بداية

رواية استيقظت من سباتي لاجلهم -12

رواية استيقظت من سباتي لاجلهم - غرام

رواية استيقظت من سباتي لاجلهم -12

اما أنا فثقتي بزوجي لا حدود لها
وجه لي نظرة تعالي وغرور وقال :الله اعلم بمحتوى القلوب والعقول
قلت بنظرة غاضبة :هل أنا المقصودة بهذا الكلام أم أنت
كعادته عندما يتهرب من الكلام قال :انتبهي على ألأولاد وتأكدي من إغلاق الأبواب
ولا تنتظريني احتمال كبير اني سوف أتأخر
لم أبالي بكلامه و وجهت يدي الى ربطة عنقه وسحبتها بغفلة منه ونسفت ترتيبها تماما
وهربت بسرعة من امامه ولكني لم افلح بالهروب فأنا امام ضابط شرطة محترف امسكني
وطوقني وفك ربطة شعري واخذ يعقده انتقاما مما فعلت
استسلمت له ورفعت رأسي له وقلت :أريد أن اعرف لما هذه الاناقة كلها من اجل من لما تبالغ بالتعطر بهذا الشكل
قال :وهذا اللف والدوران كله من اجل هذا السؤال الروتيني
قلت بغضب :لقد اعجبك المكان الجديد
ليقول ببرود :هو مكان عمل لا يهم أين يكون
قلت :ولكنه يدفع الانسان للاهتمام بمنظره
قال بثقة :كل من يعرفني يعرف جيدا بأني شخص مرتب المظهر
وقال بعدها بنظرة مركزة لي :وأنا زادت أناقتي فهذا يدل على مدى اهتمام زوجتي بي وحرصها على منظري
قلت بمسكنة :دعك من هذا الكلام فأن احترق بغيريتي الا يهمك هذا الامر
قال بمرح :وأنا اعشق احتراقك واتمنى أن يزداد
ضربته على كتفه وقلت :هل تتمنى لي الاحتراق
توجه نحو الباب وقال :من الغيرة علي نعم ونعم ونعم وقبل كفه ورمى القبلة باتجاهي
فهل عرفتم من أنا
اجلس بعيدا عن جلستهم الثلاثية التي توسطها جهاز التلفاز الذي تعلقت به عيونهم متابعين بلهفة ما يحدث في مصر الكنانة تارة يثنون عليهم وتارة يضحكون على روحهم المرحة التي لاتتركهم رغم الصعاب
كان محسد اقربهم لجاهز التلفاز بينما الخالة ام لبيد وولدها لبيد جلسا بقرب بعضهم
لذا كان محسد دائما يلعق موجها الكلام لهما
محسد :ما شاء الله عليهم تمسكوا بمطالبهم حتى النهاية دون يأس
ليجيبه لبيد :هم ادرى بما يدور في بلدهم ولو أن أوضاعهم جيدة لما لجئوا لمثل ما لجئوا أليه من اجل ان يحصلوا على حكم يرضيهم
لينهي كلامه بقوله ثورة رائعة
ليجيبه محسد :اعجبني موقف الجيش
لتتدخل الخالة ام لبيد قائلة :جيشهم كان حلم والدكم كان يتمنى أن يكون الجيش سندا للشعب ومدافع عنه وان لا يسيس بحزب حاكم او بشخص الحاكم الجيش هو الشعب
ليجيب محسد باعتراض :والدتي وما بال الشرطة
أجابت الخالة ام لبيد بكلامها الذي دائما يدهشني :الشرطة دائما متهمة بولائها للحكومة وهذا امر لايمكن إنكاره بينما الجيش وضعه يجب ان يكون مختلف
لينتهي الحوار بالدعاء لبلد الكنانة بوحدة الصف وهدوء الأنفس
وفي غمرة أحاديثهم صدرت من محسد التفاتة الى حيث اجلس ونظر تحديدا الى قدمي التي تخلو من جورب يصر علي ان ارتديه بحضور لبيد
وانا دائما في حالة تمرد على هذا الامر وهو دائما في حالة تشديد عليه
وما أن لمح قدمي تخلو منه حتى بدأ يوجه لي نظرات الغضب كلما وجد لبيد مشغول بوالدته وأنا كنت لا أبالي بها
ألى أن فاض الكيل به وتوجه خارج الصالة و وصل الى مكان لا يُمكن الخالة ام لبيد ولبيد من رؤيته بدأ يشير لي بأن أتي أليه وأنا كنت مستمتعة بغضبه وبإشاراته الغاضبة ألا أن رفع صوته مناديا ً لي عندها لم استطع تجاوز ندائه ولبيت ندائه على مضض خاصة وعينا الخالة وابنها اتجهت نحوي
وما أن وصلت الى حيث هو حتى امسك بيدي وتوجه بي الى غرفتنا واغلق الباب
وبدأ بكلامه الغاضب هل تعرفون عندما اراه بهذه الحالة من الغضب وأكون أنا سببها ومتعمدة في احداثها تكون مهمتي عندها كتم ضحكتي واحاول بجهد أن امنع انفلاتها
قال محسد :الى أين تريدين الوصول بهذه الحركة
اجبته ببرود :الي أين طبعا الى حيث راحة زوجي حبيبي
ثم قلت :محسد حبيبي لبيد لاينظر الى اية امرأة حتى أني اشك انه ينظر لزوجته هو دائما مطرق الرأس ونادرا ما يرفعه
ليخرج نفسا ً قويا ويقول "ندى حاولي أن تفهمي أنا لا اعني لبيد تحديداً هي مسألة تعود على اللبس المحتشم لا أكثر ولا اقل ارتداء جورب بسيط لا يأخذ من وقتك غير ثواني ما الذي يضرك فيه
اجبته :لم اعتد عليه يضجرني داخل المنزلا اما خارجه فالمسألة جدا عادية
ليجيب بتهكم :لماذا لم تعتادي عليه يا عروس يبدو اننا في اول ايام زواجنا
اقتربت منه ووضعت يدي على اعلا ثوبه المنزلي وقلت :وهل هناك ضرر في اعادتها
لينظر لي تلك النظر التي تمزج الحب بالغضب بالمرح هل تعرفونها لأني هكذا ارها
ويقول :ذهبت ايامك ولا تكون طماعة ودعي غيرك يستمتع بأيامه
اجبته بحدة :ما تقصد
اجاب ببرود يشبه برودي في أول حديثنا :لا اقصد شيء عقلك من يبرع بتحوير مقصد الكلمات
اجبته بحدة :محسد
ليجيب :اذهبي والبسي جوربك
حاولت الاعتراض والرجوع الى اخر الحديث لكي افهم ما ورائه
لكنه لم يسمح لي بالكلام وقال :ندى عزيزتي الرجل عندما ينظر الى الارض هذا لا يعني انه لا ينظر ابدا ً صدقيني نظرة واحدة تكفي لكي يعرف تفاصيل المرأة التي امامه وماذا ترتدي
اجبته بضربة على كتفه وقلت بغضب :هؤلاء من هم على شاكلتك الذين يأخذون صورة بأشعة اكس للمرأة التي ينظرون لها
ثم قلت بغضب لان الكلمات لم تعد تسعفني :محسسسسسد اجبني ما يدور برأسك
اجاب ببرود قاتل :لا يوجد ما يدور برأسي غير جواربك في الوقت الحاضر
كدت أن انفجر لو لا دخول ابنتنا شهد وهي تبكي وترتمي بحضن والدها
لا ادري ما بال هذه الفتاة تختاره دائما ملجأ لها
هل تعرفون عندما اغضب من محسد اشعر بحبه لابنائه وحبهم له وأنا اجد نفسي خارج الأقواس
أقترب منهما وأخذتها من حضن والدها وقلت :شهد حبيبتي ما بك لما هذا البكاء
أجابت بكلمات متقطعة بسبب بكائها :الفتاة التي تجلس بقربي في الصف تدعوا علي وتقول أتمنى من الله ألا تنجحي بالامتحان وتقول أن دعوتها مستجابة لانها تؤدي الصلاة مع والدتها وأنا لا أؤديها مثلها
أجبتها بتساؤل :ولما تتمنى لك ِ مثل هذه الأمنية
اجابت :لأني لم أعطها ناتج ضرب 4في 6 في امتحان جدول ضرب الـ4
أصابتني الحيرة ماذا اقول وكيف أوصل لها اللبس الذي أصاب أفكارها
نظرت لها بحيرية وشاركني محسد هذه النظرة وهي تتوسطنا بدموع منهمرة وشهقات متواصلة
وانقذت الموقف سيدة الانقاذ عندما دخلت الى حيث نقف حائرين وقالت بتساؤل :ما يجري هنا ولما تبكي شهد
لم نتكلم انا و والدها لأن شهد وجدت في اخبار جدتها سبق صحفي فهي لجأت لغرفتنا مضطرة لأن لبيد كان متواجد مع والدته وهي تخجل كثيرا من عمها لبيد
قالت شهد بعد أن عادت في نوبة بكائها الى نقطة الصفر :ماما سؤدد تقول انها تتمنى من الله أن تكون درجتي بالامتحان سيئة جدا لأني لم اعطها ناتج ضرب 4في 6 في الامتحان
ماما هي تصلي الله سوف يقبل دعائها
اخذت العمة ام لبيد بيد شهد واجلستها بقربها على الأريكة وسط نظراتنا المدهوشة من ابتسامتها
قالت بتروي :شهد الم اخبرك أن الغش حرام
اجابت شهد وهي تكفكف دموعها: نعم قلتي ولكنك قلتي أن من يصلي الله يعطيه ما يريد ويذهب الى الجنة
اجابت الخالة بهدوء :الم اخبرك بأن الله لا يضيع تعب التلميذ الذي يدرس باجتهاد ويكافئه بدرجات عالية
اجابت :نعم ولكن
قاطعتها الخالة :شهد انتي لم تبلغي سن الصلاة لذا لا تأنبي نفسك لأنك لا تؤديها الآن وكوني تلميذة شاطرة وتعلميها وعندما تبلغي السن المناسب لاداء الصلاة يكوني ادائك لها ممتاز
أخبري زميلتك :ان الله هو الحق ولا يقف مع الباطل والغش باطل الله سوف يوفقك لأنك لم تسمعي كلامها وتمنحيها فرصة للغش
اخبريها ان من يؤدي الصلاة يجب أن يبتعد عن الغش
اخبريها بحديث الرسول الذي يقول (من غشنا ليس منا )
اخبريها بقصة النبي شعيب الذي ارسله الله لكي يهدي قومه الذين كانوا يغشون الميزان ويغشون في الطعام الذي يبيعوه
ثم احتضنتها وقالت :عزيزتي كوني واثقة من نفسك ومن تعبك في دراستك واثقة بالله سبحانه وتعالى الذي سوف يجزيك خير جزاء
وتمني لزميلتك أن يهدها الله ولا تنسي أن تخبريها بما اخبرتك
هزت رأسها كدلالة على الاقتناع والأنصياع لكلام جدتها التي تسميها ماما لأنها فعلا امها التي ربتها
كل هذه الأحاديث أن اجهلها العمة ام لبيد هي من تربي أطفالي التربية الموجهة الصحيحة اما انا فأم معتنية فقط اعترف بهذا واحمد الله الذي وهبني هذه العمة الرائعة
انصرفت شهد لغرفتها وتسابقنا أنا ومحسد الى حيث تجلس العمة ام لبيد لكي نقبل رأسها ويدها لأن الكلمات لا تفيها حقها ولافعال ايضا قليلة بحقها


غادرنا محسد متوجها الى حيث يعمل لأن مناوبته اليوم مسائية
وتركني اغلي من الداخل بغيرة اعرف سببها وااكره أن افصح به لمحسد ولكني فاض الكيل بي واليوم سوف افجر قنبلتي
قطع افكاري صوت هاتفي الذي اعلن عن اتصال من والدتي الحبيبة
اجبت بلهفة :امي كيف حالك
قالت بعتب :تسألين عن حالي لما لا تأتين لمنزلنا
اجبتها بحب :امي تعرفين دراستي التي طالت وشااخت وشخت معها ولأولاد ومدارسهم وعمل محسد في مكانه الجديد
اجابت والدتي دون قصد منها لأثارة مشاكل :مابه عمل محسد يبدوا سعيدا ً به
كنت في السوق ومررت بالمكان الذي يتواجد فيه وجدته مع احد زملائه في العمل يضحكون من اعماق قلوبهم
مررنا بقربه ولم ينبه لنا لشدة انسجامه
أعلنت الإشارات الحمراء ازدحامها في رأسي ولم ابين لوالدتي هذا الأمر وقلت لها :مزحة عابرة بين زميلين
صدقيني امي عمله في هذا المكان جدا ً متعب
اجابت والدتي بكلام متعمد :بالنسبة له ام بالنسبة لكي
ثم غيرت الموضوع قائلة :ننتظركم يوم الخميس أعددت لكي الحلوى التي تحبيها
وأغلقت الهاتف بعد تبادل أحاديث عن اخبار الأهل والأقارب
وبدأت هواجسي تأخذني الى ضحكات محسد ابتسامة منه تكفي لـ لفت انتباه من يقتنصن الابتسامات فما بالكم بضحكة رنانة
كدت أن امزق ملابسي لشدة الغيرة والغضب
توجهت للحمام من اجل الوضوء لكي اطفئ نوبة الغضب التي اشعلها الشيطان
هذه كانت نصيحة الجدة لي قبل زواجي بمحسد بأيام
جدتي الغالية ها أنا زوجة لحبيبي رزقنا الله بفتاة جميلة وصبين رائعين
ومحسد يريد المزيد احياناً أظنه يريد المزيد من اجل إبعادي عن الدراسة واحياناً أراه يحب الأطفال فعلا
آه جدتي كنتي موجهي لطريق الصواب عندما تأخذني الافكار بماذا كان من الممكن ان يحصل لو لم تكشف الجدة علاقتي بمحسد لكنت اليوم أعض اصابعي ندما ًولما كانت علاقتي بمحسد مثل علاقتي اليوم به
احمد الله على وضعه الجدة في طريقنا لكي توجهنا نحو طريق الحلال
انهيت وضوئي وقرأت عشر صفحات من القرأن الكريم
هدأت نفسي وبدأت بالتفكير ولا أدري كيف وصلت للماضي بأفكاري
هل تعرفون الى أين وصلت
أنا اخبركم وصلت لأول يوم لي مع محسد الى اول يوم اقفل فيه الباب علي وعليه
انا وهو وحدنا وفي مكان مغلق علينا ولكن شعورنا بالامان وصل الى اقصى درجاته شعور رائع جدا جدا لايمكن ان يوصف كيف اصف الامان والاستقرار والهدوء
شعرت حينها أن هذا الامان الذي نشعر به هو رضا من الله علينا
وتذكرت حينها كيف كنا خائفين متوجسين ونحن بين الزهور في حديقة جدتي ولاتوجد حدود لجلستنا
لأن الامان كان مفقود حينها وغضب الله كان واقع علينا و يجعلنا خائفين مقيدين رغم الفضاء الواسع حولنا
سبحان الله والحمد لله الذي توج حبنا بحلاله
سلطان النوم اخذني من افكاري ولم استيقظ الا بعد ان شعرت بحركة بقربي


محسد
كانت الساعة تشير الى الحادية عشر والنصف
سكان المنزل يخلدون للنوم في مثل هذه الساعة الا نداي فهي تبقى مستيقظة تنتظر محسدها
نعم هي نداي وأنا محسدها
تلك الصغيرة التي استطاعت أن تجعل صورتها كبيرة بيعني بعد أن ضاقت وصغرت
كنت اظن حياتي معها سلسلة من المشاكل والاعتراضات والعند ورغم هذا الاعتقاد تزوجتها لأنها و وببساطة نداي أنا وقلبي ملكها وقلبها يجب أن يكون ملكي
فكانت حياتي عكس ما توقعت تماما ندى كبيرة بعمر صغير تتقبل النصيحة وتناقش أن لم تصلها الفكرة وتقنع ان لم تقتنع
كم اتعبتها لكي تتخلى عن دراستها دون أن اصرح بشكل مباشر عن عدم رغبتي بدراستها
ولكنها تحملت ولم تفتح معي مطلقا موضوع دراستها فهي كانت تؤجل سنة وتستمر بالدراسة لسنة وتخلت عن رغبتها في اكمال الدراسة الجامعية واختارت دراسة تتخرج منها تدريسية في التعليم الابتدائي, الدراسة فيها تستمر لمدة خمسة سنوات بعد الدراسة المتوسطة تمنح المتخرج شهادة دبلوم
كم شعرت بأمتنان لهذه التضحية ولكني لم افصح به امامها
هكذا نحن الرجال نشعر بأمتنان لهن دون ان نعلنه لهن
تقولون لماذا
اقول لكم ببساطة هذه هي طبيعتنا فلا تناقشن بها
توجهت الى حيث نداي ووجدتها مستغرقة في نوم عميق
شعرت بخذلان فهذه اول مرة تخذلني نداي
اقتربت منها بهدوء ولكنها نهضت فزعة ووضعت يدها بقرب قلبها واخذت نفس عميق وقالت :محسد افزغتني
قلت :جلست بهدوء ولكنك تشعرين بتأنيب ضمير لأنك لم تنتظريني لذا نهضتي مفزوعة
لم تجبني بل نظرت لي نظرة غير مبالية وأستلقت من جديد واغلقت عينيها
اقتربت منها قائلا :ندى مابك
اجابت بعينين مغمضتين :انت تعرف
قلت :ندى دعي كلام الالغاز واخبريني مابك دون لف ودوران فنحن لسنا زوجين تزوجا حديثا ً ونجهل بعضنا
نهضت من جديد وقالت :محسد اكاد أن اجن منذ أن تزوج خالي مثنى
وزاد الوضع سوءا عندما تصادف زواجه مع انتقالك لعملك الجديد
انت لاتشعر بي تماما ولا تحبني مطلقا جاف المشاعر منذ أن رزقنا بأول طفل لنا
قلت لها :ندى أنا احبك .... ومن ثم وضعت يدي على فمي في محاولة لإضافة جو فكاهي لهذا الجو المتوتر
قلت لها :انتزعتي الاعتراف مني دون أن اشعر
اجابت :ربما حتى الكلمة لا تشعر بها
اجبتها :ندى لا ادري لما هذا التركيز على الكلمات والنطق بها انتي اول زواجنا لم تطلبي تصريح واضح بمشاعري اتجاهك
اجابت بسرعة :لأني كنت واثقة
نظرت لها نظرة مؤنبة وقلت :ندى ما الذي بدر مني لكي يدفعك بالشك بمشاعري اتجاهك
اجابت بهدوء تحاول قدر الامكان السيطرة عليه :محسد ارح قلبي واخبرني بما يحصل في عملك هل تريد اقناعي انك لم تتعرض لمحاولة لـ لفت نظرك من قبل بعض عديمات الحياء
اجبت :ولنفرض تعرضت لمثل هذا الموضوع ما الذي يفيد الكلام فيه ان كان لاصدى له داخلي
ندى تعوذي من الشيطان غيرتك تزيد يوم بعد يوم لو كان هذا الموضوع في اول زواجنا لكان جدا عادي اما بعد مرور 7 سنوات فهذا امر غير معقول تماما
ندى خالك مثنى تزوج ثانية لانه خالك مثنى وليس كل الرجال خالك مثنى الذي يرى بالزواج مغامرة تجدد له حياته صدقيني هو لو يجد في نفسه القوة على الزواج بثالثة لما تردد خالك مثنى انسان مللول ووجد في الزواج تغير وتحمل كل تبعات
هذا الموضوع
اما انا لست مثنى اولا
واقولها صادقا لا رغبة لي بالزواج بثانية لما اتزوج بثانية وزوجتي لا ينقصها شيء ولدي اطفال رائعون وحياتي مستقرة
لما ادخل عاصفة الى منزلي تدمره من الداخل وتجعل منه منظرا خارجيا متكامل ومنظر داخلي متهالك
اقتربت منها وتلقفتها احضاني وقلت :ندى لكي تطمأني أعدك بأني أن فكرت بالزواج سوف تكوني اول من يعلم
نهضت بفزع وقالت :اقتلك واضعك في اكياس وأوزعك على افرع المنطقة
توجهت لها مدعيا الغضب وقلت تقتلين من
قالت بتحدي :انت وتستحق حينها القتل
اجبت وأنا اضحك :مثنى فتح لنا باب للمشاكل لا داعي له هداه الله هو تزوج ونحن ابتلينا من وراء زواجه
ندى عزيزتي اقسم بالله لك بأني لن اتزوج ثانية
اجابت :ومكان عملك
اجبت بضجر :مابه مكان عملي هل أنا وزير الداخلية لكي احدد وأختار مكان عملي
ندى أنا موظف في مكان عملي وعندما تصدر اوامر النقل يجب تنفيذها دون نقاش
ومن كان يريد خيانة زوجته يستطيع خيانتها في منزلها دون أن تشعر به
كوني عاقلة كما عهدتكِ
اخذت نفس عميق وقالت :محسد لاتضجر مني هناك معركة تدور في افكاري وفقدت السيطرة تماما عليها
قلت :ندى أن كان كل ما قلت لا يرضيك
اذن لا يوجد ما يرضيك
اجابت :ما يرضيني وجودك بقربي
اقتربت منها وقلت :وأنا بقربك حتى يأخذ الله امانته
اجابت :انا قبلك أن شاء الله
قلت :بل أنا قبلك
لتضع يدها على فمي في نفس الوقت الذي وضعت يدي على فمها
ندى هذا هو محسدي الذي عشت معه خوفا في الفضاء الواسع
وامانا ً بين اربعة جدران
محسد هذه هي نداي التي علمتني معنى الحب الحلال وجمال لحظاته


أستغفر الله وأتوب أليه


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الجزء الاخير
سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر
دهشت من تواجدها امامي بردائها الواسع وغطاء رأسها الذ يصل الى وسط جسمها الملابس التي ترتديها كانت نفسها ملابسها التي كانت ترتديها عندما توجهت لاداء العمرة ثياب ناصعة البياض تشبه بياض قلب صاحبتها
كانت تجلس بمقعد قريب من سرير ابنتي
توجهت لها وقلت خالتي :كيف حالك حاولت الاقتراب منها وتقبليها ولكنها
قالت :لاتقتربي قبل أن تعديني بأن تقفي مع ابنتك
قلت :خالتي أنا دائما بقرب ابنائي
اجابت بعد أن نظرت اتجاه سرير ابنتي بحنان :هي بحاجة لكي فلا تخذليها كوني بقربها سانديها ثقي بها ابنتك فتاة رائعة كوني شاكرة لربك دائما لأنه وهبك مثل هذه الفتاة الرائعة
قلت بخوف :خالتي ما الذي سوف يحدث لابنتي
اجابت بعد أن قبلتني وقبلتها :كل خير أن شاء الله
استيقظت من غفوتي وهناك راحة تسللت الى قلبي لم ارى خالتي في منامي ابدا ابدا وها هي اليوم تزورني لكي تحثني على ان اقف مع ابنتي
هبة الفتاة التي افتخر بأنها ابنتي واشعر بتقصير كبير اتجاهها ,انشغالي بأحاديث الناس وتقصي الأخبار عن ذاك وتلك اشغلني عن متابعة زهرتي الرائعة هبة
واحمد الله بأني صحوت من غفوتي كان هناك ظن شيطاني داخلي يقول لي سوف تمرضين قبل ان توافيك المنية عندها يمكنك التوبة وترك أعمال الغيبة والنميمة
ولكن وفاة الخالة ام سيف وهي لا تشكوا من شيء غير حياتي وقناعاتي نحو الأفضل
رأيتها تصعد السيارة وهي بصحة وعافية وتتواعد مع زوجة أخيها على زيارة إحدى معارفهما وبعدها تتبادل الضحكات مع والد ماجد
وعندما وصلنا لم انتظر احد كعادتي دخلت الى منزلي مباشرة وتناولت هاتف المنزل لأتصل بابنة خالتي لكي أعطيها موجز ما حصل لكي نحلل ما تعني هذه الكلمة ولما زوجة فلان قصدت قولها وما يعني تصرف ام فلان ولما تصرفت به
وكل كلامنا مبني على الظن هل احتقرتموني
لكم ذلك لأن ساهرة أيام زمان كانت هكذا وتستحق الاحتقار
كنت في قمة انشغالي بالنميمة عندما دخلت هبة مسرعة وهي ترتجف وتقول:جدتي لا ادري ما بها لا تستطيع مغادرة سيارة عمي ابراهيم
لم أبالي بحديثها وقلت في نفسي ما بها يعني ربما هناك حديث خاص بينهم وأرادوا ان يبعدوا هبة لكي لاتسمعهم وتنقل الحديث لي لأنهم لا يجهلون كوني أحقق مع أطفالي واسألهم ما سمعوا ومن تحدث وما مناسبة الحديث
وهبة بالذات كانت تقف لي بالمرصاد فهي دائما تقول لم اسمع شيئا
لذا لم أبالي بما تقول فهي بكل الأحوال لن تأتني بالإخبار
الى ان وصل لمسمعي صوت صراخ وكلمة لا أله ألا الله بصوت مرتفع وبنبرة رجولية
ارتديت عباءتي على عجل وخرجت مسرعة لأفاجئ بهم يلتفون حول سيارة ابراهيم وقد علا صوت بكائهم توجهت الى حيث النسوة وسألت دون أن أوجه الكلام لشخص محدد :ماذا حصل
لتجيب مريم :رحلت من كانت بلسم لجروحنا
عندها أيقنت أنها غادرت الحياة وعندها بدت لي نفسي صغيرة جدا وتافهة جدا والحياة لا معنى لها وأنا قضيتها بالنميمة حتى الجدة رحمها لم تسلم من نميمتي
هل تعرفون احمد الله ان يوسف لا يبالي بأخباري ودائما يوقفني ان تجاوزت بأحاديثي معه لذا لم يكن يوسف ملجئي كانت ابنة الخالة هي من استمتع بالحديث معها لأن اهتماماتنا متشابهة
وسبحان الله بعد ان غيرت اهتماماتي وأصبحت مواظبة على صلاتي التي كنت أؤخرها لاستمتع بنميمتي وخصصت لنفسي وقت لقراءة القرأن وزيارة أقاربي ووجهت اهتمام خاصة لمنزلي وأطفالي بدأت بتربيتهم من جديد لكي لايكونوا نسخة مكرر مني
انقطعت علاقتي بأبنة الخالة وأصبحت اسمع كلام صادر عنها تنعتني بالمملة التي أصبحت تفكر بالموت أكثر من الحياة
وأنا لست كذلك أعيش حياتي بكل تفاصيلها اخرج استمتع بكل نعم الرحمن منزلي انتشرت في أجوائه روح الفكاهة التي كانت تندر فيها لاني وببساطة كنت افقد أعصابي واغضب لأتفه الأسباب ولايوجد ما يذهب غضبي غير الاتصال بابنة خالتي واخذ جرعة من النميمة
احمد الله على إصلاحه لي لا ادري كيف كنت سوف أقابل وجهه الكريم وأنا احمل معي ذنوب عباده معي كانت تسليتي هي من تفسد آخرتي وتقلص حسناتي
الحمد لله على الهداية ورحم الله الخالة ام سيف فعلا بلسم للجرح هذا ما اكتشفته عندما رحلت وياله من اكتشاف متأخر
هبة
ثقة بالنفس عالية هذه انا من الخارج اما من الداخل خائفة مرتبكة متوترة اراقب العيون وينكشف لي ما تقول في كل سنة تمر وتبرز ملامح أنوثتي اشعر بنظرات والدي تتغير ينظر لي نظرات قلق واحياناً بريبة
ويتعمد الجلوس بقرب الهاتف ان تكلمت فيه الى ان قطع الهاتف عن المنزل تماما والحجة ان قائمة الهاتف التراكمية لاتستحق ان يسددها لذا تم قطع الهاتف الأرضي من قبل دائرة الاتصالات
هل تصدقون والدي الميسور الحال لا يستطيع تسديد قائمة الهاتف وتركها تتراكم
لايهم فهذه بركات الموتى رحمهم الله
كبرت وأصبحت بالجامعة وأصبحت بحاجة لهاتف نقال استطيع ان أطمأن أهلي عني عندما يطرأ طارئ واستطيع ان أتواصل مع رفيقاتي اللواتي أضجرنني بتعليقاتهن عن عدم امتلاكي لهاتف نقال وأنا بهذا العمر
كنت اصمت عن تعليقاتهم ولا اطلب من والدي شراء هاتف لي لكي لا اثير شكوكه وادعه مطمأن علي
اشعر بالحزن على حال عائلتي وحال البنات فيها تحديدا
مرت السنون وغادرت الجدة ولازالت عيونهم تحتفظ بالشك ولكن افواههم ابت النطق به خشيت تقليب صفحات الماضي الأليم وفضلت الصمت
ألى أن أهداني العم سيف هاتف نقال عندما نجحت الى صف الثاني في الجامعة
ولكي أعيش براحة وسلام كنت أضع الهاتف في صالة المنزل بمتناول يد الجميع حتى أوفر لوالدي فرصة لتقليب محتوياته دون أن أحرجه او يحرجني
يظنون أننا لا نفهم تصرفاتهم كل ما في الأمر نحن نصمت لكي لانحرجهم ولا نحرج أنفسنا معهم
اليوم هناك حدث في حياة العائلة انه ..
حارث أبن العم الذي امسك خلود لكي تتجرع السم من يد أخيها
صغيرة كنت حينها سمعت أصوات خطوات مسرعة وأحاديث هامسة التقطتها إذني في سكون الليل
كيف التقطتها وغرفتي في الطابق الثاني لا ادري ربما قرب السرير من ألشبابك هو الذي ساعد أذني على التقاط جريمة منتصف الليل
او ربما هي ارادة ربانية لكي تشهد براءة الصغار على جريمة الكبار
أول الأمر تشبثت بسريري وأعلن قلبي سباق لا يتوقف بين دقاتها كاد ان يقفز قلبي خارج ضلوعي لسرعة دقاته ,خوف شديد أصابني جعلني لا أقوى على الحركة
رويدا رويدا تمالكت نفسي ودفعني الفضول فأزحت الستارة
لأراهم
أعمامي واقفين صفا وحارث وماجد يتصارعون مع خلود صراعا ً شرسا
مزقت به خلود ملابسهم وهم أشبعوها ضربا الى أن تمكنوا منها واجبروها على تناول ماكنت أظنه دواء ً فالكل يعرف خلود لا تتناول الدواء مطلقا ً وأن تناولته
تتناوله قسرا ً هكذا صورت لي طفولتي الأمر
حتى اكتشفت الحقيقية التي خبئوها جيدا فالتقطتها من همساتهم وهمهمتهم
لم أشارك سوى رانية فيما اكتشفت وهي من ساعدتني في تخطي أزمتي
ولكن هناك خوفا سكن اضلعي من كل الرجال وأولهم والدي
سوف تسألوني لما تعودين لهذه الذكرى الأليمة اقول لكم
حارث يريدني زوجة هذا ما قيل لي
نعم هم يقولون يردني زوجة
اما عيون حارث حين التقيه لا تقول شيئا
فتاة في الجامعة هل تعتقدون لاتميز نظرات الرجل ان كانت راغبة ام غير راغبة
ونظرات حارث وتصرفاته اخوية بحته لايوجد فيها ميزة ,عندما أزورهم يتصرف معي مثلما يتصرف مع رانية ودانية دون زيادة او نقصان
وما أكد لي نظرته الأخوية انه أصبح يتجنبني منذ أن تكلموا بموضوع الخطبة
عن نفسي لاأرى فيه غير حارث الذي امسك بخلود
وهذه النظرة بدأت تخف تدريجيا ولكنها لم تختفي لكي أتقبله زوجا ممكن أتقبله أخا ً بذكرى سيئة أما زوجا فهذا مستحيل
والدتي في الفترة التي أعقبت وفاة الجدة قوت علاقتها مع الخالة سهيلة حتى أصبحت علاقتهن أخوية
وأصبح من يتعرف عليما حديثا يظن إنهما أختان
أحيانا ً تقارب القلوب يوحي بأن هناك تقارب بالدم أيضا لما لا والقلب هو مضخة الدم
والدتي تغيرت كليا بعد وفاة الجدة وكفت عن تحقيقاتها التي كانت تضجرنا فيها في كل مرة نزور الجدة او نذهب الى منزل احد أعمامنا
بصراحة تغير احمد الله عليه فوالدتي كانت إنسانة حاقدة على كل أعمامي ودائما ترى نفسها اقل منهن
اليوم اصبحت مختلفة ولكن هناك مشكلة جديدة برزت تريد القرب أكثر منهم وهذا القرب لا يتم الا اذا تم زواجي بحارث حتى وأن كان على حساب قناعتنا أنا وحارث
الخالة سهيلة و والدتي اتفقتا
فهل سوف انجوا مما اتفقتا عليه
حارث
نعم انا من أمسكت بها حتى منعت حركتها قاومت بشراسة وبفوران دمي الثائر على عرضي كبلت يديها
وتجرعت السم من يد اخيها
هل أنا نادم بصراحة قليلا ً وليس كثيرا
احقدوا علي ولا تقصروا في حقدكم انا لست نادم ولن ابرر أفعالي لبشر وحده خالقي هو من ابث له ندمي لعله يتقبل توبتي لمشاركتي في إزهاق روح ملوثة
هو الكريم وأنا ارتجي كرمه
لنعود الى هبة الجميلة الصغيرة الرقيقة لا يوجد ما يعيبها من ناحية الشكل والأخلاق عيبها الوحيد انها اختي مشاعري نحوها لاتتعدى مشاعر الاخوة
حاولت تقبل الوضع الذي وضعت به من قبل والدي أمام عمي يوسف ولكني لم استطع تقبل هبة الأخت الرابعة لي زوجة
احترت في أمري وكيف استطيع التخلص من الإحراج الذي وضعني فيه والدي
في جلسة عائلية بسيطة ,وجه والدي كلامه للعم يوسف قائلا :أريد زهرتك هبة في منزلي
لم يصل المعنى للعم يوسف ولا حتى لي أول الأمر
إلى أن قال والدي :نريد هبة لحارث ونحن إخوة لا نحتاج الرسمية مثلما يحتاجها غيرنا
ضعوا أنفسكم مكاني ماذا أقول وأنا لم اعلم بهذا الأمر الا الآن كان الصمت حليفي خاصة مع نظرات عمي يوسف الذي بدى ينظر لي بتفحص وكأنه لم يلتقي بي من قبل
ولكنه بعد فترة تفحص قال :هي أبنتك فقط أمهلني بعض الوقت لأشاورها وأشاور والدتها
وجدت أن الوضع منتهي وموعد الزفاف سوف يتم تحديده
وأنا في صمت مطبق أتفرج فقط وما أن غادر العم يوسف حتى ثارت ثورتي وانتفضت رجولتي و واجهت والداي بثورة غضب لم يشهداها مني
هل تعرفون ماذا كانت ردة فعلهما على غضبي
ردة فعل جدا عادية أنا احترق بغضبي وهما يتناولان الشاي مع الفطائر ويتكلمان معي ببرود تام
قال والدي ببروده الذي زاد لهيبي :هل هناك أفضل من ابنة عمك شريكة لحياتك وسيدة لللمنزل بعد عمر طويل لي ولوالدتك
أجبته بصوت حاولت أن يكون متزن :أنا أراها ا أختا ً رابعة لي
لتجيب والدتي ببرود شديد :ولكن أخواتك ثالثة من أين جاءت الرابعة
حسنا لأدفع بحمم غضبي اتجاههما لعلي أزيح هذا البرود الذي غلفهما :زواج لن أتزوج جدوا لهبة زوجا ً غيري وتحملا الوضع الذي وضعتم أنفسكم فيه
وأن استثقلتم الأمر دعوا العم يوسف علي وأنا سوف افهمه الوضع وأخرجكما منه
حاول والدي مقاطعتي
فألقيت بقنبلتي دون مبالاة بعودة شبح الماضي لعائلتي مرحبا بشبح الماضي أن كان منقذي
قلت :الا أن كنتما تريدان عودة قصة خلود وسعد الى الساحة من جديد
وانصرفت وتركتهما بصمت ٍ مطبق
تركتهم ورحلت بحيرتي ماذا افعل ماذا اقول لذلك الذي أبرحناه ضربا أنا وماجد عندما علمنا بأنه ينوي إغواء ابنة عمنا الطفلة
ماذا أقول له وهو اليوم رجلا من اعز أصدقائي وصارحني بصدق نووياه بالارتباط بها
وطلب مني تمهيد الوضع له
كان يتكلم معي بروح مرحة ويذكرني بالضرب الذي تلقاه منا ويقول بشيء من الخجل أريد تعويض عن ذلك الضرب بأن تكون من ضُربت من اجلها حلالي
كنت أقول له هل تريد الانتقام من ابنة عمي
ليقول هو بثقة :كلا فهذه أفعال من لا أخلاق له وأتمنى ألا يؤثر طيش المراهقة السابق على قراركم
وأنا إمامكم اسألوا عني وأن لم أعجبكم لا تتردوا في رفضي
كيف لا يعجبنا وهو جارنا الذي لم يرتكب سوى تلك الهفوة بحقنا وما أن ردعناه حتى ارتدع وأصبح رجل نتشرف بأن يكون من معارفنا ونفتخر بكونه تقدم لإحدى بناتنا
ما الحل اخبروني
ساهرة
اول خطوة لي هي التحدث مع هبة توجهت الى حيث تفضل الجلوس بصالة المنزل
وقلت :هبة ما رأيك بكلام صريح بيننا
تركت جهاز الكومبيوتر والتفت لي قائلة :أن تكلمنا بصراحة سوف تغضبين لذا دعي الصراحة جانباً وافعلي ما تجديه لا يغضبك
تنهدت بصبر وقلت :بنيتي انتي أبنتي الغالية وأريد أن أطمأن عليكِ وحارث أبن عمك ربيته مثلما ربيتك
لتجيب بحماس :وهذا هو مربط الفرس أرى فيه أخي ولا أجد فيه شريك لحياتي
هو شعور داخلي لا أستطيع تجاوزه
قلت :ولكنه ليس أخيك وما أن يعقد قرانكما حتى تتغير نظرتك له لاتحكمي على مشاعرك الحالية مشاعر ما بعد عقد القران تختلف تماما
رأيتها تأخذ نفس عميق وتقول :والدتي افعلي ما يريحك لن نصل الى نقطة نلتقي بها
أجبتها :هل هناك عيب في حارث غير كونك تشعرين بمشاعر إخوة نحوه
أجابت بسرعة :نعم
ومن ثم صمتت وكأنها ندمت على ما قالت
قلت :لما الصمت اخبريني ماذا تعرفين عن حارث ونحن لا نعرفه
أجابت :لا اعرف شيئا انتم لاتعرفوه ولكني شاهدت منظرا انتم تقبلتموه وأن لم أتقبله
قلت :ماهو
كان الصمت مرة أخرى هو جوابها
قلت :هبة تكلمي
ولكنها أعادت جملتها :افعلي ما يريحك
قلت بغضب :هبة لا تتهربي من الجواب هل تعتقدين راحتي في حزنك
قالت :أن كان حزني معناه تقاربك أنتي والخالة سهيلة اكثر من بعضكما
اعتقد حزني عندها لا معنى له امام هذا الهدف السامي
نهرتها بشدة وقلت :هبة ماهذا الكلام المسألة ليست تقارب بين عائلتين المسألة ابن عمك شخص جيد لما نرفضه دون سبب مقنع
أجابت بغضب :وهل كونه من امسك بخلود لتتجرع السم سبباً مقنع للرفض وهل كوني أخشى أن يكون ذنب خلود معلقا برقبته وأخشى على أبنائي مستقبلا مما فعل والدهم وهل رعبي مما شاهدت طيلة تلك السنين كافي لرفضه
أمي أرجوك ارحمني ألا حارث لا تعيدوا تلك الصورة المقيتة الى خيالي فلقد جاهدت بصمت بيني وبين نفسي وهواجسي من اجل أن أتقبل حارث اخا ً وها أنتم تعيدون تلك الهواجس بقوة داخل رأسي وأفكاري كلها ترفض تقبله زوجا
وبدأت بالبكاء ولسانها يقول :اخبريني كيف استطيع تقبله زوجا أرحموني ارجوكم
ساهرة تركتها تفرغ شحنات حزنها وغضبها وشعور الاختناق داخلها الذي انتقل كله لي
هذه ابنتي الغالية وهذا زواج العمر والمتقدم شخص لا يعيبه شيء سوى ذكرى سيئة سوف تنغص حياة ابنتي
الحل هو الصراحة
في مثل هذه الامور لابد من الصراحة المجاملات وكلام اللف والدوران واختلاق الأعذار لا تأتي بنتائج
بل على العكس تزيد الوضع سوءا ً
ذهبت الى شقيقتي التي لم تلدها أمي لأضعها بالصورة الجديدة لموقف هبة
فكلانا يعرف مشاعر فلذة كبده وكنا نرتجي أن يكون الموضوع مجرد نظرة أخوية الزواج سوف يتكفل بإنهائها
وقررنا تجاهلها ومع ما جد لا بد من وقفة صراحة
جلست كعادتي بكل أريحية لان بيت سيف في مثل هذا الوقت يخلو من الرجال
هل أحسستم بتقارب بينكم وبين شخص عزيز عليكم الى درجة تمكنه معرفة ما بكم بنظرة واحدة
هذا هو حالي مع سهيلة


يتبع ,,,,

👇👇👇



تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -