بداية

رواية اعدت برمجة ذاتي -3

رواية اعدت برمجة ذاتي - غرام

رواية اعدت برمجة ذاتي -3

أيميلا بستغراب : سيراً ؛ ألا تملكون سيـارة !! أشعر أنه المسافة متعبه بعض الشيء
روبينا : من الأفضل الذهاب إلى المسجد سيراً , وبما أن المسافة بعيده نوعاً ما فالأجر أعظم . . . . . .
أيميلا بتسأل : هل ينبغي علينا الآن اللحاق بهم !
روبينا : لا , . . . صلاتنا فالبيت أفضل لنا كـ نساء ؛ المسجد واجب على الرجال . . . !
أيميلا هزت راسها بتفهم !!!
روبينا بمرح خفيف : هل يوجد سؤال آخر !؟
أيميلا ضحكت بعد ماأنتبهت على نفسها , وهي فاتحة أستجواب مع روبينا قالت : لا . . . ليس الآن على الآقل !
روبينا ببتسامة وهي ترهف السمع لصوت أخوها اللي مالي البيت : لنردد معه !!
رجعت طرحت سؤال يديد : لماذا !!!
روبينا : هي سنه مستحبه عن رسولنا الكريم !!!! تخيلي ؛ نحن 6 أشخاص فالبيت بالأضافة إليكِ وبستثناء حسن . . . جميعنا ننصت أليه الآن وبالتأكيد سنلبي نداءه إن شـاء الله . . . . فسيحصل هو على أجره واجر كل من سمعه ! . . . . . ( بمرح يديد ) سنساويه بالأجر الآن عندما نردد معه بصوت هامس !
أيميلا أستبشر ويها فقالت بفرحه خفيفه : رائــع !
بضحكه خفيفه : أرأيتِ . . . .
رجعوا يسمعون حسن اللي كان واقف بنص البيت يأذن بصوت عالي واضح عـــــذب شجي . . أعـتـاد يأذن كل يوم علشـان خاطر أمه , اللي قالت له فيوم إنـها من أنتقلوا من بيتهم القديم لهلـ بيت وهي محرومة من سمــاع الإذان وأجر الترديد وراه . . . فعشان خاطرها وتلبيه لرغبتها ؛ صـار يسمعها الأذان يومياً قبل كل صلاة
عــادوا وراه نفس الكلام اللي يقوله بالضبط . . . كانت أيميلا فاهمه معنى الأذان اللي يوصل لمسامعها بالعربي , لآنه أنشرح لها قبل فالمركز الآسلامي !!!!
ولما وصل عند . . ( حي على الصلاة . . . . ) ردت وراه بالضبط مثل ماقال
فـ نبهتها روبينا على إنها تقول ( لا حول ولا قوة ألا بـالله )
فرجعت من يديد تسأل ليش !؟
فجاوبتها ببساطة . .
أنه هالنـداء يدعوهم يقومون لصلاة , وهم لما يقولون ( لا حول ولا قوة ألا بالله )
فهم يستعينون بالله عز وجل علشان يعينهم يلبون هالـنـداء ويستجيبون له . . . !
رجعت هزت راسها من يديد بتفهم . . .
الظاهر في وايد أشيـــاء ماعرفتها للحين !! والإيــام اليايه لها فهلـ بيت كفيله بأنها توضح لـهـا هالـ أشيـاء عدل . . . . . !


كان واقف فالـفنـاء الخلفي للبيـت مع أبوه اللي كان منشغل بـ ترتيب الـشيـر عن طريق قص الشغلات الزايدة فيهم , تكتف وهو عاقد ملامحه : لما لا تحاولون التفاهم معاها بلطف ! دون الحاجة لكل هذه العصبية !! , لن تستطيع العيش وحدها فالخارج !!! لم تعتد على ذلك . . .
قال وهو يحرك المقص بصورة سريعه ويقص الزايد بخفـه أسرع : هي مسلمة الآن ! ووجودها بيننا خطر !!!! . . بالتأكيد قد ملؤوا عقلها بتخاريف باطله . . . ستحولها لأرهابية , ترى قتلنا . . وسيلة لتقرب من الرب !!!!
عقد ملامحه بشدة هالمره : لن تصبح هكذا بالتأكيد , هي تهاب قتل الذباب . . . فما بالك بنا !
بلا مبالاة بكلام ولده : دينها الجديد يدعوها إلى القتل فلا تنسى ! . . . . هي أرهابية الآن . . . . . .
جون : لم أنسى ! . . ولكنني واثق من أن أيمي لن تفعل ذلك . . . هي أختي وأعرف مايدور في خلدها !!!!! , دعوها تمارس الديانه التي أختارتها لنفسها إلى أن تقتنع ببطلانها فتعود ! , الطرد ليس حلاً إبي !
ديفيد بنفس النبرة قال : على أي حال , فاتح والدتك بالموضوع ! فلا شأن لي بكل هذا . . .
عقد ملامحه من سلبية أبوه فقال : أنت رب هذا المنزل , وأنت من يقرر بأنها يجب إن تعود أو لا . . . هي أبنتك في جميع الإحول !!!!
ديفيد : ليست كذلك !
بستغراب طالع أبوه بدون مايعلق , بينما توقف ديفيد عن القص وطالع ولده : ليست أبنتي ! . . . . فأنـا لن أخرج من صلبي من يكفر بعقيدتي !! ويخالفني أياها
إزداد أنعقاد ملامحه وقال : ولكنها ستظل إبـنـتـك حتى لو أسلمت !! فـ . . . .
سند المقص الضخم على كتفه وتابع ببساطة مقاطع ولده : أيميلا ليست إبنتي ؛ هي إبنة زوجتي فحسب !!!!
جون بأستنكار : ماهذا الهراء !
ديفيد : كيف ستكون أبنتي وهي لا تحمل إي لمحة من ملامحي . . . . هي أيضاً لا تشبه والدتها بشي !
اللي كان منتبه على هالشي من زمان , لكن العذر اللي قالوه له كـان مقنع بالدرجة اللي ماخلته يهتم لهلـ شي : ولكنكم قلتم إنها تشبه جدتي التركيه المتوفاه . . . والدتك !؟
رجع يكمل قص وهو يقول : . . لقد كذبنا وصدقتنا . . . . ! على أي حال ؛ جدتك ليست تركيه !
جون اللي إنصدم باللي يسمعه : هل هذا يعني إنها إختي من الإم !!!!
بتأكيد : أجل , من الإم . . وتلك الإم هي من ينبغي إن تناقشها بموضوع إبنتها !!!! فلا شأن لي بها . .
جون بستفسار : ومن هو والدها إذا !!؟
ديفيد رجع يكمل شغله : أطرح هذا السؤال على والدتك !!! ودعني أكمل مابدأت به . . . . .


إبتعد عن إبوه وتوجه سيده لداخل البيت , يدور على إمه . . اللي من إمس ماجافها . . . . فتح باب غرفتها ! لقاها قاعده على الكرسي الهزاز وسرحانه فـ عالم ثاني وملامحها ماتحمل إي تعبير
أقترب وهو يسكر الباب وراه : آ آ آ . . أمي !
كاثرين ( إم أيميلا ) وهي تشيح بويها صوب ولدها بخفه : نعم جون ! . .
جون زاد فأقترابه . . لحد ماقعد على أقرب شي لـه . . وكـانت طاولة : ما خطب أيميلا !
حاول يتغيشم شوي علشان يسحب من إمه الكلام
توقفت عن هز الكرسي شوي وتجمدت ملامحها للحظات بدون ماتحمل إي ردة فعل . . . وبعد ثواني بسيطة رجعت تهز الكرسي من يديد بخفه وقالت بملامح أنكمشت : هي عاصيه ! . . عصتنا وعصت ربها الذي أكلت وشربت من خيره طوال هذه السنين فالكنيســة . . . . . . لتلجأ إلى ديانه أخرى تنكر كونه الرب !!! . . .
جون وهو مازال مستغبي : الإسلام !
كاثرين وهي تطالع ولدها بنفس الملامح : الآرهاب !! . . الآرهاب ليس ألا ! وسترى بعينك ماستفعله . . . . ستدمرنا . . ولن أستبعد منها إي عمل أرهابي . .
جون : لن تفعل ذلك
كاثرين بستهزاء : ومالذي يدريك ! إنـت لم تتعرف عليها عن قرب ألا خلال هاتين السنتين الماضيتين . . . أنـا والدتها وأعرفها جيداً ( بعد ماصورت براسها صورة فهد قالت بهدوء غاضب ) تمتلك الدماء النجسه ذاتها ! فلِما أستبعد منها صنعتها تلك . . . . ( طالعـت ولدها ) تفضلتُ عليها بـأنتشالها من ذلك الوحل الملطخ بالرجعيه والتخلف لأضعها في أحضان أفضل الكنائس وأشرف الديانات على الإطلاق . . . . . لتجازيني بالعودة إلى نفس الوحل الذي خرجت منه , تباً لها . . نـاكرة للجميل !!!!! . .
حس أنه قرب يوصل للي يبي يعرفه فقال بستغراب : ماذا تعنين !؟ . . ماقصدك بأنك أنتشلتها من وحل . . لتضعيها فـي كنيسة !؟
حطت ريل على ريل وتكتفت وهي تشيح بويها عنه : جون , أغلق الباب خلفك . . فـ مزاجي سيء ولا أرغب بـ الحديث , أياً كان الموضوع !
جون بعد ماتجاهل كلام أمه قال وهو يدش سيده بالموضوع : هل حقاً أيميلا ليست أختي الشقيقه !
طالعته بعد ما أنعقدت ملامحها : ومن أخبرك بذلك !؟ . .
جون : أبي !
زفرت بصوت مسموع وصدت عنه وهي تجاوب بأختصار : أجل !
جون : ولما كذبتم علي طوال تلك الفترة !؟
طالعته وأنفجرت بغضب عارم لكن بدون صراخ : لأنها طفلة غير شرعية !
جون أحتدت ملامحه وأنربط لسـانه !!
زفرت بصوت أعلى هالمره وهي ترجع خصلات شعرها الذهبي لورى : لقد أُغرمت بـ شاب مسلم في صباي حتى كـدت إن أكفر بديانتي وأعتنق دينه , . . . أعطيته كل ما أملك . . !! لقد رضيت إن أعيش معه دون زواج . . كـ تعارف أولي بيننـا و لأنه كان بحاجة لأن يعيد ترتيب أموره في بلده الإم كي يستطيع الزواج بي في أقرب فرصة ممكنه ! . . . . ( طالعـت ولدها وقالت بتأكد ) هم مخادعون جون ! . . رجالهم شهوانيون !!! ينظرون إلينا نحن النساء نظرة لا تشمل إي حب أو عاطفة . . نظرة جـ( . . )ـة وحسب ! !!!!! نحن بالنسبة لهم أدوات محدده بتاريخ أنتاج وتاريخ أنتهاء . . وما إن يحل تاريخ الإنتهاء في نظرهم حتى يُرمى بنا في أقرب حاوية ! . . . . . . . . . ( ترجع تشيح بويها عن ولدها ) واثقة بأن هذا عقاب من الرب , لنيتي السيئة تلك بنكرانه وأعتناق ديانه متخلفه رجعية فــــــــــــــاسدة . . ( سوت حركت الصليب مالتهم وهي تقول بعد ماضمت يدينها جدام حلجها وغمضت عيونها ) فلـ يسامحني الرب !
علق جون نظرة فالفراغ وهو يفكر بحال أخته , مايدري شيسوي علشان يردها عن قرارهــا . . . هو مقتنع إنه راح يجيها يوم بتقتنع إنه النصرانيه هي الدين الصحيح وبترجع , بــس خـايف الإيــام تطول و تتورط بشي يضيع عليها شبابها !!!
سمع إمه تكمل : لقد عاهدت ربي إن أكفر عن خطيئتي تلك بجعل إبنتي راهبة منصرة رغم خروجها من صلب مسلم . . . عاهدته إن اجعلها تدعو لنصرانية وتُدخل أكبر قدر ممكن من المسلمين أليها !!! كنت فرحه برؤيتها دائماً تقف إمامي بلباس الراهبات , والصليب يطوق رقبتها ويمتد إلى بداية بطنها ؛ لتصدمني في الإمس وهي ترتدي ذلك الزي الغبي المتخلف . . . ( بحرقة قلب ) اقسم لك ياجون ! لن إسمح لها بإن تُكمل مابدأت به . . لن أسسسسسسمح لها مهما كلفني الإمر , واثقة من إن هذا أختبار من الرب . . يريد أن يختبر صدق توبتي ! وسأنجح بــذلك ؛ أعــــدك
لمح بعين إمه لمعة أصرار غريبة وقوة اغرب ؛ واثق أنها راح تمر بمصاعب كبيره لين توصل اللي تبيه . . وواثق إكثر إن المصاعب اللي بتواجه أيميلا على يدها إكبر وأقوى وأصعب !
- : السلام عليكم ورحمة الله . . . السلام عليكم ورحمة الله !!


كان صوتها العذب الخافت المتشبع خشوع . . مالي الغرفة ومسيطر على جوهـا . . كانت قايمه الليل مثل ماأعتــادت من نعومة أظافرها . . . تحب هالفترة من كل يوم , لأنها تحسها خاصة بها بروحها ومحد يشاركها إو يزعجها فيها !!! هالحزه بالذات يكون البيت مخيم عليه هدوء حلو . . يبث فصدرها رغبة قويه بأنها تختلي بنفسها مع ربـهـا . . وتدعيه مثل ماأعتـادت دوم تدعيه ؛ سواء فالسراء إو الضراء . . . . رفعـت يدينها الصغيره الـنـاعمه وغمضة عينها بخشوع تام وتمتمت بـدعـاء صادق نابع من قلبها . .
وبعد ماخلصت ؛ إبتدت تردد الأذكار بصوت واطي وهي مازالت قاعدة فوق سيادتها , دقايق معدوده وخلصت من سردهم كلهم بنفس درجة الخشوع . . . قامت على حيلها ومشت بحرص علشان لا تصدر إي صوت ممكن يزعج أيميلا النايمه , وسحبت المصحف من الرف العلوي لمكتبتها الشخصية الموجوده فركن من أركان غرفتها !!!
رجعت بنفس الخطوات لسيادتها . . تربعت فوقها وفتحت المصحف اللي كان مكتوب باللغة العربية , رغم أنها تحمل نسخة مترجمة . . لكنها تفضل اللي بالعربي إكثر !!! درست اللغة العربية فطفولتها
وتقريباً فاهمتها عدل . . وماتحتاج لشرح لمفرداته ! تعرف تتكلم بـ الفصحى رغم أنها ماتستعملها وايد فحياتها اليومية !!! كثر ماتستخدم الأنجليزيه ولغتها الإم , لكنها فكل الإحوال . . تحاول جاهده أنها ماتنسى هاللغة ومفرداتها عن طريق ألتزامها اليومي بقراية صفحات من القرآن الموجود عندها بالنسخة العربيه . . فصارت ماتقدر تقرى القرآن الكريم ألا بـ لغته الأصليه ! . . العربية وبس !!! . . . . . فتحت الجزء الـ ثامن والعشرين ؛ كانت تقريباً واصله لنهاية هالجزء . . فأبتدت تقرى بخشوع تام وتركيز عالي وقلب حاضـــــر . . . . . بدون ماتنتبه للعيون اللي كانت تراقبها من يوم ما قامت من أحذاها ودشت تتوضى . . . لحد مامسكت المصحف وقعدت تقرى بـ لغة غريبه عليها . . , كــان صوتها عذب وحلو . . . . . تقرى بتجويد متقن وترتيل مميز . . . . وكـانت أيميلا تسمعها بكل جوارحها رغم إنها مب فاهمه حرف واحد من اللي قاعدة تقوله . . . ؛ تنـهـدت بدون ماتحس . . وفتحت عينها وهي تعلق نظرها فالفراغ اللي جدامها !!!! . . . . . . وتمت تنــصـــت لـهـا بدون ماتصدر أي صوت إو أي حركة تدل على إنها مازالت قاعدة وما جاها نــــوم !!!!!
لحد ما أختفى صوت روبينا , اللي سكرت المصحف بعد ما أتمت قرايـة 12 صفحه . . . أستغفرت شوي قبل لا تطوي سيادتها بحرص ويوصل لمسامعها بدون سابق أنذار صوت أيميلا اللي مازالت على نفس وضعيتها ولا تحركت : لما توقفتي عن القراءة !؟
أنقزت روبينا من الخرعة ! حطت يدها على قلبها وقالت وهي تزفر بأرتياح من بعد ماأخترعت : لقد أفزعتني !!
أيميلا تقوم تقعد على حيلها بعد ماكانت منسدحة وشعرها الإسود منسدل على كتفها الإيسر : تملكين صوت عذب , أحسدكِ عليه . . . .
روبينا بخجل خفيف : هل كنتِ مستيقظة !؟؟ . . ( تمرر يدها بعشوائية فوق أيلالها ) أسفه , لم أقصد أزعاجك !!!!
أيميلا بسرعة : لا لا . . لم تزعجيني ( تبوز ) لقد كنت أنصت إلى قرائتك !!! ولكنكِ توقفتي فجأه . . . ( تبتسم بلطف ) صوتك حقاً مميز . . , أتمنى لو إنني أستطيع القرآءة بتلك الصورة الرائعة !
روبينا : بالممارسة , ستستطيعين فعلها !!!! . .
طوت سيادتها وحطتها بحرص فوق الكرسي , وتقدمت صوب مكتبتها الشخصية وردت المصحف لمكانه فيها . . وقعدت بعدها فوق السرير بالقرب من أيميلا وهي متربعة
لمحت روبينا علامات الضيق تعتلي وي أيميلا , فسألتها بأهتمام : ما بــكِ !
أيميلا بحزن كبير بان على ملامحها : لم أعتدت إن أغضب والدتي إلى هذا الحد !!! . . أشعر بأني عــاقة , وأبنه غير صــالحه . . . . . لا أشعر بالأرتياح وهي غاضبة علي ! . . . . . ( بيأس ) لا يمكنني تحمل الفكرة من الإســاس
روبينا بتفهم : لا يمكننا لومها , هي في حالة صدمة الآن !! وما إن تهدئ ستعود كما كانت فالسابق بأذن الله ؛ وقع الخبر على نفسها لن يكون بالهين أبداً !!! و ردة فعلها طبيعية جداً . . . . . ( تطبطب فوق يدها بمواساه ) لا تقلقي ! هي فترة وجيزة وستعود المياة لمجاريها . .
أيميلا بحلم : أتمنى ذلك ! . . . عسى إن تهدئ وتعود كما كانت فالسابق في أسرع وقت , فلن أحتمل فكرة عدم رؤيتها طوال هذه الفترة !! ( تطالع روبينا ) تظل أمي على أي حالة . . . وأنــا أحبها رغم ظلالها . . . . . . ( بستفسار ) لن أؤثم على حبي لها ؛ أليس كذلك !؟
روبينا : بالطبع لن تؤثمي ! . . ديننا يأمرنا بـ بر والدانا مهما فعلوا بـنــا حتى وإن أرادوا قتلنا . . علينا ألتماس الأعذار لهم مهما عظم صنيعهم بنا . . . . . ( تبتسم لها بحب وتقول ) وخير مثال قصة نبي الله أبراهيم عليه السلام . . . عندما كان يدعو أباه لعبادة الله وحده ونبذ عـبادة الأصنــام التي كان يصنعها والده بيده , رد عليه بقسوه وقال له إن لم يتوقف عن هذه الدعوه سيرجمه حتى الموت . . . ويطرده من المنزل لأنه لا يريد أن يراه في بيته . . . وحتى عندما أجتمع قومه لحرقه بسبب تهديمه لأصنامهم. . وقف أبواه بين الناس يرتقبون حرقه . . . . . وبالرغم من هذا كله . . . هل تعلمين ماذا كان رد أبراهيم عليه السلام عليه عندما هدده بالرجم والطرد !؟؟
أيميلا بأهتمام كبير بعد ماأندمجت فالقصة : مـاذا ؟
روبينا : قال له بما معناه . . سلاماً عليك ياأبي سأستغفر الله لك وأدعوه لك . . ما لم ينهني الله عن هذا !! , هل رأيتِ عظم حقهم علينا في ديننا !!! لقد رده بقسوة وهدده بالرجم حتى الموت وطرده من المنزل وهو شاب صغير ووقف مع عامة الناس يرتقب حرقه . . . . !!!! ورغم كل هذا أجابه بأحترام و لين لكونه سيظل مهما قال إو فعل أباه !!!!!!!!! . . . . ديننا لا يأمرنا بعقوقهم أيمي , لديهم علينا حق وأن كانوا مشركين . . . . . . نحترمهم ونطيعهم في كل شي , ألا ماقد يغضب الله ! فلا طاعة لنا لمخلوق في معصية الخالق . . . . أياً كان هذا المخلوق
أيميلا هزت راسها بتفهم بدون ماتعلق . . وهي تقلب كلام روبينا فراسها وتحلله
روبينا وهي تنسدح أحذاها وتسحب اللحاف وتتغطى بــه وتستشعر كمية الدفء الموجودة فيـه قالت . . : هـيـا ؛ لنـنـام . . لدينا الكثير من الأعمال في الغد !!! . . نحن بحاجة لقسط وافر من الراحة . . .
أنسدحت أحذاها أيميلا وقالت بستفسار : تقصدين المطعم !؟
روبينا تهز راسها بالخفيف : أجل . . . ( بتأكيد ) ستأتين معنا إن شــاء الله !!!
أيميلا بستفسار : وما حاجتي في ذلك ! . . أنـا لا أجيد شيء على الأطلاق . . . . سأكون مجرد عبء أضافي عليكم !
روبينا بثقة هادية وهي تغمض عيونها بنعاس : لن تكوني كذلك !
تمت تتأملها لثواني , وتنقل نظرها على تفـاصيــل ويها الدقيقة . . . كانت حلوه , وشعرها البني الطويل اللي لافته بأهمال زايدها حلا مع لون بشرتها البيضــا !!! والطيبــه تقطر من ملامحها الهادية . . ماتدري شلون يجي حد قلب يسمي هالمخلوقه ( ارهابية ) وهي أرق من النسمة !


( قبل سنتين)

من عرفت معنى جملة ( لا آله ألا الله ) وتفكيرها منصب عند هالنقطة ومتوقف عن التفكير بأي شي ثـاني . . . . تتصنع الأجتهاد والأهتمام والتركيز التام فدراستها وطموحها . . رغم أنه بالها فـ وادي . . والكنيسة باللي فيـهـا فـ وادي ثــاني , كـانت تقضي ساعات طويله فـ المكتبة الضخمة المحتله جزء كبير من هالكنيسة الكبيره . . . تتنقل بين كتبها , تحاول توصل لدليل . . . .
إي دليل يثبت لها واحد من الأثنين . . . أما دليل يثبت لها حقيقة أنه الرب ثالث ثلاثه مثل ما عاشت عمرها كله حافظه هالشي . . . أو . . دليل يثبت لها صحة الجمله الغريبة اللي تزورها يومياً فـ حلمها . . وتقول إنه الله واحد !!!!
أيــام طويله قضتها بين أحضان هالكتب , تبدأ بكتاب تقراه من الجلده للجلده وتنتقل بعده على طول لكتاب ثاني . . . . . وعلى هلـ حال تمت !!! تحصل معلومة هني , تتصادم بفكرتها مع معلومة ثانية . . تقرى كلمتين من هني . . تلاقي عكسها تماماً هناك !!!! في شي غلط , متأكده . . . في حلقة مفقودة . . أو حلقات إن صح التعبير !!!!!!! . . في شغلات درستها طول هالسنين , تلاقي تلميحات بسيطة تنفيها وتكذبها . . . . . . وصلت لمرحلة عجزت فيها عن فهم إي شي , وصـــارت تشكك بكل معلومة توصلها عن طريق إي حد . . . . . . الكل في نظرها صـار غلط , بعد ماكانت تجوف الكل حولها ملائــكـة ما تغلط !
خلال هالفترة وأنغماسها الكبير فـ المكتبة , انتهبت عليها وحده من الراهبات . . . حست إنه أيميلا تخفي شي عن الكل , وتتعذر بالدراسة وحب العلم علشان تغرق عمرها فالمكتبة لهـذا الحد
أقتربت منها فيوم وهي غارقه تقرى كتـاب معين وفاتحه بالقرب منه كتاب ثاني , حاطه صبعها على وحده من سطوره . . وتقــارن بتركيز بالغ بين الكلام المكتوب هني والكلام المكتوب هناك . . . . .
طقت باطراف أصابعها على الطاولة وقالت : هل يمكنني الجلوس !؟
أرتعبت أيميلا , وسكرت الكتابين بسرعة رهيبه ماخفت على الراهبه اللي أستغربت ردة فعلها . . طالعتها بستغراب وكملت : ماذا هناك !؟
أيميلا بـ ارتباك وتوتر واضح : ل . . ل . . لـا شي ! . . لا شي . . . . ( تمد يدها لدفتر اللي أحذاها ) كنت أذاكر بعض الدروس ! ( دفنت نظرها فيه )
الراهبه بعد ماسحبت الكرسي وشاركتها الطاولة سألت بأهتمام : ما الذي تخفينه أيمي . . . . !
أيميلا تتصنع البلاهه , طالعتها بسذاجة وغباء مصطنع وقالت : أنـا ؟ اخفي !! . . . ( ضحكت بالخفيف ) ههه . . لا أخفي شيء !!!! مالذي سأخفيه مثلاً . . .
الراهبة وعينها بعين أيميلا اللي قاعده تحاول تشتت نظرها بطريقة واضحة : كـاذبـه , . . . أنتِ تكذبين .
أيميلا بسرعة : لسـت أكذب !
الراهبة تنزل نظرها للكتابين الموجودين جدام أيميلا : ما الشي المرعب إلى هذا الحد , الذي جعلك تغلقين الكتابين بهذه السرعه كي لا آرى ماكنتِ تقرأين !؟
أيميلا بتبرير كاذب : أ . . كـ ـ ـ كنت أقرى عن موضوع درسنا اليوم , أريد أن أتفوق على جميع الفتيات في . . . . .
الراهبه تقاطعها وهي تحط عينها بعين أيميلا بثبات : أيمي !
أيميلا تنزل نظرها لدفتر اللي جدامها : ماذا !!
الراهبة : قـد أستطيع مساعدتك , أخبريني ما الأمر !! لا أراكِ طبيعيه هذه الفترة , واثقة أنه هناك مايؤرقك ولكنك تتعللين بالمذاكرة والأجتهاد !
أيميلا بخيبة أمل : لن تساعديني على أية حال , وستغضبين كما فعلة الإم جيسيكا من قبل !
الراهبة بسياسة : وقد لا أفعل !!
أيميلا طالعتها ولمحة الإهتمام بملامحها ! فـ فكرت . . تقول لها وله ماتقول !!!! باين إنها صج راح تسمعها ويمكن تساعدها , خاصة وهي عارفه إنها أكثر وحده حنونه وطيبة وتحب الخير فهلـ كنيسة كلها
بس بنفس الوقت خايفة تتكلم وتعصب هي مثل ماعصبت جيسيكا قبلها , وتروح توصل كلامها للقسيس . . فـ يغضب , خاصه إنه أمرها ماترجع تفتح هالموضوع مره ثانية !!!
متردده وخايفة . . رغم أنها بنفس الوقت فيها فضول كبير تبي حد يفهمها اللي عجزت تفهمه
تكلمت الراهبة بعد ما لمحة بملامح أيميلا عدم الاطمئنان : ماذا ! ألا تثقين بي !!
أيميلا : لا . . لم أقصد هذا . . . . ( بتردد بسيط ) ولكن عديني أن لا تغضبي . . . ولا تشي بي لـ أحد , فـ ماسأقوله قد لا يعجبك
تاخذ نفس وهي تقول : أعدك !
أيميلا بعد مارمقتها بنظرة متفحصة , فتحت الكتابين اللي كانوا جدامها . . وقلبت صفحاتهم لحد ماوصلت لعند الصفحتين اللي كانت فاتحتهم من شوي . .
قربت الكتابين من الراهبه , وأشرت لها على الكلام المكتوب وقالت بستفسار صريح : ماهذا التناقض !؟
جافتها تلتهم الحروف بعيونها بـ تركيز بالغ . . وبعد ثواني بسيطة من القراية , رفعت نظرها لـ ايميلا اللي ترتقب الأجابه . . . وقالت بهدوء مصطنع : هذا مايقوله الأنجيل , وعلينا تصديقه . .
أيميلا عقدت ملامحها من هالرد اللي أبدا ماتوقعت تسمعه : مـاذا !!
الراهبة بنظرة غريبة قالت لـ ايميلا بنصح : لا تبحثِ كثيراً . . فسوف تُجهدين دون فائدة !!!
أحتدت ملامحها بالأنعقاد فقالت : ماذا تعنين بذلك !؟
الراهبة : واثقة بأنك فهمتِ ما أعني . . . ( وقفت وهي تقول ) سأنصرف الآن . . .
جات بتروح لكن أيميلا وقفت بسرعة ومسكتها من معصمها وكأنها تتعلق بخيط رفيع . . هو الوحيد اللي راح يوصلها للحق : لا لن تفعلي ! . . . لقد وعدتني إن تساعديني !!
الراهبة : لم أفعل , لقد وعدتكِ أن لا أخبر أحداً بما ستقولينه لي ! لم أعد بمساعدتك . . ( توجه نظرها لها ) على أي حال . . ساحاول نسيان ماسمعته وقرأته ! فلا تحاولي تذكيري به
أيميلا وهي توقف جدامها وتطالعها بصورة مباشرة : ولكنني حقاً أحتاج مساعدتكِ . . ( بألحاح ) حقاً . . . .
الراهبة تبتلع الكلمات لجوفها وتشيح عنها : لا يمكنني فعل ذلك . . .
أيميلا تسوي حركة الصليب وتحط يدينها بعد ماضمتهم جدامها وتغمض عينها بأحكام : أعدكِ بأنني لن أخبر أحد بما ستساعدينني به !! أقسم بذلك . . . وسـ أتحمل العواقب لـ وحدي .
الراهبة بعد ماطالعتها لثواني تفكــر . . . قالت : أســفـة !
أيميلا برجى فضييييع قالت : أرجــــــــــــــــــــــــوكِ !
زفرت بأستسلام . . . مدت يدها ومسكتها من معصمها ومشت معاها لأبعد نقطة فالكنيسة . . لمكان مايقدر مخلوق يوصلهم فيـه !!!!
وهما يمشون سألتها أيميلا بفضول : ستساعديني !!!؟
الراهبة : سأخبركِ بما أعلم . . ولن تشي بي عند كائناً كان . .
أيميلا بحماس : أعدك !
لما وصلوا لمكان مايقدر فيه إحد يسترق السمع لكلامهم , رمت عليها الراهبة الكلام اللي أيميلا قضت هالإيــام الطويله هذي تبحث عنه . . . . أعترف لها أنها هي نفسها جاتها فترة فـ مرحلة من مراحل عمرها . . ولاحظت هالتناقض . . . . اللي حاولت تحصل له تفسير بدون أمل لآنهم كـانوا يجاوبونها كل ماسألت ببساطة تــامه أنه هذا اللي أنكتب وعليهم يصدقونه !!
قالت لها بصريح العبارة إن النسخ اللي عندهم من الأنجيل كلها بدون أستثناء محرفه وهي واثقة بهلـ شيء . . فيه كلام كثير محذوف وكلام أكثر مضـاف . . . . ! . . وأنها مقتنعه بينها وبين نفسها إن عيسى ( عليه السلام ) ماكان رب !!!! لأنه في كلام كثير يثبت هالشي وأهمه المقاطع اللي كانت تذكر سجود عيسى عليه السلام وصلاته لحد . . . وأكيد إنه اللي كان يسجد له عيسى هو الرب الحقيقي اللي ينبغي عليهم كلهم عبــادته ! . . . , سنين طويله من عمرها اللي نــاهــز الـ 60 اللحيـن . . . إطول من هالإيــام البسيطة اللي قضتها أيميلا فالبحث عن الحقيقة . . وضحت خلالها أمور وايد لها . . . وأهمها بطلان العقيدة اللي مازالت متبعتها رغم تأكدها من أنها عقيدة وديانه مب كــاملـة !!! . . .
كانت تسمعها أيميلا بملامح مرتخية من الصدمة . . مب مصدقة اللي تسمعه . . . وأول ماأختمت كلامها الراهبة سألتها بوضوح عن سبب بقـائها فالكنيسة لحد هاللحظة وممارستها لشعائر وعقائد بينها وبين نفسها مكذبتها . . . . فجاوبتها ببساطة , لأنها ما تمتلك الجرأه بأنهـا تكذب هـ الديانه جدام الملئ . . . وتطلع للمجتمع كـ كافرة !!! ولأنها بنفس الوقت . . ماتملك مكان ثاني غير هالكنيسة تروح له !!!!!! لأنه مجتمعها بكبره منحصر بـ طوف هالـكنيســة . . . . . ومالها حد خارج أسوارها !
تجرأت لحظتها بأنها تسرد عليها حلمها اللي يقول لها إنه الله واحد . . . واللي خلق زوبعه من كم يوم وأثــار غضب كثــار , عل وعسى تلاقي عندها تفسير شــافي . . . . .
أجابتها بختصار : أنـا واثقة من أنه الله واحد . . . . . . وبالتأكيد ذلك خيط عليكِ اتباعه للوصول إلى الحقيقة , فلا تفلتيه من بين يديك !
أيميلا اللي ماتدري ليش عيونها أغرقت بالدموع سألت بخنقه : هل حقاً الله واحد !
مدت يدها الراهبة وحطتها على صدر أيميلا بخفه وقالت : أسألي قلبك ! . . . . فـ في جوفه الجواب الإكيد !!!!


صبــاح يديد وهمه عاليه , كـانت واقفه جدام المنظرة تتأمل نفسها بهلـ ملابس اليديدة عليها . . . . تحاول تجوف نفسها من كل الجهات . . وعلى حالها هذا دخلت روبينا الغرفة وهي ترفع شعرها وتربطه من يديد . .
أبتسمت بحب وقالت : هـا ! ما رأيك ؟ . .
أيميلا وهي تراقب نفسها فالمنظرة قالت ببتسامة عريضة : أنه رائع !!!
روبينا : وجميل جداً عليكِ . . . . يمكنكِ أرتدائه مؤقتاً إلى إن تشتري لكِ بعض الملابس التي تُعجبك !
أيميلا : حسناً !
كانت لابسه بـنـجــابي باكستاني ســاتر , وكـانت طايره بعمرها من الفرحة . . . حاسته حلو , وعاجبهـــا وايد . . أساساً كان عاجبها من زمان خاصة وهي تجوف أشكاله وألوانه على روبينا دايم الدوم !!
واليوم لما أضطرت تلبس من ملابسها علشان تدخل تاخذ لها دش ع السريع . . . . أفرحت لما مدت لها روبينا هالـ بـنـجـابي !!! وطـارت فيه لســمــا . . وكأنها معطتها مليون . . . مب قطعة ثيــاب قيمتها زهيده !!!!
تكلمت روبينا وهي تفتح كبتها وتطلع لها حجاب : هيا . . أرتدي حجابك بسرعة , يجب أن نصل إلى المطعم قبل السابعة !
أيميلا هزت راسها بالأيجاب , توجهت صوب الشماعه اللي معلقه عليها حجابها الأبيض . . . سحبته وأبتدت تلبســه بشويش بحكم أنها توها يديده ع الأسلام وماأعتـادت على طريقة لبسه للحين !
لفته على راسها بحرص شديد وببطئ أشد علشان تضبطه وأول ماخلصت . . . تعالى صوت رنين جوالها الـ منبعث من شنطتها اللي من أمس ماجاستها !!!!!
طلعته من داخل الشنطة وألقت نظرة على الرقم . . كان المتصل أخوها جون . . . ردت عليه , فوصلها صوته الغاضب : أيـــــــــمي !؟
عقدت ملامحها أيميلا بستغراب وتكلمت : مــا بك !؟ لما هذا الصراخ . . .
جون بغضب : لما تتجاهلين مكالماتي ؟ . . لقد أتصلت لكِ عدة مرات دون أن تُجيبي !!
أيميلا : لم أنتبه !
جون : أين أنتِ !؟؟؟
أيميلا : ولما السؤال ؟!
جون : لقد أستطعت تدبير المبلغ . . إنه بسيط ولكنه سيُعيلك خلال هذه الفترة , إلى أن أستطيع تدبر مبلغ أكبر لتأجير شقة !!!
أيميلا رق قلبها لأهتمام أخوها فقالت : لم يكن لزماً عليك فعل ذلك جووون !
جون : لا أستطيع تركك تتخبطين في هذه الحياة وحدك . . . . سأستمر بمساعدتك ومساندتك حتى يعود إليكِ رشدك وتعودي كما كنتي !!!!
أيميلا بثقة عميه : إذا , سيطول أنتظارك !
جون : لا يهم ؛ ايـن إنتِ !
أيميلا : في منزل صديقتي , أمكث لديها هذه الفترة . . .
جون : إذاً صفي لي المكان سأتي الآن !!!
أيميلا : حسنا . . أنه فـي . . . . . . . . . .


وأبتدت توصف له المكان ليـن ما تطمنت أنه دل البيــت ! , سكرت من أخوها وطلعت من الغرفة لصـالة . . . كـانوا فارشيـن السفره على الأرض وحاطين ريوقهم المعتــاد , كـانوا كلهم - بستثناء عمر أخو روبينا الصغير اللي كان فـ مدرسته اللحين - . . . موجوديـن
جميله ( أم روبينا ) مترأسه السفره وقاعده تسوي سندويجات لعيالها . . وفحظنها كانت قاعدة أصغر فرد فهلـ بيت . . يـاسمين ماتعدت الخمس سنين , بينما ريلها رضـا ( أبو روبينا ) مجاورها من الجهه اليمنى . . و روبينا قاعده القرفصـاء قريب من أمها وماده يدها علشان تخطف أقرب جـــاي حليب !!!
و من الصوب الثاني كان واقف بطوله الفارع على راسهم , ينتظر أمه تخلص سندويجته علشان ياخذها ويطلع يبـتـدي شغله ويومه الطويل !!!!! لمحها تدخل الصالة , لكنه مارفع نظره لها . . . وأول مامدت له إمه السندويجة تكلم معاها بالباكستاني . . . . وأقل من ثانية وأختفى عن نظرهم !! كـان حسن ماغيره . . . وكــانـت المره الإولى اللي تجوفه فيها بهذا القرب . . . . .
تكلمت ام روبينا لما لمحت أيميلا واقفه عند مقدمة الصالة : أقتربي أيمي . . . . لا داعي للخجل !
أقتربت منهم أيميلا وقعدت بالقرب من روبينا اللي عدلت قعدتها وتربعت . . سحبت من الصحن اللي جدامها سندويجه ومن الصينيه المحطوطه على جنب قلاص جـاي حليب . . وحطتهم أثنينهم جدام أيميلا وهي تقول : تغذي جيداً . . سوف نُجهد فالعمل !
أيميلا هزت راسها بالأيجاب !!!
توزع الأكل على الكل , وأبتدوا ياكلون بـهـدوء بعد ما سموا كلهم . . وتقليداً لهم . . سمت أيميلا قبل لا تاكل !
إول ماخلصوا ريوقهم وقاموا يغسلون أياديهم , رن جوال أيميلا من يديد برقم أخوها !! عرفت إنه وصل . . .
طلعت لـه برى , لـقـتـه واقف بسيـارته الـلي شكلها مايناسب هالـ فريج أبد ! . . كـان طابع العز بـايـن عليها , رغم أنـه هالمكان باللي فيـه شكله متواضع وبعض بيوته أقل بوايد من هالكلمة بختصـار الفقـر ملتهم جدرانها
أول مالمحها تطلع من البيت , بند سيارته ونزل وهو يفصخ نظارته بملامح معقودة . . . أقترب من أيميلا وهو يقول بقرف : هل جننتِ لتسكني في هذا الحي المقزز !!!!! . . تُفضلين هذا المكان المقرف على شقتي !!
أيميلا تخزه بطرف عينها وهي تتكتف : هنا أنـا في مأمن !
جون بستهزاء : وهل أنـا أُخبء عصابة مافيا هناك !؟
أيميلا تغير الموضوع : هل أحضرت المبلغ !؟
جون وهو يطلع ظرف من جيـب جاكيته : أحضرته , تمنيت لو أنه يكفي لتأجير شقه . . لما تركتكِ تعيشين هنا دقيقة واحده !!!!
أيميلا بعد ما تأملته شوي بنظرات فارغة قالت : ألا تشعر أنك أصبحت نكدي قليلاً هذه الأيــام وذو مزاج سيء . . بل بشــع . . أنـا حتى هذه اللحظة لم أراك تبتسم !! ( تطق بـ سبابتها بين حواجبه المعقودة وتقول ) دائماً غاضب !؟
جون : ليس من حقك لومي ؛ لم أرضى بعد بـهـذا الدين الذي أعتنقته . . ومظهرك المتخلف هذا يزعجني بحق ( جات بتتكلم لكنه قاطعها مكمل ) ولكنني سأحترم رغبتك !!!! لأنني واثق بأنه هذا الوضع لن يطول وستعودين فالقريب العاجل !
أيميلا بثقة : لن أعود !
جون يلبس نظارته وبثقة أكبر يقول : ستعوديـن . . . ( يبتعد كم خطوه وهو يقول ) سأنصرف الآن . . . أذا أحتجتي لأي شي أتصلي بي !!!
أيميلا وهي تـتبعه بعيونها تعمدت تقول : سأفعل ! أن شـاء الله
جون ألتفت عليها ورمقها بنظرة على أخر جمله !! هز راسه بيأس وهو يفتح باب سيارته ويركبها ويقول بصوت مسموع متعمده : تـــــــــــخــلف !!!!
ضحكت أيميلا عليه وماعلقت
وبعد ثواني بسيطة حرك سيارته و أختفى عن مدى نظرها بعد مامر جدامهـا بلمح البصر !!
أيميلا تنهدت بالخفيف وهي مازالت مبتسمه وتراقب المكان اللي أختفى بـه أخوها . . . .
فيها أحساس قوي أنه بالإخير راح يقتنع بأنها على حق ؛ مهما طالت المـــده . . ويمكن . . . يـــمــــكـــن . . . . يسلم هو بعد ! بعد مايذوق حلاوة الأسلام مثل ماذاقتها هي ومازالت تتلذذ بها . .
ليش لا
كل شي جــايز . .


فالـمـطـعـم ؛كـان عبـارة عن شـراكة مابيـن أم روبينا ورفيجتها الروح بالروح ( زهره ) . . . والقسم الأكبر لرفيجة أمها طبعاً . . . كـان عبارة عن مطعم مساحته مقبوله
متخصص بالأكلات البـاكستانية والهنديـة . . ويتفنن بتحضير أنواع وأشكال مختلفه لأطباق متعدده تميزوا بها , كـان لـه زبــايـنه الدايمين رغم أختلاف جنسياتهم وتنوع أشكالهم
أغلبهم كانوا سيــاح . . والبعض مقيمين !!!! حتى أهل هالبـلد اللي عايشين فيه كانوا يزورون هالمطعم بين فترة والثانية علشان يتذوقون أكل من نوع يديد عليهم
وطبعاً ماننسى الخليجين اللي مايمر يوم ألا و زبون أو أثنين منهم موجود هني . . خاصه وأنهم يدورون مطعم يقدم لهم أطباق قريبه ولو شوي من الأطباق اللي أعتــادوا عليها فـ بلدهم !!!!
وهالمطعم موفر لهم هالـ أطباق . . . , أم روبيـنـا كـانت من ضمن المجموعة اللي تطبخ وتحضر الأكل , بينما روبيـنـا كانت من ضمن اللي يغسلون الصحون ويحرصون على نظافتها
وأيميلا اللي كانت ضيفة يديده عليهم , حاولوا يدخلونها معاهم كـ مساعدة لوجه الله . . خاصة وأنها محتاجة للفلوس اللي بتاخذها من ورى هالشغل . . رغم أنهم مب محتاجين لها من الأســاس ووجودها يعتبر زيـادة عدد . . لا غير ! . . حطوها بعد طلعة الروح مع مجموعة النظــافة . . أحشروها بالغصب , وكانت مهمتها واضحة . . تخم وتنظف وتمسح الطاولات والأرضيـه و المكان كله بشكل عام علشان تحرص على نظافته . . وطبعاً معاها من يساعدهـا ؛ ماراح تسوي ذي كله بروحها . . .
لما درت روبينا عن الشغله اللي كلفوا أيميلا بها ؛ خافت تكون أهانه بالنسبة لها خاصة وهي ماتظنها متعوده على هالنوع من الشغل
فحاولت تاخذ مكانها وتخلي أيمي تغسل الصحون بدالها , لكنهـا ردتها بسرعة وقالت لها إنه عـــادي . . . . ماعندها مانع تنظف ! المهم تسوي شي وخلاص , وماتكون عبء عليهم


الشغل هناك كان ممتع رغم تعبه , السـتــاف اللي أنضمت له كـان أغلبه متعاون . . . . . . ومـاحسـت للحظة إنه في حد منهم متضايق من وجودهــا !!!! كـانت تشتغل بهمه , تـروح لطاولات اللي قاموا منها الزبايـن وتركوا وراهم أعصــار توسونامي فوقها . . . تشيل الصحون والقفاش والشوك والسجاجين . . وتوديهم داخل عند اللي متكلفين بالغسيل . . . . وترجع من يديد تنظف الطاولة وترتبها
وترجع الكراسي لمكانها عدل . . . . . أو تروح تنظف الأرضيـه عن طريق خمها كل ســاعة أو سـاعة ونص . . . خاصة أنه بعضهم يدشون المطعم وهم حاملين تــراب ممتزج مع الثلج فجواتيهم ( الله يعزكم ) اللي بسرعة يتحول لمـاي بعد مايذوب , فـ تتوسخ الأرضيـة البيضة الرخامية الخاصة بالمطعم من داخل
كانت لما تنشغل بـ تنظف الأرضيـه , يتكلف حد غيرها بتنظيف الطاولات . . علشان يخففون الضغط عليها , . . . وعلى هالحال تمت لحد ما أبتدوا يخفون الزبــايــن وأنتهت فترة عملهم , كانت الساعه تشير لـ 3 العصر ! . . لما سكروا المطعم , وتفرقوا عند بابــه بعد ما بـذل كل واحد فيهم أقصى جهــده فـ الشغل . . . . ومايبي اللحين غير الفراش وبس !!!
صار هالمشهد يتكرر بشكل يومي على أيميلا , اللي حبت المكان وأبتدت تستلطف المهنه اللي أستصعبتها شوي فأول يوم لها . . . لكن اللحين صـارت تشتط وتتحمس إول ماتفتح عينها كل صبـــح وهي عارفه أنها راح ترجع لنفس المطعم اللي أستلطفته وصارت تشتغل فيه كـ عاملة نظافة !!! يمكن البعض يستحقر هالمهنه , لكنها بالنسبة لـهـا . . . مهنة قـادرة توفر من خلالها الفلوس اللي بتحتاجها لـ تأجير الشقة . . . . وبنفس الوقت مخليتها تشتغل مع نــاس محترمين مسلمين ! , وموسعه نطــاق معرفتها الشخصية بـ مجموعة اكبر من المسلمين غير روبيـنـا وأهلها !!! . . . ومب طامعة بأكثر من جذي
على الأقل حالياً .


الليل كان مخيم على هالمنطقة تماماً وخـافي جزء كبير من بيوتها بسبب أنعدام الاضـــاءة فهلـ فريج . . بستثنــاء بعض البيوت اللي مازال ينبعث منها نور خافــــت عن طريق وحده من درايشهـا
بـعـد ماأعلنت الساعه حلول الـ 9 ليلاً . . . توقفت ثلاث سياير جدام بـاب البيــت وهي تنشر لونين مالهم ثالث يدورون حول نفسهم بسرعة معينه . . من خلال الليت الموجود فوق سيايرهم وتصدر صوت مألوف لـ كل اللي أعـتـادوا يسمعونه من يلمحون سيــارة الشرطة . . . .
نزلوا كم شرطي من داخل هالسياير ووقفوا جدام بـاب هالبيت المتهالك . . . تأكدوا قبل لا يسوون أي شي أنه هالبيت هو نفسه البيت اللي أنوصف لهم , وبعد ماصاروا واثقين منه ؛ تقدم واحد منهم ورن الجرس وهو يتحسس بيده الثانيه سلاحه ويتأكد من وجوده لأنه أحتمال كبير يحتاجه فهلـ لحظات , أصدر أمر صــارم لـ اللي معاه إنهم يجهزون أسلحتهم ويجيكون عليها . . ويحرصون من قربها لأيــاديهم وجاهزه للأستعمـــــال . . . . لأنه مهمتهم اليوم خطيرة , أو شبــه خطيرة . . . . خاصه وهم مكلفين بـ تفتيش بيـت مسلمين أرهابييـن . . . . . متهمين بخطف راهبــه !!

-يتبع♥ -

♥البارت الثالث

ملاحظة مهمه : إي حوار ينكتب بالفصحى فهو المفروض إنجليزي . .♥

يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -