بداية

رواية عندما يهمل الحب -2

رواية عندما يهمل الحب - غرام

رواية عندما يهمل الحب -2

الجزء الثاني

- عن اذنك بروح أستعد
عمر: خذي راحتج
دخلت الحجرة وتذكرت حقائبي في سيارته..فخرجت إليه لأخبره.. حتى سمعت خرخشة الباب كأن هناك من يحاول الدخول ولكن لا يستطيع..ففتحت الباب بغضب
غاية: نعم
عمر: أعتقد شنطج واكيد تحتاين..وأخذ يبتسم باستخفاف عابث
- ياااربي يا كثر ابتساماته..كنت اقوله في سري...نعم شكراً وأغلقت الباب وراءه
شعرت بالخوف الشديد ، وحاولت أن أعتذر عن ذهابي معه، ومن غير شوقي لجدتي الجاثم في صدري ، أخذتُ أنظر إلى محتوى حقيبتي ليس هناك جديد لا أملك من اللباس سوى البالي وكلها عبارة عن قمصان و تنانير و بناطلين، لم أتسوق سوى مرتين لأجل عيدين فقط ، أخذت أبحث حتى استقريت على قميص أبيض من دانيل مخرم وتنورة صفراء من ساتان ولم ألبس البدلة سوى مرتين فقط.. كنت أعلم أني متألقة و تظهر علي ملامح البهجة والاشراق ولكن مجرد مظهر خارجي..فالداخل كئيب ثقيل وضعت كفي على قلبي ولم أعي أن عمر كان يراقبني عندما خرجت من الغرفة
عمر: فيج شيء كان يتكلم بصوت قلق
- هاه .. انتبهت من شرودي لا سلامتك
- أعلم أنه يتأملني ليس بحكم جمالي بل بحكم تعطشه بالاقتراب مني
- أحسست كأن وجهي اشتعل خجلا ً فحاولت أن أغير الجو فانشغلت بترتيب عباءتي
كان يتأملني والابتسامة تعلو وجهه ولا أدري لماذا شعرت بأنه يحس بالخيبة
قال متأملا ً : تدرين
لبس نظارته لــ يخفي نظراته التي طالت ..يله قبل ما نتأخر عليهم أخذت أتأمل الساعة كانت التاسعة صباحاً...
ما أن خرجنا حتى رأيت بيت كبير أخضر اللون له عديد من النوافذ والممر طويل مزين بـ مظلة منقوشه ..كان يتصل ليخبر امه بوصولنا فما وعيت حتى وجدتها واقفه عند الباب الرئيسي تنتظر قدومي ...كانت طويلة القامة حنطاوية وجهها مزين ببرقع جديد عليها ثوب حريري منقوش الأخضر والأصفر مع عطر صارخ وثقيل ..ومن شدة الارتباك وضعت يدي في يد عمر أحاول أن لا أهرب من هذا الموقف فشعر بقشعريرة لأن أول اتصال بيننا ولم يكن مستعداً فضغط على يدي يطمنئني وحاولت نزع يدى دون جدوى..
كان صوتها مزعج وهي واقفة عند عتبة الباب : هلا هلا بالي يانا من طول الغيبات جاب الغنايم ..
ماشاء الله ماشاء الله وأنا أقول ليش غايبه عنا كل هالمدة ما ألومك ..
وهي تنظر لـ عمر
عمر: وقد أطلق ضحكة الارتباك وحضن امه بشكل طفولي
التقت عيوننا وكلانا مرتبك بما أفصحت به أمه ، لا أدري لما أحسست أنها تتعمد احراجي
صوتها كان يحمل شيء من الاستخفاف وفي صوتها نبرة فضول
تابع عمر بعينيه ونظرة الشوق فيهما إلا أنه تراقصت المشاهد أمامي في تلك الليلة .. أحسست بالقهر
ثم سلمت عليها و على زوجات ابنائها التسع..كانت لها تسع ابناء فقط ليس لديها بنت ...ذات شخصية قوية الآمرة الناهية ...تحب أن تكون بيدها الحل والعقد ..بحكم بداوتها ..زوجها غائب عن البيت حاله كحال أبي ..
فقلت بصوت جاف : مرحبا تعمدت ان لا أبتسم لا اريد ان أرتبط بهذه العائلة
وجلست في مجلس النساء وكنت أتحرك بتململ أريد الخروج بسرعه ..حتى جاءت سلامة الزوجة الأخيرة لآخر العنقود عبدالله.. تبلغ 22 عشرين جميلة المحيا تتمتع بقد رشيق ولكن سافره وهذا شيء مستغرب فالعائلة محافظة ولا أدري ما سبب أن تتغنج بهذه الطريقة وتتمايل يمين وشمال ورأيت في عيون باقي النساء الامتعاض والغيظ منها..ربما لأنها تصغرهن ولا يستطيعن أن يسايرن التطور والموضة كلهن لابسات لباس قديم لا يناسب هذا العصر كأنهن انسلخن عن هذا الزمن فقط المخور والمزين بأفضل الفصوص هذا ما يلبسن بعكسها هي ..
سلامة بصوت مائع : أنتِ غايه هاه زين تحريتج شبح ثم ضحكت بشكل سطحي.
ظللت في دوامتي أنظر إلى ساعة يدي أريد الإنتهاء من ثقل هذه الزيارة
فاطمة زوجة سالم وهو أكبر اخوة عمر عاقلة ومغلوبة على أمرها متوسطة الجمال فيها براءة محببة للقلوب : وهي تقدم لي كوب من الشاي الساخن وعلى محياها أجمل ابتسامة لطهارة قلبها فاضطررت أن أبادلها الابتسام بالرغم أني تعمدت أن لا أبتسم لأهل البيت حتى ينفرون مني وبهذا أحصل على الطلاق ...
غاية : شكراً مع ابتسامه خفيفة
كان عمر ينظر إلي من بعيد لا يستطيع الدخول لأن زوجات اخوته معي ..وهو خائف من أسئلة أمه ربما كانت تسأله عني وهو لا يقصر يكذب حتى لا يفضح نفسه بزواجه من اليونانية ..لأني سمعت من خلود وهي تثرثر أن زوجها عبدالله تزوج من فتاة غير عربية وحصل الكثير من المشاكل وتحت ضغط أمه طلقها بالرغم من حبه لها صحيح أنه تزوجني هكذا قالت ولكن مازالت أمه تراقبه فهى لا تريد أي دماء مختلطة ...كنت أستمع إليها صامتة ...هكذا إذن ربما عمر خائف..
خلود متزوجة من ابن خالتها عبدالله اخو عمر وهي حامل: غاية أنتي معانا لأنج ما ترمسين لا تستحين كلنا خوات هني
غاية : السموحه بعدي ما تعودت عليكن
أم عمر وهي تحدق بي بطريقة عجيبه : خير إن شاء الله شو بعد تعودت ما تعودت بنات هالايام عليهن حركات..
سكت ولكن سلامة كانت تضحك بشكل شامت وأخذت تقول: عموه هذي حركات
كل بنات جامعيات..وأخذت تهز شعرها يميناً وشمالاً وتنظر إلى أظافر يدها الملمعة بالصبغ الاحمر الصارخ...

الجزء الثالث

...1...
كنت أراقب عائلة عمر بحذر شديد ، لم أشعر بأمان وهناك شيء غامض في عيون زوجات اخوته ،
البيت صاخب ولم أرى سوى فتاة صغيره تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً،
وعلمتُ أنها الوحيدة فتاة في هذه العائلة الذكورية والحفيدة المهملة لا أحد يعيرها الانتباه كأنها سقطت سهواً..
تتمتع بجمال فتان ذات ابتسامة حذرة كانت تشعر كما أشعر أنا بالملل والضجر
وهي تختلس إلى ساعة يدها بين فينية وفينة، تنظر إلي باستغراب وفي قلبها الكثير من الكلام
جلست بقربي وبعد أن عرفتني باسمها عذاري نظرت إلي وفي عينيها لمعة فضول
عذاري بصوت هامس : جامعية ! عقبالي اصدقين أول مره أتعرف على جامعية .
غاية مع هز الكتف: إن شاء الله تحققين حلمج وتروحين الجامعة.
عذاري : يا حسره ! بعرس بعد الثانوية هذي سُنّة في عايلتنا وعايلتكم على ما أعتقد.
غاية بصوت حماسي : أدري بس الوحدة إذا تبغي صلاتها ما تفوتها .
ثم أكملت معها بفضول: عفواً عذاري أنتِ البنت الوحيدة في هذي العايله
عذاري وهي تضحك بصخب واضح وتشاكس معي ، ووضعت رأسها على كتفي بشكل محبب:
إيه نعم الوحيدة حتى ربيعاتي ما يصدقني، شيء يديد صح ! و أكملت ضحكتها
غاية : لا ! بس أحس أنه متعب .. بنت جدامها كلها أولاد يخليها ماتعرف تاخذ راحتها
ماشاء الله أنتِ البنت الأولى كم عدد اخوانج .
عذاري : هيه أنا ولية العهد واخواني سته أولهم يصغرني بسنتين .
...2...
غاية : شكلكهم مطفرينج .
عذاري : هيه ! بس خلاص تعودت أحبس نفسي في حجرتي وأمي هب متفيجه لي.
قامت وقطعت الكلام وجلست تعبث مع جوالها، كأني لم أشبع فضولها،
فيها مسحة من الحذر والغرور ولا لوم عليها فهى فتاة وحيدة
تحتاج إلى من يحبها ويحتويها، وكأني أنا أهتم !
عذاري بصوت عالي جداً كأنها تحاول أن تلفت الانتباه
بجمال صوتها: عمي عمر وينك ملينا نبغي نضحك نبغي ندردش .
وأخذت تمسك من ذراع عمر تجره إلى الصالة، وعمر يضع يده الثانيه على رأسه
يحاول أن يتخلص من الاحراج، ، فجأة خرجن الحميات من مجلس النساء
ماعدا سلامة التي بقيت وهى تضع رجل على رجل وتأرجح برجلها اليسرى
بطريقة اغرائية، لا أدري ما سبب فعلتها ولكن عندما رأيتُ خلود
تنظر إليها بغضب علمتُ أنها تقصد بهذه الحركة أن تلفت الأنظار
لعمر واخوته فــ سلامة مغرورة بطبعها تحب أن تبرز أنوثتها
بشكل معيب، حاسرة الرأس ولباسها ضيق ،
والألوان صارخة من قمة رأسها لأخمص قدميها .
خلود بحزم : سلامة غطي شعرج ترى مب حلوة في حقج
سلامة بصوت مائع: محد هني غيرنا، وبعدين ليش محب حلوة في حقي.
خلود بصبر : اسألي نفسج أعتقد أنتِ تعرفين ! أن هذا ما يوز وعن الحركات.
الوحيدة التي كانت تكلمها بحدة خلود، أما الباقيات يتركن سلامة لشأنها..
لأن من خلال تصرف سلامة علمتُ أنها سليطة اللسان.
والأثيرة عند عمتها فهى زوجة آخر العنقود عبدالله.
...3...
ثم لبست سلامة خمارها وخرجت وهي تتمخطر أمام عمر،


وأنا كلي فضول ولكن عمر غض طرفه وركز على عذاري


وهو يتشاغب معها، حتى انتهرتها جدتها


أم عمر: عذاري ! بسج عاد عن الحركات الماصخة بنات هالايام


يبونهن ضرب ما ينعطن ويه


عذاري وقد شعرت بجرح لأن جدتها شديدة ودائماً ما تحرجها أمام


أهل البيت وبالذات أمام الصغار. تكسر هيبتها.


عمر وكلامه مع عذاري: حبيبتي مرة ثانية ،الحينه مشغول


وعد مني بنسولف لين الليل .


خرجت عذاري وهي تحاول أن تتمالك نفسها من الاحراج


وكسر هيبتها أمام الكل، وأخذت تمشي بسرعة


لا تريد أن تواصل جدتها تقريعها.


أم عمر: دام عذاري اظهرت عاد بخبرك


كان صوتها عالٍ تحاول أن تخفض صوتها ولم تستطع


وكنتُ أستمع إليهما بدون أن تشعر بأني أسمع بوضوح


أم عمر: يا ولدي ياليت ما خطبتها حقك بس


ما شي بيت من بيوت العرب بيرضى يزوجك لابنته


سكت عمر بدون أن ينطق كأنه في عالمه الخاص.


أم عمر : البنت وماعرف على شوه شايفه نفسها!


عمر: ما أعتقد مثل ما تتصورين، بس أول زيارة حقها،


ومع مرور الوقت بتتعود علينا بس نصبر وانشوف.


أم عمر: أنا ما أحب البنت العنيدة، ترى البنت ألي تدرس برع شوه معناته،


أحس أبوها ما وافق عليك إلا عشان يفتك من عنادها.


ما سمعنا بنت تدرس برع البلاد هذا مكر. وين استوت !
عمر: إمايه الحين الزمن تغير زمانا غير عن زمانكم.


أم عمر: لا تعطها ويه وايد وإلا أنت الخسران
وهوس على راسها سمعت !
لبث عمر صامتاً، لا يريد أن يجادل أمه..
أم عمر: شوف حريم اخوانك كيف مشيتهن على شوري،
ولا وحده اتقول هاه..ربيتهن على يديه.
عمر وهو يكتم الضحكة : صدقتي امايه..وفالج طيب..
...4...
كنت أتكلم في خاطري وأقول سبحان الله من هؤلاء العمات اللاتي


يخطبن لأولادهن ويمدحن الزوجة وما تتمتع به من صفات


التي ترغبها أم الزوج ..وبعد الزواج بفترة تنقلب أم الزوج


وتصبح شديدة السيطرة


و تمارس صنوف من الخش والدس بل يصل الأمر أن تقلب الأمر


في سبيل أن تسيطر على كل شيء وتفرق بين زوجات الأبناء


تفضل هذه على تلك ، لأن أم الزوج تشعر أنها مهددة وخائفة على مكانتها،


لذا تمارس السيطرة والتفرقة،


والسبيل في التخلص من هذه السيطرة تحتاج إلى صبر وجلد.


بيني وبينكم كنتُ سعيدة لتحريضها،


ربما يكون ابن أمه ويقوم بتطليقي وهكذا حققتُ مرادي،


وكلمة الطلاق سيكون أقل وطأة علي بحكم أني مازلتُ فتاة ،


وبعد عدة دقائق على تحريضها والتقليل من شأني .


سمعتُ صوت رجل غريب أجل أنه والد عمر رأيته مرتين فقط


وهذه المره الثالثة الذي ألتقي به، مرة وقت عقد القِـرآن ومرة وقت الزفاف .
بالرغم من كبر سنه إلا أنه أوسم رجل رأيته في حياتي


يتمتع بهيبة محببة للقلوب ، طوله يوازي طول زوجته،


أفتح بشره من زوجته في عينيه مرح الحياة ،


محافظ على سواد شعره علمتُ من عمر بعد ذلك


أن أباه يدهن شعره بزيت الياس أو الآس


وهذا سبب سواد شعره حتى الآن، وصية جدة عمر لابنها الحبيب.


كان الأمر عجيباً عندما دخل أبو عمر واسمه حامد


رأيت أسارير زوجات ابنائه فيها البُشر والمرح


وليس الانمكاش والحذر مع زوجة عمهن أم عمر.


الابتسامة تعلو وجههن بشكل جميل زاد من جمالهن،


حتى عذاري قامت من فورها


وهى تحتضن جدها بشكل طفولي فهى مدللته،


فنهرتها جدتها لتصرفها


أم عمر: بسج دلع ماعندنا بنات يدلعن أم الهيلان..


منكر بنات آخر زمن ، الله يرحم أيامنا !


عذاري وهي تنظر لجدها بدلع المعهود في الفتيات.


أبو عمر: يضحك و يحاول أن يخفف حزن عذاري


ويمتص غضب زوجته، فطبطب على رأس عذاري


وأعطاها مبلغ كبير من المال، لتنصرف وهى راضية.


أم عمر تجلس على كرسي غاضبة من زوجها ،


ومن تصرفه مع عذاري
..إلى هنــــــــــآآ..
آلله آلله بالردود عششآن آجيب بآرت قد ذآ مرتين :)
لع‘ـيوون آللي ردو وآلله هذآ آلبآرت لهم آمآ آلزوآر مآيستآهلون >_<
آتعب ع آلفآآآضي يعني ؟_؟
//
...5...
سلم علي ثم وضع يده على رأسي بكل حنيه ، وهو يدعو الله أن يوفقني


في حياتي ،وليس في لسانه سوى ماشاء الله تبارك الله


ومن حسن حظي تمالكت نفسي لم أكن أريد أن أبكي،


أو أعبر عما دار في خلدي من الشوق لعائلتي


وبعد ذلك جلس يستفسر إن كنتُ مرتاحة


وما إلى ذلك: وأنا أومئ برأسي دون أن أنطق، مع ابتسامة الارتباك


وبدون أن أنظر إلى أم عمر ، لشعوري أن غضبها وصل حده.


ثم خرجن الحميات لأجل تجهيز الغداء وما شابه ذلك


دخل عمر مجلس النساء عندما تأكد خلوه من زوجات اخوته،


وهو يطيل النظر إلي لأنه علم بتململي وعدم قبولي لأسرته


وبعد أن انتصف النهار اعتذرت بعدم قبولي للغداء معهم ،


فأنا متلهفة لرؤية جدتي، صدقوني لم أتلهف على أحد سواها،


كنت أتكلم معها في الغربة ؛ وأتكلم مع والدتي؛


ولكن جدتي غير تختلف عن أمي


فهى نبع الحنان الذي لا ينضب لولاها لكنت في خبر ثان،


علمتني كيف أتقبل زواجي وكيف أتكيف مع وضعي


فالحياة عامة ً ليست مفروشة بالورود،


والإنسان لا يستطيع أن يهرب من نصيبه.


نظـرت أم عمر إلي بغضب شديد ، ولم تنطق بكلمة ،


ولكن كانت تحرك شفتيها بشكل دائري،


ولسان حالها يقول : شوه هالبلوى الي طبت علينا !


عدتُ إلى البيت الصغير وجهزتُ نفسي بعض الشيء،


كان عمر واجم الوجه وأنا أعلم ما السبب، كلام أمه،


كأنه محتار ماذا يفعل هل نستمر كما طلب مني ،


أم يجد الحل الثاني، حل أمه وهو يعلم علم اليقين


أن والده سيغضب غضباً شديداً، لأني بنت أعز أصدقائه،


فأبي صديق عزيز عليه، وإلا لما وافق أبي بهذه السهوله


ويزوجني له ، خاصة أننا لا نتزوج إلا من نفس قبيلة أبي ،


فهو لا يرضى أن نتزوج من خارج قبيلته مهما كانت الأسباب ،


فاختيّ الاثنتين تزوجتا من نفس قبيلته ،


وهكذا استغربت عمتي أخت أبي من تصرفه ،


حتى أنها غضبت غضباً شديداً، صحيح قبيلة عمر


لا تقل شأناً عن قبيلتنا ولكن هكذا هي عادة بعض القبائل،


تفضل زواج أولادها من الذكور والإناث من نفس القبيلة ،


ليس شرطاً لابن العم أو لبنت العم، المهم من نفس القبيلة.


وهذا أعتبره عنصرياً وليس هناك مصطلح آخر له.


وبعد أن اتفقت معه أن أبقى في بيت أهلي قرابة ثمان ساعات،


جلستُ في السيارة وأنا أفكر بماذا أتحجج لجدتي .
الجزء الرابع
...1...
فهى الوحيدة التي أشتاق إليها، فأنا للأسف من نوع الحقود،


لا أسامح بسهولة ولا أعذر الآخرين، صفات سيئة اكتسبتها


بسبب انعزالي في المدرسة والبيت، لا أتعلم أن أسامح أتذكر كلام أمي لي.
أمي : عنيده عنادج يكسر الحصى، حشى مادري


على منوه طالعه، محد شرواتج ! امايه مب زين حاولي تغيرين
من معاملتج مع الناس


وأنا أردد في خاطري لو ماكنت عنيدة لضاع مني كل شيء


ولغديت شروات خواتي.


كان يقود بروية وكلانا صامتان ، في ملكوت الخواطر النفسية،


ليس هناك ما نقوله. حتى نطق


عمر : وين سرحانه ترى وصلنا عند باب بيتكم


غاية : مب سرحانه بس من أكثر من سنه ما شفتهم يعني شيء صعب


عمر وهو يتأملني : المهم انزلي ما أعتقد تحتاجين مواساتي..


وهلج طيبين وبيعذرونج لأنج كنتي تدرسين


غاية : إيه نعم بيعذروني ..مثل ما اتفقنا بعد ثمان ساعات


تقدر تاخذني، وإلا أنا أفضّل أتم في بيت هلي


عمر: يصير خير.مع السلامة


كنتُ غاضبة من أسلوب عمر والمفروض أن أكون جامدة


لا يهمني البتة، ولكن غريب هذا الشعور


كأني أريد أن أكون محل اهتمامه لماذا لا أدري؟!


داخلياً أدري هذا الشعور، ففي كل انسان مهما ادعى أنه لا يبالي،


شعور شخص يريد أن يكون محور اهتمام حتى عند أعدائه،


يسعى بكل الطرق أن يكون محل الاهتمام،


هكذا هو الإنسان مهما ادعى حبه للتواضع


فكلنا عندنا حب البروز والأضواء فــ قلوبنا تعشق الحياة والاهتمام.


يكفي هذا الدعاء المأثور : اللهم اجعلني شكوراً واجعلني صبوراً


واجعلني في عيني صغيراً وفي أعين الناس كبير اً"


لأن اهتمام الناس بكِ يجعلكِ مرتاحة وأنكِ لستِ شبح لا مكان لكِ.
...2...
أخذتُ أتنفس الصعداء وحاولتُ أن لا أذرف دمعة الشوق ولا دمعة الألم ،


وطردتُ شعوري بالندم، لأن شعاري دائماً ولا خوف من لحظة ندم،


بل الحياة مدرسة ويجب أن أحول الندم إلى درس، نعم أعلم علم اليقين أني أخطأت
بحق أهلي وعائلتي، مهما كان ليس من حقي أن أقسو على أمي فهى في النهاية
نتيجة البيئة التي تربت على أن الطاعة أساس الحياة، ولا ذنب لأخواتي
أن لا أسأل عنهن، ولكن حقدي أعمى بصيرتي، والآن أخطو خطوة إلى داخل البيت
حتى وصلت إلى الصالة ، تعمدتُ أن لا أطرق باب البيت، البيت هادئ جداً،
انتابني احساس بالهلع، فولجت داخل الصالة كل شيء يبعث على الهدوء
يا إلهي أين أهل البيت؟!


أين أمي وجدتي ؟!


أخذت أتجول في الصالة بحثاً عنهم، وأحاول أن أتمالك نفسي،


وأؤنب نفسي على أنانيتها وحقدها، غبيه غبية


هل هناك إنسان طبيعي يحقد على عائلته،


ماهذا الذي فعلته؟! هل أصيب أحد بمكروه؟!


ياليتني اتصلت البارحة حتى أخبرهم بقدومي أو اتصلت في الصباح الباكر


فألقيتُ بالملامة على أخي و عمر . لخبطا عليّ كل شيء.


حتى سمعتُ حسيس ثوب ، والتقت عيوننا !!
...3...
هى تنظر إلي ، وأنا أنظر إليها، كلانا نتلوم أنا ألوم نفسي


على قسوتي التي مارستها بحقها، وهى تلومني على عنادي


وعلى أنها لم تواسيني قبل زفافي بأيام .


كانت إلتقاء عيوننا لعدة ثوان ولكن أحسستُ كأنه الدهر ،


هرعتُ إليها وارتميتُ في حضنها، وهى بين الدموع والترحيب .


فضلت أن لا تعاتبني جهراً فــ عيونها فيها الكثير .


نعم شعوري وأنا أكتب لكم..بين ألم وحزن وندم وضحك


تداخلت المشاعر حالياً لأني ما أنفك أحاول طرد


هذا الشعور حتى يومي هذا.


فــ سمعتُ صوت جدتي وهي في غرفتها تسأل أمي هل جاء أحد،


لأنها تسمع همهمات، ولا تقدرأن تميز همهمة من؟!


أجلستني أمي في الصالة، ريثما تهيأ نفسية جدتي بمقدمي،


فلا تريدها أن تصاب بنوبة الفرحة، جلستُ وأنا أتامل البيت،


وأشم رائحة البيت يا الله ما أجمل رائحة البيت،


مسكينة من لا تشتاق إلى دفء البيت من خرجت لساعة أو ساعتين.


فوجدتُ أمي و بيدها كأس من الماء فشربت منه،


وطلبت مني أن أدخل على جدتي بكل هدوء، وأن لا أبكـي،


فهى جدتي وأمها ، وتخاف عليها أكثر من بناتها،

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -