بداية

رواية سالفة عشق -51

رواية سالفة عشق - غرام

رواية سالفة عشق -51

طلعت من محل باتشي إللي بشارع الببسي بالخبر .. حامله كيس فيه صينية شوكلاته ويوسف حامل الكيس ثاني .. اليوم لفيت على محلات الحلويات كلهـا .. وصيت على الكيك السواريه والبتي فور وبعض الحلويات الفرنسية الصغيرة ..
وأخيرا أخذت صواني الباتشي إللي كنت موصية عليهم قبل كم يوم ..
وطبعا البندري كل هذا مـا تدري عنه .. لأن حضرتهـا رافضة ينعمل لها حفله خطوبة ..
لكن أنا وأمي ضربنا بكلامها بعرض الجدار .. مو على كيفهـا .. وصينـا محل السنبوك وهو إللي راح يجي ويرتب الطاولات والبوفيه للحفله .. وأمي وصت لها على فستان من فرنسا طلبناه عن طريق النت وراح يرسلونه لها بالبريد المستعجل .. وأنـا أحاتي أخاف الفستان ما يكون مضبوط عليها .. مع أني تعمدت أخذ مقاساتها مضبوط لما رحنـا نعمل الفساتين لزواج أخوي عبد الله ..
مع أنهـا يمكن تعصب والله تزعـل .. لكن بعدين راح ترضخ للأمر الواقع .. صحيح أني ما تحسفت لأني ما سويت حفله خطبة .. لكني سعيدة وأنا أجهز لحفله أختي وحبيبتي البندري .. ودي أنها تعيش بسعادة وفرح .. لأنها تستاهل كل خير
يوسف : ريوم وين سرحتي
رفعت نظري ، لمحت أن حنـا مارين من عند الكورنيش بالسيارة ، شفت المراجيح وجذبتني
: يوسف خلنـا ننزل عند الكورنيش
ما جادلني ولا حتى سألني ، أخذ المنعطف إللي على اليمين ، ووقف سيارته بالمواقف الفاضية بهذا الوقت من العصر .. نزلت وأنـا متحمسة ألعب بالمراجيح .. لأن الجو حلو بعد ما بردت الشمس شوي .. مسكت يد يوسف وصرت أمشي بسرعة
يوسف : هونك هونك .. على وين ما خذتنـا
وصلنـا لعند المراجيح : خاطري ألعب بالمراجيح
طالعني وكأني وحده مهبوله : من جدك !!
ضحكت مثل الطفله : ايووووووه يوسف خاطري من زمان
رحت وجلست على الأرجوحة : يوسف تعال ادفعني
ضحك علي ، لكنه بالأخير جاء واستسلم وصار يدفعني .. دفعني بقوة ..
لدرجة طارت العباية والشيله .. أشوا أني لابسه بنطلون والله كان طلعت الفضايح
مراجيح تحمل طفله ورجل .. والريح تطوي عباية وشيلة .. وايدها قلب يشد الحبال .. دوختني أم سود العيون .. مع الشمس الغاربه .. كخيل هاربه
وصلتهـا لعند البيت وعيني تودعهـا ..
صار صعب على عيني تفارق عينهـا .. ملت حياتي بفرحهـا
صرت معهـا أعمل أشياء ما عمري تخيلت أني ممكن أعملهـا
رجعتني كطفل يفرح بلعب الأرجوحة وقطعه حلاوة
صرت أقضي وقتي معها بالساعات ، نضحك نسولف من غير ما أحس
صارت البسمة ما تفارق شفاتي معهـا
مثل الحلم غزت حياتي .. كوني فرحي .. كوني عمري كله .. إلا باقي وإلا كان
وصلت لعند بيتنـا .. انتبهت لبيت جيرانـا إللي عادة ما يكون هادئ .. أن فيه صجه والعيال يلعبون بالشارع .. وكأن في أحد جاي زايرنهم أو عندهم عزومه
قلت أسأل أحد من البزران .. يمكن عندهم مناسبة نروح نأدي الواجب دام حنا جيران ..
ناديت واحد منهم كان لابس بلوزة حمرا .. سألته بحذر وش عندكم لأن الأطفال سهل تسحب منهم الكلام
قال لي : رؤيـا أختي رجعت من أمريكـا بعد ما تطــ ......
ما سمعت باقي الكلام إللي قاله .. ظلت الكلمتين رؤيا رجعت .. تقرعان في أذني كأجراس الكنائس .. رؤيـا .. رؤيـا رجعت
ها الخبر ما أظن صعقني .. لأنه لو صعقني كان أنا منتهي من زمان .. إلا زلزل كياني .. ذكرى رجوعهـا وهي حرة رجعتني للماضي القديم ..
حسيت بيهـا قريبه مني حيل .. صرنـا بنفس البلد .. نتنفس نفس الهوا
غابت .. لكنهـا رجعت .. لفح هواء شعري وبعثره .. حسيت بالريح تجيب عطرهـا لي واستنشقه ..
كنت أظن الريح جابك عطركـ يسلم علي .. كنت أظن الشوق جابك تجلس بجنبي شوي ..
كنت أظن .. وكنت أظن
دخلت الصاله .. وأنا أحس المشاعر تعصف فيني عصف .. مشاعر حنين .. ومشاعر خيانه لإرتباطي بريوم .. ليه يعني لما ملكت على ريوم رجعت هي .. ليييييييه ..
قطع علي سيل أفكاري نغمة جوالي .. كانت مسج من عند ريوم ..
ما قدرت أكمل المسج .. حسيت أني خائن بإحساسي لهـا ..
ريوم بالنسبة لي قدر ما كنت حاسب حسابه .. عرفتني على الشوق ..
ومضة فرح في حياتي ..
سوالفهـا ..
ضحكهـا ..
بريق عيونهـا ..
لكن طيف رؤيا .. ليه عاود ورجع معه الذكرى القديمة ..ذكرى حزينة
تكدرت من داخلي .. لا أني قادر أطرد طيفهـا .. ولا أني صنت حب الريم
عاتبت الليالي إللي فرقتنـا ..
عاتبت الليالي إللي جمعتنـا .. لكن ها المرة أنا إللي سريت
تذكرت ذيك الليله العتمة .. إللي خنتي فيه حبي ..
يوم رحتي عني وهملتيني ..
وهي نفس الليالي إللي باعدتنا
جلست على الكنب وحطيت يدي خلف رأسي .. وأنا أتأمل حالي إللي أنقلب في غضون دقائق .. ليه رجعتي الحين ليه !!
من بعدك ضاقت بي الدنيا .. لكني لقيت الفرح عندها ..
والسؤال إللي دايم يراودني .. أنتي أصلا ليه تركتيني ..
من رحتي خليتيني شخص هالك .. ضايع ..
لا أهل .. لا ناس .. لا جيرة .. لا بلد
وجيتي اليوم بعد ما صارت الريم كل هلي
ليه اليوم طيوفك جات وتسكعت في دهاليز المدينه
انصحيني الله يجزاك خير وين أروح بعيد عنك
لأنك ما تستاهلي .. وأرخصتي بوعدي
*
*
نزعت إحرام الصلاة .. وطويت السجادة
وقفت أنـاظر بفستاني الوردي الفاتح المفروش على السرير .. والدمعة متعلقة بطرف عيني .. من بعد ما بصمت اليوم العصر تحت أسمه ونطقت بالموافقة لشيخ .. شعرت بها الليلة راح أكون بقايا إنسان .. آآآآه تكويني الدمعة .. ويرهبني البعد .. ناظرت غرفتي وأشيائي وذكرياتي وهدايا بندر
ما ودي أبتعد عن ذكرياتي وحنيني الموجود بها الغرفة ..
أشوف الكل سعيد بها اليوم .. وأنا أتظاهر بالسعادة وأعاند إحساسي
خلاص ما عاد فيه تراجع .. دامني سلمته نفسي .. ماضي ما عاد لي فيه مصلوح .. الشيء الوحيد إلا أبيه منه أني أبي أكمل دراستي .. شغلي هو الشي الوحيد إللي صار يهمني بهذي الدنيـا .. والله ما عاد يهم من بعد موت روحي ..
:
لطخت بفرشاتهـا اللون الوردي على شفاتي .. ووضعت اللمسات الأخيرة على وجهي .. شكرت للبنانيه إللي جات تعمل لي المكياج وتصفف شعري ..
ناظرت بنفسي بالمرايـا .. فتحت فمي من إللي شفته .. شكلي متغير تمامـا .. مـن زمان ما حطيت لي فل ميك آب .. أصلا ما أذكر آخر مرة متى !!
درجات الوردي مع البنفسجي الغامق مرة تتدرج على جفني .. وتحت الحاجب اللون الأبيض المايل على فضي .. وروج وردي مع غلوس بلمعة فوشيا ..
ابتسمت بغرور لأني راضية على شكلي .. لبست الفستان pink الفاتح مرررررررره .. إللي جابته أمي لي هدية .. والله ما كان ودي بكذا فستان كبير ومنفوش مثل الطبقات .. وكانه ستايل فرنسي قديم .. أحس أعطاني منظر الفراشة الأميرة .. لأنه من ورا أطول من قدام .. وعلى الجانب مزموم .. والكتوف عارية .. هو سمبل بالمرة .. لكن أناقته في بساطة ..
فتحت ريوم البـاب بقوة .. أنا وقفت بمكاني .. أنتظر تعليق منهـا ..
هي وقفت مكانها تناظرني بانبهار.. حسيت لحظتها أن شكلي غلط ..
: ريوم شكلي مو حلو مووووووو !!
قربت مني ، ومازالت هناك فتحته بين شفايفهـا ، لكنهـا أخيرا نطقت : أميرة .. صايره الليلة الأميرة سندريلا بها اللون
بوزت : تتريقين علي ريوم
ريوم : والله ما أتريق .. تجنني يا عمري
بها اللحظة انتبهت لطيف خالتي أم بندر واقفة عند باب الغرفة إللي تركته ريوم مفتوح .. ابتسمت لهـا .. وأنا ألمح الدموع بعيونهـا .. مدري هي دموع فرح ..والله دموع حزن
تذكرت لحظتهـا .. لمـا كلمتها قبل لا أمي ترد على خالتي أم عبد العزيز .. لأن عمري مراح أنسى ردها علي .. وإذا زواجي راح يكون سبب سعادتهـا .. عندي استعداد أرخص الغالي لعيونهـا .. أذكر أنها قالت لي : عيشي حياتك يا البندري .. صدقيني أن بندر راح يفرح لما يشوف البنت إللي يحبها سعيدة ومبسوطة بحياتها .. لو الحزن يا بيتي والبكاء يرجع الغالين .. كان ظلينا نبكي طول العمر
تقدمت مني خالتي .. وريوم طلعت من الغرفة .. على شان تتركنـا على راحتنـا .. وقفت قدامي تتأمل ملامحي وشكلي .. وعينهـا مغرقة بالدموع .. انتبهت أنها طلعت علبة صغيرة من كيس مخملي .. كان عبارة عن حلق طويل ألماس وبنهايته دائرة داخل دائرة مثل رمز شوبارد .. بعد مـا لبستني الحلق ، قالت لي : الحمد الله أني عشت لها اليوم إللي أزفك فيه لرجلك
شعرت لحظتهـا أني محتاجه لحضنهـا .. ضميتها وغصب عني نزلت دموعي .. رفعتني عنهـا : يا حبيبتي لا تبكين .. ما أبي أشوف دموعك .. هذا يوم فرحك .. أبي أشوفك دوم مستانسه .. مسحت دموعي وأنـا أحاول أرسم البسمة على ثغري
جات ريوم ومعهـا جنى ومريم زوجه خالي .. غنوا كلهم بصوت واحد
أميرة الورد ليييييه الورد مفتونك .. لييه بحياته يحاول يشبه ألوانكـ
كمن فراشه تلمس غصونك .. والورد يا ما تمنى يعيش بأغصانكـ
جنى : يا أميرة الورد هذي راح تكون أغنيك لما تنزلي من عند الدرج
قطبت حاجبي : أنا مو قايله لكم مـا أبي زفة ولا شي .. أصلا من قال لكم أني راح أنزل
ريوم حطت يدهـا عند خصرهـا : لييييييه خير أن شاء الله !!
تعذرت بحجة واهية : شكلي مو حلو ، مو عاجبني بالمرة
كلهم شهقوا مرة وحدة .. لدرجة جاتني الضحكة
مريم : كل هذا و شكلك مو عاجبك .. أصلا عبد العزيز من راح يشوفك راح يتخبل .. مراح يعرف وين دربة
شعرت لحظتهـا أن الحمرة اعتلت خدي المتورد خلقة .. ما ودي أنزل .. ما ودي اللحظة إللي راح يجلس فيها جنبي تجي .. ما أبي ما أبي أحس أني راح أبكي من الخجل والإحراج
جنى جات ومسكت يدي : يله ما نبي نتأخر .. خلينـا نزفك
قاطعتها خالتي : لحظة خلينـا نعطر البنت .. مسكت زجاجة العطر الورديه كمان إلا كنت مجهزتهـا من جورج أرمني .. وبخت على ملابسي وجسمي من بعيد .. ودهنت يدي وعنقي بدهن العود ..
وقبل لا أطلع باستني عند جبيني وقرت علي المعوذات
ومشيت وراهم مسيرة مو مخيرة .. هم نزلوا قبلي .. وطفوا الأنوار ..وشغلوا الموسيقى .. توني أستوعب أن صاله بيتنـا كلها متغيرة .. الطاولات الدائرية مرتبة بشكل حلو .. ومفروشة بمفارش يناسب لون فساتني.. وحتى الصواني والشموع والورد
حتى الصوفا إلا راح أجلس عليهـا عنابية .. وخلفها مزين بالسبوت لايت .. وإضائة الشموع تزين المكان .. والورد متناثر بكل مكان
ابتسمت غصب عني .. حسيت بالفعل أني أميرة .. مع أنغام صوت محمد عبده أميرة الورد .. وأنـا أنزل من الدرج بحذر وذيل الفستان يسحب وراي والإضائة الخافته إلا تزين المكان حولي ..
أميرة الورد ليه الورد مفتونك .. ليه بحياته يحاول يشبه ألوانك
كمن فراشة تمنت تلمس غصونك .. والورد يا ما تمنى يعيش بأغصانك
إذا ابتسمتي يذوب السكر بلونك .. ويزور شهد الحياة بقلوب خلانك
والليل يغفي ويصحى بس بعيونك .. والصبح خدك والشمس عنوانك
بها اللحظة لفيت على الطاولة إللي موجودة فيهـا أسيل وسلمى .. كانوا يبتسموا وأشروا علي .. ابتسمت لهم
وصلت وجلست على الكرسي بعد ما رتبت فستاني الثقيل .. وأولـ من جاء وسلم علي أمي ، قمت على طول وحضنتهـا وأنـا أقاوم دموعي .. مشتاقة لهـا حتى لما ملكت ما كانت جنبي أبوي وعبد الله هم إلا كانوا جنبي
بعدتني هنا وقالت بحنيه : يا بعد عمري ، قمر الله يحفظك .
قلت بصوت خافت : يمه ادعي لي ، خايفة
أمي ببتسامة ، تبعث في النفس راحة : أنا دوم أدعيلك ، بليلي ونهاري ، أن الله يوفقك ويسعدك يا عمري
بعدهـا جاوا
أسيل وسلمى .. أعطوني هدية مغلفه حطيتهـا جنبي .. وهم جلسوا جنبي على شان يصوروا
أسيل همست لي : يا عيني على الإغراءات من أول ليله
ضربتها بكوعي ، وقلت وأنا ضاغطة على أسناني على شان محد يسمعنـا : يا حمـــاا ... مو أنا إللي أخترت الفستان .. وما لقيت شال عندي يناسبه
سلمى بضحكة : يا ووووووويل حالك اليوم يا عزيز
هزيت رجولي بتوتر: قووووومي أنقلعي عني أنتي وياها أحسن لك .. لا اللحين أتوطى ببطنك
ضحكت أسيل ضحكة شريرة : ههههههههههههههههه .. أتحداك
سكتنـا لأني شفت أم عبد العزيز تقبل علينـا وبيدهـا سارة .. أسيل وسلمى قاموا وهم يتغامزون لي .. وأنا متوترة حدي .. خايفة من أم عبد العزيز .. صحيح أن أمي تقول عنها طيبة .. لكن مدري كيف راح تكون علاقتي معهـا .. أخاف أكون مو عاجبتهـا .. لمـا وصلت لعندي .. قمت لها احتراما وقبلت رأسهـا .. باستني على خدي وسلمت علي وقالت لي ببتسامه : والله عبد العزيز عرف يختار .. الله يحفظك يا بيتي من العين
رديت عليها بصوت أقرب للهمس : الله يخليك يا خالتي
أخذت سارة بعدهـا وجلستها جنبي .. أبي ألتهي بيهـا عن التوتر إللي أحس بيه ومع قرب موعد اللقا .. كل مـا قرب الموعـد تزداد الرعشة إللي بأصابعي .. وتزداد ضربات قلبي وكأنها في سباق للخيول من قوة الضربات
فقت من سرحاني على صوتهـا
: لون فستانك مثل لون فستاني
ناظرت بفستانها الوردي إللي أغمق من لون فستاني، ابتسمت لها : صدق صرنـا مثل بعض
سارة وهي تأشر على شعرها : لكن أنا علي تاج أنتي ما عليكي
لمست طرف شعري المموج تمويج فرنسي : ليه ما جبتي لي معك
سارة : أمي هي إللي شرت لي وما شرت لك
ضحكت على كلامها إللي يجنن وملامحها إللي كلها برائه
مع سوالفي مع سارة .. ما انتبهت أن الكل لبس عباته .. وأنه واقف عند مدخل الصالة .. رفعت عيني بها اللحظة والتقت عيني بعينه .. طارت سارة ها اللحظة من جنبي لعمهـا
لحد يسألني عن حالي ها اللحظة .. عن ضربات قلبي إللي صارت تعصف بداخل صدري وعن تنفسي إللي أزداد فجأة .. لدرجة حسيت أنه راح يغمى علي
شكله وهو واقف بثوبه البيج بتبكيرة حجازية .. والشماغ البيج المرفوع
كـان شكله مختلف تماما عن الدكتور عبد العزيز إللي أعرفه
:
:
مرت ثواني وأنـا واقف مبهوت .. أنا إللي أشوفه خيال والله حقيقة .. هذي حورية من الجنة والله البندري .. انبهرت بحسنهــا
دزتني أمي على شان أمشي .. صرت أمشي بخطوات سريعة .. أبي أوصل لها بسرعة .. أبي أعرف أنا إللي أشوفه حقيقة والله حلم .. أكيد هذا من سهري وأحلامي
وصلت لعندهـا ولا مست أيدي يدهـا الحرير.. إللي أرق وأنعم من الزهر .. لا هذا أكثر وأجمل من إللي تخيلته بسنيني .. هذي أحلى بكثير من إللي عذبتني وسهرتني ليالي .. كثير أحلى من الإلهام
نسيت همي ولوعة الأيام وأنـا أقبل جبينهـا .. شعرت بأنفاسهـا دافيه .. قريبه مني .. يا ربي أنـا ظامي وتدري زين وش إللي منك يرويني .. وقفت جنبهـا ويدهـا ما زالت متعلقة بيدي .. أنا غارق في نهر قربك من أطراف القدم للهـام ..
تنهدت وأنا جالس جنبهـا ما يفصل بينـا إلا وسادة طويلة .. يا ناس أبي أحد يقول لي .. معقولة القمر موجود هنـا على الأرض ما هو بالسماء .. معقولة نزل من مستواه العالي وجاء جنبي يتبختر في بهاه..
معقوله في بنت بها الجمال .. .. ما شاء الله ما شاء الله .. خفت أحسد نفسي عليهـا
يا ربي ما شفت بها الدنيا قمر مثلهـا .. والله أنها أحلى بكثييييييير .. ملاك بصورة بشر
ما ودي أرفع عيني عنهـا ودي أكحل ناظري من نورها .. هي خطفت من القمر نوره
قطع علي لحظة الحلم صوت أمي .. لفيت عليهـا ، قربت مني وهمست بإذني : أكلت البنت بنظراتك خف عليهـا شوي .. يا خوفي تحسدهـا الليلة
ابتسمت وبداخلي خوف .. الله يحفظ حبيبتي من العين أن شاء الله
أشرت لي أمي بعينهـا على الصندوق الخشبي إللي محفور عليه آيات قرآنية .. وموجود على الطاولة قدامنـا إللي مزينة بمفرش بتطريز هندي بألوان قوية وتبعث البهجة .. فتحت الصندوق وطلعت الطقم اللؤلؤ الأسود مع الأبيض إللي شريته من لندن .. أنـا قلت هذا الطقم لشريكة حياتي .. وراح يكون على جيد البندري غير .. هي إللي راح تحليه مش هو إللي راح يحليهـا ..
قربت منهـا وأنـا ماسكت العقد .. وأيدي ترتجف ما عرفت كيف أسكره .. يا الله وش ها الغبـاء إللي علي ليه ما خليت أمي تعلمني بالبيت .. وأنا أحس البندري منحرجة من قربي ولا رفعت عينها أبد .. جاءت أمي وأنقذت الموقف .. وسكرت لهـا السلسال .. وحتى الحلق هي إللي لبستهـا .. خفت بعد أشق لها إذنهـا
مشت لعندنـا سارة بفستانها الزهري وبيدهـا مخدة صغيرة بنفس ألوان فستانهـا .. وشريطتين نازلة من المخدة متعلقة فيهـا الدبلتين ..
فكيت الدبله الألماس من الشريطة .. أنا إللي اخترتها .. كانت عبارة عن ألماس ..
diamond princess
فأعطى شكل فراشات صغيرة متلاحمة مكونه حلقة .. مع الذهب الأصفر .. مسكت أصبعهـا ring finger
بنعومة .. ودخلتهـا بنعومة أكبر خايف تطلع عليهـا الدبلة واسعة أو ضيقة .. لأني أذكر أن أصابعها طويلة ونحيفة .. لكني ابتسمت ابتسامة رضا .. لما وصلت الخاتم لنهاية وكان مضبوط عليهـا .. رفعت أصبعهـا لشفايفي وقبلته .. بها اللحظة سمعت صوت تصفير .. لكني ما التفت ناظرت بعيونهـا .. إللي رفعتهـا ها اللحظة .. وخدهـا ارتوى بالحمررررررررره .. مثل حمرة شفايفهـا .. سرحت بعيونهـا .. لحد يلومني أولـ مرة يحصل لي أتمعن بلون عيونهـا العسلي .. انجرحت من ذيك الرموو ش إللي حدها حد السيوف ..
عرفت وقتهـا أني غارق مهمـا سبحت
نادتني بهمس : عبد العزيز
وهي تأشر لي على يدي علشان أمدهـا لهـا
صحيت من بعد ما غرقت بعيونهـا .. فقت من حلم معه لبعيد رحت .. أثرني سرحان في ذيك العيون ..
لبستني الدبله .. لكني ما تركت لهـا مجال .. لمست يدهـا اليسـار .. وزدت من غبضتي لهـا لأني حسيتهـا مرتبكة وترتعش
:
أشرت لنـا ريوم نقوم .. لزاوية إللي كانوا مرتبيها فيهـا عربه كأنها عربة سندريلا وفيهـا كيك .. على شكل ثلاث طوابق منفصلة ..
وقفت أنا وعبد العزيز .. وهو مـا زال ماسك يدي .. أبي أسحب يدي لكني ما ني قادرة .. يا ربي فوق التوتر إللي أحسه .. غير هذي حركة تقطيع الكيك وأنه يأكلني وأكله وأشربه ويشربي أحسهـا حركة سخيفة .. أوووووووووف يا ربي أحس أني راح أموت ..
مسكنـا السكينة المربوط طرفهـا بشريطه وردية وقطعنـا الكيكه .. هو قطع لي قطعه كبيرة .. لكني مـا أكلت إلا قطعة صغيرة منها .. وش يظن فمي وش كبرة .. وقطعت له قطعه صغيرة مرة .. وأنا أحس حالي سخيفة مررررة وأنا أكله .. حاولت ما تلتقي عينني بعينه على شان لا أتوتر وتطيح الشوكة من يدي ..
وجات اللحظة إللي راح اشربة العصير .. كرهت بيتنـا بها اللحظة إللي فكروا يعملوا لي حفله خطبة .. يصبروا علي بكرة أن ما هزئتهم وغسلت شراعهم على ها الحركات .. هذي الحركات يعملوها الناس المغرمين بـ بعض .. مو حنـا .. خلاص أحس كبرنـا على هذي الحركات ..
قال لي : خلينـا نشبك أيادينـا
جاتني رغبه وقتهـا أني أكب العصير على ثوبه .. تذكرت موقف أسيل مع زوجها أول ما ملكت .. وضحكت داخل نفسي .. ليت عندي نصف الجرأة إللي عندهـا .. أحس لو أسوي هذا الحركة بوقف بمكاني متصنمه ولا راح أهرب وراح أبكي ..
همس باسمي : البندري
رفعت عيني له .. وشفته يبتسم لي .. وشبك يده بيدي ..
وشربته العصير وشربني العصير ..
وحسيته خايف لا يكب علي العصير ويتسخ فستاني .. من ابتسامته لي حسيته طيب .. لكن مدري ليه أنا مو طايقه قربه ها اللحظة .. ودي أهرب لبعيد بعيد عنه وعن لمسته وأنفاسه إللي أحسهـا قريبه مني حيل قربه يوترني حيل .. أحاول أسيطر على رعشة أصابعي وحتى جسمي ماني قادرة .. شعور غريب يسيطر علي ، حتى رعشه قلبي كرهت الأحاسيس إللي أحسهـا.. ليتني ما عرفتك بيوم
شغلت ريوم الديجي .. الكل قام يصفق لنـا يبونـا نرقص مع بعض
ناظرت ريوم بنظرات قاتله .. كسهام نارية تنطلق منها .. يعني ما لقت غير أغنية ..
صدفة ومن بين كل النـاس علقني .. والأخ عبد العزيز وكأن ما صدق على الله .. ومسك يد .. قصب عني قمت أتمايل على شان لا أحرج نفسي قدام أهله وقدام أهلي .. وكنت أتحلف بريوم داخل نفسي .. صبري علي يا ريوم أن ما توطيت ببطنك وذبحتك الليله .. مـا أكون البندري
صـدفـه ومـن بين كـل الـناس علـقـني
مـن يـوم شفته وعيني جات في عينه
حسيــت شي في عيونه حيل يــجذبني
لـما ابـتسم بـآنـت بـوجـهي تـلاويـنــه
سـلـم عـليي وجلس جمبي وكلــمـنـي
كــل الـحواجـز تــلاشت بــيني وبــينه
اخــذ ايــديني بـايديه وقــام يـوصفني
ولا تـمــنـيـت ايـدي تـتـرك ايـديـنـــــه
قـالـي كـلام بـصـراحـه حلو دوخــنـي
مـاقـد سـمـعـت بـحـلاتـه آهـ يـازيـنـه
معـاهـ احـس الأغـانـي عـنـه وعـنـي
وأجمل أغاني الغزل شعري وتلحـينه
::::
يا ربي ها الجمال مستحيل تتمايل بدلع ورقـة .. عذبه مثل ماي النبع ..
ولا سلهمت برمشها .. آآآآه والرمش جذاب
مدري أنـا حي والله ميت بها اللحظة .. ذبحتني بعيونهـا
مسكت طرف فستانهـا ورفعته وصار وكأنه فراشة أو مروحة من كثر الطبقات إللي فيه .. اهتز قلبي لها .. شكلها سحرني بها اللحظة .. تتمايل مثل رقه النسايم والورود
وكلمـات الأغنية وكأنها انكبتت فينـا .. من يوم جات عييني بعينها .. علقتني فيها
واذا ابتسمت أنا أضيع بتلاوين وجههـا .. والله أن ما ودي أيدي تترك أيدهـا ..
ما قدرت أمنع نفسي .. قربتهـا مني وهست بأذنها : مـا ودي أحسد نفسي عليك .. أنتي خطفتي من القمر نورة .. الله يحفظك لي
ارتوت خدودهـا بحمرة غريبة .. متعتني ردة فعل رمشها الجذاب ..
يا ربي مثل الطفلة بخجلهـا .. ودي أضمها وأحضن ظلالهـا ..
لكنهـا ما تكلمت ودي أسمع صوتها مشتاق لبحه صوتهـا
:

أخذتنـا أمي بعدهـا للمجلس ..

 منعزل شوي على النـاس على شان نأخذ راحتنـا .. لكن أنا كان ودي أنه يمشي .. خلاص انتهت المسرحية وش بقى بعد ..
فتحت عيوني على وسعهـا وأن أشوف القعدة الرومانسية إللي مرتبيهـا لنـا .. كلها شموع وورد أحمر وإنارة خافته .. شغلت أمي الثريـا السوارفسكي .. لكن قال لها عبد العزيز تخليها خفيفة .. أنقهرت منه .. أنا ناقصته هو الثاني ، كفاية أحس أني شوي وأبكي
ناظرت بأمي برجاء على شان لا تتركنـا .. كنت أترجاها بعيني .. تكفين يمه .. أنا بنتك حبيبتك .. لا تتركيني .. تعالي خذيني معك ..
لكنها لم تستجيب لندائي وقالت لنـا : أنا أخليكم على راحتكم وبخليهم يجهزون لكم العشـاء .. تبعتهـا لين طلعت من المكان وأنا ما زلت واقفة .. محتارة وين أجلس
عبد العزيز وهو يمسك طرف إصبعي : مراح تجلسي
كنت راح أختار كنبه بعيدة .. لكنه سحبني : ما راح تجلسين جنبي !!
سكت ما عرفت شنو أرد .. وين ألسانك يا البندري .. ليه ما أنتي عارفة حتى تنطقي بحرف واحد ..
من غير شعور مني لمـا جلست جنبه على الكنبة الطويلة خليت الوسائد فاصل ما بينـا ..
مرت لحظة صمت مـا بينـا .. كنت أناظر بصندلي وجزمته وأفكر باللحظة إللي راح أقوم فيها من هنـا وأهرب من قربه .. فقربه يفنيني.. يفنيني
فجأة شعرت بيده تسلل خلف المقعد .. ليضم خصري .. توترت من ها الحركة وأقشعر جسدي .. لكني حسيت وكأنه يبي يحميني .. من شنو مـا أدري !!
قال لي : مبروكـ علينـا
همست بصوت خافت يا دوب ينسمع : الله يبارك فيك
:
ما سمعت شنو نطقت فيه .. بس شفت شفايفها تتحرك ..
أحس نفسي مرتبك .. مـا ني عارف شنو أقول لهـا .. أو كيف اوجد حديث أوسالفه نتكلم فيهــا .. عندي استعداد أفنى في هذا المقعد .. أراقبها ساعات .. أتأمل هذا الوجه والجمال الرباني
نطقت بحروف اسمهـا .. وأنـا أتمعن في ملامح وجههـا .. مستغل قربها مني : البندري
رفعت عينها .. والتقت عينـا : هلا
كانت عيونهـا تلمع .. كان ودي أقولهـا أحبك ، أعشقك حد الجنون ..
ابتسمت لها ذيك الإبتسامة : أخيرا رفعتي عينكـ .. ليه حارمتني من ها العيون الخجله ..
تركت يدي تتسلل وتداعب طرف شعرهـا .. إللي كأنه عقد من زهر الليمون
مسكت يدها اليسار بيدي الثانية .. أناظر بعروق يدها الناعمة وألامس أصابعهـا
نادت باسمي بصوت هامس مع أنفاسها الدافيه إللي تغلغلت بمسمعي : عبد العزيز
اليوم راح تُنهي أعصابي وتنهيني .. حاولت تسحب يدهـا من يدي
: يا حلو أسمي على شفاتك ..
والله أن الناس تحسدني على قربي منك يا أحلى وردة بالكون
سبلت بعيونهـا و تنهدت .. كنت أريد أحضنهـا .. لكني ترددت .. أخاف أحرجهـا إذا كلامي بس ولمسة من إيدي شنو صار بيهـا .. كفاية إقاع أصابعها ورجفتهـا
قمت واقف .. فجأة تذكرت شغله ناسيهـا بالسيارة .. حسيت بعيونهـا سؤال .. أو كأنها ما ودي أتركهـا .. أو يمكن أنا قمت أتوهم .. جاوبتهـا من قبل لا تنطق : في شغله نسيتهـا بالسيارة وبجيبهـا مراح أتأخر ..
:
قلبي عزف على كـل المقامات وأنـا أشوفهـا جالسه وعيونهـا سرحانة .. تمنيت بها اللحظة أعرف بشنو تفكر .. استغليت ها اللحظة .. وسحبت ورده زنبق أطرافهـا وردية على عنابي .. من باقة الورد إللي حاملها بين يدي إللي كنت ناسيهـا بالسيارة .. من ربكتي اليوم نسيت أشياء كثيرة ..
فاجأتها بحركتي وأنا أثبت الوردة بشعرهـا
: حسيتهـا تشبهك برقتك إللي مثل النسايم والورود
حطيت باقة الورد بحضنهـا ..
: قالوا لي البنات تعشق الورد .. والورد للورد .. لكن من ربكتي نسيت ما جبته معي أولـ ما جيت
ابتسمت لي : شكرا ، تصدق ظنيت أنك قليل ذوق لأنك ما جبت معك باقة ورد
قطبت حاجبي : شدعوة ، لكن الحمد الله ما طلعت بنظرك قليل ذوق
ضحكت لي عيونهـا ، وهي تتلمس باقة الورد : لا مو قصدي .. أمزح .. هي كلمة طلعت مني
جلست قريب منهـا حيل .. وفرحت داخل نفسي لأن بدينـا نسوالف ونكسر الحواجز
: عجبتك الشبكة .. ترى والله إذا مو عاجبتك من بكرة أروح معك وتشتري إللي يعجبك
ردت علي : لا بالعكس .. بالمرة ذوق خالتي حلو
قطبت حاجبي للمرة الثانية : لا أنتي راح تزعليني .. هذا من ذوقي .. والله ذوقي مو عاجبك
البندري : صدق هذا ذوقك .. بالمرة حلو .. وكأنك تعرف أني أحب اللؤلؤ
فرحت لعترافها بشي هي تحبه : زين أنك أتعترفتي أن ذوقي حلو .. كفاية أني أخترتك من بين كل البنـات
توقعتهـا تفرح بها الكلام .. لكني فجأة لمحت طيف الحزن بعيونهـا
لفيت جسمي عليهـا مقابلهـا ومسكت يدهـا .. وناظرت بعينهـا .. أبيهـا تتكلم ..
تحكي لي عن جرحهـا .. عن إللي هز الدمع بعينهـا
تحكي لي عن طبعهـا .. عن ربعهـا
جات بتحكي لي عن أولـ جروحهـا .. وعن الأمل إللي ترجيه روحهـا .. لكني منعتهـا .. لما شفت دموعهـا تهتز عند رموشهـا ..
مسحت دمعه قبل لا تنزل وقلت لها : دامني معك يا روحي .. ما أبي الدمع يجني على خديك .. حلفتك بالله ما أبي أشوف دموعك من بعد اليوم
قالت لي بصوت تهجد بيه الدموع : عبد العزيز أنت من حقك تعرف كل شي عني قبل لا ترتبط فيني
حطيت يدي عن فمها أقطاعهـا : طلبتك .. لا تحاكيني عن ماضيك ولا ذكراك .. ما ودي تعلمني عن الماضي بشي .. عبد الله حكى لي عن كل شي عنك بحياتك وماضيك .. وأنا حاس إذا حكيتي راح أزيد من جروحك ماراح تخف .. ودي نبتدي من جديد .. أمـل جديد ..
حبيبتي نبي نبدأ سالفتنـا من جديد .. من غير ألم أو حزن
نبتدي سالفه حب .. سالفه شوق .. سالفه عشق بيني وبينك
أبيك سالفه عشق أسولفهـا وأنا لحالي .. يا حبي الأول ويا حبي التالي
ما قدرت أقاوم شعوري .. حضنتهـا على شان أحسسهـا بالأمان .. أحسسهـا أني قربهـا مهمـا بعدت .. أحسسهـا بحبي لها إللي أهتز له قلبي .. أبي أعلمهـا أني قبل أعرفهـا كنت أعرف أنـام .. كان السهر مو ها السهر .. مجرد لعب وأغاني وأختصار
من عرفتك .. صار السهر .. انتظار .. احتضــار
صار السهر .. تنهيدتين ونــار
بالهمس قلت لهـا : يا عمري
طوقت عنقهـا وبست خدودهـا ، ابتسمت لها وأنا غارق بحبهـا : أخاف أبوس خدود تغار شفايفك
:
من غير شعور مني ابتعدت عنه وأنـا أحسه يقرب مني أكثر وأكثر .. بقربـه شعرت بذوبــان .. وبحرارة فضيعه بكل جسمي .. استغربت حالتي والدوخان إللي حسيته بقربه ..
وقفت وأنـا مرتبكة منه ، سألني : وين راح تروحي
تلعثمت ، لأن أساسا أنـا ماني عارفة ليه وقفت والله وين راح أروح .. الشي الوحيد إللي أعرفة أني أبي ابتعد عن هذا المكان .. أو بالأخص ابتعد عنه .. لأن قربه نار .. راح يشعلني
: ممممممممم ، بروح أجيب لنـا عصير
ما اعطيته مجال يعترض .. طلعت بسرعة من الجهه الثانية من المجلس إللي قريب من المطبخ .. أول ماطلعت قابلت ريوم بوجهي وخلفهـا الخدامة وعربة خشبية فيهـا أكل
من غير شعور .. ضميت ريوم بقوووووة .. وكأني خايفة من شي وأبي حمايتهـا ..
ريوم خافت علي لما شافتني بها الشكل : حبيبتي البندري وش فيك !! .. شنو عمل فيك عبد العزيز !! .. قولي لي وأنـا الحين أروح أغسل شراعة
باعدتني عنهـا بالقصب وناظرت بشكلي ، لاحظت أنها فتحت فمها : البندري ، ليه وجهك ورقبتك وحتى صدرك مصبوغ كله بالأحمر وش صااااااااااار
تكلمت بصوت أقرب للبكاء : بمووووووووت يا ريوم .. لما كان قريب مني .. أحس أني راح أموت من الخجل
ما شفتها إلا ميته من الضحك شوي وتتسدح على الأرض
عصبت عليها ، أنا شوي وأموت وهي تضحك : يا السباااااااااله ليه تضحكي
مسكت ضحكتهـا : لأن شكـ لـ كـ يـمـوت ضحـــــــكككككككك ههههههههههههههههههههههههه
شكله عبد العزيز ماراح يحط بخاطرة شي الليله .. راح يأخذ حقه ثالث ومثلث منك
عصبت أكثر : شببببب .. صدق أنك قليله أدب وما تستحين على وجهك
تباعدت عني .. لأني أحس من الحرارة إللي فيني ممكن أحرقهـا .. مسكت لي كأس زجاج وعبأته مـاء بارد .. يبرد على قلبي .. ويرطب ريقي إللي نشف من توتري وارتباكي .. من غير مـا أحس شربت كأسين ..
وطلبت من الخدامة تحضر لنـا عصير كوكتيل ..
فجهزتة لنـا بكأس زجاج طويل وزينت أطرافة بقطعة أناناس مع كرز .. .. وقبل لا أدخل العربة إللي فيهـا الأكل .. أكلت لي شوي ، لأني صدق ميته جوع وبدأت أحس بصداع ومستحيل آكل قدامة .. وقبل لا أدخل رحت لعند المرايـا إللي عند المغاسل وطالعت في شكلي ورتبت شعري .. أنا نفسي مدري ليه عملت هذي الحركة مع أنه ما يهمني .. لكن أي بنت تحب زوجها يشوفهـا حلوة .. أي زوج أنا شنو جالسة أخربط .. أروح له أحسن لي .. مو حلوة يظل بروحة .. شنو فيك يا البندري مسرع ما أشتقتي له ..
*
وصلتني مسج من عبد الله أنه ينتظرني بالحديقة .. مـا حبيت أكسر بخاطرة .. مسكين كاسر خاطري .. صار له اسبوع يترجاني على شان يشوفني اليوم ..
رحت لعند المرايـا إللي عند المدخل الرئيسي .. رتبت من شكلي .. عدلت من السلسال الأسود الطويل إللي كاسرحدة لون فستاني الفوشيـا القصير وفيه ربطة سودا تحت الصدر .. بعـد ما تأكدت من شكلي .. طلعت للحديقة .. أخذت نظرة خاطفة ما شفته .. توقعته بالجهه الخلفية .. كانت النافورة مشغله وقطرات الماء الصافي تنزل من فم الأسمـاك المعمولة بالجبس وكل الأنوار تزين الحديقة .. الكل بالبيت فرحان لسعادة البندري .. حتى الزهر والشجر والقمر ..
مشيت بخطوات حذرة على شان كعبي ما يطلع صوت .. وأنـا أشوف عبد الله ماشي ومرجع يده .. ويدندن بأغنيــة أنـا أعشقهـا
وأن لائكم حبيبي سلموا لي عليه .. طمنوني الأسمراني عمله إيه الغربه فيه .. طمنوني الأسمراني عمله إيه الغربة فيه
سواح وأنـا ماشي ليالي .. سواح .. ولا داري بحالي .. سواح .. .. والفرقه يا غالي .. سواح .. ايه إلا جرالي .. سواح
يا قمر يا نسيني .. رسيني على إلا غايب .. نورني.. وريني سكه الحبايب
وصيتك وصية يا شاهد عليا .. تحكي على بيـا وإلا أسيتوا في ليليا
وسنييييييين .. وسنين دايب شوق وحنين .. عيز أعرف بس طريوه منين
وأن لائكم حبيبي سلموا لي عليه .. طمنوني الأسمراني عمله إيه الغربه فيه ..
تنهدت بصوت مسموع .. وأنا أسمع صوته .. صوته حلو .. ما تخيلت أن صوته حلو لها الدرجة .. مذكر أنه بيوم غنى لي .. مشيت بهدوء .. وهو ابد مو حاس فيني .. وقبل لا أوصل له كنت ناوية أخرعه ..لكن فجأة لف علي بسرعــه وضمني من غير مـا يعطيني مجـال .. غمض عينه وأخذ نفس عميق وأنـا ما زلت بحضة أحس بحرارة أنفاسة وأناظر بشكله .. لحيته نابته وغير مرتبه .. غيرت من شكله ويمكن كبرته بالعمر
قال لي بحالمية وهو مـا زال مغمض عينه : لا تظنين أني مـا عرفت .. الريح جاب لي ريحة عطرك
فتح عيونه ببطئ ، وابتسم لي ابتسامه تذوبني : مشتـاق لك
باعدت عيني عنه .. ما ودي أناظر بعينه لا أذوب : خلاص عبد الله هانت مـا بقى غير أسبوع
تنهد : آآآآآآآآآآآآه ، الله يصبرني
ضحكت : إللي خلاك تصبر كل ها الأيام يخليك تصبر ها الأسبوع .. ترا كلهـا سبعه أيـام
عبد الله : انتي مو حاسة فيني يا قاسية .. تقولي 7 أيام .. أنتي تدرين كم ساعة باليوم .. كم دقيقة بالساعة .. 168 ساعة بها السبعة الأيام .. يعني أحسبي كم دقيقة بها الساعات كلها
ضحكت أكثر : حاسبهـا بالدقـــايق والســـاعات
عصب علي : لا تضحكين
حطيت يدي عند فمي أمنع ضحكي لكني ما قدرت ضحكت أكثر ..
عبد الله : انتي بكذا تجننني أكثر ، وتحديني على شي أنا أحاول أتجنبه
حاول يقرب مني ويبوسني .. لكني قدرت أهرب منه وصرت أركض بالحديقة .. ويلحقني .. لين وصلت للنافورة .. إلليمقابل مدخل البيت .. على الأقل هنـا أمان وماراح يقدر يعمل شي .. جلست على طرف النافورة بتعب من الركض .. وجاء وجلس جنبي وهو ينافخ
تكلم وهو يتوعد فيني : معليش اليوم تهربين .. لكن بعدين وين راح تهربين مني
حطيت يدي الثنتين على خدي إللي اشتعل حمره .. يا ربي مدري وش ناوي لي ها الرجـال
قال لي بلهجة جدية ما تعودتها من عبد الله كثير : محتاجه شي .. إذا ناقصك شي قولي لي
ابتسمت له : لا يا عمري .. مشكور مو ناقصني شي
حطيت أصبعي بفمي : بس امممممممممممممممم

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -