بداية

رواية الذوق الاسباني -10 البارت الاخير

رواية الذوق الاسباني - غرام

رواية الذوق الاسباني -10

دخل سام و هو ينظر إليها متوترة و متصلبة .. جذبها إلى الكنبة فقدم لها كأسا لتهدأ أعصابها قليلا
- " ما بك يا عزيزتي ؟! "
لم تنطق .. فمازالت تنظر ناحية المقاعد و تعيد في مخيلتها ذلك الشخص الذي يشبه باتريك كثيرا .. هزها سام بقوة فانتبهت له و نظرت إليه ..
- " لورا ؟؟ أنت بخير أليس كذلك ؟ "
أومأت إيجابا .. ثم فجأة نفت بهزة من رأسها ..
- " قولي لي يا لورا ما بك ؟! هل أزعجك أحد ؟ "
وقفت و مشت ناحية المسرح فتبعها مستغربا .. أشارت ناحية الرجل الجالس بعيدا و قالت
- " أنظر هناك "
نظر إلى حيث أشارت فقال
- " من عساه يكون ؟!"
- " باتريك "
دقق النظر .. ثم انفجر ضاحكا و جذبها للخلف مرة أخرى و هو يقول
- " إنه التوتر و الضغط يا عزيزتي يجعلك تتوهمين أشياء .. "
- " لا أنا متأكدة ..هذا باتريك .. سام أنظر .. "
نظر من أجلها مرة أخرى .. و هذه المرة لم يجد ذلك الرجل الذي كانت تشير إليه جالسا ..
- " لو كان ذلك الشخص الذي تشيرين إليه هو بالفعل باتريك لرأيت داني و ماريو معه .. أنظري .. لا يوجد أحد بالمقعد .. باتريك ليس هنا .. إنه في ألبا .. أسبانيا .."
أخذت نفسا عميقا .. فاحتست الكأس الذي أحضره لها باتريك دفعة واحدة .. وضع يده على كتفها و هو يقول بصوت حاني ..
- " اهدئي .. و ابتسمي .. سيكون كل شيء على ما يرام يا عزيزتي.."
أومأت له برأسها قبل أن يغادر حجرة التبديل و ما إن خرج حتى بدأت في ارتداء ثيابها و استعدت للدخول .. اهدئي يا لورا .. الذي لمحته شخصا يشبه باتريك .. هل أنا مشتاقة له لهذه الدرجة التي قمت أجسده أمامي في كل وقت ..
بدأ عرض الأزياء .. فدخلت العارضات قبل لورا .. و ها قد أتى دورها .. دخلت فأحدثت ضجة عارمة .. و كأن آلات التصوير قد جنت و هي تتوهج بفلاشات بيضاء و زرقاء.. صفق الجمهور بحرارة ..
عاد باتريك إلى مقعده في الصف الأخير و انتبه إلى أن سبب هذه الضجة هو دخول لورا المسرح.. لورا بفستان أرجواني و شعر أشقر مرفوع و جسد مثير ممشوق .. أخذ يحملق فيها .. لقد خطفت أنفاسه و هو يرى لورا على حقيقتها .. لورا الجميلة البهية الطلة .. لم يكن يعرف بأن لها معجبين لهذه الدرجة .. يذوبون مثله كلما خطت لورا أمامهم بثقة .. و كأنها تعرف بأنها تثيرهم و تغريهم أخذ يتمعن النظر فيها و في مشيتها على الرواق الأبيض الطويل ..
حاولت أن تنظر في وجوه الجالسين لكنها لم تستطع أن تلمح أي أحد بسبب فلاشات آلات التصوير و الضوء الأبيض الساطع المسلط عليها ..
همس بصوت خافت يسأل بن عندما رأى سام واقف أمام لورا يحيها و يحاول أن يبعث الهدوء إليها بابتسامته و من ثم تغمز له بعينيها بحركة شيطانية مما جعلت قلب باتريك يثور بالداخل و يشعر بحرارة غمزتها على بعد أمتار عنها ...
- " ألم تعرف ممن ستتزوج لورا غدا ؟ هل هو سام ؟ "
- " تقصد سام ديكاري .. مدير أعمالها الفرنسي ؟ "
- " نعم هذا هو "
و أشار ناحيته فانفجر بن ضاحكا .. و قال
- " إن سام ليس من النوع الذي يهتم بالفتيات الجميلات .. إن كنت تفهم ما أعني "
صدم باتريك لكنه مع ذلك ضحك على غباءه فلقد شعر بالغيرة منه لفترة طويلة ..
انتهى العرض بعد أن دخل مصمم الأزياء المشهور مارك جيكوبس ممسكا بيد لورا و كانت قد غيرت فستانها لترتدي فستان أسود قصير و منفوش في النهاية بطريقة غريبة و بوسطه حزام أبيض ذو نقشات ذهبية .. و كانت قد غيرت طريقة تصفيف شعرها ليكون مسدولا و لاول مرة يراها تضع مكياج ذو ألوان غامقة..
دخلا و قد أحدثا ضجة أخرى كبيرة .. و كان المصورين يتهاجمون على إلتقطات أكبر عدد من الصور لهذين النجمين ..
توقفا أمام آلات التصوير و الجمهور .. ثم انحنى المصمم يحي الجمهور الذين وقفوا مصفقين له لإبداعاته في تصميم الأزياء .. ثم تنحى جانبا و أشار على لورا و قال بصوت عال .. لكن بسبب الضوضاء لم يسمع من صوته شيئا ..
- " لورا آغنر "
فصفق الجمهور أكثر .. و من بينهم باتريك .. الذي لم يبعد عينيه عنها و لا ثانية .. حتى أنه لم يرمش خوفا من أن يفوته شيء من النظر إلى معذبته ..
و بعد ذلك العرض الرائع ذهبت لورا مع الأصدقاء و الأقارب إلى حفل عشاء الذي تقيمه جاكلين بمناسبة حفل زفافها في الغد ( عشاء تدريب) (ري هيرسال دينير ) .. و هناك تلقت لورا العديد من التهنيئات و المباركات على نجاحها اليوم و كيف أنها بدت ساحرة و مبهرة .. رقصت و استمتعت حتى وقت متأخر من الليل محاولة بذلك نسيان باتريك ..


قفزت من فراشها في الصباح .. فلقد تأخرت بالاستيقاظ بسبب تأخرها بالنوم أمس و كل ذلك أنها كانت تحلم أحلام مزعجة .. فلقد رأت باتريك يدخل إلى غرفة التبديل و يأخذها بين يديه قائلا لها بأنه يحبها و من ثم يقبلها ..
بسرعة استحمت و جذبت فستانها الذي سترتديه اليوم معها و اتجهت إلى منزل والديها حيث يقام الحفل هناك .. استقبلتها والدتها التي كانت مشغولة بإعطاء الأوامر للطباخين و النادلين.. و صاحب الزهور عندما دخلت لورا راكضة .. فصاحت عليها معاتبة
- " لورا لقد تأخرت يا عزيزتي .. هيا أسرعي فجاكلين ستصاب بنوبة جنون "
- " لم ؟ ما بها ؟ "
لكنها صعدت الدرج ركضا دون أن تسمع جواب والدتها ... دخلت الحجرة حيث جاكلين واقفة بملابسها الداخلية و هي تبكي
- " ماذا يجري يا جاكي ؟ هل كل شيء بخير ؟ "
- " لا .. لقد تمزق الفستان ..."
ثم أشارت ناحية التمزق .. عندما رأته لورا حبست ضحكتها فلقد اعتقدت لورا بأنه كبير جدا و الذي جعلها تعتقد ذلك هو منظر جاكي منهارة على شق بسيط في الفستان صعب رؤيته ..
- " اهدئي عزيزتي .. سوف أتصل بالخياطة التي تعمل بالأستوديو "
أخذت لورا الهاتف و قامت بالاتصال بالخياطة التي أجابتها على الفور ..


- " قالت بأنها ستصل خلال دقائق .. اهدئي .."
- " كيف أهدأ يا لورا كيف و لم تأتي مصممة الشعر بعد .. و .. "
قاطعتها .. و أجلستها على الكرسي
- " جاكلين .. أنظري إلي .. سأحضر لك فنجان قهوة .. فأعصابك مشدودة جدا .. و هذا شيء طبيعي .. لكن كل شيء سيكون على ما يرام .. لقد عانيت من لحظات محرجة في عروض الأزياء .. و كدت أصاب بالجنون مثلك .. و أصبت فعلا .. فقد كنت أتوهم شخص بالأمس .. "
نظرت إليها جاكلين و قد توقفت عن البكاء .. و هي تسألها
- " توهمت شخص ؟! من ؟! "
حاولت أن تطرد تلك الذكرى من مخيلها فقالت
- " لا عليك .. اهدئي الآن .. فاليوم هو يومك .. و لن يبدأ الحفل إلا بعد أن تكوني أنت مستعدة و جاهزة .."
مسحت دموعها و هي تبتسم لها عندها دخل سام .. و شهق بصوت عال عندما رأى الاثنتين غير مستعدتان ...و قال و كأنه الآمر الناهي هنا ..
- " ما هذا؟ .. "
ثم صفق بيديه
- " هيا يا لورا إلى حجرتك للاستعداد.. جاكي توقفي عن البكاء الذي سيجعل عيناك تنتفخان بشيء غير معقول بيوم عرسك .. و ستكون الصور بشعة و قبيحة .."
لم تستطع أن تكبح ضحكتها فضحكت لورا معها أيضا ..سألته و قد تمكن منها القلق من جديد ..
- " و براد .."
أردف قائلا مقاطعا إياها
- " براد يستعد بدوره و هو لا يستطيع الانتظار كي يتزوج بك يا عزيزتي .."
اقترب ليحضنها و يقبل عينيها المتورمتين ..
-" يا حلوتي .. أنا مسيطر على الوضع .. و السيدة آغنر تقوم بكل شيء .. سيكون الحفل ساحرا مثلما تمنيت .."
ثم جذب لورا و أخرجها و دفعها لحجرتها حتى تستعد ...
و ما هي إلا دقائق حتى حضرت الخياطة و مصممة الشعر و دخلتا حجرة جاكلين .. عندئذ اطمأنت لورا و دخلت حجرتها كي تستعد بدورها ..


أوقف سيارته خلف الشاحنة التي تقوم بإنزال المقاعد و الطاولات للحفل.. نظر إلى ماريو قائلا
- " انتظرني هنا "
بدا على ماريو التوتر .. فسأله
- " ماذا تنوي أن تفعل يا دون باتريك ؟ "
- " مجرد التحدث معها .. أريد أن استوضح منها بعض الأمور .. "
قالها مبتسما و هو يخرج من السيارة و يتجه ناحية منزل والدي لورا ..
دخل حيث كان الجميع مشغولون بالترتيبات و التحضيرات .. و كان يرتدي بذلة رسمية لكنه ترك سترته السوداء في السيارة و ظل بقميصه الأبيض المرفوع الأكمام و بنطاله الأسود .. التفت يمنا و شمالا عله يوقف أحد و يسأله أين ممكن أن يجد لورا .. لكن ...تسمر في مكانه عندما دفعت والدة لورا بصينية فيها أبريق قهوة و فناجين إليه و قالت آمرة ..
- " خذها إلى لورا .. هيا أسرع "
ثم ابتعدت لتعطي أوامرها إلى باقي العاملين ..
وقف مستغربا يرقب تلك المجنونة .. لكنه ابتسم عندما رأى بان أغلب العاملين يرتدون الأبيض و الأسود .. إذن لابد أنها اعتقدت أنه نادل يعمل هنا .. جيد .. فهذه فرصة له بأن يصعد إلى حجرة لورا و يتحدث معها ..
كانت جالسة على المزينة تضع لمسات الماكياج الأخيرة أمام المرآة.. عندما طرق الباب
- " تفضل .. "
دخل بهدوء و وقف ينظر إلى انعكاسها على المرآة كان شعرها الأشقر مرفوع و يبدو بأنها لم تسرحه بعد و كانت ترتدي روب حريري صيني التصق بجسدها الرشيق ..
سمعته يضع الصينية على المنضدة و قالت دون أن تكلف نفسها بالنظر إليه
- " شكرا لك .."
لكنه ظل واقفا بلا حراك يحملق فيها و هي تتزين .. حسد تلك المرآة التي تنظر إليها و تعجب كيف لتلك المرآة أن لا تذوب أمام سحر هذه الجميلة ..
وقفت و استدارت لتفتح روبها الحريري و ترتدي فستانها المعلق داخل الكيس الأبيض ..
توقف قلبها للحظة و بسرعة لفت روبها من جديد و شدت رباطه و عيناها مسمرتان على الواقف يرقبها من بعيد ..
هل هي في حلم ؟! ألم تستيقظ بعد ؟؟ أما أنها وصلت من الهلوسة لدرجة تخيل باتريك واقف أمامها مرة أخرى ..
اقترب منها و قال بصوت دفيء و كله شوق و حنين
- " مرحبا لورا "
من الصدمة ربط لسانها لكنها استطاعت أن تنطق باسمه
- " باتريك ... "
توقف أمامها و هو يتفحصها جيدا و قد ارتسمت على شفته ابتسامة لطالما أحبتها .. و قال
- " جئت استوضح أمر مغادرتك من ألبا دون سابق إنذار.. لم يا لورا ؟ "
دققت النظر فيه .. و في ملامحه .. إنه باتريك .. هذا هو .. هذا صوته الرجولي الذي ينتشلها في كل مرة يتحدث إليها .. لكنها قالت معاتبة
- " و لم الآن ؟..فلقد غادرت قبل شهران تقريبا "
- " لا أعرف .. كل ما أعرفه بأني فقدت الشعور بالوقت منذ مغادرتك القصر .. "
اقترب أكثر منها و قال بصوت منكسر و عينان تبرقان
- " أنا مشتاق لك يا لورا .. لكن يبدو .."
آه كم تحب أسمها عندما يخرج منه .. أشاحت عنه حتى لا يرى الدموع التي تجمعت في عينيها .. و هي تتذكر كلام داني و نانيرا ..
أومأ برأسه بألم و هو يقول
- " لقد فات الأوان و تأخرت كثيرا.. أليس كذلك ؟ .. أم أنه لم يحين بعد أو لم يكن موجودا أصلا ؟!"
لم تنظر إليه بل ساورها الشك فيما يقول .. و عندما لم تجبه أضاف قائلا بحسرة..
- " حسنا لورا .. أردت فقط أن أتمنى لك التو...."
توقف عن النطق عندما هبت جاكلين داخلة حجرة لورا بفستان ناصع البياض و طرحة من الدانتيل و قد بدت جميلة جدا و كأنها هي العروس ... بل إنها هي العروس يا غبي ؟!
- " ما رأ..ي..ك..... باتريك ؟!!!!"
شهقت و هي ترى باتريك واقفا ينظر إليهما بتعجب .. و كأنه قد رأى شبحا أمامه..
استدارت لورا .. فقالت لباتريك و هي تشير إلى جاكلين مع ابتسامة تحسر
- " جاكلين هي من سيتزوج اليوم يا باتريك .. و لست أنا "
إذن لقد فهمت ما كان يقصد عندما قال لها بأن الأوان قد فات .. ظل واقفا ينظر إليهما و يشعر بأن الحياة تدب فيه من جديد و يعود له الأمل .. فاقترب من لورا و أمسك بيدها
- " هذا يعني بأنك لست على علاقة بأحد ؟ "
هزت رأسها بالنفي .. فاسألها بصوت حزين و كأنه يلومها
- " لم غادرتي القصر إذا؟ "
أنزلت رأسها محاولة تفادي نظراته المخترقة إلى روحها
- " لأن هذا ما أردته أنت .. "
- " ماذا تقولين ؟! "
شيئا فشيئا انسحبت جاكلين خارج الغرفة و أغلقت الباب بهدوء .. رآها سام و كاد أن يتكلم لكنها قفزت و أقفلت فمه .. و أجبرته على السكوت .. وقف و سمع صوت باتريك .. ففتح عيناه باتساع و قرب أذنيه أكثر من الباب حتى يسمع ما يقولانه
- " نعم ..كنت تقترب مني يا باتريك حتى تكسب ودي و تلعب بعواطفي .. ثم تجعلني أتنازل عن الورث و كل حصتي منه لك .. سأفعل ذلك بكرامتي يا باتريك و إن أردت سأوقع على التنازل الآن ..."
لم يصدق باتريك الكلمات التي تخرج من فمها فهو أيضا أعتقد بأنها تفعل الشيء نفسه ..
ضغط على يدها لا شعوريا .. فقالت
- " أرجوك يا باتريك أتركني .."
لكنه لم يفعل بل وقف بكبرياء و شموخه كعادته قائلا
- " من قال لك هذا الكلام يا لورا ؟! "
إنه يعرف تماما من قال لها ذلك .. لكنه يريد أن يسمع ذلك منها .. قالت بعصبية و هي تجذب يده لتبتعد عنه و تستدير حتى لا يراها و تضعف أمامه ..
- " و هل هذا يهم ؟! "
تبعها و هو يعاتبها قائلا
- " نعم .. لا يعقل أن تفكري أنت بهذه الطريقة .. "
- " ماذا يعني هذا ؟ "
أجبرها على مواجهته و النظر في عينيه ..
- " لورا لقد قطعت كل هذه المسافة ليس لآخذ تنازل منك عن الورث ..لو كنت أريده لكنت رفعت عليك دعوة أو قاضيتك .. "

لم تضف شيئا بل سكتت فهو محق ..

التصق بها أكثر و لمس وجنتها بأنامله فقال بصوت مثير
- " أنا لا أريد الورث يا لورا .. بل أريدك أنت "
عضت على شفتيها و هي تسمعه يقول هذه الكلمات .. يريدني أنا ؟!!
- " نعم يا لورا .. فلقد أحببتك منذ أن رأيتك ذلك اليوم في المطار .. و قبل أن تغادري وقعت في غرامك .. "
كانت تنظر إلى بريق عينيه .. إنه صادق فيما يقول ..
أرادت أن تتكلم أن تقول له بأنها هائمة به .. لكن صوت والدتها قطع عليهما لحظتهما ..
- " لورا ... جاكلين .. لقد حضر القس .. ماذا الآن هل نلغي حفل الزفاف أم ستنزلان حالا ؟! "
فجأة ابتسم الاثنان لهذه اللحظة المحرجة .. وضعت يدها على فمها ضاحكة .. إن الموقف موتر حقا .. كيف تجيب شخصا ألقى عليها قنبلة الحب .. و هي انفجرت ؟!!
عندها دخل سام و ألقى تحية على باتريك .. الذي أومأ له برأسه .. و جذب لورا و هو يقول
- " سنسرق هذه الحلوة منك الآن يا حضرة الدوق فاعذرنا "
أومأ مبتسما و هو يراها تجذب فستانها المعلق و تقول له و هي خارجة
- " أتمنى أن تبقى في الحفل يا باتريك "
- " حسنا .."
لكنها عادت مرة أخرى و هو يهم بالخروج من حجرتها فتوقف .. و ابتسم لها .. عضت على شفتيها و قالت بإحراج
- " أخبرني بأن الذي رأيته في عرض الأزياء أمس هو أنت .."
- " نعم هذا صحيح .."
أخرجت صيحة من فمها و هي تضرب سام على ظهره و تقول لها و هو يجذبها بعيدا
- " أرأيت .. لقد أخبرتك .. لم أكن أتوهم ... "
خرج من حجرتها و اتجه إلى سيارته ليرتدي سترته و ربطة عنقه حتى يكون زيه لائقا بحفل زفاف و من ثم جلس مع ماريو في إحدى الطاولات عندما دخلت جاكلين تتأبط ذراع والدها .. فوقف لها الحضور .. حتى خطت آخرة خطوة لها أمام الكاهن ممسكة بيد زوج المستقبل .. و دخلت خلفها لورا بفستان أزرق طويل و شعر أشقر متناثر على كتفيها تتأبط ذراع سام ..بدت كملاك يسير .. خطفت الألباب و العقول .. بالأخص باتريك الذي لم يبعد نظره عنها .. ابتسمت له و قد تورد خداها و هي تشعر بحرارة نظرات باتريك تخترق قلبها ..
بعد الانتهاء من تبادل النذور أعلن القس إنهما أصبحا زوج و زوجة .. فقبل براد زوجته .. بينما كان باتريك يتبادل النظرات مع لورا .. و كأن هذه النظرات تعني شيئا خفيا و مثيرا ...
بعد تبادل النذور اتجه الحضور إلى طاولات الطعام للرقص و الشرب و الاحتفال بزواج جاكلين و براد .. و حان وقت شرب نخبهما عندما ضرب سام على الكأس بسكينة أخذها من الطاولة أمامه .. فأنصت له الجميع
- " لورا .. أتمنى أن تصعدي إلى المنصة يا عزيزتي .. "
شعرت لورا بالإحراج و هي تصعد المنصة و تأخذ الميكرفون من سام الذي همس شيئا في أذنها فابتسمت له و هي ترفع كأسها
- " مرحبا ... أنا لورا آغنر .."
فضحك الجميع .. بالطبع هي لورا آغنر .. لا شعوريا نظرت ناحية باتريك المبتسم و قالت و قلبها يتخبط ..
- " حسنا .. غنها بالفعل لحظة محرجة .. آسفة يا جاكي لم أجهز ما سأقوله في نخبك .. فأنت تعرفين .. لقد انشغلنا بالتحضيرات .. لكن .. سألقي نخبا و لو لم أقل شيئا .. فأنت جاكي .. صديقتي و أختي الحبيبية .. لقد عرفت جاكي منذ أن كنا أطفال صغار .. و حلمنا بهذا اليوم .. و لقد صدقت جاكي عندما قالت لي بأنها ستتزوج قبلي .. أتعرفون ماذا فعلت وقتها ؟!! "
أجابها سام ضاحكا
- " لا .. أخبرينا فإنها تبدو قصة مشوقة "
قهقهت و أجابته
- " آسفة لتخيب ظنك يا سام .. بل أني لم أفعل شيئا .."
فانفجر الجميع ضاحكا ... و أردفت قائلة
- " لنشرب نخب جاكلين و براد .. أحبكما "
رفع الجميع كأسهم و شرفوا منه قليلا .. ثم أخذ سام الميكرفون و قال ..
- " حسنا حسنا .. لدينا ضيف هنا .. "
التفت الجميع حولهم يبحثون عن هذا الضيف ..فشعر باتريك بالإحراج .. أشار سام ناحيته و هو يعرفه
- " إنه دون باتريك آلفاريز دي تيلدو .. دوق ألبا .. "
عضت والدة لورا على شفتيها خجلة .. فلقد جعلت الدوق يحمل بصينية القهوة للورا دون أن تعرف إنه ضيف و دوقا ...قالت له من بعيد .. أنا آسفة .. أومأ لها مبتسما .. و أشار بيده إن لا تعتلي هما .. لو أنها تعرف الخدمة التي أدتها له .. لما تأسفت ..
- " أتود أن تقول شيئا يا دون باتريك ؟ تلقي نخبا مثلا للعروسين ؟! "
حثته لورا بنظرتها بأن يفعل ..
فاستقام باتريك واقفا و رفع كأسه .. و كان ينظر ناحية لورا .. أخذ سام الميكرفون له لكنه قال بصوت عال
- " لن أحتاج إلى الميكرفون .. شكرا لك سام .. "


ثم استدار ناحية العروسين و قال

- " لقد عرفت جاكلين لأيام قليلة عندما كانت ضيفة ضيفتي .. "
ثم نظر إلى لورا مرة أخرى و هي تضع يدها على قلبها ..
ثم التفت لبراد و جاكي المبتسمين
- " و لكني يا جاكلين .. آسف .. لن أشرب نخبك ..ليس الآن على الأقل.. لأن لدي شيء آخر أود قوله "
و نظر مرة أخرى ناحية لورا التي جلست تترقب كلامه بنفاذ صبر .. فقال بعد أن جعل الجميع متشوقين لسماع الشيء الذي يود أن يقوله .. ابتسم لها بطريقة مثيرة و قال بكل ثقة ..
- " بل سأشرب نخب لورا إن وافقت على الزواج بي .."
صاح الحضور و بدئوا يتحدثون بصوت عالي مدهشين و فرحين .. لقد أحدث كلام باتريك ضجة عارمة .. كانت لورا تنظر إليه و هي غير مصدقة ..
لكنها بدأت تصدقه عندما أقترب باتريك من مقعدها و أخرج من جيب سترته علبة مخملية سوداء تحوي خاتم ماسيا رائعا .. و أثريا ..
وضعت يدها على قلبها حتى لا يطير فرحا .. عندما جلس باتريك على الأرض و أمسك بيدها طبع قبلة صغيرة ثم قال
- " لورا .. هل تقبلين الزواج بي ؟! "
أومأت برأسها ... موافقة .. بالطبع أقبل ..
و دون وعي منها تناثرت الدموع من عينيها عندما وضع الخاتم في إصبعها و بعد ذلك حملها من مقعدها فقبلها قبلة طويلة أمام مرأى الجميع الذين كانوا يصفقون فرحا لهذا المشهد المسرحي الرائع ..
التفت سام ناحية المصور الذي يحمل كاميرا الفيديو و قال يسأله
- " هل التقطت المشهد من بدايته ؟! "


- تــــمــــت -
تجميع ورد الجوري


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -