بداية

رواية غربة الايام -47

رواية غربة الايام - غرام

رواية غربة الايام -47

مزنة (باحتقار): " الحين انتي تقارنين صف ثاني السهل بصف ثالث؟؟ والله ما عندج سالفة"
أمل (بنفس اللهجة): " والله انا عقلي بعده صغيرون وصف ثاني صعب عليه أوكى؟"
مزنة: " أنا يوم كنت صف ثاني ما كنت ادرس مول. كله كان سهل. "
سارة: " امبلى كنتي تدرسين. كل يوم اتين بيتنا ونحفظ الكلمات.."
مزنة: " عن الجذب ساروه!"
سارة: " أنا مب جذابة!!"
أمل (وهي تشل قطعة كيك كبيرة وادخلها كلها في حلجها): " مزنوه اصلا انتي أكبر جذابة في الدنيا كلها.."
قبل لا ترد عليها مزنة تبطل الباب فجأة ودخل عليهم مايد وهو لابس كاب وتي شيرت وشورت. واطالعهن بنظرات خبيثة وردن البنات عليه بنظرات استفهام وتعجب..
مايد: " بسكن من الدراسة يالدحيحات والله أوراق الكتب تقطعت من كثر ما تجلبن فيها. "
مزنة: "وانته ما لقيت غيرنا في هالبيت كله عشان تتسيخف عليه؟"
مايد: " جب انتي. كلمة ثانية وباخذ عنج الموبايل.."
اطالعته مزنة بقهر وسكتت. وضحك عليها مايد وهو يشل صحن الكيك من جدامها وياكل منه وقال: " قومن تلبسن.."
أمل: "بنطلع؟"
مايد: " هيه بنسير نسوي رياضة. خل نعدل من أشكالكن كل وحدة فيكن مستوية درام. !"
اعترضت سارة وقالت : "أنا مب وايد دبدوبة!!"
مايد: "فديتج انتي رشيقة مب لازم اتين ويانا بس هالفيلة اللي حذالج لازم يرحمن عمارهن شوي.."
أمل ما اهتمت لرمسته، كانت وايد مستانسة انها بتظهر وركضت صوب الكبت عشان اطلع لها بنطلون وتي شيرت. ومزنة اطالعته بنص عين وقالت له: " أنا جسمي عايبني !"
مايد (بنبرة حادة): "بس انا مب عايبني . فزي قومي اشوف !! جدامي ياللا!"
نشت مزنة وهي تتأفف وسارت صوب الكبت ادور لها بنطلون تلبسه ومايد شل صحن السندويتشات والكيك وسار الصالة عشان ياكل ويترياهن يطلعن. هاي أول مرة يفكر انه يطلع ويركض فيها بس صدق كان محتاج انه يشغل نفسه ويبعد افكاره عن هالبنية اللي احتلت تفكيره من يومين. لأول مرة في حياته ينشغل بال مايد على وحدة بهالطريقة. ما ينكر انه عيبته أكثر من وحدة في الفترة الاخيرة ومنهن عليا بنت خالوته. بس هاي رغم انه جمالها وايد عادي فيها شي سحره على طول..
مايد كان يعرف انه هالبنية هي لطيفة اخت موزة، وجايفنها من قبل في بيتهم بس هالمرة يوم جافها في المول والتقت عيونهم حس انها كانت النظرة الأولى بينهم. وابتدت تتجمع في داخله كل المشاعر السخيفة اللي كان يضحك على مروان ربيعه يوم يطريها..
تنهد مايد وهو يلتهم كيك الأناناس اللي في إيده وجاف ليلى نازلة من فوق وفي إيدها المدخن. وقرر يسألها عن هالبنية..
مايد: " ليلوتي؟"
ليلى (تلتفت له): " ها حبيبي.."
مايد: " ربيعتج موزة عندها اخت في الثانوية صح؟"
استغربت ليلى من سؤاله: " هيه. ليش؟"
مايد (بثقة): " ويايه في ثاني ثانوي؟"
ليلى: " هييه. بس ليش هالسؤال؟"
مايد: " ولا شي بس إذا كانت ويايه في أدبي كنت أبا ملف الانجاز مال مادة الفيزيا لأني مب عارف شو أسوي وباخذ منها أفكار.."
سارت ليلى صوب المطبخ وهي تقول بصوت عالي: " ما ينفع. لطوف في علمي وما اظن عندهم ملف انجاز"
ابتسم مايد. اسمها لطيفة. حلو!. وقال بصوت عالي: " هيييه برايها عيل مب لازم. بخربط أي شي من عندي.."
في هاللحظة نزلن أمل ومزنة من فوق وركضن صوب مايد اللي فر الكاب ع القنفة وطلع وياهن برى عشان يركضون في الفريج. وأول ما طلعوا شافوا خالد وسلطان في ويوههم. وخالد كان بيطير من الوناسة. وشال السلحفاة العودة في حظنه وسلطان وراه وفي إيده بيض كبير..
خالد: " ميود بقول لك شي.."
مايد: "خير؟"
خالد (بابتسامة عريضة): " الحمسة سوت بيض داخل الحفرة وأنا وسلطان شفناها ويبنا البيض.."
مد سلطان ايده بفخر وقال: " أكبر من بيض الدياي. "
مايد عيونه كانن على البيض اللي في إيد سلطان وماسك اعصابه عشان لا يذبحهم. وقال بنبرة حادة وهو ياخذ البيض: " أنا الف مرة قايل لك يا خلود لا تقترب من سلاحفي. وانته سلطوون. ألحين بيأذن المغرب ياللا روح بيتكم..!"
سلطان عطاه البيض بخوف وهو يفكر انه مايد للحين بعده ما شاف شي وعصب جي عيل لو شاف اللي استوى صوب النافورة شو بيسوي؟ وخالد يوم سمع اخوه محتشر فر السلحفاة ع الارض وركض داخل عند ليلى وسلطان وراه. ومايد على طول حس انه السالفة فيها إن ويوم سار صوب النافورة انصدم انه نص البيض كان مكسور ووحدة من السلاحف مطلعينها من داخل الدرع العظمي اللي على ظهرها وفارينها ع الارض جي..
مايد أول ما شاف هالمشهد رد البيض في الحفرة وركض بسرعة داخل عشان يأدب هالمجرمين ، في الوقت اللي أمل ومزنة يلسوا حذال السلحفاة المسكينة يطالعونها ويحاولون يفكرون بطريقة عشان يردونها داخل..
مزنة: " والله خلود شاطر. أنا من زمان خاطري اشوف كيف شكل السلحفاة بدون بيتها.."
أمل: " ههههههههه شكلها يضحك فصخوها مسكينة.."
مزنة (وهي تلتفت لباب البيت): " ميود شكله نسانا.."
أمل: " أحسن بعد . ما اروم اركض. بطني متروس.."
بس للأسف ما تحققت امنيتهم لأنهم عقب ثواني سمعوا صوت خالد وسلطان وهم يصيحون داخل وطلع لهم مايد وعلى ويهه ابتسامة نصر وزقرهن من بعيد..
مايد: " ياللا تعالن بسرعة قبل لا تطلع ليلوه. "
ونشت مزنة ووراها أمل وركضن صوب مايد
.
.
.
.
عقب ما هدت ياسمين وشربت العصير اللي يابت لها اياه الخدامة استسلمت لنهلة اللي كانت تسحي شعرها الطويل وترمسها. ياسمين كانت تحس بالاسترخاء من عقب ما طلعت حرتها وصاحت في حضن نهلة وتحس انه الافكار اللي كانت تتزاحم في عقلها بدت تخف وتتلاشى شوي شوي. ونهلة استانست لأنه ياسمين سمعت كلامها وكلت السندويتشات اللي سوتهن لها . واطمنت يوم حست انه اللون رد لخدودها..
نهلة: " شو تحسين الحين حبيبتي؟"
ياسمين: " راسي يعورني.."
نهلة: "لازم من الصياح وقلة الاكل.."
ياسمين: "بس بعد حاسة براحة.."
نهلة: "انزين ممكن تنزلين ويايه تحت؟ أبوج حليله يحاتيج"
نزلت ياسمين عيونها وقالت بغضب: " مابا اجوفه. "
نهلة: " ياسمين عاد!!! عن الدلع!"
ياسمين: " انتي ما جفتي كيف ظربني!. أول مرة يعاملني جي وانا مستحيل أسامحه"
نهلة: "حبيبتي اعذريه. انتي تعرفين الظروف اللي يمر بها. أكيد فقد اعصابه.."
اطالعتها ياسمين بقهر ونشت عنها وتمت تمشي في الغرفة بعصبية وهي تقول: " وظروفي انا؟؟ محد هامتنه ظروفي!!. شو من ظروف عنده ابويه خبريني؟؟ شو هالظروف اللي تخليه يمد ايده عليه ويظربني؟"
اطالعتها نهلة بظيج وقالت: " انتي ما تعرفين؟"
ياسمين: " شو؟؟ "
نهلة: " أبوج يواجه قضية عودة. وإذا ما دفع اللي عليه . يمكن 700 ألف درهم وفوق. بيواجه السجن لمدة 3 سنوات.."
اطالعتها ياسمين بنظرة خالية من الاحساس. مب مستوعبة اللي يالسة تقوله. وضحكت بعصبية وهي تقول: "أوكى وين المشكلة؟؟ أبويه مليونير. ما بيغلبه هالمبلغ البسيط.."
نشت نهلة من مكانها وتمت تطالع ياسمين بظيج. الظاهر انها ما تعرف أي شي عن وضع ابوها الحالي. وقالت عقب تردد كبير: " ياسمين. أبوج . امم. انتي ما قريتي الجرايد؟"
ياسمين(وعلامات القلق بادية تظهر على ويهها): " تعرفين اني ما اقرا جرايد شو السالفة؟"
نهلة: " عمي علي. جريب بيعلن افلاسه.."
يلست ياسمين من الصدمة وتمت تتنفس بصوت عالي وبسرعة. وما قدرت تحط عينها في عين ربيعتها. ونهلة قررت تخبرها بكل شي مرة وحدة عشان ما تصدمها مرتين..
نهلة: " تحيدين الأسهم اللي اشتراهن قبل ثلاث سنين؟؟ خسر فيهن. والفنادق صكوهن وما عنده مصدر ارباح من شهر الحين. غير انه.."
"شو بعد؟" سألتها ياسمين وهي تطالعها بنظرة حادة
نهلة: " أبوج دخل نص ثروته في شراكة ويا رجل اعمال مصري. والشهر اللي طاف هالريال اختلس كل البيزات واختفى من الامارات.."
مع آخر كلمة نطقتها نهلة تفجرت الدموع اللي كانت محبوسة في عيون ياسمين مرة ثانية وبسرعة سارت لها نهلة ولوت عليها. وياسمين تسألها بين دموعها: "ليش؟؟ ليش ما خبرني؟؟ كنت بساعده. عبدالله كان بيوقف وياه. ليش؟"
نهلة: " انتي تعرفين ابوج. ما يحب يبين فشله جدامج. انتي تعرفين كم كثر يحبج. ما يحتاي اخبرج بهالشي.."
ياسمين: "شو بنسوي الحين؟؟ شو بنسوي نهلووه. مابا ابويه يتلعوز. وانا كيف بعيش؟؟"
تذكرت نهلة رمسة علي بن يمعة وعضت على شفايفها وهي تقول: " اممم.. في حل.."
ياسمين: "شو؟؟"
نهلة: " اذا عبدالله عطاج فيلا العين اليديدة. وباعها ابوج.."
ياسمين: "نعم؟؟ يبيعها؟؟ هاي فيلتي!!. نهلة انتي شو تقولين؟؟!"
نهلة: " وهذا أبوج. "
غطت ياسمين ويهها بأياديها وحاولت انها تزاعج على ربيعتها . كل اللي سمعته توه من نهلة كان صدمة كبيرة بالنسبة لها. رغم كثرة عيوب ياسمين الا انها تحب ابوها لدرجة الجنون ومستحيل ترضى انه ينسجن او يتلعوز ويا الديون. وهي تعرف انه الفيلا ويا الأثاث قيمتها اكثر من مليونين درهم. بس معقولة؟ عقب ما لقت القصر اللي كانت تحلم تكون أميرته طول هالسنين . معقولة تتخلى عنه بهالسهولة؟
.
.
.
.

في المستشفى 

كان الجو متوتر جدا وفهد وأمه يالسين يتريون الدكتورة تطلع واطمنهم على شيخة والجنين. فهد كان مب عارف يفكر . كل شي استوى بسرعة. شيخة طاحت وفقدت الوعي واضطر اييبها هني المستشفى بروحه من كثر خوفه عليها لأنه ما رام يتريا الاسعاف. وغير خوفه عليها كانت رمسة امه تتردد في باله في كل ثانية. ونظراتها له الحين محيرتنه أكثر. مب عارف شو القرار اللي لازم يتخذه..في نظره ، انه يسامح شيخة قوة مب ضعف في شخصيته. بس في نظر المجتمع والناس ضعف ونقص في الرجولة. وبينه وبين نفسه. فهد كان يعرف انه الشكوك بتم دوم حفرة كبيرة وعميقة بينه وبين مرته. أي حياة اللي كان ناوي يعيشها وياها؟ وأي استقرار اللي بيحس به وهو يفكر بماضيها في كل دقيقة وثانية تمر عليه؟
انتشلته النيرس من أفكاره يوم طلعت من الغرفة اللي في قسم الطوارئ والتعب باين على ملامحها. فهد أول ما شافها سار لها وبدون ما يسألها قالت له: " Madam is fine. but the baby is gone. am really sorry Sir" ( المدام بخير. بس فقدنا الجنين. )
اطالعها فهد بألم والتفت على امه اللي كانت يالسة على الكرسي وتطالعه هو والنيرس..
صالحة: " شو قالت لك؟؟ شو استوى بها؟"
تنهد فهد ومشى عن أمه . كان يحس انه مخنوق ويبا يتنفس ويفكر بهدوء. وصالحة وقفت ومشت وراه وهي تنادي عليه: "فهد!!. وين ساير؟ شو قالت لك النيرس؟"
طنشها فهد وطلع من القسم ووقفت صالحة تطالعه باستغراب. وقررت تتريا النيرس لين ترد عشان تسألها. أما فهد فأول ما طلع ووصل الباركنات طلع الجيكارة من مخباه ووقف يستنشق دخانها بعمق وبسرعة عشان يهدي من نبضات قلبه المتسارعة. سنين. سنين وهو يتريا هالياهل. يحلم باللحظة اللي يبشرونه فيها انه مرته حامل وبتييب له الطفل اللي يحمل ملامحه وملامحها . سنين وهو يشتغل ليل نهار عشان يكون نفسه ويوفر لها حياة مستقرة . وفي الأخير يوم تحقق حلمه ، يتبخر حتى قبل لا يلمسه ويحس به. وكله بسببها. بسبب شيخة..
فر فهد الجيكارة ع الارض وداسها بنعاله بقوة. اليوم اتخذ قراره..
وبدون أي تردد بينفذه

.
في نفس الفريج اللي كان يلعب فيه وهو ياهل ويا مترف. وفي نفس الشارع اللي شهد ضحكاتهم وألعابهم ومغامراتهم هو ومحمد وليلى، كان مايد يمشي ويا مزنة وأمل . كل واحد فيهم ساكت وغرقان في أفكاره. كانوا يمشون بصمت وهم رادين البيت . مزنة وأمل ساكتات من التعب عقب ما ركضهن مايد مسافة طويلة جدا. ومايد ساكت احتراما لأشباح الماضي اللي كانت تتجسد وتظهر له في كل خطوة يمشيها..
التفتت له مزنة وهي تمسح العرق عن ويهها بطرف قميصها وشافت نظرة الألم اللي في عيونه. وتجمدت الكلمات اللي كانت بتقولهن على شفايفها. حتى مزنة. بطفولتها . عرفت في داخلها انها المفروض ما تكلمه الحين ولا تحاول انها تدخل في افكاره. وعشان جي ردت تطالع جدامها وكملت دربها بتعب للبيت..
مايد رد بذاكرته لست سنين ورا. ليوم مثل هاليوم. وقف فيه هو وأبوه برى يطيرون طياراتهم الورقية . الحارة كانت متروسة يهال يلعبون برى ومايد كان مستانس وايد انه هو الوحيد اللي كان أبوه متفيج يلعب وياه طول فترة العصر. تنفس مايد بعمق وهو يمشي بسرعة اكبر. يذكر ضحكته العالية هذاك اليوم يوم امه عصبت عليه هو وأبوه لأنهم دخلوا الصالة بنعلهم وخيسوا الفراش بالرمل. يذكر ضحكهم ولعبهم في الفندق في الجاكوزي في آخر يوم شاف في أبوه . في آخر يوم. ااخ بس لو كان يعرف انها بتكون المرة الاخيرة اللي يشوفه فيها..
وفجأة
ردت كل الذكريات تدفق وحدة ورا الثانية ..
الضحكات. والكلمات..
سفراتهم ولعبهم وسهرهم..
كله راح. ومستحيل اللي راح يرد مرة ثانية..
وصل مايد للبيت وهو مب قادر يتنفس ، وما انتبه أبد للسيارة اللي كانت مبركنة عند باب البيت. دخل بسرعة داخل كان يبا يوصل غرفته وييلس بروحه، ومزنة وأمل أول ما وصلن الحديقة عقن عمارهن على الكراسي من التعب..
وفي السيارة برى. كانت لطيفة يالسة تتريا اختها اللي قالت ما بتطول عند ليلى. ويوم وصل مايد البيت شافته. كان شكله يجنن. شعره طويل شوي ولاصق بويهه ورقبته من الحر اللي برى. وسمارته خفيفة وحلوة. وعيونه فيها شي غريب. ما قدرت لطيفة تكتشفه. بس حست من مشيته وملامح ويهه انه متظايج وايد. وتساءلت بينها وبين نفسها اذا كانت عليا هي سبب ظيجه..
هالفكرة يابت لها الكآبة. وتنهدت بحزن وهي ترد تقرا الكتاب اللي في إيدها
.
.
ليلى في غرفتها كانت يالسة تطالع موزة اللي كانت تصور شمسة وهي تبتسم لها بحنان. وموزة تبتسم وبالها مشغول بأفكار وايدة. تفكر بسؤال لطيفة لها . منو الأهم في حياتها . ليلى ولا مبارك؟ مساعة عصبت وهي تسمع السؤال. بس الحين. ردت تفكر فيه مرة ثانية وبصدق. موزة تحب ربيعتها وايد. ليلى بالنسبة لها اخت. وأكثر. بس الحين. يوم راجعت أولوياتها. ورغم كل الحب اللي في قلبها لليلى. كانت متأكدة انه مبارك لو وقف من بينهم. موزة بتختاره. رغم كل شي ورغم انها حاولت تكابر وتبعد هالاحتمال عن بالها بس هي تعرف في داخلها انها لو كان لها الاختيار بتختاره. مب بإيدها . موزة كانت فعلا تحبه. وأمنيتها الوحيدة صارت انها تكون وياه..
ليلى: " بترسمينها بالفحم؟"
انتفضت موزة يوم سمعت صوت ليلى وحست بإحساس غريب يسبه الخيانة. وما قدرت تحط عينها في عين ليلى وهي تجاوب واخفت عيونها ورا كاميرتها عشان ما تلتقي نظراتهن..
موزة: "ما قررت. للحين.."
ليلى: " جي ولا جي اكيد بتكون اللوحة ابداع يديد من إبداعاتج.."
ابتسمت لها موزة بتوتر وقالت: " ياللا حبيبتي انا بسير الحين لطيفة تترياني برى.."
ليلى: "حرام ما يلستي.."
موزة: " مستعيلة والله حبيبتي مرة ثانية ان شالله. بحاول اخلص اللوحة هالاسبوع.."
ليلى: "أوكى.."
تقربت منها موزة عقب ما لبست عباتها وباستها على خدها بسرعة وطلعت وطلعت ليلى وراها توصلها للباب. وهي مب حاسة بكل اللي يجول في داخل قلب ربيعتها. وردت غرفتها وعلى ويهها ابتسامة رضا. وهي تفكر شو ممكن تسوي. فكرت تبطل النت وتجيك ايميلها بس في اخر لحظة غيرت رايها. مالها نفس على حشرة المسنجر. وعقب تفكير اطالعت الساعة وشافتها 5 ونص. وقررت تتصل بالصحفية جلثم عشان تسألها عن التحقيق الصحفي اللي كانت تبا ليلى تصور لها اياه..
اتصلت ليلى بالرقم اللي طرشت لها اياه جلثم ع الايميل وهي تدعي ربها انه ما تكون الفرصة راحت عليها..
ويوم ردت عليها طلثم ابتسمت ليلى وهي تسلم عليها..
ليلى: "السلام عليكم والرحمة"
جلثم: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.."
ليلى: " شحالج اختي جلثم؟"
جلثم: "الحمدلله ربي يعافيج. شحالج انتي؟"
ليلى: "ألحمدلله يسرج الحال. طبعا ما عرفتيني. وياج ليلى أحمد. المصورة اللي طرشتي لها الايميل عشان التحقيق الصحفي.."
جلثم: "يا هلا والله!!. اكيد عرفتج. ومن زمان اترياج تتصلين بي.."
ليلى: " اسمحيلي اختي استوت لي ظروف منعتني من اني اتصل بج. "
جلثم:" وان شالله عدت هالظروف على خير؟"
ليلى: "ان شالله تعدي هالايام على خير. ادعيلنا .."
جلثم: "الله يسهل لج امورج ويسعدج ان شالله. عموما العرض بعده مفتوح لج وانا فعلا اتمنى انج تكونين ويايه في هالمشروع.."
ابتسمت ليلى بسعادة وهي تقول لها: " تسلمين يالغلا . كنت متوقعة تغيرين رايج.."
جلثم: "لا عزيزتي. أنا ما ارضى الا بالافضل وانا شفت عندج رؤية وإبداع مب طبيعي أبدا.."
ليلى: " هذا من ذوقج عزيزتي.."
جلثم: "إنزين متى بتكونين فاضية عشان نبدا انصور؟"
ليلى: "إنتي متى ترومين اتين العين؟"
جلثم: " اممم شو رايج ورا باجر؟"
ليلى: "حلو. اتصلي بي واكدي لي الموعد وانا بكون موجودة ان شالله.."
جلثم: "ان شالله. "
بندت ليلى عن جلثم وانسدحت حذال شمسة وهي تبتسم. وفي هاللحظة بطلت شمسة عيونها الحلوة وتمت تطالع الغرفة بهدوء وهي تتثاوب. ابتسمت لها ليلى وباستها على خدها. وراحت أفكارها لعمها اللي ما شافته من يومين. يا ترى كيف صحته الحين؟
تبطل باب غرفتها ودشت سارة ويوم التفتت لها ليلى اقتربت منها سارة وقالت بهمس: " ماماه ليلى بتسيرين المستشفى اليوم؟"
ليلى: " توني أفكر إذا بسير ولا لاء. ما اعرف.."
سارة (بنظرة توسل): " خذيني وياج.."
ليلى: " حبيبي ما بيدخلونج انتي صغيرة وايد.."
سارة: "الله يخليج..!!"
ليلى: "مب بإيدي هالشي ما بيدخلونج.."
نزلت سارة عيونها بحزن وقالت: "أبا اجوف عمييه. !!"
ابتسمت لها ليلى ولوت عليها وهي تقول: " خلاص برمس عمي سهيل عشان يخليهم يدخلونج اوكى؟"
بطلت ساره عيونها وقالت: "يعني بتاخذيني؟"
ليلى: " هيه باخذج بس لا تخبرين أمولة؟ ما فيه على حشرتها.."
سارة: "لا لا ما بخبرها. متى بنسير.."
ليلى: "اممم. عقب صلاة المغرب .أوكى؟"
سارة: "زين. "
طلعت سارة من غرفة اختها وهي مستانسة وردت ليلى تطالع شمسة وشافتها مركزة نظرتها عليها وتطالعها بنظرة طفولية حلوة..
شلتها ليلى ونزلت وياها تحت في الصالة على أمل انه يدوتها ردت من المستشفى لأنها تولهت وايد عليها.
.

.
.

في ماديسون آفينيو في نيويورك 

، وفي محل Billy Martins كانت مريم تحاول تقنع محمد انه ياخذ له من القمصان المعروضه هناك ومحمد رافض الفكرة نهائيا. اليوم قرروا يتشرون بما إنهم بيردون البلاد خلال هاليومين ومريم اشترت كل اللي كان خاطرها فيه والحين دور محمد . بس محمد وايد عنيد وكل ما حاولت تاخذ له شي يقول لها انه ما يباه. والحين يوم يابته هالمحل تهرب منها واتصل بمنصور أخوها. اللي كان مظايج لأنهم بيردون البلاد وبيقطعون علاج مريم..
منصور: " محمد انا مستعد اييكم نيويورك واتم وياها . بس ما يستوي تودر علاجها الحين.."
محمد: " أقول لك لا تحاتي الدكتور طمنا انه ما له داعي وجودها هني.."
منصور: " الحين تبا تقنعني انه مريامي بتشفى إذا عدلت أكلها؟؟"
محمد: "هيه هاي طريقة يديدة في العلاج..ومضمونة أكثر عن العملية حتى.."
منصور: "تبا الصدق انا مب مطمن .."
محمد: " يا منصور هالدكتور مختص بالأمراض العصبية . وصدقني يعرف شغله زين ولا تتوقع انه في حد في هالدنيا يخاف على مريم أكثر مني ولو حسيت للحظة وحدة انه هالدكتور مقصر أكيد بوديها عند واحد غيره"
اطالعته مريم بحب وابتسمت لها وهو رد لها الابتسامة بس يوم شاف في إيدها قميص لونه وردي يره عنها ورده مكانه وهو يعطيها نظرة حادة. ومريم ضحكت وتمت ادور له قمصان ثانية..
منصور: " اممم. انزين مريم وينها ؟"
محمد: "هني تبا تكلمها؟"
منصور: "هيه. عطني اياها.."
اقتربت مريم من محمد وفي ايدها بنطلون جينز وفي عيونها نظرة توسل بس محمد اطالعها بنظرة حادة وقال: "مستحيل!! مستحيل ألبس بناطلين في البلاد. رديه احسلج. ويودي هذا اخوج يباج.."
مدت مريم شفايفها بدلع وقالت له: "ما احبك والله البنطلون حلو بيطلع عليك"
ولمنصور قالت: "منصوووووور حبيبي شحالك؟"
منصور: " هلا مريامي. انا بخير ربي يعافيج انتي شحالج؟"
مريم: "ألحمدلله بخير. امايه وابويه شحالهم؟"
منصور: "يسلمون عليج امايه وايد متولهة عليج .ليش ما اتصلتي بها امس؟"
مريم: " رقدت من وقت. اليوم ان شالله بتصل بها.."
منصور: " امم. مريامي . خبريني بصراحة. انتي مرتاحة؟"
التفتت مريم لريلها. كان يطالع البيجامات . وابتعدت عنه شوي وهي تقول لأخوها: "منصور شو هالسؤال؟؟ أكيد مرتاحة. محمد مب مقصر ويايه في أي شي.."
منصور:" ومب مظايجة انج بتودرين العلاج وبتردين؟"
مريم: " ليش محمد ما قال لك شو قال لنا الدكتور؟"
منصور: "امبلى قال لي ومب مقتنع بالمرة!"
مريم: " بالعكس منصور انا وايد مستانسة اني برد البلاد. والعلاج اللي عطاني اياه الدكتور وايد مرتاحة له. من يوم ما عرفت عن هالنظام الغذائي وانا مطمنة انه مب لازم اسوي العملية. أي شي بالنسبة لي احسن عن العملية"
تنهد منصور : " خلاص على راحتج حبيبتي. ياللا بخليج الحين.."
مريم: " ياللا حبيبي تحمل على عمرك وسلم على امايه وابويه. وخبر التوأم اني خذت لهم الإكس بوكس"
منصور: "أن شالله يبلغ. مع السلامة.."
مريم: "فمان الله.."
بندت عنه مريم وردت تعطي الموبايل لمحمد . كانت متفهمة خوف منصور عليها وتعرف انه محمد متلوم فيها بس بعد تعرف انه هالعلاج مضمون وانه هالدكتور شاطر ومحمد مستحيل يخاطر بحياتها لأنه يحبها. يوم شافة محمد ياية صوبه ابتسم لها وهو ياخذ الموبايل وقال: " مريامي ليش اظيعين وقتج هني؟ انتي تعرفين اني ما البس هالخرابيط!"
مريم: "خلاص انا يأست منك. بس باخذ لك ساعة ولا تقول لاء. وانته اللي بتدفع"
محمد: " فديتج والله. خلاص ما بقول لاء.."
ابتسمت مريم بسعادة وطلعوا من المحل وساروا خذوله ساعة كارتير وعقب ساروا مطعم الفصول الأربعة عشان يتغدون..
عقب يومين بيردون البلاد وبيخلص شهر العسل بالنسبة لهم . وهم رايحين المطعم كانت أفكار وايدة تجول في داخلهم. محمد يفكر بعمه وبالمسئوليات اللي تترياه يوم يرد البلاد. ومريم تفكر بأهلها اللي تولهت عليهم وبأهل محمد وهل بتستقر وبترتاح وياهم ولا لاء..
.
.

.
.
.
في المستشفى ، كانت شيخة يالسة على الشبرية بتعب وحزن. مب عارفة شو اللي جرحها أكثر. الرمسة اللي سمعتها قبل لا اطيح يوم صالحة كانت تقول له يطلقها. ولا إنه فهد ما كلف على نفسه ولا حتى ترياها لين ما تطلع ويطمن عليها..
كان احساسها بالخسارة مضاعف. تحس انها اليوم فقدت مب بس جنينها. فقدت ريلها ومستقبلها كله. في داخلها كانت تعرف انه الجنين اللي كان في بطنها هو الرابط الوحيد اللي بقى بينها وبين فهد. بس اللي ما كانت تعرفه انه هالجنين ممكن يكون السبب اللي يبعدها عنه أكثر..
أمها كانت يالسة وياها وتتأمل ويهها وهي سرحانة. بنتها وايد غامظتنها. كانت تتريا هالحمل من زمان والحين يوم الله رزقها فقدته على طول. امها ما كانت تعرف عن سواياها ولا كانت ممكن تتخيل انه بنتها تستحق كل اللي يستوي لها. كل اللي كانت تشوفه جدامها بنتها الغالية وهي تقريبا محطمة من عقب خسارتها للياهل اللي كانت تتمناه..
نورة (وهي تمد إيدها وتمسح دموع شيخة): " بس فديتج لا تعذبين عمرج. هذا اللي الله كاتبنه"
اطالعتها شيخة بألم وحست بفراغ كبير في داخلها. محد بيفهم . مستحيل حد يفهم هالاحساس الا اللي جربه. وشيخة ما كانت متحملة تسمع أي كلمة مواساة اليوم..
نورة: " بس انتي يا امي ما كنتي تهتمين بعمرج . يعني المفروض كنتي تنتبهين وانتي نازلة .."
شيخة: "خلاص امايه. خلاص. اللي صار صار. وما بيتغير الحين.."
نورة: " ريلج وينه ما اتصل بج؟"
شيخة: " لا. طرشوا لي الخدامة وعطتني الموبايل وشوية ثياب في هاذيج الشنطة.."
نورة: " وعموتج؟"
شيخة: " ما يت.."
نورة: " عاد اميه مب زين جيه. هاذي مب أفعال عرب. عنبوه حتى ما افتكروا فيج! جيه شبلاج انتي؟ والله انه محد شراتج! شعنه ما يوج ولا افتكروا فيج؟ هذا تراه الا ولدهم اللي طاح! "
شيخة: " خلاص امايه الله يخليج خلاص...!!"
سكتت نورة أو تمت تتحرطم بصوت واطي وشيخة غمضت عينها وحطت ايدها على ويهها وهي تحاول تخفف دقات قلبها القوية. ليش؟ ليش ما يوا يطمنون عليها؟ شو قصدهم من الحركة اللي سووها ؟ ليش طرشوا لها اغراضها ويا الخدامة؟؟ شو ناوين يسوون؟؟ شو ناوية تسوين فيني يا صالحة!
.

.
.
في بيت علي بن يمعة ، كان علي يالس في مكتبه عقب ما صلى المغرب وجدامه ملفاته وفواتيره واالاشعارات اللي يته من المحكمة ويحاول يفكر بطريقة اطلعه من الازمة اللي هو فيها. وفي هاللحظة دخلت ياسمين عليه المكتب واطالعته بنظرة خلته يتلخبط ويطالعها بصدمة. نظرتها كانت تعكس كل الألم اللي كانت حابستنه في داخلها ممزوج بموجة غضب جامحة. ما عطته فرصة انه يرمس. قالت له بكل اندفاع وغضب: " ليش ما خبرتني انك في أزمة ومحتاج البيزات؟؟ كنت بخلي عبدالله يساعدك؟؟ ليش قصيت عليه وخليتني اطلق؟؟"
علي (بذهول): " أنا ما قصيت عليج. أنتي بروحج كنتي تبين تطلقين منه ومب طايقتنه."
ياسمين: " بس ليش ما قلت لي!!!"
علي: " وليش اخبرج؟؟ ما با اشغل بالج ..."
ياسمين (وهي تقترب منه وتحط إيدها على المكتب بقوة): "لا والله؟؟ والحين مول مب منشغل بالي عليك؟؟ أبويه إذا كنت متوقع انه عبدالله بيحل لك مشكلتك الحين عقب ما طلقني وخذ بنته تكون غلطان!"
علي وقف وهو معصب وقال لها: " كان كل شي بينحل لو حظرتج ما عطيتيه الياهل!"
تغيرت نظرة ياسمين من الغضب للبرود التام وقالت له وهي تبتسم باحتقار: " بس هذا اللي كنت ابا اسمعه. عشان تنقذ نفسك دمرتني وحرمتني من بنتي. "
علي (وهو ينزل عيونه ع الاوراق): "أنا ما حرمتج منها ياسمين انتي اللي تخليتي عنها.."
يلست ياسمين بتعب على الكرسي وهي تطالع الفرغ اللي جدامها. وتراجع أولوياتها. وأبوها كان واقف جدامها رغم قوته وبروده اللي يحاول يظهره لها الا انه كان يرتجف. وياسمين في ثورة غضبها كانت تحس بالشفقة عليه. كانت تعرف انها خسرت كل شي. وبس خلاص ما تبا تخسر أي شي ثاني. اطالعت ابوها مرة ثانية وقالت له: " أنا بحل لك مشكلتك ابويه. بس عقبها ما يخصك فيني. قراراتي بتخذها بنفسي!!"
وقفت ياسمين عشان تطلع من المكتب ويوم شافت انه ابوها يبا يرد عليها قالت له: " بس إذا استوى شي في عبدالله صدقني باباه عمري ما بسامحك!! "
وطلعت من المكتب وصكت الباب وراها بقوة. وعلي بن يمعة يلس في مكانه بارتياح. اخيرا بنته عقلت وقررت تساعده. هذا هو المهم الحين وعقب ما يطمن على بيزاته بيعرف كيف يراضيها
.

.
.
بطلت عايشة باب الصالة ودخلوا عيالها داخل وهم يركضون ويضحكون. ودخلت هي عقبهم ووراها حمدان اللي كان شال باجي الاكياس وحطهم جدام الباب عشان يرد السيارة واييب الاغراض اللي هناك. هاليوم كان وايد حلو. عايشة شلت عيالها وودتهم هي وحمدان اخوها عشان يلعبون في Kidz play وعقب سارت الجمعية وخذت لهم اغراض للبيت ومرت المول وخذت لها ثياب وعطور وميك اب. وعقب ما خذولهم عشا واستأجروا لهم كم فلم. ردوا البيت وهم هلكانين وحاسين بالرضا والسعادة...

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -