رواية سالفة عشق -38
مراح أرد خل أعلمه كيف يصفطني طول النهار ولا يرد عليحسيت لحظتها أني صرت شريرة و مستمتعه وأنا أشوف الجوال يرن لآخر نغمة .. لكن بنفس الوقت قلبي مشتاق لصوته .. لما توقف الجوال عن الرنين .. تحسفت إني ما رديت عليه
لكنه ما مل وعاود الاتصال مرة ثانية .. بعد ثالث رنه رديت
حاولت أبين من نغمه صوتي الزعل واني ما خذه على خاطري منه : اهلين
عبد الله : هلا سلمى ، ليه ما رديتي علي أول ما اتصلت
بعد وله عين يقول لي ليه ما رديتي ، عدلت من جلستي على السرير : لا والله ، وأنت شوف كم مكالمة متصلة عليك .. وأنت حضرتك ما رديت
عبد الله : خير بغيتي شي
لا هذا شكله بيجلطني اليوم : آسفة إستاذ عبد الله ، إذا كنت أزعجتك بإتصالاتي .. لكن الشرهه علي إللي أحاتيك
عبد الله : أنا كنت مشغول على شان كذا ما قدرت أرد
: أحلف يا شيخ ، ما عندك خمس دقايق ترد فيها علي .. على الأقل أرسل مسج وطمني عليك ..
عبد الله : طيب ، حصل خير الحين إيش بغيتي
تضايقت مره من إسلوبه الجاف معي ، أول مرة يكلمني بهذا الأسلوب ، مدري أيش فيه علي ... خلاص ما عدت أقدر أتحمل بروودته ، وين رقه كلامه ولهفته
: سلامتك ، أنا الغلطانه إللي متصله عليك .. ما قدرت أكتم عبرتي أكثر .. رميت الجوال من يدي .. ودخلت رأسي تحت المخدة أكتم شهقاتي القوية ..صرت أبكي بقهر .. ما قدرت أتحمل أسلوبه
أنا ما تعودت يعاملني بهذي الطريقة أنا إيش سويت له ، في إيش ضايقته قو لوا لي يا ناس
ما أتحمل ما أتحمل هذي المعاملة مــا حسيت أنه مازال على الخط .. ظليت أبكي وأشهق من البكي
:
عبد الله ما تحمل يسمع أنين وبكاء حبيبته ، سحب مفاتيح سيارته وطلع من البيت على طول .. طار طيران لبيت سلمى .. تندم مليون مرة على معاملته الجافة لحبيبته .. حس صوت بكائها وكأنه خناجر تنطعن بصدره سلمى رقيقه حيـــل
طول الطريق سماعات الجوال بإذنه ويسمعها تشهق من كثر البكي ..تمنى لحظتها أنه عنده مفاتيح بيتهم على شان يقدر يدخل لهـا وصل عند بيتهم .. ووقف سيارته مقابل شباك غرفتها المطل من الدور الثاني
حاول يناديها علها تسمعه وتجيبه
" سلمى حياتي والله أنا آسف ،
سلمى حياتي
سلامي يا قلبي ردي علي
لا تعاقبيني بهذي الطريقة
والله ما أقوى على زعلك "
بعد لحظات حس أنها وقفت بكاء ، ما يدري هل هي سمعت كلماته ولا هذا نداء القلب وحست فيه
رفعت سلمى جوالها توقعت أن عبد الله قفل من زمان ، ما توقعت أنه ما زال على الخط وسمع بكائها ، سمعته يناديها وكأنه يناغيها
ردت عليه بهمهمة وكأنها طفله سارقين عروستها
" ســلامي حبيبتي "
سلمى : هممممممممم
عبد الله وهو ينزل من السيارة ويستند على باب السيارة وعينه معلقة على شباك غرفة سلمى
: حبيبتي تسمعيني
سلمى من بين شهقاتها : أيوه
عبد الله : أفتحي ستارتك وناظريني
سلمى ما صدقت أنه واقف عند بيتهم .. لكن لما تأخرت عبد الله هرن لها .. فخافت أنه يصحي الجيران
شغلت نور الأبجورة .. وحركت قماش الستارة بحذر وكأنها ما زلت غير مصدقة
أول ما شافها عبد الله ، كانت محاطة بهالة من النور وسط الظلام
عيونها تلمع من كثر الدموع إللي مغرفة فيها
وشعرها إللي بظلمة الليل الحالك متناثر بطريقة عشاوئية على كتفها وخصل على وجهها وتغطي جزء من عينها اليسار
عبد الله وعينه متعلقة بالقمر إللي متخبية بين الستارة : سلمــــى ، سلامي
تنهدت سلمى يا زين اسمها على لسانه ، وما فاتت ها التنهيدة عبد الله
: حبيبتي أنزلي تحت أنا انتظرك
سلمى بدلع : لا عبد الله ، الوقت تأخر
عبد الله مصر ماراح يعدي ها الليلة على خير : ترى إذا ما نزلتي ، راح أنط من السور وأجيك .. ما عندي ما نع
شهقت سلمى وهي تشوفه يقرب من سور بيتهم ، عبد الله مجنون ويسويها
سلمى : طيب عطني دقايق على ما انزل لك
بعد ما قفلت من عنده ، أتحتارت بعمرها تنزل له كذا ، ببجامتها !!
فتحت دولابها وطلعت لها أول بدله قدام عينها ، برمودا جينز وبلوزة طويلة وردية ولبست فوقها جكيت جينز قصير .. زينت شفاها بروج زهري فاتح ، بانت زهره شفاها وخدوها المحمرة من البكي
:
أول ما فتحت له الباب الخارجي .. سكر الباب من وراه
مسك يداها و قبل أصابعها وكل جزء من انسيابها .. يرى حبه في عروقها ،
مسح الدمع الذي يقطر من أهدابها .. فهي تبدو كا الطفلة المتعبة
مرر أصبعه من منبت شعرها لين خدها المحمر
يا عمري الدنيـــا ما تسوى تنام وخاطرك زعلان
ولا به شي يستاهل يخلي قلبك يعاني
طلبتك طلبتك كان لي خاطر
تبعد عنك الأحزان
فديت عيونك الحلوة
تبسم لو على شاني
" حبيبتي خلاص ابتسمي على شاني ، والله ما في يستاهل تبكين على شانه "
سلمى من شافته ما قدرت تحبس دموعها أكثر ، تكلمت من بين دموعها : طيب أنت ليه زعلان علي
حط يده على كتفها ، وأخذها ناحية الحديقة : راح أقولك لكن لا تزعلين علي
جلسوا على العشب الأخضر المشذب
وهو يناظر بعينها ، الدموع أعطتها بريق مختلف : بصراحة ما قدرت اليوم أتحمل وأنا أشوفك طالعه من الجناح وأنتي لابسة بلوزة بيضا والوايت كوت مفتوح
سلمى وهي مو فاهمه شي : البلوزة متينة مو شفافه أبد وطول عمري أفتح الوايت كوت ودايم أحافظ أن ما في شي من نحري يبان
عبد الله : عارف يا عمري ، لكن أنتي ما تعرفي تفكير الشباب .. أول ما يناظر البنت في صدرها
وما أحب ابد أحد يناظر زوجتي بها الطريقة .. لأن بصراحة شكلك كان فتااااان اليوم
سلمى خجلت من نفسها : عمري ما فكرت بهذي الطريقة ، طول عمري أحسن الظن بالناس .. وأحاول أحافظ على نفسي
عبد الله ، ابتسم لها : لأنك طيبه يا عمري .. وأنا ما أقول أن ملابسك فيها عيب ، لكن الأبيض أحسه مغري أو يبين المفاتن أكثر من غيره .. وأنتي الوايت كوت حقك واسع يعني في مجال تسكرينه وبكذا ما تبز مفاتنك
سلمى ابتسمت براحة : إن شاء الله ، لو تبيني أتنقب ما عندي ما نع
عبد الله : هههههههه ،والله ودي .. ودي يكون ها الجمال بس لي ..
لكن مراح أجبرك على شي أنتي ما تبينه ، إذا حسيتي حالك مو مرتاحة وأنتي كاشفه .. لأني مقدّر كيف أن في شي كاتم على أنفاسك طول اليوم
سلمى : من داومت ، عمري محد ضايقني لاني كاشفة بالعكس الكل يحترمني بالمستشفى ، إللي يحترم نفسة يجبر الأخرين يحترمونه ، وأحسن من بعض ناس متلثمة .. وتزين ذيك العين بالكحل من صباح ربي لنهاية الدوام .. يعني يا زعم هي متنقبة وهي متبرجة
عبد الله وهو يقرب منها وهو متمدد على العشب الأخضر براحة ومتكأ على يده : يعني راضية علي اللحين
سلمى تمثل أنها ما زالت زعلانه وقلبت وجهها للجهة الثانية : لا مو راضية ، يعني على حساب كذا زعلان ، طيب كان قلت لي أول ما طلعنا من المستشفى .. مو تخليني كذا على أعصابي طول اليوم
مسك ذقنها ولفه ناحيته : آسف يا روحي ، ما قدرت أتمالك نفسي ، حسيت نفسي أغلي من الداخل ويمكن وقتها لو كلمتك يمكن أنفعل وأعصب .. يمكن على شان كذا سكت وما حبيت أكلمك
دفته سلمى من كتفه : وتتركني كذا طول اليوم ، ما أحبك
مسكها من يدها قبل لا تقوم : على وين
سلمى : بروح أنام وبخليك بروحك
سحبها بخفة لناحيته وهو مازال منسدح : مراح تنامين الليله .. ما أقوى على زعل حبيبتي وتنام وهي زعلانه علي
سلمى بدلع : عبـــد الله
عبد الله وهو هيمان بحبها : عيـــونه
أحتوته بخجلها وحمرة خدها ، ظل مسحور بحسنها ، من خدها لين الشفاه ، وشعرها إللي ضاع بليله وتاه دخل أصابعه بشعرها الأسود إللي يعشقه ويستنشق عطر ليله
سلمى : أنت مجنون ، أنا بكرة وراي دوام وأنت بعد
عبد الله : أيـــه مجنون ، إيش فيها لو جنينا ليوم واحد
*
*
بعـــد ما لفت الإسكارف الصوفي الملون حول رقبتهــا ولفت شعرها بشال يناسب لون ملابسهــا .. طلعت من الاسويت ونزلت للوبي وين مـا كحيلان ينتظرهـا
لقته جــالس عند أحد كنبات المتناثرة باللوبي وحاط رجل على رجل وحاط يده عند ذقنه
نادته بهدوء لأن شكله سرحان : كحيــلان
رفع رأسهـا لها ، وأخذ نظره خاطفة لكنه نقل بصرة بسرعة عنها ، ما يبيها تلمح نظرة الشوق بعينه ، تعب منها ومن جفاها مع أنها اليوم صايرة غير وتصرفاتها غريبه ومحلوة أكثر بها الليل البـــارد
مشوا بقرب بعض ، أقرب من كل مرة
:
تمشينـــا بين أزقة ها المدينه الساحرة ببرد ها الليل .. الأنوار الهادئة تنزين الشوارع وكأنها نجوم مضيئة
أخذتهـا لمطعم شفته قبل يومين وعجبني جلسته هادئة ورومـانسيه الشموع تزين المطعم واللون الأحمر يغطية من مفارش الطاولة لشموع ، وفرقة موسيقية تعزف الكمان تغري وتجذب الناس للمطعم
أول مــا وصلنا للمطعم ، لاحظت أن ملامحها كشت وقفت بعيد شوي ما تقدمت معي
: خير أسيل ، المطعم مو عاجبك
أسيل : أنت وين جايبني ، المطعم مررررره ظلمى ، مستحيل نجلس هنـا
ناظرتها مستغرب : المطعم جلسته رومانسيه ، وكله شموع
أسيل : لا والله تبي تعميني ، مستحيل أجلس بهذا المطعم
صبرك يــا رب .. لما شفتها مصره تركنـا المطعم .. أول مرة أشوف بنت بحياتي تكره الأماكن الرومانسية والهادئة
لقينـا لنـا مطعم بمحاذاة أحد القنوات المائية ، أسيل : هذا المطعم شكله نايس
صحيح أن رائحة الأكل إللي يقدمة مغرية ، لكن منظر البــار إللي بوسط المطعم وزجاجات الشمبانيا والكؤوس المغلوبة رددني
أسيل : يله كحيلان خلنـا ندخل
: شنو ندخل أنتي ناظري كل إللي بالمطعم قدامهم كأس شمبانيا أو كأس بيره
أسيل : طيب حنـــا وش علينا منهم
زفرت زفره قله الصبر، صبرك يا رب : كيف تبيني أدخل معك مطعم كله خمور وسكرانين
أسيل بعصبية : خلاص انسدت نفسي من كل شي ما عاد أبي آكل
ومشت وتركتني ، هذي أكيد جنت ، أنا ما أرضاها لنفسي على شان أرضاها لزوجتي نجلس بمطعم كل الموجودين يشربون خمر ويمكن بعد كم ساعة يبدؤ يسكرون وكسرون الكؤوس
:
:
مــلل ها الكون .. مــلل مسفرني على شان يأخذني مطاعم عتمه وظلمه .. أيش دعوة خايفين يصرفون كهرباء .. حاطين لي شموع أرخص ما لت على وجيهم
ولما عجبني مطعم قال لي فيه خمووور ، طيب أغلب مطاعم أوربا تقدم خمر .. عجل ليه مسفرني ، إيش ها التخلف حنا إيش علينا من الناس .. كل واحد بحاله حنــا مراح نشرب معهم
تمشينـا بضياع بين الشوارع لين وصلنـا لساحة سان ماركو
كان فيه احتفال كبير قريب من المكان ، قال لي : خلينـا نروح نتفرج
ها المرة سكت لأن من جد بديت أجوع وعصافير بطني بدت تزقزق .. وصلنا لساحة ..
كان أزدحام سكاني غير طبيعي .. النـاس تأكل وهي واقف على طاولات دائرية مرتفعه وتشرب بيرة
كأنه مهرجان للمأكولات العالمية .. أنا من النوع إللي ما أحب أجرب أكل أنا ما أعرفه ، فاخترت لي مطعم ياباني .. حتى كحيلان جاء معي وقفنا في الطابور لين ما جاء دورنـا .. وأخذت لي طبق بالسمك والرز الأبيض وشوربة ولقينا لنا طاولة نأكل فيها
بعد ما خلصنا أكل قال لي كحيلان أنه راح يروح يشتري لنـا عصير فواكه مع حلى
تابعته بعيني للمكان إللي راحة ..
بوسط الزحمة شفت ناس تجي توقف جنبي بنفس الطاولة وكلهم ما سكين كؤوس مدري هي بيرة والله خمر ، أنا لا شعوري خفت وكش جسمي .. فقررت أروح ألحق كحيلان للمحل إلا راحة ..
لكن مدري كيف ضاع مني بوسط الزحمة وصلت للكوشك إللي يبيع عصائر ما لقيته .. ومع إزدحام الناس لقيت نفسي أتجه أتجاة ثاني .. تلفت حوالي علي ألمحة لكن ما لقيته .. قررت ألقى لي مخرج وأطلع من الزحمة .. فمشيت ومشيت ، قلت أكيييد لو بمشي من الخلف راح ألاقي طريق يوصلني للجهة الأمامية ..
لكن لقيت نفسي أضيع بشوارع .. بوسط ها الليل تلفت حولي .. أمشي في زران يق ضيقة وإضاءتها خافته
خفت من قلب .. أني ضايعه وغير كذا بمكان غير معروف .. أنا ما أدري أنا فين
وأشكال الناس إللي تمر غريبة مخيفة .. قرب مني رجال جثه .. مو مهتم لبرد الليل لابس تيشيرت كت ويده كلها فيها وشم مدري تاتو .. المهم أني إشمئزيت من شكلة قرب مني أكثر وبانت أشكال التنين المرسومة على ذراعه تكلم معي بالإيطالي أنا ما فهمت له
وبعدها قال لي : Are u Arabic , you speak Arabic or English
هزيت راسي بغباء ، خفت يعرف أني عربية ويعمل فيني شي : Farsi, speak Farsi
شفته كشر بملامحة ومشى .. بلعت ريقي لما شفته مشى .. حاولت أرجع بنفس الطريق إللي جيت منه
شفت مجموعه بنات وشباب .. يضحكون بشكل هستيري .. خفت خفت .. حسيت حالي بفلم رعب ، إحساسي أن كل إللي حولي رجال وناس سكرانين ..صرت أركض بخوف حتى أني ما اشوف الطريق إلا قدامي .. صدمت بكتف رجل كهل .. هو الوحيد يمكن إللي ما خفت منه لأن يبين من ملامحه المشربة بالحمرة من البرد الطيب .. سألته برجفة وجسمي كله يرتعش والدمعة متعلقة بطرف رمشي .. عن الطريق إللي يوصلني لساحة .. مسكين ما قصر مشى قدامي ودلني .. شكرته .. لما وصلت عند الجهة الرئسية لساحة ، لحظتها بس حسيت براحة لكني ما زلت مفتقدة للأمان عيوني صارت تتابع الرايح والجاي .. علي ألمح كحيلان بينهم وكأني أدور أبره في كومة غش ، طول ما أنا واقفة أقرأ آية الكرسي والمعوذات .. وقفت أكثر من ساعة أنتظره .. لين ما يئست المشكلة لا معي جوال ولا الكرت إللي يفتح الغرفة
سمعت صوته يناديني ، وكأنه جاي من مغارة .. تلفت حولي بخوف .. وينه ما أشوفه
شفته مقبل أمــامي .. من غير شعور مني ركضت له
: أسيل وينك ، دورتك بكل مكان
بكيت ، بكاء طفله ضائعة وارتمت بحضنه خايفه يضيع مني مرة ثانية
لقيت الأمان والدفا بحضنـه .. عمري ما تخيلت أنه ممكن يكون الأمان لي
كحيلان : خلاص حبيبتي ، أنا جنبك ما صار شي
تكلمت من بين دموعي : لا تتركني مرة ثانية ، أخــاااف
أعطاني من زجاجة الماء إللي عنده وشربت شوي منها علي أهدأ وأروي ظمأي من الخوف إللي نشف عروقي
كملنــا طريقنـا للفندق وهو ماسك يدي ، خايف أنه يضيعني
شفتوا شعور إللي كان عطشان وارتوى من الماء .. ما همني وين يأخذني المهم يكون جنبي ولا يتركني بروحي غريب هذا الإنسـان .. دايم يلقى الأمان عند الشخص إللي يكره ويحاول يعذبه
لمساته الدافئة أشعلت بقلبي شعور غريب لم أفهمه لم يعيه عقلي
هل هو شعور عذب أم عــذاب !!
راقبت يده العريضة وهي تحاوط يدي الضعيفة بالنسبة له
وكأنه يقيدني كقيد السجين البرئ ، فهل يعشق السجين قيده أو يحن يوما له !!
وقفنـا على أحد الجسور إللي توصلنـا لطريق الفندق .. ونسائم الليل الباردة تضمني بكل جرأة وتطير طرف حجابي .. ناظرت المنظر بعيون تائهة
ليــل ونجوم وهبوب ..
ناظري الميناء العتيق
والمباني القديمة كلها شعر ومواعيد قديمة
كل عاشق ترك بصمته بها المدينة
ناظري هذا قمرنــا لو تغطية الغيوم
وعيني تغطيها أستار الضباب
ليه كل منـا هارب من مصيره ، ليـه نعيش حاله اغتراب
غريبين كغربه الماء على الشطان
تولدت غربتنا بهذا الطريق
كنت أحلم بجنه .. لأثنين من العشاق يفوح منها العبير
كنت أحلم بعباءة من النجوم أختبئ منها عن الأنظار
وماتت أمنيتي على شفتي وأضاء بريق من عيني
صحوت من رحله أفكاري لما شعرت بيده على كتفي .. غريبة هي مشاعري اليوم
ليه ما عدت أكرهه وأنفر منه مثل قبل .. سحر عينيه يجذبني يعلقني في هــــواه
مدري إيش صابني معقولة سحرني !!
شفتها بعيون حايرات
تجرح الظلمة عيون ناعسات ، سلهمت وأغظت وتغطرس في بهائها
حققو بالشوف بلون الشفاه ، هو أخذ منها الشفق والله عطاها
كيف بأوصف زين كامله الصفات
كيف بأوصل بحروفي منتهاها
آآآآآآآآآه يا بعد حيي
ضيعت في شمسها فيي
عيونها موووووووت وأنا أموت بالموت
كثيرها غرق شووويي
همست لها بتعب : أسيــل ، خلينا ننسى الماضي ونبتدئ من جديد مع بعض .. ما تعبتي وحنا عايشين بهذي الطريقة .. متزوجين وكأننا أغراب والله أني تعبت تعبت
أسرت الصمت على الكلام ونزلت رأسها وكأنها تحس بالذنب ، أنا ما أبيها تحس بالذنب ، يمكن أثنينا مذنبين بحق بعض .. ويمكن أنا أكثر
تعمدت أجي أوقف قدامها وأراقب كل حركاتها لما طال سكوتها مسكت يدها إللي ضامتهم ببعض : أسيــل تكفين طلبتك
آآآه اليوم من زيي ، سلهمت لي برمشها
أسيل : جـــاك
*
*
صار لي أكثر من ساعة أتقلب بالسرير ، اليوم عندي أوف ومالي خلق أعمل شي على ها الصبح
سمعت رنه جوالي ، فمددت يدي للجوال أشوف منوا إللي راح يتصل علي على أول الصبح ، أستغربت لمـا شفت المتصل رقم الدكتور عبد العزيز ، أذكر أني البارح خزنت رقمه بجهازي أحتياط لو احتجت رقمه
رديت وأنا قلبي متوجس ، حاسة أن في شي من اتصاله الغريب : الووووووو
الدكتور عبد العزيز : الو ، السلام عليكم
: وعليكم السلام
الدكتور عبد العزيز : الدكتورة البندري !!
: أي نعم
ما أعطاني مجال أطري إسمه : سوري على الإزعاج معاك الدكتور عبد العزيز
: يا هلا
الدكتور عبد العزيز بجدية : داري أن اليوم إجازتك ، بس إذا ما عليك أمر تقدرين تجين المستشفى ، رئيس القسم طالبني وطالبك
: خير أن شاء الله
الدكتور عبد العزيز : أتوقع بخصوص المريضة إللي توفت أنتي إذا جيتي راح تفهمي الموضوع
: أوكي ، أن شاء الله أقل من ساعة وأكون بالمستشفى ، مع السلامة
قمت من سرير أغسل وأرشح وجهي بالماء .. غريبة أتصاله والأغرب أن head of the department
طالبنـا .. أنشاء الله خير
بدلت ملابسي على السريع ، ولبست عباتي مالي خلق أخذ معي الوايت كوت
نزلت تحت لقيت الأخ عبد الله منسدح على الكنب بالصالة وشكلة نعسان
: صبــاح الخير
رد علي وهو يتثاوب : صباح النور
: إيش عندك اليوم مو مداوم
وهو يتثاوب للمرة الثانية : مالي خلق أداوم
غمزت له : أكيييد سهران مع سلمى
عبد الله : ايييييييييه
: ههههههههههههه ، طيب دامك مو مداوم كان كملت نومك
عبد الله : الله يهديها الوالدة مصحيتني من صباح ربي تبيني أقضي لها بعض الأغراض
: ههههههههههه ، طيب كمل جميلك معي وقوم وصلني للمستشفى
عبد الله : يــــا الله ، يعني أنا مو مداوم على شان أتشغل عندكم سواق
: تستاهل محد قالك ما تداوم ، يا ما داومنا وحنا مواصلين .. أنت النوم عندك شي رئيسي
عبد الله : طيب خذي مفتاح سيارتي وشغليها على ما أغسل وأجيب جكيتي
أخذت من عنده المفتاح وطلبت من الخدامة تجيب لي عصير برتغال وأخذت الكوب معي السيارة .. وركبت عند جهة السائق ودخلت المفتاح وشغلت السيارة وفتحت النوافذ على شان يتجدد الهواء وشغلت الراديوا على بنوراما ..
يسعــــد صباحكم
لهجتها اللبنانية ، تخليني أبتسم غصب عني وتحسسني أن يومي راح يكون حلو
شدني منظر الحمام بالحيل ، يتطاير ويطلع من عشه بكل شوق ويرفرف حول نافورة البيت .. ويتلاعب بجناحه بالهوى ، وكأنه لعب بفؤادي
ذكرني بذيك الليــال
جاء عبد الله وفتح الباب : خير أنشاء الله ناوية تسوقي
: يــا ليت ، اشتقت لسياقة
عبد الله : ناوية نبات بالأحداث الليله
: هههههههههههههههههههه ، شدعوة
بس راح يجلدونك كم جلدة محترمة
عبد الله : أقول محد يبيله ضرب غيرك .. وأصلا من قال إذا سمحوا للحريم يسقوا بخليك تسوقي
: ليه بالله ، كاني لما كنت بالإمارات أسوق
عبد الله : الإمارات غير يا حلوة ، والسعودية غير
فهمت قصدة وضحكت : أصلا أنا مراح أسوق إلا إذا عملوا شارع للحريم ، السعودين مجانين بالسواقة
عبد الله : شكلك رايقة على اول الصبح .. يله خلصينا والله غيرت رايي ومراح أوصلك
ما نزلت من السيارة ، نطيت لسيت الثاني
عبد الله وحنـا طالعين من البيت : قلت لك أني شريت لي بيت قريب من بيت سلمى
فرحت له : صدق والله ، على البركة
عبد الله : الله يبارك فيك
: ومتى راح نشوفة
عبد الله : خلي صاحبه البيت تشوفه بالأول
: يعني خبرت سلمى
عبد الله : أيوة أمس خبرتها ، واستانست مررررررررررررره ، طارت من الفرح
: والله سلمى تستاهل كل خير
:
:
قبل لا أدخل المستشفى علقت بطاقة المستشفى حول عنقي ، بما أني مو لابسه وايت كوت ..
طلعت الدور الرابع لعند مكتب رئيس القسم .. لقيت الدكتور عبد العزيز والدكتور طلال واقفين جنب بعض
عبد العزيز بشكله الرسمي ، ببدله رمادية مخططة ونكتاي أزرق فاتح
بعكس الدكتور طلال ، شعره مرطبه بالجل سبايكي ومظهره شبابي أكثر
:
عبد العزيز بهمس لطلال ، ما حس بوجود البندري : أسمع إياني وياك تعلم أحد أن البندري كانت معي بالكول بذيك الليلة
طلال : ليه ،وش صاير
عبد العزيز من بين اسنانه : أنت اسمع كلامي وبعدين أعلمك ، مو وقته اللحين
تلفتوا أثنين لما سمعوا البندري تنادي : دكتور
عبد العزيز : هلا دكتورة
طلال : أوكي عبد العزيز أنا ماشي ، إذا احتجتني دق علي
عبد العزيز : أوكي ، ومثل ما اتفقنا
دخل الدكتور عبد العزيز مع البندري لمكتب الدكتور إبراهيم
ابتسمت البندري له ابتسامة تقدير واحترام ، ما توقعت أنه رجع من السفر : حمد الله على السلامة دكتور
الدكتور إبراهيم بصوته الثقيل إللي عاطية وقار أكثر من وقار الصلع : الله يسلمك ، أنتي أخبارك يا بنيتي
البندري: بخير
دعاهم للجلوس على الكنب : أنا اليوم جامعكم بخصوص المريضة إللي توفت بنزيف upper GI bleeding
ولد المريضة رافع دعوة ضد الدكتور عبد العزيز ، ويقول هو السبب بوفاتها وأنه ما اخذ إذن أولادها بالعملية وأن التقارير الصحية تثبت أنها كانت سليمة لين العصر ، يعني قبل وقت المغرب .. يعني الوقت إللي ابتدأ فيه مناوبة الدكتور عبد العزيز
أنا حبيت أسألك أنتي كنتي ذيك الليله مناوبة لأن اسمك من لسته المناوبين
البندري ، كان الخبر بالنسبة لها مثل الصدمة ، ما تخيلت في لحظة أن ينرفع قضية ضدها وضد الدكتور عبد العزيز .. هم ما عملوا شي غلط .. يعني الغلط أن يتركون المريضة تموت وهم واقفين يتفرجون .. هم حاولوا بكل ما يستطيعون
تكلم عنها لدكتور عبد العزيز ينقذ الموقف : دكتور البندري بذيك الليله مشت بدري ما كانت معي أبد ، هي استأذنت مني لأنها تعبانه
ناظرته البندري بإستغراب ، ليه يكذب ، ليه يبي يطلع إسمها من الموضوع ، لكن انلجم لسانها ما قدرت ترد بكلمة .. صعبه تكذبه قدام الدكتور
فكتفت أنها هزت رأسها لما سألها الدكتور إبراهيم إذا هذا الكلام صحيح أو لا
وبكذا قدام الدكتور إبراهيم .. هي خارج الموضوع
أول ما طلعوا من من مكتب الدكتور إبراهيم .. وطلعوا من القسم
نادت على الدكتور عبد العزيز .. تبي تفهم منه الموضوع
وقفوا خارج الجناح بالسيت بعيد شوي
البندري: دكتور ليه سويت كذا ، أنا ما طلبت منك تطلعني من الموضوع
عبد العزيز، وباين من ملامحة التعب والإرهاق : أنتي مو فاهمة شي يا البندري .. هذا فيها تحقيق وسين وجيم .. وأنتي توك ببداية مشوارك .. ما ودي تكون بملفك نقطة سودا وتتبهدلي وأنتي مرة
البندري : لكن يا دكتور
قاطعها بحدة : خلاص يا دكتورة ، الموضوع أنتهى .. أنتي بره الموضوع وأنا أقدر أتحمل المسؤولية كاااملة
ومشى عنها وخلاها واقفه بحيرة .. من تصرفاته
:
:
ظلم أنه يتحمل المسؤولية كاملة .. هو ما عمل إلا واجبه
ظلم أنه ينحرم من السفر ويكمل تخصصه ظلم .. ظلم
صحيح أني مـا أحبه لكن بنفس الوقت ما اكره ولا أتمنى له الشر ..
مستحيل أرضى بهذي المسرحية .. اهل المريضة بأي حق يرفعون قضية على الدكتور وهم عارفين زين أن حالهم أمهم سيئة وكانت كل يوم في حاله أسوء لازم أعمل شي مستحيل أوقف كذا ..
كلمت سلمى ممكن أنها تعرف دكتور بقسم المدسن يساعدني أحصل تقاير المريضة .. لكن الدبه سهرانه أمس مع عبد الله ومو مداومة
كلمت عبد الله يجيني .. لازم أخبره عله يساعدني ويلاقى لي حل لها المصيبة
*
*
بسيـارته ، طالع من الدوام
شغل سي دي شو أخبارك
صار ها العمـل شي روتيني لمـا يركب لسيـارة
يعيش جو مع كلمات الأغنية
تذكره فيهـا
وبشكلها الأثيري
لكن أنا لازم أترك هذي الأحلام وأرجع لأرض الواقع
لأن البنت رافضتني .. والله إيش تفسير طول المدة على شان توافق
يمكن أهلها منحرجين من سلمى وأمها لأنهم قرايب
لو تجي فسخ الخطوبة مني أحسن ، لأن مو بحلوة بحقي أنرفض وأنجرح للمرة الألف
بها الوقت رن جوالي ، أخذت السماعات ودخلتهم بإذني لأني ما أعرف أسوق والجوال بإذني
" الووووووو خالي "
: هلا سلمى ، أخبارك
سلمى : أخباري تسرك
: الله يسر حالك ، شكلك مغلطة برقمي ناوية تدقين على عبد الله ودقيتي علي
سلمى : ههههههههههه ، لا ها المرة مو مغلطة ابد متقصدة أدق عليك
: لا لا ما اصدق ، اليوم وين مصلية
سلمى : ههههههههههههه ، إيش دعوة يا خالي
: هع هع .. أحد حاطك على الهزاز ، على شنو تضحكين
سلمى : خااااااااالي عندي لك خبر ، يسوى مليون رياااااااااااااااال
وأنا أخذ اللفه اليسار إللي تأخني لطريق بيت أختي : مــا أظن في شي بحياتي يسوى مليون ريال
سلمى : وعروسة المستقبل ما تسوى عندك
بلعت ريقي وقتها .. ودقات قلبي علت .. وقفت على جانب الطريق الفرعي
: سلمى شنو فيه ، رفضتني صح
سلمى : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
صرخت فيها : سلمى وبعدين معك حرقتي أعصابي
سلمى : وإللي
يقولك
أن
: سلمى أختصري
سلمى ضحكت اكثر :
ريووووووووووووووووووم
: إيش فيها
سلمى : خالي صبرك ، ريوم وافقت على الإستاذ يوسف إللي يدرس بمدرسة .... الصف الأول إبتدائي ، إللي هو يصير خالي ، تعررررررفه !!
ما أظن في شي يوصف علامات الصدمة إللي بوجه يوسف ، لأنه للحظة فقد الأمل أن ريوم توافق عليه ..
***********
( الجـــزء الخامس والعشرين )
فتحت عيني بحــذر ، رائحة عطرة منتشرة بكل أنحاء الغرفة ، وتغلغلت برأسي
لقيته واقف قدام المرايا ، شكله توه حالق ويحط بيده العطر after shaving
من مونت بلانك ويحطه عند ذقنه
مثلت أني نـائمة لما شفته تحرك ، ما ودي يحس أن جالسة وكنت أراقب حركاته ،
مع أنه زوجي عادي يعني مو حرام ، لكن مدري ليه حسيت وكأني مسوية جريمة ،
حسيت به يروح عند البوفيــه الصغيرة إللي عند الصالة وسمعت صوت الماء يغلي في الغلاية ، لاحظت طول ها الفترة أنه أول ما يصحى يحب يشرب كوفي ، استغليت ها الفرصة ، ولفيت الشرشف على جسمي ونطيت للحمام عزكم الله بسرعة قبل يجي ويشوفني
فتحت المـاء السـاخن ، ودخلت فيه ، أكيد جربتوا إحساس إللي تتصافق أسنانه وترتعش أطرافة من البرد ، ويلاقي الدفا بالماء الساخن .. وده طول اليوم يظل بها الدفء
لكن أنا أحس الدفء نابع من قلبي ، أول مرة من مدة طويلة أحس براحة القلب قبل راحة الجسد .. أول مرة أنام من غير ما أحس مخي يشتغل ويفكر طول الليل ولا أفكر ببكرة شنو راح يكون مصيري ..
حطيت يدي عند قلبي ، شعووووور غريب يجتاحني ، لا اعرف ماذا يعتريني ، بريق إبتسامه تضيء حولي وتبتهج أيـامي
قررت أعيش ليومي ، أفرح ، الواحد كم مرة يعيش بها العمر
ليه أقضي باقي العمر بالتفكير والهم واللوعات والكربة
أطلقي لنفسك العنان يا أسيل ، فيبزغ فجر أيامي من جديد
الحب وهم نضحك فيه على أنفسنـا ، كــا أمي ، وجدتي تزوجوا من غير حب ، وعايشين سعيدين والحيــاة ما شية
نشفت جسمي ولفيت شعري بالفوطة ، راقبت وجهي بالمرايـا
حتى وجهك يا أسيل وأشراقته اليوم متغيرة ، كيف أن النفسية تنعكس على ملامح وجهنا وتعابيره
وأنـــا توني طالعه من الحمــام سمعت صوت كحيلان يكلم تلفون ، مو من عادتي أتسمع لأحد ، لكن هو صوته كان عالي ، شكله يكلم أخته عهود
" والله اشتقت لك ، أنتي أخبارك وأخبار أمي وأبوي ...
ههههههههههه ، لا والله ما نسيتكم أنتوا بالبال دايم
أسيل بخير تسلم عليكم
آآآآآآآآآآآآآآآه يا ختي ، أسيــل مهره عنيده
ودي يوم تحس باللي بقلبي ، تعرف أني أعشقهـااااااااا حد الجنون "
أنا لهنـــا وبس ، مسكت الجدار ، أحس الدنيا تلف فيني
ما قدرت اسمع الكلام الباقي
تراجعت للوراء بسرعة أحس مالي وجهه أقابله بعد إللي سمعته
أول ما قفلت الباب طحت على الأرضية الرخام الباردة ما عاد فيني حيل أوقف
مو معقوووووووول
مو معقووووووووووول
شنووووو إللي مو معقول يـا أسيل ، أنتي إللي كنتي عميا .. كانت على عينك غشاوة
والله في رجال بالدنيا يتحمل إللي شافه منك ، في رجال يتحمل أن تكون زوجته عايفته ، والله كان من ثاني يوم متزوج عليها.. إيش تفسرين صبره عليك ، لا تقولين أنه ولد عمك
ولد عمك مو ملزوووم يتحملك تصرفات كحيلان وتعاملة معي ، ما تصدر إلا من رجل عاشق
عـــاشق حد الجنون
آآآآآآآآآآآآه يا قلبي آآآآآآآآآآآه
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك