بداية

رواية الذوق الاسباني -5

رواية الذوق الاسباني - غرام

رواية الذوق الاسباني -5

- " حقا ؟! و عندما تنتهين منها هل ستغادرين إلى بلادك ؟! "
- " هذا يعتمد .. "
- " على ماذا ؟! "
لم تستحمل رؤيته يستهزأ بها .. فقالت
- " يبدو عليك التعب يا حضرة الدوق.. سأتركك لترتاح.. عمت مساءا "
استدارت لتعطيه ظهرها و مشت باتجاه حجرتها دون أن تلتفت .. و بحركتها تلك أشعلت النار في صدره.. نار الافتتان و الإعجاب ..


استيقظت في الصباح و هي تشعر بالانهماك فهي لم تنم جيدا تلك الليلة و هي تفكر بما قالته صباح أمس و كيف أتت لها الجرأة بأن تواجه الجميع و تكشر عن أنيابها .. و كيف دنا منها باتريك في المساء و همس في أذنها .. استطاعت رائحة عطره الرجولية أن تعلق في انفها و تقطع أوصالها و صوته الواثق يبعث قشعريرة في جسمها .. و مجرد التفكير فيه يزيد من ضربات قلبها ..
دخلت غرفة الطعام لتجد نانيرا تتفطر وحدها و ما أن رأت لورا داخلة حتى تركت طعامها و غادرت الغرفة .. تبعتها لورا إلى غرفة الجلوس و أطرقت عليها سؤالا
- " أين الدوق ؟ّ! "
لكن العجوز لم تتعب نفسها بالنظر إلى لورا ..
- " حسنا إذا ستتجاهلينني .. أتعرفين يا نانيرا !! هذا يناسبني "
لم تكترث نانيرا للرد عليها .. فغادرت الأخرى و خرجت من القصر..
أخذت تتمشى في الحديقة لعلها تبعد ذلك الضجر الذي اعتراها .. تنظر إلى النافورة العملاقة و حوض السباحة ..و فجأة خطرت في بالها فكرة أعجبتها ..فأسرعت بالذهاب إلى جناحها و نزلت بعد دقائق و هي ترتدي ثوب الاستحمام و لفت جسدها بمنشفة أظهرت أكثر مما أخفت و سارت أمام نانيرا التي فتحت عينيها باتساع و هي ترى تلك الفتاة الشبة عارية تتمشى في القصر !!
ثم تخرج إلى الحديقة حيث حوض الاستحمام و تفرش منشفتها على الكرسي و تتموضع أمام الشمس كأنها أمام كاميرات سام .. تدهن جسدها بالزيت و تنادي على أحد الخدم و تطلب منهم أن يحضروا لها إفطارها بالخارج ..
بلغ الغضب عند نانيرا مبلغا و لم تستطيع أن تسكت عن تلك المهزلة التي تحدث فخرجت لتلقي قنبلتها الموقوتة على الغريبة ..
- " ماذا تظنين نفسك فاعلة ؟! "
فتحت لورا عينيها و نظرت إلى العجوز الغاضبة
- " ماذا تعتقدين ؟!! إنني آخذ حمام شمس .. "
- " كيف تجرئين ؟ و من سمح لك ؟ "
- " آه الآن تتحدثين إلي .. "
- " أجيبيني "
- " اسمعي يا نانيرا لا رغبة لي في إعادة خطاب صباح أمس فأرجوك اتركيني أتنعم و استمتع .. ابتعدي إنك تحجبين الشمس عني "
- " عديمة التربية و الأخلاق .. إذا رآك الدوق بهذا المنظر سيطردك من القصر فورا.. آه كم آمل هذا "
لم تأبه لورا بكلام تلك العجوز فقالت بخبث ..
- " أخبريه لعله يريد أن ينضم إلي .. أو يساعدني في وضع الزيت على جسدي "
فتحت نانيرا عينيها باتساع فصرخت بعصبية
- " يا لك من وقحة .. لن أسكت عن هذا.. ستأخذين جزاءك يا عديمة الأخلاق "
سارت نانيرا مبتعدة باتجاه الإسطبل و أمرت سائق العربة الصغيرة أن يأخذها إلى حيث باتريك يتدرب على الخيل .. أوقف الحصان و اقترب من العربة البيضاء الصغيرة التي توقفت و توقع بأنها قد تكون لورا أتت لتتحدث معه كما تفعل تلك الجريئة كالعادة .. لكن مفاجأة .. إنها ليست هي بل ..
- " نانيرا إيزابيل ..!! ".
- " دون باتريشيو ..لن أستطع تحملها أكثر .. أرجوك يجب أن تفعل شيئا بشأنها .."
كتف ذراعيه و قال بكل بساطة
- " دعيني أخمن .. لورا ؟! "
- " و من غيرها ..أنها تفقدني صوابي "
- " ماذا فعلت الآن ؟ّ! "
- " شيء مخزي "
- " هيا نانيرا أخبريني "
- " تلك الوقحة الغير متربية صاحبة المبدأ الديمقراطي .. تلك الفاج..."
قاطعها باتريك حتى لا تكمل شتيمتها .. و قال بنفاذ صبر
- " نانيرا .. ماذا فعلت لك آنسة آغنر ؟ "
- " على الرغم مما تفعله معك و قلة احترامها لك لا تزال تناديها بآنسة .. يجب أن تلقيها خارج القصر.. "
- " حسنا .. هل ستخبرينني ماذا فعلت لك أم أذهب و أسألها بنفسي ؟ "
أوقفته قبل أن يتحرك من مكانها و قالت بصوت مرتفع ..
- " لا .. لا تذهب .. "
اقترب داني و ماريو ناحيتهما فقال داني بدهشة
- " نانيرا إيزابيل .. إنها أول مرة تأتين فيها إلى الإسطبل .. لعله أمر طارئ "
أكمل ماريو عنه و هو يعرف ما هو الأمر الطارئ الذي جعل نانيرا تشرفهم في الإسطبل
- " ماذا فعلت آنسة آغنر ؟! "
- " قل ماذا لم تفعل ؟! "
إنها تزيد النار حطبا في قلب باتريك ..
- " أنت تفقديني صوابي.. سأذهب إليها "
- " لا توقف .. لن يعجبك ما ستراه "
- " و ما الذي قد أراه ؟ "
- " إنها .. إنها تأخذ راحتها في القصر و كأنه ملكها "
ضحك داني و قال معلقا
- " هذا ليس شيء جديدا عليها “
- " لا .. لقد تعدت الحدود "
نفذ صبر باتريك فقفز على ظهر الخيل و ركض به إلى القصر
- " حسنا هذا يكفي ..سأذهب لأرى بنفسي ماذا فعلته تلك المزعجة .."

صاحت نانيرا و هي تلحق به

- " دون باتريشيو ... توقف "لكنه لم يسمع لها فجذبت داني و ماريو معها ليمنعوه ..
أوقف حصانه بالحديقة و ربطه على السياج .. و سار باتجاه القصر .. وصلت نانيرا و تابعيها ماريو و داني و سائق العربة ..قالت و هي تنادي عليه
- " دون باتريشيو .. أرجوك توقف .."
لكنه لم يسمع لها .. و هو يهم بالدخول إلى القصر توقف عند الباب و استدار.. فقد لمح شخصا ما .. اقترب من حوض الاستحمام .. لم يصدق ما يراه !!
لورا بثوب اسود للسباحة و يكشف عن كل جزء في جسدها الممشوق اللامع..بدت مثيرة جدا بشعرها الأشقر الذي تبعثر فوق كتفها محدثا ضجة عارمة في قلب باتريك.. لا شعوريا قال بصوت منخفض
- " آه يا إله السماوات "
في هذه اللحظة أتت نانيرا و هي تهرول و خلفها ماريو و داني .. لكنها أبطأت عندما عرفت بأن الأوان قد فات ..
توقف ماريو و داني و أخذا ينظران بافتتان إلى التحفة الفنية التي أمامهما و قال داني المصدوم معلقا ..
- " هذا الذي لن يسره ما يراه ؟!! "
رفعت لورا رأسها و فتحت عينيها لتجد الدوق و حاشيته يتمنظرون فيها و كأنهم لم يروا امرأة تأخذ حمام شمس في ثياب السباحة من قبل .. اكتفت بأن ابتسمت و لوحت لهم بيدها..
ذاب الرجال لتأثير ابتسامتها مع منظرها المثير .. كانت نانيرا تنظر إليهم بغضب .. فاقتربت من لورا و ألقت عليها المنشفة و قالت بعصبية
- " احتشمي أمام الدوق ..و الرجال ..عدلي من جلستك .. "
لكن لورا ألقت المنشفة أرضا و أعادت إسناد رأسها على الكرسي بلا اكتراث بوجودهم ..
قال باتريك لداني و ماريو
- " أرجوكما خذا نانيرا إلى الداخل "
- " ماذا ستفعل ؟! "
- " هيا يا داني "
- " حسنا "
دخل جميعهم ما عداه وقف يحدق فيها ثم اقترب منها بخطوات ثابتة و واثقة .. و في كل خطوة بخطيها يزيد قلبه اشتعالا و تشعر هي بالارتباك.. وقف أمامها فحجب الشمس عنها ليظلل عليها بجسده العريض .. فتحت عينيها و التقت بعينيه التي احتضنت نظراتها ..
كان ينظر إليها من رأسها إلى أخمص قدميها بإعجاب و كأنه نمر يتحرق شوقا لالتهام فريسته .. أخذ قلبها يصعد و يهبط بسرعة كبيرة لكنها حاولت قد الإمكان أن تبين له بأنها لا تكترث بوجوده أو بمن يكون ..


قال بصوت هادئ كعادته هز به بدنها
- " إذا كنت تحاولين لفت نظري.. أنا أقرها لك ..لقد نجحت .."
انقبضت أحشاءها بقوة و صعد الدم إلى خديها و ارتجفت أطرافها.. يا لتأثيره الخطير عليها ..
جلس على الكرسي بالقرب منها و هو يمتع عينيه بالنظر إليها .. تنهد و قال بابتسامة ملتوية
- " هذه ليست بالطريقة المثلى لحثي على التحدث معك .. لكنها قد تحثني على فعل أشياء أخرى .. إن كنت تفهمين ما أعنيه !! "
جعلتها كلمته الأخيرة تكره نفسها و تشعر بأنها فاسدة و كأنها **** ..عدلت من جلستها و لفت المنشفة على جسدها ..
قال باستهزاء معلقا
- " آه آسف هل أحرجتك ؟! اعذريني .. أرجوك عودي لما كنت تفعلينه "
استفزها فقالت معاتبة بعصبية
- " ما كنت أفعله ؟!! إنك تحاول أن تفهمني بأني ارتكبت معصية أو شيء من هذا القبيل "
أجابها بسخرية
- " حقا ؟!! هذا هو انطباعك .. لم أقصد .. اعذريني "
- " أتعرف شيئا يا حضرة الدوق ؟! لن أكترث .. و إن أردت بإمكانك الانضمام إلي "
ألقت بالمنشفة ثم قفزت إلى الماء أمام عينيه .. لا يمكن أن يكون أكثر إعجابا و استثارة مما يكون عليه الآن ..
- " يا إلهي إنه منعش.. "
استقام واقف و قال مبتسما
- " جيد.. يسرني بأنك تستمتعين بوقتك .. لكن انتبهي على نفسك .. فانا لا أريدك أن تصابي بالبرد "
- " شكرا لقلقك علي .. لكن أطمأن سأكون على أحسن ما يرام "
تنهد و هز رأسه
- " أتمنى ذلك .. "
استدار داخلا القصر .. غاصت في الماء و هي تشعر بشيء من السعادة أحست بلذة الانتصار ..
اقتربت منه نانيرا و هي منزعجة
- " ماذا يا دون باتريشيو هل ستتركها تفعل ما تشاء ؟ "
- " اهدئي يا عزيزتي .. لن يدوم ذلك طويلا "
- " ماذا تعني ؟! "
- " انتظري و سترين "
ثم اقترب منها و عبطها من جنبها و هو يجذبها معه إلى الطابق العلوي و يقول لها مع ابتسامة شيطانية و لمعة غريبة في عينيه
- " كيف حال معطفك الفرو ؟! "
- " ماذا تنوي أن تفعل ؟!! "


مر على وجودها في الخارج ساعتين .. قررت أن تدخل القصر.. بحثت عن منشفتها لكنها لم تجدها لا على الكرسي و لا أسفله.. دارت حول الحوض فلعل الهواء طيرها لكن لا يوجد أي أثر لتلك المنشفة..
دخلت القصر و قد ضربها هواء مثلج ما أن فتحت الباب.. ارتعشت أطرافها فضمت جسدها الشبه عاري بيديها و صعدت الدرج بأطراف أصابعها .. حاولت أن تفتح باب جناحها لكنه كان مقفل حاولت مرة و أخرى .. لكن دون جدوى الباب مقفل .. أخذت ترتجف من البرد و أسنانها بدأت تصطك و تحولت أصابعها إلى اللون الأزرق .. قالت في نفسها
- " يا إلهي سأموت من البرد .. "
-
و لحسن حظها بأنها رأت وانيتا تصعد الدرج و بيدها أغراض كثيرة ..
- " وانيتا .. أرجوك ساعديني على فتح الباب "
- " آسفة يا آنسة .. لقد نادى علي الدوق لآخذ له الأغراض.. سآتي فور انتهائي منه "
- " لكني أتجمد من البرد.."
- " سأحاول أن لا أتأخر.."
ثم دخلت جناح باتريك .. و غابت لفترة طويلة و بدأت لورا بالعطس .. واحدة ثم ثانية .. فثالثة و تلتها سيل من العطسات .. و بعد وقوفها في الصقيع بثوب الاستحمام الأسود ذو القطعتين ..
و الجسد المبلل لخمسة عشر دقيقة تقريبا فتح الباب ليخرج منه داني الذي وقف يحدق بلورا التي تحولت إلى زرقاء..
- " لورا ؟!! "
قالت و أسنانها ترتجف
- " لم .. اعد .. أشعر .. ب..ب..أطرافي "
- " يا إلهي .. بالطبع .. فأنت مبللة كليا و واقفة فوق الرخام في هذا القصر المثلج.. اعتقد بان هناك مشكلة في التكييف .. "
كانت ترتجف بقوة و شعر بأنها قد تسقط أرضا..
- " باب.. حجرتي .. مقفل .."
حاول أن يفتح الباب لكنه بالفعل كان مقفلا ..
- " حسنا إذا أدخلي حجرتي و خذي حمام دافئ بينما أحاول أن أفتح لك الباب "
- " حسنا "
أخذها إلى حجرته و دلها على الحمام ثم فتح لها الماء الساخن .. و دون أن تنتظره يخرج دخلت تحت الدش الدافئ .. انساب الماء الدافيء على جسدها المثلج .. و شيئا فشيئا بدءت تستعيد عافيتها .. وقف ينظر إليها من بعيد بإعجاب ثم خرج من الحمام لتأخذ راحتها ..
بعد دقائق فتحت باب الحمام و هي ملتحفة بمنشفة داني ..
- " داني ؟!! "
كان جالسا على الفراش مقابلا لباب الحمام و يحملق فيها ..
- " اعتقدت بأنك في الخارج تحاول فتح باب حجرتي "
لم يجبها بل استقام واقفا كان يقترب منها بخطوات صغيرة .. لا تعرف لم شعرت بالخوف لكنها مع ذلك ابتسمت و قالت له
- " شكرا لك داني .. سأذهب الآن "
و قبل أن تسير مبتعدة من أمامه حشرها بجسده و ألصقها على الحائط و كان ملتصقا بها ...
- " لا يا لورا ليس بهذه السرعة "
- " أرجوك داني دعني أذهب .."
- " ليس قبل أن أطفئ غليلي "
و فجأة لثم شفتيها بقبلة نهمة و هي تدفعه و تقاومه لكنه استطاع السيطرة عليها بأن دفعها بقوة على الفراش و انقض فوقها و فتح المنشفة ..
أخذت تصيح و تصرخ و هي تقاومه بقوة و تستنجي بأحد لعله يساعدها .. لكن لا أحد .. يبدو بان الجدران و الأبواب عازلة للصوت ..
- " ابتعد عني .. اتركني يا قذر ... النجدة.. ساعدوني .. "
فجأة فتح الباب على مصراعيه و دخل باتريك بقوة و اندفع ناحية داني فجذبه بعيدا عن لورا .. لكمه بقوة حتى أسقطه أرضا .. ثم استدار ليجد لورا عارية لكنها تسترت بالمنشفة ما أن أيقنت أن الذي يحدق فيها هو الدوق ..
نظر إليها بنظرة اشمئزاز ثم جذبها بقوة من يدها و جرها خارج غرفة داني أمام مرأى ماريو و وانيتا و .. نانيرا المتشمتة ..
حاولت التلصص من قبضته لكنه كان أقوى منها ,فتح باب جناحها و دفعها إلى الداخل ثم أغلق الباب خلفه و أوصده..
انهارت على الأرض بالبكاء عندما سمعت الدوق يصيح و يصرخ بصوت عال على داني و لو أنها تفهم ما يقولونه لارتاحت ..و كرهت نفسها كثيرا فهي لا تريد أن يظن باتريك بأنها امرأة فاسدة أو أي شيء من هذا القبيل إنها تحاول بكل الطرق أن تكسب وده .. خاصة و أنها معجبة به كثيرا على الرغم من خشونته معها.. ظلت في فراشها تبكي حتى أغشاها التعب لتغفو و هي تشعر بالتعب و الإرهاق ..
-6-


دخلت وانيتا بعد الظهر جناح لورا لتطمأن من أنها قد تناولت إفطارها الذي تركته لها هذا الصباح لكنها وجدت أن لورا لم تلمس شيئا من إفطارها و وجدتها بصعوبة بسبب الظلام مستلقية على الفراش .. اقتربت منها و همست
- " يا آنسة .. هل أنت مستيقظة "
لكن لورا لم تجبها .. فتركتها وانيتا و غادرت الحجرة ..
- " نانيرا إيزابيل "
- " نعم يا وانيتا ماذا تريدين ؟! "
- " إن الآنسة آغنر لم تلمس شيئا من إفطارها الذي وضعته لها هذا الصباح و لا تزال نائمة و لم تجبني "
- " لعلها نائمة بالفعل بعد أن سهرت طوال الليل تشعر بالخزي و العار "
- " لا أعتقد ذلك يا نانيرا فهي مهما طال سهرها تستيقظ باكرا "
- " لا تقلقي عليها إنها نمرة متوحشة و لن تموت من الجوع "
ابتعدتنانيرا و هي تتذمر من تلك الوقحة .. آغنر
لكن وانيتا بدأت تقلق كثيرا عندما دخلت جناح لورا في المساء لتجد الغرفة مظلمة و لورا لم تتحرك من مكانها و لم تلمس صينية الإفطار .. اقتربت منها مرة أخرى و وضعت يدها لتهزها فشهقت و أبعدت يدها بسرعة.. يا إلهي إنها ساخنة كالنار..
ركضت وانيتا و طرقت باب جناح الدوق فدعاها للدخول رفع رأسه عن الأوراق و الملفات التي أمامه و نظر باتجاه وانيتا المفزوعة
- " وانيتا ماذا لديك ؟! "
- " آسفة يا سيدي لإزعاجك لكن الآنسة لورا ليست على ما يرام "
- " ما بها ؟! "
- " لم تلمس إفطارها و لم تغادر فراشها حتى ..و عندما وضعت يدي لأوقظها وجدتها ساخنة جدا .. لعلها مصابة بالحمى يا سيدي"
اعتصر قلب باتريك فقد يكون هو السبب إن أصابها مكروه .. هب ليلقي نظرة عليها.. دخل حجرتها و اقترب من فراشها كانت متكورة و ملتحفة بالغطاء.. و نائمة.. مثل الحسناء النائمة .. وضع كفه على جبينها يتلمس حرارتها فاحترقت يداه و أبعدها بسرعة .. و قال هامسا إلى وانيتا حتى لا يوقظ لورا
- " اتصلي بالطبيب و أخبريه أن يأتي حالا "
- " حسنا سيدي "

خرجت من الحجرة و بقي هو مع لورا وحدهما .. مسح على رأسها و قال بصوت منخفض
- " لورا ... لورا .. استيقظي "
فتحت عيناها بتثاقل و نظرت إلى صورة مهزوزة و مظلمة و غير واضحة لباتريك و كانت تسمع صوته يقترب ثم يبتعد و ينادي باسمها .. قرب وجهه من وجهها حتى تراه بوضوح .. أغمضت عينيها مرة أخرى فوضع يده بيدها يهزها لعلها تستفيق مرة أخرى
- " لا يا لورا لا تغمضي عيناك ..استيقظي "
فتحت عين واحدة بصعوبة لتجد صورة باتريك لا تزال موجودة و كذلك صوته .. لعلها تحلم .. ضغط على يدها و أكد ذلك لها بأنه باتريك بلحمه و شحمة و ليس حلما .. فقالت بصوت مرتجف و بالكاد يسمع
- " باتريك .. أنا لم .. مع.. دان.."
وضع سبابته على شفتيها
- " اشششش .. أعرف ذلك .. ارتاحي"
أغمضت عيناها مرة أخرى فجلس على الفراش و أخذ يمسح على رأسها و لا شعوريا ارتسمت ابتسامة ارتياح على محياه ..
دخلت وانيتا و قالت
- " لقد اتصلت بكل الأطباء الذين استطعت الحصول على أرقامهم لكن لا أحد منهم يرد إلا الطبيب جيوفاني و قال لي أن اعتذر منك لأنه يسكن بعيدا جدا عن القصر و قال أنه يستطيع أن يكون هنا في الصباح الباكر "
- " حسنا إذا يجب أن نعمل على تخفيف حرارتها.. اذهبي و احضري إناء ماء و مكعبات ثلج و أحضري مناشف صغيرة.."
- " حسنا "
ضغطت لورا على يده و أصدرت أنينا .. رأى دمعة تنزل على خدها .. فمسحها بطرف إبهامه
- " ستكونين بخير يا لورا "
- " باتريك "
- " ماذا يا عز**.. يا لورا ؟! "
- " سأغادر.. "
و فجأة غابت عن الوعي .. فتح عينيه باتساع و رفع ظهرها ليجلسها و أخذ يلطم وجهها حتى تستفيق .. إنها تدخل في نوبة الحمى ..
- " لا يا لورا .. استفيقي .. أرجوك .. لورا ... "
ثم صرخ عاليا ينادي وانيتا ..
- وانيتا ... أسرعي "
بدأت تتهالك بين يديه .. و بسرعة تصرف و حملها و دخل بها إلى الحوض و فتح عليها الماء البارد.. شهقت و أخذت تهتز و ترتعش .. ضمها إليه و هو يمسح على شعرها و يقبل رأسها..
- " لورا .. افتحي عينيك أرجوك "

دخلت وانيتا و رأت منظرا لم تره في حياتها من قبل .. الدوق جالسا في حوض الاستحمام و بين يديه فتاة بين الحياة و الموت يمسح على رأسها و يقبلها !!!
انتبه لوجود وانيتا فقال برباطة جأش
- " هيا ألقي مكعبات الثلج بالحوض "
- " لكن .. "
- " هيا وانيتا "
فعلت ما أمرها و ألقت بمكعبات الثلج بالماء .. ازدادت برودة الماء و أخذت لورا ترتجف و شعر هو بتجمد أطرافه لكنه تحمل ..
شيئا فشيئا بدأت لورا تستعيد وعيها و تفتح عينيها .. رأت يد رجل تحوط صدرها و صرها و شعرت بوجود شخص ما خلفها .. فبدأت بالهسترة و أخذت تصرخ و تضرب باتريك بقوة
- " اتركني يا قذر ..اتركني.. ابتعد عني .. ابتعد .."
- " لورا .. لورا .. اهدئي .. إنه أنا باتريك "
اقتربت وانيتا منها و أمسكت رأسها حتى تجعلها تنتبه لها ..
- " توقفي يا آنسة.. أنت بين أيد أمينة "
بالفعل توقفت و قلبها ينبض بسرعة غير طبيعية .. لفت رأسها لتجد نفسها مستندة على صدر باتريك و هما الاثنان في حوض استحمام و الماء بارد كالصقيع .. قالت بخوف

- " ما الذي يحدث هنا ؟! "

ابتسم لها و هو يرتجف و قد تحولت شفتاه إلى اللون الأزرق لكنه قال مهدئا
- " كنت فاقدة الوعي و حرارتك مرتفعة جدا .. و بدأت تدخلين في نوبة "
نظرت بين عينيه لتجد لأول مرة دفئا غير طبيعي على الرغم من برودة الماء ..كما رأت ابتسامة صغيرة صادقة أخبرتها بأنه يهتم بها و يقلق عليها .. ألقت بجسدها عليه و بكت.. ضمها إلى صدره و هو يربت على كتفها
- " اششش .. اهدئي يا لورا .. أنت بخير الآن"
أعطى وانيتا نظرة لتغادر فخرجت بسرعة و تركتهما وحدهما ..
لا تعرف لم كانت تبكي !! .. آه صحيح لما شعرت به بالأمس من خزي .. لأنه ظن بأنها قد أخطأت مع داني !! و لأنها كانت متعبة جدا ..
ظلت بين يديه لفترة وجيزة ثم رفعت رأسها و بدأت ترتجف و كذلك هو كان يرتعش و اصطكت أسنانه و ما هي إلا لحظات حتى انهمر على الاثنان ضحك مفاجئ و أخذا يضحكان حتى امتلأت عيناهما بالدموع .. ثم توقفا فجأة و أخذا يتبادلان نظرات الافتتان و الإعجاب التي قطعها هو بأن استقام واقفا و خرج من الحوض فتقطر الماء من ثيابه التي التصقت بجسده ليأتي بمنشفة و يضعها حول لورا التي ترتدي قميص نوم خفيف و أصبح شفاف بفعل الماء فكشف جسدها لكنه بسرعة أشاح عن النظر إلى جسدها .. فهو يعرف بانه لن يستطيع مقاومتها أكثر من ذلك .. ساعدها على النهوض دون أن ينظر إلى عينيها.. ثم اخذ منشفة لنفسه و وضعها على كتفه ..
- " كيف تشعرين الآن يا آنسة ؟! "
- " بخير .. شكرا لك .."
- " أنت مصابة بالحمى .. درجة حرارتك كانت مرتفعة جدا .. أتمنى أن ترتاحي و تتناولي وجبة عشاء و غدا سيأتي الطبيب ليفحصك "
أومأت برأسها .. إنها لا تريد أن تسمع هذا الكلام منه .. لا تريد وجبة عشاء و لا أي شيء غير أن تبقى نائمة على صدره ..
بعد ذلك فتح الباب و نادى على وانيتا ..
- " وانيتا ساعدي آنسة آغنر بتغير ثيابها إلى أخرى جافة ثم أحضري لها طعام للعشاء "
- " حسنا سيدي "
- " أبقي معها الليلة "
- " حاضر "
ألقى نظرة خاطفة عليها و سرعان ما أشاح بنظره عنها عندما وجدها تحملق فيه بحزن و قد تجمعت الدموع في عينيها.... و كأنها تعاتبه بنظراتها .. بل هذا ما كانت تفعله .. تريده أن يبقى .. أن يعترف لها بشيء .. لكنه غادر بهدوء .. آلمها قلبها و كأنه خلع من صدرها و غادرها معه .. يا إلهي إنها واقعة في الحب !!


يسابق الرياح فوق التلال و السهول , يداعب النسيم أذنيه ثم يدخل بين خصلات شعره الأسود .. يركض بالخيل و كأنه يهرب من مشاكله و من همومه , من ضغوط العمل , من شعوره بالذنب من .. من تلك الجميلة التي احتلت عقله و قلبه و لم يعرف هل سيقابلها من جديد ؟؟ و من هذه الجريئة التي احتلت الجزء الثاني من قلبه و عقله فهل هذا ممكن ؟! أن يعشق اثنتان في وقت واحد ؟!! واحدة لا يعرف من تكون و ما اسمها و لم ير منها إلا شعرها الأشقر الكثيف الذي استرسل أسفل كتفيها و طرف أنفها و ابتسامتها و طول قامتها و أناقتها و عذوبة صوتها.. و الثانية الشقراء ذو الشعر الأشقر القصير الذي يلامس أطرافه كتفها و الجسم الرشيق و الشقاوة و الجرأة و صاحبة المنطق و الرأي السديد التي تقنعه بنظرة واحدة من عينيها فهي يفترض أن تكون عدوته لكنها للأسف هي هنا لتحتل قلبه و عقله و سكنه و ورث أجداده..
فكيف انقلبت الآية و هو الذي يعرف عنه بأنه ذو بأس شديد و لا يقع ضحية لجمال النساء بل كن هن من يقعن فريسة له !! ..
عاد إلى الإسطبل بعد أن تسابق مع الهواء على ظهر جواده ليجد ماريو ينتظره عند السياج ..
- " سيدي .."
- " ماذا تريد يا ماريو ؟ "
- " لقد أتى الطبيب جيوفاني ليكشف على الآنسة "
- " حسنا جيد سأوافيه حالا "
- " سأخبره أن ينتظر "
خرج الطبيب جيوفاني من جناح لورا و كان باتريك في انتظاره عند الباب يريد أن يطمئن على صحتها فهو لم ينم طيلة الأمس و هو يفكر بخطئه و أن كل ما حدث لها هو بسبب تصرفه الطفولي..
- " دون باتريك كيف حالك ؟! "
- " أنا بخير .. لكن السؤال يفترض أن يكون كيف حال الآنسة ؟! "
- " أنت قلق جدا عليها .. اهدأ .. لا داعي للقلق فهي امرأة قوية "
- " إذن ما بها ؟! "
- " مجرد نزلة برد و إن ارتاحت ليومان ستكون أفضل "
- " أتمنى ذلك "
- " لقد سمعت بأنك أنقذتها بالأمس .. أهنئك على تصرفك السليم دون باتريك فلولا انك لم تقم بما فعلته لدخلت الفتاة في نوبة أو غيبوبة و قد تصاب بمرض ما أو تصاب أنسجتها العقلية لارتفاع درجة حرارتها ..لكن كيف خطرت لك هذه الفكرة بأن تضعها في ماء بارد لتقوم بموازنة حرارة جسدها بطريقة سريعة ؟!"
- " حمدا لله بأنها بخير فهذا ما يهم "
- " نعم صحيح .. أنا لا ألومك يا دون باتريك لاهتمامك الزائد بها فهي ضيفتك "
أنزل رأسه فهو يشعر بالخزي .. هل هكذا يقوم المضيف بالاهتمام بضيفته ؟؟ بأن يأخذها في منتصف الليل و يلقيها في بيت منعزل و مهجور , أم يقوم بأخذ منشفتها و رفع درجة برودة المكيف حتى تصاب بالبرد و تتجمد أطرافها , ثم يلقي اللوم عليها عندما وجدها في حجرة داني ملقاة على فراشه و هي تصيح و تصرخ مستنجدة بأحد ما ..
قالها دون أن يقتنع بإجابته ..
- " بالطبع "
- " حسنا أستأذنك الآن و لا تقلق على الآنسة ستكون بخير إن اتبعت إرشاداتي جيدا "
- " شكرا لك "
- " على الرحب و السعة "
أوصل الطبيب إلى الباب و ودعه بلباقة ثم وقف على أول الدرجات يهم بالصعود.. تردد لفكرة خطرت له بأن يدخل على لورا ليطمأن عليها بنفسه .. هذا ما حثه عليه قلبه .. لكنه فكر مليا و أعدل عن هذه الفكرة بإتباعه لعقله .. و بدل من ذلك خرج من القصر و استقل العربة الصغيرة ليذهب إلى المصنع و يلهي نفسه عن التفكير بلورا ..بالعمل...


دخلت وانيتا حجرة لورا و وضعت صينية الإفطار على فراشها ثم فتحت الستائر لتدخل الشمس فتصحصحها .. غطت عينيها بيدها فهي لم تر النور ليوم كامل ..
- " يجب أن تأكلي يا آنسة "
- " لكني لا أشعر بالجوع "
رفعت وانيتا الملعقة إلى فم لورا لكن الأخرى أبعدت رأسها .. لوت وانيتا شفتيها و ابتسمت بطريقة شيطانية و كأن فكرة جهنمية خطرت لها
- " هل تريديني أن أنادي الدوق ليطعمك ؟! "
ابتسمت لورا غصبا عنها ثم سألت وانيتا
- " و ما الذي يدعوك لقول ذلك ؟! "
تظاهرت وانيتا بأنها لا تعرف شيئا عما يدور بين الاثنين
- " ليس هناك سببا .. لكنه يستطيع إرغامك "
انزعجت لورا فردت عليها


- " أنت مخطئة لا الدوق و لا غيره يستطيع إرغامي على فعل شيء لا أريده "
- " حسنا أنا آسفة .. أرجوك تناولي هذه اللقمة من يدي.. من أجلي "
- " من أجلك فقط .. و ليس لباتريك "
تناولت الملعقة من يدها فابتسمت تلك الأخرى
- " هل قمنا نناديه باسمه ( باتريك ) عوضا عن (دون) أو (الدوق) ؟؟"
رفعت لورا حاجبيها و مع ابتسامة سألت وانيتا
- " إلى ماذا تلمحين ؟! "
- " لا .. لا شيء أبدا "
- " هيا أخبريني بما يدور في خلدك ؟! هل سمعت شيئا من أحد ؟! هل قال لك احد شيئا ؟! أو رأيت شيئا "
- " لم أسمع من احد و لم يقل لي أحد أي شيء .. لكنني رأيت بعيني الكثير "
بدأت لورا تتحمس لحديث وانيتا فأمطرتها بالأسئلة
- " و ماذا رأيت .. أخبريني هيا ؟! "
ترددت وانيتا قبل أن تتحدث فألحت عليها لورا و هي تهز يدها
- " هيا أخبريني .. "
- " لكن هل توعديني بان تنهي طبق الحساء إن أخبرتك ؟! "
- " نعم .. وعد مني أن أنهي كل الطبق لكن أخبريني "
- " حسنا .. بالبداية رأيت الدوق عصبيا جدا عندما ضرب دانيال على وجهه لأنه حاول أن .."
- " نعم .. رأيته "
قاطعتها لورا فهي لا تنوي أن تتذكر تلك الحادثة المرعبة ..
- " هو لم يضرب صديقه قط و لم يطرده من القصر من قبل بل دائما ما يقف معه حتى و لو كان داني مخطئا.. لكن لأن الامر يتعلق بك .."
- " ربما لأنني كنت اصرخ و استنجي به .. أيا كان سيقف معي لأني امرأة أتعرض لهجوم رجل غريب "
- " نظراته بالأمس و قلقه عليك أكد لي ما أشعر به .. إن الدوق يهتم لأمرك .. بل أكثر من ذلك "
- " كيف ؟! "
- " كان قلقا جدا عليك و حزينا بحيث قفز معك بحوض الماء البارد و أخذ يمسح على رأسك و .. "
- " و ماذا ؟! وانيتا تكلمي "
- " كان يقبل رأسك .. و يناديك بلورا عزيزتي.."
- " حقا ؟!! "
لكن سرعان ما أبعدت لورا فكرة أن باتريك قد يهتم لأمرها فبسرعة أجابت ظنونها
- " أنا متأكدة لأنه يشعر بالمسؤولية اتجاهي فأولا و أخيرا أنا غريبة و ضيفة عنده "
- " هذا سبب بسيط لا يجعله يقبل رأسك و يجلس معك في الحوض بثيابه و يرتجف من البرد و تزرق شفتاه.. كما أنه عندما بكيتي و تعلقت به نظر إلي بأن أغادر حتى يكون معك وحدك "
لا تعرف لورا لم تألمت لحديث وانيتا بدل من أن تسعد و تبتهج .. هل لأنه يحاول إخفاء مشاعره لكبريائه ؟! أم أن غروره و كبرياءه لا يسمحان له بأن يقع في عشق فتاة أمريكية و من عامة الناس و بدل من هذا أنها أتت لتأخذ جزء من ممتلكات أجداده حيث يفترض أن تكون له وحده و لابناءه و أحفاده من بعده ..
- " آنسة لورا .. هل أنت بخير ؟! "
- " نعم .. لقد سرحت قليلا "
- " بدون باتريك أليس كذلك ؟! اعترفي بأنك تكنين له مشاعر الإعجاب ؟! "
تلونت عيناها بالحزن و هي تجيبها بصوت مخنوق
- " بل أسوأ من ذلك .."
وضعت يدها على قلبها تحاول أن توقف النزيف الذي اعتصر من قلبها و هي تتذكر كيف أنه قاوم تقبيلها مرتين .. أنه لا يريد أن يخطأ معها فيندم .. ارتجفت شفتيها و أحست بغصة .. ضمتها وانيتا و أخذت تربت على كتفها ..
- " لقد ترك اليوم تدريبه على الخيل ليسأل عنك عندما علم أن الطبيب جيوفاني أتى ليكشف عليك .. اعتقد يا آنسة بأنه يكن لك نفس المشاعر التي تحملين له "
- " ربما .."
وقفت وانيتا لتغادر فجذبت لورا يدها و قالت لها مبتسمة
- " كنت أتساءل يا وانيتا إن كان للدوق صديقة أو زوجة أو ..."
- " لا .. كانت لديه صديقة قبل أن يغادر .."
- " و ماذا حدث ؟! "
- " غادر .."
ابتسمت لها لورا .. فمن دون وانيتا لم تكن تعرف كيف كانت ستتحمل البقاء في هذا القصر أكثر من يومان ..
- " شكرا لك وانيتا لأنك الوحيدة التي تعامليني جيدا هنا .. إني أعتبرك صديقة لي .. شكرا مرة أخرى لاعتنائك بي "
- " على الرحب و السعة يا آنسة لورا "
- " ارجوك .. ناديني بلورا "
- " حسنا .. لورا .. هل يعجبك هذا ؟! "
- " بالطبع.. خاصة و أنك أصبحت صديقتي المقربة و اعترفت لك بسري الدفين .. "
ابتسمت لها وانيتا بابتهاج
- " و أنت كذلك يا آنسة.. أقصد يا لورا .. امرأة متفهمة و ناضجة و عادلة و لك قلب أبيض كبير"
- " شكرا لك .. إنك تحرجينني "
- " بل هذه الحقيقة يا لورا و الدوق يقن لذلك "
تورد خدي لورا لكلام وانيتا و لأنها ترسم لها آمال و أحلام بعيدة المنال .. فحتى و ان يكن الدوق يعشقها فهو لن يبوح لها بذلك فآخر ما يريده هو أن تكون بينهما علاقة .. سترضى بالأمر الواقع ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -