بداية

رواية حب غير متوقع -9

رواية حب غير متوقع - غرام

رواية حب غير متوقع -9

فتح جاك باب الشقة و صفر معلقا
- " انها رائعة و واسعة أيضا ..هل تقيم حفلات هنا يا جونيور؟!"
- " لا ابدا.. بل تستطيع أن تقول بأني احضر الفتيات إلى هنا ا "
فتح جاك عينيه باتساع فجونيور ليس من عاداته أن يرافق أكثر من فتاة واحدة و الان يقول فتيات ..
- " لابد انك تمزح "
هز رأسه نفيا و قال بثقة
- " لا ابدا .. إنها الحقيقة"
اراد جاك أن يعلق لكن جونيور تكلم عنه ..
- " ضعوا اغراضكم هنا و دعوني اخذكم في جولة بالمدينة و اريكم الجامعة التي ادرس بها "
وافقه أليكس و هو يضع حقائبه على الارض
- " حسنا هيا "
خرج الشباب و تجولوا في المدينة حتى منتصف الليل شاهدوا جمال مدينة نيويورك بمبانيها الشاهقة و ناطاحات السحاب .. أخذهم في جولة على متن القارب و رأوا برج الحرية عن قرب .. و بعد ذلك التجوال اللطيف ذهبوا الى احدى البارات و رقصوا حتى اوجه الفجر


و في الساعى الثانية عشر ظهرا كان الشبان لا يزالوا نائمين .. حتى كان جاك أول المستيقظين .كان نائما على الكنبة في عرفة الجلوس .. وقف ليذهب إلى الحمام و هو يتمايل بمشيته و يفرك عينيه أثر النعاس سمع صوت حركة و صوتي أنثوي صادر من المطبخ اقترب ليلقي نظرة خاطفة فرأى فتاتان تعدان الفطور .. استغرب و لم يجعلهما تنتبهان لوجوده .. أسرع إلى لايقاظ أليكس .. و همس حتى لا تسمعه الفتاتان
- "أليكس .. استيقظ يا اليكس انظر.. ان جونيور صادق في كلامه "
فتح الاخر عينيه بتثاقل و هو مستغرب من جاك و كلامه
- " ماذا تقصد ؟"
- " اعني ما قاله بالامس .."
تثاءب أليكس و دفع جاك لا شعوريا بعيدا عنه ليكمل نومه
" أليكس يا غبي يوجد فتاتان هنا "
فتح عينيه باتساعهما و فجأة استقام بجلسته
- " اهذا صحيح ؟"
أومأ جاك برأسه و أشار على باب المطبخ الشبه مفتوح
- " انظر هناك في المطبخ "
وقف أليكس ليهرب إلى داخل الحجرة
- " يا الهي يجب ان اغير ملابس لا يمكن ان يروني بلباس النوم و شعري أشعث و عيناي ..."
لم يستطع أن يكمل جملته أو أن يهرب لان الكسندرا دخلت غرفة الجلوس و بيدها صينية وضعتها أمامهم .. وقف الاثنان مذهولين كالصنمين .. فابتسمت لهما و قالت
- " مساء الخير يا شباب "
اضطرب اليكس و شعر بالاحراج لوقوفه أمام فتاة جميلة جدا جدا بشورت النوم فقط .. بلع ريقه قبل أن يجيبها


- " اهلا ... اهلا "
و بعد ذلك خرجت فتاة أخرى بيضاء و جميلة أيضا .. فتكلمت الفتاة السمراء مشيرة إلى صديقتها
- " انا الكسندرا و هذه صديقتي جينيفر نحن اصدقاء جونيور "
مد يده يصافحها و ابتسم ثم أسرع لدخول الغرفة التي ينام بها جونيور حتى يغير ملابسه و ينضم الى الفتيات الجميلات ...
جلس جاك و أليكس على المائدة يتناولن الفطور المتأخر الذي أعدته جين و الكسندرا و يتحدثون عن بعض بعد التعارف عندما خرج جونيور من غرفته كان مبتسما و سعيدا بوجود أصدقائه حوله
- " ارى انكم تعرفتم على بعض .. لقد وفرتم علي جهد .. "
- " اهلا جونيور مساء الخير يا رجل "
قال جاك و هو يأكل العجة الشهية التي أعدتها جين
- " اين سنذهب اليوم مع الفتاتان الجميلتان "
انضم إليهم على المائدة ..
- " لا اعرف انت اختار المكان الذي تود ذهابه يا اليكس "
- " الى البار اريد ان ارقص "
قالها و هو يؤدي حركة دائرية بديه و يرقص بلا أنغام ..أضحك الجميع ..
قضوا الليل في الباراستمتعوا بوجودهم في نيويورك و لم يبقى مكان واحد في نيويورك لم يقومةا بزيارته ..
" أريد أن آخذ هذه لجولي و واحدة لي"
كان جاك يحمل بيديه تي شيرت بيضاء كتب عليها ( أنا أحب أن واي ) اختصار لي نيويورك
" و انا كذلك "
قال أليكس .. قهقه جونيور و قال معلقا
-" بالطبع و ألا لن يصدقوكما بأنكما ذهبتما إلى نيويورك ذي بغ آبل "
ضحك جاك
" هذا صحيح يا هزلي "
مر أسبوعان فثلاثة ثم أربع كالبرق لم يشعر جونيور بها و تركه أصدقائه عائدين إلى لوس أنجلوس ..
و كذلك هي الحال .. مرت سنة فسنتين .. لاربع سنوات ياتي الشباب الى نيويورك في الصيف و تذهب الفتيات جولي و آلي و فيرونيكا ليقضوا الصيف في لندن عند اسرهم ...
حتى أتى اليوم الذي تخرجوا فيه ..
تخرج جاك من كلية الادارة وعمل كموظف اداري لاحدى الشركات المعروفة في لوس انجلوس..


بينما عملت جولي في احدى القطاعات التجارية و توطدت علاقتها اكثر بجاك و أصبحت أكثر جدية ..
اما بالنسبة لاليكس فهو اصبح محامي ناجح له سمعة قوية في كاليفورنيا و بالاخص لوس انجلوس..
اما الي فأصبحت مستشارة قانونية لاحدى البنوك المشهورة في لوس انجلوس ...
و الحياة بالنسبة لها و أليكس كالسمن على العسل .. و كأنهما خلقا لبعضهما .. فجاك و جولي و آلي و أليكس و جدوا توأم روحهم و شاركهم في التخصاصات و الاهتمامات و هذا سر نجاح العلاقات ..
فيرو تخرجت من كلية الاعلام وعملت كصحفية لسنة كاملة لكنها قررت ترك الصحافة و الاتجاه الى الاعمال الحرة فاشترت متجر قديم و قامت بتعديله و جعلته متجر للازياء تقوم هي بادارته و تصميم الملابس فيه كان للمتجر على وزن اسم عائلتها (دايمون) فاسمته ( دايموند) و لقد نجح المتجر بأقل من سنتين ... و أصبح له سمعة مشهورة في كل أنحاء البلاد حتى الذين في ولايات أخرى يأتون إلى لوس انجلوس من أجل المتجر .. و كانت تخطط لفتح متاجر أخرى في المستقبل حتى يتوسع نشاطاتها .. و كانت والدتها المساند الرسمي لها و نائب المدير ..
اماجونيور فهو لم يعد إلى لوس أنجلوس لانه قرر أن يكمل دراسة الماجستير و الدكتوراة في نفس الجامعة التي يرتادها و بقي له نصف سنة و يرجع الى دياره..
انتهت علاقته بجنيفير على الوئام و قررا ان يترسالان بالبريد الالكتروني كصديقين ..
و كما الحال بالنسبة لالكسندرا التي تعمل الان مدرسة لعلم الجغرافيا ....
و هكذا مرت السبع سنوات كالسبعة أيام ...


-10-كانت فيرو لاهية بإعطاء الارشادات الى العاملة الجديدة في المتجر عندما فتح الباب و دخل رجل طويل وسيم الذي قاطعها عن عملها عندما صاح بصوت مرح ..- " مرحبا يا جميلة "التفتت الى مصدر هذا الصوت المألوف و اسرعت لتحتضنه و قالت بصوت لا يغيب عنه الدهشة - " مارك ؟؟ "- " اهلا يا فيرو كيف الحال ؟"- " انا بخير .. يا الهي لقد اصبحت نحيلا جدا عن اخر مرة رأيتك فيها "- " هذا صحيح لقد اتبعت نظام للتخسيس بينما كنت في سياتل لعقد المؤتمر الذي قلت لك عنه "- " لقد تذكرت .. اصبحت وسيم جدا و جذاب "- " و هل اجذبك الان "ابتسمت بخجل فهي في اخر سنتين تقربت من مارك كثيرا كانا يخرجان معا اكثر من مرة و لقد اعترف لها باعجابه بها منذ ايام الثانوية .. تغيرت نبرة صوته لتكون أكثر جدية و كذلك نظراته التي تنم عن افتتانه بها و بجمالها الاخاذ ..- " فيرو ... اريد ان ادعوك للعشاء هذا المساء "فاجأها بسؤاله فترددت بالاجابة- " لكن .."قاطعها آخذا يديها بين يديه ..- " هيا ارجوك اليوم في الساعة الثامنة في المطعم الايطالي ما رأيك ؟"فكرت قليلا و هي تنظر إلى عينيه .. و لم لا تذهب معه ؟ هي شابة و غير مرتبط فلم هذا التعقيد ؟! اومأت برأسه و ابتسمت له - " حسنا .. "ضغط على يديها بابهامه و كشفت ابتسامته عن اسنانه البيضاء - " رائع الى اللقاء اذا في الثامنة .."استدار بسرعة و خرج من الباب .. وقفت تنظر اليه و هو يبتعد عن المتجر .. ابتسمت للقدر الذي جمعهما من جديد .. و تذكرت ذلك اليوم الذي اصطحبها إلى حفلة المدرسة .. و عادت بها الذاكرة إلى جونيور و رقصته و قبلته و رائحة عطره .. لم هو لا يزال في عقلها بعد ثمان سنوات من الفراق .. حاولت تغير أفكارها و ذكرياتها فاخذت احدى ازياءها و ذهبت الى شقة جولي و آلي فهي تسكن معهما منذ ايام الدراسة بالجامعة لتكون قريبة منهما و من الجامعة .. لبست الفستان الذي اخذته من متجرها لونه احمر قصير يبدو رائع على جسدها وضعت ضلال عين خفيف و حمرة حمراء كلون الفستان كما طلت اضافر يديها و رجليها بنفس لون احمر الشفاة و رفعت جزء من شعرها الاشقر الذهبي ليزيدها جمال و انوثة ...دخلت جولي فصفرت اعجاب بها- " الى اين يا فيرو ؟ يبدوا انك ذاهبة في موعد غرامي ؟؟ من هو سعيد الحظ ؟ "قالت باختصار ..- " انه مارك "دهشت جولي لسماعها اسم مارك مجددا .. - " يا الهي مارك مرة اخرى؟؟ "- " نعم "- " انه معجب بك "- " لا اعلم لكنه رجل رائع يا جولي "ربتت على كتفها و هي تبتسم - " استمتعي اذا بقضاء يوم ساحر "- " شكرا .. كيف ابدو ؟"- " رائعة و ساحرة سيقع في حبك "غمزت لها بعينها و ضحكت .. - " شكرا .. حسنا جولي يجب ان اذهب تمني لي التوفيق ":- " بل اتمنى لك السعادة في احضان مارك"خرجت فيرو مبتسمة فتعليقات جولي يجب بل دائما تجعلها تبتسم .. ركبت سيارتها و اتجهت الى المطعم الايطالي ... دخلت فوجدت مارك ينتظرها وقف عندما راها تقترب من الطاولة دفع لها الكرسي للخلف لتجلس ابتسمت له عندما راته ينظر اليها بتمعن قدم لها وردة حمراء تليق بلبسها .. - " شكرا "- " انها تليق بك لكنك اجمل منها "انزلت راسها خجلا .. قدم لهم الجرسون قائمة الطعام اختارت فيرو سلطة خضراء بينما مارك اختار طبق اللحم المشوي كما طلب ( شامبين ) لهما .. نظرت إليه بدهشة مصطنعة و هي تلوي شفتيها بابتسامة- " شامبين ؟؟... تبدو سهرة جدية "مد يده عبر المائدة ليقبض على يديها و يمسح عليها بابهامه برفق - " انت تستحقين هذه السهرة "- " شكرا مارك انك تخجلني بكلامك "- " فيرو .. اريد ..."تعلثم فأحست بان هناك شيء هام يخجل قوله - " ماذا يا مارك ؟"- " ان هذه السهرة تختلف عن كل السهرات التي قضيناها "- " ماذا تقصد ؟"- " فيرو .."قام من كرسيه و اقترب منها ركع امام كرسيها شعرت بالتوتر التفتت الناس لينظرون الى هذا المشهد الرومانسي ..- " فيرو ... هل تقبلين الزواج مني "انعقد لسنها.. و لم تعرف بماذا تجيبه اخذت دقائق طويلة تنظر الى عينيه التي تنتظر جواب منها التفتت الى الناس الذين ينتظرون اجابتها ايضا .. فكرت بان كان لها علاقة رائعة مع مارك قبل سنتين و لطالما كان معجب بها .. و لقد تعبت من انتظار جونيور الذي لم يسأل عنها منذ ثمان و هي تعرف بأنه لا يبادلها مشاعر الحب و لابد بأنه مضى بحياته بعيد عنها و أسسها في نيويورك فلماذا تدفن شبابها و جمالها و هي لا تزال في الخامسة و العشرين .. اغروقت عيناها بالدموع و أجابته بصوت مخنوق- " نعم "لم يصدق بأنها وافقت على الزواج به .. وضع الخاتم بيدها فضمها و قبلها على تصفيق الناس الفضوليين .. فتح لهما النادل الشامبين و سكب لهما في كأس خاص لهذه المناسبات .. كما أحضر الاطباق .. اكلوا بهدوء دون أن يتلفظا بأي كلمة كان ينظر اليها بابتهاج بين فرة و أخرى و كانت تنزل رأسها خجلا فهذا الرجل الذي أمامها أصبح زوج المستقبل ...بعد العشاء رقص معها على انغام هادئة تذكرت اشياء كثيرة مرت و طوى الزمان صفحاته عليها نست كل شيىء نست ماضيها و عاشت بالحاضر بين احضان خطيبها .. حملها الى شقته و القاها بفراشه و اخذ ينظر الى جمالها و جمال جسدها غاب الاثنان في غيبوبة الحب و اصبحا كالجسد الواحد ...افاقت على صوت رنين هاتفها المزعج الذي تكره صوته في الصباح ..أجابت بصوت ناعس و عينيها لازالت مغمضتين " الو "- " الو فيرو .. اين انت ؟"- " آلي .. ماذا تريدين اني نائمة "- " لقد اتصلت والدتك تبحث عنك اين انت ؟ "- " ماذا تريد والدتي؟! "- "اتصلت لتذكرك بان خالتنا ليزا وصلت اليوم من لندن .. لابد أنك نسيتي.. على كل حال أين انت ؟!"استقامت جالسة و ضربت جبينها لقد نسيت بالفعل أمر خالتها ليزا- " اه ..صحيح .. يا الهي ..لقد نسيت.. سآتي حالا "- " حسنا و ستخبريني أين كنت ؟ "- " سأفعل لاحقا الى اللقاء "اغلقت سماعة الهاتف و حاولت ان تقوم من الفراش لكن مارك يمنعها و يجرها مرة اخرى الى الفراش يقبلها و يداعب بشفتيه رقبتها .. كانت تدفعه و هي تضحك - " مارك عزيزي يجب ان اذهب "- " لا ..ابقي "- " ليتني استطيع .. يجب ان اذهب فخالتي ليزا وصلت من لندن "- " سترينها لاحقا "جذبها من خصرها لكنها قاومته و وقفت على رجليها - " لا ... مارك .. "تنبه إلى نبرة صوتها - " ماذا ؟"- " مارأيك ان تنضم الينا على الغداء فنخبرهم بخطبتنا "- " لا اعرف .."- " هيا ارجوك .."- " حسنا كما تريدين يا جميلتي "- " اذا اراك في وقت الغداء "ارتدت ثيابها بسرعة فاستغرب و سألها باغراء- " الن تشاركيني في الاستحمام"ابتسمت له بطريقة شيطانية غامزة - " لا .. سأستحم في شقة جولي الى اللقاء يا حبيبي "طبعت قبلة صغيرة على شفتيه ثم استدارت لتخرج ... صاح بها - " انت الخاسرة " دخلت شقة جولي و آلي واستحمت ثم ارتدت ملابسها بسرعة و صففت شعرها بطريقة رائعة و عملية ..وصلت الى منزل ليو الذي يبعد عن المدينة بنصف ساعة دخلت و اتجهت حيث يجلس الجميع في الحديقة .. رأت المرأة ذات العقد الخامس و بشعرها الابيض الذي ترفعه كله في كل المناسبات فغدت مشهورة بطريقة تصفيف شعرها الذي لم يفقد كثاقته مع مرور السنوات .. احتضنت المرأة الممتلأة و قبلت وجنتيها دائمة الاحمرار ..- " خالتي العزيزة اهلا و سهلا بقدومك .. اشتقت لك يا عزيزتي "- " اهلا فيرو .. و أنا كذلك استقت لك .. تبدين رائعة و جميلة كالعادة "التفتت إلى والدتها التي كانت تحدق بها و سألتها " لم تاخرتي؟!"تلعثمت و هي تجيبها - " أأأ .. لقد ... كنت مشغولة "نظرت الى جولي و آلي و غمزت لهم اتجهت الى غرفة الطعام ترتب الاطباق مع الفتيات اقتربت منها آلي- " لم تخبريني اين كنت بالامس ؟!"بادلات الابتسامات و الغمزات مع جولي ثم أردفت - " لا تستعجلي الامور يا آلي سأخبرك "- " لكنني اريد ان اعرف سبب التغامز و الابتسام لبعض "- " ستعرفين لاحقا "- " فيرو انك ترفعين ضغطي "- " اهدئي و الا سينفجر"ضحكت جولي و فيرو على آلي .. بعد ذلك همست فيرونيكا في اذن والدتها تخبرها بانها دعت مارك على الغداء "ارجو ان لا تمانعين ؟! " أخبرتها بانها تحب وجود مارك معهم ... و بأنها تجده رجل محترم جدا و وسيم و له وظيفة محترمة أيضا .. و ما ان انهت الفتيات من ترتيب المائدة حتى رن جرس الباب اسرعت وفتحته ..قبلها مارك و دخل بمرح إلى غرفة الجلوس .. حيث وجد السيد غارسيس ديلفالي و زوجته و الخالة ليزا و بالطبع جولي و آلي..- " مرحبا .. كيف حالك يا سيد ليو ؟ "- " انا بخير ماذا عنك يا مارك ؟"نظر مارك الى فيرو و قال- " انا باحسن ما يرام "- " جيد "صاحت مليسي بهم و أشارت لهم - " هيا الغداء جاهز "جلس الجميع حول المائدة يتحدثون بالامور السياسية و الاقتصادية و أمور الشركات و كذلك اتجه الحديث إلى السيدة ليزا و الاوضاع في لندن و حالة الطقس هنا و هناك و ما الى ذلك من الامور التي لا تنتهي مناقشتها ...بعد الغداء اتجه الجميع الى الحديقة للتحلية جلس الجميع يكملون حديثهم الذي لا ينتهي و هم يتناولون البودنغ .. همست فيرو بإذن مارك فوقفت و وقف بقربها يمسكها من خصرها..- " اريد ان اخبركم بشيء مهم "انصت الجميع لها.. نظرت بين عيني مارك لتجده يترقب جملتها أكثر من الجالسين .. و هذا هو الحب بالنسبة لها .. - " انا و مارك .... سنتزوج "وقف الام ودهشت فاقتربت من ابنتها تحتضنها و تذرف دموع الفرح قال ليو- " انا سعيد من اجلكم "لم تصدق جولي وآلي الخبر لكنهما ضما فيرو في نفس الوقت - " ياالهي ستكونين اجمل عروسة "قالت خالتها ليزا و هي تقبلها - " للاسف لقد اردتك لابن أخ زوجي "ضحك الجميع لكنها سرعان ما اضافت- " لكن مارك رجل رائع .. و وسيم أيضا "- " شكرا لك سيدة ليزا "رفع ليو كوب القهوة قائلا - " لنشرب اذن نخب فيرو و مارك "رفع الجميع كؤوسهم و شربوا نخب فيرو و مارك...


- 11-


كانت فيرو تجلس وحيدة في ليل عاصف و ممطر تشاهد التلفاز في منزل ليو المعتم بينما ليو و مليسي في رحلة الى ( جزر الباهاماس ) كانت مندمجة بفيلم الرعب الذي تشاهده قفزت من الهلع عندما سمعت صوت من يحاول فتح باب المنزل وقفت و أمسكت بيدها مظلة و اختبأت خلف الكماشة الموضوعة خلف الباب لتعليق المعاطف .. دخل رجل طويل و عريض القامة يرتدي معطف اسود و قبعة سوداء يقطر منها الماء و يحمل بيده حقيبة كبيرة .. لم ينتبه لوجود شخص خلف الكماشة إلا عندما فتح الضوء فصاح عندما رأى فيرو ممسكة المظلة تريد ضربه و هي تصرخ لكنه رفع يده يحمى وجهه من الضربات التي كادت أن تنهل عليه ..
- " لا تضربيني ..."
انزلت المظلة و وقفت مصدومة تنظر اليه غير مصدقة.. تلعثمت و اضطربت دقات قلبها الذي كاد يقفز من الخوف ..
- " يا الهي ... انا اسفة لم اقصد ... لقد اعتقدت بأنك لص ,..."
تنهد بارتياح ..
- " لا بأس "
ابتسم لها بطريقة مثيرة ايقضت فيها احاسيسها السابقة نحوه.. يا الهي هل يعقل انها مازالت تحبه بعد مرور السنوات ؟؟!! لا .. لا يصح ذلك ؟
كان يحدق بها و كذلك فعلت هي لكنها كانت في عالم بعيد عن هذا العالم رجعت للماضي و بمشاعرها الذي أثارها من جديد .. قاطع تفكيرها ليعيدها إلى الواقع بجملته ..
- " الن تعانقيني و تقول لي كيف حالك ؟؟لقد اشتقت لك ..ام مازلت تعتقدين باني لصا"
- " انا ..اسفة يا جونيور .. مازلت مصدومة .. اعذرني فلقد فاجأني حضورك "
القى نظرة على التلفاز فضحك و قال
- " انك معذورة فمن يجلس بالظلام يشاهد هذا الفيلم المرعب تأتيه كل الافكار السوداء "
اصطبغ وجهها باللون الاحمر عندما رأت نظرات الاعجاب في عينيه التي تفصل جسدها قطعة قطعة كان يتغزل بها دون كلام ..
اقتربت منه لتحتضنه فقابلها بذراعين مفتوحتين .. احتضنته ..اشتمت رائحة عطره الذي لم يتغير منذ ثمان سنوات .. آه لتلك الرائحة التي لم تفارق مخيلتها .. بينما هو اشتم رائحة شعرها الذي طال أكثر بكثير من قبل .. و فكر كم قربها منه معذب جدا ..
- " حمد لله على سلامتك يا جونيور "
- " شكرا لك "
خلع معطفه المبلل و قبعته السوداء .. نظرت إليه بطرف عينيها حتى لا يكشفها .. كانت تدقق بشكله لقد أصبح عريض المنكبين أكثر من قبل .. أعجبها قميصه الازرق و بنطاله البيج و كذلك ذقنه الذي نبت قليلا ليضفي عليه منظرا رجوليا .. لم يتغير كثيرا لكن ملامحه أصبحت أكثر حدة و وسامة من ذي قبل ..
التفتت بعد أن علق معطفه و قبعته على الكماشة التي استخبأت فيرو خلفها ..
- " اين ابي ؟"
- " انه مع والدتي في الباهاماس "
استنكر ما سمعه فكرر ما قالته
- " الباهاماس ؟؟ ماذا يفعلان هناك؟ "
قهقهت رفعت كتفيها بحركة عفوية جعلته يبتسم غصبا عنه
- " راحة و استجمام "
- " جيد انهما يحتاجان إلى الراحة .. و الاستجمام "
اومات برأسها .. سكت برهة ثم أردف قائلا
" اذن انت وحيدة هنا "
فتحت ذراعيها و حركتهما باتساع الغرفة و ابتسمت
- " كما ترى "
- " اممم ...ارى بأنك وحيدة في منزل كبير و مظلم .. تشاهدين فيلم مرعب"
ضحكت .. حس الفكاهة لايزال
" بالضبط "
"| جسنا "
اشار على حقيبته فابتسمت له و قد فهمت قصده بأنه يريد أن يحمل حقائبه إلى حجرته القديمة .. صعد الدرج و دخل غرفته و اغلق الباب و لم تره بعد ذلك في الليل فلقد بدى عليه التعب و لعله نام فور دخوله حجرته..
افاق من نومه على صوت جاك و اليكس في اليوم التالي من وصوله .. صاح جاك به و أخذ يهزه بقوة و هو يقول
- " استيقظ يا رجل ..أنت في لوس انجلوس .. ياهوووو"
فتح عينيه بتثاقل و أخذ يفركهما مبتسما بصعوبة
- " اه.. مرحبا يا شباب "
- " كيف حالك ؟ اهلا بعودتك "
قال اليكس و هو يضم جونيور ..
- " شكرا .. انا بخير "
قام من فراشه و دخل الحمام خرج بعد دقائق بكامل نشاطه لينضم إليهم في غرفة الجلوس .. أخبرهما عن وصوله بالامس متأخرا لذلك لم يتصل بهما ..
- " انا مشتاق الى التجمعات الشبابية و الاصدقاء القدامى "
قال اليكس مقترحا لجونيور
- "جيد .. فهناك احتفال يقيمه ( جورج) كل جمعة في البار حيث يجتمع كل الاصدقاء القدامى "
ابتهج جونيور و قال معلقا
- " رائع اذن سنذهب هناك الليلة"
- " كما تريد "
في المساء دخلت جولي غرفة الجلوس حيث فيرونيكا تشاهد التلفاز
- " فيرو هيا لنخرج ان اليوم هو الجمعة لا اريد ان اجلس هنا "
- " الى اين ؟"
- " الى حفلة جورج "
فكرت فيرو بان جونيور لابد أن يكون هناك اليوم و هي ليست مستعدة لان تقابله ..
- " لا اعرف يا جولي لا اريد ان ارى..."
قاطعتها
- " هيا اريد ان اذهب معك و آلي ايضا تريد ذلك .. ماذا تقولين في ذلك آلي؟!"
اقتربت آلي وجرتها من يدها
- " ان مارك في رحلة عمل و انت هنا وحيدة فما ذنبك ؟! هيا لنذهب و نستمتع مع بعض "
سألتهما بخشية و هي تعرف الاجابة لسؤالها
- " هل سيكون الشباب هناك ؟"
أجابتها آلي
- " لا اعرف .. هيا لا تضيعي الوقت فالاحتفال سيبدأ بعد خمسة دقائق "
رضخت لاصرارهما
- " حسنا حسنا يا مزعجة "
غيرت ملابسها لترتدي قميص أبيض من الدانتيل يلتصق بجسدها الرشيق و أسدلت شعرها دون أن تغفل وضع قرطين متدليين و زينت وجهها بمكياج خفيف ..
دخلت الفتيات الحفل الصاخب حيث يرقص الشباب و الشابات في حلبة و يجلس البعض على الطاولات يستمتعون بالشراب المقدم و الاطعمة الشهية ..
اشارت آلي الى الشباب الذين يقفون في حلقة و يتحدثون مع بعض ..
- " انظروا الشباب هنا "
التفتت جولي و قالت
- " و من هذا الوسيم الذي يبتسم ....هل هو...؟"
صاحت آلي و جولي في وقت واحد
- " جونيور "
ركضتا نحوه و تعلقت جولي برقبته و قبلته على وجنته أكثر من قبلة متواصلة .. ضحك لطريقة استقبالهم الحار و اللطيف .. القى بنظره خلفهم إلى حيث تقف فيرو و هي تبتسم بخجل لمشهد الاستقبال .. فجولي عفوية و مرحة و تترك مشاعرها حرة طليقة للتعبير عنها ... و هذا ما يرسم الابتسامة على الوجوده .. احتضهما بين يديه و هو ينظر مرة إلى آلي و مرة إلى جولي
- " اهلا يا جميلات كيف حالكن؟"
- " اهلا يا ...."
وضع جاك يده على فم جولي ليمنعها من قول كلمتها الاخيرة في وصف جونيور .. فلقد فعلت ما يكفي لليوم ؟؟ فضحك جونيور لانه لم ير جاك و جولي مغرمان من قبل و يغار جاك عليها كثيرا ..
- " هاي .. جولي احذري .. انا الوسيم هنا "
- " بالطبع .. بالطبع يا عزيزي انت الوسيم فقط.. كنت سأقول لجونيور مرحبا يا دكتور "
قالت مازحة فضحك الجميع لتعليقها و لطريقة هروبها من الحقيقة بطريقة منطقية
اتجه الجميع إلى حلبة الرقص و تركوا فيرو وحيدة مع جونيور.. جلس بالمقعد القريب منها و اشعل سيجارته و نفثها بهدوء .. كانت تحترق كسيجارته لقرب المسافة بينهم بل كانت تشتعل نارا لفكرة وجوده في لوس انجلوس ..التفتت اليه فابتسم لها و عيناه مسمرتين بملامحها الجميلة و بعينيها التي عشقهما و رسمهما اكثر من مرة في عقله و حفظهما في قلبه ..
- " كيف حالك ؟ "
- " انا بخير "
لم يكن هناك شيء لتحدث عنه فظلا ساكيتن ينظران الى الراقصين .. شعر برغبة في أخذها بين يديه كما فعل في تلك الليلة من قبل ثمان سنوات في حفلة المدرسة ..
- " هل ترقصي معى ؟!"
- "ل..."
لم يعطها فرصة لترد على سؤاله .. فأخذها بين ذراعية و جذبها إلى وسط حلبة الرقص و قجاة تغيرت الانغام ذات الايقاع السريع لتحل معها أغنية هادئة ..و رقص معها فتذكرت في هذه اللحظة رقصتهم الاخيرة في حفل المدرسة عندما رقصا معا حتى جرها الى الشرفة و قبلها كانت تتذكر كل كلمة قالها عن الانغام الهادئة و كل همسه همسها بإذنها ..ما زالت تشعر بنفسه على اذنها و رقبتها و بلمساته التي تشعل النار في جسدها ان الحب مازال يشتعل بداخلها لا تستطيع ان تقاومه ..
حاولت ان تبتعد عنه لكنه الصقها اكثر فاكثر تمنت ان تنتهي الاغنية ليتوقف عن الرقص لكن الاغنية طالت كثيرا و كأنها تريد ان تفضح مشاعر فيرو..
و اخيرا انتهت الاغنية فتنهدت بارتياح و ابعدت جسدها .. نظر اليها مستغربا فاشاحت عنه و ابتعدت بعيدا عن عينيه ...
انتهى الحفل و عاد الجميع الى منازلهم بحثت الفتيات عن فيرونيكا فلم يجدوها فعلت كما فعلت بالحفلة الاخيرة لكن جونيور اخبرهم بأنها عادت الى المنزل كالعادة لكن هذه المرة لم يفعل شيئا يجعلها تتأذى منه بل كان محترما جدا و لم يتفوه بأي كلمة قد تضايقها ...


مر اسبوع على عودة جونيور الى لوس انجلوس ..كان جالسا في المطبخ يتناول افطاره و بيده الهاتف يتصل على بعض الدلاليين ليبحثوا له عن شقة تكون قريبة من مكان عمله ( شركة والد ) الذي سيستلمها بعد اجازة الراحة..
اخبره احدهم بأنه وجد شقة كبيرة و قريبة من الشركة و سعرها مناسب جدا و لها مطلع رائع .. ذهب جونيور و اخذ معه جاك ليراها ..
- " انها كبيرة لتقام فيها احتفالات.. فما قولك ؟!
- " هل انت دائم التفكير بالاحتفالات يا جاك "
- " و هل هناك شيء افضل من الاحتفالات و الشرب و الفتيات ؟بالاضافة إلى أن اليكس يوافقني دائما "


يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -