بداية

رواية عهد الطفولة -9

رواية عهد الطفولة - غرام

رواية عهد الطفولة -9

" و لم أبعدتني جدتي بعد كل تلك السنوات؟"
احتضنت السيدة آمنة و جه منال بكفها تتلمس و جنتها
" لقد رأت حبكما يكبر مع مرور السنوات فلم تستطع احتمال ذلك و هي تشك بأنكما قد تكونا أخ و أخت "
انقبض قلب منال لهاتين الكلمتين
" معها حق "
التفتت الاثنتان إلى سعيد الذي نطق أخيرا
تابع و هو يرا الحيرة و الاستنكار يعلو وجه منال
" لذا يجب أن تبقي بعيدة عنه فهذا أفضل لك من أن تصدمي فيما بعد"
وقفت معترضة
" أصدم بماذا هو ليس أخي ، مستحيل أن يكون كذلك"
ثم التفتت إلى أمه
" عمتي أخبريه بذلك "
كان الرجاء و الاستنكار واضح في صوتها
وقف سعيد ليقول منهيا الأمر
" حتى و إن كان لن أزوجك من ابن لقاتل أبي"
ثم أضاف ساخرا
" فارسك لم يتقدم لك حتى الآن فلا تعشمي نفسك "
أخرسها كلامه
لأنها فقط
لا تملك تعليقا
جالت ببصرها على الموجودين مصدومة
لترحل بعدها مخلفة الصمت و رائها

***************************

كانت تضم هاتفها إليها
تارة تذرف الدمع تدعو الله
بأن لا يفرقها عن مروان
و تارة تحاول الاتصال به
أحست بيد على كتفها
إلتفتت لترا صاحبها
ليستقبلها و جه ندى الحنون
" ندى "
هتفت باسمها لتلقي بنفسها في أحضانها باكية
تطوقتها أختها و هي و تمسح على شعرها
"منال حبيبتي اسمعيني"
قاطعتها
"خذيني إليه"
ذهلت ندى من طلبها
" أرجوك"
قالتها بعينين متوسلتين
أمسكت ندى بوجهها لتقول بحزم كي تصغي لها
" منال اسمعيني"
حدقت بها منال و عينيها لاتزال تذرف العبرات
قالت ندى و هي راغبة بأن تعيدها إلى رشدها
" أنت تبكين هنا بينما هو يتجاهلك "
" يتجاهلني !"
نطقت بها غير مصدقة
هزت رأسها نفيا
" مروان لا يفعل ذلك بي"
عنفتها أختها
" بلا يا منال، أوليس خالد صديقة ؟ ألا تعتقدين بأنه على علم بالأمر ؟"
انتشلت منال نفسها
لتبتعد عنها رافضة ما تقول
تقدمت منها ندى و هي تقول برجاء
" منال ما الذي تفعلينه بنفسك ؟"
إلتفتت إليها لتقول بألم
" مالذي تفعلونه أنتم بي "
لم يكن سؤال بقدر ما كان اتهاما
" منال نحن نحبك و نريد مصلحتك "
قالتها بنفس نبرة سعيد الحادة
غطت منال و جهها بكفيها المرتجفتين
" لا مصلحة لي بعيدا عن مروان "
أمسكت ندى بيديها تبعدهما عن وجهها
" أنظري إلي "
و كذلك فعلت
رغما عنها
قالت ندى و هي تنظر في عينيها
" منال هل تعتقدين بأنه سيسمح لخالد بخطبتك لو كان راغبا هو بذلك ؟"
" لكنه قد يكون لا يعلم بالأمر "
تكلمت منال محاولة الدفاع عن مروان
إلاأن ندى عادت تقول
" وقد يكون يعلم، و هو الأرجح "
سحبت منال يديها من كفي أختها
" لا مستحيل أن يكون كذلك "
" إذا لم لا يجيب على اتصالاتك ؟"
قالتها لتقف منال فارغة الدماغ
و قد بدأ الشك يتسلل إليها
" أ رأيت؟ أنت نفسك تشكين بذلك "
استغلت ندى هذه الفرصة لتقنعها
قالت منال في محاولة أخيرة
" و كيف أتأكد من ذلك ؟"
فكرت ندى لبرهة لتقول بعدها
" اسألي خالد"
ماذا؟
تسأل من ؟
قالت منال بابتسامة مرتبكة
" بالتأكيد جننت "
" ولم لا، ثقي مئة بالمئة بأن خالد و بحكم الصداقة التي تربطه بمروان و أنتي أدرى بها ماكان ليتقدم لك إلا بعلمه "
مالذي تقوله ؟
مروان على علم بالأمر
مستحيل
فهو يحبني و لن يتركني أتعذب من دونه
و عدني أن لا نفترق مرة أخرى
و أن يجد حلا يجمعنا
فكيف له أن يسمح بكل هذا؟
أرجوك ندى توقفي عن هذا الهراء
قالت ندى بصوت هادء راج هذه المرة
" إسألي خالد كي تعرفي إن كان على علم بالأمر أم لا ؟"
أحست منال بالخوف يسري في جسدها
ماذا لو كان الأمر كما قالت ؟
و ظهر بأن مروان على علم بالأمر
هزت رأسها نافية
رافضة الفكرة
احتضنتها ندى و قد رثت لحالها
" حبيبتي عليك أن تهدئي أولا و تفكري جيدا، أعلم بأنك تحبينه لكن عليك أن ترضي بالواقع كيف ما كان، الله وحده يعلم من الشخص الذي قد تتزوجينه مروان، خالد أم غيرهما "
قالت منا بصوت مخنوق
" ندى لا تلوميني فأنت لا تعرفين من هو مروان بالنسبة لي "
هو روحي اللتي تسري في جسدي
هو هوائي الذي أتنفسه
" من دونه لا أستطيع أن أعيش "
مسحت على رأسها
" حبيبتي كلامك هذا يغضب الله "
صمتت ندى و كأنها مترددة فيما تقول
" ماذا لو رفضك مروان أو ماذا لو حدث له شيء ؟"
"كفى "
صرخت بها منال مبتعدة
" كفي عن تعذيبي، لم تصرين على ذلك "
قالتها بحرقة
مدت ندى يدها في محاولة للمس منال
ألتي أبعدتها عنها و هي تتراجع للوراء
" كلكم ترغبون بتعذيبي تريدون أن تبعدوني عنه،
أفضل الموت ألف مرة على أن يحدث ذلك "
و ضعت يديها على رأسها و هي تغمض عينيها بشدة و كأنها تحاول التركيز
" يجب أن أذهب إليه ، نعم يجب أن أذهب "
أخذت تتلفت حولها كالمجنونة و كانها تبحث عن شيء ما
" سأخبره عن مآمرتكم ضدي ... هو من سيحميني منكم "
صفعة قوية أسكتتها لتجعلها تنظر إليها كالبلهاء
نزلت دمعة من عيني ندى
" أنت تعذبين نفسك أيتها الحمقاء "
ابتسمت منال بشحوب
لتمسح بيدها دموعها المنسكبه
و تبعد شعرها الذي التصق بوجهها بحركة سريعة
أمسكتها ندى من كتفيها قائلة برجاء
و هي تاخذها للسرير
" عزيزتي يجب أن تهدئي إن كنت لا تريدين خالد فلك ذلك لكن يجب أن تنسي مروان "
حتى لو فقدت الذاكرة
مستحيل أن أنسى
أحست منال بجسدها يضعف
و الرؤية تختفي تدريجيا
إلى أن نامت متعبة من هذه الحرب اللتي تخوضها و حيدة
أين أنت منها يا مروان؟


*********************


بإعياء رفعت جفنيها المتورمتين
لتحدق بالظلام الدامس
تلفتت حولها لكن لا يوجد شيء حولها سوى اللون الأسود
و ضعت يدها على رأسها شاعرة بصداع قوي
مدت يدها باحثة عن المصباح جانب السرير
أشعلت الضوء الخفيف
نظرت إلى الساعة
2:30 صباحا
فكرت منذ متى هي نائمة ؟!
لتسترجع كل الأحداث التي مرت بها
عادت و أغمضت عينيها
ثم فتحتهما
عله يكون كابوسا
أو أي شيء آخر
إلا الحقيقة
جلست بتثاقل و فكرة لا تعرف من أين
أضاءت في رأسها
و من فورها و قفت
لتجمع شعرها القصير و تربطه إلى الخلف
دخلت دورة المياه بهدوء كي لا يسمع أحد حركتها
غسلت و جهها المنتفخ
ثم لبست عبائتها و وضعت حجابها
نظرت إلى الباب
ثم عادت لتنظر نحو الشرفة
إلتقطت هاتفها
نظرت إلى شاشته علها تجد مكالمة من مروان
لكن أملها قد خاب
اتصلت به للمرة التي لا تعرف عددها
لكن لم يجبها سوا طنين الهاتف
أين أنت من كل هذا يا مروان ؟
بخطوات خفيفة اتجهت نحو السرير
لتنحني و تخرج حذائها من تحته
و بهدوء فتحت زجاج الشرفة
نظرت إلى الأسفل
عضت على شفتها
لم على غرفتها أن تكون في الطابق الثاني
نظرت إلى الباب مفكرة
إن خرجت عن طريق الباب حتما سيسمعونني
عادت لتنظر حيث الشجيرات المزروعة في الحديقة أسفل شرفتها
إذا لا يوجد حل آخر و المكان ليس مرتفعا كثيرا
الجملة الأخيرة كي تقنع نفسها
و بحركة سريعة لا تردد فيها
قفزت !
لتتدحرج على العشب
ظلت ثوان مستلقية
واضعة يدها على ذقنها حيث الألم
نظرت إلى يدها اللتي أحست بأن شيء دافء لزج يغطيها
رفعتها نحو ضوء القمر
و هي تتلمس أصابعها حيث الدم
مسحتها على العشب
لتقف يلفحها النسيم البارد
لفت حجابها جيدا و جمعت عبائتها
و هي تنظر إلى النوافذ المطلة
تخشى أن يستيقظ أحدهم
ثم التفتت نحو الباب الخارجي بعينين ملؤها الاصرار
(الجزء السادس عشر .......لأجل مروان)
وقفت على الرصيف تحدق برعب إلى السيارات القليلة التي تعبر الشارع في مثل هذا الوقت المتأخر
كانت ضربات قلبها في سباق يتجارى مع سباقها هي مع الزمن
خطت خطوات مترددة و هي تتلفت حولها خشية أن يكون أحد يتربص بها
إلا أنها كانت مصرة على عدم التراجع و متابعة طريقها
فهي يجب أن تقابل مروان و تتحدث معه
و أول شيء الاطمئنان عليه
فهي تشعر بالقلق لأنه لا يجيب على اتصالاتها منذ الأمس
ضمت يدها إلى صدرها كما تفعل عادة و هي تدعو الله أن يحفظه سالما
و قفت مرة أخرى تنظر خلفها
تتأكد أن ما من أحد يلحقها
ثم عادت تنظر إلى الشارع
غريب !
أين سيارات الأجرة
منذ نصف ساعة و هي تسير و لم تجد سيارة و احدة
فجأة رأت واحدة قادمة
أشارت لها لتقف
لكنها ما أن فعلت حتى تراجعت برعب و هي ترا ركابها الأجانب
قالت متمتمة بيأس
" يا إلاهي ساعدني "
فهي على هذا الوضع لن تصل أبدا
أحست بدموعها تتجمع في مقلتيها
أغمضت عينيها بشدة كي تمنعها من السقوط
و ما أن فتحت عينيها
حتى و جدت إمرأة بشوشة كبيرة في السن تطل عليها من نافذة سيارة توقفت أمامها
" هل تحتاجين مساعدة يا ابنتي "
ترددت منال في إجابة المرأة
فهي لا تستطيع أن تثق بأي أحد في الشارع
و خصوصا في مثل هذا الوقت
إلا أن المرأة قالت مشجعة إياها
" هل تريدين أن تذهبي إلى مكان معين ؟"
لم تجد منال نفسها إلا وقد أومأت برأسها
تابعت السيدة تسأل
" إلى أين ؟"
أجابتها منال باسم المنطقة
رد عليها صوت الرجلالذي يجلس خلف المقود
" نحن ذاهبون إلى هناك فمنزلنا يقع في تلك المنطقة "
ابتسمت منال شاكرة و هي تميل لترا و جه الرجل المتحدث
لا تدري لم أ حست بالراحة تجاههما
لذا صعدت إلى السيارة بتشجيع من السيدة
و أخيرا و جدت من سيأخذها إلى مروان
طوال الطريق كانت منال صامتة إحترام لهما
فعلى ما يبدو أنهما مسافران من مكان بعيد
الصمت جعلها تفكر بحالها
و بمروان الذي لا يجيب على اتصالاتها
أيعقل أن يكون كلام ندى صحيح ؟
و يكون على علم بالخطوة التي قام بها خالد ؟
منال كوني صريحة
أنتي تعرفين مبلغ قوة علاقة مروان و خالد
و خالد صديق مخلص
لكن
هل أخبر مروان أم لا ؟
و إن كان الجواب نعم ؟
لم سمح له مروان بأن يتقدم لخطبتها ؟
إلا إن كان هو لا يريد ذالك
إنقبض قلب منال لهذه الفكرة
هذا غير معقول
فهو في آخر مرة رأته
لمح على أنه سيتقدم لها
إلا إن كانت هي فهمته خطئا ؟
إذا لماذا اعترف بحبه لها إن كان لا يريد ذالك ؟
كما أنه نفى احتمالية شعوره بالأخوة تجاهها
كل الدلائل التي دارت ألف مرة في فكر منال تشير إلى حقيقة واحدة
و هي
أن مروان يحبها كما أخبرها
لكن ..........
حاولت منال أن تمنع نفسها عن التفكير الذي يفقدها صوابها
عليها أن تسترخي فقط
و تنتظر حتى تصل إلى مروان
عندها
لن يستطيع أحد إبعادها عنه
فكرت بذلك داعية الله بأن يساعدها
" ابنتي تفضلي "
خرجت منال من عالمها على صوت السيدة الكبيرة بالسن و هي تمد يدها بزجاجة عصير
" شكرا لك "
تناولتها منال رغم أنها لا ترغب بذلك إذ ستكون و قاحة منها إن رفضتها
أحست منال بدفء ابتسامة السيدة يصل إليها
مما جعلها تبتسم بشحوب متذكرة و جه جدتها
جدتي
لازلت أحبك
و سأظل أحبك
حدثت نفسها بذلك و كأنها تقطع عهدا
التفتت لتنظر عبر الزجاج مرخية رأسها على مسند الكرسي
حيث استسلمت للنوم
*****************
" ابنتي، ابنتي، لقد وصلنا إلى المنطقة "
أفاقت منال من غفوتها على على صوت السيدة و هي تهز كتفها برفق
" آسفة لقد غفوت "
قالت منال ذلك محرجة
ابتسمت لها لتقول
" لا عليك لكن أين هو البيت الذي تقصدينه؟ "
دلتها منال على المكان و هي تحس بأن معدتها تتقلص لشعور لا تعرف ما هو
شكرتها منال بامتنان حين و صلت إلى المنزل
و ودعتها بابتسامة عرفان بالجميل
فكرت منال و هي ترا السيارة تبتعد
غريب!
لم يسألوني حتى لم أتنقل في مثل هذا الوقت ؟
و لم يشكو بي أبدا
حتى أنهم عاملوني بأفضل مما يكون
دعت الله بأن يوفقهم في حياتهم
استدارت إلى المنزل المظلم
مما أثار الرعب في داخلها
لكن سرعان ما ابتسمت
من المأكد أن مروان أطفأ الأنوار قبل أن ينام
و بخطا حثيثة اتجهت نحو المنزل
لتقرع جرس الباب
ظلت واقفة تنتظر و شفتيها لازالتا تحتفظان بالابتسامة
و حين طال الأمر عادت لتقرع الباب
لكنه لم يجب
مدت يدها في محاولة لفتح الباب و لدهشتها لم يكن مقفلا
ابتسمت يبدو أنه نسي أن يقفله
دخلت إلى المنزل
أضائت ضوء الردهة كي تجد طريقها
عبرت الصالة متجهة لغرفة مروان بهدوء شديد
بما أن الموضوع لا يحتمل التأجيل
فكرت بكل أسف أن توقظه
همت بأن تطرق الباب
إلا أنها فضلت بأن تدخل مباشرة
دفعت الباب ببطء
لتقع عينيها على السرير الخالي
جالت ببصرها في الغرفة الباردة
فلم تجده
بررت الأمر بأنه قد يكون في العمل
تقدمت لتدخل
و هي تحس بفيضان من المشاعر يغزوها
ممجعلها تبكي بصمت
تنهدت و هي تحس بوجود مروان في الغرفة
كانت مرتبة جدا
إلتفتت إلى لوح الرسم خاصته
لطالما أحب الرسم
و هو يبدع فيه
تقدمت لتزيح الغطاء عن اللوحة
ليكشف عن و جه تملؤه التجداعيد
ينير بابتسامة حنونه
عضت على شفتها السفلى بألم
إنه يفتقد الجدة حتما
لذا رسمها
مررت أناملها برفق على الرسم المتقن
و كأن صاحبه تخرج من أرقى المعاهد
"جدتي من حقك أن تفخري به "
همست بذلك مخاطبة صاحبة اللوحة
مسحت دمعته بظاهر يدها
كانت العينان مرسومتان بدقة بالغة
لدرجة أنك تشعر بأنها بالفعل تنظر إليك بحنان
عادت لتغطيها و تبتعد متجهة نحو السرير
لطالما كانت علاقته بالجدة أقوا من علاقتها معها
نظرت إلى أغراض مروان الموضوعة بعناية في مكانها
أحست بالشوق إليه
و إلى أن يضمها بين ذراعيه
يشعرها بالأمان
و يعدها بأن لا يتركها أبدا
جلست على السرير
لا بأس
بضع ساعات و سيكون هنا
عادت لتمسح دموعها التي واصلت إنسكابها
و جدت نفسها تستلقي على السرير
كي تريح جسدها المرهق
لتسدل جفنيها و تغفو مستسلمة على صورته
*************
تقلبت على السرير بضيق
لتستيقظ فجأة
و تتأمل المكان من حولها لدرك أين هي
أدارت رأسها للساعة قرب السرير و التي تشير إلى التاسعة و النصف صباحا
هل عاد مروان ؟
هذا أول ما خطر على بالها
نهضت لتبحث عنه
غير أنها لم تجده
عادت تلتقط هاتفها و تتصل به
أيضا لا يجيب
أحست بالذعر
ماذا لو أصابه مكروه؟
ماذا عليها أن تفعل كي تطمئن عليه ؟
أخذ قلبها يقرع ناقوس الخطر
اتكأت على الجدار قربها تتشبث به
فقدماها الواهنتان لم تعودا قادرتين على حملها
وصل إلى مسامعها صوت خطوات آتية من الخارج
تهلل و جهها
هاهو قد أتا
اتجهت مسرعة إليه
إلا أن الابتسامة سرعان ما تلاشت
فهذا الشخص الذي يقف أمامها
لم يكن مروان
بل صديقه خالد
خالد الذي تقدم لخطبتها بالأمس
" منال؟ ماذا تفعلين هنا "
سألها مذهولا
أدارت ظهرها له
و يعود القلق لينتابها
التفتت تسأله
" أين مروان ؟"
" مروان ؟ أليس هنا؟ "
تقدم متسائلا نحوها
قالت يائسة
" منذ الأمس و أنا أحاول الاتصال به لكنه لا يجيب"
أطرق خالد بصره ليقول مفكرا بهمس
" و كذلك أنا "
" ماذا قلت ؟"
سألته قلقة
أجابها مبتسما ليطمئنها
" لا شيء سيكون بخير لا تقلقي "
صمتت فهي لا تملك ما تجيب به
و لا يوجد شيء يطمئنها غير و جوده قربها
رفعت رأسها حين سألها
" منذ متى و انت هنا ؟"
كانت عيناه تحملان تسائلا أكبر من الذي طرحه
آثرت عدم الجواب
فهذا الشخص هو من سبب لها هذه الفوضى كلها
يبدو أنه فهم ما يدور في رأسها لذا قال
" هل أتيت لتناقشيه في الأمر "
نظرت إليه
هل هي واضحة لهذه الدرجة
قال و هو يتقدم نحوها ليتجاوزها و يجلس على المقعد الذي بقربها
" منال ، قبل أن أتقدم لك أخبرت مروان بالموضوع "
حدقت به مصعوقة
إذا ماقالته ندى صحيح
لكن
تابع مجيبا على تسائلاتها
" قلت له يومها بأني لن أنتظره حتى يفعل هو ذلك فقد إنتظرته طويلا "
" ماذا قال؟"
هتفت بسؤالها تريد معرفة الجواب الأهم بالنسبة لها
التوت شفتيه ساخرة
" قال لي أين كبريائك لو رفضت "
رفع بصره إليها ليقول و عينيه تعترف لها
" عندها أجبته الحب لا يعرف الكبرياء "
" حب ؟"
لفظت بها كالبلهاء
" نعم حب فأنا أحبك منال و ثقي بأني قادرا على إسعادك أكثر من مروان نفسه "
ماذا يقول؟
يحبني ؟!
يسعدني أكثر من مروان ؟!


يتبع ,,,,


👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -