بداية

رواية حب غير متوقع -8

رواية حب غير متوقع - غرام

رواية حب غير متوقع -8

" جونيور يجب ان اذهب فقد تاخر الوقت "
وقفت لتغادر لكن جونيور جرها من يديها لتجلس مرة اخرى
" لا تذهبي فمازال الليل بأوله .. بالاضافة إلى ان ليس لي نية بالبقاء لوحدي "
" لقد تأخر الوقت و سأذهب وحدي مشيا في هذا الليل"
" سأرافقك لاحقا هيا اجلسي الان "
جلست على حضنه و ابتسمت له
" كما تريد يا مولاي "
وضع يديه خلف ظهرها يقربها اليه ثم وضع شفتيه الناعمتين على شفتيها و قبلها قبله طويلة ثم قبلها على رقبتها اسندها على الكنبة و اكمل تقبيله فتفجرت المشاعر بينهما حتى ذابت في فمه و تلوت بين يديه و اصبحـت الاهات كالانغام العذبه على جسديهما...
استيقظت في الصباح و حملت ملابسها من الارض و مشت على اطراف اصابعها الى الحمام كي لا توقظه .. و غادرت الشقة ..
استقظ جونيور و تمطط على الفراش فلم يجدها قربه ذهب الى الحمام و بينما هو يستحم سمع رنين الهاتف اخذ المنشفة و لفها على خصره و ما ان خرج من الحمام ليرد عليه حتى توقف الرنين .. ألقى شتيمة عندما عاد إلى الحمام و خرج منه للمرة الثانية عندما سمع طرقا على الباب .. لف المنشفة مجددا على خصره .. فتح الباب ..وقف مصدوما و لم تتحرك عضلات وجهه و بقيت عيناه مسمرتين على المرأة ذو الشعر الاسود واقفة أمامه .. القت انيتا بنفسها عليه و اخذت تمسح قطرات الماء عن صدره ..
" جونيور.. حبيبي لقد اشتقت اليك لا اصدق ما اصابك لقد سمعت الخبر صدفة من جاك .. لقد انتظرت ان تنتهي الامتحانات حتى اتي لأزورك.. هل انت بخير ؟لم تقف و تنظر الي هكذا؟ انها مفاجاة اليس كذلك؟ "
تحسست عضلات صدره بيدها ثم قربت فمها لتقبله و هو مازال مصدوم ..
" الن تدعوني للدخول "
تنحى جانبا ليدعها تمر و تدخل دون ان ينطق بحرف
" شقة رائعة لطالما كان لك ذوق في كل شيء "
التفتت إليه ضمته
" لا سيما في الفتيات "
ثم قبلته على شفتيه مرة اخرى
استوعب جونيور وجود أنيتا في نيويورك و في شقته و على صدره .. ابعدها عنه بهدوء و دخل غرفته ليلبس وقف ينظر في المرآة ليجد أمامه رجل تعقدت حياته بما فيه الكفاية .. فكر بما حدث بينه و بين جينيفير في الامس .. ابتسم لتلك الخاطرة .. عندما طال بها الامر بالانتظار صاحت به فخرج من الغرفة و اتجه إلى حيث تقف .. كانت تتمشى بشقته الواسعة و تنظر من خلال النافذة على المارة و الشوارع .. اقترب منها و أدرك بأنه يجب أن يقول شيئا لانيتا التي نسي أمرها منذ فترة ..
" ماذا تحبي ان تشربي ؟"
" ماء بارد اذا سمحت "
اتجه إلى المطبخ و خرج ليجلس قربها و بيده كأس من الماء .. سألها بهدوء لشعوره بأنه من الاخلاق أن يتحدث مع ضيفته و صديقته التي لم يقطع علاقته بها حتى الان و التي نسي بامرها
" كيف حالك ؟"
رشفت من الماء ثم أجابته
" بخير "
اخذت تمرر يديها بين خصلات شعره القصير الذي نبت قليلا خلال الاسابيع الماضية و أعجبها كثيرا ..
" كيف هي الدراسة ؟" سألها
" جيدة , ماذا عنك ؟"
" ممتازة "
" يا الهي لقد نسيت حقيبة ملابسي عند الباب هل تستطيع ان تحضرها "
" أي باب ؟"
سألأها مستغربا و قد طرأت فكرة بقاءها معه برأسه فأرعبته .. دهشت من سؤاله
" باب شقتك بالطبع .. ما بك؟ و ارجوك ضعها في الغرفة التي سأنام فيها "
" هل ستنامين هنا ؟"
توسعت حدقة عينيه فهذا ما خشيه
" هل تريدني ان انام في فندق يا جونيور انها فرصة ان نكون وحدنا لثلاثة ايام "
انزلت شفتها السفلى مصطنعة الحزن و الدلع
" ثلاثة ايام ؟ وحدنا ؟ جيد "
قالها باضطراب و خيبة امل ثم ذهب لاحضار حقيبتها و وضعها في غرفة نومه .. كانت يتحدث مع نفسه و بأن في ورطة من نوع مختلف .. قرر أن يترك الموضوع للقدر و يتصرف حسب الموقف برأيه لذلك قال لها
" هيا دعيني اريك المنطقة "
سعدت لاقتراحه فوقفت لتشبك يديه بيديها ..
بعد يوم طويل قضياه في شوارع نيويورك و مطاعمها رجع الشقة فالقت انيتا نفسها على فراش جونيور ..
" اه لقد تعبت و استمتعت بوقتي معك كالايام السابقة عندما نخرج مع و نستمتع بوقتنا ثم نرجع الى بيتي فنستمتع اكثر هنا "
و اخذت تمسح على الفراش بطريقة تحثه ان ياتي و يلقي بجسده عليها لكنه وقف ينظر اليها كالمعتوه دون حركة .. حسنا اذا هو لم يفهم ما تقصده خلف كلامتها .. لذلك تركت الفراش و اقتربت منه و تعلقت برقبته و قبلته بحرارة .. ابعدها عنه بجفاء و فتح الدرج ليخرج منها شورت قصير و بلوزة للنوم ..
" انا سأنام بالصالة خذي راحتك "
وقفت تنظر إليه و هو يخرج من الغرفة دون أن يستدير ليلقي بنظرة عليها فشعرت بخيبة الامل و الضيق و الغضب ..
تمدد على الكنبة واضعا رأسه على الوسادة و تغطى بلحاف .. أحس بوجود شخص يحدق فيه ففتح عينيه ليرى انيتا واقفة تستعرض قميص نومها الاسود الشبه شفاف امامه .. تخصرت عندما رأت التوتر في عينيه و شعرت بسرور لانها لا تزال تملك القدرة على اغراءه ..
" ما رأيك ؟"
تحشرج صوته فقال و هو يتنحنح
" را..را..ئع .. رائع "
حاوطت رقبته و همست بصوت مثير
" اعرف يا جونيور بانه دائما مرحب بك و انك تستطيع ان تنام معي بالغرفة و .."
أبعد يديها عن رقبته و استقام ليقف بعيد عن الكنبة مقاطعا كلامها و إغراءها له
" ارجوك انيتا اريد ان انام يجب ان استيقظ غدا باكرا لاذهب الى الجامعة.. لدي يوم طويل "
إنزعجت لجفاف تصرفه معها و قسوته جارحا بذلك أنوثتها فقالت له بعصبية
" حسنا حسنا كما تريد .. أنت الخاسر .. تصبح على خير يا جونيور"
اسرعت خطاها إلى الغرفة و اغلقت الباب خلفها بقوة فتذمر جونيور ووضع رأسه و فكر بالمصيبة التي حلت به فقلبه تسكنه فتاة تدعى فيرونيكا و عقله تسكنه فتاة اخرى تدعى جينفير و تسكن غرفته فتاة تدعى انيتا!!! كيف حدث له ذلك و كيف يتستطيع ان يخلص نفسه من هذه الورطة....؟
\
فتح عينيه بالصباح على صوت احد يحاول ان يفتح باب شقته فتذكر انه وضع المفتاح في القفل كي لا تضع جينيفير مفتاحها لتجهز له الفطور كما تفعل كل يوم بعد خروجه من المستشفى الشهر الماضي .. فتنفجر غضبا عندما ترى انيتا نائمة بفراشه بلباس نومها الشفاف .. فهما على علاقة جيدة و لا يريد ان يخسر جنيفير لمجرد رؤيتها لصديقته القديمة التي لم ينفصل عنها بعد .. قفز من الكنبة التي نام عليها و فتح الباب رأته عاري الصدر فاقتربت منه تقبله و تدفعه للداخل لكنه خرج و اغلق الباب خلفه و هو مازال يلصق شفتيه على شفتيها و يحشرها بين جسده و الحائط و يقبلها بإثارة و عنف مثير
" ماذا يجري ؟"
استغربت تصرفه فدفعته و سألته بعد ان اغلق الباب
" لا شيء.. لا شيء "
اجاب بتوتر و حاول تقبيلها من جديد لكنها أبعدته و باستنكار سألته
" اذا.. لم لا تدعني ادخل ؟"
" لاني كنت انظف الشقة بالامس فنمت و لم اكمل التنظيف اعني ان الاشياء مبعثرة على الارض و الطاولات و.."
"جيد .. هيا سأساعد في تنظ..."
تلعثم و أجابها و هو يمسح على كتفها مع ابتسامة مضطربة
" لا ..انا .. ما .. ما رأيك ان تذهبي الى شقتك و تجهزي الفطور .. او ما رأيك ان نخرج لنتفطر في المقهى القريب من الجامعة ؟"
نظرت إليه في ريبة و شك .. فتصرفاته غريبة هذا الصباح .. أومأت برأسها
" حسنا.. كما تريد .. سأنتظرك في غرفة الجلوس ريثما ترتدي ثيابك "
" لا اذهبي و احجزي لنا طاولة و سألحق بك في غضون عشرة دقائق "
حركت يدها بالهواء بانزعاج و قالت
" حسنا .."
اجابته و هي تشك بشيء ما عندما راته يمسح جبهته المتعرقة
" هل حقا انت بخير ؟"
" نعم نعم انا بخير هيا اذهبي بسرعة و كما قلت لك سالحق بك لن اتأخر "
قبلها بسرعة و دخل و لم ينتظرها تغادر .. ظلت واقفة في مكانها تحاول تفسير تصرفاته الغريبة ..
ذهب الى المطعم القريب و جلس على الطاولة اخذ لائحة الطعام و طلب كروا سون بالجبن مع كابتشينو اخذت جين تنظر اليه شاكة بشيء يجعله متوترا حتى و هو يأكل .. نظر اليها رافعا احدى حاجبيه و هو يبتسم
"ماذا ؟ لم تنظرين الي بهذا الشكل؟ هل تفكرين بالليلة الماضية ؟ "
انزلت رأسها خجلا فضحك و قضم الكرواسون
" لا يا ....."
سكتت لتجمع الكلمات المتبعثرة في رأسها فقال عنها مازحا
" يا ... وسيم يا ... ماذا بك يا جين ؟"
ضحكت بسخرية .. ماذا بك ؟؟ بل ماذا بك أنت .. ارادت أن تنطق بتلك الكلمات لكنها لم تخرج على لسانها ..
" اني افكر فيك هذا الصباح لقد كنت مضطرب و متوتر ماذا يجري هل تخبيء شيء ما عني يا جونيور ؟ "
" لا ابدا لا "
بلع ريقه الذي جف ثم رشف من الكابتشينو ليرطب حنجرته .. أشار على طعامها الذي لم تلمس منه شيئا ...يحاول أن يغير الموضوع و يشتت شكوكها .. فقال لها آمرا بلطف
" اكملي طعامك لنذهب.. هيا "
خرجا ليلتقيا بالكسندرا في الطريق الى الجامعة جلسوا في الصف الاول من المدرج و استمعوا الى الاستاذ و المحاضرة المملة التي لم يستمع جونيور منها شيئا فقد كان يفكر بطريقة يخلص نفسه بها من الورطة التي وقع فيها ..
" اليوم هو اخر يوم لكما في هذا الفصل الدراسي و بعد اسبوع من الراحة سنبدأ الفصل الصيفي و انا من سيقوم بتدريس مادة الفيزياء اذا اردتم التسجيل لهذا المقرر .. تستطيعوا أن تنصرفوا اراكم لاحقا"
اوقظ الاستاذ بكلماته هذه جونيور من افكاره حمل كتبه و خرج مسرعا دون أن يلتفتت إلى جين و الكسندرا ..
" جونيور جونيور انتظر " نادته الكسندرا
" ماذا ؟!!"
توقف و استدار..
" انسيت ان اليوم سنذهب الى الاحتفال الذي يقيمه شارل في منزله "
" لا لم انسى ...اراكم لاحقا "
قال كلماته باختصار ثم مشى مسرعا لكن يد الكسندرا اوقفته
" لقد اتفقنا قبل الذهاب الى الحفل ان نتغدى معا نذهب.. جونيور ما بك ؟ لم أنت مستعجل ؟!"
" لا استطيع ان اتغدى معكم فيجب ان اكمل ..."
نظر الى جنيفير التي تحدق به .. فأسرع بإكمال كذبته
" اكمل تنظيف الشقة .. نعم .. يجب ان الحق لانتهي بسرعة كي استطيع ان اتي للحفلة "
" اتريد ان نساعدك ثم نذهب للغداء ؟"
اقترحت الكسندرا .. لكنها أجاب و هو يبتعد و يرجع إلى الخلف
" لا.. شكرا لعرضك .. الى اللقاء في المساء لا تنتظروني اذا تأخرت ارجوكم اذهبوا قبلي "
" كما تريد "
رفعت الكسندرا كتفيها بلا اكتراث
" ماذا به اليوم ؟"
سألت الكسندرا جين فأخبرتها الاخرى ما حدث في الصباح عندما ذهبت لتتفطر معه و أنه لم يدعوها للدخول بل تعذر بأمر تنظيف الشقة و انها لا تصدق عذره ..
اسرع جونيور و دخل شقته رأى انيتا تأكل في المطبخ بلباس النوم الشبه شفاف الذي أرتدته بالامس لتغريه .. كانت بالفعل مغرية بجسدها الرشيق و شعرها الاسود و بشرتها البيضاء وقف ينظر اليها فاقتربت منه و الصقت جسدها شبه العاري بجسده و اخذت تقبله لتثيرة بينما فشلت بالامس فهي تستطيع أن تجعل أي رجل يذوب .. أدركت الوضع و تذكر ورطته فاوقفها و ابعدها عنه.. و سار في الاتجاه الاخر من المطبخ حتى لا ينظر إلى عينيها و خيبة الامل ..
" انيتا ... يجب ان تذهبي "
رفعت رأسها غير مصدقة ما يقول
" لم يجب علي ان اذهب ؟؟ جونيور لقد اتيت من لوس انجلوس من اجلك "
"أعرف ذلك لكنني .. "
سكت لبرهة فاقتربت منه و حاوطت رقبته بيدها .. إنها تستخدم سلاحها الانثوي ليتجاوب مع رغباتها .. تشجع بعد سكوته ليضيف
" انا اسف يا أنيتا لكني ..."
قاطعه صوت فتح الباب و دخلت منه الكسندرا مع جينيفير التي وقفت مصدومة من الفتاة شبه العارية التي تلتصق بجونيور دفع جونيور انيتا الى الخلف برفق.. ثم حاول أن يدنو من جين ليشرح لها الوضع لكن تلك خرجت من الشقة و الدموع تتساقط من عينيها..
" جينيفير انتظري ارجوك "
خرج خلفها لكنها كانت تركض مبتعدة و لم يستطع اللحاق بها اراد ان يدخل الشقة لكنه رأى الكسندرا تنظر اليه و كأنه مجرم متهم بقتل اوبسرقة
" يجب ان تفهميني ارجوك الكسندرا دعيني اشرح لك "
قال لها متوسلا فتجاهلته و خرجت دون اكتراث وقف ينظر الى انيتا الذي احمر وجهها من الغيظ و كانت تنفخ بقوة ..
" من التي ..؟"
أجابها قبل أن تكمل سؤالها و الضيق مسيطر على ملامحه
" انهما صديقتاي جنيفير و الكسندرا "
تخصرت و هي تثكله بالاسألة
" هل هناك علاقة بينكما ؟"
دون أن ينظر إليها و من غير أن يشعر بالندم أجابها واثقا
" نعم "
زاد جوابه المختصر الواثق غضبها فصرخت به بصوت عال
" يا الهي جونيور هل نسيتني ؟! انك لم تقطع علاقتك بي ... هل كنت تعتقد بذهابك الى نيويورك ان علاقتنا انتهت ؟؟ الم تعد تحبني؟؟ ماذا عني يا جونيور ؟؟ "
القت عليه الاسئله بعصبية.. تكلم بهدوء على الرغم من عصبيتها
" انيتا انا و انت لم ... اعني لم يكن هناك علاقة بيننا انت من اعتقدت ذلك انا كنت اعتبرك مجرد صديقة "
ضربت صدره بقوة
" صديقة اقمت علاقة معها و عاشرتها اكثر من مرة "
أوقفها ممسكا يديها بقوة
" انت اردت ذلك و انا كنت احتاج الى امرأة ت..."
جذبت معصمها من قبضته و صرخت بشتائم ..
" يا لك من اخرق و وقح و ..."
سارت مبتعدة عنه و دخلت الغرفة ..و حملت حقائبها و ارتدت جاكيت طويل فوق قميص النوم ثم خرجت من الشقة لم يوقفها لكنه خرج خلفها راكضا ليذهب الى جينيفير..
" أين هي يا الكسندرا ؟ "
أشارت بأنها في حجرتها دون أن تسمعه صوتها
فتح باب غرفتها و رأها تبكي بحرقة
" اخرج اخرج لا اريد ان اراك "
قالت جنيفير بصوت عال.. فاقترب منها و مسك كتفيها بيديه
" لا..يا جينيفير .لن اخرج اريد ان افهمك الوضع واخبرك بالحقيقة "
صمت أذنيها بيدها و صرخت و عينيها مغمضتين
" لا اريد ان اسمعك.. لا اريد لا اريد "
دارت عينها في الغرفة فرأى ألكسندرا جالسة على الفراش تنظر إليهما ..
" ارجوك الكسندرا امنحينا عشرة دقائق "
" لا الكسندرا ابقي هنا "
تعلقت جنيفير بيد الكسندرا كي لا تخرج لكن جونيور نظر الى الكسندرا فخرجت جلس على الارض قبالها يمسح دموعها بأصابعة فارجعت رأسها الى الخلف كي لا يلمسها.. تكلم بهدوء رغم انفعالها..
" اتذكرين عندما سألتيني هل لدي صديقة فأجبتك نعم لكني لا احبها ؟"
هزت رأسها ايجابا
" انها هي التي رأيتها اليوم في شقتي اسمها انيتا كانت صديقتي عندما كنت في الثانوية لكنني لم احبها يوما .. تستطيع أن تقولي بأنها كانت صديقتي مؤقتا حتى اجد فتاة تسكن قلبي و عندما اتيت الى هنا وجدتك انت الفتاة الجميلة الانيقية .. جين يا حبيبتي لقد ساعدتيني من اول يوم قابلتك فيه و لم استطع ان ارد لك معروفك فكل ما استطيع ان اقدمه لك هو اخلاصي لصداقتنا وهذا قليل بالنسبة لك و لو بيدي لاعطيتك روحي وقلبي و كل شيء تريدينه جيني عزيزتي انا لا اريد ان اجرحك لكن يوما ما سأترك هذه المدينة و ارجع الى اهلي في لوس انجلوس و انت سترجعين الى ديارك و لن نتقابل ثانية فارجوك لا تتعلقي بي فانا لا استحقك .. و آسف أن كنت لعبت بمشاعرك و لكن ليس بسوء نية .. جيني قلبي ليس خاليا .. لقد اعتقد بأني قد أقع بحبك لكنني لم اقدر ..ارجوك افهميني "


توقف دموعها عن الانهمار .. رات حبا متدفقا يخرج من عينيه حب قرأت عنه في الروايات حب كحب روميو و جوليت .. لكن هذا الحب ليس لها .. و ليس لانيتا .. انه لاخرى مجهولة .. لم يتحدث عنها .. شعرت برغبة قوية جعلتها تتعلق برقبته و قبلته طويلا ثم ابعدته عنها بسبب الألم الذي سببه لها دون قصد .. دخلت الحمام تبكي فكل ما حدث هو خطأها لأنها أحبته منذ أول وهلة .. بقي في حجرتها ينتظرها طويلا و عندما لم تخرج فكر بأن يعطيها مجال لتريح بالها و تهدأ أعصابها .. خرج و رجع الى شقته يفكر باليوم الطويل و لم يذهب الى حفلة شارل لانه لم يكن بمزاج يسمح له بالاحتفال .. و كذلك فعلت جين و الكسندرا ..




-9
- " هيا يا فيرو سنتأخر على الطائرة ... ان لندن تنتظرنا "
كانت تنزل الدرج بسرعة و هي تحمل حقيبتها اليدوية و شعرها الاشقر يتطاير مع قفزاتها الصغيرة
- " حسنا حسنا يا عجولة انا قادمة لا داعي لان تعجليني "
- " اسرعي فجاك بالسيارة ينتظرنا هو من سيقلنا الى المطار "
بدأ فصل الصيف حيث يسافر اغلب الطلاب فقد ققرت الفتيات ان تقضين فصل الصيف في لندن مع عائلتهما بينما سيذهب الشباب الى نيويورك ليقضوا الصيف عند جونيور
- " دعيه ينتظر"
- " لا اريد ان اجعل حبيبي ينتظر لاننا سنتضطر لان نسقي النبتة التي نبتت على رأسه "
ضحكت جولي و فيرو و هما تخرجان من الباب الرئيسي .. ودعت والدتها و ليو و خرجت لتركب السيارة صاحت جولي بمرح
- " هيا يا حبيبي انطلق فانا لا اريد ان اتأخر على لندن لندن لندن "
انطلق جاك بالسيارة و ركنها عند باب المطار وضع اغراض الفتيات بالعربة و دفعها الى الداخل حتى مكان ختم الجوازات وقف جاك و اليكس يودعان الفتيات
- " ساشتاق لك يا حبيبي "
ضمت الي اليكس و قبلته .. شعرت جولي بالغيرة فالقت بنفسها على جاك تقبله بدورها
- " و انا ايضا سأشتاق لك يا جاكي "
- " و انا اكثر يا حبيبتي "
وقفت فيرو تنظر الى العشاق يتغزلون ببعض .. فطرأ جونيور على بالها و قبلته اللذيذة التي لا تزال تحس بها .. جذبت آلي و جولي من يدهما و ودعت جاك و أليكس
- " هيا اسرعن .. جاك .. اليكس .. اعتنيا بجونيور "
ابتسم لها أليكس و لوح بيده
- " لا تقلقي عليه .. الى اللقاء يا فيرو "
- " الى اللقاء يا شباب "
ركضت الفتيات لتلحقن بالطائرة و ما ان دخلن حتى اعلن الكابتن الاقلاع جلست الفتيات في مقعدهن كانت فيرو تشعر بتوتر فامسكت آلي يدها تهدأها اخذت تنظر الى ابتعاد الطائرة عن لوس انجلوس و اختفاء الاضواء تدريجيا مرت سبع ساعات و هن بالطائرة نظرت الى النافذة و رأت اضواء لندن تتلألأ .. و من الطبيعي أن تتساقط الدموع فهي لم تر لندن منذ سنوات ..
بعد مرور نصف ساعة كانت فيرو تقف تبحث عن والدها الذي ركض ناحيتها يحتضنها فدفنت رأسها بصدره و تركت دموعها تنزل عليه
- " ابي لقد اشتقت اليك "
- " و انا كذلك ... كيف حالكن يا فتيات "
- " بخير "
اجابت جولي و حملت حقيبتها و ركبت السيارة في المقعد الخلفي بينما جلست فيرو بالمقعد الامامي بالقرب من والدها الذي كان يلتفت بين حين و اخرى يبتسم لابنته كان تنظر الى ابيها تنتظر الى ملامح وجهه الصارمة التي بدأت تخف حدتها .. لقد تغير عن اخر مرة رأته.. ففي كل مرة تقابله يتغير و يكبر اكثر فهي لم تر والدها منذ خمس سنوات لانه يعيش في جنوب افريقيا مع زوجته و ابنائه بعد طلاقه من والدة فيرو.. و كانت هي تجتمع بوالدها مرة كل خمس سنوات يقضي ثلاثة اشهر معها في بيت والديه في لندن حيث تجتمع العائلة كلها هناك في المنزل الكبير.. اوقف السيارة امام المنزل الكبير ..نزلت فيرو مسرعة تلقي بنفسها في احضان جدها العجوز..
- "جدي .. جدي.. لقد اشتقت اليك كثيرا "
- " و انا ايضا يا صغيرتي فيرو العزيزة كيف حالك يا حبيبتي ؟"
مسحت أثر أحمر الشفاة عن جبينه الابيض اللامع
- " بخير يا جدي .. ماذا عنك ؟؟"
- " مازلت على قيد الحياة كما ترين "
ضحك الجميع لتعليق الجد ذو الشخصية المرحة فهو رغم كبر سنه لم يصيبه الخرف أو العجز بل يمارس حياته طبيعية و سعيدة .. ارتدى نظارته الطبية ليراها بوضوح أكثر .. خلل أصابعه الطويلة الضعيفة بشعرها الاشقر
- " لقد اصبحت امرأة رائعة الجمال "
ابتسمت خجلا و أسندت رأسها على صدر جدها عندما اقتربت جدتها و قبلتها .. قائلة
- " كم رجل اوقعتيه في شباكك ؟"
رفعت رأسها عن صدر جدها لتحتضن جدتها البشوشة الوجه و صاحبة الشعر الاحمر الشهير الذي يتناسب مع وجنتاها الحمراء الممتلأتان ..
- " صفر "
ضكت تخبيء الحزن الذي شعرت به و نظرت ناحية جولي التي ابتسمت لها بشفقة فهي تحب جونيور بل تعشقه لكنها لا تعتقد بانه وقع في حبها ....


في اليوم التالي 

كان جونيور يقف في مطار ( جون اف كنيدي ) في نيويورك ينتظر الشباب الذين لم يرهما منذ سنة تقريبا خرج جاك من البوابة و اتجه ناحية جونيور يضمه و يمسح على شعره و هو يضحك
- " يا رجل لقد نبت شعرك "
ضحك جونيور لتعليق صديقه المهضوم
- " و هل تقصد بذلك انك لم ترني منذ مدة و انك مشتاق لي ؟"
اقترب اليكس و ضمه و قال لجونيور
- " نعم هذا ما قصده جاك فلا تهتم لتعليقه .. بالاضافة أن الشعر القصير يليق بك كثيرا "
" هل هذا صحيح .."
" بالطبع .. لا ترتدي القبعة "
" حسنا لقد رفعت من معنوياتي يا أليكس .."
فتح جاك باب الشقة و صفر معلقا

يتبع ,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -