بداية

رواية اعدت برمجة ذاتي -6

رواية اعدت برمجة ذاتي - غرام

رواية اعدت برمجة ذاتي -6

اليوم التالي ؛ دخلت المطعم فالموعد اللي أعتادت توصله فيه . . وقلبها ينبض مليون فـ الثانية من التوتر الشديد اللي أعتراها لما حطت ريلها داخل هالمكان . . . . سلمت ع الموجودين , وتوجهت للمطبخ سيدة , المكان اللي متأكده انها بتلاقيهم فيه . . . تصادفت مع روبينا هناك لقتها تلبس القفـازات المخصصه حق الغسيل بـ بال شارد . . . بينما آمها مالها آي أثر فـ هالمكان !!!!
تقدمت بخطواتها لـ عندها بدون ماتصدر آي صوت !!! و وقفت آحذاها بنفس كمية الهدوء اللي دخلت فيها وهي تقول بـ نطق ركيك : الـسـلام عليكم !
روبينا ألتفتت عليها , طالعتها بنظرة باردة ورجعت تكمل اللي بيدها وهي تـ تمتم بـ : وعليكم السلام , آهلاً أيمي !!!
أيميلا بأحراج نهش ملامح ويها قالت : كيف حالكِ اليوم !
روبينا بدون تفكير : سيء ! ( تطالعها بنفس النظرة ) هل توقعتِ أن أكون بخير مثلاً !؟؟
تابعت بنفس الملامح : وكيف حال والدك !؟
روبينا بصمت قصير نطقت بعده بـ نبرة تحمل الكثير من المعاني أبرزها الألم : يرقد فـ المشفى ينتظر موته !
أيميلا تمت تطالعها بنظرة تنطق عن كل اللي تحس به فهلـ لحظة بدون ماتعلق
بينما روبينا رجعت دفنت نظرها فـ الصحون اللي جدامها وقالت : هل لديكِ شيء آخر تودين قوله !؟ يجب أن أباشر عملي . . . . .
أيميلا تكلمت بصوت واطي : لا ذنب لي بما فعلته آمي !
روبينا بصرامة : ولا ذنب لأبي بما بينكم !
أيميلا تتأمل ملامحها المحتده : سـ تُعاقبينني بذنب لم أقترفه !!
روبينا وهي تفتح الماي وتمسك الصحن اللي جدامها وتبتدي تغسله : لستُ مؤهله لـكي أُعاقب أياً كان ! . . أريد أن أباشر عملي وحسب . . ( تتوقف عن الغسيل وتقول بجدية ) هل لي بذلك . . . . !!!
أيميلا متجاهله طلبها قالت : لـقـد طلـبت من جون أن يحـادثها ويـ . . . .
قاطعتها روبينا قايله : إذاً أخبروها أنه لا داعي لأن تمارس قوتها وسلطتها تلك علينا منتظرة الرد . . لأننا لن نقوى على الرد أساساً فلا حول لنا ولا قوة !! . . . . كل مانريده من سعادتها إن تتركنا نعيش بسلام ولـ تذهب هي إلى الجحيم !!!!!! . . . . . ( ترجع تطالع أيميلا بنفس الملامح المحتده ) والآن هل أستطيع أكمال ما بدأت به !؟
أستدارت وطلعت من المطبخ مهمومه , وشايله حمل الدنيا ذي كلها فوق راسها . . توجهت سيدة للـ غرفة الموجود فيها كل معدات التنظيف . . . . وأبتدت تلبس قفازاتها بهدوء كئيب وتفكيرها منصب عند اللي واقفه تغسل الصحون فالمطبخ وشايله فقلبها عتـــــب كبير . . أذا ما كان كره !


من الصوب الثاني ؛ حاولت تطرد صورة أيميلا من بالها وتقسي قلبها شوي . . . رغم إنها عارفه أن أيميلا مالها خص فكل اللي صــار واللي ممكن يصير , وأنها حالها من حالهم تفاجأت بـ تصرف آمها الطايش
لكن هم مب قادرة تتغاضى عن اللي وصلوا له بسبب وجودها بينهم ! . . . مب قادرة تنسى أبوها اللي طايح فالمستشفى متعلق بين الحياة والموت . . . يظل أغلى عندها من آيميلا مهما كبرت مساحة غلاهـا فقلبها ! يظل الأغلى عليها من إي شي ثـــاني . . أغلى حتى من روحها .
كان المفروض تدري إن دام كاثرين وصلتهم للمركز بتهمة أرهاب فلتوا منها بأعجوبـة . . . راح تقدر تسوي الأدهى والآمر لو أحتد الآمر !!!! . . كان لآزم تعرف هالشي ؛ قبل لا ينتهي بهم المطاف بـ طيحة عامود البيت اللي رغم ضعفه وكبر سنه . . ألا أنه وجوده بينهم بحد ذاته غير ! يظل الروح الحلوه اللي تبث التفائل بنفسهم وترسم البسمة على شفاتهم لما تضيق فيهم الدنيا . . وتذكرهم دايماً وأبداً إنهم طول ما هم عايشين فهلـ حياة . . . ماراح تدوم لهم فرحة ولا سعادة ! وكاس الحزن ملزومين يرتشفونه بين كل فترة والثانية . . . . لأنها تظل فالأخير دار أبتلاء !!! والحياة المثالية والسعادة التامة ما أنوجدت فيها !! . . . . . . ولا أنخلقت علشان تنحط بـهــا .
تغصصت لما تذكرت هالشي , وخنقتها العبرة . . ماودها أبداً تنفجع بـ أبوها !! نهائياً ماودها هالشي , لآنه الفكرة بحد ذاتها تـ ثير رعشة كهربائية قويه فـ كل أطرافها . . وتحرضها على ذرف الدموع بـدون قصد . . . . . تتمنى بس أنه هالأزمه تعدي على خير ! وتصير معجزة تنقذ حياة أبوها من الموت . . . . . . .
رغم أن كل واحد فيهم عارف بينه وبين نفسه , أنــه عاجز عن تدبير المبلغ !!! ألا إنهم مازالوا يمنون نفسهم ويوهمونها بأنه هـ الكابوس راح ينجلي قريب وراح يرد رضــا بكامل صحته مثل ماكان قبل وأحسن . . كانوا يحاولون بــكـل السبـل المتاحه جدامهم . . و ناوين يظلون يحاولون !!!! . . . . . رغم أنه شرارة الأمل فـ نفوسهم قربت تنطفي .
معلق الفوطة على كتفه , وشايل كلك متوسط الحجم فيه ماي بيمينه وفـ يساره ماسك صابون سائل . . . , تم يتمشى فـ الباركنج بين السياير يتفحص بعينه كل سيارة يمر من صوبها . . . . . إو تمر هي من صوبه !! وينقز عند أول سياره مغبرة توقف علشان يطلب من صاحبها إنه يسمح له يغسلها ويدفع له 2 على تنظيفها . . . بعضهم يرضون برحابة صدر ويدفعون لـه , والبعض يرضى لكنه يرجع يركب سيارته ويروح بدون ما يدفع له فلس !!!! أما البعض الثاني يتجاهله بحكم إنهم يعتقدونه طرار . . . فـ يدخل الجمعية متجاهل نداءاته لــه . . . . , تم على هالـحال لحد ما طاحت عينه على سيارة يديدة أنضمت بـ جوار باقي السياير . . . كانت وصخة وباين إنه الماي ما عمره مر عليها ولا تشرفت بمعرفة الصابون . . . . !!
سّرع خطواته وتوجه صوب الشاب اللي نزل منها وشارف على تسكير بابها !!!
وقف جدامه بسرعة وقال : هل ترغب بتنظيف السيارة سيدي !؟
ألقى نظرة عليه وأبتسم بالخفيف لما جافه . . حرص على قفل سيارته وألتفت عليه بعدها بكامل جسمه وهو يقول : ما أسمك يا صغير !؟
بادله الأبتسامة وقال : عمر ! . . أسمي عمر . . !!!
قال بنطق خاطئ لـ أسم عمر بعد ما حول الـ ( ع ) لـ ( أ ) : حسناً يا عمر , ألا ترتاد المدرسة !؟؟
عمر بتوتر خفيف يحاول يخفيه بالأبتسامة : بلا أفعل . . .
طالع ساعته وقال : يجب أن تكون هناك الآن !؟
عمر بأحراج خفيف : أحتاج للمال . . .
رق قلبه على تعابير وي عمر , فـ مد يده وطلع بوكه . . دور فيه وطلع مبلغ وقال : خذ ! هل تكفيك ؟
عمر وهو يحرك يدينه بسرعة بطريقة نافيه : لا لا . . لست شحاذ
الشاب : لم أقل أنك كذلك !!!!!!
عمر وهو يلقي نظرة على المبلغ : ولكني لا أريد أخذه دون عمل . . ! لا أستحقه . . . .
الشاب : مم حسناً ! أغسلها أن اردت ذلك . . . و تفضل . . .
عمر بأحراج أكبر : سأغسلها بـ 2 فقط ! لا أحتاج إلى الباقي . . .
الشاب وهو يرجع باقي الفلوس لـ بوكه ويطلع الـ 2 بس : يبدو أن لك عزة نفس كبيره ! . . ( مدهم له وهو يقول بعد ما مرر يده على راس عمر وبعثر ترتيب خصلات شعره ) أهنئك عليها
عمر بفرحة ما قدر يخفيها : شكراً سيدي !
الشاب : حسناً , أبدأ عملك . . . سأعود بعد قليل !!!
عمر : سأحرص على جعلها نظيفه قبل عودتك سيدي .
الشاب وهو يبتعد عن عمر : أراكِ حينها إذاً !
إول ما أبتعد عنه الريال , دعسهم فجيب بنطلونه من ورى مع بـاقي الفلوس اللي كسبها اليوم , حط الكلك ع الأرض وسحب الفوطة من على كتفه . . . غطسها داخله وأبتدى شغله بهمه عاليـــه , كان حاس بفرحة ونشوة كبيره ما قدر يخفيها عن تقاسيم ويهه . . . . ولأول مره قدر يحس إنه لـه هدف فـ هالحياة و أنـه قـــادر يساعد فـ تجميع المبلغ اللي محتاجينه لـ عملية أبوه !!!! رغم إنه الكل كان يبيه يجابل دراسته وبس . . ويترك الباقي لهم !!! لكن لا , هذي فرصة وجاته لحد عنده . . علشان يثبت لهم أنه كبر خلاص وصـار ريـــال ؛ وقـــادر يشيل عنهم ولو جزء بسيط من همومهم !!!!
هالفكرة بحد ذاتها خلت فتيلة الحماس تشتعل فـ كل خلايا جسمه و تخليه ينقز فوق السيارة ويكمل تنظف فيها وفرك من كل صوب !!! بحكم أنه طوله ما أسعفه يوصل لنقطة المتجمع بها الوصخ فالنص !! فأضطر يركب فوق السيارة علشان يوصلها . . .
كان متحمس ويشتغل بذمة !! وهو مايدري , أنه لو يشتغل هالشغله طول هالأسبوع والأسبوع اللي عقبه واللي عقبــه . . . ماراح يقدر يجمع مبلغ يساهم فـ العملية ؛ لآنه فالأخير راح يحصل على مبلغ أقل بوايد من الدخل اللي يجمعونه أمه وأخوانه من المطعم إو الكراج !! و تعبه ذي وأهماله الدراسي ماراح يرد عليه بـ ولا فـــــــايدة . . غير الهواش والزف أو الضرب على يد أمه . .
أنغمس فالغسيل وأندمج فيه , وما أنتبه على راعي السيارة وهو يرجع محمل بالأكيــاس . . . . رغم أنه توه ما أبتدى بـ النص الباقي من السيارة . . .
فتح الشاب باب السيارة , فـ لفت أنتباه عمر . . . اللي نزل بسرعة من فوقها وقال وهو يمسح جبينه : آ . . أ . . . لم أنتهي بعد !!!
الشاب وهو يحط الأكياس داخل : المعذرة احتاج للأنصراف فوراً . . . . لا يمكنني الأنتظار !!!!!
عمر بتوتر : ولكن . . . لقد تبقى القليل !!
الشاب وهو يركب سيارته : آسف ولكنني مستعجل !!! . . أبحث عن سيارة آخرى وقم بتنظيفها . . . . . و على فكرة ( غمز له ) عـــــــمل جيد !
شغل سيارته وحرك , تــارك وراه عمر واقف بمكانه و كل مظاهر التحطيم مرتسمة على ملامحه . . . . زفر بصوت عالي مسموع وأبتدى يتلفت حوله يدور سيــاره يديدة علشان ينظفـهـا
وهالمره , لآزم يخف يده وينظف بسرعة . . . لآنه الـنـاس ما بتقعد تنطر حضرت جنابة ليـن يخلص , وإذا هــذا راح بدون ما يسترجع فلوسـه . . غيره يمكن ياخذون فلوسهم منه ويخلونه ع الحديدة
ويطلع من المولد بلا حمص على قولتهم .


واقف بطوله الفارع جدام الدريشة المطله على الغرفة من داخل وهو متكتف . . يراقب بهدوء ؛ هدوء أبوه الشديد وأنعدام ملامح الحياة عليه . . يتفحص بصمت معالم الأموات اللي أبتدت تنرسم بين تجاعيده العميقة بـ فن مُتقن . . ويلقي كل شوي نظرة على جهاز تخطيط القلب اللي لولاه ولولا تعرج خطوطه اللي تقول أنه مازالت الروح فيه ؛ جان بصم بالعشر آنه مـيــت لا محاله .
خاطره يعرف إي قلب هذا اللي قدر يضرب ريال شــايب فهلـ عمر . . وأي يد هذي اللي أنرفعت على هالـ كم الكبير من الضعف بـ طريقة متوحشة مارحمت خلالها كبر سنه وعجزه . . . و سدحته فالمستشفى بجسد لا هو حي ولا هو ميـــت ! متعلق بين البينين . . . , آي حقد هذا اللي خلى آم أيميلا توصل فيها أفكارها الشيطانية لـ قمة الشر !؟ وتسمح لها تفرغ غضبها الإعمى هذا فـ واحد لا حول له ولا قوة .
تذكر صرختها عند المركز بـ ( سـتنـدمون ) , لكنه حزتها ماتوقع أبداً أنها راح ترد له الكف القوي اللي عطاها آياه بهلـ الطريقة المؤلمة . . ماتوقع أبداً أنها ممكن توصل فيها المواصيل لأنها تعتدي على أغلى البشر له وتبتدي بالأضعف فيهم علشان تلوي ذراعهم بقـــــوة وتخليهم فعلاً يحسون بالعجز وأنهم مب قادرين يمدون لـه يد العون وينتشلونه من الألم اللي هو فيــه اللحين , . . ما ظن أنها راح تحقد عليهم لهدرجة !؟ . . يمكن لآنه ظن أنها تظل فـ الأخير ( أنسانة ) ولا يمكن تتحول فلحظة غضب لـ ( شيطانة ) .
أي قلب هذا اللي تحمله فـ جوفها !؟ أي ضمير هذا اللي ما صرخ فيها من باب الأنسانية لا غير بـ ( حرااااااااااااااام ) . . . . مب من باب الدين ! بل من باب الأنسانية . . . اللي المفروض أنها تنتسب لهـا . لآنه النفس البشرية السويــه لا يمكن ترضى بهلـ كمية الهايلة من العنف على كائن ضعيف , مب قــــادر يدافع عن نفسه مهما حـــــــــــــــاول !
طرد هـ الأفكار من باله , لآنها ماراح تساهم ألا في زيادة رصيد كاثرين عنده فـ الكره !!!!! ولولا أنه محكم عقله و حاط ربه جدام عينه فـ كل تصرفاته و محاول يكون دايماً مسيطر على أعصابه . . . جان من زمان صـــــــاير شيــطان فصورة أنســــان مثلها بالضبط . . . ألا أخس منها !! وخلاها حزتها فعلاً تقول عنه . . أرهابي .
أستدار وخذته خطواته للمكان اللي قاعدة فيــه جميله وتحيطها هالة صــــمــــت عظيمة ! كفيلة بأنها تـ وضح لكل شخص يمر من هالصوب . . كمية الألم اللي تحس بـــه هالمره المتشفقه على شوفـت زوجها وحبيبها وأبو عيالها بأحسن حـــال . . وتتمنى من كل قلبها أنــه هالـ غيمة السودة اللي عكرت صفو حياتهم تنجلي بأسرع وقت , لآنها كل ما طولت فـ المكوث فوق راسهم . . كل ما حست بـ الضعف يزداد فيها ويـسيطر عليها من جهاتها الأربع بشكل أقوى !
قعد بالقرب منها بهدوء وقال : ينبغي عليكِ العودة إلى المنزل الآن . . . تحتاجين لـ الراحة !! . . . . أنها الـ واحدة ظُهراً .
أم روبينا بملامح شاحبه : لا أرغب بالعودة , أنــا أفضل هكذا . . . . !
حسن : ولكنكِ تُرهقين نفسك دون جدوى , بقائك هنا كـ عدمه . . . هو لا يعلم بوجودك على آي حال و لا يشعر بأي شيء حوله . . . يستلقي هناك غائب عن الوعي تماماً ويغط في سبات عميق
أم روبينا وهي تتأمل الفراغ جدامها : يكفي أنني أعلم بوجوده وأشعر بـــه و بمقدار الآلم الذي يعانيه الآن . . . . !! لن أستريح إلا بعد أن يطمئن قلبي عليـه . . وأعلم علم اليقين أنه بخير وقد تجاوز مرحلة الخطر . . ( تطالع ولدها بهم ) لن أحتمل العيش دونه حسن !
حسن وهو يطبطب فوق يدها بخفه : أستغفري . . . أنتِ مؤمنه , فلا تفتحي لشيطان بابً يزحزح به صبركِ . . ويُضعف به أيمانكِ . . .
أم روبينا تغمض عينها بالخفيف وتتنهد بضيق : أستغفر الله العظيم . . . أستغفر الله العظيم
حسن يطمنها : لا تقلقي , سنحصل على المبلغ الكافي للعملية خلال هذا الأسبوع . . . نحن جميعنا نبذل قصار جهدنا .
أم روبينا تلتفت عليه : أذاً لما اراك هنا في هذه الساعه ؟ . . ينبغي أن تكون في الكراج الآن !! مازال أمامك ساعتان حتى أنقضاء فترة العمل . . . . .
حسن : لا يوجد زبـائن , والعمل قليل ! أستطيع انجاز ماتبقى غداً صباحاً . . أنتِ الأهم الآن . . لا أستطيع تركك هنا وحدك !!!
أم روبينا تتكتف وتشيح بنظرها عنه : أنـا في أمان هنا . . ( تطلق ضحكه مستهزئة قصيرة جداً ) لن تصلني أيادي كاثرين ! . . .
حسن أشتدت ملامحه على هالطاري و حاول يتجاهل الإسم : أرجوكِ آمي . . . عودي للمنزل الآن . . وسأحضركِ أنـا بنفسي إلى هنا لاحقاً . . . . أعدكِ !!
أم روبينا تمسك راسها اللي دب به الصداع من حنته : قلت لك لا أريد العودة . . . . دعني أرجوك ! ولا تصبح لحوحاً هكذا . . أنت تزعجني بهذه الطريقة بُني .
تنهد بـ يأس , مد يده و مسك يد آمه . . باس ظهرها وهو يقول : حسناً . . . كما تريدين , أعــدك بأنني لن أسمح لمكروه أن يصيبه ! سـ ننقذه إن شــاء الله . . فلا تيأسي . . .
مررت يدها على راس حسن بحنان وهي تقول : ثقتي بـ الله كبيره , وأعلم أنه لن يردني خائبـة !
حسن وهو يوقف على طوله و يترك بوسه خفيفه على راسها : أذا تفائلي ولا تبتأسي
هزت راسها بالأيجاب بدون ما تفتح حلجها بحرف !!
حسن : سأعود بعد قليل . . . لن أتأخر !
أم روبينا هزت راسها بتفهم و هي تقول : حسناً ولكن لا تسرع ! . . . و لا تنسى آخذ ياسمين من عند جارتنا . .
حسن : سأفعل أن شـاء الله ! . . إلى اللقاء
أم روبينا : إلى اللقاء بُني !


دخلت الشقة بعد ما أشــارت الساعه لـ 3 و 45 دقيقة بالضبط ؛ أكثر من نص ساعه خذتها علشان توصل من المطعم ليـن هني , وراح ترجع تطلع مره ثـانيـة قبل الخمس بشوي علشــان تبتدي شغلها فـ الفترة الثـانية , تفاجأت بـ جون واقف فـ المطبخ التحضيري المكشوف على الصالة ويتعبث فـ وحده من الكباته اللي فوق . . فقـالـت : آوه !؟ أنت هنا !!!
جون وهو يدور على صحن : أجل ! . . أنـا هنا منذ الـ 11 ؟! أيـن كنتِ طوال هذا الوقت . . . . !!!؟
تنهدت بالخفيف وهي تسكر الباب وراها بالخفيف : في مكان ما ! آخشى أن أخبرتك به إن تـُسرع بأخبار أمي عنه . . . لم أعد أثق بـك وبـ مدى حرصك على كتم أسراري !!!
جون بستخفاف : ها ها ها ها ها ! ظريفة جداً . . . , حسناً . . لا أريد أن أعرف إين كنتِ بالضبط . . . هذا ليس من شأني على أي حال . . . . .
أيميلا وهي تفصخ حجابها : حمد لله أنك وآخيراً أستطعت أن تميز ما بين . . ما يجب عليك التدخل به . . وما لا يجب عليك التدخل به !!!!
جون وهو يحط الصحن على جنب ويعطيها نظرة : ألا ترين أنكِ منذ أن اسلمتي وأنتِ تستحقرينني بصورة مستفزه !؟؟؟
أيميلا : لا دخل لهذا بـ أسلامي , فلا تتخذه حجة . . . المهم , هل فاتحت أمي بالموضوع !؟؟
جون : نعم فعلت , تقول أنها لم تطلب منهم ضربه . . لقد طلبت منهم تخويفه فحسب !!!!!!
أيميلا وهي تتقدم بخطواتها لـحد غرفتها : هُراء ! . . ( سكرت الباب وراها )
جون حرك كتفه بالخفيف بلا مبالاة . . وكمل اللي أبتدى فيه , صب الحليب داخل المله . . . ومن الـكبـت اللي تحت طلع الـ كورن فليكس ونثر له شوي فوق الحليب . . . ومن بين مجموعة القفاش المحطوطه بالقرب من المغسله . . ألتقط له وحده وحذف بعمره فوق الكرسي جدام التلفزيون , شغلـه وقعـد يفرفر لحد ماتوقف على قنـاة آغاني . . ولآنه اللي تغني حـلـوة . . فأختـــار يــاكل وهو مجابل هـ الوي السموحي . . .
ثواني بسيطة و وصل له صوت أيميلا اللي واقفه عند باب الغرفة : هل لك أن تخفض صوت التلفاز قليلاً !! أريد أن اصلي !!!!!
جون : وما دخل التلفاز بـ الصلاة !! صلي . .
أيميلا بـ أمر : جووووووون !
جون بضجر : آفففففف . . ( ألتقط الريموت من جنبه ) حسنــــــــــــاً !! ( قصر وهو يقول ) ها قد خفضت صوته . . . . هل يمكنكِ أن تصلي الآن !؟
ما وصل له جوابها , فـ عرف أنــه راحت تصلي . . . . قعد ياكل وهو يطالع التلفزيون . . صورة بدون صوت . . علشان خاطر الأخت اللي تصلي داخل . . . .
تم ياكل فهلـ هدوء المزعج , ولما خلص . . ترك المله داخل المغسلة وفـ جوفها القفشـة . . . . . وتوجه بعدها لـ عنـد غرفته اللي صارت غرفة أيميلا حالياً . .
علشان يجوفها شفيها للحين ماجات ! . . . كل هذي صلاة ؟؟؟؟ . .
فتح الـبــاب لقـاهـا سـاجدة , عقد ملامحه بشدة . . ولسان حاله يقول ( شتسوي ذي ؟ ) . . . . . , تم واقف ينطر يجوف آخرتها . . . وبعد ماطولت فالسجود . . أرفعت من يديد , ضيق عيونه وهو يطالعها ويتفحص ملامحها المسترخية . . . جافها وقفت على طولها من يديد فتقدم هو بخطواته لعند السرير . . قعد عليه وعينه مصوبها ناحيتها . . . . يراقب حركاتها وطريقة صلاتها العجيبة ذي !!! ويتأمل شفايفها اللي تتحرك وتنطق بـ شي مب قادر يسمعه . .
لحد ما جافها ألتفتت لـ يمينها ولـ يسارها . . فـ سأل بستفسار : هل تبحثين عن شيء !؟؟
لكنها ما أجابته لآنها أساساً كانت تسلم عن يمينها وعن يسارها والأخ الملقوف اللي قاعد يراقبها داش عرض وبقوة بعد . .
رفعت يدينها وغمضت عينها بـ هدوء وسكينه وأبتدت تحرك شفايفها بدعاء عميق . . ولما خلصت قعدة تـ تمتم بـ أذكار خفيفه حفظتها عن طريق روبيـنـا من كثر ما تسمعها تسردهم بعد كل صلاة يومياً
وخلت جون طول هالفترة يراقبها و أستغرابه فـ ازدياد مضاعف مع كل حركة تسويها فـ صلاتها الغريبة هذه . . .
أول ما جافها قامت وقفت على حيلها وألقت عليه نظرة , صفق بيدينه وهو يقول : لقـــــد أبهرتني بهذه الحركات الغريبة !؟ هل هكذا يصلي المسلمون ؟!!!
أيميلا : أجل , هكذا نُصلي . . .
جون بنفس ملامح الأستغراب وهو يهز راسه بالخفيف بـ تفهم : آهـااا ! عمل جيــد . . . !!!
أقتربت وقعدت بالقرب منه ع السرير وهي تقول بـعـد ما بانت علامات الضيق على محياها من يديد : لقد تغيرت معاملة روبينا لي !!!! أشعر بأنها لم تعد تُطيق النظر إلى وجهي
جون : رو . . . ( أستصعب نطق الأسم فـ ما كلف نفسه بـ ذكره ) تقصدين تلك التي تعرض والدها لـ الضرب !؟؟
أيميلا بهم خفيف : أجل هي . . . حاولت أن ُأحادثها اليوم , ولكنها كانت تتهرب من مواجهتي . . . . !! ( بسرحان خفيف وهي ترسم صورة روبينا فـ مخيلتها ) لقد تسببت لها بـ ألم عظيم لن تغفره لي
جون بستفسار : إلى أي حد بلغت خطورة حالة والدها !؟؟
أيميلا : . . أنه يشارف على الموت ؛ ما لم يقوموا بـ أجراء العملية له في أسرع وقت ممكن !!!!
جون ببساطة : أذا لما التأخير ؟! فلـ يقوموا بها ولـ ينقذوه . .
أيميلا : لو أنهم يملكون ذلك المبلغ الضخم لـ قاموا بها . . ولكنهم لا يملكونه . . و لن يستطيعوا توفيره !!! دخلهم بسيط جداً جون . . وبالكاد يكفيهم . . ويسد أحتياجات يومهم البسيطة . . !
جون بتفكير : يبدو أن الوضع مُتأزم !!!!
أيميلا بيأس : بشـــدة . . . . . . لا ينفك ضميري عن تأنيبي طوال الوقت ! أشعر بأنني السبب بكل ما يحدث لهم . . . وما قد يحدث مستقبلاً ؟
جون بجدية : لقد أخبرتك بذلك منذ البداية ولكنك لا تستمعين إلي !! لقد رفضتي سلك الطريق الوحيد لحمايتهم . . وأنظري إلى ما آلت إليه الأمور
أيميلا : وهل تظن أنني راضيه عن كل ما يحدث !! أنــا أيضاً لا يرضيني كوني سبب في تعاسة من ساعدني وساندني ! . . أنــا أيضاً يستثير ضيقي هذا الموضوع كٌلما ذُكر !!!!
جون بنفس النبرة : أيمي . . هل تسمحين لي بأن أقول ما لدي دون غضب أو أنفعال !؟؟
أيميلا بامتعاض بعد ما عرفت النوته اللي بيعزف عليها اللحين : تفضل !
جون : أن كل هذه المصائب التي تقع فوق رأسك ورأس من ساندك هي بسبب غضب الرب عليكِ . . . . لقد ترعرعتِ في الكنيسة وكبرتي بين أطهر البشر ورسمتي طريق سامي راقي تُريدين الوصول أليـه . . لـ تُفاجأينا الآن بنكران كل تلك النعم والأصرار على التـمسك بـ هذا الدين الذي منذ أن تحولتي إليه وأنتِ من مصيبة إلى أكبر !؟؟؟؟ ألم تتسائلي يوماً عن السبب !؟ . . أنه عصيانك أيمي ليس ألا. . . ! الرب غاضب عليكِ
أيميلا : وهل تسألت أنت يوماً عن السبب الذي جعلني أترك الكنيسة وكل ما بها من نعيم ورفاهيه ؟ . . وأتخبط خلال سنتين كاملتين باحثه عن الديانه الحقيقه !! الديانه السويـه . . التي توافق فطرتي السليمة التي لم تأثر عليها سنواتي في الكنيسة ؟!! . . . ألم تسأل نفسك أنت . . لماذا تحديت الجميع وتمسكت بـ الأسلام بالرغم من كل ما أصابني منذ أن أعتنقته ؟؟؟؟ ألم تسأل نفسك لما !؟
جون : على الأرجح أنه عـنـاد لا غير !
أيميلا ضحكت بالخفيف بـ أستخفاف : عناد !؟ . . لا . . . ليس كذلك !؟؟
جون بستفسار : أذا !؟؟
أيميلا : لقد ذقت أيـــــــــــــام قاسية , تمنيت فيها أنني لم أدخل الكنيسة ولم أعرف لها طريق . . .
جون عقد ملامحه آكثر وقال : و كيف ذلك !!
أيميلا بعد ما لمحت الأهتمام بويهه قالت : أسمعني جيداً أذاً دون مقاطعه . . وألا فلن أتعب نفسي بـ سرد ما حدث !
جون : سأفعل !


( قبل سنتين)

" لا آله ألا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين "
من طلبت منها تسأل قلبها علشان تعرف بـ نفسها الطريج الصحيح وتحصل على الأجابــة اللي تريحها من هم هالـحلم الغريب . . وهي ما أنفكت بالبحث والسؤال , لدرجة أنـهـا قامت تناقش كل نقطة تاخذها فـ حصصها الدراسية وتفصفصها تفصفص اليهد ؛ بعض النقاط تتوصل فيها فـ النهاية لـ أجابات مقنعه تقريباً , والبعض الآخر يضطرون يسكتونها علشان يكملون الدرس وما تساهم بـ أسئلتها الـُطفيليه هذي بالشوشره على غيرها . . . فـ صـارت يومياً تطرح سؤال شكل و تشكك فـ بعض المعلومات . . وساعات تشكك فـ كل المعلومات . . وتسوي نفسها غبية وتطرح معلومة ثانية تتصادم بـ فكرتها مع المعلومة اللي قاعدين يدرسونها آيـاهــا . . . . وتطلب منهم يقنعونها بالثنتين !!!!! لكن كل محاولاتهم المستميته لأقناعها ما كانت تقنعها للأسف . . . . . . .
لحد ما تهورت فـ يوم و طرحت سؤال بنبرة أستفسار واضحة فـ وحده من الحصص وقالت . . ( أذا كان الرب قـد صُلب وقُتل !؟ فـ كيف يسير هذا الكون بعده دون آله !!!!! ) أرتخت ملامح الكل من قوة السؤال . .
فرجعت طرحت سؤال غيره يوازيه بـ القوة ( كيف يكون الرب قد ولد من جوف آمرأة كما يولد سائر الأطفال ؟!!! هل كان الوجود قبل ولادته دون رب ! ودون آله يديره ويحكمه . . ؟؟ )
وأضافت سؤال يفوق السؤالين القبلين بالقوة وقالت ( ألا يفترض بـالـ آله أن يكون قوياً ؛ يحمينا ويساعدناويقينا من مكر الأعداء ؟؟؟!! كيف سيستطيع حمايتنا إذا ما عجز عن حماية نفسه و قُتل و صُلب من قبل أعداءه ؟ ) " تعال الله عما يصفون " . . .
وأختمت بـ سؤال آخير ( اذا كانعيسى أبن الرب لذلك لم يستطع حماية نفسه والدفاع عنها - رغم أنه يظل آله ويفترض بـه أن يكون آقوى من البشر - . . فلماذا نلجأ أليه هو بالدعاء والتضرع والصلاة . . لما لا نتجه فوراً إلى الرب ونسأله مانريد ؟!!! أوليس الرب أقوى من أبنه !؟؟؟ )
كلها أسئلة عجزوا لا يحصلون لها أجابات . . . بـل الرد الوحيد عليها كانت نظرات قوية . . بينت عجزهم عن طرح أجابة وحدة يحاولون فيها يقنعونها ولو 50% !!!! لآنها أسئلة هم نفسهم ما يعرفون أجاباتها
وصلت أسئلتها لـ القس نفسه اللي طلب منها تتوقف عن سرد الحلم على كل من يطلع بويها . . . ولما عرف عن الطلعه اليديدة اللي طلعت لهم بها , ناداها على طول لمكتبه . . . . وسألها عن السالفة اللي سمعها . . وهي أنها تشكك بكون عيسى ( عليه السلام ) الرب !!!
قالت أنها ما تشكك ؛ هي مجرد أسئله طرت على بالها تبي أجابتها . . . . !! , نهرها وطلب منها تكف عن ترديد هـ الأسئلة . . . لآنها تغضب الرب . . . هزت راسها بـ طاعه ووعدته أنها راح تتوقف عن طرح إي سؤال يديد ممكن يساهم في آثارة غضب الرب . . . وفعلاً توقفت , لكن بعدها قاموا البنات بنفسهم يجون يستفسرون منها عن سبب تجرأها على طرح مثل هذي الأسئلة . . . . فقامت تقول لهم عن الشغلات المتناقضة اللي قرتها . . والإمور اللي ما تدش العقل واللي عجزت لا تستوعبها . . . . وإنه أكــيــــد في أجابة فـ مكان ما ؛ تشرح لهم كل هالشغلات اللي ألتبست عليــهــم . . . . . . .
لما درى القس هالمرة أنها رجعت تبث أفكارها وتـ شكيكاتها العقيمة بين البنات , أضطر يعاقبها علشان تتوقف غصب عن تصرفاتها هذي اللي أبداً مب فـ صالحهم . . . و أمر بحبسها فـ وحده من غرف الدير !!! ومنع الماي والأكل عنها لحد ما تتوب وتمتنع عن نشر سمومها بين البنات و العبث فـ معتقداتهم ! . .
لآنها أذا ما رضت تتوقف بالطيب . . . فراح تتوقف بالغصب !!!!!!! , أيــام صعبه قضتها مابين جوع وعطش وحبس طويــــــل . . . وضغط نفسي على يد بعض الراهبات اللي يتكفلون بنصحها ساعات . . إو أمرها وأجبارها بقسوة على الـتوقف عن اللي قاعدة تقوله رضت وله أنرضت . . و يحاولون يخوفونها ويزرعون الرعب فـ قلبها عن طريق تذكيرها بـ غضب الرب والطرد من رحمته اللي راح تطالها بسبب التخريفات اللي قاعدة تفتريها عليه !! لحد ما حست أنها ما عاد فيها تستحمل أكثر . . . و حلفت أنها خلاص ماراح تفتح حلجها بـ ولا حرف وراح تمارس كل الطقوس والعادات اللي تعودت عليها من نعومة اظافرها مثل ما أعتادت وبتتشح بالصمت . . مب مهم تعرف الأجابة . . . . . المهم تطلع من هالمكان وترجع تمارس حياتها بالطريقة العاديه اللي أعتادت عليها !!!!! وبالفعل طلعوها وهددوها أنه لو تكرر منها هالتصرف أو تجرأت على نطق سؤال واحد من نوعية الأسئلة اللي تطرحها وتثـــير معمعه فـ الحصص وبين مقاعد الدراسة !! راح تتعرض لطرد من الكنيسة والطرد من رحمة الرب و ما راح يغتفر لها ذنبها ذي لو تسوي اللي بـ تسويه . . . أمتدت مراقبتهم لها لـ فترة طويله أعقلت خلالـهـا . . . وتوقفت عن طرح الأسئلة ! وأكتفت بـ البحث بين الكتب بلا فـايدة وبـ امل معدوم . . , . . . فـ نصحتها الراهبة اللي أشـارت عليها فالبداية أنها تسأل قلبها ؛ بأنها تطلع من هالمكان . . وتبحث برى ! لآنه المكتبه الموجوده هني يستحيل تحمل فـ جوفها شي يدينها .. أو كتب تقول بصريح العبارة أن دينهم غلط محرف , فـ مهما دورت وبحثت وأجهدت نفسها . . ماراح تلقى شي هني يفيدها ولو بعد مليون ســـنــه
كل الكتب اللي هني تتكلم عن ديـنـهـا والأعتقادات اللي فيه و الطقوس اللي لآزم يمارسونها والوسائل المتاحة لتقرب من الرب و ألخ ألخ ألخ . . !!! . . و لو أنها فعلاً تبي تلقى الطريق الصحيح عليها تطلع من الكنيسة وتبحث فالمكتبات العامة اللي برى , هنــاك راح تحصل اللي تبيه !! . . . .
أنزرعت هالفكرة فـ بالها . . وحست أنها تبي تطلع لكنها مب عارفه شلون بتطلع وشنهو العذر اللي بـتنسجه علشان تقنعهم يخلونها تطلع ؟!!!
فـ أكتفت الراهبة بأنها تقول بكل بساطة : دعي هذا الموضوع علي . . وسأحرص على آن تخرجي من هناك خلال هذا الأسبوع !!!
وفعلاً , خلال أسبوع واحد . . لقت الكنيسة كلها مولعه عليها ؛ بحكم أنه وصلهم خبر أنه أيميلا رجعت تمارس حركاتها السابقة وتنشر خرابيطها بين البنات بالـدس . . . فـ بلمح البصر ما لقت نفسها إلا وهي مطرودة من الكنيسة و مطرودة من رحمة الرب مثل ما بلغها القـــــس . . . . و أطلقوا عليها إسم ( عــــــــاصيــــة ) لآنها عصـت تقاليد الكنيسة وأحكامها , وكفرت بكون عيسى - عليه السلام - الرب ! وتمردت على دينها . . . وما أنفكت تشكك فيـــه . . وكل هذا بسبب كلام مجهول بالنسبة لها صبـتـه الراهبة ذيج فـ أذن الكل . . . . . .
متأكده أنه أياً كان هالكلام ومهما كان مضمونه ؛ أنهـا قدرت من خلاله تخليهم يطردونها - بدون تعذيب نفسي يديد فـ وحده من غرف الدير - بـمجرد أستخدامها لـ أسلوبها الـفُلاذي فـ الأقناع !!!!!
و راح تظل ممتنه وشاكره لها على معروفها الكبير هذا لحد آخر يوم فـ عمرها .
"
أ عُباد المسيح لنا سؤال . . نريد جواباً ممن وعاه
إذا مات الإله بصنع قوم . . أماتوه فهل هذا إله ؟
ويا عجبا لقبر ضم رباً . . وأعجب منه بطن قد حواه !!
أ قام هناك تسع من شهور . . لدى الظلمات من حيض غداه ؟
وشق الفرج مولوداً . . ضعيفاً فاتحاً لثدي فاه !!
ويأكل ثم يشرب ثم يأتي . . بــلازم ذاك فهل هذا إله ؟؟
تعالى الله عن أُفك الحيارى . . سـ يُسأل كلهم عما افتراه


( جزء من قصيدة أعباد المسيح - أبن القيم )

"
دخلت المطعم من يديد ع الساعه 5 بالضبط . . . بعد ما قضت وقتها فـ شقة آخوها تحاول تقنعه بسبب تركها لـ النصرانية وأعتناقها للأسلام . . وتحاول تبين له الفرق الكبير ما بين حياتها قبل وبعد . . لحد ما خاف على نفسه لا تأثر فيــــــه و تسحبه معاها للأسلام ! علشان حزتها صج تنفجع آمه . . . !! . . غير الموضوع كذا مره و حاول يخليها تـ تتكلم بأي شي ثـاني غير سوالف الديــن و مــا ديــن !!! لآنه مب من أهتماماته أصلاً . . وأخر همه !!! المهم عنده أنه يعيش حياته بالطول والعرض وخلاص . . لآنه حتى أيام الأحد اللي المفروض يتواجد فيها فـ الكنيســة . . كان ينسحب لها بالغصب وهو صغير , وماعاد يدل طريجها من كبر !!! . . . و مابين كلمة منها وكلمة منه تغير موضوع نقاشهم و رجع يتمحور من يديد حول روبيـنـا وحالة أهل روبيـنـا . . . فـعلشان يضمن آنها ماترجع تفتح موضوع الديـانات مره ثانية . . أقترح أنه يســاعدهـا فـ تدبير المبلغ ويرفع عن ضميرها التأنيب القوي اللي ما ينفك يأنبها كل شوي ؛ علشان يخلي بالها ينشغل فـ شي ثــاني غير أقناعه بشي ما يبي يسمعه ولا يبي يقتنع فيه أصلاً ! . . . , من شدة فرحها نقزت عليه وحضنته بقوة بعد ما طبعت بوسه قويه على خده وهي تردد كلمة ( شكراً ) بصورة متـسلسلة متشبعه فرح ووناســة أفتقد يلمحهم على ملامح آخته من فترة مب قصيرة !!!!
أبتدت شغلها فـ المطعم فـي الفترة الثانية بحماس , لآنها مازالت مصرة أنها ماراح تطول فـ المكوث فـ شقة جون !!! لآنهـا أكثر وحده عارفه البلاوي اللي تصير فيــهـا . . والليالي الحمرا اللي تحيا بـهـا يومياً ! و اللي للأسف وافقت تدخلها كذا مره . . - قبل لا تسلم طبعاً - وندمت قد شعر راسها بعدها وأبتعدت عنها على طول ؛ لآنها بختصار ما لقت اللي كانت تبحث عنه فـ هالأماكن الثقيله على قلبها . . . وماحست بـ الراحة اللي تركت الكنيسة ومستقبلها ؛ باحثه عنها ! بالعكس . . مع كل ليلة تعدي عليها وهي وسط هالأجواء - الشيطانية - تحس عمرها ترخص أكثر وأكثر لدرجة فضيعه . . . . تحس نفسها ماتسوى فلس . . ! تحس وكأنها وحده من بـنـات الليل والعياذ بالله . . وهي تقضي كل ليلة فـ حضن شخص يديد . . . !!! إو تشرب لحد ما تفقد الوعي وتصحى اليوم الثاني وتلاقي نفسها فـ منظر مخزي تخجل من وصفه !!!!!! . . هالاجواء والحياة الـمتحرره - بزيادة - بدون ضوابط . . مب لها ! ولا هي الأجواء اللي أعتــادت عليـــهــــــــا أبداً . . . . هذي حياة جون , مب حياتها . . . يمكن وافقت عليها فالبداية ليش أنه أقترح عليها مره . . تروح شقته تـرفه عن نفسـهـا شوي !! وتفرفش وتزيح هالوساويس اللي مسيطرة على بالها ومنكده عليها حياتها . . . . وبالمره يمكن تتصادف مع Boyfriend يخليها تجوف الحياة ملونه من يديد . . من بعد ما صــارت الدنيا فـ عينها مصبوغه بـ سواد كئيب . . . . . !! وتحصل على فرصة يديدة بـ أنها تكسب حبيب من بعد ما قضت حياتها كلها فـ كنيسة ما تسمح للبنت بـ أنها تحب إو ترتبط . . . لآنه هالشي حرام على الراهبــة اللي لآزم تكرس حياتها للكنيسة والدين وبس ! . . , لكنها أكتشفت أنه ماتقــدر تستحمل الأنحطاط اللي وصلت لــه . . . . فـ أبتعدت على طول !! بدون إي تردد , ورفضت تدخل شقة جون من يديد لو شيصــــــــير !!!!!!
لكنها اللحين احتدت تدخلها من يديد وتسكن فيها مؤقت . . بعد ما حلف لها جون لين نشف ريجه أنه آخذ كل النسخ من كل ربعه ومستحيل راح يقدر يدش عليها آحد , فـ تقدر تنام وهي مرتاحة فيها وضامنه آنه ما بيدش عليها إي مخلوق , مضطره تنتظر فيها لحد آخر الشهر ؛ علشـــان تضيف المبلغ المضاعف اللي أشتغلت عشانه فوق الفلوس اللي عندها اللحين , وتطيييير تدور لها آقرب شقة تأجرها . . وتسكنها بـ بال مرتااااااح . . . . . وتحس حزتها فعلاً بالآمان !! و ما تصير حمل ثقيل . . لا على روبيـنـا ولا على غير روبيـــنـــــــــا . . . . . , اللي أن شــاء الله وبأذن الله . . لما تتصادف معاها باجر فـ المستشفى وهي جايبه المبلغ الكافي للعمليه , راح ترجع المياه لمجاريه فـ علاقتهم ؛ ويطيح الحطب !


[ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [سورة طه - 124


اليوم التالي
كانت الساعه تشير لـ 3 العصر لما طلعت من المطعم وتوجهت للمستشفى على طول . . . , أستغربت عدم تواجد روبيـنـا اليوم فـيه !! . . خافت لا تكون حالة رضــا تدهورت . . إو لا قدر الله مــــــات ولآنه الفكرة بحد ذاتها خوفتها ؛ قررت أنها أول ما تخلص فترتها الآولى تتوجه للمستشفى على طول . . وتطمن ع الأوضاع بنفسها . . .
مســـافـة الطريج ونزلت من السيارة , سألت عن واحد بأسم رضــا جمال الدين . . . باكستاني !؟ فـ دلوها على غرفته الموجودة فـ قسم العناية المركزه . . . أستبشرت خير وسألت بحماس : لم يُصبه مكروه !؟
أبتسم لها الموظف بلباقة وقال : لا . . ! مازالت حالته كما هي لم يطرأ عليها إي تحسن يُذكر . . .
رجعت سألت عن العملية , وأذا أنه أجروها له وله للحين !؟
فـ جاوبها ببساطة آنــه ما قام بالعملية للحين . . . من جذي حالته ما تحسنت . . !
أبتسمت بـ أمل وقالت : أذا , مازال هناك وقت لأجرائها !!
أجابها : آجل , مازال . . وكلما قام بها أسرع كلما كان آحسن وأفضل . . . .
آيميلا بنفس الملامح : لقد آحضرت المبلغ المراد . . . لمن ينبغي علي تسليمه لـ تُدخلوه غرفة العمليات !؟؟
أشر لها بلطف : تفضلي معي !!!
خذاها معاه علشان تدفع فلوس العملية , بينما هي قلبها يرفرف فـ صدرها من الفرحه بعد ما حست أنها وأخيراً بتقدر تزرع الفرحة فـ عيله روبينا من يديد
بعد ما أنتزعتها آمها بقسوة !!!! وعكرت صفو حياتهم .


من الصوب الثاني , كانت روبينا رافضة رفض قوي أنها تروح المطعم اليوم . . وتبي تقعد فـ المستشفى بـ قرب آمها تنتظر معجزة تنزل عليهم وتنقذ أبوهم . . ولأنه أملها فـ الله كبير وثقتها بــه عاليـــه كانت واثقة أنه ماراح يتخلى عنهم وراح يـريح قلوبهم سواء طالت المدة إو أقصرت . . . . . بينما حسن كان مبتلش فيهم و مب قادر يقنعهم أنهم يرجعون البيت , لآنه كل وحده فيهم راسها أيبس من الثانية ومحد ماكلها فالأخير غيره . . . !!! ما يطلعون من هني ألا بعد ما يطلبون منهم الدكاتره هالشي لآنه وجودهم كـ عدمه . . . و وقت الزيارة أنتهى !! . . .
حاول يستميل قلوبهم بـ ذكر ياسمين وعمر كـ نقطة ضعف ممكن تخليهم يضطرون يرجعون البيت بسببها ويقعدون معاهم علشان لا يستوحشون بروحهم أو يخافون . . , لكن روبينا المتكتفه بعناد وأصرار قوي ؛ تعذرت بـ أنه عمر يحن أنه كبر وصار ريـــال , خلاص . . خل يتكفل هو برعايتها لين يرجعون . . . . ويثبت لهم أنه قد المسؤوليه وكبر مثل ما يقول !!! . .
تسند حسن ع الطوفة بـ ضجر منهم وعقد ذراعينه جدام صدره بعد ما زفر بالخفيف , وعقب دقايق طويلــه . . . لمح مجموعة من الـ ممرضات متوجهين صوب غرفة أبوه . . . .
فـ تبعهم بسرعة ووقف عند الباب مستفسر بعد ما توزعوا داخلهم وتنثروا : إلى أيـن تأخذونه !؟
تكلمت وحده من الممرضات وهي تحاول تنزع وايرات الجهاز المتصل بجسد رضا : إلى غرفة العمليان سيدي !
عقد ملامحه بعدم فهم : ولكن . . . ؟! كيف !!! . . نحن لم نقم بـدفع المبلغ المطلوب . . . !
تكلمت الثانية : بـالطبع فعلتم ! . . .
أم روبينا بذعر بعد ما وقفت ورى ولدها : ما الذي يحدث بُني ؟! . . إلى أيـن يأخذونه . . . ؟
حسن بدهشة مب قادر يخفيها : إلى غرفة العمليات !
تكلمت روبينا بأستنكار : عمليات !؟ و . . . و . . ولـ ـ ـكن كيف ذلك ؟؟؟
ما حصلت جواب لآنهم أضطروا يبتعدون عن البـــاب لما بـاشروا الممرضات بـ دفع السرير لـ خارج الغرفة متوجهين بـه لـ غرفة العمليات , أتبعوا السرير بخطوات ممتليه أستغراب وتفاجئ و مليون ألف سؤال وسؤال يحوم فوق راس كل واحد منهم !!!؟ . . . . .
لحد ما تفاجأوا بالخطوات الثانية اللي تتقدم صوبهم من بعيد وعلى ملامحها أبتسامة عريضــــــة أشرحت لهم اللي قاعد يصير بالضبط . . وكشفت لهم هوية اللي دفع المبلغ وأنقذ حياة رضــا اللي كانت متعلقه ما بين الحياة والموت ؛ كانت أيميلا . . . بأختصــار !!
روبينا عقدت ملامحها بستغراب لما لمحتها وقالت لها إول ما مروا صوبها وأتبعتهم : ماذا تفعلين هنا !؟
أيميلا بصوت هادي واطي مسموع لكل اللي حولها : أطمئني , سيكون على ما يُرام !!! . . لقد قمت بدفع المبلغ . . . .
تهللت ملامح روبينا بفرحة : حقاً ؟! أنتِ من قام بدفعه !!!!!
أيميلا ببتسامة عريضة قالت : أجل فعلت , هو كـ أبي بالضبط . . . ولن ارضى أن يُصابه مكروه بسببي
روبينا أمتلت عيونها بالدموع , مدت يدها وضغطت على يد أيميلا بأمتنان كبير وقالت : الحمدالله . .

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -