بداية

رواية غربة الايام -46

رواية غربة الايام - غرام

رواية غربة الايام -46

مشت ليلى وياها للباب . واطالعتها وهي تركب الموتر وتروح بيتهم. وردت عند خالوتها صالحة عشان تشوف شو سالفة مزنة وساروه. وما حطت في بالها ابد انه موزة روحت من عندها وهي متظايجة
في الكويت، فاطمة كانت غارقة في كآبتها رغم انها عاهدت نفسها ما تفكر بعبدالله عقب اليوم بس غصبن عنها كانت ترد وتفكر فيه. ولميا اللي كانت يالسة وياها هالاسبوع كانت ملاحظة التغير السلبي اللي تمر به ربيعتها وكانت وايد مقهورة من هالشي.
عشان جي سارت واستأجرت لهم كمن فلم اكشن عشان تعدل مزاجها وكانت واقفة في المطبخ تسوي لهم بوب كورن. وفاطمة يالسة في الصالة بالبيجامة ورافعة شعرها بمشبك ولابسة نظارتها وويهها شاحب من الهم. بعكس لميا اللي كل ما تمر عليها سنة تحس انها تصغر في العمر اكثر وخصوصا اليوم كانت مغيرة قصة شعرها وطالعة قمر. ابتسمت لها فاطمة يوم شافتها ياية من المطبخ والبوب كورن في ايدها..
فاطمة: "مب مصدقة انه لميا دشت المطبخ .."
لميا (وهي تيلس حذال ربيعتها وتشغل الفيديو بالريموت كونترول): " شفتي عاد؟ تخليت عن برستيجي ودشيت المطبخ عشانج. انتي عاد تخلي شوي عن مزاجج الأسود واضحكي عشاني.."
فاطمة (بدون نفس): "هاهاهاهاهاها. "
لميا: " أطر منج الضحكة انا؟؟ اضحكي عدل ويا ويهج.."
فاطمة: "ههههههههه. فديتج يا لموي والله مسوية لي جو هني.."
لميا: " ملزومة فيج شو اسوي..؟ اممم. صدقيني الحزن والتفكير ما راح ينفعج. انتي مب صغيرة. وتقدرين تتحكمين بمشاعرج. هالريال ما بينج وبينه أي شي غير رقم تيلفون وانمسح من موبايلج. "
فاطمة: "يا ربي على التناقَض. مب جنه انتي نفس الانسانة اللي نصحتني قبل شهر اني اتصل به واجدد علاقتي وياه.."
لميا (بنظرة بريئة): " أنا؟ متى كان هالحجي؟ "
فاطمة: " ما ادري بج. اسألي روحج.."
لميا: " اممم ما اذكر. اللي أذكره اني كنت دوم اعارض هالعلاقة.."
فاطمة: " ههههههه حتى ذاكرتج تشتغل بمزاجج يا لموي؟"
لميا: " هههههههه إي. امم. صدق فطوم ليش مسحتي رقمه؟"
فاطمة: "هو قرر انه ما يحتفظ بي في حياته. فليش انا احتفظ بشي تافه مثل رقم تيلفونه؟"
ابتسمت لميا: " فطوم؟؟"
فاطمة: "عيونها.."
لميا: " عقب هالعمر كله. وهالتجارب كلها . بعدني للحين اسأل عمري. هل في شخص في هالدنيا يستاهل انه نعطيه قلوبنا، ونكتب له كل اشعارنا، ونحلم به ليل نهار؟ هل في شخص يستاهل إنا نحفر اسمه في شرايينا ونوهبه كل المشاعر اللي في داخلنا؟"
فاطمة: " لو سألتيني هالسؤال قبل اسبوع كنت بقول لج اكيد في. بس اليوم مب متأكدة اذا كان في شخص في الدنيا يستاهل اني حتى اعفس مزاجي عشانه.."
لميا: " بخبرج بشي. محد ابد يعرفه . ولا حتى انتي.."
اطالعتها فاطمة باهتمام. وسألتها : "شو هالشي؟"
لميا: "تذكرين أول سنة لنا بالجامعة؟ "
فاطمة (وهي تبتسم): "أكيد.."
لميا: " تذكرين شكثر كنت دبدوبة هاذيج الايام؟"
فاطمة: "ههههههههه إي. والله انجاز اللي سويتيه بعمرج الحين. مستحيل اللي يشوفج الحين يقول هاي هي لميا أيام الجامعة.."
لميا: " الريجيم والرياضة ابتديت اسويهم لسبب . هاذيج الايام كان في حياتي سر . وكنت احرص دوم انه محد يعرف عنه شي. "
فاطمة: "سر؟"
لميا: " إيه. ببساطة كنت احب. كان حبي الأول. استمريت وياه سنتين على التيلفون. كان يتصل ببيتنا واتم اكلمه بالساعات . وكان قلبي المراهق متأكد من اني خلاص عشت الحب وهو كان دوم يقول لي انه يحبني وانه مستحيل أي شي في الدنيا يفرق من بيننا.."
فاطمة: "منو هذا؟؟ وليش ما خبرتيني عنه من قبل؟؟"
لميا: " بتعرفين الحين ليش ما خبرتج. المهم مرت الايام وكان دوم يحاول انه يجوفني وانا ما ارضى. بس في أول سنة لنا بالكلية قلت له انا موافقة انك تشوفني من بعيد. ووصفت له شو بلبس وهو كان موجود يوم كنا طالعين من الجامعة وشافني. "
فاطمة (باهتمام): " وبعدين؟"
لميا ( والدموع ابتدت تتجمع في عيونها): " اتصلت به أول ما وصلت البيت. كنت مستانسة اني جفته. غبية صح؟ . تدرين شو قال لي؟"
فاطمة: "شو؟"
لميا: "قال لي يا ليتني جفتج قبل لا احبج. كنت ما ضيعت سنتين من عمري عليج. قال لي انه يفضل يحب وحدة غبية وبدون شخصية على انه يحب وحدة دبة وخسفة شراتي.."
فاطمة لوت عليها ولميا حست انه الجرح ابتدا ينفتح مرة ثانية وبقوة في داخلها. بس عقب هالسنين كلها وعقب هالتصنع اللي كانت عايشتنه وقناع البرود اللي كانت دوم تواجه به الناس كانت محتاجة للحظة الصراحة هاذي. عشانها وعشان فاطمة..
لميا:" ساعتها عرفت انه الحب كذبة. مجرد مشاعر زايفة. وقصور من وهم نرسمها في خيالنا وبس. وعرفت انه ما في أي انسان يستاهل نتخلى عن كرامتنا عشانه.."
فاطمة: "يا حبيبتي يا لموي. "
لميا: " مب شي يديد على الرياييل انهم يجرحونا. ويعورون قلوبنا. ومثل ما انجرحتي من عبدالله انا بعد انجرحت في يوم. خلج قوية وخلي هالشي اللي استوى لج سبب عشان تكونين احسن واقوى. if it won't kill you, it will make you stronger honey"
فاطمة: " كالعادة حبيبتي. معاج حق. "
ضحكت لميا وهي تمسح دموعها وسألت ربيعتها: " بتشوفين الموفي؟"
فاطمة: " إيه أكيد. حطيه.."
قامت لميا تحط الشريط في الفيديو وابتسمت فاطمة وهي تطالعها. دام انه ربيعتها وياها ما له داعي تخاف. أو تحس بالتعب والحزن. ومهما كان النسيان صعب. بتواجهه فاطمة وبكل قوتها
.
.
.
في دولة ثانية، وبالتحديد في قطر ، كانت لميا (خطيبة أحمد) يالسة ع النت تسمع أغاني وتلعب pool ونوال اخت خطيبها يالسة ع الشبرية تقرا مجلة وتغني بصوت واطي ويا محمد عبده اللي صوته كان يوصلها من لاب توب لموي..
لميا: " نوال؟"
نوال (وعيونها ع المجلة): "همم؟؟"
لميا: " أحمد ما قال لج إذا بيمر بيتنا اليوم ولا لاء؟"
نوال: " لا ما جفته اليوم من الأساس. طلع الصبح من وقت وراح الدوام.."
لميا: " امس كان زعلان مني ومب راضي يرد على تيلفوناتي. تكفين نوال كلميه وخليه يتصل بي.."
نوال: " وليش حظرتج مزعلة اخوي؟"
لميا (وهي تبند الpool وتتصفح باجي المواقع): " اخوج دلوع . قلت له بأجل العرس شهرين زيادة وزعل.."
نوال: " يحق له. مب كافي يعني انه صبر سنة بحالها وهو يتعالج ؟ خلاص الريال ما يقدر يصبر اكثر.."
لميا: " بس انا محتاجة وقت اتجهز فيه اكثر للعرس.."
نوال: "بتتجهزين عقب ما تعرسين. بتشترين من اوروبا سوالفهم هناك احلى من اللي عندنا هني.."
لميا: " هممم. أصلا جي ولا جي أحمد ما بيرضى يأجل العرس. عنيد وايد اعرفه.."
ابتسمت نوال وردت تطالع المجلة. ولميا دشت على موقع كانوا حاطينه رقم واحد في قائمة المواقع العربية. وكان اسمه ليلى.نت . وتمت تطالع الصور اللي فيه وهي تبتسم. كانت فيه مجلدات كبيرة متروسة صور . والموقع مقسم لعدة اقسام ولميا كل شوي تبطل قسم وتطالع اللي فيه. ويوم وصلت لقسم إيطاليا قالت لنوال: " نوولة تعالي جوفي صور إيطاليا في هالموقع.."
نوال (بدون اهتمام): " جوفيهن بروحج انا شبعت من ايطاليا "
لميا: " كيفج.."
تمت لميا تطالع الصور وحدة وحدة ومتخبلة على ايطاليا . وحطت في بالها تخلي أحمد يوديها هناك في شهر العسل. خصوصا انه ما كان يشوف هاذيج الايام واكيد هو بعد ما استانس بروما. بس من بين الصور اللي شافتهن كانت في صورة خلت لميا تبطل عيونها ع الاخر. وتطالع الشاشة بكل تركيز..
كانت صورة احمد . وهو يالس في البيازا في روما. وصورته كانت وايد واضحة وتعليق المصورة تحت الصورة كانت كلمة وحدة بس " A Dream"
لميا حست بغيرة فظيعة تتدافع في داخلها . منو هال "ليلى هاذي" وليش بالذات صورت أحمد خطيبها؟ موقعها كان كله صور عن الطبيعة والمباني . الصورة الوحيدة اللي فيها ادمي كانت صورة احمد. وشو قصدها من الكلمة المكتوبة تحت الصورة. ؟
ما حست لميا بعمرها الا وهي ادور ايميل ليلى في صفحة " أتصل بنا" ويوم تبطلت لها صفحة الايميل كتبت لها لميا ايميل طويل عريض طلعت فيه كل اللي في خاطرها..
.

موزة يوم وصلت البيت على طول سارت فوق في غرفة اختها لطيفة. كانت محتاجة ترمس احد وما كانت تبا تيلس ويا امها في هاللحظة. ويوم بطلت باب غرفة اختها شافتها يالسة ع النت بثياب المدرسة وضحكت لها بتعب..
موزة: " والله انج مدمنة.."
التفتت لها لطيفة وهي تضحك وقالت: " وافتخر بهالشي.."
موزة: " قومي بدلي ثيابج مب زين جي.."
لطيفة: "عقب عقب. ألحين بشوف منو مطرش لي رسايل.."
تنهدت موزة وهي تيلس على الشبرية ومن سمعت لطيفة صوت التنهيدة. افترت وجابلت اختها وهي تسألها باهتمام: " موزوووه؟ شو فيج؟"
موزة: "ولا شي.."
لطيفة: "ياللا عاد قولي. شو فيج.."
موزة: "لطوف اشياء سخيفة. ما عليج مني ردي هذربي ويا ربعج.."
لطيفة (وهي تقوم من مكانها وتتمدد ع الشبرية حذال اختها): " مابا. خبريني شو فيج"
قربت موزة ويهها من ويه اختها وقالت بهمس: " متظايجة. وايد.."
لطيفة: "من شو؟"
موزة: "من ليلى.."
لطيفة: "معقولة؟ ليش شو سوت؟"
موزة: " هي ما سوت شي. بس بعد حاسة بظيج منها. تدرين هي اليوم سارت الشركة.."
لطيفة: " هيه خبرتيني.."
موزة: " وشافت مبارك هناك.."
لطيفة: " صدق؟"
موزة: "هيه. ورمسها. مدري وهي تخبرني. حسيت بظيج. لطوف هاي ربيعتي واحبها موت بس بعد حسيت بغيرة منها.."
لطيفة: " اعرف طبيعي تحسين بهالشي موزوه. بس بعد لا تخلين ريال يفرق بينج وبين ربيعتج"
موزة: "ما في أي شي ممكن يفرق بيني وبين ليلوه. ولا حتى مبارك نفسه. وانا ادري انه ليلى ما ادانيه..بس بعد. ما قدرت اقاوم احساسي بالغيرة. واني اتمنى لو كنت مكانها. وانا اللي شفته ورمسته.."
لطيفة: " موزة. غناتي لا تعذبين عمرج بهالافكار. انتي اصلا ما تعرفين اذا كانت مشاعرج تجاه مبارك حب او مجرد اعجاب.."
قاطعتها موزة وهي تنش فجأة وقالت لها بغضب: " نعم؟؟ إعجاب؟؟ لطوف انا احبه وانتي اول وحدة عرفتي بهالشي. !! كيف تقولين انه مجرد اعجاب؟؟ "
لطيفة وقفت ع الشبرية عشان تجابلها وقالت لها: " بس موزوه الحب ما ينولد من لحظة.."
موزة: "وانتي شو دراج؟ أصلا انا ليش ارمسج انتي؟ صدق ما عندي سالفة.."
نزلت موزة عن الشبرية ومشت بسرعة صوب الباب
لطيفة: "موزووه.."
بس موزة طلعت وصكت الباب وراها بقوة. ووقفت لطيفة تطالع الباب بظيج موزة غبية وهي غبية اكثر عنها. اثنيناتهم يحبون وهم. موزة تحب مبارك اللي مستحيل في يوم يلتفت لها. ولطيفة تحب مايد اللي عنده حبيبة ومب أي حبيبة. وحدة احلى عن لطيفة بألف مرة..
عضت لطيفة على شفايفها بقوة عشان ما تنزل دموعها وسارت للكمبيوتر وبندته. فجأة حست انها ما تبا ترمس حد ولا تبا تجابل الكمبيوتر كل اللي تبا تسويه انها ترقد. وتنسى همومها شوي
.
.
.
.
" غيبوبة؟؟"
ياسمين من الصدمة يلست ع الأرض لأنها حست انه ريولها مب قادرة تشلها. أبوها توه خبرها عن عبدالله مع انه يعرف الخبر من كم يوم بس ما حب يظايج ياسمين او يحنن قلبها على ريلها. عشان جي تريا شوي واليوم شاف انه الفرصة مناسبة عشان يخبرها..
ياسمين كانت تطالعه وويهها معتفس . وسألته وهي حاطة ايدها على قلبها: " منو خبرك؟"
علي:" اتصلت به ع الشركة وخبرتني سكرتيرته.."
ياسمين: " شو قالت ؟ من متى وهو في غيبوبة؟؟ شو استوى له؟؟"
علي: "جلطة دماغية. من يوم . احم . الجمعة.."
ياسمين: "شوو؟؟؟؟ يعني انا السبب!!! انا اللي ذبحته. أن السبب. "
انصدم علي من ياسمين اللي غطت ويهها بإيدها وابتدت تصيح بقوة. ما توقع منها ردة الفعل هاذي. هو توقع انها تظايج بس مب لدرجة انها تصيح . ويلس حذالها ع الارض وقال لها: "وانتي ليش تصيحين الحين؟ انتي بروحج قلتي انج ما تحبينه.."
ياسمين: "أبويه ودني عنده ابا اجوفه. الله يخليك. ودني المستشفى. هو في المستشفى الحين؟؟ بتوديني باباه صح؟؟"
علي: " انتي شو تقولين؟؟ نسيتي انه طلقج؟؟ تبين تفظحيني؟؟ "
ياسمين يودت ايد ابوها ورصت عليها وهي تصيح من خاطرها: " باباه الله يخليك. الله يخليك. ودني عند عبادي. الله يخليك. بس بشوفه من بعيد والله ما بدش عنده الله يخليك.."
علي ير ايده من ايدها وقال لها بنبرة حادة وهو يقوم عنها: " بس !!. ولا كلمة. دوم تسوين اللي في راسج ولا عمري خالفتج او رفضت لج طلب. لكن هالمرة بتتأدبين وبتسوين اللي انا اقول لج اياه. تفهمين..؟"
بس ياسمين تمت تزاعج بصوت عالي وتضرب الارض بريولها وهي تصيح. " بشوفه يعني بشوفه وبسير لها باباه. بسير العين بروحي. مب لازم انته توديني . بسير بروحي!!. مب على كيفك...!!!"
علي كان يطالعها بقهر ومب متحمل صوتها ولأول مرة في حياته يمد إيده عليها حتى انه ياسمين سكتت من الصدمة . وما قالت شي. نشعها علي من شعرها وخلاها توقف غصبن عنها وقال لها وهو شوي وبيذبحها: " من اليوم ورايح هالدلع بتودرينه وبتسمعين كلامي وبتنفذينه. تفهمين؟؟"
ياسمين كانت تطالعه برعب وإيدها على شعرها اللي تحس انه بينجلع من الجذور. ويوم ما ردت عليه شدها علي من شعرها بقوة اكبر وعاد سؤاله: "تفهمين؟"
ياسمين (بين دموعها): " آاااي!!. هيه. ان شالله.."
علي: " عبدالله بتشوفينه يوم انا بقرر هالشي. وان حطيتي في بالج تردين له بذبحج بيديه الثنتين. مب ناقص الا انتي بعد تهدمين كل اللي بنيته للحين.."
اطالعته ياسمين بصدمة وهو يطلع من غرفتها ويصك الباب وراه بقوة . أبوها أول مرة يعاملها جي. حست بوحدة فظيعة وهي تطالع الباب . ولأول مرة من يوم تطلقت تحس ياسمين بالندم على قرارها. وبتعب. وهي بعدها تصيح تمددت ياسمين على شبريتها وحظنت المخدة وابتدت تصيح بقوة وهي تفكر باللي ممكن يستوي بعبدالله..
.
.
نهاية الجزء السابع والعشرون
.
.

الجزء الثامن والعشرون

" أكره الانتظار! وأكره تيلفوني يوم ما يطيع يرن..! "
تنهدت موزة بملل وطاحت على شبرية لطيفة وهي تطالع شاشة موبايلها بقهر. وكملت رمستها اللي مأذية بها اختها من ساعة ونص ألحين. " محد يفكر يتصل بي. ولا حتى مسج . إلا من أمارات كول طبعا!!. وين راحن ربيعاتي؟؟ شو السالفة؟ نسن انه عندهن ربيعة اسمها موزة؟؟"
لطيفة (وعيونها على شاشة الكمبيوتر): " الحين بتظايجين بعمرج عشان شي تافه مثل هذا؟"
موزة: "شي تافه صح. بس في نفس الوقت يخليني احس بأهميتي عند غيري.."
لطيفة: " قصدج اهميتج عند ليلوه.."
موزة: " أنا ما يبت طاري ليلوه.."
لطيفة : " اااه موزووه انتي هالحفلة كلها اللي مسوتنها بسبة ليلى . حاسة بالذنب لأنج من يومين ما رمستيها.."
موزة: "وليش أحس بالذنب؟ هي اللي ما كلفت على نفسها وفكرت تتصل بي"
لطيفة: " يمكن انشغلت.."
موزة (وهي تنش وتسير صوب الدريشة): "ويمكن حاسة بغلطتها ومستحية.."
فصخت لطيفة نظارتها واطالعت اختها وقالت: " ليلى ما غلطت. لا توهمين نفسج بإنج الظحية.."
موزة كانت واقفة عند الدريشة تطالع الجو الربيعي الرائع اللي برى وتحس ببرودة شديدة تسري في ظلوعها. مهما حاولت تقاوم هالمشاعر اللي في داخلها بس بعدها حاسة بالخيانة من ليلى. وبعده قلبها ينعصر من الغيرة كل ما فكرت بمبارك وهو واقف في المكتب ويطالع ليلى. ويسولف وياها. تعرف انه مشاعرها انانية وسخيفة وتعرف انه ليلى نيتها صافية بس بعد تعرف انه هالاحاسيس اللي استقرت في قلبها من يومين مستحيل تتغير أو تختفي بهالسهولة..
لطيفة اقتربت منها ووقفت وياها تطالع الحديقة وسألتها فجأة: " منو الأهم بالنسبة لج . ليلى ولا مبارك؟"
موزة تنهدت وجاوبتها بسرعة: "تعرفين اجابتي على هالسؤال . أكيد ليلى.."
لطيفة: " أنا ما ابا اجابة مني والدرب. فكري زين. منو الأهم؟ "
موزة: "قلت لج ليلى هي الأهم.."
لطيفة: "يعني لو يا مبارك وخطبج وفي يوم من الايام قال لج لا ترمسين ليلى لأني ما ادانيها. بطيعينه؟"
موزة:" على فكرة سؤال غبي بس بجاوبج. ساعتها بيكون مبارك خطيبي ولازم اسمع كلامه اوكى؟"
لطيفة: "لا مب لازم. بس انتي الحين بينتي لي انه مبارك هو الاهم في حياتج.."
اطالعتها موزة بنظرة حادة وقالت: " مب على كيفج تقررين هالشي!"
لطيفة: "عيل ليش مب رايمة ترمسين ليلى؟"
موزة: "برمسها الحين وبتشوفين انه عادي!"
سارت موزة صوب الشبرية وشلت موبايلها عشان تتصل بليلى ولطيفة كانت تطالعها بخبث وتبتسم. كانت تعرف انها اذا استفزت موزة أكيد بتتصل بليلى وبينتهي هالخلاف الغبي اللي من طرف واحد..
ليلى في هالوقت كانت يالسة تراقب شمسة وهي راقدة وتبتسم وتفكر بكل اللي استوى لها في هالأيام اللي مرت عليها. رغم الساعات القليلة اللي مرت عليها وهي في الشركة إلا انه مجرد وجودها هناك خلاها تحس بأحاسيس مختلفة وحلوة وايد. حبت كل شي في الشركة. الديكورات . روان. الملفات والشغل وجو الاثارة والتجديد اللي عاشته. حتى موقف مبارك السخيف وياها حبته. وضحكت الحين وهي تتذكره. بينها وبين نفسها اعترفت انه فعلا وسيم وما لامت موزة يوم انها انعجبت فيه. بس وقاحته وغروره هم اللي مخربين عليه . في كل موقف جمعها وياه كانت ليلى تقتنع أكثر وأكثر بإنه هالانسان فعلا في منتهى الغرور وقلة الأدب وتساءلت ليلى بينها وبين نفسها إذا كان هالغرور نابع من داخله. ولا مجرد قناع يواجه به العالم ويعتمد عليه عشان يكون قوي؟
عقدت ليلى حياتها وضحكت ضحكة عصبية وهي تقول في داخله" الحين انا ما لقيت الا هذا اشغل بالي وافكر فيه؟" وردت تتأمل ملامح الطفلة اللي لفتها بالشال الوردي قبل شوي ورقدتها على شبريتها. شمسة كانت مثل الملاك. عمرها 20 يوم بس وملامحها في غاية الجمال وكل اللي شافها أو لمحها على طول حبها . ومن الحين كان واضح جدا انها تشبه أمها ياسمين وهالشي بدل لا يظايج ليلى بالعكس فرحها لأنه ياسمين رغم كل عيوبها الا انها كانت في غاية الجمال. والظاهر انه شمسة بتكون حتى أحلى عنها..
انتبهت ليلى من أفكارها على صوت الموبايل اللي اهتز وهو على طرف المخدة وشلته ليلى بهدوء ونشت عن الشبرية وهي تطالع الرقم. وابتسمت وهي ترد عليه بدلع..
ليلى: " ألوووه؟"
موزة (بتوتر):" مرحبااا.."
ليلى: " لا ترمسيني ولا تحاولين تبررين لي موقفج.."
موزة: "ههههه أفاااا. ليش عاده؟"
ليلى: " يومين ما تسألين عني ولا حتى تردين على موبايلج يوم ادق لج؟"
موزة: " ليلوه دقيتي لي مرة وحدة بس.."
ليلى: "أوكى وليش ما رديتي ادقين؟"
موزة: " انشغلت.."
ليلى: " في شو؟"
موزة: " أشغال هني في البيت. انتي شحالج؟"
ليلى: " الحمدلله بخيير متولهة عليج وايد.."
موزة: " حتى انا حبيبتي.."
ليلى: " ما بتين عندي؟"
موزة: "اممم كنت افكر بهالشي. بس امايه ما بتخليني اتم وايد امس هازبتنا وتقول إنا مول ما نيلس في البيت. "
ليلى: " ههههه فديتها والله.."
موزة:" اسمعي انا باي جي ربع ساعة لأنه في بالي شي أبا اسويه.."
ليلى: "شو هالشي؟"
موزة: " بصور baby شمسة عشان أرسمها.."
ليلى (بفرح): " صدق؟؟ بترسمينها؟"
موزة: "هيه بتكون هدية حلوة تعطينها لعمج يوم بينش بالسلامة.."
ليلى: " حبيبتي يا موزوه والله you're the best "
موزة: "إحم إحم. ادري ادري ما يحتاي تقولين.."
ليلى:" ههههههه. اترياج اتين لا تتأخرين. "
موزة:" اوكى ساعة بالكثير وبكون عندج.."
بندت ليلى عن ربيعتها وهي تبتسم وقالت لشمسة اللي كانت راقدة بكل براءة. " منو قدج شموس؟ بيرسمونج. أنا ربيعتها من سنة وشوي وما فكرت ترسمني وانتي توها تعرفج وشوفي المعاملة الخاصة..!" وباستها على خدها بسرعة وسارت صوب الكبت عشان تبدل البيجاما اللي كانت لابستنها
.
.
.
.
عيونها كانت على شاشة التلفزيون ودموعها صار لها ساعتين وهي مغرقة ويهها. وعلى شاشة الإم بي سي حفلة محمد عبده اللي من ابتدت وياسمين تحاول تسيطر على دموعها بس مب قادرة. عبدالله ما كان يسمع الا محمد عبده وكل اغنية من الاغاني اللي يغنيها في هالحفلة كانت لها ذكرى في بال ياسمين. وخصوصا الاغنية اللي كان يغنيها في هاللحظة. " يا ما جددت الأماني في غيابك. ويا ما رددت الأغاني في عتابك. كنت من شوقي إليك. أحسب اني بين إيديك!. ولما جت عيني عليك. وبانت الحيرة عليك. صرت أترجى دموعي. لا تبين له خضوعي!" هالاغنية وهالمقطع بالذات كان عبدالله وايد يحبه ومن كثر ما كان يحبها تعلمت ياسمين انها تحبه بعد. كانت مصدومة بهالاكتشاف اللي اكتشفته. انها تحب تسمع اغاني محمد عبده وهي اللي كانت تظايج منهن قبل وتعتبرهن مملات. وهذا مب الاكتشاف الوحيد اللي اكتشفته ياسمين من يوم عرفت انه عبدالله في غيبوبة. فجأة اكتشفت انها متولهة عليه وانها حاسة بالاختناق من دونه. حاسة بالفراغ والوحدة وبشي ثاني مب قادرة تفهمه..
التفتت ياسمين وراها واطالعت شبريتها وعيونها تبين الجرح اللي تحس به في داخلها. ونشت من مكانها وتمددت على الشبرية ومدت ايدها تحت المخدة وطلعت الشي اللي احتفظت به تحتها طول الاسبوعين اللي مروا عليها وهي هني. كان قميص بنتها شمسة اللي لبسته يوم يابتها ياسمين البيت. لقته في غرفتها عقب ما روح عنها عبدالله يوم الجمعة المشئوم واحتفظت به تحت المخدة بدون تردد..
رفعت ياسمين القميص وحطته على ويهها واستنشقت ريحة بنتها اللي كانت عالقة في القميص وحست بالدموع تتيمع في عيونها مرة ثانية . رغم انها ما تبا تعترف بهالشي بس بنتها وايد كانت واحشتنها وحاسة بألم فظيع في قلبها من دونها. مب عارفة ترمس منو أو تعبر عن مشاعرها بأي طريقة. تعرف انها غلطت غلطة العمر يوم تخلت عنها بس ما في أي مجال انها تصلح غلطتها الحين. خصوصا انه عبدالله في المستشفى بسببها هي..
تكورت ياسمين على الشبرية ويلست تصيح بكل قوتها وهي حاظنة القميص الوردي الناعم . كانت تصيح كل اللي ظيعته من إيدها وكل اللي كان ممكن يصير وحطمته بأنانيتها..
تحت في الصالة، كانت نهلة واقفة ترمس علي بن يمعة وملامح ويهها معتفسة من الخاطر والظيج باين عليها
علي (بقلق واضح): " رمسيها وخليها تظهر من الغرفة. من يومين ما كلت شي ولا طاعت تبطل الباب"
نهلة: " عمي شو تتوقع منها عقب ما صفعتها؟"
علي: " قهرتني . قامت تزاعج يوم خبرتها انه عبدالله في المستشفى. انا مب قاصد اظربها هي تعرف مكانها في قلبي وانتي تعرفين بعد .."
نهلة: "أعرف عمي اعرف. (تتنهد) انا بسير اشوفها بس ان شالله اطيع تبطل الباب "
علي: " انا بترياج هني تحت.."
ابتسمت له نهلة وركبت الدري وهي تفكر بربيعتها اللي انجلبت حياتها 180 درجة في خلال 20 يوم بس. نهلة كانت وايد مقهورة من ياسمين ومن القرارات اللي اتخذتها في هالفترة وكانت مب ناوية ترمسها عشان تأدبها. بس يوم اتصل بها علي بن يمعة اليوم وخبرها انه ياسمين تعبانة ما رامت تكابر اكثر ويتها على طول. ويوم وقفت عند باب غرفتها دقته بهدوء ونادت عليها بحنان: " ياسمين؟؟ حبيبتي بطلي الباب.."
ياسمين يوم سمعت صوت نهلة ترددت تبطل لها الباب ولا لاء. خلال هاليومين تعودت على عزلتها وما كانت حتى تحس باليوع. كل اللي تباه اتم بروحها وتجابل التلفزيون بس. وموبايلها من يوم فرته في الحديقة ما تعرف عنه شي. حالتها كانت وايد صعبة والحين وهي تسمع صوت ربيعتها حست بدوخة وكأنها وعت من حلم طويل. ووقفت عند الباب بتردد قبل لا تبطله بأصابع ترتجف. وأول ما شافت ويه نهلة انفجرت الدموع في عينها ولوت عليها بقوة ودشت نهلة الغرفة وهي تحاول تهدي ربيعتها..
نهلة:" حبيبتي خلاص هدي أعصابج. والله حرام اللي تسوينه في عمرج!"
ياسمين (تزاعج): " أبا بنتي. نهلوه أبا بنتي. وعبادي..مابا اتم هني مابا. مابا. مابا!!!"
وردت تصيح مرة ثانية ونهلة لاوية عليها وتمسح على شعرها وهي مب عارفة شو تقول لها عشان تخفف عنها. لأنها تعرف ومتأكدة انه اللي انهدم في حياة ياسمين مستحيل انه يتصلح..

.
.
"وشو دراك انه ولدك يالخديه؟؟"
سؤال صالحة نزل على راس فهد مثل الصاعقة. رغم انه هذا هو الشي الوحيد اللي كان يفكر فيه طول الاسبوع اللي مر عليه وهو يعرف عن حمل مرته بس لأنه هالافكار كانت في داخله ما كانت وايد مأثرة عليه والحين يوم تجسدت أفكاره في كلمات أمه وسمع سؤالها ما قدر يخبي الغضب اللي بان في عيونه..
فهد: " أمايه انتي شو تقولين؟"
صالحة (تقلد صوته باستهزاء): " "أمايه انتي شو تقولين؟ . أنا ابا اعرف شو اللي مخلنك تستحملها للحين. من زينها ولا من زين سمعتها؟ خلها تلتعن بيت اهلها وانا بزوجك ليلى بنت اختي. "
تنهد فهد بتعب وهو يطالع الصوب الثاني ويحاول انه ما يعصب
صالحة: " يوم قلت لك بخطب لك ليلى ما طعت. ما بغيت الا هالخايسة شيخوه. وشوف شو سوت بك."
فهد: " امايه انا ليلى ماباها. ولا عمري فكرت بها . وشيخوه غلطت والحين.."
صالحة: " غلطت؟؟؟ بس؟؟ هذا اللي طلع منك؟؟ هيييييييه ظاعوا الرياييل!! ظاعوا الرياييل من عقبك يا بو فهد. "
فهد: " يعني ما بكون ريال في عينج الا اذا طلقتها؟؟ "
صالحة: " هيه يوم انك ما رمت تذبحها ع الاقل طلقها..!!"
فهد: " بس أنا.."
صالحة: " طلقها شو تبا فيها بعد؟؟ "
فهد: " امي قلت لج شويخ حامل!!"
صالحة: " وعشان جي لازم اطلقها!!. تراها وياك من اربع سنين . ما حملت. انته ما فيك مخ؟؟ ما تفكر؟"
فهد: "حرام اظلمها امايه . استغفري ربج!!"
قامت صالحة عنه وهي تقول: " هاي مسوية لك عمل. "
اطالعها فهد بتعب وردت تقول: " هيه نعم مسوية لك عمل. ولا ما بتسكت عنها هالكثر. "
فهد: " امايه والله تعبت من هالسالفة كلها ولاعت جبدي. خلاص عاد والله ابا ارتاح.."
صالحة: " طيعني ولو مرة وحدة في حياتك وصدقني بترتاح.."
وقف فهد وقال لها : " خلاص سوي اللي تبينه تبين تخطبين لي ليلى اخطبيها بس شيخوه ما بطلقها وهي حامل.."
صالحة (وهي مرتاحة جزئيا لأنه وافق ع الطلاق): " خلاص أول ما تربي هالعلة اطلقها على طول. والياهل أنا بربيه!"
كانت هاي هي الجملة اللي سمعتها شيخة وهي نازلة من الدري عشان تيلس وياهم في الصالة ، ومن كثر ما كانت مصدومة من اللي سمعته ما انتبهت انها داست على طرف جلابيتها الطويلة وما وعت بعمرها الا وهي تتجلب على الدري وتصرخ بأعلى حسها
.
.
.
.
في غرفة البنات، كانت شنط المدرسة الوردية والبنفسجية على الأرض والكتب والدفاتر في كل مكان. وعلى الطاولة الوردية الصغيرة صحنين كيك وسندويتشات وأكواب عصير فراولة. وع المخدات الكبيرة اللي عند الطاولة يلست سارة تسولف ويا مزنة وأمولة عن المدرسة والأبلوات والكارتون اللي يتابعونه يوميا..
الساعة كانت خمس العصر والجو ربيعي رائع برى ، رغم هذا فضلوا هالثلاثة هدوء الغرفة عشان يذاكرون فيه وخلوا الحديقة اليوم لخالد اللي كان ربيعه سلطان عنده ويلعبون برى..
سارة: "علينا إملاء انجليزي باجر . مزنوه لا يكون نسيتي؟"
مزنة: " ما نسيت. كتبت الكلمات ع المسطرة من ورا. ما فيه احفظهن.."
سارة: " ما تخافين من مس إلهام؟ "
مزنة: "هاي غبية نحن نمتحن وهي تقرا المجلة. ما تطالع والله خسارة ندرس ونتعب عمارنا.."
أمل: " أنا بعد عندي إملاء باجر.."
مزنة (باحتقار): " الحين انتي تقارنين صف ثاني السهل بصف ثالث؟؟ والله ما عندج سالفة"
أمل (بنفس اللهجة): " والله انا عقلي بعده صغيرون وصف ثاني صعب عليه أوكى؟"
مزنة: " أنا يوم كنت صف ثاني ما كنت ادرس مول. كله كان سهل. "
سارة: " امبلى كنتي تدرسين. كل يوم اتين بيتنا ونحفظ الكلمات.."
مزنة: " عن الجذب ساروه!"
سارة: " أنا مب جذابة!!"

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -