بداية

رواية صورة للذكرى -1

رواية صورة للذكرى - غرام

رواية صورة للذكرى -1 

رواية صورة للذكرى 

الكاتبة : ماري روك 
مراحب ياحلوين 
كيفكم ؟؟ بخير إن شاء الله 
وهذي رواية أتمنى تعجبكم 
كونوا على إستمتاع ياأعزاااااااااااائي 
مخترع الكاميرا والسناب له فضلا علينا... اختراعه حفظ ذكرياتنا على أوراق نحتفظ بها في صناديق و ألبومات و نعود إلها متى ما شعرنا برغبة في الرجوع إلى الماضي و ما يحمل لنا من معاني .. بصورة واحدة تعود الذكريات
فاحرصوا على التقاط ذكرياتكم
الشخصيات :
سارا مولر : امراة عصرية .. مثابرة و تحب العمل ...فتحت صندوق الصور و بدأت بها احداث هذه الرواية
جيمس بروكس : زوج سارا و والد طفليها .. يناديه المقربون منه بجيمي.. و هو العنصر الاساسي لذكريات سارا
فيكتوريا : فتاة في السادسة عشر من العمر.. ابنة سارا و جيمس
فيكي : او فيكتور و هو الابن الثاني لسارا و جيمس
الجنرال ادوارد مولر : والد سار و هو رجل تقليدي و متسلط
كارلا مولر : والدة سارا.. امرأة متفهمة و تائهة بين أوامر الجنرال و تمرد ابنتها
ستيف مولر : الأخ الاكبر لسارا
كلوديا : رئيسة سارا في العمل و صديقتها المقربة
براد : عشيق فيكتوريا و هو شاب محترم يعتمد عليه
تود : جار سارا.. (زير النساء)
ماثيو بروكس : والد جيمس .. و هو عضو في الكونغرس الامريكي .. رجل متغطرس و متكبر
كريستين : صديقة سارا القديمة و المقربة منها جدا في الثانوية ..
كلير: صديقة فيكتوريا المقربة
-1-
الساعة الان الخامسة عصرا .. المنزل هادئ الا من صوت التلفاز الذي لم يقف عند قناة معينة .. من قناة الى اخرى .. جهاز التحكم بيد و الهاتف باليد الأخرى .. كانت تضحك بصوت عالي مع الشخص بالجهة الاخرى من الهاتف ... و فجأة اهتزاز قوي جعلها تقفز من مكانها بهلع ليسقط جهاز التحكم من يدها عندما سمعت صوت ارتطام قوي هز المنزل بأكمله .. و الشيء المخيف ان الصوت صدر من العلية .. من الطابق العلوي للمنزل .. المكان المهجور .. مشت بتردد صاعدة الدرج خطوة خطوة ..كانت مشدود الاعصاب .. و قلبها يخفق بقوة ... همست في الهاتف الذي تحمله معها
- " ابقي معي على الخط .. اذا صرخت اتصلي بالشرطة "
اقتربت من باب المخزن لتفتحه و بدفع من رجلها بقوة .. انفتح.. تراجعت للخلف بحركة لاشعورية لكنها تقدمت لتلقي نظرة على الأتربة و الغبار المتطاير بالعلية محدثا دخان غريب و .. و سعال شخص ..شعرت بخوف غير طبيعي و كانت تتنفس بصعوبة .. فتراجعت للخلف و شكلت قبضة بيدها و رفعت الهاتف تستخدمه كسلاح .. تستعد لضرب الشخص المخفي وراء تلك الصناديق.. نزل الغبار و خف قليلا و استطاعت ان تلمح يدا من بين الصناديق و ما هي الا لحظات حتى عرفت الشخص خلف الصندوق الكبير عندما رأت الوجه و الشعر البني الذي تحول الى الابيض ..اقتربت منها بقلق و هي تساعدها على النهوض
- " امي .. هل انت بخير ؟ "
لم تستطع الاجابة على سؤال ابنتها لان السعال لم يتوقف .. فأسرعت لإحضار كوب ماء لها ,. تذكرت بأن صديقتها لا تزال على الخط تنتظرها فتكلمت و هي تنتزل الدرج قفزا .. و كانت تضحك
- "كل شيء بخير.. انها امي ..طبعا و من يكون غيرها... اتصل بك لاحقا "
ساعدت والدتها على الجلوس و قدمت لها كوب الماء.. احتسته بدفعة واحدة .. وقفت تنظر الى الفوضى حول والدتها .. صور مبعثرة .. و اوراق في كل جانب ..لعب اطفال .. ملابس قديمة .. صناديق اندثرت على الارض محدثة دمار كامل ..
- " ماذا كنت تفعلين ؟"
- " ارتب المكان .. حملت صندوقا ثقيلا بالخطأ فوقعت أرضا "
- " يا الهي.. هل تألمت ؟"
- " لا انا بخير .. انظري إلي .."
وقفت و هي تدور بخفة و تنفض الغبار من ملابسها و شعرها
- " نعم استطيع ان ارى الغبار قد حول شعرك الى اللون الابيض "
ضحكت والدتها ببراءة ثم انحنت تلتقط ما استطاعت من اوراق و صور
- " هيا .. ساعديني في الترتيب .."
- " سأفعل .. لكن تعديني بأن ترتاحي حالما تنتهين "
- " سأفكر بالامر .."
تركت ما بيدها و نظرت الى والدتها بقلق
- " لا لن تفكري .. انت لا تتبعين ما يقول لك الطبيب .. لقد أعطاك إجازة لأخذ قسط من الراحة لكنك تعملين و تعملين و تعملين ..دون اكتراث بكلامي او بكلام الطبيب او بصحتك"
بالفعل فمنذ ان اجرت سارا عملية جراحية قبل اسبوع تفترض اخذ قسط من الراحة اما بالفراش او الجلوس دون افتعال أي مجهود بدني لما للعملية من خطورة عليها خاصة و انها في مكان حساس كبطانة الرحم .. لكنها مع ذلك لم تستطع البقاء بالفراش بلا حركة.. لم تهدأ .. و هي هكذا على الدوام , بل هذه طبيعتها , تحب الحركة و العمل الشاق بل تحب ان تقوم بكل شيء بمفردها حتى الأعمال التي يفترض ان يقوم بها الرجال .. من دهن المنزل , تركيب الاثاث , تنظيف المطبخ و المنزل بأكمله , زراعة الحديقة , الاهتمام بالزهور , اخذ الاطفال الى المدرسة , و الان ترتيب و تنظيف المخزن .. لها نشاط غير طبيعي على الرغم من دخولها في الثانية و الثلاثين إلا أن لها طاقة تفوق طاقة ابنتها ذات الستة عشر عام بل أن ابنتها تحسدها على نشاطها المفرط .. كما أن لا يبدو عليها بأنها امرأة راشدة .. خاصة و ان منظرها الشبابي ببشرتها المشدودة و جسدها الرشيق الطويل و شعرها البني الكثيف الذي يسترسل إلى أسفل كتفها لا يدعو لكونها امرأة في سن الرشد .. و هذا بالاضافة انها تحب اللعب مع الاطفال و سهولة اندماجها مع المراهقين و الشباب فعندما تجلس معهم تكون كواحدة منهم .... و لباسها الذي يشبه لباس ابنتها العملي حتى انهما في بعض الاحيان يرتديان من ملابس بعض .. لذلك عندما تذهبان الى السوق او أي مكان عام تذكر ابنتها ان لا تناديها ب ( امي ) بل باسمها (سارا ) حتى لا يبتعد الرجال عنها غير مصدقين بانها ام عزباء جميلة .. او ان تلتفت النساء اليها شاعرات بالغيرة اتجاهها و يسألنها كيف تحافظ على شبابها و من تلك الامور من اسألة النساء المزعجة.. ففي احدى المرات ناد عليها فيكي " بإمي " فاستغرب البائع و قال لها
- " لم اعتقد بأنك أم .. اعتقدت بإنك فتاة في العشرين "
لكن سارا لم تعلق بل اكتفت بابتسامة .. لكن تغيرت ملامح وجهها عندما نادت فيكتوريا عليها "بإمي" هنا أصيب البائع بسكتة قلبية ففغر فاه و سأل سارا
- " يأ إلهي كم تبلغين من العمر ؟! "
و كعادتها سارا تشعر بالضيق فتخرج من المحل و تذكرهما بأن اسمها سارا و ليست امي ...
- " حسنا اذا يا حلوتي ساعديني في ترتيب الصور حتى انتهي بسرعة و ارتاح "
- " جيد "
اخذت سارا تنفض الغبار عن ملابسها و شعرها مما جعل فيكتوريا تضحك فنظرت إليها سارا بطرف عينيها ..
- " لم تضحكين يا شقية ؟"
- " كنت اتخيل شكلك بعد مئة عام "
- " سأقتلك .. انا مازلت شابة ..و سأظل هكذا حتى بعد مئة عام .. فلا داعي لتخيلاتك السخيفة "
- " لم اقل عكس ذلك "
- " حسنا لا تكثري الكلام و قومي بلم الصور التي تساقطت على الارض بينما اقوم انا بكنس الاتربة "
- " لك السمع و الطاعة حضرة الجنرال "
- " قريبا جدا .. سأقتلك "
- " لم ؟ ماذا فعلت ؟"
- " كفي عن الاستهزاء بوالدي "
- " و من قال اني استهزأت به .. اني أوليك احتراما كما تفعلين له انت .. انه يحب ان نناديه بالجنرال عوضا عن جدي "
- " هذا شأنه ..و شأني .. و الان هيا الى العمل"
كانت تكنس الأرضية دون ان تشعر بألم على الرغم من ان الجرح لم يبرئ بعد.. هذه هي والدتها التي تحب.. فبعد كل ما يجري رغم كل الضغوطات لا تنسى ان ترسم ابتسامة على محياها الجميل لذلك هي مشهورة و محبوبة في كل مكان تذهب اليه .. و أي شخص تعرفه يكن لها احترام و تقدير ..و ها هي الان تستمتع بالتنظيف اللذي تعتبره فيكتوريا امرا مزعجا .. و هي فخورة كونها ابنة سارا مولر .. اخذت فيكتوريا تلم الصور و تمسح عنها الغبار .. صور لها .. صور لاخيها عندما كان رضيعا .. صور لجدها و جدتها و خالها .. و صور لوالدتها و هي شابة انها لم تتغير ابدا فلا تزال تملك تلك البشرة الصافية المشدودة .. و ذلك القوام الرشيق و الاناقة البسيطة ...لطالما تساءلت فيكتوريا هل ستصبح بمثل والدتها بهذا الجمال و الرشاقة و النشاط عندما تدخل في الثلاثينيات ؟! انها جميلة بدورها لكنها ترى بأن والدتها اجمل منها بكثير فهي ايضا لها شعر بني كثيف و قوام رشيق لكن ليس لها نشاط والدتها المفرط .. و سحرها و جاذبيتها خاصة على الشبان في مختلف الاعمار .. فكثير من المرات عندكا تخرج مع والدتها يلحقان بهما الشباب اعتقاد بان سارا بعمرهم .. و لطالما لعبت عليهم هي و فيكتوريا لمجرد الضحك و المزاح و من ثم توقف قلبهم عندما تخبرهم بانها في الثلاثينيات و هذه الفتاة هي ابنتها .. تراهم يركضون و هي تضحك مع ابنتها .. التي تعتبرها صديقتها الصغيرة ..
كانت تقارن صورتها بصورة والدتها .. فهما يتشابهان كثيرا بل انها تكاد ان تكون نسخة مصغرة عن والدتها .. شعر بني كثيف طويل .. عينان خضراء .. بشرة حمراء .. قوام طويل رشيق .. لكن ما يفرقهما عن بعض هو دور التأثر بالاسلوب و الثقة و الحضور و الجاذبية .. اخذت صوره و غيرها لتقارنها ..عندها انتبهت الى صورة وقعت بعيدا عن الصور الأخرى.. حملتها و نفضت الغبار عنها ليترائى لها وجه شاب وسيم لأقصى الحدود كان يبدو في العشرين من عمره .. له عينان زرقاء تميل إلى الخضرة واسعة تضللهما رموش طويلة و حاجبان كثان يبرزان ملامح وجهه الحادة كما له شفتين غليظتين و حمراء كأنه وضع احمر شفاه !! و له أسنان بيضاء مصفوفة بانتظام .. يرتدي بذلة رسمية و شعره الكستنائي مبعثر دون أن يهتم بتسريحة مما أضفى عليها منظر الشاب الشقي الذي تتهافت عليه الفتيات و النساء بمختلف اعمارهن .. من يا ترى يكون هذا الرجل الذي لمس قلبها بابتسامته؟! ..لا تعرف لما دعا لها تفكيرها بأن تدس الصورة في جيب بنطالها .. انتبهت لها سارا فاقتربت منها و بهدوء تكلمت
- " ما بك فيكتوريا ؟"
قفزت و تلعثمت لأنها لم تشعر باقتراب والدتها منها
- " ما .. لا ..شيء لا شيء "
- " متأكدة ؟ لأني رأيتك تنظرين إلى صورة بيدك طويلا ثم تدسينها في جيب بنطالك "
لم تتكلم فقد عقد لسانها .. لكن سارا مدت يدها
- " هل لي بإلقاء نظرة على تلك الصورة ؟"
اخرجت صورة الشاب الجميل من جيبها و قدمتها لوالدتها .. ما ان رأت سارا الصورة حتى تغيرت ملامح وجهها و بان عليها بأن قلبها اعتصر .. الفضول دفعها لسؤال والدتها
- " من هذا الشاب يا امي ؟"
لم تنتبه سارا الى سؤال ابنتها فالصورة أثرت بها لدرجة كبيرة .. لقد وضعت كل صورة له في صندوق بعيد عن الصور الاخرى حتى لا تنظر الى وجهه الجميل فبمجرد رؤيته ستفتح كل جراحها مجددا .. لكن من اين اتت هذه الصورة ؟ و لم كانت مع الصور الاخرى ؟.. لابد بانها نسيتها ..اعادت فيكتوريا السؤال و هذه المرة بصوت اعلى
- " ماما .. لمن هذه الصورة ؟"
على الرغم من الابتسامة التي رسمتها على وجهها الحزين إلا أن صوتها المبحوح يحمل العديد من معاني الالم و الحسرة
- " انه ..جيمس .. والدك "
اخذت فيكتوريا الصورة منها ودققت النظر في الصورة مجددا و هي غير مصدقة
- " حقا ؟! هذا ابي ؟"
- " نعم .. عندما كان في العشرين من عمره ..ألا تذكرينه ؟"
حاولت فيكتوريا ان تتذكره لكن الصورة اتت مشوشة غير واضحة في بالها لطالما حلمت به اكثر من مرة دون ان تنتبه الى ملامحه .. لكنها احست بشيء من الدفء عندما رأت ابتسامته و احست بانه مألوف
- " انه وسيم جدا "
بللت سارا ريقها فهو فعلا وسيم لدرجة انها كانت تحب النظر الى وجهه و هو نائم و هذه احد الاسباب لعشقها له منذ البداية .. لم تنتبه فيكتوريا إلى الحزن الذي طغى على وجه سارا فأردفت قائلة
- " اتمنى ان اراه .. أ تصدقين بأني رأيته أكثر من مرة في أحلامي يحملني و يلاعبني و كنت أضحك .. لم أر ملامحه جيدا لكني لم اعرف بأنه والدي "
وضعت سارا يدها على فمها تمنع صرخة الم كادت ان تنفجر منها ..ارجعت الصورة لفكتوريا ثم ابتعدت لتكمل كنس الارضية .. كانت فيكتوريا تنظر الى والدتها الذي بان عليها الحزن .. هل هي مشتاقة اليه ؟ ..ارادت ان تسألها أكثر عن والدها لكن صوت رنين الهاتف منعها فاسرعت فيكتوريا لالتقاطه بالطابق السفلي و بعد دقائق عادت الى العلية حيث والدتها تحمل الصناديق
- " امي .. اتركي الصندوق انه ثقيل .. بالله عليك "
- " ليس بثقيل .."
حاولت ان تحمله فيكتوريا لكنها لم تستطع لثقله ابتسمت سارا بتوتر فهي بعض الاحيان او في اغلب الاحيان تتصرف بأنها هي الابنة و فيكتوريا هي الام الحكيمة .. غيرت الموضوع بتحويل السؤال لها
- " من المتصل ؟"
- " انها كلير .. لقد اتفقنا على الخروج اليوم مع الاصدقاء .. لكنني لن اذهب "
- " لم ؟!"
- " لاني اريد البقاء معك اراقبك "
- " كفي عن ذلك .. انا بخير .. اذهبي و استمتعي مع اصدقائك و سانتظرك عندما تعودين في العاشرة "
- " لا لن اذهب "
دفعتها خارجا و هي تقول لها تشجعها
- " بل ستذهبين هيا لا اريدك هنا .. انتبهي لنفسك عزيزتي .. لا تتأخري في العاشرة سأغلق الابواب و اذا تأخرتي دقيقة واحدة ستنامين بالخارج "
ضحكت فيكتوريا فوالدتها من افضل الامهات في هذا البلد انها متفهمة لابعد درجة و بهذا ترى بأنها افضل صديقتها .. قبلة على خد والدتها بعدها استدارت تنزل الدرج بقفزات صغيرة ..
بعد ان خرجت فيكتوريا تركت المكان هنا خال إلا منها و صناديق الصور التي تحتاج الى ترتيب
جلست على الارض تلم باقي الصور التي لم تجمعها فيكتوريا و تصففها في ألبوم للصور .. شيء يلح في بالها بان تفتح الصندوق الذي يحمل صور جيمس .. لكنها عدلت عن هذه الفكرة و اكملت ترتيب صور اطفالها كانت تبكي و تضحك على الصور التي تحمل العديد من المعاني لها و ما اجمل تلك الذكريات خاصة فيما يتعلق بهم .. قبلت صورة ابنها فيكي الذي لم تره اليوم بأكمله فنبهتها الصورة بانه تاخر بالعودة اليوم .. وقفت و نظرت عبر النافذة الى الشارع .. يفترض ان يكون في منزل الجيران يلعب مع صديقه تشاد .. لكن الوقت تأخر و يجب ان يكون هنا لتناول وجبة العشاء و الاستعداد للنوم ..
- " تبحثين عني اليس كذلك ؟"
استدرات عندما سمعت صوته اللطيف ينادي عليها اقتربت منه لتضمه لكنه ابتعد عنها فحاولت ان تصيده لكنه جرى بسرعة و هو يضحك اختبأت خلف الباب حتى تقبض عليه عندما يدخل مرة اخرى و بالفعل قبضت عليه و ضمته بقوة و اخذت تمطره بقبلات صغيرة على رقبته و وجنته و فوق عينيه كان يحاول الافلات منها .. لكنها اقوى .. تركته عندما شبعت من تقبيله
- " هذا عقابك لتأخرك "
- " لكني لم اتأخر"
- " حقا ؟! "
- " ماذا تفعلين هنا؟! .. لقد شعرت بالخوف عندما سمعت صوت من الطابق العلوي .. اعتقدت بأن هناك احد يسرق المنزل "
ضحكت و وضعت يدها على بطنها .. لفيكي طريقة في التحدث تجعلها تضحك
- " لا احد يسرق المنزل .. من يريد سرقة صناديق مليئة بالصور و الاشياء القديمة التي ليس لها قيمة "
- " لا اعرف .. شخص مجنون "
ضحك و كأنه قد القى نكتة .. فضحكت معه
- " اخبرني ماذا فعلت اليوم ؟ "
- " لعبنا و استمتعنا "
- " الم تفكر في والدتك التي اشتاقت لك؟"
- " بلى .. لذلك عدت "
- " انك منافق و مع ذلك أحبك "
خلل اصابعة بشعره فبدا لها أشبه بوالده عندما قام بهذه الحركة فهجمت عليه مجددا و طبعت قبلة طويلة على خده و كانها تطبع قبلات على رقبة جيمي .. ابتعدت عنه عندما طرات هذه الفكرة في بالها ..
- " انني جائع يا ماما "
- " يسعدني بأنك جائع .. فأنت لا تأكل كثيرا .. هيا اتبعني الى المطبخ "
كان يحاول مسابقتها على الدرج ركضت لتكون اسرع منه لكنه اخف منها و اسرع دخل المطبخ و جلس على الطاولة ..
- " ماذا تريد ان اعد لك ؟ "
- " امممم .. شطيرة "
- " حسنا .."
أخرجت مكونات الشطيرة من البراد و قامت بإعدادها لطفلها الذي غدا شابا في الحادية عشر من عمره يا الهي الايام تركض بسرعة .. بالامس كان صغيرا في حجرها و اليوم جالسا على الطاولة امامها و كانه جيمس بطريقة كلامه و إسلوبه و حتى بملامح وجهه .. وضعت الشطيرة امامه فالتهمها على الفور ابتسمت لعدم سيطرته على جوعه .. مسحت على رأسه
- " هيا يا حبيبي .. لاعداد واجباتك المدرسية و من بعدها إلى حوض الاستحمام فورا ثم تقبلني و تودعني الى النوم "
عبس و كتف يديه على صدره
- " ماما لم اعد طفلا لأنام باكرا.. كما انني لا اشعر بالنعاس"
- " لن تنام باكرا .. بل ستعد واجباتك ثم تستحم .. انظر إلى الوقت المتأخر "
- " لكن ..."
- " سأهجم عليك مجددا بقبلاتي “
سار ببطء إلى الطابق العلوي و هو عابس فهذا حكم القوي على الضعيف ...
بعد ساعة فتحت باب حجرته و القت نظرة عليه انه نائم كالملاك الصغير قهقهت فهو اخبرها بانه لا يشعر بالنعاس .. لم الاطفال دائما يحبون العناد ؟ .. اطفأت انوار المنزل و تناولت كتابا اخذت تقرأ منه في غرفة الجلوس تنتظر رجوع فيكتوريا لكنها لم تكن منجذبة الى ما تقرأ ففكرها في طفلتها الاخرى التي لم تعد بعد.. رفعت بصرها الى الساعة امامها كانت تشير الى التاسعة و خمسين دقيقة ... انها تقلق حتى من الدقيقة خاصة فيما يتعلق في طفليها فهما اغلى ما تملك في هذه الدنيا التي خذلتها و آلمتها و هي في سن صغيرة في ريعان شبابها ...
و اخيرا فتح الباب فوقفت سارا تنظر الى ابنتها التي بدت في غاية السعادة و هي تودع اصدقائها عندها التفتت تعانق والدتها التي تناست غضبها بمجرد ضغط فيكتوريا على صدرها
- " كيف كان يومك ؟"
- " رائع .. "

-2-
ابتعدت عنها و هي تصعد الدرجات الى غرفتها فأوقفتها و هي تنظر اليها بعتب مصطنع
- " الن تخبريني الى اين ذهبتم ؟ و من كان اصدقائك ؟ "
نزلت درجتين وضعت يدها على كتف سارا
- " السينما ثم ذهبنا لتناول العشاء ... انا , كلير , روز , .."
- " الم يكن معكما فتيان ؟ "
- " اعلم يا امي الى اين تريدين ان تصلي في حديثك .. سأخفف عنك حمل طرح اسأله لا داعي لها .. نعم كان براد معنا و كذلك ستيفن , جون , كارل , و اخيرا بيتر "
لم تستطع سارا كبح ابتسامة ارتسمت على وجهها فهي تريد ان تعرف كل صغيرة و كبيرة تتعلق بأبنائها و علاقتهم انها مستعدة لهذا اليوم عندما تبدأ ابنتها في التورط بعلاقة مع شاب و تريد ان يكون هذا الشاب اهلا لها و يستحقها و لا تريد لابنتها ان تقع في نفس الخطأ الذي وقعت هي فيه عندما كانت في السادسة عشر ... لذلك تريد ان تكسبها كصديقة تأتمنها على أسرارها العاطفية و قد تقدم لها النصيحة.. انها تجيد لعب هذا الدور اكثر من لعبها لدور الأم و هذا يسعدها كثيرا ... حضنت ابنتها بقوة و قبلتها
- " حسنا يا حلوتي يسعدني بانك استمتعي بوقتك "
- " شكرا لك ماما ... "
صعدت درجتين ثم توقفت لتستدير
- " هل انتهيت من ترتيب العلية ؟ "
- " لا فلقد عاد فيكي و جلست معه "
- " اه جيد ... لم تقومي باللحاق به كما تفعلين دائما ؟ "
- " سألحقك انت اذ لم تكفي عن التحقيق معي .. هيا يا شقية .. حجرتك "
- " امرك سيدي الجنرال "
ضحكت و هي تهرب من والدتها صاعدة الى حجرتها .. و بدورها ايضا دخلت سارا حجرتها و استعدت للنوم اخذت حمام سريع و ارتدت قميص نوم خفيف و اندست بفراشها ... تقلبت الف مرة .. حاولت ان تنام لكنها لم تستطيع فتفكيرها انشغل منذ اللحظة التي رأت فيها صورته و ابتسامته و جمال عينيه التي لا تكف عن التفكير فيها يا الهي كم هي مشتاقة له ؟ و اشتاقت لقربها منه و عشقها له .. لن يضرها إذا فتحت الصندوق الذي يحمل صوره .. فهذا الجافع يؤرقها كثيرا .. قد ترتاح عندما تنظر إلى ملامح وجهه الذي تظهر لها في احلامها كل يوم تقريبا ..
ارتدت الكشمير الابيض و صعدت العلية بهدوء حتى لا توقظهما دخلت و اضاءت الانوار .. بحثت في عينيها على الارفف الصندوق الذي يحمل صوره ..ها هو .. جذبته بهدوء و انتبهت هذه المرة حتى لا تتعثر او يسقط الصندوق عليها .. وضعته على الارض و جلست امامه .. ترددت قبل فتحه و كأنها ستفتح شيء قد يؤدي بحياتها الى الهلاك او شيء كهذا .. فتحته .. واخيرا .. عادت لها الذكريات بمجرد ان وقعت عيناها على اول صورة ..جمعتها هي و جيمس الذي كان يحتضنها بذراعيه و كانت هي تحاول الهروب من قبضته مع ضحكات لازالت تذكر وقع رنينها على اذنيها لقد ضحكت من قلبها كما تفعل دائما .. كان يحب ان يسمع صوت ضحكاتها و عندما يراها ساكنة تفكر بشيء يحاول ان يجعلها تنتبه له و اجباريا تبتسم .. و عندما تبكي.. يا الهي كيف تتغير نفسيته و يشعر بالحزن مثلها لكنه يحاول جاهدا ليبعد هذا الحزن عنها .. يقترب منها يعبطها بقوة بين احضانه و يفتعل اصوات مضحكة .. فتضحك رغما عنها ..فتنسى حزنها و تضحك من كل قلبها كما هذه الصورة التي بين يديها ..
ارجعتها الصور خمسة و عشرين سنة الى نيوجيرسي ..منزلها القديم و مدرستها الابتدائية حيث قابلته هناك لاول مرة فقد انتقل مع والديه إلى المنطقة و هو في السادسة من عمره .. و تذكرت كم كان شقيا عندما يأتي الى المدرسة يقلبها رأسا على عقب كانت جميع المدرسات تشتكين منه عند والدته التي لا تستطيع السيطرة عليه .. كان يجلس خلفها في الصف يربط خيط فستانها بالكرسي حتى حين تقوم تجذب الكرسي معها فيضحك الجميع .. و كان يجتمع مع الفتية الاشقياء مثله مكونين عصابة لربط الاحذية و قد تتساءلون ما معنى هذا ؟ كان يتسلل تحت الطاولات في مختبر العلوم لربط خيط الاحذية ببعضها و كم يخيب امله عندما يفاجيء بحذاء ليس له خيوط .. و ما ان يدق جرس انتهاء الحصة حتى يهم الاطفال من مقاعدهم فيقعون ارضا ... بينما هو و عصابته يضحكون مستمتعين بالمنظر .. انه فعلا مضحك لكن في ذلك الوقت كان مزعجا جدا بالنسبة لها و لطالما كرهته لذلك ... كان يخبرها بأنه لا يحب الفتيات .. فحين تزور والدته ام سارا تصطحبه معها .. و كم كرهت زيارتها لهم في المنزل .. لانه كل ما يأتي يدمر حجرتها و ألعابها بحجة انه يلعب معها لعبة الحرب ؟؟؟و كم بكت بسببه كثيرا و مازالت تفعل حتى ذكراه تبكي عينيها ...
لكن الامور هدأت قليلا عند انتقالهما الى المرحلة المتوسطة فقد غدا شابا شقيا لكن بدرجة المعقول اصبحت كلمة فتاة تعني له اشياء كثيرة فأصبح اكثر هدوءا و أكثر رقة في التعامل معهن .. ابتعد عن سارا لاعتقاده بانها تكره عندما كانا صغارا ..و تشاجرت معه كثيرا على أتفه الامور ..
بينما هي اختلف حالها فبدأت تهتم بكل ما يتعلق بالصبيان خاصة به هو فكما يقولون لا محبة الا من بعد عداوة .. كانت ترتدي اجمل الفساتين لتلفت انتباهه بينما هو متجاهلا اياها و ملتفتتا الى فتيات اخريات كما تعتقد .. الامر الذي ازعجها كثيرا و جعلها تشعر بالغيرة و الحقد تجاهه .. و اعتقاد منه بأن بتصرفاته تلك .. سيكسب حبها و إعجابها ...يا لطريقة تفكير المراهقين .. كل ما تحدثت الفتيات عنه لمدحه و أو اطراء تشاركهن هي بذمه و شتمه تخبأ بذلك اعجابها به.. على الرغم من إيلامه لها بكل انواع العذاب الا انها احبته بصدق ...
و في المرحلة الثانوية اعتقد هو بأن الامور ستهدأ بينهما و ان الحرب التي بدأت في المرحلة الابتدائية ستتوقف و تعلن الهزيمة ... لقد غدا شابا وسيما .. اكثر هدوءا و عقلانية لكن روح الشقاوة لم تفارقة و كذلك حبه لافتعال المقالب ...لكن هذه المرة ليس فيها بل بالمدرسن ..و لذلك اصبح اشهر شاب في الثانوية و كل الفتيات تردن مواعدته او الخروج معه و التكلم معه او حتى للفت انتباهه .. اقترب الفتيان منه اكثر حتى يكسبوا من شهرته اعجاب الفتيات الاخريات .. كما أنه اصبح اللاعب الرئيسي في فريق المدرسة .. الذي بفضله أصبحت ثانوية نيوجيرسي ذات صيت بأن لديها أفضل اللاعبين.. و أشهرهم هو اللاعب جيمس بروكس ..ذلك الشاب الوسيم ابن السيناتور ماثيو بروكس ..
الثانوية هي اجمل مرحلة بالنسبة لها .. اصبحت اكثر رقة و جمالا بشعرها البني الطويل الكثيف و قوامها الممشوق .. تهافت عليها الشبان من كل جانب الا هو بقي متجمدا في مكانه يرمقها بين حين و اخرى مع ابتسامة عذبة على شفتيه .. انه يغار من فكرة تجمهر الشبان حولها يساعدونها كلما سقط منها شيء .. و انصاتهم لها كلما تحدثت .. فيحاول هو أن يزعجهم فيصرخ و يتحدث بصوت عال حتى يبعد الانتباه عنها .. تنزعج منه كثيرا دون أن تعرف بان تصرفاته هذه دالة على غيرته من الشبان و انزعاجه من نظراتهم ..أنه يريدها لنفسه .. يريد ان يكون الوحيد الذي ينظر إليها هو من يساعدها هو الذي ينصت إليها ..وحده هو .. لذلك يقوم بتلك المقالب و يزعجها اعتقاد منه إنها ستلتفت إليه لكنها في اغلب الاحيان تحاول ان تتجاهله ... و كلما زادت الفجوة بينها و بينه كلما تعلقت به اكثر و احبته اكثر .. كان يمر بالقرب منها يلتفتت اليها و كأن شيئا يجذبه نحوها على الرغم من تحوم الفتيات الجميلات حوله الا انها الوحيدة التي احتلت قلبه ... حاول ان يتحدث معها اكثر من مرة لكن الحرب المدمرة انتهت لتعلن الحرب الباردة بينهما .. فتحاول مرارا ان تجعله يشعر بالغيرة بخروجها مع شبان آخرين و بالفعل تنجح في جعله يشتعل بالداخل ...
و في مرة من المرات عقد الامر بأن يتقرب منها و كان ذلك في صف الرياضيات كان يجلس خلفها متعمدا حتى يمتع عينيه بالنظر الى قوامها الممشوق و شعرها الجميل الذي يعانق كتفها و يلامس صفحات دفتره ..فيهيم برائحة عبيرها و تناسى كل ما بينهما من عداوة خفيفة ليقترب منها حتى لزم عليه الامر ان يحصد درجة السقوط في المادة التي يعشقها و هي الرياضيات ...
و في ذلك اليوم همس في اذنها بعد ان اخذ درجته و صدم الاستاذ منه..
مال إلى الامام و همس حتى لا يسمعه المدرس ..
- " هل استطيع التحدث اليك بعد الصف يا سارا ؟ "
لم تصدق وقتها بأنه تحدث لها انه يجلس خلفها منذ سنوات طويلة لكنه لم يتعب نفسة بالترحيب بها و الان يريد ان يتحدث اليها .. شعرت بأنها تود ان تستدير و تتحدث معه الان لكنها لم تستطع لوجود المدرس واقفا يشرح الدرس ... دق الجرس معلنا انتهاء الصف فخرج جميع الطلاب و الطالبات الى الردهة خرجت سارا فتبعها جيمس ليوقفها من ذراعها بهدوء
- " سارا .. "
تسمرت في مكانها و هي تنظر اليه باستغراب انها المرة الاولى منذ سنوات تقف بالقرب منه و تنظر بين عينيه الزرقاء ..رأت زميلاتها يقتربن منها لكنهن توقفن عندما وجدوا اشهر شاب في المدرسة و اجملهم يتحدث مع صديقتهن .. بدا عليه الحرج و تردد أكثر من مرة قبل أن ينطق ..
- " اود ان اطلب منك خدمة "
عضت على شفتيها لقد نسيت كيف يتحدث الكائن الادمي ... هزة من شخص دفعها بقوة من ظهرها لتتعلق برقبة جيمس الذي حاوط خصرها بيده القويتين حتى يمنعها من السقوط ..ظلت معلقة برقبته و متخشبة .. توقف الدم عن الجريان فتصلبت رجلاها .. بينما هو استمتع بالتصاق جسدها به و لو كان الامر بسيط و غير معقد لاخذ شفتيها بقبلة شهية امام مرأى الطلبة و الطالبات الذين وقفوا يحدقون بهما ... تدارك الموقف الذي وضع فيه فأوقفها على رجليها بحركة رقيقة منه ثم تنحنح بصوته.. شعرت بالاحراج لانها لطخت قميصه الابيض بأحمر الشفاة الذي تضعه .. و اخيرا تحرك الدم فيها ليصعد الى وجنتيها شعرت بحر شديد توترت فحملت حقيبتها و تأسفت منه دون أن تنظر إلى عينيه و سارت مبتعدة عنه مع زميلاتها .. ضرب الهواء بقبضة يده بعصبية .. فقد كانت الفرصة مناسبة لان يتحدث معها ...بعد سنوات طويلة من السكوت .. و عندما تأتي الفرصة .. تضيع منه مرة أخرى .. لكنها تركت تذكارا على قميصه ..
و من بعد تلك الحادثة سارت اشاعة في المدرسة حولهما و شعرت الفتيات بالغيرة تجاهها و حاولن الابتعاد عنها و مضايقتها بالألفاظ المزعجة و تسميها بألقاب مختلفة كصائدة الرجال .. سندريلا ..الامر الذي جعلها تفكر بأن جيمس تعمد فعل ذلك ليحرجها امام الجميع و ان حرب الطفولة لم تهدأ ..
فقررت ان تبتعد عنه قدر الإمكان فغيرت مكان جلوسها بالصف .. تألم من هذا البعد فهو اعتاد ان يجلس خلفها طيلة السنوات السابقة و أتى اليوم الذي ينحرم من رائحتها و شعرها الذي يستمتع به عندما يتراقص فوق دفتره فيلهيه عن الكتابة او عن شرح المدرس...
تت نتيجة الاختبار الثاني كما السابقة و لم تبقى له الا درجات قليلة للنجاح يجب ان يستثمرها حتى يستطيع ان يكمل الدراسة .. صاح به المدرس امام الجميع
- " ما هذه العلامات يا جيمس .. انه انذار ثاني لك .. ما بك ؟ على الرغم من شقاوتك و ازعاجك لكني لم اعهدك فاشلا في مادتي .. اتمنى أن تبذل جهدا أكثر و سأحاول أن أعيد لك الامتحان .. بشرط أن تدرس جيدا "
بالصراحة لم ينزعج جيمس عندما التفت جميع الطلاب ينظرون اليه و بالاخص سارا فهذا ما كان يريده .. هي ان تنظر اليه .. انه عبقري في الرياضيات لكنه اراد ان يفشل ليتقرب منها .. و كم قربها جدير بهذا الفشل ... بعد انتهاء الصف خرج الجميع و من بينهما هي .. ركض خلفها
- " سارا .. سارا .. "
حاولت تجاهله لكنه كان اسرع لان يجذب يدها و يعصرها بيده موقفا اياها تأوهت و نظرت اليه بحنق
- " آه .. ابتعد عني ..انت تؤلمني .."
لكنه لم يترك يدها بل خفف من الضغط عليها .. حاولت ان تفلت يدها منه لكنه كان مستمتعا بمحاولته السيطرة عليها .. صاحت بصوت غاضب ..
- " الا يكفيك ما سببته لي "
انها المرة الاولى التي تتكلم فيها معه منذ مدة طويلة .. و آه كم هي جميلة و هي غاضبة .. شعر بسرور غامر ففغر فاه بابتسامة عذبة نظرت اليه مستغربة مما زاد حنقها عليه
- " أ تبتسم لأني غاضبة ... أم انك تستمتع بإذلالي ؟ "
نظر اليها مطولا و تغيرت ملامحه الى ان تصبح أكثر جدية.. اقترب منها و وضع يده على كتفها بهدوء و كل ما فعلته هو ان تراجعت للخلف تريد ان تبتعد عنه قدر الامكان .. لكنه مجددا جذبها
- " توقف .. دعني اذهب .. ماذا تريد مني ؟"
- " ما بك يا سارا ؟ كل ما اريده هو ان اطلب منك خدمة صغيرة "
- " لن افعل لك أي شيء .. و لم عساي أخدمك .. "
- " لم كل هذه العداوة ؟ ماذا تقصدين عندما قلت (اذلالك) ؟ "
رفعت رأسها عاليا دون أن تنظر إليه و قالت
- " انت تعرف جيدا ماذا أقصد "
- " صدقيني لم افهم شيئا .."
حدجته بنظرة غاضبة ..
- " لا تتظاهر بالبراءة فأنت من يكن لي عداوة منذ سنوات "
- " انني ارى العكس "
قبضت يدها و تنهدت بعمق ثم استدارت لتغادر مجددا لكنه قفز ليقف امامها
- " اسمعيني .. كل ما اريده منك هو ان تقومي بإعطائي دروس خصوصية "
توقفت و تسمرت في مكانها .. و بدل من أن تهدأ بدأت تضرب كتفه بضربات صغيرة حتى يبتعد من امامها لكنه مسك يديها بقبضتيه مستغربا تصرفاتها و أوقفها عن ضربه.. نظر إلى الطلبة من خلفه يراقبانهما .. فشعر بالاحراج وقال بانهزام
- " توقفي .. ما بك سارا ؟ حسنا لقد أعدلت عن رأيي لا اريد هذه الدروس سأعيد المادة اذا كان هذا الامر يريحك "
نظرت اليه مطولا و توقفت عن المقاومة .. لانه بدا لها صادقا فيما يقول ركزت في عينيه الجميلتين و ارتابت
- " هل حقا تريد دروس خصوصية في الرياضيات يا جيمي ؟ ام انها طريقة جديدة للانتقام ؟"
وضع يده على رأسه غير مصدقا ما تقول
- " سارا .. لم اريد الانتقام منك او اذلالك؟ انت تقولين اشياء غريبة .. صدقيني كل ما اريده هو بعض الدروس في الرياضيات "
- " و لم انا ؟ "
- " لانك .. باختصار .. الافضل "
- " لكن على حسب علمي بانك لا تحتاج الى دروس خصوصية "
- " هذا كان في السابق .. ألم تشاهدي درجاتي مؤخرا ؟ "
أومأت برأسها إيجابا و فكرت قليلا .. جيد.. بهذا ستكون قريبة منه و تستمتع بتدريسه و قد تستطيع


يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -