش: اف طفشت المطار زحمه وقلة ادب ابي اروح وخويك ماجا انا مدري وش جايبني معاك من السعوديه لهنا
سعد يتمسكن : تكسب فيني ثواب يرضيك اجي من الرياض لهنا لحالي
محمد يناظره بقهر : وش جابرك تجي هالمشوار
سعد : حرام خويي ومتوهق مالقى حجز غير على مطار البحرين وطلبني وش تبيني اقول
محمد يبتسم بأستخفاف: قله تم مثل ماقلت لك انا تم مالت علي وعليك بس تدري لو.. سكت فجأه ورفع راسه بعد ماشم ريحة العطر القويه اللي كانت تفوح من سما ناظرها وهي تمر من جنبه بكامل اناقتها بنطلون ابيض ضيق وقميص حرير بكموم وسيعه وحزام ابيض اسفل الخصر
سعد يدفه بخبث: هاه اشوفك روحت مع البنت
محمد بأرتباك: لابس ريحة عطرها شدتني
سعد يأشر على نظارتها اللي طاحت : ياللا فرصتك
محمد : وش فرصته وخر بس
سعد بصوت عالي : لو سمحتي ..سما التفتت بالوقت اللي لف سعد وجهه للجهه الثاني ..بصرها توجه على محمد وكل فكرها انه اللي ناداها: نعم
محمد واللي زاد ارتباكه بعد ماشاف نظراتها اللي متجهه عنده : هاه ..واشر بسرعه ع النظاره : لابس نظارتك طاحت ع الأرض
سما قربت من النظاره اللي كانت قريبه مره لمحمد نزلت لمستواها اخذتها ووقفت بسرعه الشي اللي نشر ريحة عطرها اكثر واربك محمد اكثر واكثر
سما تناظره: كنت شيل النظاره وجبها لي الشباب الخليجي ابد ماعنده ذوق ..خلصت كلامها ومشت بسرعه
محمد لف لسعد مستغرب: سعوديه
سعد يناظره: لا سعوديه تلقاها لبنانيه والا سوريه وضابطه اللهجه
محمد بأقتناع: لالا مستحيل لبنانه سعوديه انا متأكد شف كيف تكلمت معاي
:
:
جمارك البحرين ..والساعه تشير للـ 3:30
وهم واقفين ينتظرون السياره اللي قدامهم تتحرك دف سعد محمد بسرعه : ناظر يسارك شف نفس البنت اللي شفناها بالمطار
محمد يناظر سما واللي كانت حاطه الطرحه على شعرها الباين بأهمال والتفت بسرعه لسعد: ماقلت لك سعوديه شفها رايحه للسعوديه
سعد بأستخفاف: يعني كل من دخل السعوديه صار سعودي
محمد : لكن لهجتها كانت خليجيه مضبوطه
سعد بعدم اكتراث: يارجال كل اللي قالتهن كلمتين
فهد يشاركهم الحوار: عادي يمكن سعوديه وليه لا
سعد بسرعه: لأنك ماشفتها زين ياخي عليها جسم وطول وبياض ماهوبطبيعي
فهد بسرعه: ويعني ماعندنا بالسعوديه بنات حلوات الله مكثر البيض عندنا
سعد : لابس هذي مواصفات لبنانيه طولها وشكلها مستحيل تكون خليجيه
فهد : يارجال مافيه شي مستحيل لاتخليني انزل اروح اسأالها
محمد يضحك: لا لا تتهور وش دخلنا فيها سعوديه والا مكسيكيه
:
:
:
الساعه 4:30 العصر ..
بعد مادخل السواق بالسياره لحديقة الفيلا الكبيره ..نزلت من السياره وبدت تناظر الفيلا الضخمه عمرها ماعاشت بمكان اكبر من شقه وابوها يملك فيلا بهالضخامه ابتسمت بسخريه وتوجهت بهدوء لباب الفيلا الرئيسي وبعد ماطقت الباب ..مدت يدها للمقبض وفتحت الباب بهدوء تقدمت بالمدخل اللي كان مليان تحف فاخره الى ان وصلت للصاله ..شافت بنت نحيفه متوسطة الطول شعرها اسود ناعم وطويل وبشرتها متوسطة البياض ..كانت لابسه تي شرت ابيض وبرمودا جينز ..
تقدمت نوف لسما ومدت يدها بدلع : هلا انا اختك نوف
سما بعد ماسلمت عليها قالتها بهدوء : هلا تشرفنا
نوف التفتت لأمها : خلاص اعتقد كذا سويت اللي علي باي بروح انام
بهالوقت نزل خالد كان كاشخ وريحة عطره حاشره المكان كان لابس قميص ابيض وبنطلون اسود وجزمه بيضا وانتم بكرامه ..
قرب من سما وهو يتبسم: انتي اكيد سما وش هالأسم الغبي عموماً انا اخوك خالد ادري تشرفتي بمعرفتي ..رفع يده وقالها بسرعه: ياللا باي مستعجل اخوياي ينتظروني
تبسمت وهي تناظره بلا تعليق
اخيراً التفتت لأم خالد اللي ماابتسمت وكلمتها بجفاء وهي تأشر للسلالم : تفضلي الخدامه بتوريك غرفتك
مشت سما ورى الخدامه اللي صعدت مع سما للطابق الثالث اللي كان فيه صاله صغيره خاليه تماماً من الاثاث وباب اشرت عليه الخدامه وهي تقولها بدون نفس: هذا غرفه انتي
فتحت سما باب الغرفه كانت غرفه عاديه جداً ماتتناسب مع فخامة الفيلا واثاثها ..كانت عباره عن غرفة نوم خشب باللون البيج لحاف ازرق وحمام صغير ..
تنهدت وهي تحس ان هذي بداية التفرقه بالعيشه بهالبيت بس ماكان عندها أي مشكله لأنها اساساً ماتعودت على حياة الترف بالعكس طول عمرها كانت تتعب عشان تلقى الشي اللي تبيه لكن ورغم فقرها كانت انسانه قويه ومتزنه ..سما كانت انسانه مثقفه جداً وطموحه جداً ..
فتحت شنطتها ولبست بيجامه باللون الأصفر بعدت اللحاف ..انسدحت وغطت بنوم عميق
سما ورغم حياتهم الصعبه الا ان امها كانت تشتغل وتوفر لها كل طلباتها ماكانت تترك فرق بينها وبين زميلاتها بالمدرسه ..الطالبات بالمتوسطه كانو يستغربون شكلها ويسألونها ان كانت امها لبنانيه او شي وكانت تقول لا امي وابوي سعوديين ماكانت تحكي لبناني ابد بالمدرسه لكن بالبيت ومع امها وخالها كانت ماتحكي سعودي ابد ..لما وصلت الثانويه كل الطالبات كانو يحسدونها عشانها بنت متعب عبد الله الـ......... ,, رجل الأعمال المعروف ماكانو يدورن انه مايدري عنها ولايعرفها..سما طول عمرها تعتمد على نفسها كانت تغسل ملابسها دايم وتغسل صحونها بعد الأكل ..لما راحت لبنان وبدت دراستها الجامعيه كانت تشتغل عشان توفر مصاريف دراستها المكلفه .. امها ربتها احسن تربيه وكانت دايم تغرس مبادىء الدين الحنيف بداخلها وتربيها على القرآن والالتزام بالصلاه ..لكن ماقدرت تلزم بنتها بالحجاب الا لما تقتنع فيه لكنها كانت دايم تنصحها بالحجاب وانه وسيله تقربها من الباري عز وجل
:
:
الرياض .. بيت ابو محمد ..
الساعه 8 مساء ً
دخل غرفته وهو حاس بصداع رمى نفسه ع السرير بتعب ..اخذ نفس عميق وهو يتذكر ريحة عطرها القوي اللي حاس انه للحين بخشمه يتذكر الرجفه اللي ملت جسمه لما صارت تناظره ..
حط يدينه ورى راسه وقالها بصوت واطي: ياويلي عليها جمال مهو بطبيعي معقوله تكون سعوديه ..ياللا الله يستر عليها وش علي منها
غمض عينه لدقايق وغط بنوم عميق..
محمد بطل قصتنا انسان هادي رايق بارد نوعاً ما قلبه طيب لكنه يتحلى ببعض العصبيه في بعض المواقف .. بطل قصتنا انسان مدمن نوم لدرجه احيان كثير ينقسم يومه بين النوم والدوام وبس .. محمد اسمر البشره وسيم بدرجه كبيره ملامحه شرقيه بارزه سكسوكه مرسومه عيون جميله تفاصيل وجهه الحلو تجعل منه فارس احلام كل فتاه .. طويل ومعتدل الجسم شعره اسود كثيف وعيونه عسليه
اسرة ابو محمد تتكون من ثلاث اولاد وثلاث بنات ..
الكبير محمد 24 سنه مهندس .. حنان 20 سنه خلصت الثانويه وتزوجت بسن صغيره .. ياسر 16سنه يدرس بسنه اولى ثانوي .. شذا 14 سنه تدرس بسنه ثانيه متوسطه .. أحمد 10 سنوات يدرس سنه رابعه أبتدائي وأخر العنقود جود 3 سنوات والمهنه اعمال حره منزليه خخخخخ وبالأضافه لهالمهنه حلوتنا الصغيره عندها مهنه ثانيه وهي الأكل جود تاكل بشكل غير طبيعي لدرجه مرات كثير يقفلون الثلاجه وتجلس ساعه تبكي عندها تبي اكل وطبعاًَ اللي يقدم لها أي نوع من الأكل يكون بالنسبه لها الأنسان المفضل جود مليانه شوي بيضا خدودها مليانه شعرها اسود كثيف وناعم..
ابو محمد انسان فاهم الحياه وصاحب شخصيه قويه وكان لعقاله شخصيه على عياله فترة تربيته لهم ..لكن ماننكر ورغم اسلوبه الحاد بالتربيه الا انه جعل من عياله اشخاص يستحقون وبجداره وجودهم في هالحياه
:
:
اما أم محمد هالأنسانه مثال للمرأه العربيه أم حنون طيبه وعلى النيبه انسانه بحالها عايشه عشان تربي عيالها وماهمها بالدنيا شي غير سعادتهم ..ام محمد ورثة لعيالها هالطيبه وزرعة بداخلهم حب الغير وجعلت منهم اشخاص يستحقون المحبه
:
:
:
يوم الأثنين ..الساعه 6 صباحاً ..
فتحت عينها وبدت تتأمل الجبس الناعم اللي بالسقف رفعت يدها وناظرت بساعتها الـ versaceالفضيه..
جلست بسرعه وهي تقولها بصوت عالي : ياربي تأخرت بالنوم
سما ورغم نومها القليل الا انها كانت دايم لما تخاف من مواجهت شي تتجاهله بالنوم ..
راحت للحمام ( وانتم بكرامه ) وبعد مافرشت اسنانها توضت وصلت ..بدلت ملابسها ونزلت الدرج بهدوء ..ماكانت متوقعه تشوف احد وتفاجأت لما وصلت للصاله والتفتت يمينها لطاولة الطعام المنسقه بعنايه بقسم خاص فيها .. كانو كل افراد العايله مجتمعين ع الفطور
ابتسمت وقالتها بهدوء: صباح الخير
الكل بصوت هادي: صباح النور
ام خالد بسرعه وهي تأشر بدون نفس : روحي فطورك داخل بالمطبخ
سما بعد ماابتسمت بأستخفاف قالتها بهدوء: وليه بالمطبخ أنا مو بنت الخدامه وراح افطر هنا وعلى هالطاوله ماهو حب بالطاوله ولاتقليل من مستوى الخدم بس عشاني مو اقل مستوى منكم
نوف بقهر وبكل دلع: انتي كيف تكلمين مامي بهالطريقه
سما بهدوء وثقه: انا ماغلطت عليها الحمد لله اعرف حدود الأدب واللباقه وثاني شي لاتنسين انو انا اكبر منك ولاتكلميني بهالطريقه
ابو خالد ماقدر يعلق وهو يشوف سما تجلس ع الطاول وتبدا فطورها ..رغم القهر اللي لاحظه بعيون بنته وام خالد الا انه كان مندهش من هالمشهد ومن رد سما اللي يدل على بنت تملك عقل كبير كان مستغرب ان سوزان اللبنانيه ضعيفة الشخصيه قدرت تربي بنتها بهالطريقه
بعد ماخلص فطوره وقف وقالها بنبره جاده : ياللا انا ماشي فمان الله
نوف بسرعه : باي بابي
ام خالد معصبه وساكته ..وخالد مشغول بالأكل
وهو ماشي سمع صوت سما : فمان الكريم توكل على الله دايم عشان يحفظك وتعوذ من ابليس وعيال الحرام ..التفت بسرعه وناظر وجهها الجميل وهي مبتسمه حس بقلبه ينبض ماعمره سمع هالكلام من احد صح بنته دايم تودعه وتضمه بس كلماتها بسيطه وام خالد دايم معصبه او مقهوره .. لكن سما كلامها كان مثل النسما ..ابتسم وانسحب بهدوء
اما سما خلصت فطورها وانسحبت بدون لاتوجه كلامها لأي احد
:
:
:
بيت ابو محمد الساعه 12:30 الظهر
جود وهي تسحب جلابية امها : ابي اكل عتيني دداده
ام محمد وهي تحرك الرز: اصبري شوي ياحبيبتي
جود تهز راسه بعنف: بتني تعورني ماتعتوني اكل
ام محمد تضحك: المفتاح اخذه اخوك اصبري يجي من الدوام
جود تتحلطم : ماأحبه ليه ياخذه وانا جايعه
بهالوقت دخل ياسر المطبخ وهو يضحك : للحين بطتك تبي اكل لحول
جود بنبرة الأطفال وهي حاطه كل طاقتها بهالصرخه: مالك شغل
ياسر يناظرها: طايب طايب مالي شغل الحين اعلمك ..حط شنطته ع الأرض وجلس فتحها وطلع منها كرواسون جبن فتحه وبدا ياكل ..مد لسانه يقهرها : لو تموتين ماعطيتك
جود تقامز : عتيني عتيني عتيني
ياسر بأصرار: مستحيل
ام محمد بهدوء: لاتقهر اختك وبعدين ليه تاكل وهالحين تبي تتغدا
شذا دخلت المطبخ بهالوقت وقالتها بسرعه: ياللا ماما نبي ناكل ابي اكل وانام فيني النوم
ام محمد : انتظري ابوك يجي
شذا تتحلطم: ياربي ليه ننتظر بابا ياكل مع محمد
ام محمد : لا محمد ماراح يرجع غير الساعه 4 انتظري دقايق ويجي ابوك
شذا منقهره: اف خلاص بنام بدون غدا..التفتت بسرعه وهي مرتبكه بعد ماسمعت نبرة ابوها الحاده : وليه بتنامين بدون غدا
شذا بتوتر: لا أنا اقصد محمد اللي يبي ينام بدون غدا
ابو محمد بنبره مخيفه : وهالحين انتي قلبك على اخوك اقول امشي من هنا غيري ملابس المدرسه وتعالي للغدا
شذا بخوف : ان شاء الله ..وراحت بسرعه لغرفتها
:
:
:
بيت ابو خالد .. والساعه تشير للـ 3 الظهر
كانت نازله تعمل لها ساندوتش جبن .. سما كان اكلها خفيف كانت لما تفطر تحاول قد ماتقدر تخفف ع الغدا ومستحيل تثقل اكل ع العشا ولما تاكل بين الوجبات تاكل تفاحه خضرا والا بسكويت لا وبدون سكر او شوكلاته ..بطريقها للمطبخ تفاجأت لما شافت افراد العايله مجتمعين على طاولة الطعام وقتها بس عرفت سما انو وقت الأكل وقت مهم بالنسبه لهم ..غيرت وجهتها من المطبخ الى طاولة الطعام ..جلست بعد ماسلمت حطت بصحنها شوية سلطه خضرا وبدت تاكل
نوف وهي تحرك راسها : ياي بنت اللبنانيه ماتكل غير سلاد
سما وهي متعمده تتكلم باللهجه اللبنانيه : مابحب اكول غير هيك الأكل الدسم بينصح ..وكملت باللغه الفرنسيه : (Et de l'obésité n'est pas bon) والنصاحه ماتنفع
نوف بقهر : ماادري ليه تتكلمون فرنسي ياللبنانيين على بالكم فن
سما تتبسم : اول شي انا سعوديه مو لبنانيه ياحلوه ثاني شي الفرنسيه ثقافه وفيه كتب فرنسيه كثيره مخك اصغر من انه يستوعبها
نوف انقهرت وبدت تاكل بعصبيه
خالد يضحك : احلى اللبنانيه شخصيتها قويه ايه انا اشوفهم بالتلفزيون محد يقدر يسكتهم
سما بثقه : هذا عشانك بعيد عن لغة الحوار ولاتدري وين ربي حاطك مع احترامي لك وشكلك ماتشوف غير كلام نواعم وطقتها
خالد بقهر: لااشوف برامج حواريه كثير
سما تهز راسها : عطيني مثال
خالد ارتبك: ماادري نسيت بس اني اشوف
سما تضحك بأستخفاف : حدك ام بي سي ماتطلع عنها لأنك لو شفت البرامج الحواريه الغربيه ماكنت قلت هالجمله
ام خالد واللي عصبت من هالبنت اللي مو راحمه عيالها بالكلام قالتها بعصبيه : كلو وانتم ساكتين
سما واللي تبي تقهرها: انا اقول كذا بعد لأن كلامهم مايستحق النقاش
ام خالد واللي استفزتها الكلمه : يعني كلامك اللي يستحق النقاش
سما تتبسم وتقولها بكل روقان : اولاً انا ماقلت أي كلام انا رديت على كلامهم وبعدين لو ان كلامهم يستحق النقاش ماكانت كلمتي استفزتك كذا
ابو خالد واللي كان يبي يقطع الجدال قبل لاتصير معركه على الطاوله قالها بحده: سما انتي لازم تحترمين الموجودين ع الطاوله
سما بهدوء: ان شاء الله يابو خالد كلامك على راسي بس على فكره انا لارفعت صوتي ولاشي ولاتجاوزت حدود الأدب شوف مين رفع صوته ..وقفت وهي تقولها بهدوء اكبر: الحمد لله ..انا شبعت ..استأذن
ام خالد بعد ماراحت سما قالتها بصوت واطي وبعد ماقربت فمها من اذن ابو خالد : هذا اللي قدرت عليه ؟
ابو خالد يتبسم وهو يناظر سما : شسوي البنت شخصيتها قويه وتعرف ترد .. راقبها وهي تختفي من الدرج المايل .. هالبنت تربة بالسعوديه وعاشت عمرها كله فيها مازارت لبنان غير فترة دراستها الجامعيه لكنها تتحلى بصفات غريبه جريئه ومندفعه ومايهزها شي كأنها جبل صامد بوجه الريح .. هذي المره الثانيه اللي يدرك فيها ان امها حطت كل جهدها لتربيتها ..لبسها هدوئها حسن تصرفها واحترامها له كأب رغم انها ماعاشت معاه ولاتعرفه كل هذا حسسه انها تربة فعلاً على مبادئنا وماطلعت عن محيط بيئتنا ..ناظر ببنته اللي حاطه رجل على الثانيه وتهز برجلها لامباليه بوجوده وولده اللي لبسه مقارب للغرب وجالس يكلم جوال ويصارخ ويضحك بدون أي احترام ..وقالها لنفسه: انا اللي من هالبلد غرست بعيالي مفاهيم غلط وهالبنت اللي عاشت بدون اب وكانت تقدر تعيش بطريقه ثانيه تعرف تتصرف بطريقه تتماشى مع عاداتنا
تنهد وهو يفكر : وش جايبك ياسما بعد كل هالسنين عشان تحسسيني بتقصيري تجاهك كأب والا عشان توضحين لي الفرق بينك وبين عيالي اللي ماعمري راقبة تصرفاتهم وتاركهم ع الراحه
وقف وقالها بهدوء : ياللا تبين شي
ام خالد تناظره : وين رايح
ابو خالد : عندي شغل بالمكتب بخلصه وبجي
ام خالد : طيب
:
:
:
بيت ابو محمد والساعه تشير للـ 4 عصراً..
دخل البيت وهو يسمع صراخ جود : دعـــــــــــــــانه
محمد بعد ماضرب جبينه بيده : لحول ماتسكتونها خلقه راجع تعبان ومصدع ..قرب منها ومسكها من يدها : تعالي تغدي معاي
جود قامت مع محمد مبسوطه
ام محمد بهدوء: لكن يامحمد ماصار لها شي من تغدت
محمد ببرود : وشلون يعني اتركها تصدع براسي تاكل معاي وتزيد سمنه كثير ارحم
جود وهي مبسوطه: ايه صح احسن
محمد يناظرها ويحط اصبعته عند فمه : انتي اص
جود تتخصر: لاتقول لي اص
محمد بعد مارفع حاجبه: اص اص اص وش بتسوين يعني
جود مبوزه : ماحبك
محمد يضحك: احسب عندك سالفه لاتحبيني مهوب لازم
خلص غداه بسرعه وراح غرفته حط راسه ع المخده وراح بنوم عميق
:
:
:
يتبع ..,
:
:
الشرقيه ..بيت ابو خالد والساعه تشير للـ 8 مساءً..
من بعد المغرب وهي جالسه بالصاله تتصفح نفس المجله لدرجه حست بالضجر كانت تنتظر وقت الأكل مهوب جوع ولكنها كانت حابه تتواجد بوقت الأكل بما انه وقت مهم بالنسبه لهم كانت تبي تفرض وجودها وتحسسهم انها ورغم عنهم فرد من افراد هالعايله ..
كانت مجرد دقايق معدوده ودخل ابو خالد وقالها بصوت عالي : هاه العشا جاهز
ام خالد تتبسم: طبعاً جاهز بدل ملابسك على مايحظرون السفره
وفعلاً كانت لحظات حتى بدأو وبدون أي استثناء بالتوجه الى طاولة الأكل ناظرت هالطاوله بسخريه لأنها يمكن تكون المكان الوحيد اللي يتجمعون عليه افراد هالأسره ولولا هالطاوله يمكن كانت لقاءاتهم معدوده
بعد ماجلست وبدت تاكل لاحظت نظرات غريبه من عدت جهات نظرات قاسيه ويمكن جارحه ..اللي يسأل مين انتي واللي يبي يعرف وش تبي واللي عيونه تاكلها وكأنها تقول لها ليه جالسه معنا تجاهلت كل هالنظرات وبدت تاكل بهدوء ..بعد ماخلصت أكلها وقفت وقالتها بهدوء : ابو خالد لو سمحت ابي السواق بكره بروح ادور لي وظيفه ماأحب الجلسه بالبيت ولاهي طموحي
ابو خالد بعد ماابتسم : سما ليه ماتناديني بابا مثل اخوانك
سما ضحكت بأستخفاف وقالتها بهدوء رغم النار اللي بداخلها قالتها وهي تأشر على أخوانها : عشان هذول الأثنين تعودو عليك وحسو فيك كأب لكن أنا مااقدر احسك غير ابو خالد الأنسان اللي فجأه صار مسأول عني
ابو خالد تبسم وماعرف وش يرد عليها وبكل هدوء: تقدرين تاخذين السواق بخليه يفضالك الصبح ولمدة اسبوع دوري براحتك بس تراي عندي معارف كثير ومناصبهم عاليه علميني أي وظيفه تبين
سما تهز كتوفها: مدري انا تخصصي هندسه معماريه شوف انت وش يناسبني
ام خالد تتحلطم وبصوت واطي : ياحلاتها بنت اللبنانيه مهندسه
ابو خالد : خلاص انتي دوري وانا بشوف معارفي وان شاء الله بتلقين اللي يسرك
سما بهدوء : ان شاء الله ..استأذن
ببيت ابو خالد كان العشا هو اخر نقطه يلتقون فيها وبمجرد مايخلص هالعشا تنتهي جمعتهم الى موعد الفطور باليوم الثاني ويمكن سما راح تكون احد الأشخاص المشاركين بهالشي لأنها تركت الطاوله متوجها لغرفتها ..ابو خالد كان يخلص عشاه ويجلس يتصفح الجريده لمده ماتزيد عن العشر دقايق اما نوف كانت ماتصدق يخلص هالعشا عشان تروح غرفتها وتجلس تسمع بالسيديات الى ان يجيها النوم وخالد كان مايصدق تنتهي لحظة العشا الممله بالنسبه له عشان يتوجه بسرعه للباب وهو يقولها مثل العاده : ماراح اتأخر شويات وراجع ..لكن السهره عنده كانت صباحي لأنه متأكد انه راح يرجع البيت ويلاقي الكل نايم ومحد حوله ..
بعد ماخلص جريدته رقى الدرج متوجه لغرفته عشان ينام وبطريقه للغرفه مر بالدرج اللي ياخذه للدور الثالث واللي كان بطريقه وسمع صوت مو واضح وكأنه صوت تلاوه للقرآن الكريم رقى الدرج بسرعه ولصق اذنه على باب غرفة سما وسمع صوتها الجميل وهي تقرا ايات من كتاب الله الكريم صار يناظر بالباب مستغرب ويناظربالطابق السفلي وهو يسمع صوت الأغاني اللي مشغلتها بنته عمره مانهاها ولاقال لها هذا حرام وذا حلال بالعكس كان معيشهم على حرية الرأي ..الديمقراطيه ..الرأي والرأي الأخر ..الحريه الشخصيه ..يمكن تكون مفاهيمه صح ..لكنه ماغرس بعياله التعاليم الاسلاميه الصحيحه عشان يفهمو هالمفاهيم زين ويستخدمونها صح .. طق الباب بهدوء وبعد ماجاه صوتها الناعم : ايوه مين
فتح الباب وقالها بهدوء: انا ابو خالد يصير ادخل
قفلت القرآن وباسته بنعومه وقالتها وهي تبتسم : ايه يصير المكان مكانك وناظرت بالمكان وقالتها بسخريه : معليه بس المكان مو قد المقام
ناظر بالغرفه العاديه جداً واللي تصلح لخدامه مو لبنته ومايدري ليه حس بالقهر ..هو صح ماكان عارف ان الغرفه بهالسوء بس ماكان مهتم وين راح تنام هالبنت اللي ماعمره شافها وترك الموضوع بيد زوجته
جلس ع السرير وضرب بيده بخفه ع الفراغ بجنبه وقالها بحب : تعالي اجلسي جنبي
سما لما شافت ابتسامته المليانه حب وحنان جلست قربه بدون أي اعتراض
ناظرها وبعد ماتنهد قالها بهدوء: انا صح قصرت عليك طول حياتي وماعرفتك والصراحه ماهتميت اعرفك اخذتني الدنيا برضاي بعيد عنك بس الشاهد الله اني لما شفتك وعرفتك حبيتك حسيتك بجد بنتي ولازم اعطيك من حبي انتي سما بهاليوم حركتي اشياء بداخلي اجل وش راح يسوي وجودك بالأيام الجايه
سما ابتسمت وماردت بكلمه
ابو خالد بهدوء: تقرين القرآن بطلاقه ماشاءالله عليك مين علمك
سما بفرح : ماما الله يرحمها كانت دايم تعلمني اهمية القرآن وكيف يقربنا من رب العالمين وكانت دايم تخصص الصيفيه عشان تعلمني التجويد وحفظ القران الحمد لله حافظه جزء كبير منه
ابو خالد يتبسم : ماشاء الله بس غريبه بنت مثلك مو ملتزمه بالحجاب
سما تبتسم: ايه ماما كانت دايم تعاتبني على هالشغله لكن دراستي واشياء كثير بعدتني عن الحجاب واحس انه شي يخصني ولازم يجي يوم واقتنع من داخلي بالحجاب عشان التزم فيه ومااستهين فيه وان شاء الله راح التزم انا متأكده
ابو خالد بعد ماوقف: الله يهديك يابنيتي ..انتي من اليوم قدرك عندي مثل نوف وخالد وبحاول قد مااقدر اعوضك غيابي ادري جيت متأخر بس بعوضك
سما ابتسمت وماردت بكلمه
ابو خالد وهو يبتسم: وانتي توعديني تحاولين تناديني بابا
سما بهدوء: مااوعدك بس بحاول
ابو خالد : شوفي انا بحاول اكون لك اب بمعنى الكلمه وانتي لما تحسين اني ابوك فعلاً واستاهل هالكلمه ناديني بابا اتفقنا
سما تتبسم : اتفقنا
راقبته وهو يغيب عن عينها ماتوقعت ابد ان الأب اللي ماعمرها تعرفت عليه يقرب منها ويحاول بجد يعوضها مابدت تحبه لكنها بدت تحس بحنانه وعطفه وهالشي ولو كان ببدايته حسسها بالأمان وقلل خوفها
:
:
:
الرياض ..يوم الثلاثاء..الساعه 3 الفجر ..
صحى بعد ازعاجات الجوال والنغمه اللي مو راضيه تسكت وقالها بتعب وطفش: هلا سعد
سعد بسرعه: للحين نايم
محمد والنعس واضح على صوته: وش رايك يعني
سعد : يارجال قم بس نمزمز لنا راسين معسل ع الكيف
محمد بتعب: ماابي ودي اكملها نومه
سعد بطفش: حرام عليك قم قطعت النوم وربي طفشت نمت معاك وصحيت من الساعه 12 وماغير الف بالشوارع احس اني بستخف وانت تقل مو نايم شهر للحين مكملها نومه
محمد بروقان: ايه ناوي انام للصبح بقوم قبل الدوام بنص ساعه
سعد بقهر: شف وربي ان ماقمت هالحين ولبست وجيتني والله لجي عند بيتكم وافقع دريشتك وانت كيفك
محمد جلس وقالها بسرعه: لا لا خلاص بقوم ناوي علي ابوي يلعن خيري
سعد فطس ضحك: ايه ناس ماتجي الا بالعين الحمرا
سعد خوي محمد من ايام الطفوله ..صح محمد يحب سعد كثير بس مرات يصدع راسه خصوصاً لما يكون نعسان لأن سعد بطبعه انسان ثرثار ..ومهايطي بزياده وراعي فله ودايم يتهور بكل شي ومحد موهق محمد غيره
:
:
:
الشرقيه ..الساعه 4 الفجر..
صحت من نومها بدري عادتها ماتفوت صلاة الفجر ..نومها كان قليل وخصوصاً لما يكون فيه شي شاغل بالها ..بعد ماخلصت من صلاتها انسدحت على فراشها وراحت بعالمها تفكر وش راح تسوي فيه خوف غريب بداخلها كان يأرق نومها ويشغل بالها ..كل شي بداخلها كان يقول لها خليك قويه ومهما يصير لاتضعفين ..
جلست على السرير وهي تفكر وين تروح بهالوقت وهي غريبه على هالبيت ..لفت بنظرها ع الغرفه اللي حاستها مثل السجن وبعد تفكير وقفت وقررت تنزل للصاله ..
وهي نازله كان المكان هادىء والظلام يملا المكان ..وكان فيه نور خفيف جاي من المطبخ ..دخلت المطبخ وبعد ماشربت مويه تنهدت وهي تناظر بالمكان اللي مو مكانها وغصب عنها نزلت دمعتها وقالتها بصوت واطي : الله يرحمك برحمته ياماما رحتي وخليتيني لمصير ماادري كيف شكله فراقك جابني لهنا لبيت ماادري ان كان بيحتويني والا لا
مسحت دمعتها بقوه وقالتها بعزم : خليك قويه ياسما لايهزون شعره من راسك انتي اقوى من كذا
:
:
:
الرياض الساعه 5 الفجر..
محمد بعد ماوقف : ياللا انا بروح البيت بتروش وبلبس للدوام
سعد وهو يضبط اللي: تعال بس خذ لك بعد مزه
محمد يناظره مستغرب: الحمد لله منت بصاحي وش اللي بعد مزه قم بس تجهز للدوام
ركب سيارته وبأقصى سرعته توجه للبيت لما وصل وبعد ماحط سيارته بالكراج فتح باب الصاله بهدوء وشال جزمته وانتم بكرامه بيده وبدا يمشي بهدوء
ابو محمد بصوت عالي : من وين جاي
محمد بعد مانفض كل جسمه: بسم الله الرحمن لابس كنت بالبقاله
ابو محمد يناظره: وراك تتسحب كذا نفس الحرامي
محمد بفهاوه: هاه لا بس قلت مابي ازعج احد
ابو محمد : طيب بلا لكاعه من الصبح ورح تجهز لدوامك
محمد مشى لغرفته وهو يتحلطم بصوت واطي: الحمد لله بزر انا يحدني ع الدوام
ابو محمد بعصبيه : وش جالس تقول هاه

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات