بداية

رواية البركين -5 البارت الاخير

رواية البركين - غرام

رواية البركين -5

وأنهار على المقعد باكياً ، توقفت الفرقة على الفور وأخذ الضيوف بالنظر إليه بتعجب أشار المستشار لرجال الأمن وقال بعصبية موجهاً حديثه للأستاذ " خالد " :
- ألم أقل لك أقض علية ؟
أومأ الأستاذ " خالد " برأسه إيجابا وهو يقول :
- ولكن " الأشرم " لم يأذن لنا بذالك
صمتا معا وهما ينظران إلى رجال الأمن وهم يحملان " فؤاد " خارج الفيلا والأخير يصرخ بصوت عالياً :
- أتركوني ، لا أريد الموت ، سوف يقتلني المهندس " عصام "
*****************************
جلس " باسم " في الزنزانة وهو حزين قلق بينما اقترب منه " حسام " وقال له :
- لم تجد زوجتك أليس كذلك ؟
أنتفض " باسم " وبحلق النظر في " حسام " وهو يغمغم بحذر :
- كيف علمت بذالك ؟
زفر " حسام " بشدة ثم قال بعد أن أخرج ورقة من جيبه :
- بعد ذهابك دخل رجل لدينا ولم يجلس سوى ساعة وقبل خروجه ناولني هذه الورقة وبلغني أن أسلمها لك
خطف " باسم " الورقة منه وفض محتوياتها وقرأ ما سطر بها بصوت مسموع :
" زوجتك لدينا ، أن كنت بالفعل تحب زوجتك ، أترك القصية تسير كما هي "
طوي " باسم " الورقة بغيظ وهو يصرخ :
- المجرمين ، أقسم أن أنتقم منك ، ولكن كيف وأنا هنا بين أربعة جدران
ثم أخذ يضرب الجدار بكلتا يديه اقترب منه " حسام " وهو يقول له :
- إهدأ ولا تفعل بنفسك هكذا وهناك حل لكل مشكلة .
توقف " باسم " ونظر إليه وهو يقول ويبدو علية دلائل الحزن :
- مات طفلي ، وخُطِفَت زوجتي وأنا في السجن أيُّ ظُلمٍ أبشعُ من هذا ؟
ارتسمت ابتسامة هادئ على شفتي " حسام " وهو يقول :
- لا تقلق ، دع الأمر لي
********************************
وقف رجلً غريب الأطوار أمام منزل النقيب " أيمن " وأخذ يطرق الباب بشدة في وقتٍ متأخر من الليل فتح النقيب " أيمن " الباب وهو يتثأب ثم هتف على الفور فور رؤيته القادم :
- " فرديغة " أهلاً بك تفضل ، لقد اشتقت إليك كثيراً
دخل " فرديغة " المنزل بينما غمغم النقيب " أيمن " قائلا :
- أين زوجتك لماذا لم تحضر معك ؟
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي " فرديغة " وهو يقول :
- لقد طلقتها .
انتفض النقيب ثم صاح وهو يجلس على أحد المقاعد :
- أجننت أنت ؟ هل نسيت قوله تعالى : " أن أبغض الحلال عند الله الطلاق "
زفر " فرديغة " بقهرٍ وهو يقول :
- أرجوك اتركني من هذا الموضوع لا أريد التحدث عنه ، يبدو أنك تجهل كيد النساء ، المرأة بحد ذاتها نقمة ، والمغفل الذي يفكر بالزواج
فتح النقيب " أيمن " فاه بتعجب وهو يقول :
- ألهذه الدرجة تكره النساء ، والله أن المرأة كائن عجيب احترت في وصفه أنت تتهم من يتزوج بالحماقة و " أشرف " بالجنون
ارتسمت إبتسامة مرحة على شفتي " فرديغة " وهو يقول :
- إذا أردت ألا تشكي من زوجتك ولا زوجتك تشتكي زوجتك منك إفعل مثلما فعل صديقي
نظر إليه النقيب وهو يسأل :
- وماذا فعل ؟
ابتسم " فرديغة " وهو يقول :
- أجعل شعارك " أفتح جيبك وأطبق فمك "
أطلق النقيب " أيمن " ضحكة قصيرة وهو يقول :
- من المؤكد أنك مبالغ في الوصف
نظر أليه " فرديغة " ثم غمغم :
- أنا لست مبالغاً أطلاقاً ، في إحدى المرات سمعتها تتحدث بالهاتف وتقول لصديقتها :أن المنجمة قالت لي بأن زوجي سوف يموت مقتولاً ، ولكنها لم تخبرني هل سوف تحكم المحكمة ببراءتي أم لا ؟ ما رأيك بهذا الحديث ؟
أطلق النقيب " أيمن" ضحكة مرحه وهو يقول :
- ربما تتمازح مع صديقتها ..
هز " فرديغة " رأسه نفياً وهو يقول :
- لا أظن ذلك ، في إحدى المرات رأيت في المنام أني في الجنة
ابتسم النقيب وهو يقول :
- من المؤكد بأنك رأيت زوجتك معك ؟
زفر " فرديغة " بغيض وهو يقول :
- من أجل ذلك علمت بأني أحلُم ، حتى في أحلامي تطاردني ..
أطلق النقيب ضحكة عالية ثم قال قبل أن ينهض :
- سوف أعد لك الشاي وفيما بعد أسمع بقية قصصك مع زوجتك .
ثم تركه وذهب للمطبخ .
**********************************
دخل النقيب " أيمن " مكتبه فوجد الملازم " أشرف " بانتظاره فهتف الأول :
- صباح الخير يا " أشرف " أعذرني على التأخير ولكن كنت ليلة البارحة أسهر مع صديقي " فرديغة" المجنون لقد طلق زوجته
ارتسمت ابتسامة مرحة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول :
- خيراً فعل ، ألم أقلك مجنون الذي من يفكر بالزواج
نهض الملازم " أشرف " وهو يقول :
- جميع المسجونين في السيارة سوف يتم ترحيلهم إلى المحكمة
نظر أليه النقيب " أيمن " ثم قال :
- إنتظر قليلاً أريد أن أسمعك شيئاً قد وصلني ليلة البارحة .
جلس الملازم " أشرف " بينما أخرج النقيب " أيمن " من درج مكتبة شريط مسجلٍ ووضعه بجهاز التسجيل وقبل أن يضعه سأله الملازم " أشرف " :
- ما هذا الشريط ؟
ارتسمت ابتسامة مرحة على شفتي النقيب " أيمن " وهو يقول :
- دليلٌ جديد يضيف للقضية عقدة جديدة ، إنه إعتراف صوتي من " فؤاد عطية " ولكن الغريب في الأمر بأنه كأنه يتحدث مع المهندس " عصام "
ضغط النقيب على جهاز تشغيل المسجل ودهش الملازم " أشرف " بما يسمع ، فالذي كان يسمعه من أعجب الخيال .
***********************************
جلس عشرة من الرجال فوق أحد الجبال ببنادقهم ملثمين الوجوه ، هتف رجل منهم ويبدو أنه زعيمهم بصوت آخر :
- لقد تأخروا كثيراً ، الزعيم أكد لي أن أنتظره في هذا الطريق
نهض رجل آخر وهو يقول :
- لا تقلق يا سيدي سوف يأتون من هذا الطريق
ارتسمت إبتسامة شاحبة على شفتي الزعيم وهو يقول :
- أخشى أن يغيروا الطريق أو ...........
بتر عبارته فجأة حينما هتف رجل آخر منهم :
- لقد وصلوا يا سيدي
نهض الزعيم فلمح على الطريق الإسفلتي سيارة جيب تتقدمها سيارة وتتأخرها سيارة أخرى ، أخرج الزعيم جهاز لاسلكياً من جيبة ووضعه أمام فمه ثم قال :
- من مقر القيادة إلى صقر ، (الفريسة دخلت المصيدة ) .....حول
ثم أنهى الاتصال ووضع الجهاز بجيبه وهو يقول :
- هيا بنا يا رجال ساعة الصفر قد حانت
نهض الرجال على الفور وركب كل شخص دراجة نارية وانقسموا إلى قسمين ، سارت السيارات الثلاثة حتى اعترضت طريقهم شاحنة كبيرة ، توقفت السيارات دفعه واحدة ، خرج الملازم" أشرف" من السيارة الأولى ، وفجأة دون سابق إنذار أنهال عليهم وابل من الرصاص من كل صوب وكأنما السماء تمطر رصاصاً ، احتمى الملازم " أشرف " بإحدى السيارات وأخذ بإطلاق الرصاص تبادل رجال الشرطة أطلاق الرصاص مع الرصاص وسقط عدد كبير من رجال الشرطة ، أقترب الزعيم من سيارة الجيب وأطلق رصاصاً على القفل جعله ينكسر ويفتح الباب على مصرعية خرج " باسم " و
"حسام" من الجيب ، وفجأة ظهر الملازم " أشرف " وصوب مسدسه نحو " حسام " وهو يقول :
- قف مكانك يا " حسام " وأنت يا " باسم " المحكمة حتماً ستبرئك لان دليل براءتك قد ظهر
نظر إليه " حسام " بغيظٍ ثم قال :
- حسناً خذ هذه مني .
بمجرد ما نطق عبارته انطلقت رصاصة من الخلف أصابت كتف الملازم " أشرف " وأسقطته أرضاً ، أسرع " حسام " و " باسم " وركبا الشاحنة التي انطلقت بهما على الفور وبينما ركبا بقية الرجال سيارة الشرطة وانطلقوا خلف الشاحنة ، تأوه الملازم " أشرف " وأخذ يطلق النار بطريقة عشوائية ولكن دون جدوى ، فأخرج جهاز لاسلكي من جيبه .
********************************
دخلت الشاحنة أرضاً كبيرة وحولها سور وبها مجموعة من السيارات وفي وسطها فيلا قديمة جداً ، من يراها يعتقد أنها آيلة للسقوط خلال أيامٍ معدودة ، أما في الداخل فتختلف اختلاف كلياً عن مظهرها الخارجي حيث بالداخل مجموعه من المرات أشبة بشبكة العنكبوت ، توقفت سيارات الشرطة وخرج الرجال منها ثم انهالوا عليها بالرصاص حتى تفجرت جميع السيارات ، وأما الشاحنة فقد ضغط سائقها المنبه وبعد لحظات أنشق الجدار إلى نصفين دخلت الشاحنة خلفه ثم عاد كما كان ، خرج " حسام " وتبعه " باسم " وأستقبلهم رجل متوسط القامة وهو يقول :
- حمداً لله على سلامتك يا زعيم ، لقد اشتقنا لك
ارتسمت ابتسامة مرحه على شفتي " حسام " وهو يقول :
- لقد نفذ الرجال الخطة على الوجه المطلوب دون أي خطأ يذكر يا " عباس "
أطلق " عباس " ضحكة مرحة وهو يهتف :
- هذا بفضل تعاليمك يا زعيم
صمت لحظة ألقى خلالها نظره على " باسم " وهو يقول بصوت خافت :
- لا أدري سبب إصرارك بالفرار مع هذا الشخص قد ندخل في متاهات ومشاكل مع الشرطة
ظهر الغضب على وجه " حسام " ثم أشار بسبابته وهو يجيب في حنق :
- إسمع يا " عباس " لا أسمح لك أطلاقاً بالحديث عن " باسم " بهذه الطريقة ، ثانياً " باسم " ضيفي
أزدرد " عباس " لعابة في جزع ثم غمغم :
- أنا آسف يا زعيم لم أقصد الاهانة
زفر " حسام " بشدة وهو يقول :
- دعنا من هذا الموضوع الآن أين " أبو شنب "
أجاب رجل على الفور :
- جاهز دائما وماكينتي تحت أمرك
أبتسم " حسام " وأقترب مع " باسم " ووضعها أيديهما في المكينة ضغط " أبو شنب " على زر فانفكت القيود تحسس " باسم على يديه وكذالك " حسام " بينما غمغم الأخير :
- أريدك يا " عباس " أن تجمع لي كل المعلومات عن مدير شركة " خالدكو للاستيراد والتصدير" الأستاذ " خالد درويش "
*********************************
دخل النقيب " أيمن " منزله مهموماً ، بينما كان " فرديغة " جالساً واضعاً رجله اليسرى على اليمنى يقرأ أحدى الجرائد ويضحك وحينما دخل رأى النقيب قال له :
- تعال بسرعة إسمع هذه النكتة
أشار إليه النقيب بيديه وهو يقول :
- أتركني الآن فليس لدي أي مزاج لسماع نكاتك السخيفة .
امتقع وجه " فرديغة " ثم قال بقهر :
- خيراً ، ما الذي حدث لك وعكر عليك صفو خاطرك ؟
زفر النقيب " أيمن " بشدة وهو يقول :
- لقد هرب اليوم مجرمان من السجن وأصيب الملازم " أشرف " و .............
قاطعه " فرديغة " بابتسامة بلهاء قائلا :
- إهذا الذي ضايقك فقط ؟ أستمع لهذه النكتة وسوف يزول همك
صمت قليلاً ثم استطرد قبل أن ينهض :
- دكتور في مستشفى المجانين دخل على أحدى المرضى فوجده يكتب رسالة فسأله الدكتور : ماذا تفعل ؟ فقال المريض : أكتب رسالة لنفسي ، أبتسم الدكتور وسأله : أخبرني إذن ماذا بها ؟ نظر إليه المريض بتعجب ثم قال : لست أدري فلم تصلني الرسالة بعد
أطلق " فرديغه " ضحكة عالية وهو يقول :
- لابد أن النكتة قد أعجبتك
زفر النقيب " أيمن " بغيظٍ وهو يقول :
- أرجوك أتركني لا أريد أن أستمع إلى المزيد
ولما أراد النقيب " أيمن " الانصراف أمسك به " فرديغة " وهو يقول :
- أنتظر لحظة أسمع هذه أيضاً
ألتفت إلية النقيب وقد كظم غيظه وهو يقول :
- هات ما لديك بسرعة
ترك " فرديغة " معصم النقيب " أيمن " ثم قال :
- أشترت أحد السيدات في أمريكا دواءاً لزوجها وآخر للهرة ، وبعد أن انصرفت عادت وقالت للصيدلي : أرجو أن تكتب لي كل دواء لمن خوفاً من حصول خطأ فيتضرر الهر ، ما رأيك بهذه المرأة ، تخشى من ضرر الهرة ولا تخشى ضرر زوجها ، وأحد النساء سألت صديقتها : أصحيح زوجك صدمته السيارة ؟ قالت المرأة : نعم ولكن لله الحمد وجدت في جيبة كامل مرتبه ، لماذا أنت ساكت لا تضحك .
ألتفت " فرديغة خلفه فلم يجد النقيب " أيمن " فغمغم في غضب :
- أين ذهبت ؟
جلس " حسام : على الشرفة المطلة على الشارع العام بينما دخل " عباس " عابس الوجه فبادرة
" حسام " قائلاً :
- ما هي الأخبار ؟ هل استطعت الحصول على معلومات كافية ؟
ولكن " عباس " تجاهله مما جعل " حسام يهتف بحنق :
- ما الذي حدث ألم تسمعني ؟
صمت " عباس " طويلاً وبدأت على ملامحه التفكير العميق ثم لم يلبث ألا أن عزم أمره وقال :
- لا أعتقد أننا نستطيع التغلب عليهم في الوقت الحالي
نهض " حسام " من مقعده وهو يقول :
- ولماذا ؟ ما السبب في ذلك ؟
مط " عباس " شفتيه في أسى ثم غمغم :
- لأن " خالد " مدير شركة " خالدكو للاستيراد والتصدير " أحد رجال " الأشرم "
كان هذا الخبر بمثابة صاعقة أخرست " حسام " ثم أطلق ضحكة عالية وهو يقول :
- أخيرا القدر جمعنا مرة أخرى ، لقد انتظرت هذا اليوم طويلاً
هتف " باسم " بصوت أقرب إلى الهمس :
- ومن يكن " الأشرم " هذا ؟
نظر إليه " حسام " ثم قال وغضب الدنيا تحمل كل كلمة من حديثة :
- " الأشرم " من اخطر العصابات على الإطلاق ، لقد خطف " الأشرم " ابنتي الوحيدة وهو السبب في إدخالي السجن
صمت لحظات ثم قال موجهاً حديثه " لعباس " :
- أذهب الآن وجهز الرجال سوف نهاجم وكر " الأشرم " في الغد

احبتي اعضاء المنتدى الرائع
ها أنا أسطر لكم آخر كلماتي
لا اخفي عليكي اكون في غاية السعادة كل صباح وانا اقرأ ردودكم
الفترة الماضية والتي قضيتها معكم كانت اسعد لحظاتي
الان أنهي روايتي
وقد لا تروني بعد ذلك ولكن عزائي الوحيد اني سعدت بالتعرف عليكم واستمتعت بردودكم
ليس سبب ابتعادي عنكم تكبرا أو شي من هذا القبيل وانما مشاغلي حيث سوف اكرس جهدي لكي انهي المجلة والتي اتمنى اجد من يشاركني الفكرة من المبدعين في هذا المنتدى
بالاضافة إلى الانتهاء من تأليف المسلسل الذي سوف يعرض باذن الله في رمضان القادم
اتركم مع الحلقة الاخيرة أو البار الاخير وياريت تكتبوا لي رئيكم بصراحة بالرواية
توقف النقيب " أيمن " أمام إحدى حجرات المستشفى ثم طرق الباب وانتظر لحظات حتى سمع الملازم " أشرف " يقول له :
- تفضل بالدخول
دخل النقيب " أيمن " الحجرة ثم وضع باقة الورد التي يحملها على الطاولة بالقرب من الملازم
" أشرف " ثم قال :
- حمداً لله على سلامتك .
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول :
- أتمنى أنك تحمل لي أخباراً سعيدة واستطعت القبض عليهم .
هز النقيب " أيمن " رأسه نفيا وهو يقول :
- للأسف ، لم نعثر على الشاحنة وكأن الأرض انشقت وابتلعتها ، وكذالك سيارتنا لم نعثر على أي أثر لها
صمت لحظة ألقى خلالها نظرة من النافذة ثم استطرد :
- ولكن لازال البحث جارٍ نأمل أن نجدها في القريب العاجل
لم يدر النقيب بأن " باسم " يمر بأصعبِ أوقات حياته وقد تنتهي حياته للأبد
**********************************
خيم صمت على أحدى المناطق المنعزلة عن السكان وتوقفت مجموعه سيارات أمام سور وبداخلة مستودع كبير بينما هتف رجل منهم :
- أأنت واثق من هذا المكان يا " عباس " ؟
أومأ " عباس " برأسه إيجابا وهو يقول :
- تمام الثقة يا زعيم والآن مجتمعين بالداخل
ارتسمت ابتسامة مرحه على شفتي " حسام " وهو يقول :
- هذه فرصتنا أذن ، ولكن كيف سوف ندخل إلى هنـ .......
قاطعه " باسم " قائلا :
- أترك هذه المهمة لي و" لعباس "
ثم خرج من السيارة وهو يقول " لعباس " :
- هيا بنا
تقدم " باسم " وخلفه " عباس " جهة السور ثم رمى الأول بحبل طويل ارتبط بحدائد السور ثم تسلق " باسم " عبر الحبل حتى وصل حافة السور وتبعه " عباس " فمد " باسم " يده ليساعده على الصعود ثم قفزا برشاقة إلى داخل السور فوجئ الحرس بهما بادرهما " باسم " قائلا :
- مساء الخير
ثم مد يده لكي يصافح أول الرجال القريبين منه مد الرجل يده بتعجب فأسحبه " باسم " ثم كال له ركلة بقدمه اليسرى وأردف بلكمة في وجه جعله يسقط أرضا ، أحاط بقية الرجال " باسم " ولكن
" عباس " قفز وركل أحدهم بقدمه وهو يقول :
- أنا هنا
مال عباس جانباً متفادياً انقضاض أحد الرجال وأصطدم الرجل " بباسم " الذي استقبله بلكمة كالقنبلة في وجه وأخرى بأنفة ثم أعقبهما بركلة فولاذية ، في نفس الوقت كان " عباس " يلكم رجل في معدته ثم يركله ركلتين متتاليتين جعلته يسقط أرضا أمسك " باسم " بالرجل المتبقي وأحاط ذراعه حول عنقه وهو يقول :
- أخبرني أين " الأشرم " وإلا سوف أقتلك بيدي هاتين
أشار الرجل بسبابته إلى المستودع وهو يجيب بصوت متحشرج :
- أنه في ذاك المستودع
كال له " باسم " لكمة في مؤخرة رأسه أقدته الوعي ثم تركه ليسقط أمامه بلا حراك ، ثم قال موجهاً حديثة " لعباس " :
- أذهب أنت للمستودع وأنا سأفتح الباب للرجال
أومأ " عباس " برأسه إيجابا ، ثم أنطلق جهة المستودع وجنح الظلام يستره ، أقترب أكثر من المستودع ولكنه توقف حينما رأى رجلين واقفين أمام المستودع فأنقض عليهما كأسد ثائر كال للأول لكمة كالقنبلة وأخرى في صدره وركلة ثالثة في فكه ، هجم الرجل الثاني على " عباس " الذي تفادى انقضاضه بمهارة فائقة بقفزة جانبية أعقبها بركلة على أنفة وأخرى على صدره أسقطه أرضاً فاقد الوعي ، ثم تقدم ودفع الباب بهدوء ، دخل عباس بسرعة كسرعة البرق ثم صعد فوق الكراتين وأخفض رأسه وهو يسترق النظر فوجد رجل يجلس على كرسي من ذهب وحوله مجموعه من الرجال يحيطون برجل آخر قال الرجل الجالس على الكرسي بصوت جهوري :
- لقد انتهيت يا " خالد " ، كثرت أخطاؤك ، وأصبحت نقطة ضعفنا الوحيدة وفشلت في عدة مهام أوكلت لك
ازدرد " خالد " لعابة بجزع وهو يغمغم :
- أرجوك يا " أشرم " أعطني فرصة أخيرة
أطلق " الأشرم " ضحكة عالية وهو يقول :
- أشرح له يا مستشاره جزاء من يخطىء مع " الأشرم " بماذا نكافئه ؟
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي المستشار وهو يقول :
- رصاصة على الرأس مباشرة
أعقب حديثة بإخراج مسدسه من جيبه أرتجف جسد " خالد " وبدأ الخوف والذعر في كل لمحة من وجهه ثم لم يلبث أن غمغم بصوت خانق :
- ما الذي تنوي فعلة يا مستشاري ؟
أطلق المستشار ضحكة عالية وهو يقول :
- سوف تلحق بالمهندس " عصام " لقد حذرتك أكثر من مرة ، لقد عانيت معك مرارة الذل والأهانه ستذهب إلى مكانك الطبيعي .
ثم رفع المسدس باتجاه " خالد " بينما اتسعت عيني " خالد " في رعب وهو يقول :
- أرجوكم لا أريـ .........
أخرست رصاصة انطلقت من مسدس المستشار لتستقر في رأسه واردته قتيلا بلا حراك ، وفجأة دخل رجلاً مسرعاً وهو يقول :
- يا " أشرم " " حسام " ورجاله في الخارج يهاجموننا من كل صوب
نهض " الأشرم " من مقعدة الوثير وهو يقول بدهشة عامرة :
- " حسام " كيف أستطاع الخروج من السجن ، انطلقوا بسرعة أقضوا علية
تقدم " الأشرم " قليلا وحينما وقع الضوء على وجه " الأشرم " شلت المفاجأة " عباس " وقال ببطء وتردد :
- أمعقول هذا ؟ عم " حسن " حارس " خالدكو للاستيراد والتصدير " هو نفسه " الأشرم "
خرج الرجال مسرعين ولكن تراجعوا للخلف حينما انهال عليهم وابل من الرصاص فاحتموا داخل المستودع ، وأخذوا يتبادلون إطلاق الرصاص مع رجال " حسام " ، ، وفجأة ظهرت طائرتين تمطر رجال " حسام " ركض " حسام " ورجاله واحتموا خلف أحد السيارات القديمة ، رأى " باسم " دبابة كبيرة فانطلق نحوها متفادياً رصاصاً منطلقاً من رجال " الأشرم " قفز " باسم " قفزة بهلوانية إلى داخل الدبابة ، ثم صوب بندقيتها نحو أحد الطائرتين فانطلقت منها قذيفة أصابت هدفها لتسقط أشلاء الطائرة الأولى وقبل أن تطلق الطائرة الثانية أيَّ صاروخ كانت قذيفة قد انطلقت من الدبابة أصابتها جعلتها تنفجر في السماء ، ثم أنطلق بالدبابة وأخذ يطلق القذائف باتجاه رجال " الأشرم " الذين بدوا بالتساقط الواحد تلو الأخر ، رمى أحد رجال " الأشرم " قنبلة يدوية داخل الدبابة ودوى انفجار هائل وقبل الانفجار بثانية كان " باسم " قد قفز منها بمهارة فائقة ، ، أخذ رجال " الأشرم " يرمون القنابل باتجاه رجال " حسام " الذين بدأوا يتشتتون ، أخذ " باسم " مدفعاً رشاشاً من
" حسام " وهو يقول صارخاً :
- أنا سأهاجمهم من الأمام وأنت من الخلف
ثم أنطلق "باسم " مسرعا وقبل أن يصل إلى مرادة أضيء المكان بالأنوار الساطعة ، جعلت " باسم " يضع كفه على عينيه من شده الإضاءة ثم سمع صوت يقول لهم :
- ارمو أسلحتكم ، أوقفوا القتال ، وألا قتلناهما
نظر " حسام " و " باسم " فوجد " حسام " أبنته بين يديهما وكذلك " سلوى " قال " حسام " على الفور وبدون تردد :
- ارموا أسلحتكم ، ارموا أسلحتكم
رمى الجميع أسلحتهم بينما هتف " باسم " :
- هل تعتقد بأنك سوف تنجو بأفعالك هذه و ..........
قاطعه " الأشرم " قائلا :
- " باسم " أيضاً هنا يبدوا أنكما قد تعرفتما على بعضكما البعض في السجن
نظر " باسم " في وجه " الأشرم " ثم تراجع مصعوقا للخلف وهو يهتف بصوت خافت :
- عم " حسن " ، لا هذا غير صحيح من المؤكد أني أحلم
أطلق " الأشرم " ضحكة مدوية اهتز لها المكان وهو يقول :
- لا أنت في واقع أنا " الأشرم " أنا الذي قتلت ونهبت وسرقت ، نعم أنا الذي جعلت الجميع يهاب مجرد سماع أسمي ، ظهرت لكم بشخصية " حسن المفتح " حارس الشركة الذي مديرها يعد أحد رجالي أليس ذالك مضحكاً ؟ سوف أقضى عليكما معا هنـ ...
قاطعته طلق رصاصتين أصابت الرجل الممسك بالمسدس الذي كان يسوق " سلوى " و ابنة "حسام"
فأسقطته أرضا ، لم يكن الذي أطلق الرصاص سوى " عباس " ثم قال بابتسامة :
- دائما تنسوا تواجدي
ثم نظر إلى رفقائه وهو يتمتم :
- أكملوا ولا تقلقوا بشأنهم
تناول رجال " حسام " أسلحتهم وأخذوا يتبادلون أطلاق الرصاص مع رجال " الأشرم " ، وفجأة سمع الجميع أصوات سيارات الشرطة ، هرب " الأشرم " على الفور ، ولكن " باسم " ركض خلفه دخل " الأشرم " المستودع وتبعه " باسم " أعترض طريق " باسم " ثلاثة من رجال " الأشرم " كال للأول لكمة كالقنبلة ومال جانبا متفاديا لكمة الرجل الثاني وركلة بقدمه اليسر أسقطته أرضا ، أخرج الرجل الثالث خنجراً وأخذ يلوح به في وجه " باسم " ثم أنقض علية ، مال " باسم " جانبا متفادياً انقضاضته ثم قفز ناحيته بحركة بهلوانية وقبض ذراع الرجل الممسكة بالخنجر وأخذ يضرب بها بالجدار حتى أفلت الرجل الخنجر ثم كال له عدة لكمات ثم تركه ليسقط فاقد الوعي ، لهث " باسم" بصعوبة وأخذ يبحث عن " الأشرم " بينما كان الأخير مختبئاً خلف مجموعة من الكراتين ، فقز
" باسم " من فوق الكراتين على " الأشرم " وكال له لكمة على وجه وأعقبها بأخرى على صدره ، سقط " الأشرم " على بطنه ، وحينما أقترب " باسم " منه تدحرج " الأشرم " وكال " لباسم " ركلة بمعدته بمرونة لا تدل على كبر سنة ، وأعطى له ركلة أخرى في وجه جعلت " باسم " يترنح قليلاً ، نهض " الأشرم " وأنقض على " باسم " ولكن هذا الأخير قد مال جانبا متفاديا انقضاضه الأول ، ارتفعت قدم " باسم " اليسرى لتركل وجه " الأشرم " وتراجعت في حركة دائرية وركلته مرة أخرى جعلته يترنح ثم أنقض " باسم " علية وانهال علية باللكمات بكل ما أوتي من قوة حتى أمسك به النقيب وهو يقول :
- سوف تقتله وتدخل السجن من أجله
نهض " باسم " وقال بغيض :
- أنه يستحق الموت و .............
بتر عبارته إثر رؤية زوجته " سلوى " تنادي فألتفت إليها وركض إليها وحضنها بشوق وحب وحنان وهو يقول :
- لقد اشتقت إليك كثيراً
دخل الملازم " أشرف " ويده قد لفت وخلفه " فرديغة " وأقتحم رجال الشرطة المكان بينما غمغم النقيب " أيمن " قائلاً :
- " فؤاد عطية " هو القاتل لقد أعترف بكل شي وانهار أيضاً ، وأعترف بأن " حسام " أيضاً بريء وهو الذي وضع المخدرات في منزله وبلغ علنه .
هتف " حسام " بسعادة وهو يقول :
- أنا اليوم أسعد إنسان بالوجود أبنتي قد عادت إليّ وبراءتي ظهرت
ارتسمت ابتسامة مرحة على شفتي الملازم " أشرف " وهو يقول :
- وجدنا أداة الجريمة وعليها بصمات " فؤاد " لو انتظرت قليلاً لظهرت براءتك
هز " باسم " رأسه نفياً وهو يقول :
- القانون لم ينصفني ، لم أتمالك أعصابي حينما علمت بخطف زوجتي
قالها وطبع قبلة حارة على يديها
أطلق " فرديغة " ضحكة عالية مما جعل الجميع ينظر إليه بدهشة بينما قال النقيب بحيرة :
- ما الذي يضحك ؟ أجننت ؟
ارتسمت ابتسامة مرحة على شفتي " فرديغة " وهو يقول :
- لقد تذكرت موقف طريف حدث لي
في أحدى المرات قلت لفتاه : وجهك جميل كالقمر قالت لي الفتاة : ليتني أستطيع قول ذالك عنك ، قلت لها : كوني كاذبة مثلي
ضحك الجميع وفجأة ودون سابق إنذار أطفئت الأنوار بغتة مما لجأ الجميع للصمت ، وأضيئت بقعة في الجدار بلون بنفسجي ، اتسعت عينا " باسم " برعب وأنقض على " الأشرم " وهو يقول :
- ما هذا ؟ أهي لعبة جديدة منك
أزدرد " الأشرم " لعابة بصعوبة وهو يقول :
- أقسم لك بأنني لم أفعل ............
بتر عبارته أثر خروج مخلوق عجيب وجهه شاحب كوجوه الموتى ، ولون بشرته يميل إلى الرمادي الداكن له أسنان وأنياب طويلة على نحو مخيف ، وله قرنان صغيران بارزان من جانبي رأسه ، نظر الجميع للمخلوق في هلع ، بينما اتسعت عيني " فرديغة " برعب وهو أخذ يتراجع وهو يقول :
- ما هذا ؟ لابد أنني أحلم ، لا هذا كابوس ، مستحيل أن يوجد كائن مثل هذا على وجه الأرض
ثم سقط على الأرض منهاراً وهو يقول :
- ليتني لم أحضر معك و .......
بتر عبارته حينما رأى المخلوق ينظر إليه بغضب ثم نظر المخلوق إلى البقعة التي خرج منها فأشار بيده فخرج منها طفل قد تجاوز العشر سنوات بقليل جميل الهيئة والمظهر كالقمر الساطع نظر الطفل إلى " باسم " وسلوى " نظرة ذات معنى ثم أقترب منهما وقال لهما بصوت هادئ وهو يشير إلى باسم و" سلوى " :
- أنت " باسم أمير " وأنتِ " سلوى سمير "
أومأ برأسهما إيجاباً ، ألقى الطفل نظر للجميع الذين ظلوا صامتين من هول المنظر ثم عاد وألقى نظرة أخرى إلى " باسم " و " سلوى " وهو يقول :
- ألم تتعرفا علي ؟
أخذ الطفل يسير بين الجميع وهو يقول :
- أنا الذي دفعت تكلفة العملية
صمت لحظة وأشار إلى النقيب " أيمن " وهو يكمل :
- وأنا الذي كنت أزورك في البيت وأظهر لك شاشة السينما ، وأنا الذي أرشدتكم إلى أداة الجريمة وأرسلت لكم تسجيل صوتي لاعتراف " فؤاد عطية " بعد أن جعلته ينهار ويسلم نفسه أيضا ، وأنا الذي أخبرتكم بمكان " الأشرم " ، أنا الذي فعلت كل هذا
ارتعدتا شفتا النقيب " أيمن وهو يقول :
- لماذا فعلت هذا ؟ ومن تكون ؟
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي الطفل وهو يقول :
- الإجابة على أسئلتك يا سيادة النقيب عند " باسم " و " سلوى "
ركز الجميع النظر إلى " باسم " و" سلوى " بينما الأول قال :
- نحن ! كيف ؟ لم أفهم شيئا ؟
أطلق الطفل ضحكة قصيرة بينما هتفت " سلوى " :
- من المؤكد أنه هو قلبي يحدثني بذلك
ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتي " باسم " وهو يقول :
- من تقصدين ؟
ازدردت " سلوى " لعابها بصعوبة وهو تقول :
- طفلنا يا " باسم "
زفر " باسم " بشده ثم قال :
- ألا زلتِ تذكرينه ، ألم نر جثته عند الش...........
قاطعه الطفل قائلا :
- ما تقولة أمي صحيح يا أبي ، أنا طفلكم الذي خطفة " البركين " وقد ساعدتكم بكل نفوذ الجان الذين أعيش معهم
كان هذا الخبر بمثابة قنبلة أخرست الجميع ، انقبض قلب " سلوى " واحتبست غصة في حلقها وهي تمنح صوتها كل ما تبقى من الشجاعة والقوة وهي تقول :
- أنت طفلي الذي خطفة " البركين " قبل عشرة سنوات ، ولكننا رأينا جثتك
ارتسمت ابتسامة مرحة على شفتي الطفل وهو يغمغم :
- هذه الخطة قد عملها " البركين " لكي تيأسوا من البحث عني ، ولان " البركين " اعتبرني من اللحظة الأولى مثل أبنه فساعدني بكل ما يملك من نفوذ حتى أظهر براءة والدي وشفاء والدتي
تنهد " باسم " بارتياح وهو يغمغم :
- تعال يا بني إلى حضني لقد أشتقت أليك كثيراً .
أحتضن " باسم " أبنه وكذلك " سلوى " بينما ساق رجال الشرطة أفراد العصابة وهتف
" فرديغة " الذي ازدادت حيويته في صوت خافت :
- بهذه المناسبة سوف لابد أن أسمعكم آخر نكته على الإطلاق ، أراد أحد المعلمين وقد كان أصلع الرأس ، أن يظهر لتلاميذه بأن شمشون الجبار قد أشتهر بقوته وأن مرد ذالك إلى طول شعره ، فأشار إلى رأسه قائلا : أشتهر شمشون الجبار بشيء ليس عندي ، فما هو ؟ فقال أحد التلاميذ : العقل يا أستاذ
ضحك الجميع بمرحٍ ودون استثناء
تمت ولله الحمد
ودمتم في حفظ الله ورعايته

تجميع زهور حسين



تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -