بداية

رواية اسطورة الموت -32

رواية اسطورة الموت - غرام

رواية اسطورة الموت -32

﴿ الجزء الثامن عشر ﴾

وقفت أم يوسف قدام عمر و فوزيه و زينب و هي تسند جسمها عالصايا
و تقولهم بصوت متقطع كله بكــآء : طاحت دمعه أمكم الغاليه من عيونها
و إنتو لمحتـوها.. لكن أتجاهلتوها مثل العادة
و إنتو عارفين أن سبب دمعتها كانت نابعه من حرص و خوفها عليها
و انتو تشوفها تقتحم حياتكم الخاصه و تضايقكم بأسئلتها
و تتركوها في مكانها تصيح و انتو عارفين أنكم غلطانين
و قاسين معاها لكن في داخلكم يمنعكم إنكم تعترفو بـ أغلاطم
بس مافي أحد في داخله أعترف أن دمعه الأم عظيمه
بس مافي أحد حس في أمكم .. مافي أحد فكر يقرب منها
يجلس معاها .. يطيب خاطرها.. يكون صديق لها
قبل لاتكون أمكم.. نسيتو أنها كانت صديقه المكم ومرضكم وسهركم
وفرحكم وضحككم ؟؟نستو ولا لأ ..؟؟
نسيتو إنها كانت الممرضه تسهر على راحتكم ؟؟
نستو أنها كانت دكتور نفسانيه و هي تساعدكم في همومكم و مشاكلكم
هذي جزاء أمكم في النهايه.. هذي جزائها اللي عملت فيكم و كبرتكم
و خلقتكم أحسن ناس
ترموها في الـــــــــــــدار بقلوبكم الوسخة
الله ياخذكم و ينتقم الله منكم
لمن أخذتو أبتسامه و فرح صالحة


‏ فوزيه وهي ميته صياح ..لاامت نفسها على كل شئ
كانت ماشيه في حياتها عمياني.. و شوف نفسها صح
لإن مافي احد قلهم اللي يعملو غلط
لمن كانو يغلطو على أمهم.. امهم كانت تسكت و تنسحب منهم
: والله ياخاله ماندري .. ماكنا عارفين أن عمر راح ياخذها
و يحطها في دار المسنين


قالت زينب وهي ميته صياح وخايفه من ربها و تبرر:و الله ماندري
و إذا في الدار خلينا نروح عندها
و الله أعتذر منها و افهمها اني مااعرف شئ
و قسم كنت نايمه حتى هي عارفه امي إني كنت نايمه


كان عمر يسمع لكلام أم يوسف و بداء جسمه يرتعش من هول الصدمة
جاته صخونه فجأه من الكلاام الكبير اللي يسمعه
جاته صخونه فجأة من عقوقه و من خوفه لربي


أم يوسف قالت كلااام كثير
وهو يفتكر الحركات و المواقف اللي صارت معاها
امي كانت تستحملني طوال الوقت وهي صابرة عليه
أنا نهارتها و هزئتها و لعنت فيها و ريتها ألواان العذاب
و وريتها العقوق الكبيرة
ومع ذلك كانت أمي ساكته, لأ مو ساكته إلا صابرة
من يوم طلعت من بطنها حتى صار عمري 31 سنه
وهي ما أشتكت, ألتزمت بالصمت, و صمتها عميق
و صبرها كبييير
رفع عينه وهو يسمع لكلام أم يوسف و بكائها


( لسوف أعود يا أمي
أقبل رأسك الزاكي
أبثك كل أشواقي
وأرشف عطر يمناك
أمرغ في ثرى قدميك
خدي حين ألقاك
أروى الترب من دمعي
سرورا في محياك )


واستمر بالأستماع بجسدة اللي ينتفض
حتى انتفض بعنف لمن أم يوسف ضربته بالعصايا
وهي تصرخ: شكلك سرحاااان في زوجتتتك و ماتدري عن اللي رميتها كدا
ياولد صالحة كداا ياعاق ياحقييير كدااا
خسارة فيك لمن ولدك بنفسي
الله يقطع يدي لمن مسكتك وانت خارج من بطن امك
هذا جزئها معااك هذااا جزائها
قووم وديني فين المكان اللي رميت امك فيها
عساه ربي ينتقم منك
و تشوف عيالك يرموووك في الدار المسنين انت و مرتك
وينها الثانيه خليني أشوفها بس وينها


قام عمر بنتفضه وهو يصرخ كأنه مهلوس:ماافي أحد يرروح عندها
إلا أنا اللي اروحلها و أعتذر منها
أنا اللي أجيبها هنا و أسكنها عندي
اما انتو ماتاخذوها


(فكم أسهرت من ليل
لأرقد ملء أجفاني
وكم أظمأت من جوف
لترويني بتحناني
ويوم مرضت لا أنسى
دموعا منك كالمطر
وعينا منك ساهرة
تخاف علي من خطر )


قامت فوزيه هي وزينب وهما يضربو و يصرخو :كذااااااب
راح تضربها مثل قبل و راح تهينها مثل قبل
أمنا ماتبغاااك و لا تبغى وجهك
ولا راح تساامحك على فعايلك الكثيرة
عمر وهو يصرخ و يطلع من البيت:مافي أنا راح أجيبها
صرخت فوزيه و هي تضرب في روحها :ام يوووسف ولي يخليكي
خلينا نروح لها.. ماتعرفي عمر ماتعرفيه؟
راح يقتلها عمر راح يذبحها
عمر كذااب ..يكره امي و يكره ابويا




% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


في أحدى المستشفيــــــآت الحكوميه
القريبه من الحي اللي فيه دآر المسنــين
كانت حرارتها عاليـــــه جدا .. و رعشه لحمى بدأت تغتال جسدها
الضعيف الصابر
كانت ترتعش بعنف و بشدة كأنها متلقيه صدمات كهربائيه عنيفه
جسمها مغرق بماء عرقها و دموعها سييل جاررف على خدها الضعيف
:أتصــ....ـــــــ..............


قاطعتها الدكتورة وهي تحط يدها بفمها :ياخاله لا تتكلمي ترى
صحتك راح تنكس أكثر و أكثر
حطت لها الأكسجين لرابع مرة للتــوالي..
و الممرضه و هي تصيح على حالتها وهي تشبك في يدها الأبرة
اللي تنتفض و تقول:دكتورة صفيه ما أعرف اركب لها المغذي
و جسمها ينتفض بعنف


الدكتورة وهي متوترة و خايفه :بسرعــــــه نادو الدكتور مفيد
و فين رئيس القسم ماهر لازم يكون موجود
و هاتي أبرة المهدئة نعطيها في الوريد
عشان تنخفض الصخـونه


% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


عمر كان يسوق السيارة بتهور شديد
ولو ان الله كاتب له حادث في هذا اليوم
كان صار له حادث فوق الأربعه مرات
وهو يتجآوز السيارات بسرعه رهيبه
و يقطع أشارات المرور
و يسرع في التقاطع


كان عمر ماسك كل قوته و طاقته في الطارة
و يحاول يوصل للدر اللي رمى فيه أمه
مو قادر يستحمل جسده و لا أعصابه و لا تفكيره


( ويوم وداعنا فجرا
وما أقساه من فجر
يحار القول في وصف الذي
لاقيت من هجري
وقلت مقالة لا زلت
مدكرا بها دهري
محال أن ترى صدرا
أحن عليك من صدري )


سخونه بدئت ترتفع برعشه حمى عنيفه
تنفض جسده
وهوا يصرخ و يضرب في الطارة و يصيح
دموعه نزلت بحررقه.. بحرررقه
:طول ذي السنين و أنتي تغرقيني بأحبك و بأهتمامك
و بخوفك بدون مقابل و انا كنت واقف قدامك أقذفك
بسبات و الضرب و الأهانه و الكره
و انتي تلتزمي بالصمت و تلملي جروحك و ألآمك بداخلك
والله حرام عليكي حررام عليكي
كان صرختي بوجهي ..كان نحرتيني.. كان أخذتي سكين و
سددتني طعانك في قلبي لإني حقققير .. حقييير و نذل..
و ربي بلاكي بإنسان عااق
أنا ما أستاهل إنك تكوني أم
أنا ما أستاهل منش كل هذا الحب
ما أستاهل..


طفى السيارة لمن وصل الدار.. بسرعه جنونيه
فتح باب السيارة و تركه مفتوح و بداخله المفتاح
كان يجري و يجري وهو يشوف لوحة ( دار المسنين )
كان يطلب من الله ان عيونه تنعمي و لا يقرء اللي شافه
كيف طاوعه قلبه يوصل الأمر
انه يرميها لدار المسنين


البواب شاف عمر يركض للبوابه كان يبغى يوقفه
لإنه ممنوع أن يدخل عند الحريم
دفه عمر بأقوى ماعنده مو فاضي له
و لا فاضي أنه يبحلق في الحريم
هوا يبغى يدخل عند امه
يصرخ في الممرات بجنون على امه
يبغى رجلها
يبوسه و يبوسه و يبوسه
و يغرقه ببوساته و يغسل رجولها الكريمه بالدموعه
و يرفع راسها بفخر و لا ينزله مثل قبل


البواب كلم المديرة عالطول..
و المديرة قفلت الباب الداخلي بسرعه كبيرة
وهي تتصل عالشرطة


عمر لمن شاف الباب يتقفل..صرخ:لاااا لاتقفلو الباب
لا تمنعوني من أمي
ابغى امي ابغى اشوفها
لا تحرموني منها لا تحرموني منها


خبط الباب بيده و برجوله بالقوة وهو يبكي:أبغى امي ابغى اشوفها


المديرة صابها هلع من الكلام اللي تسمعه و معاها بعض المسؤولات
:أنت ولد مييين؟
و تبغى مين من الأساس


عمر لمن لقي أستجابه من الحرمة ..بستنجاد قال:اللي يخليلك أغلى لكي
لا تحرميني من امي..أبغاها ابغى اشوفها
ابغى اعتذر منها ..أبغى اقولها سامحيني
ماهمني إذا سامحتني و لا لأ
و لا رضت علي ولا لأ
أهم شئ أشوفها و أعتذر منها و اكون عندها خادم


المديرة قلبها أتقطع ..أول مرة واحد يجي عندهم يبغى امه بعد مارماها
:طيب يااولدي أنت مييين
علشان نخرج لك أمك ؟


عمر وهو يصيح بألم :أنا أنـ...ـــا عمـ...ــر
ولد أغلى و أروع أم في التـ..ــاريخ البشـ...ـــريه كلها
أمـ...ـــي هي صــ..ــالحـ..ـة
صالحــ...ــه اللي نـ..ــاوي أرجعـ...ــها لبيـ..ـتي و أكـ..ـون خدام لها


المديرة أنصدمت و خلفها المسؤولات و العجايز
كأنه حس أن أمه تعبت في يوم دخولها للدار
وهو رجع لها
:أمك تعبت فجأة و راحت عالمستشفى اللي على أخر الشارع


( إله الكون أوصاني
رضاؤك سر توفيقي
وحبك ومض غيماني
وصدق دعائك انفرجت
به كربي وأحزاني
ودادك لا يشاطرني
به أحد من البشر )


راح المستشفى وهوا يجري مثل المجنون و يصرخ :أمي أنا نـدماااااان
ندمان على عدد شعرات راسي
ندم الدنيا كلها مايعبر عن النار اللي تأكل قلبك يايمه
جو حراس الأمن و مسكو عمر بالقوة وهو يصرخ و يدفهم
و ينادي بأمه


(فأنت النبض في قلبي
وأنت النور في بصري
وأنت اللحن في شفتي
بوجهك ينجلي كدري
إليك أعود يا أمي
غدا ارتاح من سفري
ويبدأ عهدي الثاني
ويزهو الغصن بالزهر )


% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


بنفس المستشفى
صالحة هدئت بعد ماأعطوها أبرة مهدئه
و ضلت ساكته لثانيه و هي تفكر
من بعيد قالت الدكتور بستغراب:أسمع ضجيج في برا
لايكون صار شئ؟


الممرضه:مادري يادكتور ..أروح اشوف؟


الدكتور بحييرة :ياليت


قالت صالحة لأبتسام اللي كانت مرافقه لها :عندك في شنطة ورقه و قلم


هزت راسها و قالت:أيوة عندي.. بس ليش ياخاله صالحة


صالحة بغموض :أبغاكي تكتبي اللي أقوله لكي
و مايوصل إلا بيد عمر.. لإني حاسه أنه أجلي قرب


بجزع قالت ابتسام و بخوف:فال الله و لا فالك ياخاله
لاتقولي كدا و انتي اللي توصلي الرساله لولدك عمر


سكتت صالحة و ماعلقت..كانت سبب طيحتها أن انكشف بصرها
و شافت كل شئ.. شافت الأموات.. شافت الملائكة..
شافت دارها في السماء
عرفت ان الموت قرب منها..


بعد سقطت طريحة في الأرض.. و جاها في المنام
عبد الحكيم و وجهة الأبيض اللي يشع نور ..يقولها:يالله تعالي معانا ترى نبيل
ينتظرك حتى زوجك عمر
من أول ينتظروكي و مشتاقين لكي
كلهم في الجنه ينتظروكي.. وانا جيتك الحين حتى أقولك تعالي معانا
أنبسطت صالحة بدون ماتناظر للوراء..شافت المكان حلو و مريح
أبوها و امها و أقاااربها و نص أهالي القريه موجودات
الشهيد شافته ......نبييييل اللي تحبه و مات
شافت الشهيد بلبس العسكري وهو يسلم عليها
من بعيد بتحيه العسكريه
و يبتسم
عمر زوجها الغالي.. شاافتتته
عبد الحكيم قطع فرحها:تجي معانا
صالحة و دموعها على خدها :أجي معاكم




% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


الدكتور وهو يحااول يفهم من كلمه و هوا يقوله:ياولد الحلال أهدئ
أهلك طيبين و مافيهم إلا العافيه
إنت تبغى مين بضبط ؟


عمر :أمي ابغاااها قالو إنها دخلت المستشفى قبل شوي


الدكتور فهم عليه:طيب تعال أدخل الطوارئ
امك مسدوحة في الفراش
طيبه و مافيها إلا العافيه
دوبي تركتها في الغرفه


ركض عمر وهو يدخل الطوارئ و يلتفت يمين و يسار
و يشوف الممرضات يصرخو و يصيحو بصوت عالي
أنقبض قلبه .. و شد عرقه
و راح لهم


و شاف صالحة نايمه بعمق بأبتسـآمه عريضه عالخدها
ابتسام وهي مصدومه و تهلوس:ماااتت دوبها مااتت
كانت تتكلم معاي عادي و فجأه سكتت و رفعت عينها لسقف
و اتغيرت ملامحها لرضا
و اتشهدت و رفعت سبابتها و انقطعت عن الحياة


عمر وهو يصيح و يكشف بطانيها و يبوس برجلها: ندمان يايمه والله ندمان
والله العظيم ندمان قد عدد شعر راسي ندمان جيت أطلب
السمااح منك..جيت ابوس اصابع رجولك
بس انتي متي و انتي ماسمحتيني
مالي وجه أطلب السماح لأني ما أستأهل
ومستحيل أسمح لك تسامحيني
لإنك ماتستاهلي إني أكون ولدك ..ماتستاهلي
أنا أنسان حقييير و عااق
عشت و انا عاق.. و متي و راح أكون عااق


% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


و هكـذا ماتت صالحـــــــة
ماتت بأبشع العقوق
قتلوها عيالها بعقوقهم .. قتلوها و شربو من ألآمها بسخريه
كأنهم بأفعالهم أبطال..لكنهم عند الله لهم عذاب عظيم
رحلت صالحة عنهم و عن عالمهم القاسي
وعن هذي الدنيا اللي تدير ظهرها كـ السنوات الماضيه
الأشقياء يبقو .. و الطيبون يرحلــو
راحت و فضلت تكون عند اللي عززوها و كرموها
عند زوجها الغالي عمر الحـــــنون
و عند الحنون العطـوف عبد الحكيم
وعند المسالم الشهيد نبيل


أعلن بأرجاء المدينه المنورة
أن صالحـــــــة بعام 1431هــ
أنتقلت روحها لعند الله


كل واحد يسمع خبرها و سبب وفاتها و قصتها:يرحمها بالمغفرة
خبر صالحة ماوصل في المدينه.. في السعوديه كلها
في الخليج و الوطن العربي.. و قصصها تتنقل في مكان
أمرأة ماتت بسبب العقوق
و خاصـآ من ولدها العاق .. و ربي عاقب ولدها عاقبه ؟


دخل عمر و مرته ليلى وهي شايله ولدها أصيل بحضنها
دخلو البيت بصمت وهما يلقو نظارة خائفه لأسيل
خافين منها؟ و حاسين برعب
حطت ليلى ولدها في السرير و فسخت عبايتها
و عمر نزل شماغه و فتح أزارير ثوبه
ركضت أسيل لهم بفرح وهي مو عارفه ايش يصير
أمها و أبوها غابو الليل فجـأة
و إلحين عالساعه 9 صباح رجعو
بعد ماصلو الفجر لجثمان صالحة الطاهر و دفنوها
وقعدو في شقه تحت يعزو و لمن راحو طلعو لبيتهم يرتاحو
:مااما باابا .. رسمت لكم رسمه مرررة حلوة


ليلى بتعب:اسولــه بعدين نحنا تعبانين إلحين


بترجي قالت وهي تبكي:لأ شوفوها إلحين انا من امس رسمتها 3 مرات
و لونها وصارت حلوة وانا قاعدة انتظركم
قعد عمر بطرف السرير و قال وهو يلم بنته :وريني الرسمه


اسيل بفرح:مامي تعاالي شوفيها حتى اصيل كمان يشوفها


قربت ليلى ببتسامه حزن .. و اسيل تأشر في الكراسه
:شوفو هذا بيت كبيــر و حلو وكلنا راح نسكن فيه
انا انام هنا و اصيل ينام هنا و سرياتي تنام هنا


ليلى وهي تمسح على شعر بنتها:وانا و بابا فين ننام؟


بحماس قالت اسيل وهي تأشر في غرفه صغيرة لونها بالأسود خارج البيت
الكبير بطرف الكراسه و قالت:أنتي و بابا هنا


ببرائه قالت ليلى :وليش أنا و بابا برا ننام مو معاكم في البيت


أسيل بضحكــة طفوليــــــــــه :هههههه عشان انتو طلعتو جدة برا البيت
و انا لمن أكبر راح أطلعكم أنا و أصيل برا مثلها
وتنامو برا بعيد عننا


صرخ عمر وهذا اللي كان خايف منه..هذا هوا خـــــآيف ان الله يعاقبه
غطى وجهة بيده وهو يصيح


خافت أسيل و صاحت:بابا ليش تبكي ماتبغى أحطكم برا تنامو
خلاص أمسحكم من الكراسه بكبرها ولا احطكم معانا
بس لا تبكي يابابا لا تبكي


بكت ليلى وهي تطيح في الأرض و تتحسر:جااء دورنا ياعمر جاء دورنا


% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


﴿ الجزء التاسع عشر ﴾



بعد عدة شهور مرررت


في أحدى الغرف البــآردة المظلمة
و مافي و لاصوت يطلع إل صوت أنفاسها و هي ترتفع و تنزل بغضب شديد
ضغطت الجوال بيدها بالقوة و لو ودها تكسره بأصباعها
أتصلت بجوال ولدها وهيب اللي كانت مقهـورة أن أبوهم طلع له جوال
بس عشان ياخذ العيال لأحضانه هو و زوجته الجديدة
لكن و ربي يشهد أن نيه مساعد أن طلع الجوال بس عشان
عياله يكلمــوه أمهم و يتواصله معاهم :هلا ماما كيفك إنتي ؟
فوزيه بستغراب سكتت و هي تسمع صوت إزعاج و سيارات عاليه
: وينكم أنتو ؟
وهيب و هوا يرمي الموز في الأرض و يجي القرد الصغير و يسحب الموز
و ياكله:نحنا في الطائف بابا ودانا عند القرود و قاعدين نأكلهم
و مبسوطين مرة و بعد شوي راح نروح الحقبة الحمراء
عشان نشوي و ننبسط


حست بالغيره فوزيه ..هي قاعدة في العمارة الكبيرة لحالها بدون أحد
أمكن تقعد أيام و أيام بدون حتى مايسألو عنها و بالاخير تموت
بدون أحد يدري عنها


مساعد أنسان يحب الطلعات و السفرات و الكشتات
لمن كانت بذمته مابخل عليها
كانت ترفض تسافر مثل خلق الله
و تكرهه خروج البيت ..لإنها إنسانه بيوتيه


سقط قناع الندم و الحسرة على ماجنته بيدها
مشيت ورى تفكيرها و
ورى أنانيتها و برودها
و بالأخير ما أستفادت شئ .. غير تعض على أصباع الندم


مو هي كانت تبغى الطلاق عشان تاخذ ثمن راحتها
مو هي كانت تبغى تخلي مسؤوليه عيالها
عشان تكدس عيالها عند الزوجة الجديدة
و بالأخيير أيش أستفادت غير اللي تبيه ؟؟


مساعد مبسوط أو بالأصح طاير من الفرح و بحضنه عياله و زوجته
اللي ترويه من حنانها و حبها
وهو ماغير مدلعهم و يسفرهم و يخرجهم و يدخلهم
مبسوطـــــــين .. و هما أحلى و أروع عائلـه في العالم


دق باب الجرس و قامت من مكانها :مييين ؟
صوت رجال:معاكي طارق جاركم يا أم وهيب
خذي فلوس إيجار هذا الشهر


هذي هي حياة فوزيه.. تستلم فلوس الإيجارات و تدفع المويه و الكهرباء


فتحت الباب و مدت يدها و أخذت الفلوس و قفلت الباب
فينها لو سمعت كلام أمها
الأم تعرف مصلحة عيـــــــآلها
الأم شئ عظيم و لو راحت الأم كل شئ راح يروح برمشه عين


فقدت زوجها و فقدت عيالها و فقدت أبوها و أخوانها عمر و نبيل
و ماكنت مهتمه لإنها عاشت حياتها و نسيتهم
لكن لمن فقدت أمها
أصابت بالجنووون .. أصبيت بالندم الشديد و بالحسرة
رجعت ذاكرتها قبل 6 سنين عند القريه الطيبه
و البيت الشعبي اللي كرهوة لكنهم فقدوه
و جمع فيهم ذكريات حلوة
أبوها المريض المسدوح في فراشه و يناظرهم بحب عظيم و هو يكابر ألمه
و أمها و هي مثل الفراشه تدور في المطبخ تشرف عالغداء
و تروح لزينب اللي كانت مسدوحة في غرفتها
و تحس بوجع بطنها الشديد
و نبيل جالس في الحوش و بيده كتب الجامعه وهوا يذاكر بهدوء
وعمر يصرخ و ينفخ
نزلت دموعها فوزيه و هي تصرخ:مستعدة إني أنضرب و أتلعن
لكن تعالو كلكم تعــــــــــــــآلو
لا تتركوني لحالي


% ~ $ (( deema ))$ ~ %
(($~ أسطــورة المــوت ~$))
% ~ $ (( deema ))$ ~ %


في أحدى المراكز العاليـه بوسط المدينه
عابيتها الشبه ضيقه على جسمها
و مطرز من الأطراف بالفضي
لابسه عدسات عسليه و مكحله عيونها بالازرق
من خلف نقابها
شنطتها الفوشيه الملفته للأنتباه و الجوال "بلاك بيري" معلق برقبتها
طبعا ماهو جوالها.. كان جوال المرحوم نبيل
و هي مستحيل تمشي في شارع السلطــآنه و بيدها جوالها القديم


_: تكفى أعطيني رقم البي بي حقك و نضربها صداقه
_: أموووت أنا ياأم الفوشي ترى مانقدر على دلع
_: لا تورينا أنه عندك البلاك بيري ترى الكل صار عنده
حتى عمال النظافه صدقيني عنده ههههه


أتضايقت زينب من تعليقــــــآت الشباب اللي صارت تحاصرها وين ماتروح
مسك واحد من الشباب يدها الطـآهرة و أعطاها الرقم
أنصدمت زينب و أتقشعر جسمها و بعنف صرخت :الله ياخذك أنت ماعندك محارم
..ماتخاف من ربك


الشاب أعطاها نظره أحتقار لمن صرخت بوجهة و قال:و الله أخواتي
مايطلعو من بيوتهم عالساعه 11 و نص كأنهم بنــآت شوارع
و لا أشكالهم ملفته للإنتباه
و بعدين إنتي بشكلك تبينا نرقمك و نغازلك


أهتزت شفايفها زينب و هي تصيح :أحترم نفسك أنا محترمه
و متربيه من بيت أهلك


الشاب :لو متربيه كان ماطلعتي بهذا الشكل .. لو متربيه كان ماخرجيتي
من بيتك بدون رجال ..لو مو متربيه كان ماشفتك في سلطانه إنتي و صحباتك كل بعد يومين


طنشته زينب و هي تكتم دموعها و تكمل مشيها و الشبا وراها يلحقها
و فجـأه سيارة شباب تمشي خلفها
خافت زينب و هي تهرول في مشيها و خافت أكثر لا تجي هيئة الأمر
و تسوي لها سالفــه
أخير و صلت لدخيل بلازا و هي تلتقط أنفاسها


كلام الشاب.. دق الوتر الحســـــــآس بعنف
مو هي تبغى تشتري ثمن الراحة و الحريه
و تعيش حياتها مثل صحباتها


أشتـــــــرت اللي تبغاه لكن ...!!!!
ألتفتت بدموع و هي تشوف بنات بعمر الزهـور يمشو خلف أمهم
و امهم تكلمهم بحدة لكن مايخلو من الحب و الإهتمام: بنات لا ترحو و لا مكـآن
خلوكم وراي


وحدة من بناتها قالت بعتراض:ماما ترى محنا صغار.. الله يخليكي نبغى نتمشى
الام:فين تتمشو لحالكم و الشباب في كل مكان؟ خلوكم معاي وين مارحت
و بعدين أنا خايفه عليكم
البنت بتأفف و هي تمشي وراها بإستسلام
كانت ودها تصرخ زينب على البنات و تقولهم :أسمعو كلام أمهم لاتخلــــــو
الزمن يلعب بعقولكم البريئـــــة
خلوكم عند أمكم بكرة راح تعرفو نتيجة كلامها و خفوها عليكم
إنتو تشوفه أنه خوفها ماله داعي و لا له مـــــبرر
بس أمكم عارفـــــه كل شئ

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -