بداية

رواية سلاسل من خيوط العنكبوت -5

رواية سلاسل من خيوط العنكبوت - غرام

رواية سلاسل من خيوط العنكبوت -5

دخل عليها لقاها جالسة على الأرض
أحمد كل ما تمر دقيقة يحس أن هالبنت فعلا مجنونة : ليش جالسة على الأرض
لما : بكيفي
أحمد : قومي حطي لي الغداء
لما : لا تعرف طريق المطبخ روح اتسمم
مرة تستفزه وترفع ضغطه بس لحد الحين ماسك أعصابه : لما قومي يكون أحسن
لما : أنا اكره اسمي يوم تنطقه بلسانك
أحمد بحركات طفولية بلهاء : لما .. لما .. لما
لما : ما عندك شغلة غيري .. انقلع شوف شغلك وأهلك واتركني .. اطمنك ما راح اخرج
أحمد : مو خايف تخرجين .. لأن البيت مقفل كله والمفاتيح معي بس خايف اخرج القاك سويتي في نفسك مصيبة
لما : ما راح تجلس عندي العمر كله
أحمد : شايفة الحبل الي هناك يحل المشكلة
لما : طيب ملابسي أبي شيء البسه
أحمد : روب الحمام هذا مرة يجنن عليك بس لا تخافين وصيت نجد تشتري لك ملابس وبعدين السواق بجيبها
لما : طيب جودي
أحمد : مستحيل عمي حالف ما يخليك تشوفينها خايف تخرب أخلاقها
لما : تفو عليك وعلى عمك
شدها من شعرها بقوة : لا تغلطين لصبري حدود يا بنت الناس
لما : شكلك ماتفهم .. لا أنت ولا مليون واحد من أمثالك تخوفوني
أحمد وهو يشدها من شعرها : مو بالضرب يا حياتي
لما : لا تلمسني ابعد عني يا حقير يا نذل
أحمد : لا تخليني اعيد مشهد ذاك اليوم يكون برضاك أحسن
قامت من الأرض : ابعد يكون احسن .. أنت كيف ما عندك كرامة .. كيف ترضى تلمس واحدة تكرهك وما تبيك
أحمد وهو يقرب منها وهي تبعد وتصارخ وتشتم فيه
اتعثرت بالسرير وطاحت
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .
أحمد : ما أبي اسمع لا ...إذا بغيتيني ابعد عنك
لما وعيونها الخضر ساكنها ذل وانكسار وحزن ما ينوصف : وعد تتركني في حالي
أحمد : على حسب .. بتسمعين الكلام وتنفذين الي اقوله بالوحدة
هزت راسها والدموع مالية وجهها
أحمد باستهزاء: شفتي ما تقدرين توقفين في وجهي مهما كنتي ومين كنتي يا بنت .الرازي
أحمد بخرج بجيب ملابس لك .. تقدرين تتفرجين على البيت إذا تبين
راح لغرفته .. اتروش بسرعة وخرج وتركها
بكت وقلبها ينبض بالكره والإحتقار لهالنذل .. لو بس تلقى تلفون تتصل على سعد .. يقدر يهربها وبعدين جواز سفرها معاه .. تقدر تسافر وتهرب .. بس جودي .. كيف راح تتخلى عنها
اتذكرت كرهها لأمها الي تخلت عنهم .. جودي راح تحس بنفس الإحساس تجاهها إذا تركتها .راح تتحمل ما راح يظل العمر كله وراها راح يمل ويطفش .. امكن يطلقها .. يتزوج واحدة ثانية ويتركها في حالها لذاك الوقت راح تقبل أوامره من سكوت
******** **********
نجد : مجود خلاص كفاية بكا .. مو خلاص رجعك لذمته ليش زعلانة
مجد : بعد ايش بعد ما ضربني واهاني قدام حبيبته الدكتورة
نجد : اتعوذي من الشيطان ولا تخلي الغيرة تخرب عليك حياتك
مجد : يضربني أنا .. في الدنيا ما أحد مد يده علي
نجد : امكن هذا سبب عنادك .. ومسوية فيها البنت ما تحبه.. والله كنتي راح تنجنين
مجد : والله حسيت باحساسك لفراق خالد
نجد : خلاص نسيته
مجد : بتوافقين على أبو سلطان
نجد بحزن وضيق : ايوة
مجد : وخالد
نجد : أنا وخالد انتهينا من قبل حتى ما نتزوج
مجد : مو فاهمة ايش قصدك .. خالد كان حياتك وروحك وكل شيء في دنيتك
نجد : والحين بدور دنيا جديدة
مجد : أنتي عارفة أنك مستحيل تنسين خالد
نجد : الزمن ينسي
مجد : طيب ليش خمس سنوات ما نستك له وللحين غرقانة في حبه
نجد : على كل حال أنا وافقت وخلاص
مجد : الله يسعدك ما في خبر عن أحمد ولما
نجد بابتسامة : شكلهم اتصالحوا .. قال لي اشتري لها ملابس .. رحت السوق أمس وشريت لها اشياء متأكدة أنها ما راح تعجبها
مجد : الله يسعدهم
نجد : والله يسعدك أنتي بعد
مجد : ما اظن عمار صار يكرهني .. حصلت على الي ابغاه بس بعد ايش بعد أنا الي صرت احبه
نجد : بحبك تقدرين تملكين قلبه وكل أحاسيسه
مجد : ما اعتقد .وأكبر دليل أنتي وخالد كان حبك له من كثره يفيض ويغرق الدنيا بالحب والحنان
نجد بابتسامة كلها سخرية : مو فاهمة ولا راح تفهمين شيء
سمعت دق على الباب
فتح الباب ودخل
أحمد باستهبال : ممكن ادخل
مجد وهي تمسح دموعها وقامت لعنده حضنته : وينك والله مت من الخوف عليك
أحمد : ابعدي خلاص خنقتيني
نجد : الحمدلله على سلامتك يا أحمد
أحمد : ليش الحين أنا اتزوجت ولا دخلت المستشفى
مجد باستغراب من لهجته : الحين بسرعة كذا غيرت رايك
نجد : الله يسعدهم قولي ما شاء الله لا تحسدينهم أعرف عينك حاارة
أحمد : اتركونا من السيرة الي تجيب الضغط وقولوا لي ..كيفكم بنات وش مسويين
مجد ارتمت في حضنه وبكت بقوة
أحمد مات من الخوف عليها : مجد وش فيك ..
مجد : عمار يا .. أحمد
نجد : الموضوع انتهى خلاص .. لا تكبرين الموضوع
أحمد : ليش ايش فيه عمار لا يكون مريض
نجد : عمار طلق مجد ورجعها وانتهى الموضوع
أحمد بعصبية : لا.. هذا وأخوه يحسبون بنات الناس لعبة
نجد : اسألها وش سوت أول وبعدها لومه
أحمد : وش سويتي
مجد مو عارفة كيف بتبسط عليه الموضوع عشان لا يعصب عليها ويخانقها .. تدور لها على كذبة سريعة يكون أحسن
أحمد بعصبية : وش سويتي .. أعرفك مجنونة .. وعمار باله طويل أكيد زعلتيه
مجد وتزيد دموعها عشان يحن قلبه عليها وما يصارخ ولا يعصب : كنـ.. كنت تعبانة ورحت للمستشفى .. قلت أمر اسلم عليه .. لقيته في مكتبه مع واحدة من الدكتورات عصبت شوية .. قام زعل وعصب
أحمد : مو أختي أكيد زودتيها معاه .. أعرفك مجنونة .. بس الحمدلله انتهى الموضوع
نجد وهي تناظر مجد بعدم رضا عن كذبها : اتقدم لي واحد يا أحمد ووافقت .. أبوسلطان تعرفه صح
أحمد حس بالذنب لأنه ترك أهله أخته واحدة تتطلق وهو آخر من يعلم والثانية تنخطب وهو آخر من يعلم بعد : مبرووك
خرج وخرجت نجد وراه ء ونادته لغرفتها
قفلت الباب
أحمد : وش تبين
نجد : أخوي لا تقسى على لما .. تراها يتيمة أم وأب وعمي وزوجته الله يسامحهم قسوا عليها مرة .. عمرها ما لقت حضن دافيء أو أحد تلجأ له .. لو غلطت فهذا من نفسيتها الصعبة
أحمد : والله مو قصدي أقسى عليها .. بس تخلي الواحد يفقد أعصابه .. والله تنرفز
نجد : أعرفك قلبك طيب .. حاول تعوضها عن الحنان الي فقدته وراح تتغير ..
أحمد : انشاء الله .. بس أبي راسها يلين أول والله مو قصدي اغلط عليها
نجد : مو لما .. مشوارك راح يكون طويل معها .. هذي بنت اتربت على القسوة .. والقسوة هي الي قستها وغيرتها .. اذكرها يوم جات قيل سبع سنوات .. كانت بنت صغيرة تجنن كلها براءة وفي عيونها حزن ما ينوصف وخوف ساكن في داخلها
عيونها دمعت من دون ما تقصد : الله يسامح عمي وأم خالد صنعوا منها انسانة ثانية ومختلفة وكله عشان أمها مو سعودية
أحمد باس على راس أخته عندها اطيب قلب في الدنيا .. بس الله ما قدر لها السعادة وانشاء الله يعوضها هالمرة : عشان خاطرك راح احاول معها
نجد سحبت شنطة حمراء من تحت السرير : ما قدرت اجيب لها ملابس كثيرة يوم واحد في السوق ما يكفي .. لفيت السوق من الصبح أمس .. ومثل ما اتفقنا ملابس ترفع ضغطها مو ملابس المجانين الي تلبسها ..
أحمد : يله اتأخرت .. بروح وبرجع بكرة .. لازم اروح اشوف الشغل وأمر على عمار اشوف قصة اختك مجد تخربها وتجلس على تلها أختك مجنونة واعرف جنانها
نجد وتغمز عينها : شغل ولا اشتقت لحبيبة القلب
أحمد : والله ما عندك سالفة
نجد : علي يعني .. كاشفتك يا عمري ..
حمل الشنطة وخرج وهو يضحك
******** ********


سلاسل من خيوط العنكبوت
~~~~~~~

الفصــــــل الخامــــــــس

~~~~

الجزء الأول

{*1*}
~~~~
مضى شهرين
شهرين .. فيها .~~~~.
الفرح .. والحزن * * البسمة والدمعة ** الحب .. والكره
لحظات طويلة عند الحزن


وتمر بلمح البصر عند الفرح
هذي هي الدنيا ما يدوم فيها الا الألم
*****.****** ******
شوي بتطير من الفرح .. معقول هي حامل .. أكيد فيصل راح يطير من الفرح إذا عرف .. بهالطفل راح تحس أن كل أملها من الدنيا اتحقق
صارت تمشي في الغرفة يسار ويمين .
مسوية له مفاجأة
لبست فستان .. زمردي .. وتركت شعرها مرتاح لآخر ظهرها .. عيونها صارت مثل لمعة الشمع الي مولعة به الغرفة .. ومتوسط طاولة فيها كل الأكلات الي يحبها فيصل
سلمى صارت تمشي يمين ويسار بطفش : هذا ليش اتأخر .. آآف مو عوايده
سمعت صوت السيارة داخلة القصر .. ناظرت من الشباك .. شافت سيارته
مرة مرتاحة وسط أهل فيصل أمه وأخته يعاملونها معاملة ملكة .. انتقلت مع فيصل وسمر للقصر الكبير ....لقت عندهم الحنان الي دورت عنه لحد ما تاهت خطواتها .. بس الحين كل شيء اتغير
صارت تصلي فرض بفرض في وقته ما صارت تحس أنها تقرف من نفسها وتكرهها مثل أيام زمان صارت تحب نفسها لأن فيصل يحبها .. وتحب الدنيا لأن فيصل موجود فيها ولأن حبيبها الصغير راح يكون فيها بعد ثمانية شهور .
هي لها يومين عارفة الخبر .. بس كانت مترددة تقول لفيصل لأنه ولا مرة فتح معها موضوع عيال .. ما تنكر أنها ما فكرت أن فيصل ما يبي علاقة قوية وشيء يربطه بها .. لأن برغم حب فيصل لها وعدم تقصيره معها في أي شيء .. كوابيس الماضي ما زالت تلاحقها
صارت تعد الثواني .. متى يدخل
سمعت صوت باب الجناح انفتح بصوته الساحر ناداها : سلمى
بكل حب دخل الغرفة
فيصل وهو يناظرها باعجاب .. فعلا مر على زواجهم ثلاث شهور بس نظرات الأعجاب الي يناظرها بها كل ما يلمحها .. لحد الحين ما انطفأ بريقها : حظي .. مفاجأة
سلمى : روح اتروش وغير ملابسك .. وتعال بسرعة ..انتظرك
فيصل باستهبال : طيران
اتروش ولبس ثوبه وكشخ كأنه خارج : أنا جاهز
مضوا السهرة على خير وهي طايرة من الفرح وتتمنى أنه يفرح مثلها لما تعلمه
سلمى : فيصل عندي لك مفاجأة
فيصل : مفاجآة ثانية .. ليش اليوم يوم المفاجآت العالمي وأنا ما أعرف
سلمى وعيونها تلمع بكل فرح : .أنا يا فيصل ..حامل
حس أن راسه يدور .. حامل بس كيف .. هو ما
قال وهو يحس الدم يغلي في عروقه .. كيف يعني حامل
سلمى بصدمة : ليش ما يصير أكون أم ما قلت تبي تبدأ معي حياة جديدة
فيصل وهو ينتفض من مكانه ويرمي الطاولة بالي فيها على الأرض : كنت غلطان يالخاينة
سلمى ما قدرت تحبس دموعها .. فيصل حبيبي وش فيك .. غلطت لأني أبي اصير أم .. غلطت لأني ظنيت أنك نسيت كل الي مضى وتبي تبدأ معي صفحة جديدة
فيصل بكل قسوة : سلمى اطلعي برة من بيتي .. روحي شوفي أب غيري لطفلك .. انقلعي ما أبي ارتكب فيك مصيبة ..
خرج وتركها لأنه ممكن يرتكب جريمة هو مولود بعيب خلقي مستحيل يتعالج وما عنده أمل يصير أب في يوم من الأيام كان متردد يقول لها كذا .. بس الحمدلله هذا الي كشف حقيقتها الوسخة قدامه
طلع برة وساق سيارته ولا انتبه لأمه الي كانت تناديه


سلمى ظلت تبكي في غرفتها .. ظنته يحبهابس الظاهر أنه ما يبي شيء يربطه فيها .. بس وين بتروح ما عندها أحد زمان كانت وحيدة بس الحين معها طفل وش راح تسوي فيه راح تجيب ضحية لهالعالم .. أب يرفضه وأم ما تقدر تعيشه
******** ********
اليوم الثاني .. الصبح
الساعة 10 ونص
صراخ وصياح مالي صالة البيت
الكل نزل على صراخ أبو خالد وصوت واحدة تبكي
سجود وأم خالد وجودي
أبو خالد : اطلعي برة ما راح أخليك تشوفينهم
واحدة شكلها في الأربعينات .. شعرها أحمر وعيونها خضر جالسة على الأرض وماسكة رجوله تبوسها وتترجاه ودموعها مثل السيل على وجهها : اتركني أشوف بناتي يا أبو خالد
أبو خالد : وين كنتي طول سبع سنوات ما فكرتي تسألين عنهم إلا الحين
اليزابيث : أنت عارف أنه غصب عني مو بيدي .. بس أشوفهم مرة واحدة بس أبي اشوف لما وأشوف جودي بس مرة واحدة خلي في قلبك شوية رحمة
أبو خالد انسان بدون رحمة أو شفقة .. دموعها ورجاها وحرمانها من بناتها سبع سنوات ما هزوا فيه شعرة واحدة
سحبها من شعرها عشان يرميها برة البيت
ركضت جودي لها : ماما
صفقها كف أبو خالد ورماها على الأرض
قامت عن الأرض وركضت لبنتها وشدتها لحضنها
جات أم خالد وسحبتها من حضنها بالقوة ومسكتها وقالت للخدامة تحبسها في غرفتها .. الخدامة نفذت الأمر وسحبتها لغرفتها بالغصب وهي تبكي تبي تظل مع أمها
سحبها من شعرها لحد ما وصل لباب البيت ورماها برة وقال للحارس الي برة يطلب لها الشرطة ولا يفتح لها الباب وهي تصيح وتبكي
جودي فتحت شباك غرفتها .. شافت أمها تصيح وتبكي وأبو خالد يسحبها بقسوة .. وهي .. تبي ترتمي في أحضانها تبي تروح معها ما تبي تظل هنا .. حتى لما منعوها من شوفتها .. ما تبيهم صارت تكرههم مثل كراهية أختها لما لهم .. ما تحبهم ما تبيهم
من غير وعي .. بتفكير طفلة صغيرة
طلعت على حافة الشباك ونادت أمها : مااااااامااااااا .. بروح معك يا مااامااا .. لا تتركيني بروح معك
التفتت أمها لجهة الصوت : جودي ارجعي يا جودي جودي لاااااا لاااا يا جودي
صارت تنادي وتصيح وتشد في شعرها .. هي تنادي : أبو خالد بنتي .. يا أبو خالد جودي
اتمسكت جودي بالمواسير الي على الجهة اليمين للشباك
التفت الحارس وشاف جودي معلقة في الهواء ركض على طول نادى أهل البيت
مرة خايفة مو قادرة تنزل أو ترجع لغرفتها ..قلبها صار يدق بسرعة من شدة الخوف بس ما تبي تعيش في هالبيت ما تبيهم ما تحبهم ..
وفي أجزاء من الثانية .. مرت ولا كأنها شيء
خل توازنها .و.
أغمى على أمها .. كيف بكون احساسها بنتها قدامها .. قدامها .. قدام عيونها .. تطيح وتشوفها غرقانة في دمها وهي ولا في يدها شيء .. قدام عيونها وما قدرت تحميها وتمنعها
الكل خرج
أبو خالد .. أم خالد سجود .. أبو أحمد .. أم أحمد نجد مجد
الكل خرج بس بعد ايش
لقوا البنت غرقانة في دمها
******** ********
صرخت بأعلى صوت
جاء أحمد يركض : لما ..
لما وجسمها يرجف والدموع مالية وجهها من الحلم الي شافته : جودي .. جودي
أحمد : سمي بالرحمن ..
لما بخوف وبصدمة : أحمد جودي ماتت يا أحمد
أحمد : اتعوذي من الشيطان .. هذا كابوس
لما قامت من السرير ومثل المجنونة تدور في الغرفة برعب مو طبيعي : لا لا جودي ماتت .. شفتها شفتها .. جودي
أحمد مسكها وحضنها وصار يقرأ عليها وجسمها كله يرجف وينتفض بين أحضانه : خلاص خلاص .. اهدي
شوي هدت بس قلبها يقول لها جودي فيها شيء : تكفى أبوس رجولك خلني أروح أشوفها .. اشتقت لها .. والله أبي أشوفها أبي آخذها في حضني
شكلها يقطع القلب : خلاص خلاص .. البسي واتجهزي بنروح .. بروح البس حتى أنا خمس دقايق
خرج لغرفته وهي لبست عبايتها تنتظره
فتح دولابه ياخذ ثوبه
فجأة دق جواله
رقم أخته مجد
مجد وصوتها مخنوق بالبكا : أحمد الحق يا أحمد علينا بسرعة
أحمد بخوف : أمي فيها شيء .. أبوي فيه شيء
مجد : لااا .. لاا جودي .. طاحت من شباك غرفتها ونقلوها على المستشفى
أحمد اطرافه كلها بردت .. احساسها ما كان يكذب .. قلبها علمها أن أختها فيها شيء : الحين جايين .. في أي مستشفى
قفل الخط بسرعة ولبس ملابسه بس مو عارف كيف راح يوصل لها الخبر .. هي بحلم بس كانت راح تنجن .. كيف لو عرفت أن حلمها صح
نزل .. لقاها تنتظره في الصالة
أحمد : لما .. بنروح المستشفى
لما بصراخ وعصبية: جودي صح .. جودي .. لاا .. لاا جودي بخير .. لا جودي ما فيها شيء
أحمد : جودي تعبانة شوي في المستشفى
لما هدت فجأة وكانها انجنت : لا جودي خلاص ماتت.. خلاص ما راح أشوفها
أحمد : لا تفاولين على البنت .. ادعي لها .. محتاجة لدعواتنا هي الحين
.....******.
وصلوا المستشفى ..
ركضت لعند أبو خالد : وش سويت في أختي يالظالم .. حرام عليك .. والله حرام ..
في صوت ناداها .. صوت ناسيته
...بس تعرفه ..
...ذاكرتها رجعت .. لبعيد ..


هي .. لا مو هي .. لا .. لا مو هي .. لا.. هي
التفتت
مسكتها لحضنها : لما بنتي
هالحضن تعرفه .. اشتاقت له .. دافيء مثل أيام زمان
اتذكرت فجأة عذابها كل السنين الي راحت ..
دفتها عنها بقوة : ابعدي عني .. ابعدي لا تقربي
أم لما : أنتي بنتي يا لما .. أنا أمك
لما : الي تتخلى عن عيالها .. الي تخليهم يتعذبون .. هذي مو أم هذي مو انسانة .. لا تقولين هذي الكلمة بلسانك .. لأنك ما تستاهلينها
أم لما : أنا ما .. تخــ
لما : اسكتي .. اسكتي ..
مسكتها راسها وغمضت عيونها .. بلحظة جسمها كله برد .. حست أن قلبها خرج من بين ضلوعها ..
خرج الدكتور وملامحه نا تطمن .. ملامحه توحي أن جودي خلااااااااااص .....ماااااتت قال وصوته مخنوق ..: للأسف ما قدرنا نلحق عليها .. البقية في حياتكم
الخبر جاها مثل الطنين .. حست بدق طبول يغطي سمعها .حاسة بدواااار الدنيا تدور جودي .. جودي جودي جودي .. جودي .
أغمى عليها .....
******** 
فيصل له اسبوعين تارك البيت وما جاء .. أمه وأخته ميتين من الخوف عليه وحتى هي ماتنكر أنها شوي وبتموت وتعرف وينه
مو عارفة وين راح تروح بس كل الي تعرفه أنها ما راح تقدر تظل في هالبيت ثانية واحدة بس ..
.. هي ما تقدر تجيب ضحية للعالم عشان يتعذب طفلها مثل ماهي اتعذبت .. لازم تتخلص منه طلعت فوق السرير ورمت نفسها من فوقه
عادتها مرتين وثلاث وأربع .
.حست بألم في بطنها
بس ما اهتمت
دخل فيصل ولقاها لحقها ومسكها : يا مجنونة وش تسوين
سلمى وهي تبكي : أنت قلت ما تبيه ومو ولدك طردتني من بيتك .. تبيني أخليه يجي عشان يتعذب مثلي
فيصل : آسف يا سلمى .. سامحيني ..
سلمى : مافي كلمة أسف في كل هالدنيا تمحي الكلام الي قلته أنت اتهمتني في الشيء الوحيد الي املكه وهو كرامتي يا فيصل
فيصل : سامحيني .. أنا .. أنا كنت اظن أني ما اجيب عيال قبل سنتين رحت للدكتور وقال لي أني مولود بعيب خلقي مو ممكن علاجه .. بس رحت مرة ثانية والتحاليل اثبتت أني في الأصل بخير وممكن اصير أب .. آسف .. آسف يا سلمى
حاسة بألم مو طبيعي مسكت بطنها وهي تتلوى من الألم
سلمى : فيصل الحق علي يا فيصل بموت يا فيصل
حملها بين ذراعيه وهو يشوفها كيف تنزف .. وحاس بتأنيب الضمير راح يقتله


بدت تصحى
لقت منار وأم فيصل عندها
دموعها نزلت : ولدي راح صح
أم فيصل : اتصبري يا بنتي الله راح يعوضك أنتي بعدك صغيرة وتقدرين تحمليين مرة ثانية
ما قدرت تتماسك .. بكت بكل قوتها ومن صميمها
ظل برة الغرفة ما يقدر يواجهها .. هو السبب في كل الي حصل .. السبب أنه فقد الابن الي كان يتمناه
خرجت أم فيصل وجلست جنبه : روح يا ولدي والله حالها يقطع القلب روح هديها ..
دموعه نزلت غصب : ما اقدر يا يمه .. أنا السبب .. أنا الي قتلت طفلي أنا السبب .. ما راح تسامحني يا يمه
أم فيصل ما تبي تزيد همومه وتسأله كيف هو السبب .. كفاية حالته .. هذي أول مرة تشوف دموعه .. : الحين خليها تهدى وهي تحبك .. لو تشوفها كيف تناظرك في كل حركاتك .. تعرف قد ايش هذي البنت تحبك وتعزك
كلامها زاد جروحه .. بعد كل هذا هو يتهمها بأعز شيء عندها .. يتهمها في شرفها
قام وتركها .. ما يدري وين راح يروح بس يحس أنه مخنوق
..
******** ********
أحمد : وش تقصد يا دكتور
الدكتور : لازم تودونها مستشفى الأمراض العصبية .. خايف تسوي في نفسها شيء .. وحنا خلاص ما نقدر نتركها هنا .. حنا ما نقدر نعالج مثل هالحالات
أحمد خلاص الصدمة بتذبحه .. يعني صارت مجنونة .. هو السبب لو تركها تشوف أختها .. لو ما تزوجها .. يمكن الحين ما صارت الصدمة عليها قوية كذا
دخل عليها
لقاها نايمة من تأثير المهديء ومكبلة ومربوطة بالشرايط على السرير .. وجهها صار اصفر من التعب
جلس على الكرسي الي جنبها .. وغطى وجهه بكفيه .. ودموعه شوي وبتنزل ..
أحمد : آسف يا لما آسف .. اضحي بعمري كله بس تصيرين بخير
الندم والإحساس بالذنب ما راح يفيدونه
سمع دق على الباب
دخلت أمها ولقته
أم لما : ممكن ادخل
أحمد : اتفضلي يا خالة
دخلت ومسحت دموعها : ما راح تسامحني .. أنا السبب في كل شيء .. أنا السبب لو ما ظهرت ما كانت جودي ماتت ..
أحمد : الندم ما راح يرجع الي مضى .. سكت شوي
.. لما حامل يا خالتي
بصدمة : حااامل
جلست على الكرسي وهي تبكي ..
أحمد : الدموع ما راح تفيد .. أبي اخليهم يسوون لها عملية اجهاض .. مستحيل تكون حامل وهي
مو قادر ينطق الكلمة .. مجنونة
أم لما : أنا بنتي مستحيل تدخل مستشفى المجانين بنتي بخير ايوة بخير
أحمد : وأنا ما راح اسمح بكذا مستحيل اتخلى عنها
بدت تصحى .. وتنادي باسم جودي .. لها اسبوعين وهي على هالحال .. تصحى تصرخ وتنادي جودي .. تجي الممرضة وتعطيها حقنة مهدئة عشان تنام
ناظرت الي في الغرفة
قالت بصوت مبحوح : ماما .. وين جودي .. وين ليان .. اشتقت لهم .. ماما شفتي ليان كسرت عروستي .. وما خلتني العب بعروستها .. بس وين بابا .. قال بياخذني للملاهي
أم لما بكت وهي تشوف حال بنتها وتتذكر جروحها بنتها تضيع .. زوجها يموت .. تفترق عن بناتها .. تتسبب في موت بنتها


لما : ماما لا تبكي .. ما قصدت اضيع الخاتم حقك سامحيني
حاولت تقوم عن السرير .. بس القيود الي مقيدتها ما خلتها
صارت تصرخ : فكوني بروح لجودي .. فكوني .. فكوني
أحمد صار يهدي فيها ومافي فايدة
خرج ونادى الدكتور
دخل الدكتور وعطاها ابرة .. نامت وانقطع صوتها
أحمد : مين ليان الي تنادي عليها كل مرة
أم لما : هذي أختها التوأم
أحمد في عمره ما عرف أن لها أخت توأم : أخت توأم
أم لما بحزن ظاهر في عيونها الخضر : أختها .. ضاعت منا قبل 18 سنة .. في الحرم .. كان عمرها ثلاث سنوات .. كان اسمها ليان قطعة ثانية ونسخة طبق الأصل من لما .. كانت صغيرة بس كانت دايم تتذكرها
أحمد : وما فكرتوا تدورون عليها
أم لما : كيف ما دورنا عليها هذي بنتنا أنت مو حاس بمعنى أنك تفقد بنت من بناتك الحين ما بقى لي غير لما .. كنت مستنية اليوم الي أشوفهم فيه من زمان بس .. شفتها عشان اتسبب بموت واحدة وعشان الثانية تنجن بسبب حزنها وألمها
أحمد : وحدي رب العالمين هذا قضاءوقدر راح انشر اعلان في كل الجرايد ومدام هي تشبه لما في كل شيء أكيد راح نلقاها بس السنة والتاريخ
أم لما : مشكور يا ولدي .. امكن تخف إذا ظهرت ليان
خرج أحمد وراح لمكتب الدكتور المسئول عن حالتها
الدكتور : اتفضل
دخل أحمد : السلام عليكم
الدكتور : اتفضل يا أخ أحمد
جلس أحمد وقال : يا دكتور ممكن تسوي عملية اجهاض للما بحكم حالتها .. أكيد الحمل راح يتعبها
الدكتور : للأسف ما يمكن .. هي في الشهر الرابع والأجهاض ممكن يعرضها للخطر
انصدم أحمد .. أكيد كانت تعرف أنها حامل وما تبي تقول له اتذكر كيف كان يحسها متغيرة ودايما ساهية وتفكر وسرحانة وكأن فيها هموم الدنيا كلها حاملتها على كتوفها .. كان يفكر أن الحزن الي ساكن عيونها طول المدة الي راحت بسبب كرهها له بس الواضح كان ساكنها هم أكبر من هم تحمله بس
كمل الدكتور كلامه : ما في داعي للتشاؤم .. حاجة واردة أنها ترجع لحالتها الطبيعية .. أنا مو دكتور نفسي بس الحالة الي جاتها بسبب فقد أختها الوحيدة ويمكن اتعرضت في حياتها لمشاكل كثيرة عشان كذا جاها احساس أن الدنيا انهارت بموت أختها الصغيرة من الواضح أنها كانت متعلقة بها كثير
أحمد : يعني في أمل تشفى
الدكتور : ايوة في أمل .. وأمل كبير بعد .. بس هي محتاجة للحب والحنان والرعاية لكن ممكن في البيت تتعرض للخطر
أحمد : ما فهمت وش تقصد
الدكتور : الأسبوع الي راح حاولت تتنحر بس بعون الله لحقناها .. وفي البيت ما راح تلقى الرعاية الي في مستشفى الأمراض العصبية
أحمد بعصبية : لااا هي مو مجنونة .. أنا مستعد اجلس اربع وعشرين ساعة معها في البيت احرسها ما عندي مانع
الدكتور : الي يريحك بس أنا قلت الخيار الأفضل والأريح واحدة في حالتها مسئولية كبيرة وأنا سويت الي علي وحذرتك ..
أحمد : شكرا لك يا دكتور
خرج أحمد وسكاكين الندم تقطع في قلبه .. ليش كان قاسي معها هو عارف كيف كانت حياتها قاسية مع عمه أبو خالد .. حرمها حتى من شوف أختها يمكن لو كانت شافتها قبل ما تموت ما كان هذي حالتها الحين .. فجأة اتذكر .. الطفل الي جاي .. ما عمره اتخيل أنه يكون أب ..بالأخص طفل من لما .. زواجه منها مو كان زواج عادي .. اعتبره مرحلة في حياته وراح تعدي .. ما ينكر أنه صار متعود على وجودها في الأيام الأخيرة وعلى عنادها وعلى راسها الناشف .. صار يحب يضايقها يحب يشوف عيونها الخضر مثل الشرار بس تحاول تكبت غضبها بسبب الإتفاق الي بينهم .. أنه ما راح يلمسها ما دام هي تسمع كلامه وتطيعه وتقول له حاضر
هو الي يمنعها تصيح في وجهه
عنده موعد مع عمه طلب يجيه في مكتبه يبي يفاتحه في موضوع مهم بس ما يدري وش هو
******** ******
صارت تمشي في الشوارع مو عارفة لمين تروح أو تلجأ .. مو قادرة تتحمل الي يصير .. هي الي جابته لنفسها .. وكله بسبب سعد .. ثيابها كلها مبللة من المطر .. سعد أكيد فوق في شقته .. أبوها صار مشلول وما يبي يشوفها وندى صارت تكرهها وتحتقرها وأقاربها كلهم شكلهم عرفوا بالي صار لها ومافي أحد بيرضى يستقبلها في بيته .. ما بقى غيره .. سعد .. ما عندها مأوى غيره
طلعت السلم درجة درجة وهي تتذكر .. كيف جات هنا .. .. اتذكرت اليوم الي خسرت فيه نفسها .. وشرفها وسمعتها .. وأهلها .. صارت مثل ورقة شجر في الخريف .. تروح يمين ويسار .. من دون وجهة ومن دون بر أمان ..
كانت حاطة اللوم كله على لما لأنها عرفتها عليه .. بس الذنب ذنبها هي الي صدقت ذيب مثل سعد وقبلت تروح معها لمكان ما تعرفه لوحدها .. صدقت وعوده لها بالزواج والاستقرار .. ضحكت من نفسها .. كيف انسان كانت غرقانة في بحر حبه الحين تكرهه وتحتقره وتتمنى في اليوم ملايين المرات أنها في عمرها ما شافته ولا قابلته
دقت الجرس .. مرة .. مرتين .. وثلاث .. شكله مو موجود
جلست على الأرض .. حاسة بتعب وضعف .. لها يومين مو نايمة .. كل ما تغفى تجيها الكوابيس .. كل ما تناظر غرفتها تحس أن جدرانها تقول لها اطلعي يرة أنتي تدنسيني ما أبيك داخلي .. حاسة أن حتى البيت يرفض وجودها مثل أهله الي يرفضون وجودها
وشوي شوي استسلمت للنوم
..
طلع سعد الدرج .. وشوي يلمح واحدة عند الباب جالسة .. لابسة عباية .. شيلتها على كتفها .. وشعرها البني مبلل بالموية .. عرفها من أول نظرة ..
بنت عمه ريماس الي دمرها ودمر أبوها وحقق انتقامه .. بس ليش ما حس بالراحة .. ليش ما حس أن نار قلبه ما انطفت .. ليش حاس أنها زادت واشتعلت أكثر ..
شاتها برجله عشان تقوم
فاقت والخوف ساكن ملامحها وصارت تناظره ..
قال ببرود : ايش تبغين يا بنت
قالها ببرود كأنه ما يعرفها .. نسى الي أخذه منها بالقوة
ريماس : سعد أرجوك .. أنا ما عندي غيرك .. ما أحد يبيني .. أنا ..
سعد : روحي اشحذي في مكان غير هذا مو فاتح مركز للمحتاجين واعطاء الصدقات .. يله انقلعي
فتح باب شقته ..مسكت في رجوله وقالت ودموعها في وجهها :بصير لك خدامة بس خليني اظل عندك .. ما أقدر اظل في الشارع .. والله اخاف ..
سعد وهو يحاول يبعدها : انقلعي من هنا ما تفهمين
ريماس : بس اليوم .. ويوم يطلع الصبح بروح لأي مكان .. بس اتركني اظل هنا لليوم
رماها بعيد برجله وقفل الباب
دخل .. فتح نور الصالة .. رمى عقاله على الأرض وفتح زراير ثوبه .. حاس أنه مو قادر يتنفس .. شيء ماسك صدره ويخنقه بقوة .. حس بتأنيب الضمير هذي بنت عمه .. يعني الدم الي في عروقهم

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -