بداية

رواية البركين -3

رواية البركين - غرام

رواية البركين -3

صمت النقيب لحظه وحك ذقنه خلالها ثم استطرد سائلا :
- من الذي وضع الظرف في مكتب الدكتور ؟
هز الملازم " أشرف " رأسه وهو يجيب :
- الإجابة على هذا السؤال يا سيادة النقيب صعبهَ جداً فالحروف من الذهب الخالص والثمين أيضاً ، ولا أعتقد بأن شخصاً عاقلاً يفرط في مثل هذه الثروة من أجل أي شخص
صمت لحظة ثم أردف :
- أعتقد بأن حل هذا اللغز يكمن عند " باسم " !!
هز النقيب " أيمن " رأسه موافقاً وهو يقول :
- هذا صحيح ، ،ربما يكون الحل عند " باسم "
أعقب حديثه بضغطه على زر صغير على مكتبه وبعد لحظات دخل الجندي وقال بعد أن أدى التحية العسكرية :
- نعم سيادة النقيب
أشار إليه النقيب بسبابته وهو يقول :
- أحضر لي المتهم " باسم "
أومأ الجندي برأسه إيجاباً ثم أدى التحية العسكرية وأنصرف
تطلع النقيب " أيمن " إلى الملازم " أشرف " وقال بشرود :
- لا أعتقد بأن " باسم " يعرف أي شي عن هذا الموضوع ولا عن علاج زوجته
ابتسم الملازم " أشرف " ثم قال :
- بعد لحظات سنعرف كل شي و .........
قطع عبارته أثر دخول الجندي ومعه " باسم " وهو يقول بعد أن أدى التحية العسكرية :
- المتهم "باسم " يا سيدي
نهض النقيب " أيمن " من على المقعدة والابتسامة لم تفارق شفتي وهو يقول :
- مرحباً بك يا " باسم " ، كيف حالك الآن ؟
نظر إليه " باسم " والحزن واضحٌ عليه ثم زفر بشدة وهو يغمغم :
- تسألني عن حالي ، أنا بأسوأ حال
صمت لحظة ثم استطرد قائلا :
- ماذا أقول لك ؟ أقول لك بأن زوجتي في المستشفى بين الحياة والموت وقد تكون ماتت أم أقول لك بأني سجنت ظلماً ، ماذا أقول أو ماذا أقول ؟
نظر إليه النقيب أيمن ثم قال له بهدوءٍ وبرودٍ عجيب :
- إجلس إسترح ، وأهدأ ، وأخبرني ماذا تريد أن تشرب ؟
هز باسم رأسه نفيا وهو يقول :
- شكراً لا أريد أشرب شيئاً
نظر النقيب إلى الجندي الذي لا زال واقفاً وهو يقول :
- ثلاث أكواب من عصير الليمون
أدى الجندي التحية العسكرية ثم أنصرف
جلس النقيب على مقعده والملازم أشرف في المقعد الآخر وأشار له الأول بالجلوس وهو يقول
- إجلس وسوف أشرح لك كل شي
جلس باسم في المقعد المقابل للملازم أشرف ،وقبل أن ينبس أحد ببنت شفه دخل الساعي ومعه صينية وبها ثلاث أكواب من عصير الليمون ووضعها على مكتب النقيب ثم أنصرف
أخذ النقيب كوب الليمون وناوله " لباسم " وهو يقول :
- إشرب الليمون وحتما ستهدأ أعصابك
أخذ " باسم " كوب الليمون من النقيب بيدين ترتجفان وشرب الليمون برشفتين ثم وضع الكوب على المكتب وهو يغمغم :
- شكراً يا سيادة النقيب ، أريد الحقيقة هل حصل مكروه لزوجتي ؟
أعتدل النقيب في مقعده قبل أن يقول :
- زوجتك قد أجريت العملية وتكللت ولله الحمد بالنجاح
هتف " باسم " وقد ازداد تألق عينية وبلغ انفعاله ذروته :
- أأنت واثق من حديثك أم تريد التخفيف عني والتقليل من صدمتي ؟
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي النقيب وهو يقول :
- لا أعتقد بأن من اللائق المزاح في مثل هذه الأمور
صمت لحظة ثم استطرد بهدوء :
- العملية نجحت ، أطمئن
نهض " باسم " مندهشا وقال وهو يلوح بكفه غير مصدق :
- لا ، لا ، لا ، أكيد أنت مخطئ ، والتي عملت العملية ليست زوجتي
صمت لحظة محاولة تفهم الوضع ثم هتف وهو يهز رأسه :
- لا استحالة من أين لها قيمة العملية ؟
نظر النقيب في عيني " باسم " مباشرة وقال بهدوء :
- أنا لست مخطئاً ، وزوجتك التي أجرت العملية ، أنا الذي أريد أن أعرف من أين لكم قيمة هذه العملية ؟
ضرب " باسم " على صدره بلطف وهو يسأل :
- وكيف لي أن أعرف وأنا متواجد هنا بين أربعه جدران ؟
أشار إليه النقيب " أيمن " بالجلوس وهو يقول :
- هدئ أعصابك ، واجلس وأنا سأشرح لك كل شي
جلس " باسم " على مقعده بينما التقط النقيب أيمن نفساً عميقاً وهو يقول :
في الواقع ..............
***********************************
دخلت الممرضة مكتب الدكتور " عيضة " وهي تقول بهلع :
- دكتور ، دكتور
انتفض الدكتور " عيضة " وهو يقول :
- خيراً ما الذي حدث ؟
توقفت الممرضة وبلعت ريقها وهي تقول :
- المريضة " سلوى " التي في غرفة 301
إبتلع الدكتور ريقه بصعوبة وهو يغمغم بقلق واضح :
- خيراً ما الذي حدث لها ؟
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي الممرضة قبل أن تقول :
- لا تخش شيئا يا دكتور فهي ولله الحمد تتمتع بصحة جيدة
صمتت لحظات ترددت قليلاً ثم استطردت بعد أن عزمت أمرها :
- ترفض الخضوع للعلاج وممتنعة عن الأكل والشراب ولا تريد أخذ العلاج اللازم وتسألني بإلحاح شديد عن الذي دفع لها ثمن إجراء العملية وكذلك عن زوجها
زفر الدكتور بشدة ثم استرخى على مقعده وهو يقول :
- أخبريها بأن زوجها هو الذي دفع لها ثمن العملية وهو الآن مسافرٌ في مهمة عمل رسمية تقتضي ظروف عمله أن يذهب هو شخصياً
أومأت الممرضة برأسه إيجابا ثم انصرفت بينما شبك الدكتور أصابع يده وهو يحاول أن يجد حلاً لهذه المشكلة ، " فسلوى " الآن تمر بأصعب مرحلة في حياتها مرحلة النقاهة التي تحتاجه للعناية الفائقة والاهتمام ، ومن أجل إنجاح هذه الفترة يجب تكديس جميع الطاقات لها وإلا سوف تفشل العملية وكأنها لم تعملها وقد يتضاعف المرض ويعود لها السرطان وربما يتكاثر وينتشر في جميع أرجاء جسمها ، لابد من وجود حل لكي ينقذها من موت محقق ، ولكن أسئلتها تحتاج إلى إجابات شافية يعجز الجميع عن إيجادها ، ما الحل أذن ؟ قد يكون لزيارة زوجها " باسم " أثر فعال ودوراً معنوياً في الإسراع في علاجها ولكن كيف
نهض الدكتور " عيضة " من مقعده حينما وصل تفكيره إلى هذه النقطة وهو يقول :
لابد أن يتعاون معنا رجال الشرطة
*******************************
- لا أصدق أي كلمة من الذي تفوهت بها
نطق باسم هذه العبارة بمزيج من الدهشة والحيرة ، لوح النقيب " أيمن " وهو يغمغم :
- الجميع لا يصدق ، ولكن هذا ما حصل
صمت قليلا ثم أردف :
- والآن بعد أن هدأت أعصابك وأطمأننت على زوجتك باستطاعتنا إكمال التحقيق
تنهد " باسم " بارتياح ثم قال :
- كما تريد يا سيادة النقيب
ضغط النقيب على زرٍ على مكتبه وبعد فترة وجيزة دخل الجندي وقال بعد أن أدى التحية العسكرية:
- نعم سيادة النقيب
أشار النقيب أيمن بسبابته وهو يقول :
- دع الكاتب " حلمي " يدخل
أومأ الجندي برأسه إيجاباً ثم أدى التحية العسكرية وأنصرف ، وبعد لحظة دخل الكاتب " حلمي " وبيده دفتر كبير ، أدى " حلمي " التحية العسكرية ، ثم جلس بجوار والنقيب وأمسك القلم وفتح الدفتر ، سأل الملازم " أشرف " الذي كان صامتاً طيلة الحوار :
أخبرني يا " باسم " لماذا جئت إلى منزل المجني " عصام " في تلك الساعة المتأخرة من الليل على الرغم من الخلافات التي بينكما
إبتلع باسم ريقه بصعوبة وهو يقول :
- جئت في صباح ذاك اليوم المشئووم إلى الأستاذ " خالد " لكي أطلب منه سلفه من أجل عمل العملية لزوجتي ، ولكن المستشار الخاص له قال لي : بأن هذا الموضوع من اختصاصات مديري المباشر المهندس " عصام "
صمت لحظة ثم استطرد :
- وشرحت له مدى الخلافات والمشاكل التي بيننا ، ولكن المستشار أكد لي بأن سوف يصلح بيننا وأن المهندس " عصام " سوف يتصل علي في الليل ، وبالفعل في منتصف الليل اتصل علي شخص صوته إلى حد كبير يشبه صوت المهندس " عصام " وطلب مني الحضور فورا إلى منزله لأنه في الغد مسافر في الغد ومعه ورقة طلب السلفية موقعة ما علي فعله هو تقديمها للشئوون المالية ، حاولت تأجيل الموضوع إلى الغد لأن الوقت متأخر ، ولكن مع إصراره رضخت لطلبه وجئت و يا ليت لم أحضر فقد وجدته غارقاً وسط دماءه هذا كل شيء
أغلق النقيب " أيمن " عينيه لحظة ثم قال بهدوء :
- ولكن أنت هددته بالقتل أكثر من مرة أهذا صحيح
أومأ باسم برأسه إيجاباً ثم نهض من على مقعدة وهو يغمغم بعصبية :
- هذا صحيح ، ولكن هذا مجرد كلام في ساعة غضب ، أقسم لك أني لم أقتله
ارتسمت ابتسامة صغيره على شفتي النقيب " أيمن " وضغط زر على مكتبه قبل أن يقول :
- حسناً ، حسناً
دخل الجندي وقال بعد أن أدى التحية العسكرية :
- نعم سيادة النقيب
نظر النقيب " أيمن " إلى الجندي ثم قال :
- أنقله إلى الزنزانة رقم 3
أومأ الجندي برأسه إيجاباً ثم أدى التحية العسكرية وانصرف وهو ممسك " بباسم "
أشار النقيب " لحلمي " قائلا :
- اذهب إلى مكتبك الآن
أدى " حلمي " التحية العسكرية ثم انصرف ، نهض الملازم " أشرف " من مقعده وهو يقول :
- هيا بنا ما الذي تنتظره ؟
حدق النقيب " أيمن " في وجه الملازم " أشرف " وهو يسأل باستغراب :
- إلى أين تريد الذهاب ؟
ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يغمغم :
- نذهب إلى السوق لكي نشتري بعض الأغراض للمطبخ
نظر إلى النقيب " أيمن " بدهشة وهو يقول مستنكرا :
- أغراض للمطبخ !!!
هب الملازم " أشرف " من مقعدة منفعلا وهو يهتف :
- في هذه الساعة إلى أين سنذهب ؟
ضحك النقيب " أيمن " ثم استطرد :
- أعتقد بأن الشخص يذهب إلى المطعم ليشتم رائحة الطعام أليس كذلك ؟
عض الملازم " أشرف " شفتيه في غيظ وصاح غاضبا :
- الحمد لله أننا ليس في زمن أشعب
صمت لحظة ثم أستطرد قائلاً :
- هيا بنا لأي مطعم عصافير بطني تغرد
نهض النقيب " أيمن " من مقعده وهو يقول :
- حسناً ، حسناً ، هيا بنا قبل أن تموت

فتح الجندي الزنزانة رقم 3 ودفع "بـباسم " داخلها بقوة مما جعل قدماه تفقد توازنها ويسقط أرضاً أغلق الجندي باب الزنزانة ثم انصرف بينما جلس " باسم " على الأرض وثنى رجليه ووضع وجهه على معصميه ، نظر إلى " باسم " رجل قوي البنية عريض المنكبين يبدو علية علامات القسوة نظرة شرسة ثم قال :
- مرحباً بك في فندقناً !
تجاهل " باسم " عبارة الرجل الساخرة بينما رفع رأسه أليه وقال باقتضاب :
- مرحباً بك
ثم أخفض رأسه ، نهض الرجل واتجه إلى " باسم " وهو يقول :
- ولكن الإقامة في الفندق ليس مجانية
نهض " باسم " وهو يردف :
- لم أفهم الذي تعنيه ! ماذا تقصد ؟
ضحك الرجل ضحكة مجلجلة وهو ثم غمغم :
- حسناً ، سأجعلك تفهم ما اقصده بطريقتي الخاصة
صمت لحظة أشار خلالها إلى اثنين من رجاله وهو يستطرد :
- الآن سأدعهم يفهمونك ما أعنيه
صمت لحظة وقال بعد أن نظر إلى الرجلين :
- فهمو ما أقصده فأنا لا أحب الحمقى
هجم الرجلين على " باسم " والرجل يطلق ضحكاته العالية ، هجم الرجل الأول على " باسم " ولكن " باسم " مال جانباً متفادياً أنقاض الرجل مما جعل الرجل يفقد توازنه ويسقط أرضاً ، هجم الثاني على " باسم " فأستقبلة بلكمة في وجهه أسقطته أرضاً ، نهض الأول وحاول لكم " باسم " بقوة ولكن " باسم " بادرة بلكمة كالقنبلة في أنفة وثانية في فكه ثم وثب متفادياً ركلة الأول ولكمه في مؤخرة عنقة بقبضته أسقطته أرضاً ، هب الرجال الخمسة المتبقيين وأصابهم الحقد
حينما رأوا ما فعله بزميلهم ، أحاطوا الخمسة "بباسم " والرجل البدين يهتف :
اهجموا عليه ، اقضوا عليه
دار الخمسة حول " باسم " وأحاطوه كإحاطة السوار بالمعصم ، اندفع أحد الرجال إلى " باسم " تفادى " باسم " الانقضاض بوثبة جانبية ثم لكمه بكل ما أوتي من قوة في معدته وأردف لكمته الأخرى إلى فكه ألقته أرضاً ، انقض رجل آخر على " باسم " وكال له لكمة عنيفة سقط من إثرها ثم ركلة في معدته وأراد أن يلكمه ثانية ولكن " باسم " تفادى اللكمة بمهارة وكال للرجل ركلة قوية ونهض وأخذ يلكم الرجل بقوة ، وفجأة شعر بجسم قوي يسقط فوقه مما يجعله يسقط أرضاً ، لم يكن هذا الجسم سوى لكمة مدروسة على عنق " باسم " جعلته يسقط أرضاً ، أنحنى رجل وأمسك ذراع " باسم " الأيمن وأمسك الآخر ذراعه الأيسر والرجل البدين يقف في المنتصف وهو يهتف :
- ما رأيك الآن ؟
ثم أخذ ينهال عليه بالضربات بقسوة ، أحنى " باسم " جسمه قليلا ثم وجه للرجل البدين ركلة مدروسة في معدته جعلته يبتعد قليلاً ثم جذب ذراعه الأيسر بقوة وركل الرجل بقوة أفلت الرجل على إثرها ذراعه فوجه باسم لكمة كالقنبلة إلى فك الآخر جعلته يفلت ذراعه ، ثم قفز " باسم " إلى الخلف برشاقة و بمهارة عالية ، أحاط أربعة رجال " باسم " مرة أخرى ، قفز " باسم " نحوهم بمهارة ومرونة مذهلتين وهشمت قبضة اليمنى فك أولهم بلكمة كالقنبلة ثم ارتفعت قدمه اليسرى لتركل وجه الثاني ، وتراجعت بحركة دائرية لتغوص في معدة الثالث ، في نفس اللحظة قفزت فيها قدمه اليمنى لتركل الرابع في صدره وأعقبتها القبضة اليسرى كالصاعقة في أنفه ، وبحركة دائرية معقده ركلت قدم " باسم " فك الثالث ومعدة الثاني ، ثم قفزت إلى فك هذا الأخير ، وهنا لهث
" باسم " بشدة لقد قاتل بعنف وكراهية لم يعهد بنفسه من قبل ، ولكن الرجل البدين لم يجعل
" باسم " يلتقط أنفاسه وانقض عليه كأسد ثائر ولكم " باسم " بقبضته بقسوة جعلت " باسم " يتراجع للخلف ثم كال له لكمه أخرى أسقطنه أرضا وهجم علية الرجل البدين وأخذ ينهال علية بلكمات مدروسة أحنى " باسم " ركبته اليمنى ثم دفع بها في وجه الرجل البدين فأبعده عنه ، نهض
" باسم " بسرعة ووجه قبضته اليسرى إلى فكه ولكن الرجل تفاداها بمعصمه ، وركل " باسم " بقوة ولكن الأخير تفادى الركلة بمهارة وقفز جانباً متفادياً انقضاضة الرجل ووجهه له لكمة قوية إلى وجهه ثم ركله بقدمه في فكه وأخرى في معدته ، جعلت الرجل يترنح ويسقط أرضاً ممسكاً ببطنه وهو يتأوه ، تقدم " باسم " نحو الرجل وأمسك بتلابيبه وجعله ينهض ثم قال :
- أنت من بدأ كل هذا ، وأعتقد نلت ما تستحقه
صمت لحظة أفلت خلالها الرجل من يده جعله يسقط أرضا ثم قال بعد أن تقدم خطوتين إلى الأمام موجهاً خطابه للرجال :
- من عاداني عاديته ومن سالمني سالمته وهو في حمايتي
نهض أحد الرجال وأخذ يربت على كتف " باسم " وهو يقول :
- مبارك عليك زعامة الزنزانة
نهض البقية كذلك وهنئووه حتى الرجل البدين هنأه بذلك
***********************************************
دخل النقيب " أيمن " وتبعه الملازم " أشرف أحد المطاعم العريقة ثم جلس النقيب " أيمن " على أول طاولة صادفته وجلس الملازم " أشرف " في المقعد المقابل له بينما غمغم الثاني :
- ما السبب الذي جعلك أن تختار هذا المطعم ؟
إعتدل النقيب " أيمن " في مقعده ثم استطرد :
- الأكل لديهم لذيذ ، والخدمة ممتازة كذلك .
رمقه الملازم " أشرف " بنظرات ماكرة قبل أن يقول :
- فقط ، أم لأن سعره مناسب ؟ .
أطلق النقيب " أيمن " ضحكة مرحه وهو يقول :
- ومن قال لك هكذا ، سعره غالٍ جداً و ............
قاطعه دخول النادل بملابسه البيضاء ثم أنحنى بأدب وهو يقول :
- ماذا يطلب السيدان ؟
رفع رأسه الملازم " أشرف " وقبل أن يتفوه بأي عبارة قاطعه النقيب " أيمن " وهو يقول للنادل :
- إثنين كباب لحم مع الأرز و واثنين مشروب بارد
أومأ النادل برأسه إيجاباً وحينما أراد الذهاب أستوقفه النقيب " أيمن " قائلا :
- لا تنسى السلطات والحلويات
نظر النقيب " أيمن " في عيني الملازم " أشرف " مباشرة وسأله بهدوء :
- لماذا لم تتزوج حتى الآن ؟
أطلق الملازم " أشرف " ضحكة قصيرة وهو يقول :
- أتزوج يا سيادة النقيب ، لماذا تدعي عليً ، هل أنا فعلت لك مكروهاً حتى تتمنى لي الزواج
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي النقيب " أيمن " وهو يردف :
- لأجل أن تكمل نصف دينك
قبل أن يجيب الملازم " أشرف " جاء النادل وضع الغداء على الطاولة ثم انصرف تناول الملازم
" أشرف " الخبز ثم قطعه إلى نصفين وهو يقول :
- أعدك يا سيادة النقيب حينما أصيب بالجنون عندها سوف أفكر بالزواج ، لم أقل سوف أتزوج بل سأفكر بالزواج
أطلق النقيب " أيمن " ضحكةً عالية وهو يضع لقمة في فمه ثم قال :
- وهل تعد المتزوج مجنوناً ؟
أومأ الملازم " أشرف " برأسه ثم تناول كأس الماء وشرب جرعة قبل أن يقول :
- شخص عاد إلى المنزل الساعة الرابعة فجرا استقبلته زوجتها قائلة :
أين كنت ؟ ولماذا تأخرت ؟
قال لها الرجل :
الزوجة العاقلة لا تسأل زوجها مثل هذه الأسئلة
قالت الزوجة :
والرجل العاقل لا يجبر زوجته على طرح مثل هذه الأسئلة
رد الرجل قائلاً :
وهل العاقل يتزوج ؟
أطلق " النقيب " أيمن ضحكة عالية ثم تناول لقمة ووضعها في فمه وهو يستطرد :
- يبدوا أنك تكره النساء لدرجة لا توصف
زفر الملازم " أشرف " بشدة ثم أردف :
- النساء مخلوقـات عجيبـة ، لو قبلتها تكون رجلاً غير محترم ولو لم تقبلها تكون لست رجلاً
إذا مدحتها تعتقد أنك كاذب ، وإذ لم تمدحها تعتقد بأنك لا تصلح لشيء ، إذا وافقتها على كل ما تريد تعتقد أنك بلا شخصية ، وإذا لم توافقها أنت رجل لا يفهم شيئاً
إذا زرتها كثيراً تعتقد أنك رجل غثيت ، وإن لم تزرها فأنت شخص لا مبالي
إن كنت مهتماً بمظهرك فأنت رجل لعوب ، وإن لم تلبس جيداً فأنت رجل تحرق الأعصـاب
إذا كنت رجلاً غيوراً فأنت سيء الطبـاع ، وإذا لم تظهر لها غيرتك فإنها تعتقد أنك لا تحبهـا
إذا تأخرت عليها دقيقة فإنها تشتكي وتتذمر وتقول : ما أصعب الانتظار ! ، وإذا كنت تزور أحد أصدقائك فإنها تقول : بأنك رجل فارغ ، إذا لم تتوقف لها حتى تقطع الشارع فأنت رجل عديم الأخلاق ، أما إذا وقفت فإنها تعتقد بأنك تقف لمشاهدتها ، إذا كنت تراقب أحد النساء فإنك رجل تغازل وعيناك زائغتان ! أما إذا نظر إليها أحد الرجال فإنه أحد المعجبين ! إذا تكلمت فإنها تريد أن تـستمع ، وإذا سمعت فإنهـا تريد أن تتـكلم ! أما إذا .............
قاطعه النقيب " أيمن " قائلاً وهو يشير بيده :
- يكفي ، يكفي
أطلق الملازم " أشرف " ضحكةً مرحه وهو يتناول لقمه أخرى :
- ألا تريدني أن أكمل حديثي
هز النقيب " أيمن " رأسه نفيا قبل أن يقول :
- باختصار شديد .. النساء بسيطاتٌ ومعقداتٌ ، و ضعيفات لكنهنّ قويات ، ومتناقضات ومنطقيات لا تستطيع العيش معهم ، ولا تستطيع العيش بدونهم
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول :
- دعنا من هذا الحديث وأخبرني من الذي تشك به ؟
التقط النقيب " أيمن " نفساً عميقاً ثم قال :
- بالضبط لست أدري ..كثيراً أشك في " باسم " ولكن إحساسي الداخلي يرفض اتهامه أو الشك به وأعتقد بأن القضية ملفقة له تلفيقٌ متقن ، ولا تنس حروف الذهب التي أضافت للقضية لغزاً جديداً وغموضاً يجعلنا نحتار في معرفة الجاني
صمت لحظة وبدأت دلائل التفكير العميق تظهر عليه ثم نهض على الفور وهو يقول :
- هيا بنا ..
نظر أليه الملازم " أشرف " بدهشة ثم قال :
- إلى أين لم أنتهِ بعد من تناول طعام الغداء
جذبه النقيب من يديه برفق وهو يقول قبل أن يخرج محفظته ويضع بعض المال على الطاولة
- لا يوجد لدينا المزيد من الوقت لإضاعته .
نهض الملازم " أِشرف " بدوره ، ترك النقيب " أيمن " يده ثم خرج مغادراً المطعم تبعه الملازم
" أشرف " وهو يهتف :
- انتظرني لحظة إلى أين سوف تذهب ؟
صعد النقيب " أيمن " سيارته ، وصعد الملازم " أشرف " على المقعد المجاور وهو يقول :
- أخبرني بالله عليك إلى أين سوف نذهب ؟
أدار النقيب " أيمن " محرك سيارته وهو يقول "
- سوف نذهب لشركة خالدكو ، أليس " باسم " أخبرنا بأن المستشار قال له بأن المجني علية المهندس " عصام "سوف يتصل به
أومأ الملازم " أشرف " برأسه إيجاباً بينما تابع النقيب " أيمن " حديثه قائلاً :
- إذن لابد أن نتأكد من ذالك
هز الملازم " أشرف " كتفيه في حيره وهو يقول :
- ولماذا لم تقوموا باستدعائه والتحقيق معه ؟
هز النقيب " أيمن " رأسه نفيا وهو يغمغم :
- أريد استغلال عنصر المفاجأة خير استغلال
لم يكن يعلم ساعتها بأن " سلوى " في أمس الحاجة للمساعدة ، وتمر بظروفٍ لا يعلمها سوى الله عز وجل .
*********************************
سمع الأستاذ "خالد " طرقاً على باب مكتبه فأعتدل في مقعده ثم قال :
- تفضل بالدخول
دخل السكرتير وفور دخوله صرخ الأستاذ " خالد " قائلاً :
- ألم أخبرك سابقاً حينما ترى الإضاءة حمراء لا أريد أن يزعجني أحد .
أرتبك السكرتير ثم قال بعد أن أبتلع ريقه :
- أنا آسف يا أستاذ " خالد " ولكن يوجد بالخارج سيدان من المباحث العامة يطلبان الإذن بمقابلتك
اتسعت عينا الأستاذ " خالد " بجزع بينما غمغم المستشار بهدوء :
- دعهما يدخلان .
أومأ السكرتير برأسه إيجاباً ثم انصرف بينما قال المستشار للأستاذ " خالد " :
- إهدأ ولا تتوتر وتوترني معك فالأمر لا يحتاج كل هذا القلق
وبعد لحظات دخل النقيب " أيمن " وتبعه الملازم " أشرف " بينما هتف الأول وهو يخرج بطاقته العسكرية :
- النقيب " أيمن محمد " من المباحث العامة .
صمت لحظة ثم أشار إلى الملازم " أشرف وهو يقول :
- الملازم " أشرف أحمد " مباحث عامة .
صافحهما الأستاذ " خالد " وكذلك المستشار بينما غمغم الأول :
- أهلا وسهلا تفضلا بالجلوس ، أي رياح جميلة أتت بكما
جلس النقيب " أيمن على أحد المقاعد بينما جلس الملازم " أشرف " على المقعد المجاور وهتف الأول:
- أخشى ألا تكون رياحاً طيبه بل خبيثة
أطلق المستشار ضحكة مرحه ثم قال :
- لا أعتقد ذلك
نظر إليه النقيب " أيمن " ثم قال :
- أأنت واثق من ذلك ؟
أومأ المستشار برأسه إيجاباً وهو يردف :
- تمام الثقة
نظر النقيب " أيمن " إلى عيني المستشار مباشرة وكذالك المستشار لم يرفع نظره من عيني النقيب بينما قال الأستاذ " خالد " :
- ماذا تشربا ؟
لم يبعد النقيب نظره من على عيني المستشار وهو يقول :
- شكراً ، لا شيء
قال الأستاذ " خالد " وهو يضغط على زر بأسفل مكتبه :
- ليس من اللائق والذوق ألا تشربا شيئاً في مكتبي المتواضع
وبعد لحظات دخل الساعي قائلا :
- نعم يا أستاذ " خالد "
قال له الأستاذ على الفور :
- أربعة أكواب من الشاي
أومأ الساعي برأسه ثم أنصرف ، بينما تمتم المستشار بلهجة أقرب إلى السخرية :
لم تخبرنا يا سيادة النقيب ما سبب زيارتكم الكريمة ؟ هل هي مجرد زيارة عادية أم تحقيق رسمي
ابتسم النقيب ولم ينبس ببنت شفة بينما ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول ساخراً :
- نحن لا نمتلك الوقت الفارغ لكي نقضيه بالزيارات التافهة ، وإنما جئنا لكي نطرح عليكما عدة أسئلة
ظهر الغضب على وجه المستشار وقال بضيق :
- حسناً تفضل بطرح الأسئلة التي لديكم بسرعة من فضلك
زفر الملازم " أشرف " بشده قبل أن يقول :
- هل تتوقع شاب مثل " باسم " وزوجته تعاني المرض وهي بين الحياة والموت يرتكب جريمة قتل ولماذا ؟
استرخى المستشار أكثر في مقعده ثم غمغم :
- أنت تجهل طبيعه " باسم " إنه إنسان عدواني وأناني لا يحب الخير لأحد غيره ، قد يكون سبب إرتكابه الجريمة الحقد الذي يملأ كيانة لأن المهندس " عصام " برغم صغر سنه إلا أنه مديره في العمل
نظر النقيب " أيمن " في عيني المستشار مباشرة وهو يقول :
- أليس أنت من حددته موعد اللقاء بين " باسم " والمجني عليه المهندس " عصام " ؟ وأنت الذي أصلحت بينهما .
هز المستشار رأسه نفيا وهو يقول :
- أنا لم أرَ " باسم " منذ أسبوع تقريبا و ..............
قاطعه الملازم " أشرف " قائلا :
- ولكن " باسم " يقول أنه رآك في يوم الجريمة
أطلق المستشار ضحكة عالية وهو يقول :
- إنه كاذب يريد أن يثبت براءته من هذه التهم
عض النقيب " أيمن " شفتيه بقهر وهو يقول :
- إذن تتهم " باسم " بقتل المجني عليه المهندس " عصام " أليس كذالك ؟
أومأ المستشار برأسة إيجاباً قبل أن يقول :
- نعم ومن يكن له مصلحة بقتله غير " باسم " و ............
قاطعه النقيب سائلاً :
- مصلحة !! أي مصلحة تقصد من وراء قتل المهندس " عصام "
إرتبك المستشار وابتلع ريقه بصعوبة فقد بوغت بسؤال النقيب ثم قال :
- أقصد من يكره المهندس " عصام " سوى " باسم "
إلتفت النقيب " أيمن " إلى الأستاذ " خالد " وأقترب أكثر من الطاولة وهو يقول :
- ما رأيك بحديث مستشارك الخاص ؟
ازدرد الأستاذ " خالد " لعابه بجزع وقال بارتباكٍ واضح :
- أنا أتفق مع المستشار في جميع ما قاله وليس لدي ما أضيفة
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول بصوت هامس :
- يبدو أنهما قد اتفقا على كل شيء
صمت قليلاً ثم استطرد موجهاً حديثه للأستاذ " خالد " :
- ما رأيك " بباسم " ؟
أشار الأستاذ " خالد " بسبابته وهو يجيب :
- شابٌ طيبٌ نشيطٌ و ..............
قاطعه المستشار بسرعة قائلا :
- إنه مثال للشاب الكسول المرتشي ، وقد ضبط في إحدى المرات يرتشي ويغش في الأساس ولكن غفر له
تمتم النقيب بلهجة أقرب إلى السخرية :
- يبدو أنك تمتاز بصفات قد نجهلها وهي العفو عند المقدرة ، ولكن هل يا ترى دائماً تمتاز بهذه الصفة وتسامح من أخطأ
أومأ المستشار برأسه إيجاباً قبل أن يقول :
- عملنا يتطلب المسامحة والعفو في معظم الأحيان
نظر إليه النقيب " أيمن " ثم نهض وتبعه الملازم " أشرف " بينما غمغم الأول :
- سوف نلتقي عما قريب ، قريب جداً ، أقرب مما تتخيل
ثم انصرفا يغادران المكتب وفور خروجهما أطلق الأستاذ " خالد " ضحكة مدوية وتبعه المستشار وكأنهما أيقنا بربح المعركة وليس الجولة
أطلق النقيب " أيمن " ضحكة قصيرة بينما غمغم الملازم " أشرف " :
- ما الذي يضحك يا سيادة النقيب
توقف النقيب عن السير والتفت إلى الملازم " أشرف " وهو يقول :
- إحساسي البوليسي لم يخب إطلاقاً
ارتفعت حاجبا الملازم " أشرف " ثم عادت تلتقيان بحيرة قبل أن يسأل :
- لم أفهم الذي تقصده يا سيادة النقيب ؟
ارتسمت إبتسامة هادئة على شفتي النقيب " أيمن " ثم أكمل المسير وهو يغمغم :
- القضية تم تلفيقها بعنايةٍ فائقة وكان ذلك واضح جدا من ارتباك الأستاذ " خالد " وكذالك المستشار وكأنهما يخفيان سرا و ..............
قاطعه صياح منبعث من الخلف فالتفتا معا فوجدا عم " حسن المفتح " يركض خلفهما وهو يقول :
- حضرة النقيب ، حضرة النقيب إنتظر قليلاً
توقف عم " حسن " عندهما وهو يلهث فبادره النقيب " أيمن " سائلاً :
- أهلا عم " حسن " ، كيف حالك اليوم ؟
التقط عم " حسن " أنفاسه وهو يجيب :
- بخير ولله الحمد ، أخبرني يا بني كيف حال " باسم " ؟ وهل يوجد أمل من براءته ؟
التقط النقيب " أيمن " نفساً عميقاً ثم قال :
- للأسف الأدلة والبراهين جميعها ضده ، ولا يوجد بصيص آمل في برأءته ، وحتى الشهود شهدوا ضده باستثنائك أنت .
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي عم " حسن " وهو يغمغم :
- " باسم " شابٌ طموح ويحب الخير للجميع ولا يستحق ما يحصل له ولكن .....
صمت قليلاً ولم يكمل حديثه مما جعل النقيب يقول له يستحثه على المواصلة :
- ولكن ماذا ؟
سالت دمعة على وجنته فشل في منعها وهو يقول :
- لكن لا أعلم سبب كره الأستاذ " خالد " " لباسم " لا أدري ما الذي بينهما
صمت لحظة أخذ يجفف دموعه بكفه قبل أن يقول :
- أقسم لك يا سيادة النقيب بأن " باسم " بريء كبراءه الذئب من دم يوسف وأن الأستاذ
" خالد " هو القاتل الحقيقي .
كان هذا الخبر بمثابة صاعقة أخرستهما فارتفعت حاجبا النقيب " أيمن " بحيرة ودهشة ثم عادتا تلتقيان بتوترٍ حائر وهو يسأل بإصرار :
- أعندك دليل على ما تقول ؟
هز عم " حسن " رأسه نفياً وهو يقول :
- ليت أمتلك هذا الدليل
ربت النقيب " أيمن " على كتفي برفق وهو يقول :
- نأمل أن نجد في القريب العاجل دليل يثبت براءته
ثم تركه وغادر الشركة وتبعه الملازم " أشرف " الذي بادره السؤال وهو يصعد السيارة ويجلس على المقعد المجاور له :
- أليس غريب أن يشهد هذا الرجل مع " باسم "
أدار النقيب " أيمن " محرك السيارة وهو يقول :
- العم " حسن " الشخص الوحيد الذي يتمنى براءة " باسم " ولم يهب من " خالد " وهذا شي عجيب
أنطلق النقيب " أيمن بسيارته حتى أوقفها عند أحدى العمائر وهو يقول للملازم " أشرف " :
- أراك في الغد بأذن الله
خرج الملازم " أشرف " من السيارة وفور خروجه انطلق النقيب " أيمن " بالسيارة حتى توقف أمام العمارة التي يقطنها فخرج منها مسرعاً وصعد إلى منزله وارتمى على أقرب المقاعد اليه وزفر بشدة وهو يتمتم :
- يا لها من قضية عجيبة !
ثم تناول جهاز تحكم التلفاز وأخذ يدير من قناة لآخرى وفجأة وبدون سابق إنذار أطفئت الكهرباء دفعه واحدة ، وأضيئت بأحد جانبي الجدار بقعة بنفسجية تشبه شاشات السينما ، تراجع النقيب " أيمن "
للخلف مذعوراً ثم هتف بدهشة عارمة وهو ينظر إلى الجدار :
- هذا منزل المجني علية المهندس " عصام "

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -