بداية

رواية قيود الماضي -12

رواية قيود الماضي - غرام

رواية قيود الماضي -12

خرجت عائشة من الغرفة وهي غاضبه وصفقت الباب خلفها ليعرف العميد انها
مستاءه وفكرت ( هالغبي مافي منه فايده..حاط دوبه ودوبي ولايعجبه شي اقوله ...
عنصري ...نازي ...يبغي لي قال شي اقول ان شاء الله ...ونغيب عقلنا ونمشي وراه
مثل الغنم حسبي الله عليه كانه كله مضيق علي )
كانت تمشي بسرعة ولم تسمع فهد وهو يناديها حتى فؤجئت به يقف امامها فتوقفت
في ثانية وقبل أن تصتدم به وقالت: استخفيت؟؟؟ وش هالحركة؟؟؟
فهد : اناديج وماتسمعيني..قلت يمكن صرتي صمخه بس مايصير تعمين بعد... كفانا
جاسم... بعدين بيصير فلم هندي بطولة شاروخان...
وضعت يدها على خاصرتها ورفعت حاجبها الايسر وسألته: لو سمحت ..انا مهب
ناقصه...اللي فيني كافيني...وخر خلني اروح...
فهد : الحين انا اللي ادافع عنج هناك تقولين لي وخر عني!!!!هذا جزاي؟؟
عائشة بتردد : مهب قصدي...بس انا معصبه الحين ...
فهد: افهم من هذا انه اعتذار؟؟؟
عائشة: اوهو علينا ... تبغي شي؟؟ انا مشغوله...
فهد: اكيد...ممكن تأجلين موعدج مع وزير الخارجية ساعة ...نبغي نروح المسرح
نجيك على كل شي قبل الevent بكرة ...خصوصاً وان الفنيين هناك...
عضت عائشة على طرف شفتها وهي ترفع عيناها للأعلى وتأخذ نفساً ثم نظرت
لساعة يدها وقالت: ok نص ساعة بس...
فهد: الا بشريني عن الوالد؟؟؟ أن شاء الله اشوا من عقب العملية؟؟ قدر يقعد على
الكرسي ولا عاده؟؟
عائشة بأستغراب: الحمدلله ...بس انت شدراك أن ابوي سوا العملية؟؟ انا ماعلمت
حد!!!!
فهد: ماقلتلج انا اعرف كل شي ...يالله ...بنطرج بعد شوي فالمسرح...
فكرت ( وبعد يعرف ان جاسم كان كفيف !!!! شالسالفة ؟؟؟ صج يعرف كل شي؟؟)
في المسرح
كان الفنيين يعملون على قدم وساق منهم من يوصل اسلاك الكهرباء ببعضها ومن ثم
بالمايكروفون ومنهم من يركّب اضاءات جانبية كان فهد معهم وعائشة على المسرح
واقفة بجانب بوديوم خشبي مرتفع به مايكروفون دقيق ليقف خلفه المحاضر عندما
ناداها فهد من بعيد وطلب منها تجربة المايك...
اشارت له بكيف؟؟
فأشار لها بأن تقول شي ...
هزت رأسها بالرفض فصرخ فيها غاضباً : خلصينا ...لا تنزليني من الدرج ...
ترددت قليلاً ثم أمسكت المايك وقالت فيه: 1 2 3 4 ...
اشار لها بأن تغّير...فكرت قليلاً ثم فقالت بصوت قوي: أن الغزو الامريكي للعراق
أثبت أن العالم قد اضحى بدون ضمير وأن العرب تحديداً اصبحوا في تخاذل لسماحهم
بهذه الجريمة النكراء بالحصول في بلد شقيقة وتناسوا أن دورهم قادم ...
كان فهد واقف على سلم ضخم مندهش لما سمعه فتركه فصفق لها ثم رفع لها ابهامه
مؤيداً وكاد أن يسقط فأمسك فيه ثانية وهو ينظر لها وقد خجلت وابتعدت عن
البوديوم ثم نزلت عن المسرح ومشت حتى وصلت اسفل الدرج وسألته : خلاص؟؟
كل شي مثل ماتبغي؟؟ انا استأذن ..
رد وهو يراها تخرج من الباب الخشبي الجانبي : لا والله ...مهب كل شي مثل ما
ابغي.. بس شسوي ؟؟ مهب بيدي..
في الطريق الى البيت
كانت عائشة تفكر في المنحنى الخطير الذي اتجهت له علاقتها مع فهد ( انا اللي
عمري ماسمحت لرجال انه يكلمني بهالطريقة يجيني هذا ويطلّع كلام مني ومادري
شلون؟؟؟ هو اللي متغير...وايد...ياخي يدافع عني عند العميد ...صاير رجال ... احسه
صاير ...مادري ...صاير ..شهم ...صاير حقاني ...بس اكيد لو وحده غيري بيسوي
معاها نفس الشي..
دخلت عائشة للبيت ووجدت العنود في الصالة مع محمد وناصر وقالت: ابغي غدا..
ميته من الجوع..
محمد: ماخبرنا ميته تكلم وتمشي!!!!
عائشة: مهب وقته كلش استعباطك ...بعدين ...الحين مهب وقته..
نظرت له واكتشفت أن ناصر معهم ...اقتربت وسلمت عليه وسألته عن اهلها: شخبار
ابوي ؟؟ فديت ابوي؟؟
محمد وهو يضع اصبعه على شفاته ثم يصر صوت ويقول:خرطي ...كله خرطي.. يوم
صار الصج قلتي عندي جامعة..
لم ترد عليه عائشة بل التفت للعنود وسألت: تغديتوا؟؟
العنود وهي تبتسم: الحين بنحطه ..روحي غسلي ايديج..
محمد: الا روحي صلي ...ماتفكر الا بالبطن...
عائشة: ناصر ...شوفه والله ان فيني الصيحه ...مستفرد فينا من راحوا ابوي وامي...
ناصر: يضحك معاج يدري انج مصلية ...معليج منه ...روحي اغسلي ايديج وتغدي
معانا...
نادتهم العنود الى الغداء وجلسوا حول طاولة الطعام وعندما شاهد ناصر مكبوس
الهامور ابتسم وقال: حي الحياة ...هذا الاكل الزين ...بطني نشف من المشاوي
التركية...
غرف لنفسه حتى امتلأ صحنه فقال ناصر: خل لنا شوي يبه ...احنا بعد خاطرنا ناكل
هامور مهب انت بس...
ناصر: كيفي ...هذا غداي ...انت اكل المشخول...
ضحكت العنود وقالت لهما: الصحن مليان ...شفيكم ؟؟؟ يكفيكم انتوا الاثنين .. اكلوا
فيه العافية...
نظر لها ناصر بأمتنان ورد: في جسدج...
عائشة:نسيت ناصر... الحمدلله على السلامة...
ناصر: الله يسلمج...
محمد: تو الناس..توج تحمدين له بالسلامة ...وانتي تزطين؟؟؟
عائشة: قصدي عشان يده...رجع وهي سالمة....
ضحك ناصر عليهم...
كانت العنود تأكل ببطء وهي تراقبهم وتفكر ( متى بترجع هالطاولة تمتلي مرة ثانية
وعلى راسهم ابوي الله يرده لنا بالسلامة ؟؟)
بعد الغداء
جلسوا في الصالة قليلاً وسأل محمد: الحين هم متى عزموا يجون؟؟
ناصر: قالتلهم الدكتورة انها في هاليومين ممكن ترخصه... بس ما يجهد نفسه
وبيستخدم الكرسي شوي ...
محمد: عيل لازم نبلغ الطيران عشان اللفت...
ناصر: في معاهم واحد من المكتب الطبي طول الوقت وفيه واحد من السفارة مطرشه
لنا واحد من اللي زاروا خالي في المستشفى ...يسوي لنا كل شي ...
محمد: جزاه الله خير..من ذيه ؟؟ اعرفه؟؟
ناصر: لا ماتعرفه...ابوه يعرف خوالي من زمان ...
صاح جرس في رأس عائشة ولكنها لم تعلق بل ظلت مستمعه وهي ترى العنود
تصب لهم الشاي وعندما صبت لها رفضت وقالت: مابي...مقفله بروح ارقد وارتاح
عشان اخلص اللي عندي ...وراي شغل مهم بكره...
محمد: وش هالشغل !!! اخبرج تداومين في جامعة متى اشتغلتي؟؟؟
عائشة:يا شين اللقافة...بكرة مناظرة كولين باول عندنا اللي احنا مرتبينها... والعميد
ملعوزنا ..مهب كفاية اني لازم اقابلة واعامله زين وانا اكرهه كره العمى... ناصر:
بووووه ..توه جايكم !!! انا قلت خلصتوا...
عائشة: بكره ان شاء الله ...بكرة المغرب بنفتك منه...
ناصر: الله يعينكم ...يالله ...انا بروح ارتاح شوي قبل لا اروح الشركة...
العنود: ناصر ...شخبار ام شربل؟؟
ناصر: المسكينة ...كلمتها من هناك واجلت السفره وان شاء الله بتجي هالاسبوع..
العنود: عاد علمني قبل عشان اجهز لها...
اشار ناصر لأنفه وهو يبتسم فردت العنود: عليه الشحم..
انصرفت عائشة وبعدها ناصر وبقيت العنود مع محمد ...

في العصر

كان ناصر اول الحاضرين للشركة اخذ يتصفح الملفات التي وضعها عصام على
المكتب وغرق في العمل حتى اطل عليه عصام وطلب منه أن يجمع له مهندسين
المشاريع بعد ساعتين ...
عند منتصف الليل عاد لبيته متعباً ليجد عشاءه بانتظاره كانت العنود قد ارسلت له
رسالة تخبره فيها أنها اعدت له شطائر خفيفة وسلطة وبعد ان بدل ثيابه وتعشى امر
اخطر بأن يعد له شاي الكرك وينصرف..جلس باسترخاء على الاريكة يشاهد التلفاز
وهو يشربه حتى استقر على فيلم كوميدي ...احس بنفسه فيما بعد أنه غفا بدون أن
يشعر من شدة تعبه ...فذهب لسريره وهو مغمض العينين بعد ان اطفأ التلفاز ...
في نفس الوقت
كانت العنود تتصفح بريدها الاليكتروني فوجدت رسالة من حسن وعندما فتحتها
وجدته قد بعث لها أغنية لحسين الجسمي ...تقول
وجْدِ قلبي يوم قفواشلّوا المهجة وراحوا
وارْحلوا عنّا وحنّا كنا نتمنى لقاهم
سامحالله اللي جرحني ليش جرحي استباحوا
ما رحموا كل المشاعر ما دروا قلبييباهم
لي أنا محبوب غالي ليش صدوا وليش شاحوا
لا هقينا البعد منهمولا يعوضنا سواهم
شطوا المعشوق والله ليت تموا واستراحوا
كل جرحٍبالمحبة صعب منهم من غلاهم
لاح طيفٍ من حبيبي سهر عيونيوناحوا
وانقضى بالليل كله ترقب عيوني جداهم
لك هديت الحب وافيوالحبايب لي تهادوا
ما نسى واحد لثاني والوفى وثق هواهم
حبيبتي
لا تحلمين أني بخليج له ....انتي لي ....لي انا بس ...
تساقطت دموعها وهي تقول : الحين يا حسن ...الحين تقوللي حبيبتي...للأسف
تأخرت وايد ..وانا ماقدر اكون سبب في مرض ابوي....
في نفس الوقت كانت ليلى تفكر بناصر الذي انشغل طوال اليوم ولم يلحظ حتى
وجودها ولن يلحظ وجودها طالما هو مع العنود وانّبت نفسها ...( انا ليش للحين افكر
فيه ...صج ماعندي سالفه...الريال راح بطريقه.... واصلاً هو من متى حطني في باله
؟؟؟ انا اللي كنت اتحلم لين قمت على العالم الحقيقي )
في اليوم التالي
وبعد ان انتهت عائشة من محاضراتها الصباحيه صلت الظهر ثم توجهت مع ظبية
الى الكافتيريا لتشتري لها غداء خفيفاً لتذهب للمسرح ...دخلوا ووقفوا في الطابور ثم
اختاروا لهم شطائر دجاج وجلسوا شاهدت حمد يجلس ما صاحبه وعلى الطاولات
حوله جلست فتيات من الجامعات الاخرى وينظرون له ...يتحدثون عنه وهم
يراقبونه ...كان يجلس هناك غير مبالي بأحد وما أن انهى غداءه حتى غادر
المكان...تنهدت عائشة عندما رأته وهو يمر بالقرب منهم واكملت شطيرتها ثم قالت
لظبية: تعالي معاي المسرح..
ظبية: عندي محاظرات نسيتي؟؟
عائشة: بيلعوزني فهد مثل امس ...لي شافج معاي يمكن يصطلب..
ظبية: تقصين على نفسج ..من متى فهد يفتكر في حد لا انا ولا حتى ابوي بيهمه...
عائشة: صدقتي ... بس اليوم انا مهب متفرغه...
ظبية: استحملي ...اليوم بتفتكين ...اخر يوم خلاص...
عائشة: تهقين؟؟ هذا مافي فكه منه ...المفروض انه اخر كورس وبيتخرج بس
مايندرى...
توجهت الى المسرح وهي تجر رجلها بملل وبدون حماس حتى دخلت من الباب
فوجدت الجميع بالداخل وعرفت من موزة أن الضيف توجه للفندق وسيتواجد في
الجامعة في الرابعة عصراً وأنه قد تم تصويره من قبل الصحافة وبجانبه السفير
الامريكي وانها كانوا حوله ومن المؤكد انهم سيظهرون في الصور في جرائد الغد..
ففكرت ( الحمدلله مارحت ..هذا اللي ناقص يوم اطلع في الجرائد اطلع مع واحد نذل
مثل ذيه..لو جورج كولوني كان معليه بتفيزر معاه بس ذيه....لو يموت..)
رأت فهد يتحدث مع عبدالرحمن على المسرح وهو يمسك بيده اوراق كثيرة التقت
عيناهم للحظه وعندما ابتسم ابتسامة ساخرة خفظت من بصرها ثم توجهت مع موزة
الى حيث جلست كارولين وجلسوا معها على المقاعد التي جهزت للجمهور واخذوا
يتناقشون في ما حصل في الفندق وكيف أنه وصل برفقة 4 جنود من المارينز هذا
خلاف الحرس الذي تواجد معهم من السفارة..بالاضافة الى الحرس الخاص من
الداخلية القطرية حضروا في سيارة سوبربان سوداء فقالت: حشى رئيس دولة ...كل
هذي حراسة !!!!!!!! حتى اميرنا ماعنده هالحراسة ...
ردت موزة: لأن شعبه يحبه والدار امان ...
تقدم منهم فهد وهو يسأل : شالاخبار؟؟
ردت موزة بابتسامة عريضة: ماشي الحال ...شفت باول شلون يعاملونه
vvip ؟
فهد وهو ينظر لعائشة: شي طبيعي لأنه عسكري مخضرم وجنرال مشهور... بس
انتو شتسوون؟؟
موزة: نسولف ..وننطر..
فهد: شتنطرون ؟؟ قوموا اشتغلوا معانا...
موزة : خلصنا شغلنا ...
فهد : ما خلصتوا ولا شي بس الا قاعدين تعقرون ...صح عائشة؟؟
عائشة: مالي خص في حد ...
فهد: اظن ان اسمج مكتوب معانا في الاعداد ...والا انسحبتي الحين؟؟
عائشة: دوري كان في تصميم الهانداوت وصممته ...وامس رتبت القاعة ...وبس
الحين دور غيري...
فهد: من قصدج ؟؟
عائشة: لو سمحت ....انت مهب توك مشغول ؟؟؟ احنا مانبغي نعطلك ....
فهد: Ouch.. شفيج عائشة ...صايرة شرسه...
عائشة: قطوة قالولك؟؟ اوف ...انا بطلع شوي ...
راقبها فهد وهي تخرج مستاءة وهو يبتسم ...
بفضل من الله
انتهى الجزء

الجزء الثاني عشر وقبل الاخير

في جامعة جورج تاون
اثناء محاضرة الضيف الامريكي وقفت عائشة بالقرب من الباب ولم
ترضى بالجلوس مثل اغلب المجموعة ووقف عبداللطيف وسليم
وكارولين على اطراف القاعة وجلس فهد في اول مقعد من صف المقاعد
الاخيرة وحال رجلين من الامن الامريكي والقطري بينها وبين الباب
والتي اختارت أن تقف هناك علها تتسلل لخارجها وقد ظنت بما انها
تعلق بطاقة المنظمين انها ستتمكن من ذلك ولكنها عندما حاولت بعد
نصف ساعة اشار لها الامريكي بأصبعه بالرفض ...اغاضتها الحركة
ولكنها ولأول مرة لم تستطع عمل شيء لأنه كان بحجم الباب نفسه
واقترب منه الضابط المواطن ووضح لها بهمس أن الابواب لا تفتح الا اذا
انتهى الضيف لأسباب امنية...لقد اخافها الامر ففضلت أن تذهب بكرامتها
لتجلس في اي مقعد فوجدت مقعد امام مقعد فهد وعلى الطرف ايضا
فجلست عليه بهدوء واخرجت الايبود من حقيبتها واخذت بفك السلك
الابيض لتضعه في اذنها تحت غطاء رأسها فمال عليها فهد والذي كان
يراقبها وهمس في اذنها:
لا تشغلين الايبود ...يمكن يصير شي وما تسمعين وتتوهقين ...
التفتت عليه رافعة حاجبها ولم ترد عليه ... ووضعت السماعات واختارت
لها اغنية طويلة واخذت تسمعها ...كان الكرسي الذي بجانبها فارغا
وفوجئت بفهد ينتقل بخفه ويجلس عليه فنزعت السماعة اليمنى وهمست
بغضب : شجايبك؟؟
فمال عليها وقال : عشان احذرج وماتطيحين في مشكلة ...
عائشة : مشكور... بخلي سماعة .... يلا ارجع مكانك ...
نظر للخلف ورأى أن الضابط الامريكي ينظر لهم ...فقال: ماقدر قاعدين
يطالعونا..
ولكي لاتحتك به ضمت عائشة رجليها ووضعت واحدة فوق الاخرى فظهر
حذاءها المنخفض فابتسم وقال لنفسه : لابسه اخر موضه بعد
الجلاديتور ...
اخذ يراقبها بحذر لئلا تلحظه فرأى ساعتها الشوميه ذات السوار
المطاطي البرتقالي والاطار الماسي ...ولم تكن ترتدي اي خواتم ففكر
( معليه ...شكلها عملي وما اعتقد انها بتلبس خواتمها الالماس مثل
البنات اللي هنيه اللي مهب مصدقين نفسهم ...حتى شنطتها خرج ..بس
تنطوي في حضنها مهب يابسه وكبيرة كنها شايله شنطة سفر...العباة
بسيطة وشغلها اسود ناعم مهب عرس مثل غيرها ... يالله خشمها فيه
انفه..كله رافعته ...يحق لها ... يحق لها اللي مايحق لغيرها ... صدق
خالد الفيصل
يوم قال
من يقول الزين مايكمل حـلاه كل شيء في حبيبـي أكتمـل
الله إللـي كملـه والله عطـاه مابقى للزين في خلـي محـل
لكن ...هل عويش حبيبتي ؟؟ يمكن ...احلى الاوقات عندي لين اكون
حولها ..وين رايح يافهد ..وش نهاية طريقك؟؟ شتبغي من
البنت ...ومزنة اللي محيرينها لك من كنتوا صغار؟؟؟ مادري.. كان كل
شي عادي عندي والحياة تمشي بمنتهى الملل وحتى البنات كانوا كلهم
مثل بعض ...لين دشت عويش حياتي ...دشت وصارت هيمحورها ...بس
انا سينير وقريب بخلص وهي توها ..يصير خير...لين اخر يوم يحلها
رب العالمين ...المهم الحين ...وانا الحين قاعد جنبها وهذا يكفيني ...في
الوقت الحاضر بس ... )
في اليوم التالي اجتمع معهم العميد يهنئهم ويناقش معهم اخطاء حصلت
سواء في التنظيم أو في التنفيذ....واحست عائشة بنظرات فهد تحاصرها
كلما التفتت..صحيح انه يضايقها ولكنها داخلياً بدأت تسعد لأهتمامه
بها ...تناقض كانت تضيق به كلما فكرت به...
لم يوجه العميد لها في ذلك الاجتماع أي ملاحظه فظلت صامته وظل فهد
صامتاً ايضاً ...حتى انتهى الاجتماع وتفرق الجميع وظل فهد يتبع عائشة
بنظراته حتى خرجت من الغرفه وخرج بعدها ووقف عند الباب وأخذ ينظر
لها وهي تبتعد في الممر الى أن عطفت لليمين وغابت عن نظره وأحس
بالحزن يغمره ...والملل ... وفكر
( مابقى الا شهر ....وبخلص ...وعقب بروح عنها ...وبتختفي عن
عيوني.. حتى لو رحت مجلسهم كل يوم مستحيل اشوفها...يعني انا اروح
مجلسهم عشان اشوفها بس؟؟ لكن مجلسهم برا ....وانا صرت استانس
لي رحت هناك...القعده هناك غير عن اللي في مجلس عمي.. يتكلمون في
كل شي الا التجارة والا المشاريع... وساعة صدر...كان زين تقعد هي
معانا ...تقعد حذاي بس مثل الافلام مخفيه...محد يشوفها الا انا...ولا حد
يكلمها الا انا...بس بيقولون عني مجنون...مهب صاحي اكلم عمري!!!
طز...المهم انا مرتاح ...محد له خص فيني..) هز رأسه وقال: وش
هالكلام ...صدق استخفيت ...جننتني هالبنت...
بعد عدة ايام
عاد ابوجاسم للدوحة مع ابنه وزوجته واستقر الوضع به بعد أن تم تطبيق
اوامر الطبيب التي قالها لهم كلها مما ضايقه كثيراً..لكن لم يكن
ليستطيع شيئأ حيالهم فهم اكثر منه واقوى ....حالياً....لقد قال مره لجاسم
عندما منعه من تناول طبقه المفضل ( البلاليط بالسمن العداني ) بأنه
سيكتب كل مايملك باسم محمد وناصر ويحرمه لعقوقه معه...وكان رد
جاسم ابتسامه حنونه لأبيه وقال : وهذا حلالك وانت سو اللي
تبيه... يكفيني اللي عطيتني اياه طول عمري... انا نفسي كلي لك ...
صد عنه اباه وقال بغضب: قص علي ...تمسكن علي...بتشوف ان
ماسويتها...
ناولته زوجته كأس عصير طازج وهي تقول: ولدك يحبك يابوجاسم..
امسك الكأس وقال: يحبني وهو يعدني بزر عنده...؟؟ماتشوفينه انتي!!!
زوجته: والله اللي اشوفه ...جاسم شايلك من فوق الارض من خوفه
عليك...
ابوجاسم: هذا اللي اقصده...متى بترجع شغلك؟؟ لي متى وانت تارك كل
شي على راس ناصر المسكين؟؟؟
جاسم: بكره ان شاءالله...انت بس تامر وانا انفذ...الله لا يخلينا منك ...
هدأ ابوجاسم قليلاً وتظاهر بمشاهدة الاخبار على قناة الجزيرة وشده
منظر لقبيلة بدائيه لم تصلها يد الحضاره في اعماق الامازون في
البرازيل وظهر رجالها وهم بالكاد يرتدون ما يستر به عوراتهم ونسائهم
كذلك ...حدث غريب أن يحصل في القرن الواحد والعشرين....ياسبحان
الله ...قالها بصوت عال ثم اتبعها بسؤال اغرب: عيل يمكن يأجوج
ومأجوج عايشين ومحد لقالهم مثل ذولا؟؟؟؟
جاسم: ممكن ...كل شي ممكن ...أنا اذكر حديث حق الرسول صلى الله
عليه وسلم رواه البخاري انه دخل على على زوجته زينب بنت
جحش - رضي الله عنها – فزعاً وهو يقول ( لا إله إلا الله، ويل
للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من سدِّ "يأجوج ومأجوج" مثل
هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب: يا رسول
الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث....)
العنود: والخبث الحين كثر وبشكل غير طبيعي....
جاسم : وفيه حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: ( إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون
شعاع الشمس قالوا: ارجعوا فستحفرونه غداً فيرجعون فيعيد اللـه السد
أشد مما كان، حتى إذا أراد اللـه أن يبعثهم خرجوا يحفرون السد فقال
الذي عليهم إذا ما رأوا شعاع الشمس: ارجعوا وستحفروه غدا إن شاء
اللـه تعالى فيعودون فيرون السد كهيئته التي تركوه عليها فيحفرونه
ويخرجون ) لأنهم بس قالوا اخيراُ ان شاء الله !!! تخيلوا؟؟
عائشة: يمههههههه ..من وين لك كل هالمعلومات ؟؟؟
جاسم: توني مخلص كتاب عنهم ...تعرفين وش اوصافهم ؟؟؟
عائشة: لا...
جاسم: يقولج ...هاذول.. عراض الوجوه، صغار العيون، شقر الشعور،
وجوهم مدورة كالتروس...
عائشة: كأنه هالاوصاف في سيبريا؟؟؟
جاسم: ممكن بس مش اكيد ...ناس يقولون انهم المغول بعد...
العنود: ما اعتقد ...المغول طلعوا قبل وغزو المسلمين وعقبها
اسلموا ....
ام جاسم: بسكم ... كل هذا في علم الغيب....ناصر بيجي على العشى والا
نتعشى عنه ...؟
جاسم: بتصل فيه...بشوفه..
اخبره ناصر أنه بالقرب من المنزل...فطلبت ام جاسم أن يجهزوا
العشاء ...دخل ناصر ومعه محمد يتحدثان واوقف محمد ناصر للحظه
وتقدمه للصالة ونظر لعائشة وتأكد أنها تلبس الشيله فناداه ثم سلم على
الجميع وجلس بجانب اباه واخرج مسباحه الكهرمان الذي يمسك به
طوال الوقت وامر عائشة: صبي حق عمامج قهوة ...
قامت عائشة من مكانها وصبت في فنجان لناصر واخر لجاسم واخذ
محمد يلعب بمسباحه بعصبيه وشاهدها وهي تضع دلة القهوة مجدداً في
الصينية فنهرها :
ارجعي صبي لي...صبت له وناولته الفنجان وهي تقول: ماقلت
تبغي....قلت صبي حق عمامي وانا طعت كلامك...
محمد: هههه ...ظريفه..
عائشة: من شفت هالعيون المجفنه وانا قلت انا مزاجك معفوس...ما
تشبع رقاد ياخي؟؟؟
نظر لها محمد نظره جافه ولم يرد عليها..
جاسم: شعندك مساعه يوم اتصل فيك تقول انك صرت مشهور؟؟؟
محمد وهو يعتدل في جلسته: اييه...ماشي ...بس صارت سالفه من كم
يوم والدوحه والشباب قطعوني بالتلفونات ...
جاسم: طبعاً انت بطل هالسالفه...
ابتسم محمد وجذب انتباه الجميع واخذوا ينتظرون...فبدأ حديثه :من
اسبوع كنت مع واحد شامي يشتغل معاي في مشروع واشتكى لي من
واحد ماخذ منه 100000 في مشروع ...وهو حس انه يقص عليه وطالبه
بفلوسه ... ومارجعها له للحين..... وكان مواعده يمر علينا في الكافيه
وجا ... والا ذاك البليه اللي نازل من موتر vxr كامل الزيادات
موديل السنة وكاشخ جنه بيعّيد اليوم سلم علينا وقعد ...عرّفه علي وقعد
يسولف ...ويتكلم بالملايين ..وانا اسمع ...وعقب ما راح نشدت
الرجال ...: عندك رقمه الشخصي ؟؟
قال: ما اظن ..بس ليش؟؟
قلت له : ولا شي ...بس ابغي اتأكد من شي...العقد اللي بينك وبينه اكيد
مكتوب فيه الرقم ..طرشه لي في مسج...ويوم طرشه كلمت واحد في
الداخليه وقلتله بطرش لك رقم جيك لي عليه ...شوف عليه شي؟؟؟
ونسيته...عقب رحت اصلي العشا وعقبها رحت عرس واحد من الربع
والجوال على الصامت طبعاً وانا راجع البيت في الليل انتبهت ان الجوال
مارن وتذكرته والا رفيقي حاشرني بالمكالمات... وكلمته والا الرجال
منصدم وقال لي: انت وين لقيته هذيه؟؟؟ عليه امر قبض 7 قضايا احتيال
اغلبها على مواطنين ...باكثر من 5 ملايين ...قلتله اني حسيت
يوم واجهته انه كذاب ...وان وراه شي...وعلمني رفيقي أنهم مهب
قادرين يصيدونه لأنه منخش ومغير بيته ...وانهم يبغوني اساعدهم
يقبضون عليه...
هنا ....اقتربت عائشة منه وجلست على الارض بجانبه وضمت ركبتيها
بيدها وأخذت تستمع له بأنصات...ابتسم ناصر لمنظرها وابتسم اكثر
عندما لمح العنود تنضم اليها ...
اكمل محمد وكأنه يروي احداث فيلم اثاره : ووافقت اني اساعدهم ولأنه
حرني لأنه شايف عمره علي وهو حرامي ومحتال فقررت أني اخليهم
يقبضون عليه في مكان حيوي مليان شباب عشان ينفضح
عدل ....ووصيت الرجال يبلغه اني باشتري منه نصيبه واطلعه من يد
هالمحتال وانه لازم يقابلني عند مطعم مندرين ..
العنود: وشمعنى مندرين؟؟ المكان هناك ضيق وزحمه...
محمد: غايته ...المطعم دورين وواجهته زجاج وكله مليان شباب ...وفيه
صالة رياضيه مقابله وبعد واجهته زجاجيه ...يعني فضيحه دبل ...
ثم ضحك ضحكه شريره ...
عائشه: انزين...
محمد: انزين وشو؟؟؟
عائشه: كمل ...لا تحرمصنا ..
محمد: اها...تبغيني اكمل ...اقول عويش ...انا عطشت ...ريقي نشف ...
روحي صبي لي ماي ...
قفزت عائشه مسرعه لتنفذ طلبه وهي تصرخ : ياويلك ان كملت قبل لا
ارجع...
وفي ثواني كانت امامه تمسك بيدها كأس ماء وناولته اياه وعندما شرب
منه قال:
بارد ...بمرض ...انتي تبغين تذبحيني...
جاسم: لا تلعوز البنت وحط القلاص حذاك لي دفا اشربه ...وفكنا من
الحشره ...
محمد: عشانك انت بس...( ثم اكمل ) ... وفي الوقت المتفقين عليه
وقفت في المواقف قدام المطعم وقعدت انطره انا ورفيقي اللي متورط معاه
وقعدته ورا.. ويوم وصل الا معاه المحاسب ..الاخ مستانس قال بعد بقص
على قطري وركبته قدام ومحاسبه ورا وعذري ان المطعم سنداره
ووافق...
وقعد يتكلم ويتفلسف ...وانا اسمع وعقب شوي اتصلت بالرجال بدون
مايحس وهو يهذر وذاك يسمعه والا يقولي ...انت من ؟؟؟ من يعني محمد
؟؟؟ وش وضعك في هالبلد؟؟؟ قالها بطنازه ...سكت عنه ومسكت
اعصابي لأني انطر الربع...وعقب قال:
انا ما اشتغل الا مع اكابر هالبلد بس....
وفي لحظه....والا مواتر الخويا والشرطة تدور في المكان وووقفت قدامي
كروزر ووراي كروزر ثانيه مالت الخويا وسكروا علينا ووراهم سيارتين
شرطه ونزلوا وتحاطوا السياره وطقوا على جاماتناوطلبوا البطاقات
الشخصيه...وعطناهم ...
وعقب الا ينزلونا ويقبضون عليه ...والا اقولهم ...رجعوا بطاقات الباقي
مالهم خص ...
دزه الضابط على السيارة وسألني : تبغيني اتوسد فيه؟؟؟ انت بس امر...
قمت التفت عليه وسألته : عرفت الحين انا من ؟؟
والا يقول وهو فيه الصيحه : سويتها فيني يا محمد؟؟ بلغت عني وانا
ضيفك ...
قلت له: انا اساعد القانون ومادام مخالفه ...مافيه ضيفي ولا ضيفك..
الاخ طلع كاتب كل شي بأسم مرته وانسباه عشان جذيه ماصادوه...
جاسم: بكره مرته بتروح حق حد من الكباريه وبيطلع بكفاله..
محمد: واشدراك انه راحت له المركز وصرخت عليهم وهددتهم كان
يقطها الضابط في الحجز كم ساعة وطلعها والا هي علومها علوم....عقب
طلعوه كفاله ونصب له على كم واحد ورجعوا صادوه مره ثانية والحين
مقطوط في السجن مره ثانية...




ابتسمت العنود وقالت ...: اكشن ...من ورانا؟؟؟ بالسر...
محمد: اصلاً لو معلمكم ...كان الحرامي درا وشل عليه...
العنود: بل ...بل ...شدعوه...شقالولك ؟؟؟ وكالة رويتر؟؟؟
محمد: العن...انتوا يالحريم حد يقولكم سر؟؟؟ ثاني يوم يلقاه منتشر في
المنتديات... مهب بس في الفرجان...
ضحك الرجال لكلامه ونظرت له امه نظرات ناريه ابتسم على اثرها
والتفت الى ناصر ووجده ينظر له متصنع الغضب فقال: وجهكم مهب
وجه سوالف مثل سوالفي...الا...العجوز متى طيارتها؟؟؟؟
ناصر: اي عجوز؟؟
محمد: بعد فيه غيرها...ام شربل ..
ناصر: ام شربل عجوز!!!!
محمد وحاجباه ارتفعا : لا ابد...اسمحلي ..طيارة البنت متى؟؟
ناصر: بكره الظهر...بتروح المطار معاي؟؟
محمد: اذا بتجيب معها بنت ولدها المزيونه بجي...
ناصر: الحين المره بتجينا لأنها قاعده هناك بروحها .. من وين اجيب لك
حفيدتها؟؟؟
محمد: عيل مني بمخاويك...عندي دوام...
جاسم: هالدوام اللي على كيفك...البارحة كني شفت موتر الشغل في
الطبيلة؟؟؟
محمد: ايه...كنت مواصل معاهم واول ماوصلنا الضيف المطار شليت
عليه وجيت حق فراشي...رجعتها مساعه لهم...
جاسم: اقولك على كيفك الشغل والا موتر مثل هذا شلون يكون في بيت
مدنيين !!!
عائشة: ليش ...؟سيايرهم غير...
جاسم :طبعاً ...ما شفتيها السودا اللي فيها مخفي اسود وحتى
الصدام ...وتوايرها غير بعد....لأنها ضد الرصاص...
عائشة: ايه ...شفت جمسي جذيه مع سيارة كولن باول يوم جانا
الجامعة... فيها شباب قطريين لابسين غتر وعقل ...
محمد: هذول ربعي ...
عائشة: كان زين دريت المساكين كانوا مستنفرين من دخل لي طلع ....
محمد: ولو دريتي كان شسويتي؟؟ بتعزمينهم على شاي في الكافتريا؟؟؟
عائشة: لا طبعاً ...بس.. كان سويت لهم باي باي ... هذول من ريحة
اخوي حبيبي..
محمد: حبج ضب جوعان من سنتين ...قال بسوي لهم باي باي...انا
الغلطان اللي اضيع وقتي مع ناس مثلج...
قام من مكانه وصعد لغرفته لينام ...فهو لم يشبع فقد قام ليصلي فقط
والان لديه الليل بطوله ليكمل نومه...قبل أن يذهب لعمله في اليوم
التالي...
اخذت العنود ترتب مع امها لأستقبال ام شربل ونادت الخادمة ودخلت
معها الى الجناح بجانب الدرج والذي كانت تقيم فيه في كل مره تزور
البلاد مع أنها تذهب لناصر في بيته عندما يتواجد فيه وتبقى معه قليلاً..
وكانت احياناً هي التي توقظه في الصباح وتفطر معه من اللبنه والزعتر
وزيت الزيتون الذي تحظره معها في كل زيارة...كانت لا تأكل الا من
منتجات ضيعتها والتي زارها ناصر بنفسه اكثر من مره وسكن في بيتها
القديم المبني من الحجر مثل كل بيوت الضيعه الجبلية...

يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -