بداية

رواية قيود الماضي -9

رواية قيود الماضي - غرام

رواية قيود الماضي -9

جلست عائشة في الخلف صامته وتفكر ...تسترجع ماجرى في اجتماع يوم الخميس
والذي تم بعد نهاية اليوم الدراسي وفي مكتب العميد جيمس ...كانت قد وصلت في
الرابعة ووجدتهم بانتظارها 7 طلاب وطالبات فهد وعبداللطيف وموزة وكارولين
وياسر وسليم وديفيد ...دخلت المكتب بخوف وخجل ووجدتهم ملتفين حول العميد
على طاولة دائرية وهو يريهم صورة كبيرة لكولن باول وعندما رأى رأسها ناداها
واشار لها بالجلوس معهم ووجدت المقعد الوحيد الفارغ بين فهد وبين كارولين
نظرت لفهد ووجدته مشغول مع العميد ...كانت عيونهم جميعاً معه ...سحبت المقعد
للخلف ثم جلست ...بهذه المحاولة البسيطة ابتعدت قليلاً عن فهد واصغت للعميد وهو
يعطي معلومات عن الضيف .
...: ولد عام 1937 في نيويورك، ابويه من جامايكا وحصل على إجازة في
الجيولوجيا، وخدم في العسكرية الأميركية إلى أن عين قائدا لأركان الجيش الأميركي
عام 1989، وعمل في البيت الأبيض كمستشار للأمن القومي وتولى وزارة الخارجية
عام 2001، ليكون أصغر جنرال وأول أسود يتولى منصب وزير الخارجية الأميركية
ويصل إلى منصب رئيس أركان الجيش الأميركي. وعقب غزو العراق الكويت كان
من أنصار فكرة الاكتفاء بفرض العقوبات كذلك عارض استخدام القوة لإزاحة صدام،
لكنه نادرا ما أصر على مواقفه..
قدم باول في 5 فبراير 2003 أمام مجلس الأمن ملفا ركز فيه على وجود أسلحة دمار
شامل في العراق وتبين لاحقا أن جميع معلوماته كانت خاطئة وترك باول مقعد وزارة
الخارجية الأميركية في 15 نوفمبر 2004 نهاية فترة حكم الرئيس بوش
الاولى ..الف كتاب اسمه My American Journey
أحست عائشة بالدم يغلي في عروقها فرفعت يدها وسألت :Can I say something ?
: هل من الممكن أن اقول شيئاً..
قال : Sure..
: طبعاً ..
عائشة: لما هذا ؟؟؟
العميد: ولما لا؟؟
عائشة : لما قريت عنه لقيت انه وصف العرض الذي قدمه أمام مجلس الأمن
في فبراير 2003 حول أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة بأنه وصمة في
سجله لأنه هو من قدمه للعالم نيابة عن الولايات المتحدة...وانه يأسف أنه بنى
تقريره على معلومات استخبارية كاذبه...يعني ماتأسف إنه المسؤول عن استباحة
دولة كاملة وتشريد الملايين وحرق نفائس تاريخية ونهب تحف وكنوز لا تقدر بثمن
من متاحف وتصفية العقول العراقية وتشريدها وتسليم الدولة للصوص والسماسرة
الدوليين وتسليم الشعب لمليشيات طائفية كونت حربا اهلية وقودها الشعب نفسه..
وتقول ليش لا؟؟
العميد: وأن شاء الله ناويه تقولين هالكلام له في المناضره؟؟
عائشة: وإذا ..مهب هالكلام صحيح وطلع في كل القنوات الامريكية وحتى في
الجزيرة..
العميد: انتي تبغين تهينين ضيفنا اللي احنا جايبينه لجامعتنا بطلعة الروح..
هنا تدخل فهد وقال: الحين انتوا نظامكم ديمقراطي ؟؟ هذي هي اصل الديقراطية
عائشة تستخدم حقها في ابداء رأيها...مهب هذي صارت حجة امريكا بعد مافشلت
انها تلاقي أسلحة الدمار المزعومة قالوا بيعلمون العرب الديمقراطية...ليش تنكرها
عليها!!!
العميد: هذا الوضع غير...هذا ضيف غير عادي ومش مسموح بتجربة اي شي معاه
وانتوا دوركم تنظيمي ...وماراح تشاركون بالمناقشات وما اسمح بأي اخلال بالقواعد
والا ...العقاب بيكون عسير...فاهميني ؟؟؟
هزوا برأسهم فهم مضطرين ...هو العميد وهم مجرد طلبه لعل الوضع ينقلب في
المستقبل ويصبح القرار بيدهم.. أعطى عدة اوراق لموزة وهي اخذت واحده
واعطتهم الباقي حتى حصل كل منهم على واحده وبدأ يشرح مافيها ...
كان عليهم أن يرتبوا المسرح والإضاءة ( والبانرات ) وكيفية توزيعها في الحرم
الجامعي لجميع طلاب وطالبات الجامعات المجاورة وطباعة منشورات تحوي
معلومات المناظرة ووقتها وتاريخها ..واعلانات الجرائد الانجليزية والعربية وإذا
امكن الاذاعة والتلفاز ..كل واحد في المجموعة تم تكليفه بمهمة وكانت مهمة عائشة
المنشورات اليدوية وفهد أعلانات الجرائد وانتهى الاجتماع بعد تحديد نفس اليوم في
الاسبوع القادم لرؤية ماتم من أعمال ...
خرجوا من الاجتماع وفي الممر التفتت عائشة الى فهد وقالت بجديه: شكراً لأنك
وقفت معاي..
رد وهو ينظر للورقة التي بيده : مافي داعي تشكريني.. أنا وقفت مع الحق ..
اكملت طريقها وهي مستغربه تصرفاته معها اليوم ...لقد كان يعاملها بأحترام طوال
الاجتماع ولم يرفع عينيه فيها حتى وهو يحدثها ...لم يشاكسها كعادته ولم ينتهز
الفرص للحديث معها ...وكأنه ليس فهد الذي تعرفه ...لقد تبدل وحل محله شخص
اخر... ربما عرف اخيراً انها ليست ككل البنات وأنها طالبه جديه ترغب بالدراسة
والدراسة فقط..
نادتها العنود لتنزل من السيارة فقد وصلوا المنزل ...غداً سترى كيف سيتصرف فهد
معها وستتأكد أن كان تغير أم لا..
في اليوم التالي
اعطى ناصر اوامره لعصام بشأن ماجد وامره أن يتابع مع الامن باستمرار للتأكد من
عدم دخوله للشركة وامضى يومه قلقاً وأحس به جاسم ولكنه لم يخبره شيئا...
وهناك في جامعة قطر في وقت الاستراحة كانت العنود تحكي لليلى عن اجازة اخر
الاسبوع بالتفصيل جعلت ليلى ولأول مره في حياتها تحس بالغيرة من العنود وتتمنى
لو كانت مكانها ...
في نفس الوقت في جامعة جورج تاون
كانت عائشة تعمل على تصميم المنشور ببرنامج الفوتوشوب في كمبيوترها
المحمول حين اقترب منها عبدالرحمن وديفيد وسلموا: هاي ..
رفعت رأسها وردت: هاي..
سألها عبدالرحمن: شخبار الترتيبات..معاج..
عائشة: قاعدة اشتغل على الفلايرز ..توني اطقطق ...
تحركا خلفها ليروا عملها وقال ديفيد : That’s good for a beginning
..: هذا جيد كبداية ...
مر فهد عليهم وناداه عبدالرحمن فرد بدون أن يتوقف : مشغول..بعدين..
رفعت عائشة حاجبها الايمن باستغراب ..كان يمشي لوحده..بدون معجبات ولم يتلكأ
ليتوقف عندها مثل كل مره ..وفكرت ( شفيه ...متغير ...غريب..) عادت لتكمل ما
كانت تقوم به قبل أن يحين موعد محاضرتها ...

في المساء

ذهبت ليلى لدوامها في الشركة وهي تشعر بالاحباط جراء حديث العنود لها ولكنها
حاولت أن لا تظهر مشاعرها للأخرين ولما انتهت من الاوراق الخاصة بالعقد الجديد
طلب منها عصام اعتماده من المدير فطرقت باب مكتب ناصر وسمعت صوته يطلب
منها الدخول فدخلت ووجدته جالساً خلف مكتبه ينظر للافق من خلال زجاج النافذه
الكبيرة فوضعت الاوراق على المكتب وقالت : عقد شركة الحزام للبنية التحتيه جاهز
للتوقيع ..
انتظرت قليلاً ثم سعلت فالتفت عليها بهدوء وقال: نعم ؟؟
ليلى مره اخرى: عقد شركة الحزام للبنية التحتيه جاهز للتوقيع ..استاذ..
ناصر وهو يدير مقعده ليواجه مكتبه : اتركيه لي بقراه ..
وانشغل بقراءته فانصرفت لعملها ...وهي تفكر ( فكره مشغول ...في ايش.. اكيد
العنود ...يتذكر الوناسه اللي كانوا فيها في المزرعة...اه يالقهر...)
بعد نهاية الدوام خرج ناصر من الشركة عائداً لمنزله عندما اتصلت العنود فيه
العنود : ناصر انت وين ؟؟؟
ناصر: توني طالع من المكتب...ليش؟؟
العنود : خاطري في كافي ريسس وماينباع الا في ميغا مارت في السنتر وابوي
مارضى اطرش السواق اونه بعيد وزحمة والناس ليل ...ما تم عذر ماقاله.. كان زين
انا اسوق ...كان دقيت سلف ورحت بروحي ولا هالذل..
ناصر: اوهو علينا انتي للحين تحنين على هالسالفة...والكافي اللي خاطرج ماينفع
بكره!!! اكليلج اي نوع ثاني اخبر كبت الصالة مليان..
العنود: للحين مليان بس مافيه ريسس حمود خلصه كله ...
ناصر: عنود..انا تعبااااان ..وجوعاااان ..وشو عشاكم ؟؟
العنود: باستا بالدجاج...
ناصر: الله يعز النعمة...مافيه غير؟؟
العنود: امبلا...سووا لك وحق حمود سندويشات شاورما لحم..وشبس..
ناصر: طرشوا شوي بيتي..
العنود: طرشت خلاص.. وريسس ؟؟؟
ناصر: طرشيه معاه بعد...
العنود: ناصر...عااااد
ناصر: ثمود...سكري لا ادعم في اللي قدامي الحين..
العنود: اسم الله عليك...بسكر خلاص ..باي...
بعد نصف ساعة بعث ناصر رسالة نصية للعنود يخبرها فيها أن تفتح باب الصالة
وتأخذ الكيس من امامه ...وفي ثانية كانت العنود تنزل جرياً على الدرج وتفتح الباب
لتخطف الكيس البلاستك وتعود بنفس السرعة لغرفتها وهي فرحه لأن ناصر وبالرغم
من تعبه مر على السوبرماركت ليشتري لها الشوكولاته التي ارادتها... وطبعاً
اتصلت في ليلى وحكت لها : ماقدر يخليه في خاطري ...تصدقين...الله يخليه لي...
سألتها ليلى فجأة: اسألج سؤال؟؟
ليلى: لو تزوج بيتم يسوي لج جذي؟؟
تفاجأت العنود فعلاً وقالت:..مم...شقصدج؟؟
ليلى: يعني لو تزوج وهو ممكن أنه يتزوج ..هل بيتم يلبي لج طلباتج ...ويدلعج مثل
مايسوي الحين ...؟؟
العنود: يعني...مممممم..هو بيتزوج؟؟ انتي شدراج ؟؟ هو قالج؟؟
ليلى: لا طبعاً وشلون يقولي...بس كل ريال في مثل وضعه اكيد بيتزوج...
العنود: يعني ممكن تطلع مرته شريرة وتغيره علي؟؟
ليلى: وممكن انتي تتزوجين وريلج بعد مايرضى ...
العنود: وليش بعد مايرضى ؟؟ هذا ناصر..
ليلى: يعني؟؟
العنود: ناصر..كل الناس يعرفون وشو ناصر...ناصر هو كل شي لي في هالدنيا..
ناصر ..ناصر هو اللي رباني..هو اللي علمني كل شي في هالحياة..ناصر هو ظهري
واللي ياخذ لي حقي ... فهمتي الحين وشو ناصر...
ليلى: فهمت ...بس..
العنود: بدون بس ...اتصلت فيج وانا فرحانه وغثيتيني...يالله باي...
ليلى: باي..
اقفلت العنود الخط وهي لازالت تفكر بكلام ليلى وقضت الليل بطوله وهي مهمومه..
في نفس الوقت
كان ناصر ايضا مهموم جلس على الاريكة ووضع رجله على الطاولة أمامه يشاهد
التلفاز ويتنقل بين قنواته وتوقف عند قناة وناسه لأنه سمع لحن حزين ... كانت
اغنية راشد الماجد عندها أحس أن راشد يغني له ...
ودي أبكي لين ما يبقى دموع
ودي أشكي لين ما يبقى كلام
من جروح صارت بقلبي تلوع
ومن هموم أحرمت عيني المنام
أنطفت في دنيتي كل الشموع
والهنا ما يوم في دنياي دام
غربتي طالت متى وقت الرجوع
كل عام أمني أحلامي بعام
أن شكيت الحال محد لي سموع
و ان شكيت الناس زادوني ملام
طال صبري والزمن عيا يطوع
و الرجا باللي عيونه ما تنام
في مساء اليوم التالي
كان ناصر عائداً لبيته عندما رن هاتفه النقال ففكر وهو يمسكه ( اكيد عنود تبغي
شي بعد ) فرد ...
ناصر: الوووو..
السيدة: كيفك يا ابني؟؟
ناصر: اهلين ومرحبتين بأم شربل ..انا منيح بشكر الله ..أنتي كيفك ؟؟؟
ام شربل: نشكر الله ...انتا كيفك طمني عنك...صوتك بو شي ...
ناصر: مابني شي ...بحمد الله ...( غير الموضوع ) دخلك كيفو شربل ؟ و شو
اخبارو؟؟
ام شربل : رجع ع كندا...
ناصر: يعني هلئ صفيتي لوحدك ؟؟
ام شربل : شفت كيف ؟؟
ناصر: ليش مابتجي لعنا ...ما اشتئتيلي ؟؟؟
ام شربل : اشتئتلك يا ئلبي بس مابدي اشغلك..
ناصر: لك انتي بتأمري امر بترك الدنيا كلا مشانك ...
ام شربل: لك تئبرني ..خلص انت بتئمر اعومل كل حجوزاتك وئلي..
ناصر: ع بكره بئلون يحجزوا تكت الطيارة وراح تسكني عندي طبعاً..بيناسبك
الاسبوج الجاي؟
ام شربل: أنا بأمرك انت خيط وانا بلبس...يا ئلبي...
ناصر: بدك شي ؟؟
ام شربل: انت بدك شي ؟؟ بدي جيب لك المكدوس ما تخاف..
ناصر: ما بتنسي ...؟؟
ام شربل : كيف بنسى شي انتا بتحبو ...اصلاً كل ما بجي اعمول المكدوس بتجي ع بالي
ناصر: الله يخليكي الي... ... يله مابدي طول عليكي...
ام شربل : صلي يا ابني ...صلي لربك وبترتاح ...يله باي حبيبي..
ناصر: باي حياتي ...
فكر ( طول عمرها تحس فيني ...من صوتي تحس فيني ..إذا متضايق ..والا فرحان)
دخل البيت ولم يرى السيارة القديمة التي كانت تنتظر من بعيد ولا ماجد الذي نزل
منها ومشى متوجهاً لنفس البيت..حيث وجد الحارس جالس بجانب الباب على مقعده
فاختبأ خلف الشجرة مقابل البوابة منتظراً ذهاب الحارس...
الجزء التاسع
كانت عائشة في غرفتها تعمل على حاسوبها وهي تضع سماعات الايبود وتسمع
احدث الاغاني لفريقها المفضل باك ستريت بويز حين دخلت العنود عليها وسألتها
بعدما أزالت السماعة عن أذنها اليمين بصوت عالي: صار لي ساعة اناديج وانتي
خبر خير..
عائشة وهي تنظر لها بأنزعاج: شتبين ؟؟ انا مشغولة وايد... ماتشوفين!!!
العنود: بنزل تحت ناصر وجاسم هنيه ؟؟
عائشة: ارطن هندي انا؟؟ اري ...مي بزي هيه...مئلوم؟؟
العنود وهي تهز رأسها يمنه ويسره: مئلوم ...مئلوم ..
نزلت العنود فوجدت والديها في الصالة مع ناصر وجاسم يشاهدون التلفاز.. وسمعت
ناصر يقول : ام شربل بتجينا ..
ابو جاسم: متى ؟؟
ناصر: يمكن الاسبوع الجاي.. بكره بيشوفون الحجز ..
ام جاسم: بجهز لها الغرفة اللي تحت ..لا تحاتي..
ناصر: مافي داعي يمه ...بتقعد معاي هالمرة ...
ام جاسم: على راحتك..قلت بريح العجوز..تبغي ونس وانت ماتقعد في البيت ابد...
ضحك ناصر وقال: لي طلعت ...خلها تسير عليكم ...وانتي لا تقصرين معاها...
ابوجاسم: ولدها بيجيبها؟؟
ناصر: شربل رجع كندا ...خلصت اجازته ..بتجي بروحها ..
ام جاسم: وشلون بتجي بروحها هالمسكينة؟؟
ناصر: ماشاء الله عليها ...طالعه اصغر منج ...هذي اكلها كله صحي من ضيعتهم
مثلكم ايام اول ...عشان كذيه تشوفينها قوية للحين ماشاء الله..
جاسم: قاعد لنا ما شاء الله و ماشاء الله ...الا يامال الضعفه ...عجوز وطالعه اصغر
من امي ...لكن معليك...امي وجهها احلى من نور الايمان مهب امك....
ناصر: اوهو....بيشتغل عليها الحين..عنود صبي لي شاي..
كانت العنود تصب له كوب الشاي حين فتح باب الصالة ودخل ماجد عليهم وقال حين
رأى وقع المفاجأه على وجوههم: انا جاي حق اخوي اللي مايبغي يشوفني..امحق
اخو ...
وقع كوب الشاي يد العنود وتكسر الى قطع صغيرة..ووقف ناصر واسرع تجاه
اخوه ...ووقف جاسم ودار وهو يبحث عن عصاه وهو مضطرب...
امسك ناصر من تلابيب اخيه وقال: وصلت فيك الوقاحة انك تجي لي هنيه ...
وسكران بعد ...والله اعلم وش بعد..؟
ماجد وهو يحاول أن يزيح يد ناصر عنه : شسوي فيك ؟؟ انت ماخليت لي طريقة..
ناصر: وداش بيت الناس بدون اذن؟؟
ماجد: اي ناس ...هذا بيت خالي مثل ماهو خالك ...والا احنا مانعجب؟؟؟
ابوجاسم وهو يتقدم لهم : بيت خالك محرم عليكم كلكم الا ناصر...
ماجد: انا محتاج...وانتوا هلي لازم تساعدوني...
ناصر: تحلم ...انت ماقدرت علي قبل ...بتقدر علي الحين...
ماجد: غصبا عنك تعطيني من هالخير ...
ناصر:انت شتقول؟؟؟
ابوجاسم: لي صار الحلال حلال ابوك تعال طالب به ...يا....يامضيع المرجله..
نفض ماجد يد ناصر وعاد للوراء واخرج مسدس ماجنوم من جيبه الايسر ووجه نحو
ناصر وابوجاسم وتحرك للداخل وهو يقول : الحين ...انا اللي اقرر ... وبتشوف اني
رجال غصباً عنك...
اقترب من داخل الصالة ورأى العنود بالقرب من الهاتف وتكاد ان تمسكه فصرخ فيها
واسرع وامسكها من ذراعها ووجه المسدس لرأسها وقال: هذي المزيونة اكيد
بنتك ...واكيد ماتبغي مخها يتنثر على الطوفه ...
ناصر وهو يقترب منه بسرعة: ياحقير...
ماجد: ولا حركة...ان قربت بثّور وتراه معبأ...
وقف ناصر امامه وابوجاسم بجانبه وام جاسم خلفهم تبكي وتندب حظ ابنتها وجاسم
لا يعرف مايجري حوله ويكاد يجن وهو يخبط في الكراسي والطاولات ويحاول أن
يتوجه لمصدر الصوت ...ويصرخ: وش يسوي هالحيوان...من ماسك؟؟؟ حد
يكلمني ...
ماجد وهو يشاهده ويضحك : كملت ...هذا اكيد ولد خالي العزيز العمي ...مابقى الا
انت...استريح بس ...
كانت العنود مرعوبه من الموقف وبدا ذلك على وجهها وناصر زاد غضبه لدرجة
صَعب أن يتحمله وما أن لاحظ انشغال ماجد بجاسم اقترب منه في لحظه ورفع
المسدس للسقف وهو يمسك بذراع ماجد وبكل قوته ويدفعه للخلف ويصرخ بالعنود:
اركضي عنود...روحي بسرعه...
هربت العنود وجرت لأمها التي احتضنتها..واطلق ماجد طلقة في الهواء..سمعها
جاسم وعاد للصراخ : شصار؟؟؟ حد انصاب ...
من شدة رعبه رأى ومن خلال غمامة ظهر اباه والتفت ورأى امه محتضنه العنود..
فرك عيناه ثم جال بنظره في المكان فرأى ناصر وهو يتعارك مع رجل يراه لأول
مره...ثم صوت رصاصة وبعدها بثواني شاهد اباه يقع على الارض عندها جرى اليه
وهو يصرخ: يبه ...شصار فيك يبه ؟؟؟
كان اباه يمسك صدره بقوة وهو يتلوى ...جاءته العنود وامها وصرخت هي ايضاً :
يبه شفيك ؟؟؟ تصوبت ؟؟؟ جاك شي ...؟
هز اباها رأسه بضعف وهو يقول: لا ...لا تخافين مافيني شي...
في تلك اللحظة كان ماجد على الارض ايضاً بعد أن عاجله ناصر بلكمة قوية في
وجهه لم يقدر على احتمالها فسقط ارضاً بلا حراك...فتركه ناصر وهو يمسك قبضته
ايضاً لأنها المته ثم كتفه ايضاً ...واتجه لأبوجاسم الذي كان رأسه في حضن زوجته
وهي تنظر له ودموعها تملأ عينها فتفحصه بسرعه ثم امر العنود: اتصلي في
الاسعاف بسرعه...
لم تتحرك العنود فقد كانت تمسك بيد اباها وتبكي...فصرخ ناصر عليها وأعاد جملته:
قومي اتصلي في الاسعاف ...قوليلهم احتمال ازمة قلبية...
كان سيلحقها ايضاً لأنه شك أنها ستتصل فعلاً فأمسكه ابوجاسم وقال بصوت واهن
وهو يتصبب عرقاً: اقعد لا تروح..ابغيك..
ناصر: قاعد...انت لا تحاتي ...لا تعب نفسك..
ابوجاسم: ابغيك تسمعني عدل...
ناصر: سامعك يبه ...امرني...
ابوجاسم: وصيتك هلي ...وصيتك....عيالي ...وحلالهم.... والعنود...
ناصر: الله يخليك لنا ...لاتقول هالكلام...
ابوجاسم: لا تضيع وقتي ...اوعدني انك تتزوج العنود....ماقدر اامن عليها حد غيرك
يا ناصر....اوعدني ياولدي...
ناصر بغير تفكير: اوعدك يبه ...مافيك الا العافيه...الاسعاف الحين بتجي ...
ابوجاسم: مابغي حسن ياخذها ...هذي وصيتي يا ناصر...وجاسم وامه يسمعوني..
ناصر وهو يلتفت للعنود: كلمتيهم ؟؟
العنود وهي تهز رأسها والدموع لازالت تجري على وجهها: الحين بيجون في سيارة
قريبه علينا...
في اقل من ربع ساعة كانت سيارة الاسعاف امام بيتهم...وأدخل ناصر المسعفون
بسرعة للداخل سألوا ناصر عدة اسئلة وهو يفحص ابوجاسم ثم اخرج احدهم ابرة
وانبوبة دواء صغيرة وسحب منها الدواء بالابرة ثم ضربها لأبوجاسم في ثانية ...
سألهم ناصر: وش عطيته؟
المسعف: دوا مثل الاسبرين يسيل الدم من التجلط...
التفت الاخر الى ناصر وسأله: انت ليش كتفك ينزف؟؟
نظر ناصر الى كتفه فلاحظ أن الدماء غمرت ثوبه من كتفه فالتفت الى حيث اخاه فلم
يجده ...لقد هرب ...هرب الجبان..هذا مافكر فيه ...فقال: ولا شي...اصابه بسيطه...
اقترب منه المسعف الاخر وقال: قرب شوي بفحصك؟؟
ناصر وهو يبتعد للوراء: خلك مني وشوف ابوي...
انتظروا لدقيقة مراقبين شحوب ابوجاسم الذي بدأ يختفي ثم وضعوه على الحامل
وحملوه الى السيارة وركب معه ناصر ولحقه الباقي مع السائق الذي جهز السيارة
حالما رأى سيارة الاسعاف تدخل البيت...
من هول الموقف والذي لم يمروا به من قبل لم يلاحظ اي منهم أن العيار الناري قد
اصاب ناصر في كتفه ...ولا أن جاسم قد استعاد بصره ولا أنهم غادروا بدون اخبار
عائشة ولا ان العنود قد خطبت فعلاً لناصر ....كان كل همهم أن لا يفقدوا ابوجاسم..
كان ناصر يؤنب نفسه طوال الطريق للمستشفى ويفكر( كله مني...انا السبب...كله
مني ...كله منى ...لو دريت كان علمت عليه الشرطة...كله مني ...حذرني خالي ...
لكن انا غبي....كله مني ...انا غبي...)
كان بابو خلف سيارة الاسعاف وكأنه ملتصق بها ففتحت له الشوارع مثلها وفي اقل
من سبع دقائق كانوا امام طواريء مستشفى حمد وفتح الباب الخلفي للسيارة وتم
اخراج ابوجاسم وادخاله بسرعة قياسية...وناصر معه وهم خلفه...نقلوه لغرفة
طويلة ثم لسرير صغير من ضمن الاسره العشر المرتبه في الغرف كل منهم محاط
بستارة وأخذ المسعف ينقل للطبيب حالته فأغلق الطبيب الستاره عليه مع ممرضتين
بعد أن ابعد ناصر واخذ يفحصه.. بعدها أسرعت احدى الممرضات بإحضار امصال
طلبها الطبيب وعلقتها فوق سريره وأختارت نقطة في ظاهر كفه وضربته بأبرة
واوصلت المصل المعلق بها...
بعد دقائق بدت كالساعات خرج الطبيب...فأمسك به ناصر وسأله: بشر يادكتور..
الطبيب وقد لاحظ نظرة الرعب على وجهه : الحمدلله...الوالد جاته ازمه قلبية ..
والحين هو أحسن ...الحقوا عليه الإسعاف ...احمد ربك...لا تخاف...بنخليه عندنا
تحت المراقبه وبنركب عليه جهاز تخطيط القلب وبنراقبه لين الصبح...بس لازم
تعرف ان حالته للحين خطره يعني لو فاق ممنوع يتعرض لأي انفعالات مهما كانت
نوعها..القلب للحين ضعيف وممكن يتأذى بسهوله ..فهمتني؟؟
ناصر: فهمتك ... الحمدلله ان ربي نجاه.. الحمدلله...على كل حال...
الطبيب: طيب...والحين نقدر نفحصك؟؟
ناصر وقد تذكر اصابته : ايه...
طلب الطبيب من احدى الممرضات اصطحابه لغرفة مجاورة لفحص اصابته وجاءه
طبيب اخر ...ارتدى قفاز مطاطي ابيض وقطع ثوبه من الاعلى ليرى مكان الجرح
وقال وهو ينظف كتفه الدامي : انت نزفت كتير...من وين جاتك الاصابه؟؟
ناصر: رصاصة طلعت بالغلط...
الطبيب: انا ملزم اني اخبر الشرطة...لا تزعل مني بس هذا قانون ...اي اصابه من
عيار ناري او ضرب دامي لازم نخطر الشرطة...
ناصر انت خلصني بسرعة وماعليك...لازم اكون مع الوالد الحين...
الطبيب: بس انت فقدت دم كتير ومستحيل تقدر تكمل لازم نعوض الدم اللي انفقد
وننقل لك دم...
ناصر بعصبيه : تصرف لين اتطمن على الوالد انت ماتسمعني؟؟؟ اعتبرني متبرع
بالدم... عطني عصير ياخي....وبعدين يصير خير...
الطبيب : بس...
ناصر: بدون بس...قلتلك تصرف بأي شي سريع...انا مش مهم الحين...
اطاع الطبيب ناصر ونظف له الجرح وازال له الرصاصة بعد أن اعطاه بنجاً
موضعياً ...ثم امر الممرضة بأحضار رداء له ليرتديه بدل الممزق فرفض ناصر
ولكنه لم يعترض عليها عندما وضعت رباطاً ازرق ليحمل مرفق الذراع على شكل
زاوية قائمة حماية لمكان أصابته..


قام بعد أن احس بالقوة مجدداً وهو يحمل العصير الذي احضروه له ويتغصبه كله
ليرمي بالعلبة الفارغة في سلة المهملات ويعود لأبو جاسم ... احس بدوار فأمسك
السرير وقال له الطبيب: انت لازم ترتاح.. مافي فايده تعند وانت بهالوضع...
اكمل ناصر طريقة وهو يتمسك بالاشياء حتى وصل للممر ورأى جاسم والعنود
وامهم فوقف عندهم وسألهم: شالاخبار؟؟ توعى؟؟
جاسم: للحين ...بس الطبيب طمنا ويقول انه بخير...انت شفيك؟؟ شفيها يدك ليش
رابطها؟؟
نظر اليه ناصر ولم يجبه...بل امسك يده وأخذ يتأمله بفرحه ونزلت دمعه على وجهه
وقال: رجعت تشوف؟؟ رجع لك نظرك جاسم؟؟؟ تشوفني الحين؟؟
ابتسم جاسم نصف ابتسامه وقال: رجع لي ...بس شفايدته؟؟ يوم اني مانفعت به
ابوي اللي بين الحياة والموت...شبغي به؟؟
ناصر:استغفر ربك يارجال...كل شي بإرادة رب العالمين ...
جاسم: استغفر الله...
ناصر: تعال اسندني بروح اشوفه...
دخل ناصر لغرفة الطواري ومشى حتى سرير خاله ونظر اليه ...كان مسجى على
سرير ضيق وعليه غطاء اخضر شاحب تقدم منه اكثر ورأى وجهه قد استرد لونه
الطبيعي وأن تنفسه انتظم..مما يعني ان حالته استقرت ...زفر ناصر بأرتياح وخرج
مع جاسم وهو يقول: شوف الوضع شلون تغير ؟؟؟ صرت انا اللي استند عليك...
لم يرد جاسم ولكن ظهرت على وجهه شبح ابتسامة لم يلحظها احد وساقه للممر
حيث وقفت امه مع العنود ..ورأى ناصر العنود الواقفة بأنكسار مما احزنه فطلب
منهم التوجه لغرفة الانتظار : خل نروح نقعد لين يقوم بالسلامة ...وشكله متحسن لا
تخافون ..
اطاعوه ولحقوا به مع جاسم بصمت الى حيث غرف الانتظار بقرب الباب الرئيسي ثم
تفرقوا وجلست العنود مع امها وجلس هو مع جاسم...
في نفس الوقت
نزلت عائشة للصالة بعد أن تعبت من العمل على مشروعها ولم تجد احد بالصالة فاستغربت وذهبت لغرفة الطعام ولم تجد احداً ايضاً ..ولا في الصالة الاخرى
ففكرت ( يمكن راحوا غرفهم ) وصعدت للطابق العلوي ولم تجد احد فعادت للأسفل واطلت من الباب الرئيسي للفيلا لأنها فكرت بأن من الممكن أنهم خرجوا
لحديقة البيت ولكن لا احد ...احست بالرعب فصرخت تنادي الخادمة وحين جاءت سألتها: وين بابا وماما؟؟
اجابت: روح مشتشفى...
صرخت بها عائشة: ليش؟؟ متى؟
اجابت الخادمة:انتي مافي شوف ؟؟ بابا تعبان كلوا يروح هوسبيتال..
جرت عائشة للهاتف وطلبت هاتف العنود ولم ترد عليها لأنها لم تأخذه معها ونسته على الكنبة ثم اتصلت بجاسم ولم يرد ...فتذكرت بابو السائق فاتصلت
به ..واخبرها أنهم موجودون جميعاً في المستشفى لأن اباها تعب فجأه عندئذ لم تتمالك نفسها وجرت لبيت عمها ودخلت واخذت تنادي عمها من اسفل الدرج
وهي تبكي...: عمي...عمي ..الحق علي عمي....
نزل عمها مسرعاً من اعلى الدرج وهو يرتدي الفانيله والازار وهو يقول: عسى ما شر؟؟ شفيكم؟؟
عائشة : ابوي يا عمي ...ابوي ودوه المستشفى ...ابوي تعب ...ودني له ارجوك...
عمها: وليش المستشفى ؟؟ ومتى ...وانا ويني عنه؟؟
عائشة: مادري ...بس كلهم راحوا وانا بروحي في البيت...
ام هارون من اعلى الدرج:وانتي ليش مارحتي معاهم؟؟؟
عائشة: ماودوني...عمي يله ارجوك...
صعد ثانية للأعلى وهو يقول: الحين بنزل انطريني..والا اقولج روحي البسي عباتج ...
اخذت عائشة حقيبتها بعد ان ارتدت عباءتها ثم خرجت تنتظر عمها في الباحه وزوجة عمها تنظر اليها من الشباك بشماته ...
في السيارة
قال ابوحسن مؤنباً نفسه : انا شلون ماسمعت سيارة الاسعاف!!! لهالدرجة نومي ثقيل!!!
عائشة: حتى انا ماسمعتها ...كنت حاطة السماعة...ماسمعت اي شي...وهم نسوني... نسوا ان عندهم بنت ثانية....
كان الحوار يجرى بهذا المستوى طوال الطريق...حتى وصلوا الى مدخل الطواريء
فأوقف السائق السيارة امام الباب ونزلوا مسرعين للداخل واخذت عائشة تجري بدون وعي بين الغرف حتى سمعت صوت يناديها ...كان جاسم...فتوقفت ثم
سألته: وين ابوي؟؟ كان عمها واقف بجانبه فاقتربت وسألته ثانية: ابوي صار فيه شي؟؟
جاسم: ابوي احسن ...كانت ازمة قلبية والحقوا عليها...والحمدلله...روحي تطمني عليه ...
وقفت عائشة عند الستارة المغلقة على ابيها لحظات قبل ان تواتيها الشجاعة لتفتحها..قليلاً وتشاهد اباها مسجى على سرير صغير وانبوبة الاكسجين موصلة
بأنفه والجلوكوز في كفه...وهي التي رأته اخر مره بكامل صحته ...كان منظراً صعباً عليها...عليها هي بالذات اللي تفاجأت بوضعه...فامسكت الستارة بيدها
وانهارت على ركبتيها وهي تبكي بصوت مخنوق...حتى رفعها جاسم واصطحبها الى امه تاركاً عمه مصدوما بوضع اخاه...
ارتمت في حضن امها وهي تبكي وتقول: رحتوا وما قلتولي...يوم نزلت وماحصلت حد استخفيت....ليش ما قلتولي؟؟؟
العنود وهي تطبطب عليها.: احنا نسيناج ...لهينا بطيحة ابوي...لا تلومينا...
عائشة: ابوي شفيه حاطين عليه الوايرات؟؟
العنود: ازمة قلبية..بس الحمدلله لحقنا عليه ...يقول جاسم انه الحين مخدر عشان يرتاح..
امسكت يدها واكملت تطمنئها : ماعليه شر...ادعي له ..
رفعت عائشة يدها لتدعوا ربها ووجهها مليء بالدموع التي مهما مسحتها تنزل ثانية...
بعد 3 ساعات
جهزت غرفة ناصر ولكنه رفض الذهاب لحين الاطمئنان على وضع خاله بعدها
جاءت الممرضة تنادي اسم ناصر وعندما وقف ليسألها عما تريد اكملت ان المريض يطلبه ..فأسرع وهو مستنداً على جاسم ثم اقترب من خاله الذي ما ان
سمع صوته حتى فتح عيناه بوهن شديد وقال :كلكم بخير ؟؟
ناصر وهو يمسك بكفه بين يديه : كلنا بخير وسهاله وننطرك تطيب عشان نروح البيت معاك...
ابوجاسم: ليش انا شفيني...
ناصر: تعبت شوي ...والدكتور حطك تحت الملاحظة..
ابوجاسم: عيل يالله ...مشينا ...انا مافيني الا العافيه...
حاول أن يرفع نفسه فأحس بألم فتأوه...وقال ناصر: صح ..بس لا تستعجل.. خلك شوي...
ابوجاسم وقد احس بخطورة وضعه: انت للحين تتذكر وصاتي لك؟؟؟
ناصر: كل كلمة وكل حرف...ارقد وامن ...
ابوجاسم: عيل تجيب الشيخ وتملك عليها...
ناصر: الحين!!! شلون ...تعوذ من ابليس ...وبكره يصير خير...
ابوجاسم: وإذا الله خذ امانته الليلة...وعقب جاها هالخمه ...وقص عليها بكلمتين ووافقت عليه ...
ناصر: مهب لهالدرجة...العنود عاقل ...
ابوجاسم: عيل انت ماتشوف الماي اللي يمشي من تحت رجلك...بكره تتفق مع الرجال وتجيبه ..وعمك وجاسم شهود..وش هالشرطي اللي وراك..
ناصر: عشان الرصاصة اللي جاتني من ماجد يبغون يستجوبوني اول ما اطلع من المستشفى الحين بروح عنك عشان ترتاح وعقب ما اخلص بكره أن شاءالله
برجع لك ...
جاء الممرض يدفع كرسي متحرك ليصحبه لغرفته وصحبه الشرطي والذي سيظل معه الى أن يخرجه الطبيب ويذهب للمركز...
دخل الجميع الغرفة واحاطوا بسريره فرحين لسلامته ووحضر الطبيب ليفحصه وامر بتحويله لغرفة في قسم القلب واخذت الممرضة تكمل الاجراءات وفي اقل
من ساعة كانوا يتجهون للطابق السادس لقسم القلب في المصعد الخاص بالمرضى والذي لم يتسع لهم جميعاً فلحقوه بالمصعد الاخر...وحين وصلوا امسكت
الممرضه الملف واخذت تشرح الحالة للمرضة المشرفة على حالة ابوجاسم ثم وقعت بعض الاوراق وغادرت ...
جلست ام جاسم على المقعد بجوار زوجها بعد أن تطمنت على وضعه والتفتت لهم جميعاً وقالت: انا بقعد عنده وابغيكم كلكم تروحون ترتاحون عشان
ترجعون بعدين..وخصوصاً انت ياناصر ومابغي حد يرد كلامي...
عندما رأوا نظارتها الصارمة اطاعوا الكلام بدون نقاش وخرجوا من الغرفه وعند الباب التفتت العنود لناصر ورأت ثوبه المغطى بالدماء والممزق من الكتف
والرباط الذي يحمل ذراعة فسألته: ناصر شلون كتفك؟؟ يعورك؟؟
ناصر وقد فرح بأهتمامها : تو الناس...توج متذكره؟؟
العنود وهي تقترب منه : مانسيت بس كان فيه اللي اهم مني ومنك ...كان ابوي وابوك...
اوجعته هذه الكلمات وزادت حيرته ...وفكر ( انا لله وانا اليه راجعون ...هذي شتقول!!!)
اجابها: طبعاً لكن انا مالي اهمية ؟؟؟ كلش؟؟

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -