بداية

رواية نورس على شطآن الماضي -22

رواية نورس على شطآن الماضي - غرام

رواية نورس على شطآن الماضي -22

لا اشعر الا بحرارة الجمر الذي يسري مع دمي في عروقي
فأنا بوضع لا احسد عليه
تائه بين الماضي والحاضر...
لا اعلم لم كل هذا يحدث معي...
وليس امامي الا ذكر الله سبحانه وتعالى لحظتها
الحمدلله على كل حال...
قسوة الموقف...
ارجعني لما هو اشد قساوة...
ارجعني لزواجي الاول من ابنة عمي...
والذي نتج عنه ولادة طفل...
يحمل قلب ضعيف...
لم يكن قادر على النبض...
او على الحياة...
ما زلت اتذكرنظرتي الاولى له...
ابحث عن مشاعر الابوة...
المشاعر الذي يتحدث عنها الرجال من حولي...
المشاعر التي يتباهون بها كلما لمحتهم يصحبون ابنائهم معهم...
لكني لم اجد هذه المشاعر...
لم تكن هي التي شعرت بها
عندما لمحته حينها...
كانت مشاعر مؤلمة وموجعة...
لم افرح برؤيته كما كنت متوقعا..
انما كساني حزن غريب..
لم اشعر به مسبقا...
وانا المحه للمرة الاولى والاخيرة..
كان شديد الزرقة ويعاني ضيق في التنفس...
حتى لفظ انفاسه الاخيرة...
كانت صدمة للجميع...
لم اتحملها انا...
ولم تتحملها هي...
فقدنا طفلنا (( احمد))...
لقد اخترنا له هذا الاسم تيمنا بما كان يجول بصدرنا...
الحمد والشكر له سبحانه...الذي لا يحمد على مكره سواه...
بعدها قررنا الانفصال...
كان قرار مشترك بيني وبينها...
فكلام الاطباء يؤكد ان سبب هذا المرض زواج الاقارب...
وليس لنا القدرة على تحمل هذا الوضع ان تكرر...
مر على هذا الحدث سنوات..
تزوجت خلالها ابنة عمي...
لتنجب طفلين اصحاء...
سعدت لذلك...
فهي تستحق ذلك...
وحقيقة..لم يصعب علي قرار الانفصال عنها..
فزواجنا كان تقليدي..
كلانا لم يحمل مشاعر عشق للاخر...
وفترة زواجنا لم تستمر عامان....
لكن في نفس الوقت ليس بسهولة التي توقعتها...
فالفشل ليس من طبعي...
ولاتجاوز كل هذا...
كان علي ان افكر ان نجاحي هو من خلال اقتناعي بقدري...
وان استمر في ما اخطط له ...
ان اكمل دراستي..
وبعدها اقرر الزواج...
من فتاة بعيده عن العائلة...
وكانت سمر...
لكني لم اتوقع ان يتكرر الامر معنا...
سمر لم تتحمل فكرة خسارة الطفلين...
حالة غريبه اعترتها لحظتها...
رفضت رؤيتهما...
او ارضاعهما...
حالة نفسية كما اخبرني الطبيب...
فسرها انه خوف من تعلقها بهما..
وهي تعلم انها قد تفقدهما في اي لحظة...
كم هو صعب على فتاة بشخصية سمر ان تتحمل كل هذا...
وجعي يزداد..
الم يخترق شراييني
ليصل لاعماق قلبي...
فيما طفلاي بقلب عليل..
وبجسدهما النحيل...
تلتف عليهما انابيب ...
اشعر بأنها تفترسهما ..
لا تساعدهما على التنفس...
وتجعل من قلبهما صامد...حتى انتهاء الفحوصات...
في عمرهم هذا القصير جدا ....صارت الادوية تتسرب الى جسديهما..
محاولة لانقاذهما...
جسدهما لن يتحمل مثل هذه الادوية اكثر من اسبوعين..
فلابد من اجراء العملية...
وللان لم يتقرر الموعد...
فوزنهما منخفض جدا...
الطفل لم يتعدى الكيلو جرام...والطفله بالكاد اكملت الكيلو جرام...
لذا كنت اراهما اصغر حجما...
كانا اصغر من احمد...اصغر منه حجما...
ولكنهم صمدوا اكثر منه...
كتب لهم ربي ان يبقوا لاراهم...
وليعطني الاطباء الامل بعلاجهم...
تفاصيل كثيرة تحدث عنها الطبيب..
احاول ان استوعبها...
الامر بات يخنقني...
وليس امامي سوى الصبر على هذا البلاء...
عاد تفكيري الى سمر...
هل لي ان الومها ام اعذرها...
هي تعلم عن زواجي السابق...
وتعلم عن حالة الطفل الذي انجبته وفقدته بسبب المرض نفسه...
وحقيقة لم نقلق من تكرار الامر..
بما ان السبب زواج الاقارب...
وسمر لا تقرب لي...
اكاد الوم نفسي لارتباطي بها
بــ سمر
كان علي ان افكر جيدا..
وان اضع احتمال تكرار الامر معي...
وان حصل فــسمر ليست بالزوجة التي تتحمل كل هذا...
هذه النتيجة
رفض الدكتور جاسم ان ابقى مع سمر
بحجة نفسيتها مرهقة جدا
وهل للام ان ترفض ارضاع طفلها رضاعة طبيعية
وترفض حتى رؤيتهما او حتى البقاء في المستشفى الذي يضمهما؟؟؟
هذا ما اخبرني به الطبيب
سمر رفضت رضاعتهما وطلبت خروجها فورا من المستشفى وستتابع العلاج في المنزل
هل هي فعلا تعيش حالة نفسيه صعبة
تخشى ان تفقدهما بعد ان تتعلق بهما
ام تخشى تحمل مسؤلية طفلين عليلين
والدها هو من اكمل اجراءات بقاء الطفلين في المستشفى...
ودفع مصاريف العلاج مقدما
وزارهما خلال اليومين اكثر من مرة
ليطمأن عليهما
اعلم ان الدكتور جاسم لا يمثل ابنته ابدا
لكن في نفس الوقت لا يمكنه اجبارها على شئ ابدا
فهذه سمر المدللة...................
عادت بي الذكرى عندما عرض علي الدكتور جاسم الزواج من ابنته
استغربت كثيرا موقف الدكتور الذي احترمه كثيرا
ان يقوم بطلب مثل هذا مني
بحجة ان ابنته معجبه بي كثيرا
ولا ترغب بالارتباط بغيري
هل يمكن لأب ان يستجيب لطلبات ابنته لهذه الدرجة
لدرجة ان يطلب من شاب الزواج منها لانها معجبة به كثيرا
عرفت بعدها ان الدكتور جاسم متوقع منه اي شئ اذا كان بطلب من سمر ابنته المدللة
فهو لا يرفض لها طلب ابدا ابدا
كما انها تربت على يد زوجته الاجنبية
وعلى عادات تختلف كثيرا عن عاداتنا
حتى وان كانت في بلاده
بوقت لم اجد مبررا لرفض هذا العرض
سمر فتاة من عائلة معروفة
ووالدها دكتور جامعي محترم
هي جميله..وجمالها يفوق الوصف
دلالها اضفى لها شئ مميز في تصرفاتها
رغم اني وجدتها طفلة
لكني احببت البراءة التي تحتويها
ولم اكتشف الا الان...
اي طفله لها ان تتحمل مثل هذه التجربة الصعبة؟؟؟




الشاطئ الـ 13

الموجة السابعة


اجتمعت مع عمتي فريدة بعد تناولنا وجبة الغداء
لم نتطرق لموضوع خطبتها لسلمان
احترمت كثيرا رغبتها في ذلك
او ربما انها رغبتني انا
لم ارغب ان اشعر ان عمتي التي تحيى من اجلي انا تنشغل بغيري
وتفكر بتركي من اجل شخص اخر
من اجل سلمان...
عمي سلمان الذي فقد زوجته بعد ان تركت له ثلاث بنات
ثلاث بنات سوف تكون عمتي فريدة مسؤله عنهن ما ان تنتقل للعيش معهن
وتتركني...
لم افكر ان ارافقها..
مستحيل ان اقبل هذا الامر
وان قبلته لن يرضاه عمي ابدا...
الان عرفت لم عمتي لم تتكلم بموضوع الخطبة
لانها لم ترى مني اي قبول في الحديث عنها
وليتها فعلت بدل ان تلجمني بسياط تساؤلاتها
حينما التفتت لي وهي تضع كوب الشاي...
(( نونو تذكرين الشاب الذي التقيناه في المطار...))
لحظتها... ابتلعت قطرة الشاي الساخنه
دون اشعر بسخونتها حتى...
التفت الى عمتي...
لم اعلق...ابتعلت كل الكلمات لحظتها...
(( اعتقد انه ناصر الذي التقيناه في المانيا....تذكرين؟؟؟))
مازلت صامته...لم اعلق على شئ انتظر منها ان تكمل الحديث دون ان انهار امامها
(( ناصر... كان وقتها في بداية العشرين من عمره على ما اعتقد..يرافق امه....ورحلوا قبل ان يكملوا العلاج....))
كانت تنتظر مني ردة فعل..او اي تعليق...
وبصعوبة نطقت...
(( اعتقد اني تذكرتها ام ناصر...))
ابتسمت لحظتها عمتي...
(( نعم ام ناصر.... كنت احاول ان استرجع اين لمحت هذا الشاب لحظتها ولم اتذكر الا البارحة....))
واكملت...(( كان بودي ان اساله عن والدته..ماذا حدث معها... وهل عادوا بعد ذلك لاكمال العلاج...))
اخذها الحديث عنه لا اعلم لماذا...
(( تعتقدين انه تذكرنا؟؟؟ ))
ببرود اجبتها....
(( لا اعلم عمتي....))
وتعمدت تغيير الموضوع وبنبرة صوت مختلفه جدا..
(( اشتقت لعمي وطلال...))وانا ارفع كوب الشاي الخاص بطلال
ضحكت عمتي لحظتها....
(( طلال له حضور في اي مكان.. ما ان ادخل المطبخ والمح هذا الكوب... ابدأ في الضحك لوحدي...))
اخذت تضحك عمتي..وانا اشاركها الشئ نفسه
(( لقد تركها متسخه ببقايا الشاي... حتى تبقى ذكرى تصوري...))
كانت عيني عمتي تدمع من شدة الضحك
وهي تحاول ان تخبرني بشئ....
(( تفاجأت انه ترك لي علبة كريم الشعر الخاصة به في غرفتي وكتب عليها لذكرى تسريحة القنفذ...))
اخذني الضحك معها....
بدأ البيت يضم ضحكاتنا واصواتنا من جديد
من بعد صمت قاتل كان يحيط به
بعدها
بعد كل هذه الضحكات اخذتني الشجاعة
للحديث بموضوع عمي سلمان
(( عمتي... ماذا حدث بشأن موضوع عمي سلمان؟؟؟))
اخذت عمتي نفسا عميقا
رفعت عينها لي
ولكنها صمتت
ربما تبحث عن كلمات تاهت منها
بعدها نطقت
(( نورس... هل انت موافقه؟؟؟؟))
_(( هذه سعادتك عمتي...))
(( سعادتي بدونك يا نونو.؟؟؟.هل تتصورين ذلك؟؟؟))
_(( عمتي من حقك ان تعيشي حياتك..سنين من عمرك قضيتيها من اجلي..))
(( لا اعرف كيف سأتركك...))
_(( عمتي.. سأكون مع عمي فهد اطمئني... قولي بصراحة الم تتمني لحظة ان تكون لك عائلة؟؟؟))
(( نونو...تمنيت ذلك بعد ان اطمئن عليك في بيت زوجك...))
لا اعرف كيف اخذني الحديث معها
تجرأت بكلام لم اقوى من قبل حتى على التفكير به
كنت احاول ان اقنع عمتي بأن تفكر بنفسها ولو لمرة واحده
شعرت انها كانت تنتظر مني هذا الحديث
لتعطي موافقتها لعمي فهد
وهذا ما حدث
بعد صلاة العصر
كانت تحادث عمي فهد
وتؤكد له بموافقتها
ولكن لابد من امور يجب الاتفاق عليها
لا اعرف ماذا كانت تعني
لكنها في الاخير اعطت موافقتها
وبدى الارتياح واضح على ملامحها
ربما منحتها شئ من القدرة على الاتخاذ القرار بمجرد حديثي معها
وتشجيعها على الموافقة
امور بيدنا قد تبعث لنا ولغيرنا الراحة
ولكننا لا ندركها او ربما نتجاهلها

الشاطئ الـ 13

الموجة الثامنة


حزني يكاد يقتلني
يذبحني
ارغب فيمن احادثه
اكلمه
ادرت رقمه
(( اهلا حمد ...كيف حالك؟؟؟))
_(( اهلا ناصر...لم لاترد على مكالمتي؟؟؟ كيف حال الطفلين؟؟؟))
(( اعذرني حمد...امور كثيرة حدثت..انا اعيش في صدمة...))
_(( ناصر تكلم ماذا حدث؟؟؟ ))
(( الطفلان.... الطفلان يحملان عيب خلقي في القلب ...))
_(( لاحول ولا قوة الا بالله))
(( نعم يا حمد...ان الامر يتكرر..))
_(( اذكر الله يا ناصر...))
(( الحمدلله على كل حال...))
_(( وماذا قال الطبيب ؟؟؟))
(( اخبرني قد يكون هذا مرض وراثي ...ليتكرر معي...))
_(( ناصر... عزيزي..لا تقلق توكل على الله ... لكن لابد ان تتابع مع اخصائي امراض قلب...))
(( هذا ما حدث... حولنا الطبيب لأخصائي معروف ))
_(( وماذا قال لك الاخصائي؟؟؟))
(( كما كانت حالة طفلي الاول...عيب خلقي مركب في القلب))
_(( وما هو العيب بالضبط؟؟))
(( ثقب كبير بين البطينين مع عدم اكتمال الشريان الأورطي بحيث أن الدم المؤكسد لا يصل إلي المخ بصورة صحيحة..هذا كل ما فهمته منه.. ))
_(( اخبرني...كم وزنهما؟؟؟))
(( الولد...بدر..وزنه اقل من كيلو بجرامات قليله..بعكس اخته ..أمل تزيد عن الكيلو كذلك بجرامات قليلة...))
_(( هل اخبرك الطبيب ان لابد من عملية؟؟؟))
((نعم... اخبرني ان الان علاجهم بالادوية ومن ثم لابد من اجراء العمليه...لكن هل يصمدون لوقت اجراء العملية...))
_(( ناصر اعتقد ان الطبيب وضح لك... ان من هم في مثل حالتهما يعتمدون على الوصلة الشريانية))
(( حمد هذا ما لم استوعبه ....))
_(( ناصر ركز معي.... الوصلة الشريانية عبارة عن شريان يربط الشريان الأورطي بالشريان الرئوي داخل الرحم حيث أن الجنين لا يحتاج لرئتيه داخل الرحم وفور ولادته وتنفسه الأكسجين تغلق هذه الوصلة تلقائيا حيث لا فائدة لها بعد الولادة عند الأطفال الطبيعيين , أما الأطفال الذين يعانون من نفس هذه الحالة فتكون حياتهم متوقفة على بقاء هذه الوصلة الشريانية مفتوحة.))
(( والى متى يمكن الاعتماد على هذه الوصلة الشريانية؟؟؟))
_(( من اسبوعين الى 4اسابيع مع الادوية طبعا))
(( هل يعني لابد من العملية وهم في عمرهما الصغير؟؟؟؟))
_(( يحتاجان لعمل جراحة سريعة كونهما لا يستطيعان الحياة علي الأدوية مدة تزيد علي اسبوعين الى 4 أسابيع كحد أقصي , ولو تأخرت الجراحة فأن قلب الطفل سيعاني هبوطا لفترة طويلة مما يجعل نجاح الجراحة اصعب))
(( شرحك لحالتهما مثل ما حاول الطبيب يفهمني... لكني لم استوعبها الا الان..لا ادري ياحمد اشعر ان امور كثيرة تدور في عقلي يصعب علي استيعابها ...عقلي غير قادر على التفكير...))
_(( ناصر سأكون عندك في اقرب وقت...))
(( لا حمد... لا تزعج نفسك...))
_(( عن اي ازعاج تتحدث؟؟))
رغم كون حمد طبيب عام الا انه استطاع ان يوضح لناصر حالتهما ويخفف من قلقه ...بوقت لم يستطع الطبيب الاخصائي المعروف ذلك...
كم يحتاج الان لرفيق يكون معه في محنت هذه...
و واضح ان حمد مصر على الحضور
لا يرغب ان يتركه وحده في هذا الموقف الصعب
ولان يعلم كونه طبيب ان حالتهم تزيد صعوبة بسبب وزنهم المنخفض عن الطبيعي لكونهم لم يكملوا تسعة اشهر...
ولكون ناصر بعيد بصلته عن اهله
الى الان لم يخبرهم بأمر الطفلين
فقط هي زينة ابنة اخيه
على اتصال معه
الا انه اخفى عنها مرض الطفلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل كل شئ باركو لي رجوع جهازي سالم بعد رحلة علاج
اعذروني على التأخير
واشكركم على المتابعه
ويا حيالله ضيوفنا الجدد
ما ابغي اطول عليكم
هذا شاطئ كامل لعيونكم
وقبلها اذكركم...
فهد ابو عبدالله وابنه طلال
رجعوا الى بريطانيا
ناصر...
وحيد في لندن...مع طفليه امل وبدر الذان ولدا في الشهر السابع بعيب خلقي في القلب
نورس..
ابدت موافقتها على زواج عمتها من سلمان...والعيش مع عمها فهد في لندن
سلمان...
ارمل مع ثلاث بنات ينتظر اليوم الذي يجمعه بها ...بفريدة
الشاطئ الـ14
الموجة الاولى
الاجتماع الاسبوعي لمجلس ادارة الشركة
الجميع مندمج في الحديث
مع رئيس مجلس الادارة
حتى انتبه الجميع لاضاءة الجوال
هناك مكالمة تنتظره بينما هو يتحدث
حتى ادرك هو ذلك
لطالما نبه الجميع من ابقاء اجهزتهم تعمل
حتى لو كانت على الصامت
كما يفعل هو
لا يتركه مفتوح حتى لو كان على الصامت
الا اذا كان ينتظر مكالمة مهمة
وهل هناك اهم من مكالمة ابو عبدالله
كان اسمه الذي يظهر لى الشاشه
قطع حديثه ورفع جهازه
وهو يغادر مكانه متجه نحو الواجهة الزجاجية الكبيرة
التي تطل من الطابق السابع على الخارج
بدى هادئا
ويتكلم بصوت منخفض
لكنه انهى المكالمة وهو يكاد يطير من الفرح
لم يستوعب ما قاله ابو عبدالله
فريدة موافقه
كم هو سعيد
سعيد بهذا الخبر
انتبه لمن ينتظره
التفت لهم وهو يرسم ابتسامة على وجهه
اجتماع اليوم انتهى...
انهى الاجتماع وهو في بدايته
فلديه الاهم
عليه ان يخبر اخته بدور...
ويهيأ بناته للفرد الجديد في العائلة
كما عليه ان يخبر عمه واخوته
كي يكونوا معه يوم خطبته
الارتباك..والرهبه التي يعيشها
الان لم يشعر بها عندما قرر خطبة زوجته ام مروة
لكنها مشاعر تتجدد في كل مرة يأخذ قرار بالزواج من فريدة
انها المرة الثالثة
ولابد ان تكون الاخيرة
وبعدها تكون فريدة زوجته
تعيش معه تحت سقف واحد
هل لهذا الحلم ان يتحقق؟؟؟؟
الشاطئ الــ 14
الموجة الثانية...
خرجت من بوابة الجامعه
نحو مواقف السيارات
سريعة بخطواتها
رغم شمس الشتاء الدافئة
ولباسها...
البنطال الجينز الازرق الذي يضغط على ساقيها الطويلة
مع الجاكيت الاسود فوق الـ تي شيرت الاحمر
وقبعه بناتية من الجلد الاسود تلم قصاصات شعرها الكستانئي المبعثرة
الا انها ترجف من البرد
تحمل اوراق وملفات وكتب
حتى وصلت لسيارتها
الرياضية...
وكعادتها تبحث عن مفتاح السيارة
في حقيبة يدها الجلد الكبيرة المليئة بالاغراض
لكنها لا تجده الا بعد ان تنثركل ما تحويه الحقيبه
رنين الجوال اوقفها عن البحث
لتسحب الجوال من جيب البنطال
(( عمي... كيف حالك؟؟؟))
_(( اهلا زينة... انا بخير... كيف حالك؟؟))
(( بخير عمي... كيف حال الطفلين..بدر وأمل...اعتقد ان امل تشبهني ما رأيك...؟؟؟))
_(( أمل مازالت صغيرة ملامحها غير واضحه... ان شالله ترينها وتحكمين بنفسك....))
((ماذا عن بدر ... لابد انه كالبدر... ستقول يشبهك...؟؟؟))
_(......................)
(( عمي مابك...؟؟))
_(( لا شئ زينة... قد اتأخر في العودة لدي بعض الامور العالقه ..وقد اخذت اذن من ادارة الجامعه وهم مقدرين الظروف.... ساتركك الان..))
(( اي ظروف؟؟؟ انت تخبئ علي امرا ما؟؟ ؟))
_(......................)
(( عمي..ارجوك تكلم انت بخير؟؟؟ ماذا حل بالطفلين؟؟))
(( انا بخير ..بخير يا زينة... ولكن الطفلين بوضع حرج قليلا....))
واكمل..(( الطفلان مريضان..بمثل مرض ابني احمد... مرض في القلب...))
صمتا...
لم يقويا كلاهما على الحديث اكثر
ناصر غرق في بكاء كتمه منذ لحظة وصوله لمدينة الضباب
اما زينة...
فقدت توازنها
القت كل ما بيدها على الارض
وبقيت حقيبتها معلقه في ساعدها
وهي مستندة على سيارتها
حتى خرت على الارض
تريد ان تستوعب كلام عمها
لكنها لم تقوى الا على البكاء
تبكي طفلين يقاومان من اجل الحياة
لا يلمسان
منها غير الحاضنة
كما تبكي اكثر وحدة عمها
قلقها عليه
انه وحيد هناك في الغربة
تعلم ان اباها لم يفكر ان يسأل عنه
علاقته به ضعيفه جدا
ليس لخلاف معين
ولكن انشغاله بعمله يأخذ كل وقته
ليس لديه الوقت ليسأل عن اخيه
(( انت بخير؟؟؟))
رفعت رأسها بصعوبة
كان شابان واقفان بقربها
نزل احدهما لمستواها
(( هل حدث لك مكروه؟؟))
كانت تنظر اليه
لم تجبه
لا تدري ما عليها ان تقول
انتبهت اخيرا لما هي عليه
وقفت بحركة سريعة
وكل الكتب والاوراق والملفات مبعثرة عند قدميها
مسحت دموعها
(( انا بخير))
اخذت تبحث في حقيبتها
عن مفتاح السيارة
علها تجده الان
في حين كان الشاب
يلملم ما هو مبعثر على الارض
فتحت السيارة
بعد ان وجدت مفتاحها
ترى الشاب يقترب منها
ويضع كتبها واوراقها على السيارة
((ممكن ان اضعهم لك داخل السيارة))
صامتة لم تعلق على كلامه
بينما هو محتار في صمتها
ودموعها
لا يدري لم هي منهارة
هذا كان طبع
(( نبيل)) دائما
لا يغفل عن موقف امامه
فكيف ان كان مع بنت مميزة
مثل زينة
ابتعد نبيل مع صاحبه عن موقف السيارة
وكانا يرمقونها من بعيد
وهي تخرج السيارة من الموقف بسرعه
وابتعدت عنهم باقصى سرعتها
صوت احتكاك الاطارات يعم المكان
مع الرائحة الناتجه عنه
حتى انتبه لصاحبه...
((دائما هي مجنونة ...زينة...كيف تتفوق لا ادري؟؟؟))

يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -