بداية

رواية البركين -4

رواية البركين - غرام

رواية البركين -4

ثم تناول جهاز تحكم التلفاز وأخذ يدير من قناة لآخرى وفجأة وبدون سابق إنذار أطفئت الكهرباء دفعه واحدة ، وأضيئت بأحد جانبي الجدار بقعة بنفسجية تشبه شاشات السينما ، تراجع النقيب " أيمن "
للخلف مذعوراً ثم هتف بدهشة عارمة وهو ينظر إلى الجدار :
- هذا منزل المجني علية المهندس " عصام "
مع الشكر والتقدير لكل من رد علية وعشان حماسكم راح اسوي لكم مسابقة
السؤال : من هو الاشرم ؟
الجائزة بطاقة شحن أبو 50
نكمل البارات
ثم ركز النظر أكثر في الشاشة وهو يرى " فؤاد عطية " يقف عند باب شقة المهندس " عصام " وأخذ يلتفت يمينه ويسرة ثم طرق جرس الباب بعد لحظات فتح الباب المهندس " عصام " الذي بادره بسؤاله وهو يتثاءب كما يبدو من مظهره أنه قد أستيقظ من النوم :
- " فؤاد " خيراً ، ما الذي جاء بك في هذه الساعة المتأخرة ؟ هل حدث لك مكروه لا سمح الله ؟
لم ينبس " فؤاد " ببنت شفة وإنما ظل صامتاً وطيف إبتسامة غادرة تداعب شفتية مما جعل المهندس
" عصام " يقول وهو يشير للداخل :
- عفواً تفضل بالدخول .
لم يتحرك " فؤاد " من مكانه وإنما أخرج من جيبه قفازين وارتداهما من حيرة وذهول " عصام " أبتلع المهندس " عصام " ريقه بصعوبة وقال بجزع بعد أن رأى نظرات الشرر تتطاير من عيني " فؤاد " :
- ما الذي تريده ؟ أقصد ما الذي تنوي فعله ؟
أطلق " فؤاد " ضحكة خبيثة وهو يقول :
- لن أفعل شيئاً أطمئن ، فقط جئت لكي أعطي لكي هدية مغلفة من الأستاذ " خالد " في قلبك
أعقب حديثه بإخراج مسدسه الكاتم للصوت من جيبه وصوبه باتجاه المهندس " عصام " انقبض قلب المهندس " عصام " وأحتبست غصة في حلقة وهو يمنح صوته كل ما تبقى من القوة والشجاعة وهو يقول :
- وأنت ، وأنت سوف تنفذ حديثه ؟
ثم أخذ يتراجع ببطء حتى اصطدم بمقعد جلس عليه ، و " فؤاد " يتقدم وابتسامة ساخرة على شفتيه ثم تمتم بسخرية :
- أعذرني يا صديقي العزيز ، قد حذرتك قبل ذلك ألا تتدخل في ما لا يعنيك
ثم رفع " فؤاد " المسدس نحو المهندس " عصام " وضع المهندس " عصام " كفة على وجه وهو يقول بانهيار :
- أرجوك لا تقتلني ، لا أريد الموت ، و .................
لم يستطع إكمال عبارته فقد ضغط " فؤاد " على الزناد فانطلقت رصاصة مكتومة من مسدسه الكاتم للصوت اخترقت جسد المهندس " عصام " ، جحظت عينا المهندس " عصام " وتدلى رأسه على المقعد ثم سقط على الأرض جثةً هامدة وحوله بركه من الدماء ، ألقى " فؤاد " نظرة على جثة المهندس " عصام " ثم قال في شماتة :
- لقد انتهيت من الخطوة الأولى ، يبقي لي تنفيذ الخطوة الثانية
قال عبارته وهو يمسك بجهاز الهاتف وضغط على عدة أرقام بخفة حتى أتاه صوت " باسم " من الطرف الآخر يقول :
- ألو ,, مرحبا
قال له " فؤاد عطية " :
- الو " باسم " أنا المهندس " عصام " تعال إلى منزلي الآن
ابتلع " باسم " ريقه وهو يقول :
- أتعلم كم الساعة الآن ؟
رد عليه " فؤاد " :
- أعلم ذلك ، ولكني غداً سأسافر في الصباح وقد قمت بالتوقيع على موافقة طلب القرض تعال خذ الورقة وقدمه غداً للشؤون المالية
تنهد " باسم " بارتياح وهو يغمغم :
- مسافة الطريق وسأكون لديك
أغلق " فؤاد " سماعه الهاتف وأطلق ضحكة ساخرة وهو يقول :
- الوداع يا حضر المهندس " عصام " سابقاً و ..........
وقبل أن يكمل عبارته أضيئت أنوار الحجرة واختفت شاشة السينما ، مما جعل النقيب يهتف بحنق :
- ما هذا الذي أراه ؟ أذن إحساسي صحيح و" باسم " بريئ ، ولكن لن يصدقني أحد وقد يعتقدون بأني مجنون أو مسني جان
زفر النقيب بشدة وهو يقول قبل أن ينهض :
- أشعر بإرهاق شديد سأذهب للنوم الآن وغداً سوف أجد الحل المناسب بإذن الله
****************************
استيقظت " سلوى " من نومها فوجدت الممرضة تفتح الستائر لتنفذ أشعه الشمس إلى الحجرة ، غمغمت " سلوى " وهي تحاول الجلوس :
- صباح الخير
ألتفتت إليها الممرضة وقالت وطيف ابتسامة على شفتيها :
- صباح النور
صمتت لحظة اقتربت خلالها من " سلوى " وجلست على طرف السرير وهي تستطرد :
- كيف حالك الآن ؟ هل تشعرين بتحسن ؟
أومأت " سلوى " برأسها إيجاباً وهي تقول :
- الحمد لله على كل حا....
بترت عبارتها بغتة وكأنما تذكرت شيئاً هاماً وقالت :
- هل عاد " باسم " من سفره ؟
ازدردت الممرضة لعابها بصعوبة وهي تقول :
- لا علم لي بذلك ، ولكن المؤكد أنه لو عاد سوف يأتي إلى هنا على الفور
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي " سلوى " وهي تقول :
- معك حق ، لقد اشتقت إلية كثيراً
صمتت لحظة ثم أردفت :
- ولكن قلبي يحدثني بأنه قد أصابه مكروه ، وأنتم تخفون عني ذالك
نهضت الممرضة من على السرير وهي تقول :
- لا تقلقي بشأن زوجك فهو يتمتع بصحة طيبة
قالت عبارتها ثم خرجت مغادرة المنزل تاركهٌ " سلوى " غارقة بحيرتها وقلقها .
************************************
طرق الملازم " أشرف " باب مكتب النقيب " أيمن " وانتظر قليلاً حتى سمع صوت يقول له :
- تفضل بالدخول
فتح الباب وفور دخوله قال وابتسامة عريضة تملأ شفتيه :
- صباح الخير
ولكنه لم يتلق أي إجابة من النقيب " أيمن " ، اقترب الملازم " أشرف " فوجده يضع وجهه بين كفيه ، انتفض قلب الملازم " أشرف " وجلس في المقعد المقابل وهو يقول بقلق :
- خيراً يا سعادة النقيب ، ما الذي حدث ؟
رفع النقيب " أيمن " رأسه ونظر إلى عيني الملازم " أشرف " مباشرة وهو يقول :
- " باسم " بريئ وقد علمت ليلة البارحة من هو القاتل الحقيقي .
اتفض الملازم " أشرف " ونهض من مقعده هاتفا :
- هل وجدت الدليل على إدانة " خالد " ؟ هل أحضر لك ذالك الرجل العجوز الدليل الذي نحتاجه ؟ هل ..............
قاطعه النقيب " أيمن " صارخاً :
- ليس " خالد " هو القاتل ، وإنما شخص بعيد كل البعد عن الشبهات ولم يخطر إطلاقاً على بالنا .
ارتسمت ابتسامة مرحة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول :
- لا يمكننا سوى الشك في رجل واحد لا غيره
نظر أليه النقيب " أيمن " بدهشة قبل أن يسأل :
- من تقصد بالضبط ؟
أطلق الملازم " أشرف " ضحكة مرحة وهو يقول :
- ذلك الرجل العجوز
هز النقيب " أيمن " رأسة نفياً وهو يغمغم :
- عم " حسن " ، لا .. لقد ذهب تفكيرك بعيد جدا ً .
زفر الملازم بغيظ وهو يقول :
- من هو القاتل الحقيقي أخبرني بالله عليك فأعصابي توترت .
مط النقيب شفتيه في أسى وهو يقول بهدوء :
- " فؤاد عطية "
حدق الملازم " أشرف في وجه النقيب " أيمن " بدهشة قبل أن يقول :
- المهندس المساعد للمجني عليه المهندس " عصام "
أومأ النقيب برأسه إيجابا بينما تابع الملازم " أشرف " حديثة قائلا :
- ولكن كيف علمت ذالك ؟ أقصد من الذي أخبرك بذلك على الرغم من أن " فؤاد عطية " بعيد كل البعد عن الشبهات
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي النقيب " أيمن " وهو يقول :
- ألم أقل لك بأن القاتل بعيد عن الشبهات ، في البداية أعتقدت بأنه رجل شريف ولكن ما شاهدته ليلة البارحة أكد لي بأنه هو القاتل .
نظر إليه الملازم " أشرف " بدهشة وحيرة قبل أن يقول :
- ما شاهدته ؟ ، لم افهم شيئا هل شاهدت فيلماً هندياً أم شاهدت كابوسا
التقط النقيب " أيمن " نفساً عميقاً وهو يقول :
- سوف احكي لك الذي حدث معي بالتفصيل الممل
***********************************
فتح " فؤاد عطية " باب شقته وارتمى على أول مقعد صادفه وزفر بشدة وهو يقول :
- أشعر بتعب هذا اليوم ، وكأن لم أذق طعم النوم منذ شهر
ثم نهض ودخل حجرة النوم وفجأة تراجع مصعوقا للخلف حينما وقع بصره على السرير فقد كان يجلس على السرير شخص يشبه المهندس " عصام " إلى حد كبير بملابس بيضاء وعيناه جاحظتان ،
وابتسامة ساخرة على شفتيه نهض المهندس " عصام " من على السرير وأقترب من " فؤاد " والأخير يتراجع مذعوراً ثم فر هارباً وفتح باب شقته وخرج راكضاً من السلالم وهو يلتفت خلفه
***********************************
- هذا الحديث لا يدخل العقل ، ولا يمكننا تصديقه
نطق الملازم " أشرف " هذه العبارة بمزيح من الدهشة والتعجب ، بينما تطلع إليه النقيب " أيمن " في شرود وهو يقول :
- أعلم ذلك ، ولكن هذا ما حصل ، وبالطبع المحكمة لن تصدق هذا الحديث ، وقد يتهمونني بالجنون
صمت لحظة ثم استطرد بغضب :
- لست أدري ماذا أفعل بعدما شاهدت القاتل بأم عيني يرتكب جريمته بمهارة فائقة
نهض الملازم " أشرف " من مقعده وربت على كتف النقيب وهو يقول :
- هدئ من روعك ودعنا نفكر في حل يقودنا إلى دليل الإدانة
هز النقيب " أيمن " رأسه نفيا وهو يغمغم :
- إن القاتل قد ارتكب جريمته بمهارة فائقة ولم يترك لنا أي دليل يرشدنا إلى هويته أو أثر
هتف الملازم " أشرف " بصوت هامس :
- ما الذي جرى لك يا سيادة النقيب ؟ ألست أنت من علمتنا أن أي جريمة لابد أن تكون بها نقاط ضعف ، لا تجعل اليأس يعرف طريقة إلى قلبك
صمت قليلا ثم استطرد قائلا :
- على العموم أنا اليوم سأدعو نفسي للعشاء ، وسوف نفكر سويا في حل يرشدنا إلى دليل الإدانة
************************************
اقترب الرجل المتين من " باسم " وجلس بالقرب منه وهو يهمس بصوت هادئ :
- ما الذي يشغل بالك ؟
زفر " باسم " بشدة قبل أن يقول :
- زوجتي يا " حسام " أنا قلق بشأنها ، أخشى أن يفعلوا بها شيئاً
ربت " حسام " على كتفي " باسم " وهو يقول :
- هدئ من روعك يا صديقي ولا تقلق بشأنها
**********************************************
استرخى " فؤاد عطية " على مقعده وهو يتابع فيلماً عربياً على إحدى القنوات ثم فجأة أطفئت الأنوار ، انتفض " فؤاد " ونهض على الفور ثم سمع أصوات وضحكات عالية ، اتسعت عينا
" فؤاد " برعب وهو يلتفت يمناً ويساراً ، ثم أضيئت الأنوار مرة وساد المكان صمت رهيب ، جلس
" فؤاد " على مقعده وهو يرتجف ، وفجأة سمع صوت كأنه صادر من بئر عميق يقول له :
- " فؤااااااد " ، " فؤاااااااااااااااد "
نهض " فؤاد " وأخذ يلتفت حوله بذعر وهو يغمغم :
- هذا صوت المهندس " عصام "
ثم فجأة ظهر المهندس " عصام " بنفس الهيئة التي ظهر بها المرة السابقة ازدرد " فؤاد " لعابة بصعوبة وأخذ بالتراجع وهو يقول :
- من أنت ؟ وما الذي تريده مني ؟
أشار المهندس " عصام " بسبابته وهو يجيب :
- بهذه السرعة قد نسيتني يا صديقي ، أنسيت " عصام " رفيق دربك الذي قتلته غدراً
ارتعدتا شفتا " فؤاد " وهو يقول :
- ولكن أنا قتلتك بيدي هاتين والميت لا يمكنه العودة مرة أخرى للحياة
أطلق المهندس " عصام " ضحكة عالية وهو يقول له :
- ومن قال لك بأني أنا المهندس " عصام " و إنما أنا شبحه وجئت لكي أنتقم منك وأقتلك
انقبض قلب " فؤاد " وانحبست غصة في حلقة وهو يمنح صوته كل ما تبقى من القوة والشجاعة ويقول :
- لا أرجوك ، لا أريد أن أموت فأنا عبد مأمور أنفذ الأمور فقط وأنت تعلم ذلك ، الأستاذ " خالد " هو الذي أمر بقتلك
هز شبح المهندس " عصام " رأسه في أسى وهو يقول :
- تنفذ أوامر الأستاذ " خالد " من أجل أن تقتل رفيق دربك ، أنت إنسان جاحد تستحق القتل
انكمش " فؤاد " في مقعده وهو يقول والدموع تتساقط من عينيه :
- أرجوك لا تقتلني
تراجع شبح المهندس " عصام " للخلف وهو يقول :
- أطمئن ، لن أقتلك الآن ، سوف أجعلك تكره اليوم الذي فكرت فيه بقتلي ، سوف أجعلك تتمنى الموت ، انتظرني سوف أزورك قريباً
ثم أطلق ضحكة عالية واختفى عن الأنظار ، تساقط العرق غزيراً من جبين " فؤاد " ثم نهض بتثاقل وأخذ يلتفت يميناً ويساراً ثم قال بصوت عالياً :
- لن تستطيع قتلي لأنك مجرد شبح ، نعم مجرد شبح
*****************************
فتح النقيب " أيمن " باب شقته ودخل وتبعه الملازم " أشرف " بينما غمغم الأول :
- تفضل خذ راحتك فزوجتي لا تزال عند أهلها
أضاء النقيب الأنوار ، ثم جلس على المقعد المقابل لجهاز التلفاز وجلس الملازم " أشرف " في المقعد المجاور وتناول جهاز التحكم بالتلفاز وهو يقول قبل أن يضغط زر التشغيل :
- الآن يعرض في قناة الأفلام فيلم كومـ ..............
بتر عبارته بغتة أثر انطفاء الكهرباء مما يجعله ينهض ويهتف بحنق :
- ما هذا ؟ إن الكهرباء مغلقة فقط في هذه الحجرة ،، هل أنا شؤم عليك أم ........
بتر عبارته مرة آخرة حينما رأى بقعة من الجدار تضاء بلون بنفسجي ثم ظهرت شاشة تشبه شاشات السينما ، غمغم النقيب " أيمن " بسعادة :
- انظر ، انظر إلى الجدار قد يعاد ما شاهدته البارحة .
هتف الملازم " أشرف " بصوت خافت :
- اعتقدت في بادئ الأمر أنك تحلم أو تتوهم
ظهر الغضب على وجه النقيب " أيمن " وقبل أن يتفوه بأي كلمة ظهر على الشاشة منزل المهندس
" عصام " ، ثم ظهر المهندس " عصام " وهو ملقي على الأرض وسط بركة من الدماء ، و " فؤاد " يخرج مسرعاً ويغلق أضواء السلالم ، ثم يركب سيارته وينطلق مسرعاً حتى أوقفها عند أحد المزارع القريبة وخرج وهو يلتفت يميناً ويساراً وأخذ يسير بحذر شديد حتى توقف أمام نخلة كبيرة فحفر بجانبها حفرة ووضع المسدس بها ثم عاد ودفن المسدس ، ثم عاد أدراجه إلى السيارة ، واختفت الشاشة وأضيئت الأنوار وسط ذهول وحيرة الملازم والنقيب بينما غمغم الأخير :
- ما رأيك الآن ؟ هل صدقتني ؟
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي الملازم وهو يقول :
- لا يهم أن أصدقك ، المهم من سوف يصدقنا ؟
حك النقيب ذقنه واسترخى على مقعده وهو يقول :
- دعنا نفكر بطريقة نقبض فيها على هذا المجرم
صمت الملازم " أشرف " طويلاً وبدأت على ملامحه دلائل التفكير العميق ثم قال باهتمام :
- بالطبع الموضوع لا يصدقه عقل أو منطق ، ومن الصعب كتابة ذلك في تقريرنا بالإضافة إلى ذالك لن يصدقنا أحد
صمت لحظات نهض خلالها وانعقدت حاجباه في تفكير عميق ثم قال وهو يسير في أرجاء الحجرة :
- رسالة من شخص مجهول يوضح لنا مكان أداء الجريمة ، بسرعة إنهض وهات ورقة
نهض النقيب " أيمن " بسرعه وهو يقول :
- فكرة عبقرية نوعاً ما
*******************************
دخل " فؤاد عطية " حجرة نومه وتمدد على السرير وسرعان ما غرق في النوم ، وفجأة اهتز السرير بقوة ، انتفض " فؤاد " وجلس فرأى شبح المهندس " عصام " يقترب منه وهو يقول والابتسامة الساخرة لم تفارق شفتية :
- كيف تستطيع النوم وأنت قتلت أعز أصدقاءك بيدك من أجل حففه من المال
ازدرد " فؤاد " لعبابه بصعوبة وهو يقول :
- ما الذي تريده مني ؟
أطلق شبح المهندس عصام ضحكة ساخرة ، وتمتم بلهجة أقرب إلى السخرية :
- أريد أن أنتقم منك ، وأقتلك مثلما قتلتني
ارتعدت شفتا " فؤاد " وهو يقول :
- لن تستطيع قتلي ، لأنك مجرد شبح ، نعم مجرد شبح
وأخذ يضحك بطريقة جنونية بينما ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي شبح المهندس " عصام " وهو يقول :
- أتراهن على ذلك ؟
صمت لحظة اقترب خلالها من " فؤاد " وقال بعد ما أخرج مسدس من جيبه ووجهه إلى رأس
" فؤاد":
- دعنا نجرب ذلك الآن
ارتسم الذعر على وجه " فؤاد " وهو يقول :
- لا ، لا لقد صدقت ذلك
ثم سقط فاقد الوعي
*************************
استرخى الملازم " أشرف " في مقعده بينما سمع طرقاً على باب مكتبة فاعتدل بجلوسه وهو يقول:
- تفضل بالدخول
دخل أحد الجنود وأدى التحية العسكرية وهو يقول :
- الدكتور " عيضة " في الخارج يرغب بمقابلتك
نهض الملازم من مقعده وهو يقول :
- دعه يدخل .
أدى الجندي التحية العسكرية ثم أنصرف وبعد لحظات دخل الدكتور " عيضة " بادره الملازم
" أشرف " مصافحا وهو يقول :
- أهلاً وسهلاً يا دكتور " عيضة " ، كيف حالك ؟ تفضل بالجلوس
مده له الدكتور " عيضة " يده مصافحاً وهو يجيب :
- بخير ولله الحمد .
ارتسمت ابتسامة ودودة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول :
- وكيف حال المريضة " سلوى " ؟
جلس الدكتور " عيضة " وأطلق من أعمق أعماق صدره زفره حارة وهو يقول :
- في أسوء حال ..
ارتفعا حاجبا الملازم " أشرف " ثم عادا يلتقيان بتوترٍ حائر وهو يقول :
- خيراً ، هل حدث لها مكروه لا سمح الله ؟
هز الدكتور رأسه نفياً وهو يجيب :
- كما تعلم بأنة تم إجراء عملية استئصال الورم السرطاني لها ولله الحمد تكللت العملية بالنجاح ولكن لكي نتأكد من نجاحه العملية يحتاج المريض عادة فترة نقاهة وهذه الفترة تعتبر أهم من العملية ، والمريضة الآن تعاني من انهيار عصبي وقلق و ...........
قاطعه الملازم " أشرف " بهدوء :
- حسنا يا دكتور وما المطلوب منا بالضبط ؟
انعقدت حاجبا الدكتور " عيضة " في تفكيرٍ عميق ثم قال :
- " سلوى " دائمة السؤال عن زوجها ، ودائماً نضطر أن نكذب عليها ونخبرها أنه مسافر
صمت الدكتور لحظة جفف خلالها عرقه ثم أردف :
- وحالتها الآن بهبوط مستمر ومن أجل ذلك أرجو الموافقة بالسماح لزوجها بزيارتها
صمت الملازم " أشرف " وبدأت دلائل التفكير العميق على وجه وسأل في أهتمام :
- هل من الضروري زيارة زوجها لها في هذا الوقت ؟
أومأ الدكتور " عيضة " برأسه إيجاباً وهتف :
بالطبع ، كما أخبرتك سابقاً تمر بفترة نقاهة يلزمها الراحة التامة وهي تعتبر أخطر مرحلة يمر بها المريض إن لم نهيئ لها الجو المناسب قد تنعكس العملية سلبياً عليها وقد تؤدي لا سمح الله للوفاء
شهق الملازم " أشرف " بضيق قبل أن يقول :
- هذا الأمر يتطلب موافقة النقيب " أيمن "
صمت لحظة نهض خلالها وهو يقول :
- هيا بنا إلى مكتبه
خرج الملازم " أشرف " من مكتبه وتبعه الدكتور " عيضة " ثم سارا في ممر طويل حتى توقف عند أحد الأبواب وطرق الباب وانتظر قليلاً حتى سمع صوت يقول له :
- تفضل بالدخول
دلف الملازم " أشرف " إلى الداخل وتبعه الدكتور ، بينما نهض النقيب " أيمن " من مكتبه وصافح الملازم " أشرف " والدكتور " عيضة " بينما غمغم الأول وهو يشير إلى الدكتور " عيضة " :
- " عيضة السعيد " الدكتور المسئوول عن حالة المريضة " سلوى سمير " زوجة المتهم " باسم أمير " المتهم في قضية قتل المهندس " عصام "
أشار إليهما النقيب وهو يقول :
- أهلاً وسهلاً تفضل ، كيف حالها الآن ؟
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يغمغم :
- هذا ما جاء الدكتور من أجله .
أغلق النقيب " أيمن " لحظة وهو يقول :
- هات ما لديك فكلي آذان صاغية
أعتدل الدكتور " عيضة " في مقعده وقال بهدوء بعد أن عدل منظاره الطبي :
- سوف أشرح لك الأمر يا سيادة النقيب ، كما تعرف بأن " سلوى " قد أجريت لها عملية استئصال الورم السرطاني وقد تكللت بالنجاح ولله الحمد والآن تمر بفتره نقاهه و .....
*******************************
أخرج " فؤاد " هاتفه النقال من جيبه وأدار أرقام معينة بيديه المرتعشتين وقال فور سماعه الطرف ألآخر يقول له :
- نعم ، مرحباً
ازدرد " فؤاد " لعابه بصعوبة وهو يقول :
- أستاذ " خالد " لا أستطيع الصبر أكثر من ذلك فشبح المهندس " عصام " يطاردني في كل مكان
أطلق الأستاذ " خالد " ضحكة مجلجلة وهو يقول :
- يبدو أنك تعز المهندس " عصام " من أجل ذالك تتخيل أنك تشاهد شبحه
غمغم " فؤاد " بصوت خافت :
- ولكن يا استـ ...........
قاطعه الأستاذ " خالد " بهدوء وهو يقول :
- اسمع يا " فؤاد " الليلة يوم ميلادي أريدك أن تحضر لكي تشاركنا الاحتفال لقد أعتدت كل سنة أن أقوم بعمل حفلة في فيلتي ، وغداً احجز لك إلى أوروبا لتسافر وتنسى هذا الموضوع لكي تجعل أعصابك ترتاح
التقط " فؤاد " نفساً عميقاً ثم قال :
- كل عام وأنت بخير ، إذا كنت ترى ضرورة سفري فليس لدي أي مانع ، ولكن أعذرني لا استطيع الحضور للحفلة الليلة فأعصابي متوترة
زفر الأستاذ " خالد " وقال بصوتٍ عميق :
- أنا قلت لك أن تحضر فعليك الحضور وبدون أي نقاش
ثم أغلق هاتفة النقال وهو يقول موجهاً حديثه لمستشاره :
- يبدو بأن تاريخ " فؤاد " قد انتهى وبدأ يقول حديث وعبارات غير منطقية ، يقول شبح المهندس " عصام " يطاردني أي عقل يصدق ذلك !
نطق عباراته الأخيرة بسخرية شديدة ، بينما أطلق المستشار ضحكةً عالية وهو يغمغم باستنكار :
- أي عقل مريض يمتلكه " فؤاد " إذن لابد من التخلص منه وبأسرع وقت ، لو علم بذلك " الأشرم " سيقضي علينا
إنعقد حاجبا الأستاذ " خالد " في تفكير عميق وهو يقول :
- غداً رحلته إلى أوروبا وهناك سنقضي عليه
******************************
- إذن لابد أن يزورها " باسم " ؟
نطق النقيب " أيمن " هذه العبارة بمزيج من الصرامة والحد ، ظهر السرور على وجه الدكتور "عيضة"
وقال بسعادة عامرة :
- أشكرك يا سيادة النقيب على سعة صدرك والموافقة بالسماح " لباسم " بالزيارة
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي النقيب " أيمن " وهو يقول :
- هذا أقل واجب نعملة لنساعد على شفاء مريضة ، وهذا من ضمن مهام عملنا
أعقب حديثة بضغط زر أسفل مكتبه وبعد لحظة دخل احد الجنود وأدى التحية العسكرية وهو يغمغم باحترام :
- نعم يا سيادة النقيب
أشار إليه النقيب " أيمن " بسبابته وهو يقول :
- أحضر المتهم " باسم أمير "
أدى الجندي التحية العسكرية ثم انصرف ، وبعد لحظات عاد ومعه " باسم " ثم أدى التحية العسكرية وترك " باسم " وانصرف ، رفع " باسم " نظره وحينما وقع بصره على الدكتور " عيضة " انتفض وقال والقلق يملأ كيانه :
- دكتور " عيضة " هل حدث مكروة " لسلوى " ؟
صمت لحظة أقترب خلالها من الدكتور ومسك كتفة وأخذ يهزه وهو يقول :
- أخبرني بالله عليك ولا تخفي عني شيئا
تدخل الملازم " أشرف " وأمسك بكتف " باسم " وأخذ يشده بلطفٍ وهو يقول :
- إهدأ يا " باسم " فزوجتك بخير وهي ترغب برؤيتك والنقيب سمح لك بذلك
هتف " باسم " وقد ازداد تألق عيني وبلغ انفعاله ذروته :
- هل هذا صحيح يا سيادة النقيب
أومأ النقيب برأسه إيجاباً بينما تابع " باسم " قائلاً :
- شكراً جزيلاً
ارتسمت ابتسامة مرحة على شفتي النقيب وهو يردف :
- لم أسمح لك بزيارتها إلا لثقتي الكبيرة بك ، وأنا بذلك أخالف الأنظمة والقوانين لأجلك
صمت لحظات ثم ضغط على زر أسفل مكتبه فدخل الجندي وأدى التحية العسكرية بينما تابع النقيب حديثة موجه للجندي :
- اذهب مع " باسم " والدكتور " عيضة " وكن على حذرٍ شديد
أومأ الجندي برأسه إيجابا ، ثم خرج الثلاثة من مكتب النقيب " أيمن " ، بينما نظر النقيب إلى وجه الملازم بحيرة مما جعل الأخير يهتف بدهشة :
- أمر غريب يا سيادة النقيب أن تترك متهماً بجريمة قتل يخرج لزيارة قريب له
زفر النقيب بشدة ثم قال :
- بصراحة لست أدري سبب ذالك شعرت بنفسي أوافق بدون تفكير أو تردد
صمت لحظة تناول خلالها ظرف أبيض من على مكتبة وناوله للملازم " أشرف " ثم استطرد :
- خذ أقرأ هذه الرسالة
أمسك الملازم " أشرف " الظرف من يديه النقيب وهو يقول باسما :
- ما هذه يا سيادة النقيب ؟ هل هذا رسالة غرامية تريد رأيي بها ؟ ، أم ............
بتر عبارته بغتة حينما وقع بصره على سطور الرسالة فارتفعت حاجبا بدهشة وهو يردف :
- هذا مستحيل ، من الذي أرسل هذه الرسالة ؟ وكيف وصلت بهذه السرعة ؟ هذه الرسالة ترشدنا إلى مكان أداءه الجريمة
أومأ النقيب " أيمن " برأسه إيجاباً قبل أن يقول :
- نعم هذا صحيح
أطلق الملازم " أشرف " زفرة حارة من أعمق أعماق صدره مما جعل النقيب يقول بدهشة :
- ماذا بك ؟
لوح الملازم " أشرف " بيديه وهو يقول :
- القضية هذه معقدة من بدايتها
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي النقيب " أيمن " وهو يقول :
- القضية انتهت بالغد نقدم الملف للمحكمة وتبدأ الإجراءات اللازمة

مع الشكر للجميع
آسف جدا للتأخير في انزال البارات
بالطبع الاجوبة جميع خطأ
نكمل البارات
جلس " فؤاد " حول طاولة في أحدى المطاعم شارد الذهن، جلس بالقرب منه رجل فقال له "فؤاد" بعصبية :
- لو سمحت هذا الطاولة محجوزة
التفت إلية الرجل وفور وقوع بصر " فؤاد " عليه ارتعدت فرائضه من الخوف وأنكمش على المقعد وهو يقول :
- أرجوك إبتعد عني يا " عصام "
نظر إلية شبح المهندس " عصام " وقال والابتسامة الساخرة لم تفارق شفتية :
- هل تعتقد بسفرك سوف تبتعد عني وتستطيع الفرار مني ومن مصيرك المحتوم
أنكمش " فؤاد " أكثر في مقعدة وهو يقول :
- أرجوك ، أبتعد عني ، أريد الحياة
أطلق شبح المهندس " عصام " ضحكة عالية وهو يقول :
- وأنا ما الذنب الذي اقترفته لكي تقتلني من أجل بعض المال ، هل نسيت صداقتنا
ازدرد " فؤاد " لعابة بصعوبة وهو يقول :
- كما أخبرتك سابقاً أنا أنفذ الأوامر فقط
أقترب شبح المهندس " عصام " وقال بصوت خافت خانق :
- و" باسم " ما الذنب الذي اقترفه من أجل يدخل السجن ؟
أبتلع " فؤاد " ريقه بصعوبة وهو يقول :
- لا أعلم ذالك صدقني ، ولكن الذي أثق به بأن الأستاذ " خالد " يرغب بالتخلص منك وكذالك من " باسم " من أجل الصفقة التي رفضت التوقيع عليها
نظر أليه شبح المهندس " عصام " بغيض وهو يقول :
- اذهب للشرطة وأخبرهم بكل شيء وإلا سوف تكون نهايتك على يدي
أنكمش " فؤاد " أكثر وأكثر في مقعده وهو يقول بصوتٍ خافت لا يكاد يسمع :
- ولكن لو علموا بذالك حتماً سيقتلونني
مط شبح المهندس " عصام " شفتيه في أسى ثم قال :
- وإن لم تذهب للشرطة سأقتلك أنا ، سوف تموت ،،، سوف تموت
وأخذ يردد هذه العبارة ببطء ، انفعل " فؤاد " واستجمع ما تبقى من قواة وأخذ يرمي شبح المهندس " عصام " بما تقع عليه يديه ولكنها كانت تخترق جسم شبح المهندس " عصام " وأخذ الأخير يطلق ضحكات عالية وهو يقول يردد :
- سوف تموت .. سوف تموت
أمسك " فؤاد " بكفيه على أذنيه وأخذ يركض مغادراً المطعم وسط ذهول وحيرة المتواجدين في المطعم
**************************
سار " باسم " خلف الدكتور " عيضة " في ممرٍ طويل ثم توقفا واستقلا المصعد حتى أوصلهما إلى الطابق الثالث ، خرجا من المصعد وفور خروجهما استقبلتهما الممرضة صارخة :
- دكتور " عيضة " المريضة التي في غرفة 301 اختفت
إنقبض قلب " باسم " واحتبست غصة في حلقة وهو يمنح صوته كل ما تبقى من القوة والشجاعة قائلاً بعصبيةٍ واضحة :
- ماذا قلتي ؟ ماذا حدث لزوجتي ؟ تحدثي بسرعة
أمسك الدكتور بكتف " باسم " وهو يقول :
- هدئ من روعك
أزاح " باسم " كتف الدكتور بعصبية وهو يقول :
- كيف تريدني أن أتحدث معها ، هل تريد أن أقول لها صفي لي يا أستاذة حادثة إختفاء زوجتي
تجاهل الدكتور حديث " باسم " الساخر وقال موجها حديثة للممرضة :
- أخبريني كيف اختفت ؟
ازدردت الممرضة لعابها بصعوبة وهي تقول وقد تسيطر الخوف على جميع ملامح وجهها :
- دخلتُ عندها منذ ساعة تقريباً لكي أعطيها الدواء ولكنني فوجئت باختفائها بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها ولكن .........
صمتت لحظة مما جعل الدكتور يقول يستحثها على المواصلة :
- ولكن ماذا ؟
ابتلعت الممرضة ريقها بصعوبة ثم غمغمت :
- ولكن موظف الاستقبال أخبرني بأنه قد رآها تخرج بصحبة دكتور
شُلَّت المفاجأة أعصاب " باسم " فقال في جنون :
- " سلوى " خُطِفَت ، خطفوها المجرمين .
************************************
استرخى " فؤاد " على مقعد وثير في فيلا الأستاذ " خالد " ثم تثاءب بملل وهو يتابع إحدى الرقصات القديمة التي تقوم بها فرقة الفنون الشعبية ، وفجأة لمح شبح المهندس " عصام " يرقص معهم ثم ترك الرقص وأقترب منه ، نهض " فؤاد " من مقعده مذعوراً وهو يصرخ بانهيار تام :
- أتركني ، أنا أنفذ أوامر الأستاذ " خالد " هو الذي آمرني بقتلك.
صمت لحظة وجلس خلالها على المقعد وهو يبكي :
- أرجوك إبتعد عني
وأنهار على المقعد باكياً ، توقفت الفرقة على الفور وأخذ الضيوف بالنظر إليه بتعجب أشار المستشار لرجال الأمن وقال بعصبية موجهاً حديثه للأستاذ " خالد " :
- ألم أقل لك أقض علية ؟
أومأ الأستاذ " خالد " برأسه إيجابا وهو يقول :
- ولكن " الأشرم " لم يأذن لنا بذالك
صمتا معا وهما ينظران إلى رجال الأمن وهم يحملان " فؤاد " خارج الفيلا والأخير يصرخ بصوت عالياً :
- أتركوني ، لا أريد الموت ، سوف يقتلني المهندس " عصام "

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -