بداية

رواية البركين -2

رواية البركين - غرام

رواية البركين -2

تمتم المستشار بلهجة أقرب إلى السخرية :
- تشكرني على ماذا يا بني أنا لم افعل سوى الواجب .
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي " باسم " قبل أن يقول :
- أشكرك مرة أخرى سوف أنتظر مكالمة المهندس " عصام " بفارغ الصبر
أعقب جملته بخروجه من المكتب على الفور تاركاً الأستاذ " خالد " يسأل بذهول :
- ما الذي أراه ؟ ولماذا فعلت هكذا ؟
لم ينبس المستشار ببنت شفة بل ظل صامتاً ثم تحرك وأخرج جهازه النقال من جيبه وهو يقول :
- اعتمد علي ، وقريباً سوف نتخلص من الاثنين
ثم أدار أرقام سريعاً بجهازه النقال وقال فور سماعه رداً من الطرف الآخر :
- ألو ... أريدك في مهمة خاصة ومن نوع خاص جداً
ثم أنهى الاتصال ، أطلق الأستاذ خالد ضحكة عالية وهو يقول :
- لقد فهمت ما ترمي له ، يا لك من عبقري !
**************************
دقت الساعة معلنه منتصف الليل بينما كان " باسم " جالس على إحدى المقاعد في منزله بجوار الهاتف واضعاً كفه على جبهته وفجأة وهو غارق بتفكيره وهمومه يرن جرس الهاتف،انتفض " باسم " وخطف سماعة الهاتف بسرعة البرق وهو يقول :
- ألو ,, مرحبا
أتاه صوت عبر أسلاك الهاتف يقول له :
- الو " باسم " أنا المهندس " عصام " تعال إلى منزلي الآن
ابتلع " باسم " ريقه وهو يقول :
- أتعلم كم الساعة الآن ؟
رد عليه المهندس عصام :
- أعلم ذلك ، ولكني غداً سأسافر في الصباح وقد قمت بالتوقيع على موافقة طلب القرض تعال خذ الورقة وقدمه غداً للشؤون المالية
تنهد " باسم " بارتياح وهو يغمغم :
- مسافة الطريق وسأكون عندك
أغلق " باسم " الهاتف وخرج مسرعاً من منزله وخلال دقائق معدودة كان عند منزل المهندس
" عصام " ، صعد سلالم العمارة بحذر فقد كانت أضواء السلالم مطفئة حتى وصل عند أحدى الشقق طرق الباب عدة مرات فلم يُفتح له الباب تأمل الباب فوجده مفتوح فدفعه بحذر وهدوء ، دخل
" باسم " الشقة بقلق قائلا :
- أستاذ " عصام " ، أستاذ " عصام " أين أنت أنا "باسم " جئت حسب الاتفاق...........
بتر عبارته بغتة إثر اصطدام قدميه بجسم ما كادت قدماه تفقد توازنها ثم استعاد توازنه بسرعة ، انحنى " باسم " يقلب وجه الجسم الذي تحت رجليه فإذا به يصرخ قائلا :
- أستـ... أستـ.. عصام من الذي فعل بك هكذا ؟
ولكن المهندس " عصام " لم ينبس ببنت شفه فقد كان ممدد حول بركه من الدماء وثقب واضح في صدره ، تراجع " باسم " مصعوقاً إلى الخلف ، حاول " باسم " الفرار ولكن قوات الأمن كانت بانتظاره ، ارتعدت شفتا " باسم " وهو يقول بخوف :
- صدقني يا حضرة الضابط أنا لم أقتله جئت ووجدته في هذه الحالة
مط الضابط شفتي في آسه وهو يغمغم :
- التحقيق سيثبت صحة كلامك من عدمه
قال عبارته ورجال المعمل الجنائي ينتشرون في المكان ، وأخذوا يغطون الجثة ويمسحون الدماء ، ويبحثون عن الأدلة ويرفعون البصمات ، في حين التفت الضابط إلى رئيسهم وقال بصوت خافت :
- ما الدافع الذي يجعل شاب مثل هذه يرتكب جريمة قتل ؟
غمغم رئيس المعمل الجنائي :
- لا أظن الدافع السرقة
هز الضابط رأسه موافقاً وهو يقول :
- وهذا ما أعتقده أنا ، فلا يوجد شيء يسرقه
صمت لحظة ثم استطرد وهو يلقي نظرة استنكار إلى " باسم " وقال بصوت أقرب إلى الهمس :
- قد يكون الدافع هو الانتقام لاسيما بأنهما يعملان بشركة واحدة
أومأ رئيس المعمل الجنائي برأسه إيجاباً وقبل أن ينبس ببنت شفه تقدم أحد رجال المعمل الجنائي وهو يقول :
- سيدي لم نعثر على أداة الجريمة !
التفت الضابط إلى باسم وهو يسأل :
- أين أخفيت أداة الجريمة ؟
صمت لحظة ثم صرخ قائلاً :
- لا داعي للإنكار الأدلة كلها ضدك
ارتجف جسد باسم وبدت الحيرة والذعر في كل لمحة من لمحات وجهه ثم لم يلبث أن غمغم بجزع وهو يتراجع :
- صدقني أنا برئ لم أقتله أقسم لك أني لم أقتله

لعيونكم راح اكمل الرواية
دخل الدكتور المسئول عن حالة " سلوى " مكتبه وجلس على كرسيه خلف مكتبه بتهالك وهو يخاطب نفسه في أسى :
- من أين " لباسم " مثل هذا المبلغ ؟
ليتني أستطيع مساعــ.........
بتر عبارته فجاه إثر رؤيته ظرف أبيض على مكتبه ، تناول الظرف بلهفه وفضه فإذا به مبلغ من المال وورقه مكتوب بها عبارة واحدة جعلت الدكتور يتراجع بكرسيه مصعوقاً لا يصدق ما يرى أعاد قراءة الورقة من جديد لكي يتأكد بأن هذا ليس وهماً :
" هذا المبلغ من المال قيمة علاج المريضة " " سلوى محمد " غرفة رقم 301 "
لم يدهش الدكتور من المبلغ فقد يكون وضعه أحد فاعلي الخير ، ولكن الذي أدهشه أن العبارة المكتوبة كانت حروف من الذهب الخالص
ضغط الدكتور على زر صغير أسفل مكتبه ، وبعد لحظات دخلت إليه الممرضة ، وفور دخولها قال لها:
- بعد نصف ساعة جهزوا غرفة العمليات للمريضة التي بغرفة 301
أومأت الممرضة برأسها إيجاباً وهي تغمغم :
- حسناً يا دكتور
ثم انصرفت مغادره المكتب ، نهض الدكتور من خلف مكتبه وأخذ يدور في أنحاء المكتب وهو يحك ذقنية ثم توقف بغتة وكأنما اتخذ قراره ، فأخذ مفاتيحه والورقة من على المكتب وخرج فور خروجه صادفته الممرضة سائله :
- ألي أين يا دكتور غرفة العمليات جاهزة
أشار الدكتور بسبابته وهو يجيب :
- لن أتأخر كثيراً
ثم انصرف تاركها وسط ذهولها من تصرفاته ، خرج الدكتور من مبنى المستشفى وركب سيارته الفارهه وانطلق بها بأقصى سرعة ، وخلال دقائق أوقف سيارته أمام أحد المحلات مكتوب عليها لافته بالخط العريض " محلات الأمجاد لبيع وشراء الذهب والمجوهرات "
خرج الدكتور من سيارته ودخل المحل على الفور ، فور دخول الدكتور المحل نهض رجل في المحل وحياه بترحاب ودود وهو يقول :
- دكتور " عيضة " أي ريح طيبة أتت بك !
صمت الرجل لحظة ليفسح الطريق للدكتور أن يدخل المحل ثم استطرد :
- مرحباً بك .
ابتسم الدكتور " عيضة " ابتسامة لطيفة وسأله وهو يناوله الورقة والقلق واضح من نبرات صوته:
- هل هذه الحروف البارزة من الذهب الخالص يا عم " علي " ؟
تناول عم " علي " الورقة من الدكتور " عيضة " ثم ارتدى نظارته الطبية التي كانت موضوعة على إحدى الطاولات ، ودخل مكتبه وأخذ يفحص الحروف بدقة بالغه ، وحينما انتهى من فحص الحروف ، التقط نفساً عميقاً ، وارتفعتا حاجباه بدهشة وصمت طويل وبدت على ملامحه التفكير العميق ثم سأل بحيرة :
- من أين لك هذه الورقة ؟
زفر الدكتور " عيضه " بشدة وهو يقول :
- هذا لا يهم الآن ، الأهم من ذلك هل هذه الحروف من الذهب الخالص
انعقدت حاجبا عم علي في تفكيرٍ عميق وهو يقول :
- ولكن هذا مستحيل
ازدرد الدكتور " عيضة " لعابة بصعوبة وهو يهتف بعصبية :
- ما هو المستحيل ؟ أخبرني بالله عليك
مط عم " علي " شفتية قائلا :
- هذا النوع من الذهب صعب جدا أن نجد مثله في هذا الوقت من أجل ذلك أنا في حيره من أمري ولا أدري ...........
قاطعه الدكتور " عيضه " سائلا :
- لم تخبرني أيضاً هل هذه الحروف من الذهب أم لا ؟
ارتسمت ابتسامه هادئة على شفتي عم " علي " وهو يقول :
- يا بني الصبر جميل دعني أكمل حديثي
صمت عم " علي " لحظات التقط خلالها نفسا عميقا ثم قال :
- هذه الحروف من الذهب الخالص 100% وهذا الذي جعلني أحتار
صمت قليلاً ثم خلع نظارته الطبية وهو يردف :
- كما أخبرتك من الصعب جداً أن نجد مثل هذا النوع من الذهب سوى في مكان واحد
نظر إليه الدكتور ثم سأل بلهفه بالغه :
- أين ؟
هز عم " علي " رأسه وهو يقول :
- في مناجم الذهب ، كيف استطعت الحصول عليها
حدق الدكتور " عيضة " في وجهه بدهشة قبل أن يقول :
- معنى ذلك بأن هذه الحروف من الذهب الخالص ، أشكرك يا عم علي
ثم عاد أدراجة منصرفا تاركاً عم " علي " يصيح عليه قائلاً :
- انتظر لحظة يا دكتور " عيضة " ، أنا مستعدٌ شراء منك هذه الورقة بأي مبلغ تطلبه ، أنت لا تعرف قيمتها ، ولا تعرف كيف تبيعها ، أنتظر لحظة ........
ولكن الدكتور " عيضه " تجاهله وقال وهو يركب سيارته :
- أعذرني يا عم " علي " ليس من حقي بيعها لأنها ليست ملكي
ثم انطلق بسيارته حتى أوقفها عند باب المستشفى وخرج منها مسرعاً وصعد سلالم المستشفى بخفة وصادفه في طريقه أحد الأطباء فقال له على الفور :
- دكتور " عيضة " أين كنت غرفة العمليات جاهزة والمريضة في الغرفة قد أعطيت حقن البنج
تطلع إليه الدكتور " عيضة " ثم مط شفتيه وهو يسأل :
- هل أنت جاهز يا دكتور " بندر " ؟ وأين الدكتور " عادل " ؟
أومأ الدكتور بندر برأسه إيجاباً وهو يقول :
- أنا جاهز والدكتور " عادل " ينتظرنا في حجرة العمليات
التقط الدكتور " عيضه " نفسا عميقا وهو يقول :
- حسناً ، هيا بنا على بركه الله
********************************
تثاءب النقيب بملل وهو ينظر إلى ملف " باسم " ثم قال :
- هل يمكن للخلافات الذي نشأت بين " باسم " والمهندس " عصام " هي السبب ، وهي التي جعلته يرتكب جريمة القتل !
اعتدل النقيب على مقعده فور سماعه طرق على باب مكتبه وهو يقول :
- تفضل بالدخول
دخل أحد الجنود وقال بعد أن أدى التحية العسكرية :
- سعادة النقيب الشهود جاهزين
هز النقيب رأسه وهو يقول :
- حسناً ، أين " حلمي " ؟ دع " حلمي " يدخل أولاً ثم بعد ذلك ادخل علي أولهم
أدى الجندي التحية العسكرية ثم انصرف وبعد لحظات دخل رجل ومعه دفتر كبير أدى التحية العسكرية وهو يقول :
- صباح الخير يا سيادة النقيب
أشار له النقيب بالجلوس قبل أن يغمغم :
- صباح النور يا " حلمي " ، أين الملازم أول " أشرف "
ثم جلس بالمقعد المجاور للنقيب وهو يقول :
- الملازم أول " أشرف " لم يحضر بعد
ضغط النقيب على زر صغير على مكتبه فدخل أحد الجنود وأدى التحية العسكرية قبل أن يقول باحترام :
- نعم يا سيادة النقيب
قال له النقيب على الفور :
- أدخل الشاهد الأول
أومأ الجندي برأسه إيجاباً ثم انصرف مغادراً المكتب ، وبعد لحظات دخل رجل بملابسٍ قديمة وهو يرتعد ، أشار إليه النقيب بالجلوس ثم نهض النقيب من مقعده وهو يقول :
- اسمك وعمرك ووظيفتك
جلس الرجل على المقعد وهو يقول :
- أسمي " حسن المفتح " ، عمري 45 سنة وأعمل حارساً في خالدكو للاستيراد والتصدير
جلس النقيب على مقعده وتناول علبة سجائره من النوع الفاخر وأخذ واحدة منها ثم قدم العلبة لحارس المؤسسة وهو يقول :
- تفضل يا عم " حسن "
أشارة عم " حسن " بكفة علامة الرفض وهو يغمغم :
- أشكرك ، يا إبني فأنا لا أدخن
ابتسم النقيب وهو يقول بعد أن أشعل سيجارته :
- هذا أفضل لك فالتدخين ضار بالصحة
صمت النقيب لحظة ثم استطرد :
- ما الذي تعرفه عن الخلافات بين " باسم " والمجني علية المهندس " عصام " ؟
مط عم " حسن " شفتيه في أسى ثم غمغم :
- أنا لا أعرف عن هذه الخلافات سوى الشيء اليسير ، الخلاف دائماً من أجل أتفه الأسباب
صمت لحظة وكأنه يحاول يسترجع شريط ذكرياته ثم بلع ريقه وهو يقول :
- لا زلت أتذكر المشكلة التي حدثت بينهما ونشب بينهما خلاف كبير . قبل يومين جاء
" باسم " إلى المهندس " عصام " رحمه الله عليه وقال له :
- يوجد نقص في الإسمنت
غضب المهندس " عصام " وثار غاضباً في وجه " باسم " قائلا :
- لا تتدخل فيما لا يعنيك أنا المسئول الأول والأخير هنا
اخفض " باسم " رأسه وهو يقول :
- أنا آسف يا مهندس " عصام " لم أقصد أن ............
قاطعه المهندس " عصام " صارخاً :
- اخرس لا أريد سماع أي كلمه منك
نظر إليه " باسم " بغضب ثم قال غاضباً :
- لا أعتقد بأن منصبك يسمح لك بمخاطبتي بهذه الطريقة ، أنا لست عاملاً لديك
أشار المهندس " عصام " بسبابته وهو يقول بعصبية :
- إسمع يا أستاذ من الأفضل أن تلزم أدبك ، أنا أملك الصلاحية لفصلك نهائيا من العمل ، وأجعلك من المتسولين تبحث عن صدقة
صمت لحظة ثم استطرد قائلاً وقد زادت عصبيته :
- لم يبق سواك ليعلمني كيف أتحدث ، إن كنت لا تعرف كيف تتحدث مع أسيادك أنا سأعلمك يا غبي
ظهر الغضب على وجه " باسم " وكال للمهندس " عصام " صفعة قوية أسقطته أرضاً ، وحينما حاول الهجوم عليه أمسك به عم " حسن " ، وأخذ العمال يحاولون تهدئة المهندس " عصام " ، وذهب عم
" حسن " بـ" باسم " إلى حجرته والأخير يصرخ بأعلى صوته :
- أين ستذهب مني ؟ أنا وأنت والزمن طويل ، أتركني أقتله
هذا الذي أعرفه فقط .
حك النقيب ذقنه وهو يسأل :
- أتتوقع يا عم " حسن " " باسم " هو القاتل ؟
هز عم " حسن " رأسه نفياً وهو يغمغم :
- لا بالطبع ، أشك بنفسي ولا في " باسم " مجرد خلافات في العمل
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي النقيب وهو يقول :
- حسناً ، وقع على أقوالك
نهض عم " حسن " وتناول القلم من يد النقيب ووقع على الدفتر بيديه المرتعدتين ثم أنصرف مغادراً المكتب ، وبعد لحظات سمع النقيب طرقاً على باب مكتبه فقال على الفور :
- تفضل بالدخول
فتح باب المكتب شاب يرتدي زياً عسكرياً ثم أدى التحية العسكرية وهو يقول :
- صباح الخير على أنشط نقيب رأيته
أطلق النقيب ضحكة مرحة وهو يقول :
- صباح الظهر على أكسل ملازم
امتقع وجه الملازم تابع النقيب حديثه وهو يكتب بعض المعلومات على ورقة صغيره أمامه :
- انظر كم الساعة الآن ؟
لم ينبس الملازم ببنت شفة ناوله النقيب الورقة وهو يقول :
- اسمعني جيدا يا " أشرف " ، حصلت جريمة قتل ليلة أمس وأتّهم بها شاب أثق تمام الثقة من براءته
صمت قليلاً ثم استطرد :
في هذه الورقة بعض المعلومات أريدك أن تتحرى عنها ، وأريد أن تعرف أدق التفاصيل ولا تهمل أي معلومة مهما كانت بسيطة
أخذ الملازم " أشرف " الورقة وهو يغمغم :
- أنا على علم تام بأني طالما أعمل معك فالراحة ممنوعة
ابتسم النقيب " أيمن " وهو يقول :
- كلنا فداءٍ للوطن
أومأ الملازم " أشرف " برأسه إيجاباً ثم أدى التحية العسكرية وانصرف مغادراً المكتب
إعتدل النقيب " أيمن " على مقعده وضغط زر صغير في مكتبه وبعد لحظة جاء الجندي وأدى التحية العسكرية وهو يقول :
- نعم سيادة النقيب
نظر إليه النقيب وهو يقول :
- أدخل الشاهد الثاني
أدى الجندي التحية العسكرية ثم انصرف ، وبعد لحظات دخل رجل متوسط القامة ، أصلع الرأس ، عريض المنكبين فأشار له النقيب بالجلوس وهو يسأله :
- اسمك ، وعمرك و، وظيفتك
جلس الرجل وهو يقول بثقة زائدة :
- اسمي " فؤاد عطية " ، وعمري 32 سنه ، وأعمل مهندس مساعد في خالدكو للاستيراد والتصدير
نظر إليه النقيب " أيمن " قبل أن يقول :
- لقد سمعت بأنك المساعد الأول للمجني علية المهندس " عصام " وذراعه اليمن هل هذا صحيح ؟
أومأ " فؤاد "برأسه إيجاباً وهو يقول :
- نعم هذا صحيح
ارتسمت ابتسامه ماكرة على شفتي النقيب " أيمن " وهو يقول :
- معنى ذلك بأنك كاتم أسراره وجميع أسراره لديك
ارتعدتا شفتا " فؤاد "وهو يغمغم ببطء :
- لا ، ليست جميعها ، فلديه أسراره الخاصة الذي يخفيها عني ويحتفظ بها لنفسه
نهض النقيب " أيمن " ودار حول مقعد " فؤاد "وسأله بغتة جعله ينتفض :
- حسنا ، أخبرني ماذا قال لك المهندس " عصام " يوم الحادث
ازدرد " فؤاد "لعابه في جزع وهو يقول :
- كان المهندس " عصام " يرحمه الله يشعر بأن منيته قد اقتربت فقال لي حينما كنا جلوس في فترة الراحة :
- أنا خائف يا " فواد " من " باسم " من المؤكد أنه يضمر لي الشر ، وعندي إحساس قوي بأنه سيقتلني
وضع " فؤاد " يده على كتف المهندس " عصام " وهو يقول :
- وأنت تصدق تهديدات " باسم " ، إنه دائماً هكذا ، لا أعتقد بأن " باسم " يفكر بقتلك
صمت لحظة ثم أردف :
- أنت لا ترعب نفسك وتتوهم بشي لن يحصل أبداً ، " باسم " لا يعرف كيف يقتل دجاجة تريده أن يقتلك
هز المهندس " عصام " رأسه نفياً وهو يقول بصوت أقرب إلى الهمس :
- لا تحاول إقناعي بغير ذلك ، أنت أعز أصدقائي تريد أن تخفف علي
صمت لحظة ثم استطرد :
- وسوف تثبت الأيام أني على حق
ثم نهضت تركت المهندس " عصام " لوحده ، وحينما اقتربت من كبائن الكهرباء وجدت " باسم " خلفها يحدث نفسه ، بصراحة لا أدري هل كان يتحدث مع أحد أم يخاطب نفسه يقول :
- اصبر علي ، لقد حانت لحظة فراقك لهذه الحياة
- أقسم لك يا سياد................
قاطعه النقيب صارخاً :
- لم أطلب منك أن تقسم
ارتسمت ابتسامه شاحبة على شفتي " فؤاد "وهو يقول :
- أقسم لكي أثبت لك بأن " باسم " هو الذي قتل المهندس " عصام "
جلس النقيب على مقعده ثم قال :
- معنى ذلك أنك تتهم " باسم " بقتل المهندس " عصام "
أومأ " فؤاد "برأسه إيجاباً مغمغماً :
- نعم هو المجرم الوحيد الذي كان معادياً المهندس " عصام "
مط النقيب " أيمن " شفتيه وأشار إليه أن يوقع بالدفتر قبل أن يقول :
- حسناً ، وقع على أقولك
نهض " فؤاد "من مقعده واتجه إلى الدفتر ووقع ثم انصرف
- أطلق النقيب من أعمق أعماق صدره زفرة حارة مما جعل " حلمي " يسأل في خفوت :
ما الذي يقلقك يا سيادة النقيب ؟
ألتفت النقيب إلية ثم قال :
- الأدلة جميعها ضد " باسم " ولكن لا أدري فلدي إحساس قوي إنه بريء
ارتسمت ابتسامة مرحه على شفتي " حلمي " وهو يغمغم :
- يا سيادة النقيب في عملنا هذا لا نؤمن بشيء إسمه الإحساس ، ولا نعترف بالمشاعر ، والقانون يحتاج إلى أدلة وبراهبين وليس إلى أحساسيس أليس كذلك ؟
أطلق النقيب " أيمن " ضحكه مرحة وهو يقول :
- أنك على حق يا " حلمي " !
أعقب حديثه بضغطه على الزر الصغير ، ودخل الجندي وقال بعد أن أدى التحية العسكرية :
نعم سيادة النقيب
نظر إليه النقيب " أيمن " ثم قال :
- أدخل الشاهد الثالث
أدى الجندي التحية العسكرية ثم أنصرف
وبعد لحظات دخل رجل طويل القامة فبادرة النقيب بسؤال بعد أن أشار له بالجلوس :
- اسمك ، وعمرك ، ووظيفتك
جلس الرجل على المقعد ثم قال :
- أسمي " جميل الجميل " ، عمري 27 سنه ، وأعمل أمين الصندوق في خالدكو للاستيراد والتصدير
التقط النقيب " أيمن " نفسا عميقا ثم سأل :
- ما الذي تعرفه عن خلافات " باسم " والمجني عليه " عصام " ؟
غمغم " جميل " بصوت خانق :
- دائماً أرى " باسم " يبدأ بالشر والخصام ، ينشب الخصام بينهما بدون سبب ، ربما السبب أن المهندس " عصام " رئيسه في العمل برغم صغر سنه ، في أحد الأيام دخل " باسم " مكتبي وقال لي والشرر يتطاير من عينيه :
- إسمع يا أستاذ " جميل " ، لقد صبرت كثير على تحامل المهندس " عصام " علي
ارتسمت ابتسامه شاحبة على شفتي " جميل " وهو يقول :
- استرح وأخبرني ما الذي حصل بينكما هذه المرة ؟
ضرب " باسم " بكفه على المكتب وهو يقول صارخاً :
- جميعكم تعرفون كل شيء
ثم فتح باب المكتب وقبل أن يغلقه قال لي :
- أنا أحذره إذا استمر بمخاطبتي بهذه الطريقة وتعمد تجريحي سوف أقتلة ، نعم سوف أقتلة وبدون تردد أو شفقة
ثم خرج وأغلق الباب خلفه بقوة
نهض النقيب من مقعده وأمسك بكتف " جميل " أراد " جميل " أن ينهض ولكن النقيب أجلسه بالقوة وهو يسأل :
- معنى ذلك تتهم " باسم " بقتل المجني عليه المهندس " عصام " ؟
التفت " جميل " ونظر إلى النقيب " أيمن " وهو يقول :
- نعم هو فلا يوجد أحد يكره المهندس " عصام " مثله
زفر النقيب " أيمن " بشدة وقال وهو يشير بسبابته إلى " جميل " :
- حسنا ، وقع على أقولك
نهض " جميل " ووقع على أقوله ثم أنصرف مغادرا المكتب تاركا النقيب الحيرة تغمره
تناول النقيب علبه سجائره وأخذ واحده وأشعلها بقداحته التي أخرجها من جيبه ثم وضع كفه على رأسه وهو يفكر بحيرة هل يعقل أن يكون " باسم " هو القاتل ؟ هل إحساسي البوليسي قد أخطأ هذه المرة ؟ لا أظن ذالك ، من المؤكد بأن التحريات التي سوف يحضرها الملازم " أشرف " ستغير مجرى القضية
نعم إنه على حق فالتحريات التي قام بها الملازم " أشرف " ستقلب القضية رأساٍ على عقب ، وتزيد من الغموض الحاصل بالقضية

أطلق الأستاذ " خالد " مدير عام خالدكو للاستيراد والتصدير ضحكة عالية شاركه إياها مستشاره الخاص وهو يغمغم :
- أخيراً تمكننا من التخلص من " باسم " والمهندس " عصام " بضربة واحدة ، لقد تم القبض عليه متلبسا ، جميع الأدلة ضده
استرخى الأستاذ " خالد " في مقعده وهو يقول :
- حتى يكون عبرة لغيره
أعقب حديثه بضحكة مجلجلة إهتزت لها الأركان سأله المستشار بسعادة :
- أعتقد بأنك قادر الآن على إتمام الصفقة
نهض الأستاذ " خالد " من مقعده وهو يقول :
- بالطبع ، بالطبع ، ولكن .............
قاطعة المستشار غاضباً :
- ولكن ماذا ؟
ازدرد الأستاذ " خالد " لعابه في جزع وهو يغمغم :
- أصبر قليلا حتى تنتهي القضية ، ويقفل ملفها ويحكم على " باسم " و ..............
قاطعة المستشار مرة أخرى ولكن بهدوءٍ عجيب :
- هذا الحديث لو علم به " الأشرم " ، " الأشرم " لا يحب التأخير في مثل هذه الأمور
امتقع وجه الأستاذ " خالد " فور سماعة أسم " الأشرم " وكأنه رأى شبح وهو يقول في خفوت :
- أعلم ذلك ، ولكن لا أستطيع التوقيع على الصفقة الآن ، يجب إختيار موظفين بدلاً من المهندس " باسم " والمهندس " عصام " ، ولا أستطيع إختيارهم بسرعة ، يوجد عدة إجراءات يجب إتباعها
وضع المستشار رجلة اليسرى فوق اليمنى وهو يقول :
- أنا آسف يا أستاذ " خالد " هذا الحديث لا يقنع " الأشرم " ، يريد إتمام الصفقة بأسرع وقت ممكن ماذا تريدني أن أقول له ؟
حك الأستاذ " خالد " ذقنه بدهشة ثم جلس على مقعده قائلاً :
- حسناً ، أخبره خلال يومين سوف يتم الانتهاء من هذه الصفقة
صمت لحظة ثم قال بصوت هامس :
- " فالأشرم " لا يعرف الرحمة
**********************************
سمع النقيب " أيمن " طرقاً على باب مكتبه فاعتدل في جلوسه ثم قال :
- تفضل بالدخول
دخل الملازم " أشرف " وفور دخوله نهض النقيب من مقعده وسأل باستعجاب :
- أمعقول استطعت بهذه السرعة التحري على المعلومات التي أعطيتك إياها ؟
صمت لحظة النقيب قائلاً :
- أتمنى أن تحمل أخباراً سعيدة
جلس الملازم " أشرف " على المقعد وجلس النقيب " أيمن " على المقعد المجاور له ثم استطر الأول قائلاً بدهشة :
- لقد بدأت التحري بالفعل ، وبدأت بالمستشفى ، ولكن لم أستطع إكمال التحري
نظر إليه النقيب وسأله بدهشة :
- ولماذا ؟
ارتسمت ابتسامه مرحه على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول :
- قد تكون الإخبار التي أحملها تغير مجرى القضية ، بل قد تقلبها رأساً على عقب
صمت الملازم " أشرف " لحظة ثم أردف :
- وبصراحة من الصعوبة تصديقها ، أو قد تكون من الواقع ، ولاسيما بعد تقرير المعمل الجنائي الخاص بنا
ارتفعتا حاجبا النقيب في توتر حائر ثم سأل :
- ما الذي تقصده ؟
التقط الملازم " أشرف " نفساً عميقاً ثم أخبر النقيب بما حصل عليه من معلومات
ما قال الملازم " أشرف " أخرس النقيب وجعله يترنح من الدهشة
لقد كانت مفاجأة
بل لقد كانت معجزة
وبالفعل سوف تقلب مجرى القضية
وتغير الكثير من الأحداث
******************************
جلس الملازم " اشرف " على المقعد المجاور للنقيب " أيمن " ثم التقط نفساً عميقاً قبل أن يقول :
- زوجة " باسم " في المستشفى وتحتاج إلى إجراء عملية جراحية وتبلغ قيمة العملية مائة ألف ريال ، وإن لم تجر العملية حياتها في خطر ، وقد يؤدي ذلك إلى وفاتها وبالطبع " باسم " لا يملك مثل هذا المبلغ
شهق النقيب أيمن شهقة فزعة وهو يسأل :
- وما الذي حدث ؟ هل ماتت زوجته ؟
هز الملازم رأسه نفياً وهو يغمغم :
- لا لم تمت ، لان العملية قد أجريت لها وتكبلت بالنجاح
فتح النقيب أيمن فاه بدهشة وهو يقول :
- من أين لها قيمة العملية ، أم أجريت لها بدون مقابل أو تم التبرع لها ؟
زفر الملازم بشدة قبل يهتف بصوت أقرب إلى الهمس :
- هذا الأمر الذي حيرني وسوف يجعلك تحتار أيضاً
حدق النقيب أيمن في وجه قبل أن يقول مستنكراً :
- ما الذي تعني ؟ أفصح عما يدور بخلدك ، واترك عنك الألغاز
التقط الملازم أشرف نفساً عميقاً واعتدل في مقعده وكأنما يستعد لإلقاء كلمة أو محاضرة ثم قال بدهشة :
- في بادي الآمر أنا دهشت مثلك ، ولكن حينما سألت الدكتور المعالج لحالتها من الذي دفع لها أجرة العملية قال لي حديث أعجب من العجب ولم أسمع أعجب منه قطاً سوى في القصص الخيالية والأفلام الأمريكية وأفلام الرسوم المتحركة أو بقصص ألف ليلة وليلة
أطلق النقيب ضحكةً قصيرة قبل أن يستطرد :
- ما الذي سمعته يعني ؟ هل السماء أمطرت ذهباً ذاك اليوم ؟ أم وجد الدكتور دجاجة تبيض ذهباً ؟ أم وجدت لديها كنزاً ؟
أعقب كلامه بضحكة أخرى ساخرة
ارتسمت على شفتي الملازم " أشرف " ابتسامة واسعة وغمغم :
- ما سأقوله لك أعجب من جميع ما قلته ، لقد قال لي الدكتور : أنه حينما عاد إلى مكتبه في الصباح الباكر وجد ظرفاً وبداخلة المبلغ وورقه مكتوبٌ عليها " هذا المبلغ من المال قيمة علاج المريضة سلوى سمير غرفة 301 "
نظر إليه النقيب باستغراب ثم انفجر ضاحكاً وهو يقول :
- ماذا حدث لك ؟ منذ ساعة تصف لي بأن الذي أسمعه أعجب من أفلام الرسوم المتحركة وغير هذا الحديث ، وثم تخبرني بأن الدكتور وجد المبلغ في مكتبه ، وما العجب في ذلك قد يكون أحد من طرف " باسم " قد وضعها في مكتبه أو يمكـ..........
قاطعه الملازم " أشرف " قائلاً :
- الموضوع ليس مثل ما تظن ، يا سيادة النقيب ، إن الحروف التي كتبت بها الرسالة من الذهب الخالص
صمت لحظة إبتلع ريقه خلالها ثم أردف :
- وأخبرني الدكتور بأنه ذهب بالورقة إلى أحد محلات بيع الذهب والمجوهرات وأكد له أنه من الذهب الخالـ.........
قاطعة النقيب " أيمن "سائلاً وابتسامة ساخرة على شفتي :
- وهل صدقت هذه الخزعبلات ؟
استرخى الملازم " أشرف " على مقعدة ثم غمغم :
- بالطبع في باديء الأمر لم أصدق الموضوع ولكني أخذت الورقة وأعطيتها خبيرتا وأعطاني هذا التقرير
اعتدل النقيب في مقعدة وهو يهتف :
- إقرأ الذي فيه
فض الملازم " أشرف " الظرف وأخذ يقرأ التقرير بصوت مستمع :
- إن الحروف البارزة التي في الرسالة من الذهب الخالص الذي لا مثيل له وينذر العثور على مثله سوى في مناجم الذهب ، ومن المستحيل العثور على هذا النوع من الذهب بالذات وبهذا الصفاء والنقاوة إطلاقاً حتى في مناجم الذهب نفسها ، وقد نجد شبيه لهذا النوع وأقل منه قيمة ونقاوة ولكن لا نجد مثله بالضبط ، ويتراوح قيمه النوع المشابه له ما بين 40 – 60 ألف ريالاً للحرف الواحد ، وهذا النوع الذي يصنع منه الألماس والجواهر الثمينة ، وأما الذي أمامنا لم أرى مثله قط ، وربما يكون قيمة الحرف الواحد يتراوح ما بين 150 – 200 ألف للحرف الواحد ، وأنا في غاية الدهشة كيف يفرط شخص بهذه الثروة الثمينة
ساد صمت مطبق رهيب على المكتب بعد قراءة التقرير استمر لثواني قطع هذا الصمت النقيب "أيمن" متسائلاً باستغراب :
- ما الذي أسمعه ؟ أيعقل هذا ؟ أخبرني بالله عليك هل أنت واثق من هذا التقرير وهذه الورقة؟
أومأ الملازم " أشرف " برأسه إيجاباً وهو يجيب :
- تمام الثقة يا سيادة النقيب
عقد النقيب " أيمن " حاجباه في تفكير عميق ثم قال :
- شيءٌ بالفعل أعجب من العجب
صمت النقيب لحظه وحك ذقنه خلالها ثم استطرد سائلا :
- من الذي وضع الظرف في مكتب الدكتور ؟
هز الملازم " أشرف " رأسه وهو يجيب :
- الإجابة على هذا السؤال يا سيادة النقيب صعبهَ جداً فالحروف من الذهب الخالص والثمين أيضاً ، ولا أعتقد بأن شخصاً عاقلاً يفرط في مثل هذه الثروة من أجل أي شخص


يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -