بداية

رواية غربة الايام -48

رواية غربة الايام - غرام

رواية غربة الايام -48

بطلت عايشة باب الصالة ودخلوا عيالها داخل وهم يركضون ويضحكون. ودخلت هي عقبهم ووراها حمدان اللي كان شال باجي الاكياس وحطهم جدام الباب عشان يرد السيارة واييب الاغراض اللي هناك. هاليوم كان وايد حلو. عايشة شلت عيالها وودتهم هي وحمدان اخوها عشان يلعبون في Kidz play وعقب سارت الجمعية وخذت لهم اغراض للبيت ومرت المول وخذت لها ثياب وعطور وميك اب. وعقب ما خذولهم عشا واستأجروا لهم كم فلم. ردوا البيت وهم هلكانين وحاسين بالرضا والسعادة...
على الرغم من أنه عايشة تحمل لقب مطلقة الحين إلا انها في حياتها كلها ما حست بهالراحة والحرية. صح كانت تحب ريلها بس عقب خيانته لها كرهته وكرهت نفسها لأنها كانت مغفلة لدرجة انها توثق به ثقة عمياء. الحين تروم تسوي اللي هي تباه من دون ما أي احد يتحكم فيها أو يأذيها. تروم تقص شعرها أو اطوله على كيفها من دون ما تخاف انه "خليفه " ما بتعيبه القصة اليديدة. تروم ترقد لوقت متأخر في الاجازات من دون ما " خليفة" يقعدها من الرقاد عشان تسوي له ريوق لأنه ما يطيق اكل الخدامة. تروم تسافر هي وعيالها واخوها في الصيف ، مب اتم محبوسة في البلاد لأنه ريلها ما يحب يسافر الا ويا ربعه. بكل بساطة كانت حاسة بالحرية والأغرب من هذا حاسة انها ردت في العمر 10 سنين ورا. ردت بنية صغيرة وانه هاللي وياها مب عيالها. لا . اخوانها الصغار..
اطالعت عايشة اخوها حمدان وهي تبتسم له بحنان وقالت: " باجر بنسير عند مهندس الديكور عشان يغير لك ديكور غرفتك.."
حمدان: "لا اتعبين عمرج . الغرفة عايبتني جي.."
عايشة: "لا ما يستوي. لازم غرفتك تكون احلى غرفة. نسيت انك ريال البيت الحين..؟"
حمدان: " دومج ما تقصرين يا ام راشد.."
يات الخدامة تشل الاغراض عشان توديهم المطبخ ويلست عايشة في الصالة ويا حمدان
عايشة: " رمست حميد عشان شغلي؟"
حمدان: " هيه قال انه رمس ربيعه وبيشغلونج ان شالله شهر تسعة في وحدة من المدارس.."
عايشة:" فظيحة والله عقب هالعمر كله ابدا اشتغل.."
حمدان: "أي عمر هذا؟ عويش انتي بعدج صغيرة!. عمرج 30 سنة يعني مب من كبرج. وبعدين انتي مب محتاجة لها هالوظيفة واذا ما تبينها محد بيجبرج تشتغلين. تعرفين انه ابويه ما بيقصر وياج.."
عايشة:" فديته أبويه أدري به زعل يوم ما طعت اسكن وياه انا وعيالي . بس يا حمدان انا لازم اعتمد على نفسي. عيالي مسئوليتي انا ولازم اتحمل هالمسئولية.."
حمدان: " اممم خليفة ما حاول يتصل بج؟"
عايشة: "ما يعرف ارقام البيت اليديدة ولا رقم موبايلي. بس أمس شفت موتره برى عند الباب . تم واقف شوي وعقب سار.."
حمدان: " واتظايجتي؟"
عايشة: "ظحكت. ما عاد يهمني!!"
حمدان: "صدق؟"
عايشة: "هيه والله. محد يهمني غير عيالي. وصقدني بربيهم احسن تربية ومب محتاجة أي مساعدة منه او من اهله. "
ابتسم لها حمدان وهو واثق تماما انها قد كلمتها. وشل الريموت كنترول عشان يشغل التلفزيون . أما عايشة فكانت هي بعد واثقة من مقدرتها على تربيتهم بروحها. وهالوظيفة اللي حصلتها بتساعدها عشان تستقل بروحها وما تحتاج لأي حد. وعن ربيعاتها، فاللي تحب عويش بتم وياها سواء كانت مطلقة ولا لاء. واللي كانت تحبها عشان مظاهر اجتماعية وغيره، فعايشة أصلا مب محتاجة لها. وحياتها من دونها بتكون احسن بوايد..
قامت عايشة وسارت تشوف عيالها اللي صوتهم ينسمع من فوق من كثر ما كانوا محتشرين. وهي تركب ع الدري القت نظرة على بيتها. وفي داخلها كانت تعرف. الحياة بتكون احسن بوايد من دون خليفة. وهي من الحين بادية تستمع فيها..
.
.
.
.
في بلكونة الصالة اللي فوق كانت سارة واقفة تطالع الشهب اللي تارسة السما الليلة. وأمل واقفة وياها ومنبهرة باللي تشوفه. ومايد كان بينزل تحت بس يوم شافهن سار ووقف وياهن واستانس وايد على منظر النجوم. كانت ليلة حلوة ومزاجه اللي كان معتفس رد يعتدل وهو ويا خواته. سارة كانت متلبسة ومستعدة انها تسير المستشفى واستانست أكثر انه أمل ما قالت تبا تسير وياهم. تعرف انه أمل وايد شيطانة وممكن تسوي أي شي يخلي ليلى تعصب وتردهم البيت على طول..
اطالعت سارة مايد وسألته: " ميودي ليش النجمة اطيح من السما؟"
مسح مايد على خدها بإيده وقال لها وهو يبتسم: " تبا تكون جريبة منج .."
ابتسمت له سارة بخجل وسألته أمل : "وأنا؟؟"
مايد : "إنتي يوم تشوف ويهج تقول يا ليتني تميت مكاني في السما ولا نزلت لهالاشكال.."
ضحكت سارة واطالعته أمل بحقد وهي تقول: "ماااااااصخ.."
مايد: "شكرا شكرا.."
دخلت ليلى عليهم البلكونة وقالت: "ميود حرام عليك..!! ياللا امولة سيري ادرسي وارقدي اوكى حبيبي؟"
أمل (وهي تطلع من البلكونة): " أوكى.."
ليلى: "سارونا حبيبي ياللا نسير.."
مايد: " ليلوه خلوني اسير وياكم الله يخليج ابا اسير!!"
ليلى: "لاء!!. يدوه وحليلها تعبانة وسارت ترقد. منو بيجابل شمسة اذا حظرتك سرت ويانا؟"
مايد: " انزين انا بسير وانتي تمي ويا شمسة.."
ليلى: "مابا!!. استوى لي يومين مب جايفتنه حرام عليك انته امس كنت عنده.."
مايد: " ما عليه بناخذ شمسة ويانا. "
ليلى: "ميود عن الخبال انزين؟؟"
مايد: " افففف.."
ليلى: " لا تتأفف. ميود تأدب.."
سارة (بظيج): "بنسير ولا لاء؟"
ليلى: "بنسير حبيبتي. ياللا إشفاق يتريانا.."
اطالعهن مايد بقهر وسار غرفة ليلى عشان يشل شمسة ويوديها غرفته وأول ما شافها تخبل عليها وشلها بهدوء لأنها كانت راقدة. ووداها غرفته ورقدها ع الشبرية وشغل البلاي ستيشن عشان يكمل لعب . وعقب دقايق سمع تيلفونه يرن وشاف رقم مترف وحطه ع السبيكر عشان ما يخرب عليه اللعبة
________________
مايد: " ألوو"
مترف: " افف ميود لا تحطني ع السبيكر !! ما احب.."
مايد: " انزين محد عندي هني.."
مترف: "حتى ولو ما احب.."
مايد:" تعرف انك سخيف؟ "
مترف: "جب"
وقف مايد اللعبة وشل التيلفون وبند السبيكر. " شليت السبيكر. نعم شو عندك؟"
مترف: " مليت من الدراسة. وقلت بتصل اشوفك شو تسوي؟"
مايد: " انا مسويني babysitter اختي سارت المستشفى تشوف عمي وانا يالس هني ويا هالامورة شموس"
مترف: " عمك شحاله الحين؟ ان شالله احسن؟"
مايد: "والله حالته مستقرة مثل ما هو ما تغير .."
مترف: "ألله يشفيه ان شالله. "
مايد: "امين الله يسمع منك.."
مترف:" ميود صور لي شمسة وطرش لي صورتها ع الام ام اس. ابا اجوفها.."
مايد: " اسمح لي تبا تشوفها تعال العين . ما نطرش صور بناتنا ع التيلفونات.."
مترف: "لا والله؟ عيل يوم انه كل شي عندكم عيب ما ينفع اخبرك .."
مايد: "تخبرني عن شو؟"
مترف: " عن البرنامج اللي قلت لك عنه.."
مايد: "اللي تبا أمولة تقدمه؟ مترف تخبلت؟ هاي ياهل وين بتعرف تقدم برنامج؟"
مترف: "ما بتكون بروحها. أنا بكون وياها وبنتين اكبر عنها بشوي. يعني دورها بيكون بسيط.."
مايد: "لا توهقني وياها منو متفيج يوديها دبي كل يوم؟ "
مترف: "ياللا عاد هالبرنامج بيكون في الصيف يعني ترومون تيلسون في فيلا عمك عبدالله اللي في جميرا.."
مايد: " ما ادري والله لازم ارمس ليلى وبشوف اذا طاعت برد لك خبر.."
مترف: "ان شالله توافق والله ميود خاطري اتمون الصيف بطوله هني.."
مايد: " ليش ما بتسافرون؟"
مترف: " لا وين نسافر. اختي بتعرس هالصيف وكلهم مشتطين . محد ياب طاري السفر"
مايد: " نحن بعد شكلنا ما بنسافر. اذا قام عمي عبدالله بالسلامة يمكن نفكر بالسفر بس بعد احسهم مب متشجعين. المهم انته شخبارك؟ "
مترف: " ملان والله كله يالس في البيت. ويوم الخميس والجمعة اسير التلفزيون عشان البرنامج.."
مايد (بخبث): " والمعجبات؟"
مترف: "بلاهن؟"
مايد:" ما ادري . انته خبرني.."
مترف: " هههههه والله البنات مشاكل. وحدة في التلفزيون تخبرني انها كانت في حفلة عيد ميلاد وسمعت وحدة من البنات تقول انها تعرفني واني احبها . "
مايد: " هههههههه يا عمي منو قدك؟ بعدك 16 سنة وعندك معجبات من كل أرجاء الدولة. "
مترف: " خلهن يولن والله مب متفيج للبنات انا.."
مايد: "ما فكرت تتعرف على وحدة فيهن؟ جي يعني تجرب بس .."
مترف: " لاحظت انك ثاني مرة تسألني هالسؤال؟"
مايد: "كيفي ابا اشوف تفكيرك تغير في هالفترة ولا لاء.."
مترف: " اممم. فكرت. بس كل ما ابا اسوي هالشي اغير رايي. "
مايد: " ليش؟"
مترف: " إذا بتعرف على وحدة لازم اعطيها وايد من وقتي ومشاعري. هذا غير السهر ع التيلفون ولا المسنجر وياها وغير الدلع والزعل وأنا اعرف عمري بمل منها بسرعة. واذا حبيتها لا سمح الله . بتم طول عمري متحسر وانا اتذكرها لأني اعرف انه اهليه ما بيختارون لي الا اللي في بالهم هم. فليش اظلم عمري واظلمها ويايه؟ "
مايد: "عثرة!! كل هذا فكرت به؟؟؟ مترف حبيبي انته بعدك صغير. مراهق. عيش حياتك!!"
مترف: "وليش ما تعيش حياتك انته؟ ما اجوفك تعرفت على حد.."
مايد:" امممم. ما لقيت اللي ممكن انها تجذبني هالكثر.."
مترف:" ولا وحدة؟"
مايد: "امبلى بصراحة في وحدة وايد عايبتني. بس . لأنها عايبتني مستحيل اتقرب منها.."
مترف:" غريبة . ليش؟"
مايد: " دوم جي يوم حد يعيبني. واتقرب منه. أحس انه سخيف واني كنت ماخذ عنه فكرة احسن من اللي اشوفه جدامي. وفي النهاية ابتعد عنه.."
مترف: " والهبنية من اهلكم؟"
مايد: "لا . أقول مترف برد ادق لك اوكىعندي خط.."
مترف: "زين اترياك. "
مايد: " باي.."
بند مايد عن مترف ورد ع الخط الثاني. كان رقم غريب أول مرة يشوفه..
مايد: "ألو؟؟ . "
: .............
مايد: "ألو!"
: ..............
اطالع مايد التيلفون باستغراب وبنده ورد يتصل بمترف عشان يكمل سوالف وياه
وعلى الطرف الثاني كانت عليا يالسة على شبريتها وتحس بقلبها بينفجر من كثر ما كان يدق بقوة. رقم مايد يابته من موبايل مزنة يوم كانت في بيت يدوتها . والرقم تم عندها طول هالفترة بس ما تجرأت انها تتصل به ، ما كانت تعرف شو تقول له ، كل اللي كانت تعرفه هو انها كانت تبا تسمع صوته. تباه يحس فيها بأي طريقة. وهاي هي الطريقة الوحيدة اللي خطرت على بالها. بس يوم دقت له ورد عليها. تيبست في مكانها وما رامت تبطل حلجها ولا حتى تتنفس..
وبابتسامة خبث ردت عليا ادق الارقام مرة ثانية . مب لازم تتكلم حاليا بس تبا تسمع صوته مرة ثانية
.

.
.
مشت ليلى ويا اختها سارة في الممرات اللي في قسم العناية المركزة وهي حاطة إيدها على قلبها. كل ما تمشي في هالممر تحس انه قلبها ينقبض. وتتمنى صدق انه عمها يقوم بالسلامة ويطلع من هالمكان الكئيب لأنها خلاص مب قادرة تتحمل انها تمشي في هالممر مرة ثانية..
وسارة كانت حاسة بالإثارة لأنه هاي أول مرة تزور فيها حد في المستشفى. ولولا انه سهيل متصل بهم ومرمسنهم من قبل ولا ما دخلوها. المكان كان شوي مزدحم لأنه أمس يابوا مريض يديد في قسم العناية واهله كانوا كلهم هني. تظايجت ليلى يوم مرت صوبهم وعورها قلبها. وتمنت من الله انه يشفي ولدهم ويشفي عمها عبدالله..
رفعت سارة راسها وسألت اختها: " عميه وينه؟"
ليلى: "في آخر غرفة حبيبتي.."
ابتسمت سارة ومشت ويا اختها لين وصلوا لآخر غرفة في القسم. وقبل لا تبطل ليلى الباب تبطل بروحه أو حد بطله من داخل وانصدمت ليلى وردت على ورا وهي تشوف مبارك طالع جدامها..
مبارك أول شي يت عينه على سارونا وابتسم لها بعذوبة وسارونا ردت له الابتسامة بدلع. ويوم رفع عينه وشاف ليلى واقفة تطالعه بصدمة وارتباك ، ابتسم ابتسامة عريضة بس تم واقف مكانه جدام الباب ولا تحرك..
ارتبكت ليلى اكثر ونزلت عيونها وهي تقول بظيج: "ممكن لو سمحت؟ نبا ندخل.."
مبارك انتبه انه واقف جدام الباب وحس بعمره غبي وخاز عن الباب شوي وسارونا استغلت الفرصة ودشت داخل عند عمها اللي كانت بتموت تبا تشوفه. وليلى اللي كانت تنتفض بكبرها من التوتر والمستحى تحركت من مكانها عشان تدخل وراها. ومبارك واقف على صوب يطالعها. ما كان يباها تدخل عنه . كان وده اتم هني وياه عشان يخبرها بكل اللي في خاطره من صوبها..
ويوم شاف ايدها على الباب وهي تبا تبطله ما رام ايود عمره وقال: "ليلى؟"
التفتت ليلى واطالعته وحس مبارك انه عيونها ونظرتها اخترقت اعماق روحه. واستقرت في داخل قلبه. ويوم شافها عاقدة حياتها وتطالعه باستغراب عرف انه لازم يقول لها شي وبسرعة!
داخل في غرفة عبدالله . وقفت سارة بعيد عن الشبرية وهي محتارة. ما توقعت ابدا انها ادش وتشوف عمها راقد. توقعته يكون يالس ويترياها عشان يسولف وياها. ليش راقد من الحين؟ الساعة بعدها 7 ونص. وليلى أكيد خبرته انهم بيوون..
اقتربت سارة منه شوي شوي ويوم وصلت عنده لاحظت الوايرات الموصلة بجسمه والاكسجين اللي على حلجه وفجأة حست بخوف كبير. ليش جي مسوين بعمها عبدالله؟؟
مدت ايدها عشان تلمسه وترددت . وردت مرة ثانية مدتها ومسحت على خده بحنان. وقالت بهمس: "عمييه. أنا هنييه. قوم.."
تريت شوي وما نش عبدالله. وردت مرة ثانية تمسح على خده وتحس بملمس لحيته اللي تعودت عليها يوم كان يبوسها ويحط خده على خدها. واقتربت سارة منه أكثر وباسته على خده. وهمست له في إذنه: "عمييه قوم. الله يخليك . ماماه ليلى يوم بتشوفك راقد بتردني البيت. "
التفتت سارة على الوايرات اللي على صدر عمها وانترسن عيونها دموع. وردت تترجاه مرة ثانية وهي تحط خدها على خده مثل ما كانت متعودة دوم : "عمييه؟؟ "
في هاللحظة. وفي متاهات اللاوعي اللي كان عبدالله ظايع فيها. كان صوتها يوصل له مثل الحلم. مثل النسيم اللي يبدد لهيب الحر في الصيف. وكان يقاوم. يقاوم بكل قوته عشان يحدد مكان الصوت. بس مب قادر. ويوم حس بدمعتها اللي استقرت على خده. كان يستجمع كل قوته عشان بس يرد عليها . يطمنها. ويواسيها. بس في نفس الوقت كان بجبال ثجيلة تستقر على جفونه وجسمه كله. كان مب قادر يتحرك. وكأنه جسمه مب جسمه هو. مب قادر يتحكم فيه بالمرة..
وفجأة حس بخدها الناعم على خده. وحس بإيدها تلوى على رقبته بحنان. وحس بشي قوي يجرفه وياه ويدفعه بقوة لجدام. لدرجة انه كان مب قادر يتنفس. مشاعر قوية كانت تحركه وتسيطر عليه وكل اللي كان يفكر فيه هو انه يواسيها. وعقب ما ركز كل تفكيره وعواطفه وقوته على هالشي..
دمعت عيونه..
وتحركت دمعته ببطئ من عيونه ونزلت على خد بنت اخوه الصغيرة..
كان هذا كل اللي يقدر يسويه عشان يطمنها..
وسارة اللي كانت حاسة ببرد فظيع في الغرفة وهي تحظن عمها عبدالله حست فجأة بشي دافي يستقر بين خدها وخده. وابتعدت عنه بسرعة وهي تمسح الدمعة عن خدها. ويوم اطالعت عيون عمها شافت الدمعة الثانية تنزل منها. وشهقت بخوف واستغراب وهي تركض صوب الباب وتزقر اختها ليلى
" ليلوتي . تعالي بسرعة. بلاه عميه عبدالله يصيح؟؟"
.
.
نهاية الجزء الثامن والعشرون

الجزء التاسع والعشرون

" ليلى؟"

اطالعته ليلى باستغراب عقب ما سمعته يزقرها وتمت ايدها على مقبض باب غرفة عمها وهي ملتفتة له عشان تعرف شو يبا كانت مرتبكة وايد ومجرد وقفتها وياه هني تثير الشكوك وفي أي لحظة ممكن حد من أهلها ايي ويشوفها . أو حتى سهيل ، شو بيقول لو جافها واقفة ترمس مبارك؟ وبعدين عمها كل شوي حد من ربعه يمر عليه ويزوره وهذا اللي كان مخوف ليلى
رفعت ليلى عيونها واطالعته. ويوم يت عينها في عينه حست بدفء غريب ينبعث من نظراته ومبارك اللي حس بارتباكها نزل عيونه عنها وقال: " لا تحاتين. عبدالله ريال قوي. ما بتهزه أزمة بسيطة مثل هاذي. لا تفقدين ثقتج فيه وفي قوة إرادته.."
بطلت ليلى حلجها عشان ترمس بس ما عرفت شو تقول. ما كانت تتوقع منه أبدا انه يطمنها على عمها أو يحاول يواسيها. اللي قاله يخالف تماما الصورة اللي كانت ماخذتنها عنه في بالها. كانت تعرف من سهيل إنه مبارك ماسك الشركة هاليومين . توقعت يسألها شو كانت تسوي في المكتب هذاك اليوم أ ويخبرها أي شي عن الشغل. بس اللي قاله صدمها وما حست بعمرها الا وهي تبتسم له ابتسامة خفيفة وتقول له: " إن شالله.."
ابتسم لها مبارك وهو بيتخبل على ابتسامتها واللون الوردي اللي بدا يتجمع في خدودها من المستحى. وكان بيروح عنها وهي كانت بتدخل عشان تشوف عمها بس الباب تبطل فجأة وطلعت سارة من داخل وملامح ويهها خايفة وعيونها على اختها وهي تسألها: " تعالي بسرعة ليلوتي. شوفي. بلاه عميه يصيح؟"
ليلى ما استوعبت وسألتها : "شو تقولين سارونا؟ منو اللي يصيح؟"
مبارك حس بنغزة في قلبه ووقف يطالعهن وهو عاقد حيّاته. وسارة يرت ليلى من إيدها وودتها داخل عند عمها عبدالله. ودخلت ليلى الغرفة وعيونها معلقة بأهم ريال في حياتها كلها. بعمها اللي كان متمدد على الشبرية وعدد كبير من الأسلاك موصل بجسمه . كم مرة شافت هالمنظر خلال الاسبوعين اللي مروا عليه وهو هني؟ للحين بعدها مب قادرة تتقبل الوضع وللحين تحس بنفس الألم اللي حست به في أول لحظة يوم طاح عمها عند باب الصالة وتحرت انها فقدته للأبد..
سحبتها سارة وراها ووقفتها عند الشبرية واطالعتها ليلى بحيرة وتعب وهي تقول لها: " هيه حبيبتي عمي مريض شوي عشان جي راقد. "
بس سارة أشرت على عمها بخوف وقالت: " ما تشوفينه يصيح!"
اطالعت ليلى ويه عمها اللي كانت أنبوبة الأكسجين مغطية نصه وحركت نظراتها لعيونه اللي كانت تدمع في هاللحظة. وحبست أنفاسها وهي مب مصدقة اللي تشوفه جدامها..
كان الموقف أكبر من إنه ليلى تكون لها أي ردة فعل غير الصمت. وقفت تطالع عيون عمها وعلامات الذهول كلها مرتسمة على ويهها. ويوم استوعبت اللي شافته مدت إيدها اللي ترتجف ومسحت دمعته بحنان ودموع عينها تصب بغزارة..
كانت تصيح وتضحك في نفس الوقت. مب عارفة تفكر ولا قلبها يطاوعها تطلع عشان تزقر الدكتور. كانت تبا اتم وياه. ما تبا تطلع وتفوتها اللحظة اللي ممكن ينش فيها من غيبوبته . ما تبا تفارقه ولو ثواني..
مبارك اللي كان واقف عند الباب يطالع كل اللي يستوي في الغرفة ارتسمت ابتسامة عريضة على ويهه وهو حاس انه ايام غيبوبة عبدالله انتهت. ويوم رفعت ليلى عيونها وشافته حس بنظرة الرجاء اللي وجهتها له وقال لها : " أنا بزقر الدكتور.."
هزت ليلى راسها وهي تمسح دموعها وطلع مبارك من الغرفة بسرعة عشان يزقر الدكتور. وصورة ليلى مطبوعة في جفونه. كل ما يغمض عيونه ثواني. يشوفها جدامه..
.

.
.
في مكان ثاني من المستشفى، كانت شيخة مغمضة عيونها وتحاول قد ما تقدر إنها ترقد. بس كلما حاولت أكثر كانت تحس باليأس وفي النهاية تنهدت ومدت ايدها لموبايلها واتصلت بريلها للمرة المليون. بس مثل ما توقعت ما رد عليها. كانت وايد محتارة. في الأيام الأخيرة، فهد غير معاملته لها بشكل كبير. كان حنون وياها. وشيخة متأكدة انها لمحت في عيونه أكثر من مرة نظرات الحب اللي كانت تشوفها قبل لا يكشفها..
ويوم أخيرا ابتدا الأمل يرجع لها في إنه حياتها ترد شرات قبل وأحسن، اخترب كل شيء. والحين مب عارفة شو مصيرها. وفهد مب راضي يرد عليها ويريحها. يا ليته بس يخبرها شو ناوي يسوي؟
اتصلت به شيخة مرة ثانية وما رد عليها. وفجأة يت ياسمين على بالها. من زمان ما سمعت عنها شي. وفهد غير رقم تيلفونها. عشان جي حتى لو كانت ياسمين تتصل بها أكيد بتلاقي الرقم مقطوع..
اتصلت شيخة على موبايل ياسمين وحصلته مغلق، واتصلت على رقم البيت ومحد رد عليها. فبندت موبايلها بحزن وردت تغمض عيونها عشان ترقد. فجأة كانت تحس انها وحيدة في هالعالم..
وحيدة وتنتظر تعرف شو مصيرها بالضبط..
.
.
.
.
في قسم العناية المركزة، كان مبارك يالس في الاستراحة ووياه سهيل اللي يا بسرعة أول ما اتصل به مبارك وخبره باللي استوى، اثنيناتهم كانوا ساكتين وكل واحد فيهم غرقان في بحر أفكاره. سهيل يدعي لعبدالله بشكل متواصل ومبارك مب عارف ييلس من كثر ما كان متوتر ويتريا الدكتور يطلع ويطمنهم. وفي نفس الوقت كان كل شوييسترجع ملامح ليلى وضحكتها. وشكلها وهي مصدومة. وتصارع مشاعر الحزن والفرح اللي امتزجت بدموعها. ما يعرف شو اللي سوته هالانسانة بالضبط. بس اللي يعرفه انها استحوذت على كل تفكيره. ومن المواقف القليلة اللي جمعته وياها بدت تتكون في داخله مشاعر عميقة تجاهها. يمكن يكون انبهر بها. ويمكن يكون ها كله مجرد إعجاب. بجمالها. بإبداعها اللي شهده في المعرض. بحبها الكبير لعمها. بقوة شخصيتها اللي لمحها في الشركة وجرأتها. وذكاءها. وأخيراً بحساسيتها ودفء الأمومة اللي حس به وهو يشوفها ويا سارة. ورقتها وشفافيتها يوم شافت عمها عبدالله وعرفت انه تجاوز الأزمة..
مشاعر غريبة. ما يعرف يفسرها ولا يعرف وين بتوصله بالضبط..
عند باب غرفة عمها، كانت ليلى واقفة ويا سارة يتريون الدكتور يطلع من داخل ويطمنهم. ليلى اتصلت بيدوتها وخبرتها انه عمها ابتدى يستعيد وعيه. ويوم تأخر الدكتور داخل. اتصلت بمحمد ومريم وخبرتهم وقالت لهم انها بتتصل بهم عقب عشان اطمنهم عليه..
وفي اللحظة اللي طلع فيها الدكتور من الغرفة لمحت ليلى بطرف عينها يدوتها وهي تمشى بسرعة في الممر وياية صوبهم. ووراها كان سهيل بعد ياي يعرف شو بيقول الدكتور ومبارك كان واقف عند الكراسي يطالعهم من بعيد ومب قادر يتقرب..
ابتسم الدكتور لليلى وقال لها : " He's regaining his conscious His heart beats are a little faster and his brain has started to send msgs to the nerves once more " ( إنه يستعيد وعيه..قلبه ينبض بشكل أسرع وعقله ابتدأ بإرسال رسائل عصبية لباقس أعضاء الجسم مرة أخرى )
ضحكت ليلى بسعادة وقربت سارة منها وهي تقول ليدوتها اللي كانت ملامح الخوف باينة على ويهها: " يدوه عمي بيرد لنا. الدكتور يقول انه ابتدى يستعيد وعيه.."
ما رامت ام احمد ترمس ويلست تصيح وتحمد ربها وسهيل نفس الحالة. ومبارك اللي كان واقف بعيد شوي عنهم. يوم سمع كلام الدكتور ابتسم براحة ورد ييلس ع الكرسي وهو يتريا يرمس سهيل قبل لا يروح..
ليلى: " Thank you Doctor, I will stay with him tonight " (شكرا دكتور، أنا بتم وياه الليلة)
الدكتور: "That's good. but I have to warn you.." (هذا جيد. ولكن يجب أن احذرك)
ليلى: " of what? " ( تحذرني من شو؟(
الدكتور: " He might be a little unstable when he wakes up There is a slight chance that he will be paralyzed or even lose some of his memory. temporarily or forever " (عندما يستعيد وعيه، فإنه يواجه احتمال فقدان ذاكرته بشكل مؤقت أو دائم. وهنالك ايضا احتمال الاصابة بالشلل..)
ليلى: "Oh my God!! "
أم أحمد: " شو قال لج؟"
ليلى: "صبري يدوه"
الدكتور: " Don't worry. it's only a possibility. " ( لا تقلقي فهذا مجرد احتمال)
ليلى: " Ok doctor, you will be on duty tonight? " (انزين دكتور انته بتكون موجود الليلة؟)
الدكتور: " yes, I will be in my office. if you need me or if he by any chance wakes up at night, just tell the nurse to call me " (أجل، سأكون موجودا في مكتبي. إذا احتجتي إلي أو إذا ما استعاد وعيه، أبلغي الممرضة لتستدعيني)
ليلى: "I will Thank you doctor "
الدكتور: " You're welcome "
سار عنهم الدكتور وخبرت ليلى يدوتها باللي قاله لها. وعقب ما صاحت ام احمد ودخلت تطمن على ولدها وتشوف بعينها حالته اللي يقولون انها تحسنت. طلع عنهم سهيل ورد لمبارك اللي كان يترياه في الاستراحة..
مبارك يوم شافه ياي صوبه وقف له وهو يبتسم ويقول: " الحمدلله على سلامة عبدالله"
سهيل: "الله يسلمك يا مبارك. بتروح ولا تبا تشوفه قبل؟"
مبارك: " لا أكيد أهله يبون يتمون وياه. بروح "
مشى مبارك ويا سهيل في ممرات المستشفى وملامح الراحة والفرح واضحة على ويوههم..
مبارك: " شو الحين بالنسبة للشركة؟"
سهيل: " ما ادري والله. في مشاريع يديدة؟"
مبارك: " قدمت على مناقصتين وما اعرف للحين نتايجها. اسمع يا سهيل. انا مستعد امسك شركة عبدالله لين ما يقوم بالسلامة ويرد يستلمها مني. لا تحاتي من هالناحية.."
سهيل: " مشكور وما تقصر يا مبارك. وهذا العشم فيك. "
مبارك: " أفا عليك يا سهيل. ما مبينا هالرمسة.."
ضغط سهيل على كتف مبارك وهو يبتسم له وكملوا دربهم للباركنات وهم يسولفون عن كل شي. مهما كانت الظروف اللي فرقتهم عن بعض وخلت صداقتهم تهتز. بس مرض عبدالله وأزمته جمعتهم مرة ثانية وجددت احترام سهيل لمبارك. وزادت من معزة سهيل عند مبارك. ويوم ركب كل واحد فيهم موتره عشان يرد بيته، كانوا متأكدين انه مهما كانت الحياة صعبة. ولا واحد فيهم بيقصر في الثاني أو بيفكر حتى مجرد التفكير في إنه يخذله..
.
.
.
.
" لا لا لا سلامتج لا يسامحها ولا شي. شو يبا فيها هالخايسة. هاي هي الساعة المباركة يوم انه بيطلقها.."
صالحة كانت مصرة على رايها وفواغي اللي كانت ترمسها في التيلفون تعرف هالشي. بس بعد مرت اخوها غمظتها وما تباها تطلق..
فواغي: " أمي مب زين عليج . صح انها كانت تعاند فيج ونفسها خايسة بس مب لدرجة انه يطلقها.."
صالحة: " هاهاها. مسكينة انتي!!. ثرج ما تعرفين شي.."
فواغي: " شو اللي ما اعرفه امايه. ؟ تراني كنت يالسة عندكم واشوف طبايعها بس صدقيني بتصطلب. لو يشد عليها فهد شوي.."
صالحة: " مب عن طبايعها الخايسة. مسودة الويه لاحق عليها اخوج وهي مواعدة .."
فواغي ما استوعبت اللي قالته امها. ورصت ع السماعة وهي تسألها: "شو؟؟ "
صالحة: " هيه والله. ومب اول مرة تسويها . متعودة الملعونة تطلع ويا الشباب دوم يوم انا اغفل عنها. انا ما بتم الاحقها من مكان لمكان ومن الساعة تسع احط راسي وارقد. شدرانيه بها انها تسوي سواياها يوم تحيدنيه راقدة.."
فواغي: " صبري امايه "
التفت فواغي لبنتها مزنة اللي كانت يالسة تطالع التلفزيون وياها وقالت لها: "مزون حبيبتي سيري بعيد ابا ارمس يدوتج.."
مزنة (وعيونها ع التلفزيون): " عادي امايه ارمسي. أنا اصلا اعرف كل السوالف"
فواغي ( بعصبية): " هاي سالفة ما تعرفينها سيري بعيد شوي.."
صالحة: " منو ترمسين انتي؟ مزنوه. مزنوه تعرف كل شي.."
فواغي: "شووووو؟؟؟!! مزنة تعرف وانا ما اعرف؟؟؟ وليش ما خبرتيني امايه؟؟" وليش اصلا ترمسون بهالسوالف جدامها؟"
صالحة: " هي كانت في بيتنا هاذيج الليلة يوم فهد زخ شيخوه مواعدة. وانا ما خبرتج لأنه اخوج وصاني ما اخبر حد. بس عاد الحين قلت لازم اخبرج ما يستوي ما تعرفين.."
فواغي: " شيخوه يطلع منها كل هذا؟؟ والله على رغم كل اللي شفته منها بس بعد ما توقعت"
صالحة: " انا كان قلبي ينغزني . من اول ما خطبها اخوج وانا هب مرتاحتلها . لكن منو يسمع ولا يفهم؟"
فواغي: " ومنو خبرتي بعد امايه؟"
صالحة : "ما خبرت حد غيرج انتي. عاد انتي لا تخبرين حد ما فينا ع الفضايح.."
فواغي: "لا لا لا لا . ما بخبر حد . حتى خواتي ما بخبرهن. لا تحاتين فديتج.."
صالحة: " ياللا عيل اميه انا هلكانة بسير اصلي لي ركعتين وبحط راسي وبرقد.."
فواغي:" نوم العوافي امايه.."
صالحة: "الله يعافيج. فمان الله.."
فواغي: "مع السلامة.."
بندت فواغي عن امها وتمت يالسة تفكر بكل اللي سمعته توها. في البداية كانت شيخوه غامظتنها وايد . واستنكرت فكرة انه اخوها يطلقها. بس الحين يوم عرفت انه ها كله طلع منها خلاص اختفت كل مشاعر الشفقة من داخلها. وتشوف انها تستاهل كل اللي بيستوي لها..
فواغي: " مزنوه ليش ما خبرتيني عن عموه شيخة؟"
مزنة (اللي كانت اتابع كل تحركات المشتركات في miss Lebanon ) : " نسيت"
فواغي: " انزين ترا ها كله مب صدق . انتي مب فاهمة السالفة زين حبيبتي لا تحطين في بالج انه عموه شيخة مب زينة.."
اطالعتها مزنة وقالت بمنطقية: "يدوه قالت انها مب زينة. وقالت لي انه خالي فهد بيطلقها. ويدوه مب جذابة.."
فواغي: " همممم. ما عليه الله يسامحها. انتي لا ترمسين بهالسالفة جدام حد.."


يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -