رواية نورس على شطآن الماضي -13
(( اهلا نبيل ..انا بخير...))
وهو يمسح على شعره بيده وهو يضحك
نورس باستغراب (( نبيل ..لماذا تضحك؟؟؟))
_(( لا..فقط مندهش انك تكلميني بدون انزعاج))
ابتسمت دون ان ترد عليه
اخذ يتلفت حوله
_(( انتظر صديقي لا ادري لم تاخر؟؟؟))
(( لم تحضر محاضرة اليوم؟؟؟))
_(( امممم اخذني النوم وتأخرت في الحضور...))
(( وكيف ستستعد لامتحان للمقرر؟؟؟))
_(( مثل كل مرة... لابد من هناك من قد ذاكر وساجلس جنبه....الصديق وقت الضيق)) وهو يغمز لها
ارتبكت من حركته
(( السنا صديقين؟؟؟))
فهمت نورس ما يقصده
يريد ان تساعده في الامتحان
او بالاصح تغششه
(( مستحيل ..لا تفكر ان اساعدك بهذه الطريقه))
اخذ يضحك بصوت عالي...
_(( كنت متأكد من ردك...امزح معك..))
كانت ترغب في الانصراف
لم يعجبها اطالة الحديث معه في مواقف السيارات
الا انها خطرت لها فكرة...
(( نبيل يمكنني ان اساعدك))
نظره لمن هو قادم باتجاه سيارته...
(( جاء احمد اخيرا......))
ثم التفت لها
_(( كيف ستساعديني؟؟؟))
(( اعطيك ملخص المقرر تذاكر منه... جمعت اهم النقاط في ملخص واحد....))
_(( لم لا اعطيني الملخص لاطبع لي نسخه....))
(( نورس انا اطبعه لك واسلمه لك غدا...))
بصوت منخفض..(( سيبدو شكلي مضحكا وانا غارق في المذاكرة...))
ضحكت على تعليقه...
وهي تشير لشاب قريب من سيارته
(( جاء صديقك... دعني اذهب...))
ابتعد عنها خطوات
وقبل ان يبتعد اكثر
(( رائعه بدون ان تتوتري من الحديث معي....شكرا نورس))
ابتعد عنها بعد ان لوح لها بيده
فيما هي صعدت سيارتها
وتفكر بهذا الشخص المتقلب
في كل مرة تكتشف فيه شئ مختلف....
توزع الجميع بشكل عشوائي في الغرفه الدراسيه
بانتظار حضور د.ناصر لتقديم الامتحان
ولابد من اللغو والفوضى
كل من يسترجع ما ذاكره
والمهم منه
نورس مكانها
مازالت تشعر بالارتباك
والقلق من الامتحانات
رغم تفوقها
وحبها للدراسه
كانت تضع يدها اليسار على خدها
بوقت تحرك انامل اليد الاخرى على طرف الطاولة
و تهز احد ساقيها
القلق المعتاد
مع كل امتحان
اغمضت عينيها
تذكرت والدتها
كيف كانت تحاول ان تقنعها ان تكون طبيعيه
حتى تؤدي بشكل افضل
تذكرت كيف تحضر معها الدروس للامتحانات
وكيف تردد لها بعض الايات القرانية
قبل خروجها للمدرسه
سقطت دمعه يتيمة من عينها
مسحتها بطرف أناملها
( نورس...)
انتبهت لمن يناديها
احدهم يقف قريب من طاولتها
رفعت راسها قليلا
لتلمحه
الدكتور ناصر
ينظر اليها...
نفسها العينين
ونفسها النظرات
حينما التقت به
في المانــ.......
ابعدت نظرها عنه
نظرت للامام
(( انت بخير؟؟؟))
يكلمها بصوت منخفض
وكأنه يهمس لها
اومأت براسها
تريد ان تنطق
تقول له
((نعم))
لا ليس بنعم...
كان بداخلها كلمة اخرى...
(( كم اكرهك..ابتعد عني...))
لكنها فضلت الصمت
ليس الوقت المناسب لعاصفة جديده
المهم ان تنتهي من هذا الامتحان
والجو المربك
ابتعد عنها
ليحادث حسام الجالس امامها
شعرت به يحادثه ولكن تركيزه ليس معه
نعم انها تشعر انها تربكه
او تثير بداخله شئ ما
ربما ذكرياته
معها
لكنه
كيف يراها الان
قطع تفكيرها
صوت احدهم وهو يدخل بحركة سريعه
(( اسف دكتور ..ارجو ان لا اكون تاخرت..))
رفعت نظرها لمن يتحدث
صوت ليس غريبا عليها
انه حسن...
د.ناصر(( دقيقتان واوزع اوراق الامتحان ....اختر لك مكان..))
حاولت ان تظهر عدم الاهتمام
مر حسن من بين الطاولات
واقترب من الطاولة التي خلف نورس
وقبل ان يجلس
(( اهلا نورس.... لم اعلم انك في هذه المجموعه...))
لم تعلق على كلامه
اكتفت بابتسامة مصطنعه
(( رجاء ليست معك؟؟؟))
بصوت منخفض..(( لا ..انسحبت هذا الفصل..))
وهو يهم بالجلوس.. (( امتحان مجموعتنا الساعه الثالثه فضلت ان اقدمه معكم...))
اقترب منه د.ناصر
(( حسن... انت هنا للامتحان ام للحديث؟؟؟))
ضحك حسن ..(( عذرا دكتور...نورس لاول مرة التقيها هذا الفصل...لكن اخبرني دكتور هل امتحاننا اسهل من امتحان مجموعة الساعه الثالثه))
وهو ينصرف متقدم بخطوات بطيئة للامام...
(( لا يوجد فرق ان كنت قد ذاكرت جيدا...))
بدأ الدكتور في توزيع اوراق الامتحان بحركة سريعه....
واخذ مكانه على الطاولة
اخذت نورس نفسا عميقا
جيد انه لم يحدثها ليزيد من ارباكها
يكفي حديث حسن معها
والذي شاركته اكثر من مقرر لم يحدثها الا الان
لا تعلم سبب هذا التصرف منه
وضعت كفيها على ورقة الامتحان
(( بسم الله الرحمن الرحيم..))
وهمت في الاجابة....
الان فقط تهدأ
تعود لطبيعتها
هكذا هي اعتادت
بمجرد الاندماج في الاجابة
تنسى كل من حولها
حتى قلقها وارتباكها
تشعر براحة غريبه كلما اكملت سؤال
وتحولت لسؤال الذي يليه
د.ناصر(( باقي نصف ساعة....))
لحظتها رفعت نظرها عن الورقة
اخذت نفسا عميقا
واخيرا انتهت من الاجابة
لكنها لم تنتبه
لما دار بين الطلبه والدكتور
او ما قد قاله من ملاحظات
كانت في عالم اخر
وحدها هي وورقة الامتحان
عادت تتصفح الاوراق...
تتاكد من اجابتها...
اغلقت الاوراق...
حملت حقيبتها...
وهمت بالوقوف...
د.ناصر(( انتهيت نورس؟؟؟))
نظرت اليه
وهي واقفه
لم تجبه
كعادتها
بقيت صامته
كانت تردد بداخلها
(( لقد انتهيت منذ تلك الليلة...))
كان يرد عليها بنظرات لم تفهمها
ربما كانت استغراب او حيرة
او ربما شئ اخر...
لم تجبه
انصرفت من المكان دون ان تلتفت اليه
او تستئذن منه
او حتى تعطيه ورقة الامتحان
التي تركتها على طاولتها
كانت تبدو
صلبه كالثلج
لكنها تغلي في داخلها
..
ما ان خرجت حتى ارتمت على اقرب كرسي...
تفكر فيما فعلته...
تصرفها مع الدكتور
لم تعتد ان تتعامل مع احد بهذه الطريقه
فكيف مع دكتور في الجامعه
كل ما يشغلها ان لا يكون احد قد انتبه لها...
(( نورس... كيف كان الامتحان...))
رفعت نظرها اليه
الى حسن
وبسرعه التفتت للامام..
(( لم يكن صعبا...))
_(( ما عدا السؤال الثالث..الا انه شاملا للدروس ))
(( لن يكون صعبا لمن اعطى المقرر حقه في المذاكرة...))
_(( ليت الجميع لهم استعدادك لكل امتحان...هل لديك امتحان اخر اليوم..؟؟؟))
(( لا ...امتحانين في هذا الاسبوع...واخران في الاسبوع القادم))
_( الا تشعرين بالوحده بدون رجاء؟؟؟))
تاثرت من كلامه
رغم ارتباكها في بداية الحديث معها
اومأت براسها بالايجاب
_(( نورس..اعلم ان ليس لك علاقة باي زميلة غير رجاء..........اذا احتجت لشئ لا تترددي فانا مثل اخيك...))
كان وقتها باب الغرفه الدراسيه ينفتح
ويخرج منه الطلبة والطالبات بالتدريج
مع احداث الفوضى المعتادة بعد كل امتحان
خرج بعدهم الدكتور ناصر يحمل الملف الذي يحوي اوراق الامتحان
لم يلتفت لها..
في حين التفتت نورس الى حسن..
(( شكرا حسن... ))
لاول مرة تتلفظ باسمه وهي تحادث
لم تنتبه لنفسها
كان عقلها مشغول لما ردده قبل قليل
انه يعتبرها اختا له
(( مع السلامة نورس...))
انصرف عنها
مع انصراف الدكتور ناصر
الذي تنظر اليه
وهو يمشي بعكس اتجاهها
تنظر اليه من الخلف
كم تراه مميزا عن الجميع
ترى نظرات الطالبات نحوه
نظرات اعجاب
وهمسات من حوله
في حين يحيه الطلبه بكل احترام
وهو يمشي بوقار
مع هذا الطول الفارع
والاناقه الملفته
ابتسمت
وهي تتذكر تصرفها معه
كم اسعدها انها استطاعت ان توصل اليه شئ ولو بسيط
مما تحمله له بداخلها
.................................................. ..........................................
(( ماذا تعني بتصرفها هذا؟؟؟))
ضربت بقبضة يدها على الطاولة
استرجع موقفها الاخير
وهي تنظر اليه
نظرات كريهه
نظرات تحمل مشاعر كره
كره واضح
لكنه تذكر دمعتها
قبل الامتحان
ما سببها؟؟
وجد نفسه يفتح الملف
ويتصفح اوراق الامتحان
باطراف انامله بحركة سريعه
نورس محمد الـــ
سحب ورقتها
نظر لاسمها
ونظرة سريعه لاجابتها
كان يتامل خطها الصغير
حروفه المتراصه مع بعضها
بكل ترتيب
كان يقرأ الاجابات
رغم قرائته السريعه لها
الا انها كانت اجابات نموذجية
تعجب من دقة اجاباتها
اغلق الملف وابعده عنه بما فيه من اوراق
استند على الكرسي
وعاد للتفكير لما بداخله..
ماذا يريد منها الان؟؟؟
ماذا حدث معها بعد ذلك اللقاء؟؟؟
هل تعيش حياتها طبيعيه؟؟؟
ام ان ما حدث اثر عليها؟؟؟
انه يجدها
انسانة متفوقة
محبوبة من الجميع
رغم قلة كلامها
الا انها تلفت انتباه من حولها
هذا شئ ليس له ان ينكره
ربما اول الشباب الذي لفتت انتباهه
وجذبته اليه
وجعلت لنفسها ذكرى مختلفة
لكنه لا يعلم الى الان اثارها النفسية عليها
وليته يعلم
تذكر حديثها مع حسن
هذا الطالب المميز لديه
تفوقه واخلاقه العالية يشهد بها الجميع
انتبه له
عندما دخل للامتحان وراها
اسرع الى اقرب كرسي لها
واخذ يحدثها
باهتمام
كان يلاحظ اهتمام حسن
وخجلها منه
نورس نفسها
لم تتغير
كانت كذلك عندما تراه في ممرات المستشفى
تكسو خديها حمرة رائعه
وتتوه نظراتها
هربا من من عينيه
التي تكاد تلتهمها
يتذكر
لفتاتها
وحركاتها
كيف تمسح على شعرها
وكانها ترتبه كلما لمحته
صوتها مازال هادئا
تتخلله نبرات حزينه
لكن نظراتها الاخيرة
مختلفه
مختلفه كثيرا
بدت كالانثى عندما تنتقم
فتح عينيه
ورفع النظارة الطبية
تنتقم؟؟؟؟؟؟؟؟
هل لنورس ان تنتقم لما تسببت به لها
هل من المعقول ان هذا ما يدور بخلدها
انقبض قلبه
وشعر بصداع
اعتاد ان يشعر به كلما ارهقه التفكير في امور حياته
رنين جواله يعود به لعالمه
لمكتبه في الجامعه
مكالمة خارجية
لابد انها سمورة
كما اعتاد ان يناديها
(( الو... اهلا سمورة.....))
...............................................
.................................................. .................................................. ............
العمة فريدة وهي تقرب الصحن لنورس...
(( اخبرني انه سيأتي في اجازة الكريسمس... وسيبقى اسبوعا او ربما اكثر))
نورس وهي تهم بتناول طعامها
(( رائع... كم اشتقت له... لا اصدق انه سيبقى عندنا كل هذه المدة...))
العمة فريدة(( ابنه طلال فقط سيحضر معه...))
بضيق سالت عمتها..(( وخالتي ام عبدالله ؟؟؟؟عبدلله ومحمد الن يأتيان؟؟؟))
العمة فريدة..(( عبدلله ومحمد لديهما امور متعلقه بالدراسه تمنعهم من القدوم... واعتقد ان ام عبدلله لن تقوى على ترك احدهم هناك لوحده..وخاصة محمد الصغير....))
نورس(( معك حق انها تقلق عليهم بصورة غير طبيعية ..))
العمة فريده..(( قلتها بنفسك هي تقلق عليهم لسبب وبدون سبب... وفهمت من اخي ان خواتها ربما يزورونها هناك....))
نورس وهي تتامل عمتها (( لابد ان عمي لم تمنعه كل هذه الامور عن زيارتنا.... اشتاق لنا..صحيح عمتي؟؟؟؟؟؟؟...))
العمة فريدة (( اكيد ابنتي.... هذا فهد الحنون...رغم بعده وسفره لم يتغير ابدا))
.................................................. .................................................. .....
ناصر في طريقه للمنزل
والضيق واضح على ملامحه
وكأن لم تكن تكفيه حيرته من نظرات نورس له
وتصرفها الاخير معه
حتى تأتيه مكالمة سمر
كم هو قلق عليها
منذ عودته للبلاد بدونها
وهو يشعر ان شئ ينقصه
ربما دلالها وطفولتها في تعاملها معه
والان يزيد قلقه
لسؤ صحتها
لم يستطع ان يلومها بانها السبب في ذلك
لابد ان السفر الى جنيف مع والدها ارهقها
وسبب لها متاعب في الحمل
جعلت منها طريحة الفراش
على الاقل حتى تصل للشهر السابع
باوامر من الطبيب
كان يتمنى ان يلتقيها
يرى كيف يكون شكلها مع الحمل
او ربما الان مع مضي الوقت
شعر بالحنين اليها...
لكن رغبته في العودة للبلاد اقوى
وكعادته كل يوم...
دخل منزله
بكابة
وحزن يتزايد
كلما التفت لزواياه
وعاد بذاكرته
الى اللحظات التي كان يقضيها مع والدته
وكيف كان هذا البيت الكئيب
يشع بالحياة
دخل غرفته الواسعه
واستلقى على الكنبة
بين السرير ومكتبه
مدد جسده المثقل
بالذكريات
والحنين
والحيرة...الحيرة المميته
اشعل سيجارته
واخذ نفسا عميقا
يحرقها
يحرقها كما يرغب ان يحرق كل الهم الذي بصدره
سحق عقب السيجارة على زجاج الطاولة التي بجانبه
وغطى عينيه بساعده
وغط في النوم
دون حتى ان يبدل ملابسه.................................................
تحياتي للجميع
اعذروني على التأخير لكن فعلا هناك ما يشغلني اكثر هذه الايام بسببه اتاخر في الكتابة
اعذروني خواتي
وان شالله نبقى على تواصل
هذا جزء
اعتبره من اروع الاجزاء في القصه
طبعا..
من بعد لقاء نورس بناصر ليلة زواجه
ومن ثم لقائه في الجامعه
والان المواجهه التي انتظرتموها
الشاطئ الــ11
الموجة الاولى
مضت الايام بصعوبة على نورس
غارقه في المذاكرة
اليوم تقديم اخر امتحان
من امتحانات منتصف الفصل
انهتها بعد ان فقدت كل طاقتها
اعتادت ان تعطي الدراسة اكثر من حقها
فهذا الشئ الوحيد
الذي تظهر به نفسها
وقدراتها
وصلت الى المنزل
والارهاق واضح عليها
ما تفكر به ان تدخل غرفتها
وتغط في نوم عميق
تعويض عن سهر الليالي
في المذاكرة
دخلت الصاله...
انتبهت لحركة غريبه في المكان
وكأن ضيوف مع عمتها..
في هذا الوقت؟؟؟؟
بصعوبة استوعبت
ان من يجلس مع عمتها
عمها ابو عبدلله
ومعه ابنه طلال
(( واخيرا عادت نورس...))
عمتها تقولها بفرح
وقف لها عمها
وبصوته الحنون
_(( نورس بنيتي... تعالي كم اشتقت لك))
كان واقفا مكانه
فاتح ذراعيه
عادته منذ ان كانت طفله
لابد ان يأخذها بين ذراعيه
تقدمت نحوه
وشئ من الخجل
واضح عليها
_(( تعالي نورس...))
اخذها بين احضانه
دون ردة فعل منها
سوى انها ابتعدت عنه قليلا
لتقبل جبينه
*نورس(( الحمدلله على السلامه عمي..لم اعلم بوصولك..))
العمة فريدة ((انا مثلك نونو... تفاجأت بدخوله علينا))
_ابو عبدالله(( اتمنى ان تكون مفاجأة حلوة))
العمة فريدة((بالطبع))
التفتت الى ابنه
الذي بادر بالتحيه
(( اهلا نورس ..تتذكريتي))
يتبع ,,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك