بداية

رواية نورس على شطآن الماضي -5

رواية نورس على شطآن الماضي - غرام

رواية نورس على شطآن الماضي -5

*الشاطئ السادس *

*الموجه الاولى*

لم اصدق ان نورس ستعود لها صحتها بهذه السرعه...
وجود رجاء بقربها غيّر منها الكثير..كم هي طيبه رجاء...
ونورس سعيده بصداقتها...
لفت انتباهي اهتمام حامد..و سعود ............
اشعر ان هناك امر يخفونه عني...
وهل امر واحد لا اعلم به...
كل ما يخص هذه الفتاة..نورس...لا اعلم به... لااعلم الا بما هو ظاهر
كم هي كتومة... لا احد يعرف ما بداحلها هو حزن ام فرح....
يرهقني التفكير بها ايام العطل للفراغ الذي تعيشه..
وجميل انها قضت هذه العطله معي بمركز القران...
بعد يومين ستعود لدراستها في الجامعه....
كم هي مختلفه عن كل البنات..راحتها بدراستها...
لا اظن ان هناك من يحب الدراسه مثلها...
انظر لنفسي في المراة...
ابدو بشكل مختلف جاكيت بيج مع تنورة بنفس اللون... وقميص بدرجة البني الفاتح...
ارتديت معه الوشاح البني..وحقيبتي البنية الصغيرة...
.اهدتني هذا الطقم رجاء... هديتها لي من شهر العسل....
واصرت ان ارتديه اول ايام الدراسه...
ترددت في البداية بسبب لونه... ولكن التصميم عجبني كثيرا...
حملت ملفي..ومبكرا الى الجامعه
دخلت ممرات الكلية...لقد اشتقت لها كثيرا
قليل هم الطلبة والطلبات الموجودات
ربما حظروا مبكرا من اجل تعديل الجدول الدراسي
لا اظن انه حبا في الدراسه مثلي...
وطبعا رجاء لن تحظر اليوم...
من قبل وهي تتهرب من الحضور اول ايام الدراسه...
وكيف وهي زوجة وحامل ايضا...
بحثت عن جدولي بين دفتري الصغير والملف الذي بيدي..
واخيرا وجدته...
خمسة مقررات جديده
لم استطع انزال مقرر سادس... رفض قسم التسجيل بحجة اني لست على وشك التخرج...
بعد ربع ساعه تبدأ المحاضرة الاولى....
وقفت امام غرفة الدراسه ... واجتمع قريب مني عدد من الطلبه ..لم اجتمع معهم قط في مقرر..
دخلت واخذت مكاني ... ما ان جلست حتى دخل الباقي...
اصبح المكان ملئ بالفوضى..
تعليقات الشباب... وكذلك مجموعه الفتيات الاتي رحن يتبادلن السلام والقبلات....
قطع فوضى المكان دخول الاستاذه...
وكالعادة بدأت بقراءة الاسماء....
كم اكره هذه العاده من جميع الاساتذه...
لا اعلم لم عندما يصلون عند اسمي يتوقفون ويرددونه...وكأنهم يقرئونه اول مرة...خاصه ان القائمة تكون باللغه الانجليزية فيصعب عليهم استيعابه من البداية....
_( ن..و..نورس... نورس محمد الــ,,,,ـ)
+(نعم...موجوده..)
وباللهجة المصريه..( جميل اسمك يا نورس...)
تعليق لطيف منها عكس اغلبهم...
اتذكر اول مرة قرأ الدكتور اسمي وانا طالبة في الجامعه..( نورس؟؟؟ اسمك نورس؟؟؟ اتخيل بيتكم وسط البحر...)
وطبعا كل من الطلبة يبحث عن فرصه للضحك والتعليق....
بالمقابل انا صامته......
لم نتاخر كثيرا في هذه المحاضرة لانها الاولى اكتفت بتحدد اسم المرجع للمقرر.... وكيف هي توزيع الدرجات....
ولم تختلف هذه المحاضرة عن باقي المحاظرات.... وقد التقيت بوجوه جديدة من الزملاء والزميلات.... كما اتوقع ان باقي الاساتذه لا بأس بهم....
.................................................. .................................................. ..........
فتحت نورس باب المطبخ وهي تبتسم( السلام عليكم..)
+( وعليكم السلام...ابدلي ملابسك وتعالي للغداء...)
_(حسنا عمتي...لن اتاخر...)
اجتمعت مع نورس على وجبة الغداء,,وطبعي ان اسالها ماحدث معها اليوم والا لن تنطق بشئ...
+(كيف هي الجامعه في اول يوم..)
_(لا بأس... الطلبه قليلين...والمحاضرات مختصرة....)
+(رجاء قابلتيها؟؟؟)
_( لا اليوم غياب... لا تحضر الا بعد 3 ايام )
+(كيف ستداوم وهي حامل؟؟؟)
_( بصراحه اتوقعها تنسحب....)
+( ان كان دوامها الى العصر مثلك لن تستطيع...)
_( لا عمتى رجاء فقط 3 مقررات يعني بعد 12 هي في البيت...)
+( لم تأكلي شئ نونو......)
_(الحمدلله عمتي...)
لا اعتقد ان هذه اللقميتن قد اشبعتها.... وقفت تلم الصحون الفارغه من على الطاولة,,,لتغسلهم..... وما انتهت.....
التفتت لي... ( سأعد الشاي....لنشربه معا...)
ابتسمت لها فرحه ... كم اسعد بجلوسنا معا بعد الغداء....
سبقتني الى الصاله..... ومعها الشاي...
دخلت عليها وفي يدي قطع من الكعك....
( هذا الكعك احضرتها ام كريم جارتنا.... لقد انجبت كنتها ولد...)
لم تعلق نورس على كلامي...سوى بكلمتين ( واضح انه لذيذ) وهي تقدم لي كوب الشاي....
تعمدت ذكر اسم كريم لها...لكنها لم تبدي اي اهتمام... او حتى ردت فعل...
لقد تقدم كريم الى نورس قبل 3 سنوات...ولم توافق...والحت والدته في طلبها...لكنها دائما ترفض..بعدها تزوج ابنة جارة لنا اصغر من نورس.....
مضت اربعة ايام على بدءالدراسه....
ولا اثر لرجاء.....
اتصلت لها اكثر من مرة لا ترد علي........
واخر مرة اتصلت بها بعد صلاة المغرب........
الا انها اجابتني وصوتها متغير.............
قلقت بالبدايه....
لكنها تطئنتني.......
انها في منزل والدها......
متعبه من الحمل..........
وطوال اليوم نائمة.......
ضحكت عليها من قلب......
ولم تبالي بضحكاتي.........
طلبت مني ان اقدم عنها طلب انسحاب......
كما توقعت ستنسحب لظروف حملها............
حان وقت محاضرتي الاولى.......
دخلت لغرفة الدراسه.... ولاحظت ان عدد الطلاب والطالبات ازداد عن اول يوم دراسي....
الان فقط سيلتزمون بالحضور......
المقرر ليس به اي صعوبة......
كنت اتابع مع الاستاذه....
واكتب الملاحظات......
وانا مندمجه في الكتابة....
وعيني على طاولتي.....
انتبهت الى ان دفتري العزيز معي.........
وبحركة سريعه فتحت ملفي الزهري......
واستغربت....
كيف وصل الى هنا....
لابد اني وضعته من غير ان انتبه......
اعتدت ان احتفظ به بين اغراضي على مكتبي........
لا احب ان يلمحه احد......
حتى عمتي لا ارغب ان ان تشعر بوجوده....
اتعامل معه وكانه صديق اخفي علاقتي به عن الجميع....
ليس مجرد دفتر وصفحات ......
لان باخله كل اسراري......
وضعت يدي على الطرف الظاهر منه......
وانا اقول بصوت منخفض( اخر مرة تحضر معي المحاضرة )........
انتهت المحاضرة.....
وانصرفت منها الى قسم التسجيل....
وهنا رفضوا ان اقدم الطلب عن رجاء...
الا بوجود بطاقتها الجامعيه...
او ان تحضر شخصيا..
خرجت من قسم التسجيل الى محاضرتي الثانية بسرعه حتى لا اتاخر......
ومن محاضرة الى اخرى..حتى ينتهي يومي الدراسي....
وانا اشعر اني نسيت الكلام.....
صامته طوال الوقت......
رجاء ليست معي لاحادثها...
وقليلا ما احادث زميلاتي ...
اعلم انهم يضنون اني متكبرة...
لكن تعودت على ذلك.......
بطبعي احب العزلة... لا احب ان يدخل حياتي احد.... لاني ساواجه كثير من التساؤلات
وليس كلهم مثل رجاء وعمتي يقتنعون باجابتي المختصرة..او يرضون بصمتي...
.................................................. .................................................. .......

*الموجة الثانية*

بصوت عالي..._(رجااااااء كيف حالك؟؟)
اجابتني+( بخير وانت؟؟)
نبرات صوتي مازالت تحمل فرحي بسماع صوتها_(بخير الحمدلله.... ماهذه المفاجئة؟؟؟)
واضح من صوتها الارتياح+(غريب اتصالي؟؟؟؟)
بلهفخ اجبتها _( كثيرا...فانا لم اتوقعه..)
فجأة تغيرت نبرة صوتها+( اعذريني..فالحمـــ....)
قاطعتها..._( اعلم بظروفك واعذرك..اهم شئ راحتك...)
سألتني ...+( لم تخبريني هل قدمت طلب الانسحاب؟؟)
بتردد اجبتها_ ( لقد نسيت.......)
ببرود سألتني +( نسيتي ان تقدميه؟؟؟)
اجبتها..._(لا نسيت ان اخبرك... لقد ذهبت واخبروني لابد ان يكون معي بطاقتك الجامعية او الحضور الشخصي..)
كان واضح عليها عدم الاهتمام....+( لا يمكنني ان احضر....لكني ساتصرف انا..)
قلقت من صوتها..._(رجاء يمكنني اتي لاخذ بطاقتك وبعدها اقدم الطلب..)
اجابتني+( تشرفينا نورس لكني لا اريد ان اتعبك..ثم ان هذا ليس سبب لاتصالي...)
وانا امازحها..._(تقصدين انك اشتاقيتي لي؟؟؟)
وقد اخذت نبراتها شئ من الجدية...+( نورس لست انا من اشتاق لك)
بهدؤ سالتها.._(ماذا تقصدين؟؟؟؟)
رفعت من نبرات صوتها..+( باختصار وبدون مقدمات..... حامد يرغب في التقدم لخطبتك...)
كتمت صرخة بداخلي..._(,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,)
+ ( نورس؟؟؟ مابك؟؟؟)
احاول ان اتصنع الهدؤ-( معك رجاء.....)
بضيق سألتني _(مابك نورس انصدمت؟؟)
بعد طول صمت +( حقيقه ...نعم....)
بنفس الهدؤ _( لابد ان تتوقعي ذلك...)
اجبتها...+( لم اتوقعه...)
رفعت من صوتها قليلا _(ليس هذا المهم.....مارايك؟؟؟ ام ستفكرين بالموضوع...)
بسرعه اجبتها +( رجاء.... لا داعي لاضاعة الوقت معي.....)
قا طعتني وكأنها قلقه من ردي..._( ولم تقولين اضاعة الوقت....؟؟؟؟)
اجبتها بحزن....+(رجاء ارجوك افهميني....)
بهدؤ مصطنع ..._( نورس... لن اضغط عليك...لكن سأخذ منك الرد بعد ايام.... ساتصل بك...)
لم اعلق على كلامها...+(...................................)
واكملت...._( نونو حبيبتي..اعذريني على اني اتصلت ولم اتي للزيارة فعلا انا مرهقه كثيرا..... حتى ان هذا طلب حامد من فترة طويله لكن الارهاق يمنعني حتى من الاتصال بك...)
هدأت قليلا واجبتها...+( الأهم ان تهتمي بصحتك.....)
بصوتها الحنون دائما _( وانت كذلك اهتمي بنفسك.... واذا احتجت اي شئ اتصلي لا تترددي....)
مازحتها...+( ستستيقظين من اجلي؟؟؟)
حاولت ان اغير من الجو المكالمة الكئيب...
فقد انهت رجاء مكالمتها وهي تضحك على تعليقي...
انهت رجاء المكالمة ونظرت الى حامد وهو بجانبها... ( هل انت سعيد الان؟؟؟)
وهو يسحب خدها بشويش...( حتى تعطينا موافقتها....)
نظرت اليه دون ان ترد عليه؟؟؟
سالها بجدية..( لم تضايقت ؟؟ هل هناك امر تخفينه؟؟؟هل نو....)
رجاء وهي تخفي قلقها...( حامد ارجوك... اني لا اخفي عنك شئ... نورس لم تقل انها غير موافقه....)
حامد بقلق واضح..( اذا اخبريني... مابك بالضبط؟؟؟)
رجاء ونتظر لعينيه..( حامد رجاء لو اعطيتها فرصه للرد الان لرفضت...) وقبل ان يتكلم حامد...
(لا تقاطعني ... اخبرتك ان نورس تقدموا لها الكثيرين وهي ترفض حتى قبل ان تراهم....
دون سبب واضح...حتى انا لا اعلم...وعمتها كذلك....)
سالها حامد ونبرات صوته متغيرة.....
(وكيف عرفت ان عمتها لا تدري؟؟؟؟؟؟)
رجاء وهي تسند ظهرها على الاريكه...( هي اخبرتني..اتصلت فيني احدى المرات.... بعد ان رفضت قريب لها.... كان واضح انها محتارة لرفضها .....)
حامد وهو يحاول ان يهدأ من نفسه...( سننتظر ....وقتها سنعرف..)
رجاء وهي تمسك يده قبل وهو يهم بالانصراف...( سترضى باي قرار من نورس....لاني لا استطيع اقناعها ان رفضت....)
اومأ حامد براسها...بانه موافق على كلام رجاء..وانصرف عنها...
وكعادتي.....
عدت لسريري.... وضميت وسادتي لي...
وتركت لدموعي العنان
لم ابكي بهذه الصورة منذ فترة
يالله ..ماذا علي ان افعل؟؟؟؟
ارفض..وهل هناك غير الرفض؟؟؟؟
ورجاء؟؟؟؟
هل ستعذرني؟؟؟؟ام ماذا؟؟؟؟
في كل مرة ارفض من يتقدم لي كنت اجد تساؤلات في نظراتها لي ....
ولكنها تحترم صمتي...
فليس لدي سلاح اواجه به تساؤلات الجميع سوى الصمت...
ولكن هذه المرة....
هل ستكتفي بصمتي بعد ان ارفض اخيها حامد؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حامد..وهل من فتاة ترفض شاب مثلك؟؟؟؟ اعذرني ليس لي ان ابرر لك موقفي
واجهشت بالبكاء.....
حتى سمعت صوت اذان الفجر....
انهيت صلاة الفجر... وانا افكر بخطبتي لنورس ....نورس...ماذا تخفين بداخلك؟؟ اشعر بفضول كبير اريد ان ادخل الى عقلك واعرف كيف تفكرين؟؟؟؟
كلام رجاء اقلقني.... وسبب لي الارق.....ماذا علي ان افعل ان رفضت الخطبه؟؟؟؟
بحركة سريعه..عدت الى السرير.كأني اهرب من فكرة رفضها.....عسى ان يغلبني النوم.... وارتاح من هذه الحيره....
منذ اتصال رجاء الاخير وانا اقلق من ان تتصل بي ولا اعرف بم اجيبها.....ماذا علي ان افعل....حتى عمتي انتبهت للحيرة التي اعيشها...اه لو تعلمين يا عمتي ان حامد الذي كدت تنشدين فيه شعرا قد تقدم لي... وان موقفي نفسه لن اغيره...ارفضه نعم... علي ان ارفضه ودون تفكير....
.................................................. .................................................. ..................

*الموجة الثالثه*

استيقظت مرهقه..
لم انم جيدا البارحه
ليس البارحه فقط
ولكن طوال الليالي السابقه وانا اعيش في ارق
والكابوس عاد لي من جديد
صرت اراه في منامي كل ليله.....
وحيده في ممرات المستشفى الذي تعالجت فيه....
لا اشعر الا برائحه التعقيم....
الممرات خاليه... خائفه..
حتى سمعت مواء قطه خلفي
التفت وجدت قطة صغيرة
اقتربت منها
ما ان لمستها
حتى تحولت لكلب اسود يحاول الانقضاض علي...
متى اتخلص من الكوابيس.....
نظرت لنفسي في المراة...
كان واضح علي الارهاق وعدم النوم....
ترددت كثيرا فيما افكر به...ولكن لم الحيره الان؟؟؟
اخذت علبة المكياج.. ووضعت لمسات خفيفه من البودرة... واكثرت منها تحت عيني لاخفي السواد....
مع قليل من الكحل الاسود... و لمعه ورديه على شفتي...
نظرت لنفسي.... لن يلاحظه احد.... فهو لا شئ امام زينة البنات في الجامعه رغم كونها مختلطه....
يبدو شكلي افضل الان... مع البدله نفسها التي اهدتني اياها رجاء.... بلونها البيج الرائع..لاول مرة تعجبني الالون الفاتحه....
دخلت المحاضرة بسرعه...قبل ان تدخل الاستاذه التي اراها من بعيد قادمة...
ربما راتني هي ايضا.....
لم انتبه جيدا لما دار في المحاضرة ... مازلت مرهقه.....لن افيق من تعبي الا بعد شرب كوب من القهوة.. متى تنتهي المحاضرة....لاذهب للمقهى واشرب قهوة ساخنه...قد يوعيني قليلا.....
اخيرا انتهت المحاضرة..اتجهت للمقهى بسرعه..
نادرا ما اذهب الى هناك.... بسبب الفوضى فيه والازعاج من قبل الطلبه والطالبات..لطالما فضلت الجلوس في الاستراحه....
لكني اليوم ساخذ طلبي واجلس بعيدا عن الفوضى....
اتجهت للمقهى... وكان عبارة عن طاولات موزعه في زاوية في نهاية الساحه... وظلل جزء بسيط من المكان.... فقط مكان تقديم الطلبات....
وتوزعت الطلبه والطالبات فيه.... والوضع جدا سئ بالنسبة لي ..فالمنظر يوحي باننا في احد المجمعات...وليس جامعه....
اخذت طلبي وانصرفت من المكان بسرعه.... اتجهت لاستراحة الطالبات... ليست قريبه..ولكن لن اجلس هنا....
اسرعت في خطواتي في الساحة ...
حتى دخلت الممر متجهه لبوابة المبنى الذي فيه الاستراحه ... الجو بارد قليلا..ارى الاشجار على احد جانبي الممر تتراقص مع بعضها مع صوت حفيف اوراقها ..احترت هل اجلس على احد الكراسي الخاليه على جانب الممر لاستمتع بنغمات الطبيعه؟؟ . لكني لم اعتد ذلك.. مكاني الوحيد هو الاستراحه .... ارى البوابه التي تفصل هذا الجو الرائع عن فوضى الطلبه داخل المبنى الذي يتوسطه ممر واسع نوعا ما والغرف الدراسيه على جانبيه... والاستراحه ببداية الممر عند جهة اليسار..
اشعر بحرارة القهوة في الكوب الورقي بيدي بينما ملفي الزهري بما يحويه ضميته الى صدري بيدي الاخرى...
مسرعه بخطواتي نحو البوابه... الذي خرج منها احدهم... نظري للامام...لطريقي الى المبنى.. لكن عيني وقعت عليه غصبا عني....
امامي يخطو بخطوات بطيئه..لم ينتبه لي..كان ينظر للامام. حتى التقت عيني في عينه....
جمدت مكاني..وتوقف الزمن...
اختفى حفيف اوراق الشجر الذي كان يسليني قبل قليل..
.حتى انفاسي احتبست بداخلي...لم اعد ارى ما امامي..لا مبنى ولا بوابه ولا شئ..حتى كوب القهوة الساخن شعرت به كقالب ثلج في يدي...لشدة البرودة التي سرت بجسدي..... نظراتي مازالت تتجه نحوه... ابعد نظره عني.... واعاده مرة اخرى باستغراب....وانا انظر اليه..وتساؤلات لا افمها لى في محياه.... اراه يتقدم..يتقدم اكثر..وانا واقفه..والزمن مازال جامدا ..فقط هو يتحرك امام عيني.. مر من جانبي قريب مني...حتى اني شممت رائحه عطره.... تجاوزني....وانا مكاني.... وقع كوب القهوة من يدي التي بدأ تتراقص فضممتها لصدري..وقد انزلت نظري للارض...
افقت من جمودي على صوت احدهم..( كيف حالك؟؟؟)...اما هو قد ابتعد عن نظري اشعر بان خطواته تبطئ قليلا و تسرع فجأة ....
(0نورس ) انتبهت الى من يقف بقربي ..لا ادري كيف خرجت مني الكلمات..(حاا...حامد؟؟؟؟)
ونظره لى الكوب الذي سقط مني..._(اسف لازعاجك...)
صامته وعيني عليه هو ....الذي بدأ يختفي خياله من امامي... قد يكون التفت ام انا اتخيل..لا ادري؟؟؟؟
حامد ونظراته يوزعها بيني وبين القهوة المسكوبه على الارض ... ( هل تسببت فيـ....)
قاطعته..(لا لا...لقد.. زلق الكوب من يدي..)
سالني..( لديك محاضرة؟؟)
بصعوبه خرجت الكلمات مني +(لا...كنت.... كنت ذاهبه الى .......الاستراحه..)
ابتسم لي والحيرة واضحه عليه_( اذا لم اعطلك.........انا هنا لاقدم طلب الانسحاب عن رجاء...)
اشرت الى مبنى قريب منا... +(من هنا قسم التسجيل..)
رفع ورقه في يده _(انهيت الاجراءات قبل قليل...وجميل ان التقيت بك هنا...)
تائهه لا اعرف ماذا اقول +(........................)
وكأنه يهمس لي _( نورس اعذريني لكني اريد ان احدثك قليلا...)\
صرت اتلفت حولي ..وكأني ابحث عن مفر من هذا الموقف...+( انا ذا.......)
قاطعني..._( نورس اريد منك فرصه لاتحدث معك...)
بقيت تائهه امامه..+(....................)
اشار الى كرسي قريب منا..._( هل لنا ان نجلس على هذا الكرسي؟؟؟)
لم اجبه...لكني اقتربت من الكرسي... وجلست عليه... اسند نفسي بنفسي قبل افقد توازني من هول صدمتي.....
( نورس اخبرتك رجاء اني ارغب بالتقدم لخطبتك..؟؟؟)
لا اعلم هل يسألني ام ان هذا مقدمة لعاصفه ثانيه في دقائق قليله...
فالعاصفه الاولى لم اجمع شتاتي منها بعد....
(نورس انا ارغب في الارتباط بك.... ما رأيك؟؟؟؟)
نظراتي تائهه في المكان.. وقلبي اشعر بنبضاته في حلقي....
( انتظرتك انا ورجاء ان تردي علينا....ولكن...)
تفاجأ هو وتفاجأت انا قبله من نبرة صوتي العاليه..( حامد انا لست موافقه؟؟)
شعرت ان نظراته لي وكانه يبحث عن شئ في ملامح وجهي...لكني تهربت من عينيه..
بصوت منخفض...(نورس ...هل تسرعت في طلب الرد؟؟)
احزنني سؤاله... كان يبحث عن امل لقبول طلبه...
واخيرا نطقتها...( اسفه حامد انا لا استطيع ان ارتبط بك...)
بنظرات حزينه..( هل لي ان اعرف السبب؟؟؟)
غربت بوجهي للجهة الاخرى.... ولم اجبه....فقط اغمضت عيني وحبست دموع تتراقص في عيني....
شعرت كأنه يهمس لي...( نورس اخبريني...)
التفت اليه وانا لم استطع ان اغالب دموعي...
( حامد ارجوك انسى فكرة الارتباط بي..انا لا اناسبك...)
كانت نظراته ستلتهمني...نظرات حيرة وقلق ... لم استطع ان اتهرب منها
كان بودي ان اقف واصرخ بصوت عالي...........
ارفض الارتباط بك وان اردت ان تعرف السبب فهو قد مر من هنا قبل قليل وسلب مني كل حواسي كما حدث في ليلة زفافه..... وقد سلبني اغلى ما املك قبل سنوات وحبسني في سجن الخطيئة اماهو حر في هذا العالم القاسي....
لكني بلعت الكلمات فبل ان تخرج من بين شفتي.....
لا ادري ما يقول..عقلي وكل حواسي ليس معه...نظراتي الى المجهول... الذي اختفى اثره امامي...
واختفى بعده حامد الذي كان يجلس معي..... وانا مكاني...جامده لا اتحرك....
الشاطئ السادس
*الموجة الرابعة*
ايقظني من هذا الجمود خطوات مجموعه من الطلبه وازعاجهم....
وقفت بحركة اليه...ومشيت في الممر..بخطوات في الهواء...لا اشعر اني امشي على الارض....
صدمتين في وقت واحد...يفرق بينهم لحظات وربما ثواني.....
لم اجد نفسي الا داخل الاستراحه.... ليس كعادتي لم احيي حتى المتواجدات...جلست في زاويه...
اريد ان استوعب ما حدث...
ان اتمالك نفسي...
فباقي محاضرات اخرى بانتظاري....
( نعم هو الدكتور ناصر )....انها الاجابة لكل تساؤلاتي.... التفت لمن نطقت بأسمه.... انها لولوة... مع صديقاتها....
نظراتي ارتكزت عليهن....
انتظر ان يكملوا حديثهن..
عيني تتلقف الكلمات منهن لاستوعب ما رأيت؟؟؟
*( عرفته ما ان رأيته....لكن لم هو هنا؟؟؟)
_( لابد انه انهى دراسه.... واصبح دكتورا في الجامعه...)
*( كم اتمنى ان يدرسني...لانظر في عينيه فقط....)
* ( اريحي قلبك...سيدرس فقط مقررات الاقتصاد....)
لولوة تقطع حوارهم...
( من العيب عليكما ان تتحدثا بهذه الطريقه عن زوج زميلتكما..)
التفت احداهن..
_ ( سمر لم نراها معه؟؟ ...)
*( وهل سيحضرها معه الجامعه وهي قد انسحبت من الدراسه هنا .....)
_( لم لا؟؟؟ فهو لا يفارقها كما كانت تقول...)
اقتربت لولوة منها اكثر..وكأنها تقول لهما سرا ولكنه بصوت عالي....
( سمر حامل... لذا لم تعود معه من بريطانيا...)
*(حااامل من اخبرك؟؟؟)
لولوة..( هي اخبرتني..اتصلت بي البارحه..تخبرني ان الدكتوووور_ وهي تشدد على هذه الكلمة بقصد انها تقلد طريقه سمر_ سيداوم اليوم في الجامعه ...لانه انهى دراسته وملزم بالتدريس بهذه الجامعه...اما هي فقد انسحبت من الاكاديميه التي كانت تدرس فيها هناك...)
_(سمر لم تخلق للدراسه.... دراستها هنا لم تكملها بحجة سفرها..ودراستها هناك كذلك ستقطعها بحجة حملها..)
*( لا استطيع تصور سمر المدللـة حامل...)
وقفت لولوة..ووضعت يدها على خصرها...و واضح تقليدها لكلام سمر بدلال(حبيبي ناصر يريد طفلا ماذا افعل...)
ضحكن جميعا..ليست لولوة وصديقاتها..انما كل من كن في الاستراحه... شعرت اني لست وحدي من اتابع حديثهن....وانما كل من في الاستراحه يسترق السمع ليأخذ اخبار سمر وزوجها الدكتور ناصر....
خرجت من المكان كما دخلت دون ان انطق بكلمة واحده... لم يشعروا بوجودي اصلا..فلديهن موضوع ساخن للحديث فيه .....
لم اشعر بقدماي اين تاخذني...حتى وجدت نفسي امام سيارتي صعدتها..ولم ابه لحرارة المقعد او المقود...
وكلماتهن في اذني...
الدكتور ناصر .... سمر حامل.... سيدرس مقرر الاقتصاد....
شهقت بصوت عالي..وانا اضع يدي على شفتي..... لم يدعني الصراع الذي بداخلي ان استوعب كلامهن جيدا...سيدرس مقرر الاقتصاد..اي انه سوف يدرسني....
ولكن...هل عرفني الان كما عرفته انا في ليلة زفافه...
هل يميزني من بين كل الطالبات؟؟؟؟
هل سيعلم اني الفتاة التي افترسها بجهالة منها..مستغلا اعاقتها ويتمها ووحدتها...
ادرت محرك السيارة.... ودموعي تنهمرمن عيني...لم اكترث ان لاحظني احدهم..
فهمي اكبر من ذلك...
الذئب ناصر اصبح دكتورا في الجامعه..دكتور محترم...وقد سيدرسني....
زوجته سمر ابنة الدكتور جاسم حامل... ونتظر منه مولودا...
وانا نورس... وحيده غارقه في همومي.... اعيش في سجن صنعته بنفسي لذنبا اقترفته بمشاركته...بمشاركة هذا الدكتور المحترم....
لا اريد شئ الان...اريد فقط ان اصل الى المنزل..واحتمي في غرفتي..وعلى سريري....
اراها كزهرة تذبل امامي
تحبس نفسها في غرفتها
ولاتخرج الا لتناول الطعام
الطعام الذي تنظر اليه وتقلب فيه
اعلم انها تريد فقط ان تجلس معي لتطمئنني
لكنها تتعبني اكثر بما تفعله
تجعلني اشعر ان هناك امر كبير تخفيه عني
فكرت بأن اتصل لصديقتها رجاء لكني اعلم انها قليله الاتصال بها
فرجاء الان حامل..وواضح ان حملها متعب جدا..مما جعلها تترك زوجها وتجلس مع والدتها لترعاها...
لا اريد ان اقلقها اكثر
لابد ان اكلمها هي
نونو ابنتي كم اتمنى ان تصارحي عمتك بما يضايقك ويحزنك
دخلت اليها غرفتها..
كانت مستلقيه على جانبها الايسر
لم المح منها الا سواد
تحت عينيها
اسرعت لها
بينما هي جلست بصعوبة
واستندنت على السرير
وانا امسح على شعرها_( نونو حبيبتي...ماذابك هل انت مريضه؟؟؟؟)
نونو وهي تحاول اخفاء ارهاقها*( لا عمتي ..انا بخير لا تقلقي...)
نظرت لها _(لم لا تذهبين للجامعه..ثلاثة ايام تغيبتي عنها..ليس من عادتك...)
ابعدت نظرها عني..*( عمتي.... الجامعه...اقصد جميع طاقم التدريس اعتذروا عن المحاضرات...)
عقدت حاجباي..._( لم افهم...؟)
اختلطت عليها الكلمات*(اعني... ان ....هناك ورشه......ورشة عمل..وصادف اساتذة المقرارات التي ادرسها مشاركين فيها..)
وانا اهز لها رأسي _( فهمت....ولم تحبسين نفسك في غرفتك...هل هناك ما يزعجك؟؟؟)
وهي تنظر لكتبها على المكتب*(لا عمتي..المقررات هذا الفصل اجدها صعبه...ففضلت التفرغ للمذاكرة)
وضعت يدي على خدها_( عيناك ذابلتان.... اهتمي بصحتك... وان احتجت شئ فأنا موجودة...)
خرجت عمتي من الغرفه....واضح عليها القلق...
حاولت قدر المستطاع ان اخفي عنها المي
لكن حبها لي يدلها عليه
لاتعلم ان ما بداخلي لا استطيع ان ابوح به الان
بعدما اخفيته كل هذه السنوات
حاولت كثيرا...ان اخبرها لكني لم استطع
فليس سهلا ما جرى لي
وكيف لي ان اخبرها
اشعر ان قلقها الان اقل من قلقها ورعبها لو علمت بحقيقة امري




*الموجة الخامسة*

استندت على السرير..واغمضت عيني.... نزلت دموع اشعر وكأنها شرارة على خدي....
تذكرت حامد...تذكرت حزنه وحيرته عندما رفضت عرضه للزواج....
ليس العيب فيك يا حامد...
العيب احمله انا..
صنعته لنفسي في لحظة تهور وجهالة
والان ادفع الثمن....
رجاء.... كم احبها هذه الفتاة..لا اشعر ان في الدنيا فتاه بهذا الصدق والوفاء
تذكرت مكالمتها بعد لقائي بحامد...
وقتها ترددت في الرد عليها ما ان رأيت اسمها على الشاشه.....
لكن قلبي نبهني
انها لن تلومني ابدا
ولن يضايقها رفضي
وفعلا
حدثتني بشكل طبيعي
لم اعرف كيف ابدأ معها في موقفي مع حامد
لكنها انقذتني عندما بدأت بالكلام
( كنت اعلم انك سترفضين اخي.. لكن.....هو من اجبرني على فتح الموضوع معك..... وعليه ان يتحمل ردك... حتى الاسباب لم افكر في معرفتها..لطالما احتفظت بها لنفسك....لن اضغط عليك لأعرف الا اذا اخبرتني بنفسك....)
كلماتها مازالت تتردد عند مسمعي....
ادمعت عيني من نبرات صوتها ....
دائما هي هكذا ...لا تفكر الا بما يريحني....
كم انا محظوظة بصديقه مثلها...
وكم اتمنى ان استطيع اخبارك بالاسباب كما تقولين...
ولكن لا تعلمي انها الام عمري...
التي خطفت احلامي مني....
وضعت يدي على وجهي...
ومسحت وجهي براحة يدي..
وانا اخذ نفس عميق..
عميق جدا..
وكاني ابتلع همومي....
وتذكرت غيابي...
غيابي عن المحاضرات....
دون عذر مقبول..
لم افعلها قط...
اه كيف لي ان اتصرف الان؟؟؟؟؟
لطالما تمنيت ان التقي به ...
لاعرف منه لم فعل بي كل هذا؟؟؟
ولم تركني بعدها....
كيف يعيش حياته...
هل يتذكرني؟؟؟
والان.................
بعد ان التقيته صدفه
وسالتقيه كل يوم في الجامعه
وسأجتمع معه في محاضرة
يتحدث هو فيها
وقد ينظر الي بعينيه التي سلبتني كل شئ
ولابد ان يحادثني
واناقشه
كيف ساواجه كل هذا
وانا لم استطع ان اواجه ذكرياتي معه؟؟؟؟
سلب مني فرحة كل فتاة
وليس امامي سوى انجازي بالدراسه
وهذا ايضا سيسلب استمتاعي به
وقفت نورس بحركة سريعه....
ودخلت الحمام...
وقفت امام المراه....
نظرت لنفسها..
لعينها الذابله....
فتحت صنبور الماء
غسلت وجهها بالماء البارد
وعادت لتنظر لنفسها مرة اخرى
دون ان تنزل عينها عن صورتها في المراة
ناصر...
لن اضعف بعد اليوم
وجودك لن يضعفني اكثر
بل ساجعله يقويني
سوف استمد ثقتي بنفسي
من مواجهتي لك
لوجودك معي في مكان واحد ساعه كل يوم
لن ادعك هذه المرة تهزمني
وتسلب مني شئ اخر
نعم يا ناصر
سأكون في مواجهة معك
لابد ان استغل كل هذه الصدف
لا...
ليس هناك شئ صدفة....
قدري ان التقيك في الماضي
وقدري ان التقيك في الحاضر
لأنتقم عن شئ فقدته يوما
لن تهزمني هذه المرة
سأواجهك ناصر
حتى لو كانت المواجهه من خلف الستار
لانك الان استاذي وانا طالبتك...
استيقظت نورس مبكرا
وحقيقة فهي لم تنم
فكلما تذكرت ما قد يحدث في محاضر مادة الاقتصاد
تتوتر اكثر....
انها جاهزة للمواجهة
لا تشعر انها ذاهبه للجامعه
ذاهبه للماضي
كأنها ستدخل اله الزمن
لتقابل شخصا حطمها
وستواجهه هي بما تبقى منها
خرجت من غرفتها.....
العمة فريدة بسعادة كبيرة ..( نونو حبيبتي...ستذهبين للجامعه؟؟)
تقدمت منها نورس..( نعم فرووده.....ادعي لي عندي امتحان صعب صعب جدا...)
عمتها انربط لسانها....
انها المرة الاولى التي تناديها فرووده
لا تتذكر من متى افتقدت هذا الاسم....
لكن تتذكر انها افتقدته منذ زمن...زمن طويل
عادت بنظرها الى نورس...
التي بدت مختلفه....
وهي تضبط ياقة القميص الاحمر مع الجاكيت الاسود
لاول مرة ترى نورس تلبس قميص بهذا اللون...
بدى زاهيا ...
وقد وضعت قليل من البودرة لتغطي السواد تحت عينيها مع كحل اسود برز جمال عينها..
ولمعه شفافه على شفتيها...
بدت مختلفه ... كانت ترى فيها شئ مختلف...
مختلفة عن كل يوم.....
حملت حقيبتها الحمراء مع ملفها الزهري.....
وخرجت....
شغل بالها اولا..
كيف لها ان تبرر غيابها في ثلاثة ايام متتاليه ...
ليس امرا مقبولا به في نظام جامعتهم...
التي تهتم لساعات الحضور....


يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -