بداية

رواية نورس على شطآن الماضي -55

رواية نورس على شطآن الماضي - غرام

رواية نورس على شطآن الماضي -55

الشاطئ الــ 35

الموجة الاولى

زينة...
ماذا فعلت بي نظراتك ولفتاتك ونبرات صوتك؟؟
ورغم بعدك الا اني لم انساك...
كم اشتقت لك..
حتى بات الارق رفيقي كل ليله...
زينة
لم اسمع صوتها منذ ان سافرت....
ففي كل ليله
اُناظر رقمها على شاشة الجوال...
وابقى مترددا في الضغط على زر الارسال...
هل سأبقى على هذا الحال طويلا؟؟؟
لابد ان اجد حلا...
اما ان اصارحها
او انساها للابد...
وايهما اسهل لي....
ان اصارحها...
اخبرها بأني احببتها منذ ان التقتيها اول مرة
وان رفضت مشاعري...
ماذا علي ان افعل وقتها...
التساؤلات نفسها كل ليلة...
ولا اجرؤ على اتخاذ القرار...
حتى هذا اليوم...
عندما فاجأناوالدي بقرار العودة للوطن...
((يكفيني غربة....))
كلمتين استطاع ان يبرر بها قراره المفاجأ لنا
التزمنا الصمت
ليس هناك اقوى من الشوق للوطن...
والدي يتقاعد عن العمل....
ويعود للوطن...
محمد... لابد ان يعود وينهي دراسته هناك...
طلال....
كما اخبره والدي...
له ان يعود ما ان ينهي البكالوريوس...
او ان يستمر من اجل الدراسات العليا...
اما أنا....
انهي تقديم رساله الدكتوراه بعد شهر تقريبا...
ولي ان اعود بعدها...
لطالما كان طموحي ان ابقى هنا
اكمل دراساتي العليا
واخذ خبرتي في مجال تخصصي في ادارة الاعمال
في اهم الشركات هنا...
ولكن الان تغير كل شئ...
بسببها هي
سأغير كل خططي المستقبلية
لابد ان اعود للوطن...
علي اجد الاستقرار فيه....
كم اشتقت له...
واشتقت اليها....


الشاطئ الــ 35

الموجة الثانية

في اللحظات نفسها...
وبعكس اخيه عبدالله
طلال كعادته كل ليله...
يشبع عطش عواطفه
بالحديث معها
الا ان هذه الليله مختلفة عن كل الليالي...
فاجأها بقرار والده...
كم هي محتارة
بقيت صامته..
تفكر جديا في ما يخطط له...
يعود مع اسرته..
فيما تعود هي لتستقر مع والدها في بلده...
ومن السهل ان يسافر لها
ليتقدم لخطبتها...
ويعود بها كزوجة...
(( هل الامر سهلا لتأتي لخطبتي؟؟؟))
طلال..((طلال بالطبع خلال نصف ساعه بالطائة اكون على ارض بلدك ))
جلنار بالحيرة نفسها...
((هل سيوافق والدي..؟؟))
كانت تقولها بحيرة وقلق....
سألها...
(( لم قد يرفضك بنظرك؟؟؟))
بتردد كان ردها...
(( والدي دائما يردد ان من اسؤ قراراته انه تزوج من غير جنسيته...))
طلال... وبكل ثقه...
(( قد يكون كلامه صحيح..
اختلاف الجنسية بين الوالدين قد يكون له عواقب كثيرة...))
(( تؤيد كلامه؟؟))
ضحك طلال...
(( التقيتِ بزملاء وزميلات من جميع الدول الخليجية...
هل تشعرين بفروق واضحه بينهم
كما هي بين اي جنسيتين اخرتين...))
بهدؤ...
(( لا... الا من بعض الامور البسيطه...))
طلال...(( وهذه الامور ممكن ان تكون بين ابناء البلد الواحد...))
كان طلال يحاول ان يبعث الطمأنينه الى قلبها
اخذ يوضح لها
كم هو التقارب ين كل الدول الخليجيه
في اغلب الامور...
والزواج فيما بينهم
امر معتاد عليه...
وليس سببا ليرفضه والدها..
وان حدث ورفض..
لحظتها سيفعل المستحيل كي يفوز بها..
وان اضطر لخطفها
والهروب بها لجزر الواق واق...
حينها ضحكت جلنار...
((واين هي جزر الواق واق؟؟))
طلال (( لا ادري لكن سنبحث عنها))


الشاطئ الــ 35

الموجة الثالثه

حيث السهر
ولعب الورق
والخيالات التي يرسمها دخان السجائر
بين اناملهم
كان نبيل في عالم اخر
عالم نورس..
نورس فقط...
فمنذ ان عاد..
لم يلتقي بزينة او يتصل بها
فبعد ان كان قربها يريح تفكيره
بمعرفة اخبار نورس
باتت اخبارها الان تزعجه توتره
لدرجة انه قد يكسر اي شئ يقع بين يده في تلك اللحظة
يحبها يعشق كل شئ يشير لها
بدءاً من حروف اسمها
حتى المنطقه التي انتقلت للعيش فيها
معه
مع زوجها ناصر...
كم بات يكره هذا الشخص
رغم معرفته البسيطه به
ربما الغيرة تفعل به كل هذا...
الحيرة تقتله...
هذا ما يشعر به فعلا..
نبيل..هل يصعب عليه امر
يخص فتاة بالذات...
ابسطها
ان يخلق ما يشكك هذا الرجل بزوجته
ليتركها له
فـ ناصر يستحق ذلك بعد سرق منه حبه وببساطه
ولكن...
هي...
عبير روحه..
هل تستحق ذلك...
هل تستحق الالم الذي ستشعر به لحظتها..
يستحيل ذلك....
مجرد فقدانها لدفتر مذكراتها
جعلها تنهار...
فكيف ان فعل بها ذلك...؟؟؟
لايدري كم عقب سجاره احرقه
وبعث بدخانه لداخل شريينه
أملا في ان يصل لقلبه
ويكتم على حبه
حبه لنورس..
(( اه يا نورس...ماذا فعلت بي..قيدتني من متع الحياة التي كنت اعيشها..واصبحت صورتك متعتي الوحيدة...))
شعر ان الدمع بدأ يترقرق في عينه..
اخذ نفسه بعمق...
وهو يفكر بأمر واحد..
لابد ان يجد طريقه يستعيد حبه
بكل سماته
حبه الهادئ الغامض


الشاطئ الــ 35

الموجة الرابعه

موجات تهيج في قلبها
عصرته ألماً
بعد الاعصار الذي احدثته بحديثها معه
مع ناصر
ألمها ودمعها
والذي اصبح الان زوجها
جلست على الارض
قريب من الزاوية الزجاجية في الغرفه
واستندت على زجاجها...
واضعها رأسها على ركبتيها التي ضمتها لصدرها
وكلما زاد ألما
ضغطت اكثر بركبتها
على صدرها عله يصل لقلبها
ليعصر ألمه ويخرجه من داخلها
فمتى ينتهي ألمها؟؟؟
مشكلتها التي اجهدتها ليال
قد انتهت بزواجها
ماذا تريد بعد...
كي تهدأ
ترتاح
تنسى
تعيش حياتها
الانفصال عنه؟؟؟
وماذا بعد؟؟؟
هذا ما يقلقها الان
لها ان تطلب الطلاق الان
وفي هذه اللحظة بعد ان باحت بكل ما في قلبها
لكن...........
لا تستطيع
امور كثير تقيدها
لابد ان تفكر جيدا قبل ان تتخذ قرارها
وأولها ان تختار وقتا مناسبا...
اخذت نفسا عميقا
وهي تسترجع ما قالته له...
فيما هو صامت
وقد بدى لها رجل ابكم..
ولكنه يسمع بعينيه
لم يقوى حتى على تحريك رمشيها
جموده بدى وكأنه ينتظر المزيد
المزيد من الكلام..
في حين هي تأمل شئ اخر
ان يتحدث
ان يخبرها عن ما في نفسه
ان تعرف سبب فعلته هذه
او يوضح لها كل ما تجهله
فكل لحظة وقفتها على كل درجة من درجات السلم
كان تأمل ان تسمع نبرة صوته
ان يناديها...
(( نورس... لابد ان تعرفي سبب تركي لك...))
لكنه لم يتحدث
لم ينطق
اخذ كل جمودها
وتركها كما الشرارة التي اشتعلت بعد انتظار سنين
رمت برأسها على الزجاج...
ودموعها تتناثر على خدها...
انتهى الامر يا نورس
ليس هناك ما تقلقين منه
فقد تخلصتي من الفضيحه
التي تخشين ان تعتليك
ان تزوجت وافتضح امرك
لك ان تهدئي..
اهدئي يا نورس
كانت تحادث نفسها
لكن مع كل كلمه من هذه الكلمات
كانت تزداد رجفة كفيها
وتتسارع نبضات قلبها...
وكعادتها...
اسرعت الى الحمام..
وبملابسها نفسها
وشعرها المبعثر
جلست على الارض
تحت الماء البارد
المنسكب عليها
الذي قد يجمد مشاعرها
لتنسى ألمها قليلا
وتهدأ بعدها
(( كمـ اكرهك ناصر...
اكرهك...
وكل كلمة قلتها لك..
لم تنهي ألمي بعد..))

الشاطئ الــ 35

الموجة الخامسه

كان ممسكا بسيجارته..
وهو يجول في غرفته الضيقه
التي اختارها من بين كل غرف فيلته
لانها فقط بعيده عنها...
خرج منها..ليجول في محيط الصالات الواسعه
يحرق سيجارة
ليشعل اخرى...
لم يقوى على ما سمعه منها..
لقد انهارت فجأة
دون سابق انذار
ربما كانت تنتظر اشارة فقط
قد تشعل في وجهه كل مافي قلبها ضده
كانت تصوب كلماتها له كسهام تستقر على صدره
تخنقه اكثر
تكتم كل كلمة يريد ان يكوّن حروفها على لسانه
تعجب من صمته
ربما كان يريد ان يعرف ما بداخلها فعلا
ان يستوعب ألمها
لطالماكان يرغب ان يتصور كيف هي بعد ماحدث بينهما...
رغم الفترة الطويلة نوعا ما
منذ ان التقى بها في الجامعه اول مرة
الا انها المرة الاولى التي يكتشف خفايا قلبها بهذه الصورة
يعلم ان الكثير ممن تقدموا لها رفضتهم
ولكنه سمع على لسانها
كيف كانت ترفض دون تفكير
بسببه هو
لم تفرح بأي خطبه بسببه هو
وانها رفضته غصبا عنه بسببه هو ايضا
رفضت حامد...
تذكر الغضب الذي اعتراه بسبب هذا الشاب
لم يكن غضبه على نورس
لانه رأى حامد يخرج من الغرفة نفسها التي دخلتها لرؤية اخته
فالأمر طبيعي بالنسبة اليه
ان يصاف وجود اخ صديقتها لحظتها
الذي اثاره فعلا
نظرات حامد له
ما ان عرفه عليه سعود انه زوج صديقة رجاء
كان يرى في نظراته امر غريب
استوعبه سريعا
فالرجال يعرفون فيما يفكرون فيما بينهم
كان يرى تساؤلات في كل نظرة
ترجمها سريعا
انت زوجها؟؟؟
لم اختارتك انت بالذات؟؟
هذا ما فهمه ناصر من نظرات حامد
وسرعان ما استعاد ذاكرته
لقد التقى به
كان معها
فهو لا ينسى ما حدث ابدا
لأنه اول لقاء بينهما في الجامعه
يتذكر كيف انشغل تفكيره يومها
بمن يكون هذا الشاب الذي يحدثها
والان جاءته الاجابة
بصيغه لم يتوقعها
تقولها دون خجل
رفضته غصبا عنها
هل تعني لو ان الامر بيدها
لفضلته عليه
كانت تمدح حُسن تصرفه
امامه
وتقارنه بفداحة ما فعله هو بها
بعد ان منها كل ما هو جميل في حياتها...
دمعة يتيمه ترقرقت في عينه
وهو يقترب من غرفتها...
دون ان يشعر كيف وصل اليها..
خطى في الممر
اقترب من باب غرفتها
حتى كاد يلتصق به..
امسك مقبض الباب
ليفتحه...
انتبه لنفسه....
ضغط بقوة على المقبض
وهو يأخذ نفسا عميقا...
ليتركه بعدها..
ويهرب من المكان..
نحو الكنبه التي تتوسط الصاله..
ارتمى عليها كعادته
كلما ضاقت به الدنيا
كما الطفل الذي يرتمي على صدر والدته
فهذا مكان والدته الدائم طوال مرضها
ورائحة انفاسها
مازالت تعبق في المكان...
اخيرا...
استطاع ان يرخي جسده المنهك من ألم كلمات زوجته
ويغط في النوم...
انتهى الشاطئ الـ35

الشاطئ الــ36

الموجة الاولى

بدت اطرافي ترجف من البرد...
رغم الحرارة التي تسري في جسدي...
بصعوبة رفعت رأسي من على السرير...
ونظري للساعه المعلقه على الجدار...
انها الواحدة بعد الظهر...
كيف اني لم استيقظ حتى للصلاة...
حاولت ان اشد جسدي اكثر...
ولكن لم استطع...
ارتميت على السرير من جديد...
واضح ان حرارتي مرتفعه....
وسعال يمزق صدري...
هذا مفعول الماء البارد
الذي تصلبت تحته بملابسي...
اشعر ان ما فعلته بنفسي البارحة كان انتحارا...
وهو
اين الان...
تذكرت...
كان قد اخبرني انه سيبدأ الدوام في الجامعه...
وكان اتفاقنا ان نذهب معا...
هذا طبعا قبل ان اشعل الموقف بيننا,,,
شددت جسدي على السرير اكثر...
وغطيت نفسي جيدا...
اشعر ببرودة تكسر عظامي...
رغم حرارة جسدي...
كم ارغب في العودة للنوم....
والصلاة....؟؟؟؟
قاومت كل الام جسدي...
وبصعوبة وصلت للحمام...
توضأت....
وكأني أُناظر هذه الغرفه لاول مرة....
مازالت ملابسي في الحقيبه...
واين سجادة الصلاة....
تقدمت لاحدى زوايا الغرفه...
حيث وضعتها...مع لباس الصلاة
شرعت نورس في الصلاة
وهي تقاوم مرضها الواضح عليها....
وما ان انهت صلاتها...
حتى رمت بنفسها على السجادة...
وبلباس الصلاة...
غطت في النوم....


الشاطئ الــ36

الموجة الثانية

تفاجأت بقرار عميد الكلية...
تم سحب جميع المقررات من جدول تدريسي...
وتم تخصيص كل ساعات عملي
في قسم الدراسات والبحوث في الجامعه...
لا انكر اني سعدت بهذا بقدر قلقي من تحمل هذه المسئولية..
فهذا يعتبر انجاز لأي دكتور في عمري
يتحمل مسئولية البحوث والدراسات الخاصة بالجامعه...
لكني لم انسى أمرها
نورس
كان من المفترض ان تحضر معي لتعطي قرارها الاخير من اجل الدراسه
لكني لم أرها صباحا
بالطبع لن ترغب في صحبتي للجامعه
بعد ما حدث البارحة
لذا خرجت دون ان احدثها...
ادرت رقمها اكثر من مرة لكنها لم تجبني..
لن تجيب مادام اسمي يظهر على شاشة جوالها
استخدمت هاتف المكتب
ربما لو لمحت رقما اخر تجيب عليه
لكنها لم تفعل
اعدت الاتصال اكثر من مرة...
لا ادري لم ارتعبت من تجاهلها لأتصالي
لدرجة اني طلبت من زينة ان تتصل بها
وتطمئني عليها...
ليأتي رد زينة...
منذ الصباح احاول الاتصال بها
كي التقي بها في الجامعه
لكنها لم تجبني...
بعد اقل من نصف ساعه
وجدت نفسي قريب من الفيلا...
وانا احاول ان اجد تبريرا لما يحدث...
وبخطوات سريعه...
على درجات السلم...
وصلت لغرفتها..
طرقت الباب
لكن لم تجبني...
جمدت وانا ملتصق بالباب
ليس هناك صوت..
هل غادرت؟؟؟
لا اعتقد...
ولم ستبقي غرفتها مقفله
وانا في زحمة تساؤلاتي
كانت زينة قد وصلت
((مابها نورس...؟؟))
ليس لدي رد على زينة...
كنت ازفر بشدة..
قلقت عليها بالفعل..
وبحركة لا ارادية صرت اطرق الباب بقوة...
((عمي الا يوجد مفتاح اخر للغرفه.؟؟..))
لا ادري لِم لم افكر بهذا
بسرعه دخلت الغرفه القريبه
والتي باتت مخزناً لكل شئ...
اخرجت نسخ المفاتيح...
صرت اجرب كل مفتاح...
وكفي يرجف بوضوح...
الموضوع يستحق القلق فعلا...

الشاطئ الــ36

الموجة الثالثة

فتحت الباب
فيما كدت افقد صوابي ...
لم اشعر بوجود زينة ابدا..
دخلت الغرفه لاجد سريرها خالي...
اتلفت في الغرفه...
لا اثر لها..
((ربما في الحمام؟؟؟))
زينة وهي تقترب لاحدى زوايا الغرفه

يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -