بداية

رواية بين الامل والالم اسطورة -15

رواية بين الامل والالم - غرام

رواية بين الامل والالم اسطورة -15

: السلام عليكم .
: عليكم السلام ، أهلين أمل .
أمل بتوتر : عمي إيش صار مع أبوي .
أبو طارق بحزن : إيش أقولك يابنتي ، تعب علينا واستفرغ كثير أثرت فيه آيات السحر وكمان عشان له مده طويلة مسحور
فهذا زاد عليه .
أغرورقت عينا أمل بالدموع وقالت وهي تبتلع عبراتها : يعني الحين هو تعبان ياعمي .
أبو طارق بسرعة : لا لا يابنتي طارق كان معي وأعطاه إبرة مهدئه ونام ووصلناه البيت .
نزلت دموع أمل فمسحتها وهي تسأل عمها : إيش قال لكم الشيخ ؟ يعني يروح مره ثانية ولا له علاج ؟
أبو طارق : لا ما يروح عنده بس أعطاه مويه مقري عليها وعسل وزيت زيتون وطريقة علاجه بها .
أمل بهدوء تساءلت : كيف يتعالج بها ؟
أبو طارق : أعطاني ورقة فيها الخطوات وهذي هي..أدخل يده في جيبه و أخرج منها ورقة مطوية مدها لها فوقفت أمل و
أمسكتها وجلست فتحتها وأخذت تقرأها بهدوء وصمت ..
رفعت أمل رأسها بعد أن أكملت وقالت بحيره : طيب يعني هو يسوي كل هذا .
أبو طارق : لا أكيد لازم أحد يساعده بالذات أنه راح يتعب كثير ..صمت لحظة وأكمل مقترحاً .. زوجته أكيد راح تساعده
فالعلاج .
أمل باعتراض : لا ياعمي سلمى ما راح تساعده وهي ..صمتت قبل أن تفجر القنبلة .. هي اللي سحرته .
أبو طارق وأم طارق وشادن بذهول : إيشششششش ؟
أخفضت أمل رأسها وأجابت بقهر : أيه سلمى هي إللي سوت لأبوي السحر وفرقته عني وجلبته لها .
أم طارق بحزن : ليش سوت كذا ليشش ؟
أمل بحزن : ما أدري بس اللي أعرفه إنها تكره أمي وتبي تنتقم منها .
أبو طارق بهدوء : حسبنا الله ونعم الوكيل ، طيب من راح يعالج أبوك .
أمل بتصميم : أنـــا راح أعالجه إذا ما وقفت مع أبوي الحين متى أوقف .
أبو طارق بإعجاب : بارك الله فيك يابنتي .
أم طارق : بس أخاف يأذيك لأنك مفرقة عنه .
أمل بقوة وقد لمعت عينيها بتصميم : يبي يأذيني ياذيني حلاله (روحي كلها فدوة له )
ظهر طارق عند آخر جملة قالتها أمل نظر لها بغموض وقال : السلام عليكم .
الكل : وعليكم السلام .
أبو طارق : خلاص إنتي حره بس استأذني من زوجك لأن مدتها واحد وعشرين يوم والله يعينك .
نظرت أمل لطارق وقالت بتردد : طارق تسمحلي أروح أعالج أبوي فبيته .
صمت طارق للحظات وقال بهدوء : سوي اللي يريحك ما عندي مشكلة .
شادن باعتراض : لاااا أمل ماراح نشوفك واحد وعشرين يوم لااا مررره صعبه .
ابتسمت أمل لشادن وردت : لا راح أجي إذا قدرت إن شاء الله .
أبو طارق : وأنا لك مني سايق وشغالة يودونك ويجيبونك .
أمل بامتنان : مشكوووور ياعمي والله ما أدري كيف أطلع من جزاك .
أبو طارق بابتسامة أبوية لأمل : لا يابنتي ما بينا شكر إنتي فقلبي مثل شادن والله يشهد على كلامي .
ابتسمت أمل ودمعت عيناها من التاثر من حنان هذا الرجل ووقفت وسلمت على رأسه وهي تردد بامتنان : تسلم تسلم ياعمي
..وجلست وهي تتسائل عن عدم خوفها من هذا الرجل فصرخ صوت من أعماقها مجيباً على حيرتها "لأنه يشع أمان ومحبه"..
أبو طارق : يلا الحين كل واحد على غرفتة ينام عشان تقومون تتسحرون ..وسبقهم بالوقوف وهو يلقي التحية عليهم وتبعته
أم طارق ..
سألت شادن أمل : أمل تجين تسهرين عندي ؟
همت أمل بالرد ولكن طارق سبقها وهو يقول باستهزاء : ليش حلاوه هي كل يوم تسهر عنك ، لا أمل اليوم تسهر معي يلا
فارقي ..ونهض متوجهاً لأمل المتوترة فأمسك بيدها وجرها حتى وقفت ..
ضحك شادن بمكر : أها قل من أول إنك تبيها لو كان ما خليتها تسهر عندي .
طارق بستهزاء : كويس إنك فهمتيها ..وسار مع أمل التي نظرت لشادن بتهديد وما انفكت تحاول تحرير يدها من قبضتك
ولكن طارق بالمرصاد فكلما حاولت زاد هو في الضغط ..
ضحكت شادن على أمل ونهضت تسير لجناحها هي الأخرى .
وصلا طارق وأمل لجناحهما فجرت يدها بعنف فحررها طارق بسهوله مضادة لعنفها فتراجعت وكادت تسقط لولا أن أمسك بها
طارق ارتجف قلبها من قربه منها وخافت فأبعدته وهي تقول : بروح أنـــ ..لم يتركها طارق تكمل كلامها فقال مقاطعاً لها..
طارق بهدوء : انتظري ما جبتك معي عشان تنامين ..تطلعت له أمل بغرابة وهي مازالت ترتجف من الخوف والتوتر بينهما
ولكنها تظهر التماسك فأكمل طارق بجدية .. تعالي نجلس راح أقولك موضوع و نامي بعدها .
أمل باستسلام وهي خائفة : طيب .
سارا وجلسا متقابلين فبادرها بالسؤال : أمل بسألك وأبيك تجاوبيني بصراحة ..صمت لحظة وقال بعدها .. عاجبتك حياتنا
كذا ؟
نظرت له أمل مستفهمة
فأكمل بتوضيح : يعني ما كأننا متزوجين ما نتقابل إلا فالجناح وقت النوم وكل واحد يروح غرفته ولا على طاولة الأكل ..ونظر
لها بنظرة معبره ولكنها توترت من نظرته وصمتت وبعدها..
أمل بهدوء مصطنع يخفي الكثير من الخوف : والمطلوب ؟
طارق بغموض : المطلوب أننا نحاول نغير حياتنا ..صمت لحظة وقال بقوة .. وبصراحة (أبي عيال)
****
في اليوم التالي ..
الثامنة صباحاً
ركبت أمل السيارة مع طارق بعد أن أمر السائق وزوجته باللحاق بهما وسارت السيارة بصمت لم يتخللها سوى صوت المذياع
ولكن لم يكن أحد يستمع له فكل غارق في أفكاره .
كانت أفكار أمل تدور في ما جرى ليلة البارحة وكذلك ماهي مقدمة عليه في منزل والدها وكيف ستتحمل مضايقة سلمى لها
فسألت الله الصبر والعون في مهمتها هذه .
***
وصلا إلى بيت والدها وترجلا من السيارة وتقدمت أمل وطرقت الباب أما طارق فنادى السائق وطلب منه أمراً فانطلق الآخر
بسيارته وتقدم منها طارق ينتظرا الباب ليفتح وماهي إلا لحظات حتى ظهرت سلمى من خلف الباب وهي تضع على رأسها شالاً
خفيفاً لا يغطي شيئاً ولكنها لم تخجل بل وقفت على الباب وهي تقول بغرابة : مين أنتم ؟
نظرت أمل لطارق فوجدته مطأطئ الرأس فردت بحنق من عدم حيائها : أنا أمل وهذا طارق .
نظرت سلمى في طارق وشدتها جاذبيته ولمعت عينيها بخبث فقالت بطيبة مصطنعة : هلا أمل هلا يابنتي تفضلي ..وفتحت
الباب حتى يدخلا فدخلت أمل وسارت مع طارق باتجاه المجلس ولكن استوقفتها سلمى وهي تقول ..لا أمل دخليه الصالة أبوك
جالس فيها طارق موب غريب .
حاولت أمل أن تعترض ولكن لم تترك لها سلمى المجال حيث تقدمت وفتحت باب الصالة وسبقتهم وهي تقول لهم : حياكم
تفضلو تفضلو .
جلس الجميع بعد أن سلمت أمل على والدها الذي ظهر الضيق عليه بالمقابل انشرح وفرح بطارق الذي قبل رأسه وجلس بجواره
.
بادرت سلمى وهي تقول بعتاب وطيبة مصطنعة : وينك يابنتي يا أمل مانشوفك ما تقولين أزور أبوي وأمي اللي ربتني أفا أنا
ما ربيتك كذا .
تلعثمت أمل فلم تعرف كيف ترد عليها فطارق لا يعلم مدى خبث هذه المرأة وهي لا تريد أي مشاكل معها ﻹقالت أمل بهدوء :
معـ .. معليش بـ.. بــس مشاغل ..تماسكت قليلا وأكملت.. والحين أنا راح أقعد عندكم واحد وعشرين يوم ..وابتسمت بتزيف
وأكملت.. راح تشبعين مني .
ظهر الحنق على سلمى ولم ترد بل وقف بعنف وسارت وهي تتعذر أن لديها ما يشغلها وغادرت الجلسة فقالت أمل بحب :
يبه كيفك إن شاء الله أحسن ؟
أبو أمل بضيق : الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .
طارق بهدوء : عساك مرتاح بعد تعب أمس .
أبو أمل : لا طيب قمت وجسمي تعبان بس الحين الحمد لله أحسن ، كيف أبوك وأهلك .
طارق : طيبين الحمد لله والوالد يسلم عليك وبيزورك الليله بعد التراويح .
أبو أمل بتعب وضيق : الله يسلمك ويسلمه حياه الله البيت بيته ..ونظر لأمل بضيق وأكمل .. أمل بنتي روحي أي غرفه ..ونظر
لها بقصد أنه تضايق من تواجدها فتضايقت أمل ولكن لم تظهر ذلك ولكن لمعت الدموع في عينيها ونهضت وهي تقول ..
أمل : طيب إذا تبي شيء نادني ..والتفتت لطارق المستغرب من الأمر وقالت .. تبي شيء طارق ؟
طارق بهدوء : لا بسولف مع عمي شوي وبروح الدوام .
أمل وهي تغادر المكان : طيب مع السلامة .
****
دخلت أمل إلى الغرفة التي كانت في السابق لها وجلست بها وهي حزينه على والدها الذي يظهر عليه المرض وعزمت أن تبذل
قصارى جهدها لعلاجه بالمقابل لن تسكت لسلمى وستصدها عنها .
فأخرجت الورقة التي بها طريقة العلاج قرأتها مرة أخرى حتى لا تخطئ بالخطوات وكان مكتوب بها (طريقة فك السحر لكن
يجب على الشخص الصبر ... وعدم اليأس
المدة ( 21 ) ..
يقرأ بعد صلاة العصر ( سورة يس ، الصافات ) كاملة ( كل سورة مره واحده )
وبعد صلاة المغرب تقرأ ، الرقية التالية على نفسه ..
سورة الفاتحة ( 7 ) مرات
او خمسة أيات من سورة البقرة ( 3 ) مرات
أية الكرسي ( 7 ) مرات
آخر آتين من سورة البقرة ( 7 ) مرات
او عشر آيات من سورة الصافات
سورة البروج ( مره واحده )
سورة الزلزلة 3 مرات
سورة قريش 3 مرات
سورة الضحى 3 مرات
سورة الشرح 3 مرات
سورة النصر ( مره واحده )
سورة الأخلاص والفلق والناس ثلاث مرات
ثم يضع يده على صدره ويقول :
بسم الله بسم الله بسم الله اللهم رب الناس اذهب الباس اشفني انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ) 7 مرات
ويقول ( اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيني ) 7 مرات
وبعد الانتهاء من الرقية ... تنفث ايضا هذه الرقية على زيت زيتون ويدهن على الصدر قبل النوم كما ينفث بنفس الرقية على
عسل سدر ياخذ ملعقة كل صباح على الريق ( وبعد اكله سيشعر بحرارة شديه في المعدة ) ..
ــــ
سيشعر الانسان ... بتعب ، وضيق في الصدر ،، وملل ، وعدم التركيز ، والنسيان ، والانفعال السريع ، والكوابيس ، وقد
يجد آلام في المفاصل ، او قد يكون احمرار في الجسم .. وغيره من مضايقة الشياطن والجن ..
لكن مع مرور الوقت والأيام ،،، تبدأ تتلاشى شيا فشيا ..
ولمدة ( 21 ) يوما ... بإذن الله يتشافى الانسان تماما .
ملاحظة :
يجب المحافظة على الصلاوات الخمسة
عدم سماع الأغاني ، او كل ما هو محرم .. لأنه يضعف الانسان ... ولا تكاد تنفع الرقية - لا ينقطع ولا يوم تكون متواصله .)
رفعت عينيها الدامعتين وهي تبتهل لله أن يشفي والدها وﻻ يتعب أكثر .
وسرحت بخيالها لما جرى ليلة البارحة بينها وبين طارق بعد أن قال لها ((أبي عيال
وقفت أمل بعنف وهي تنظر له بخوف وظهر صوتها راجف : لاااا موب هذا اللي اتفقنا عليه .
طارق ببرود : بس أنا قلت لك من أول أبي عيال .
دمعت عينا أمل وجلست بعد أن خارت قواها وهي تقول بتبرير : بس أنا قلت لك ما ..توقفت لحظة وأكملت بأمل أن يتركها..
أنت قلت تقرف مني يعني خلاص .
ضحك ظارق باستهزاء وقال بصوت ساخر : من ناحية أقرف ما فيها شك بس لازم أصبر ..وتحول كلامه للجد.. أمي حاسه
باللي يصير ودايماً تقولي أبي أشوف عيالك وأنا صراحة ما أبي أرد طلبها ، ها إيش قلتي ؟
ارتجفت أمل بمجرد تصور الفكرة فردت بخوف ودموعها تتسابق على خديها من الإهانات التي يرميها بها طارق : لا طارق
الله يخليك ما أقدر ما أقدر إذا تبي تزوج لكن أنا لااا.
طارق بحدة : من ناحية الزواج أنا متزوج متزوج وما يعوقني شر لكن إنتي راح أعطيك الواحد وعشرين يوم وبعدها مالك عذر
طيــب ..ونهض مغادر الصالة لإنهاء النقاش.. بكت أمل كثيراً وخافت اكثر حتى سيطرت عليها الكوابيس المزعجة فلم ترتاح
ليلها كله))
ونامت مكانها فلم تستيقض إلا على هزات مزعجة من سلمى وهي تقول بغضب : أملوووه وعمى ليش جيتي عندي إيش جابك
؟
نهضت أمل منزعجة وهي تقول : بيت أبوي أجي فيه متى ما أبي .
سلمى بسخرية : هه لا ياروح أمك موب بيت أبوك هذا بيتي ومسجل باسمي بعد.
صدمت أمل لهذا لبخبر وقالت مغتاضة : طيب طيب بس أنا جيت عشان أبوي ولا إنتي ما هميتيني أبوي تعبان وماراح أتركه
إلا لما يخف إن شاء الله .
غضب سلمى وذهب وهي تقول : هين يابنت ساروه إن كانت ما وريتك نجوم الليل فالقايلة ما أكون سلمى .
تمتمت أمل وهي تشجع نفسها : ما راح أخليك تنتصرين علي وراح أهزمك .
******
حياتي كشجرة
خضراء ورقها
مديدة فروعها
ثابتة جذورها
يانعة ثمارها
متميزة بين غيرها
جميلة رقيقة
ثابتة في أصعب الظروف
وذات يوم هبت ريح
عصفت بضراوة
تقدمت منها
حتى تقتلعها
فلم تفلح
أسقطت ثمارها و أوراقها
فلم تثني عزمها في الصمود
حطمت أغصانها
ولكنها بقية ثابتة كالجلمود
فقالت لها : أنا أمتلك قوة الألم
سأتسرب لأعماقك حتى أنتصر عليك .
فقالت لها الشجرة بثبات : لن توفقي في ذلك
أنا أملك قوة الأمل
فــ ((سأهزمك أيها الألم))
فردت عليها الريح : كيف ستهزميني وأنت عزلاء
بلا ورق
بلا ثمر
بلا زهر
وحتى أصحاب من الشجر
كلهم عنك قد رحل
فردت بقوة المنتصر : بل سأنتصر
بالأمــــل
******************************
نهايــــــــــــــــ الجزء السادس عشر ـــــــــــــــــــــة
******************************

&< ~^(( الجزء السابع عشر))^~>&

~[( أمل فـ فرحة فـ .. )]~
تقدمت إلى والدها النائم على فراشه وأيقضته وهي تقول بخفوت : يبه يبه قوم الساعة ثلاثة قوم عشان دواك .
فتح والدها عينيه وكشر عندما رأها وقال : خلاص روحي جهزي الدواء وأنا جاي .
أمل بعجلة : طيب بسرعة الفجر قرب ..وخرجت تنتظره لتعطيه دواءه وخلال دقائق حضر وجلس ثم مدت له ملعقة بها عسل
سدر قد قُرأ عليه آيات الرقية فقالت له .. سم يبه .
أمسك والدها بالملعقة وقال : بسم الله ..ثم تناول محتواها وماهي إلا دقائق حتى هاجت معدته وكأن حريق اندلع بها وأخذ
يتلوى من الألم وهو يصرخ.. آآآآآه بطني آآآآآه .
عندما رأت أمل والدها بهذا الحال انفجرت تبكي واقتربت ووضعت يدها لتقرأ على بطنه ولكن لم يسكن الألم واستمر يصرخ
من الألم وأمل تبكي لألمه وتتألم معه وبعد مرور نصف ساعة بدأ والدها يشعر بالتحسن وقد نعس واستمرت هي تقرأ عليه
وتبكي بهدوء حتى انتظمت أنفاسه فعلمت أنه نام ونهضت وجلست بالكنبة المقابلة له حتى تطمئن عليه ولم تشعر إلا بصوت
أذان الفجر فنهضت وهي تردد مع المؤذن وايقضت والدها حتى يصلي الفجر فاستيقض بسرعة فبادرته تسأله بلهفة : ها الحين
أنت أحسن ؟
جلس والدها وقال بهدوء : الحمد لله ..ونهض ليتوضأ إستعداداً لصلاة الفجر .. وعندما عاد من الصلاة مدة له بالرقيه كي
يرقي نفسه ولازمته حتى يكملها ثم نام .
**
بعد العصر ..
عندما عاد من المسجد جلست عنده وهي تقول : يبه استحملني الله يعينك وخذ .. مدت له المصحف و الورقة التي بها العلاج
وهي تقول.. إقرأ هذي السور وأنا رايحة أسوي الفطور .
والدها بضعف وتعب : طيب .
خرجت أمل متوجهة للمطبخ فسمعت طرق للباب فقالت من خلف الباب : مييين ؟
فأجاب الطارق بعربية مكسرة : أنا مدام إفتهي مال أنا .
فتحت أمل الباب وهي تقول بابتسامة رقيقة : هلا آسي أدخلي ..مدت الخادمة يدها فصافحتها أمل وهي تقول .. تعالي داخل
.
آسي : لا مدام فيه هزا ..وهي تشير لكراتين وتقول .. لازم دخلي جوه .
أمل باستغراب : طيب ..وفتحت الباب وابتعدت عنه فلحقت بها الخادمة تحمل الكراتين ووضعتها في المطبخ فسألتها أمل
باستغراب .. آسي مين قال جيب هذا .
آسي : هزا بابا طارق قولي جاويد روحي جيب كله هزا حاجات .
كبر طارق في عيني أمل لهتمامه فيها وأهلها وقالت تحدث نفسها "ماشفت مثل شهامتك يا طارق عسى أتذكر وأشكره على اللي
سواه وجميله هذا ما راح أنساه" فقالت لـ آسي التي بدأت في توزيع المؤونة في الدولاب : آسي خلاص روحي وأنا أرتبهم .
أسي باعتراض : لا مدام أنا في يقعد عند مال إنته .
أمل :أها خلاص كملي وأنا راح أسوي الفطور ..وشرعت بتجهيز الفطور ولم تغفل عن أبيها فقد كانت تذهب لتطمئن عليه بين
وقت وآخر ولكن آخر مرة ذهبت وجدته متعب للغاية وقد أصبح يتنفس بصعوبة فهرعت لمساعدته وهي تقول بخوف ولهفة ..
يبه فيك شيء تعبان .
أبو أمل بحدة وعصبية لا تناسب الحالة التي هو عليها : لا ما فيني شيء روحي يلاااا .
فزعت أمل من صراخ والدها عليها فخرجت وهي خائفة أغلقت الباب واستندت عليه تبكي فحالة والدها أثرت عليها
وأحزنتها بقوة فذهبت لسلمى حتى تقول لها أن تطمئن عليه طرقت باب غرفة سلمى وخرجت لها وهي غاضبة وقالت : خير
يا بنت سويرة إيش تبين ؟
أمل بحنق حاولت تكتمة وقالت بهدوء مصطنع : أبوي تعبان موب عارفة إيش حصل له .
سلمى ببرود : من إيش تعبان ؟
أمل بنرفزة : روحي ناظريه و علميني .
نظرت لها سلمى بغضب وذهبت لزوجها تمشي ببرود .
مرت دقائق قبل أن تظهر سلمى وتخبرها بذات البرود أنه تعبٌ قليلاً و سينهض كالحصان .
غضبت أمل منها ومن برودها وسارت للمطبخ لتجهز الفطور على السفرة فلم يبقى سوى نصف ساعة على وقت الإفطار .
جلس الثلاثة على مائدة الفطور ينتظرون أذان المغرب وقد كانت أمل تسترق النظر لوالدها حتى تريح قلبها القلق عليه ولكن
والدها لم يكن بصحة جيدة بل كان متعب وظهر ذلك على وجهه فبدا أكبر من عمره بمرات كثيرة أصاب الهم أمل على حال
والدها فابتهلت بصمت لله بأن تجد عقدة السحر حتى يرتاح والدها من هذا العذاب واستمرت تدعوا حتى سمعت صوت الأذان
فبدأ الجميع بالإفطار .
عندما عاد والدها من المسجد سألته هل ترقية أم هو من سيفعل فأجابها بوهن أنه سيفعل ذلك فجلست عنده وهو يفعل ذلك ولم
تمضي سوى دقائق حتى زاد التعب على والدها وأصبح وجهه أسود ويتنفس ببطأ وتعب فنهضت فزعة وقالت بلهفة : يبه إيش
فيك ..فلم يرد عليها إلا بـ أنّات وأنفاس متلاحقة فسألته ودموعها تجري على خديها .. يبه أكمل الرقية ..فأجابها بهزة من
رأسه بالإيجاب فأكملت عنه وهي تضع يدها على صدره فكلما واصلت في القراءة كلما ازداد تعب والدها طرداً وعنما أكملت كان
تعبه قد وصل الذروة ونام من شدة تعبه قلقت عليه وأصبحت ملازمة له حتى سمعت أذان العشاء فأيقضته برقة ..
أمل بهمس مسموع : يبه قوم أذن العشاء ..فتح والدها عينيه المرهقتين الحمراء كالفحم المشتعل وعاد ليغمضها لولا أن نبهته
أمل بأن ينهض ليصلي العشاء فاستجاب لها وهو يمشي بوهن ليتوضأ استعداداً للصلاة وذهب بعد ذلك للمسجد بينما دلفت أمل
غرفتها لتستعد لصلاة العشاء والتراويح ..
****
: السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله .. جلست فترة لتستريح بعد أربع ركعات من صلاة التراويح وأمسكت
بمصحفها لتتابع سيرها في القراءة ولكنــ..
آسي تصرخ بفزع : مدااام مدااام بابا مال إنت تأبان في رجال برا في شيلي .
نهضت أمل وهي خائفة على والدها وهرولت باتجاه الباب الخارجي ووجدت والدها ويقف بجواره رجل لف ذراع والدها على
رقبته وممسك بيمينه يد والدها بينما لف هذا الأخير يده الأخرى على خاصرة والدها من الخلف ، غطت وجهها بجلال
الصلاة التي ترتديه و تكلمت بلهفة وخوف : خير إيش حصل لبوي ؟
الرجل أخفض بصره وتكلم باحترام : تعب فالركعة الرابعة وجبته ، أبي أدخله لوسمحتي يا أختي .
تلعثمت أمل وارتبكت من خوفها على والدها وقالت وهي تفتح الباب وتبتعد عنه : وصله المجلس قدامك مفتوح .. وذهبت
ولم تنتظر لتسمع رده واختبأت خلف باب الصالة الداخلية وتنظر له وهو يدخل والدها وما لبث طويلاً حيث خرج على الفور
من منزلهم وعندما تأكدت من مغادرته خرجت وأغلقت الباب الخارجي وذهبت لتطمئن على والدها ..
دخلت عليه فوجدته ممدد على الكنب المتواضع وقد تازمت حالته وانتشر احمرار غريب في وجهه وما ظهر من جسده ،
اقتربت منه تسأله بخوف وهي تمسح دمعاتها المتساقطة : يبه إيش فيك ؟ شو تحس فيه؟
رد عليها بهمهمات خفيفة متذمرة ويائسة : تعباااان رجولي وجسمي كله آآآآآه خلاص ما أبي أكمل خلااااص ماااابي دواا .
أمل ببكاء ورجاء حااار : لا يبا الله يخليك كله كم يوم وتخف ..واستمرت تبكي بشهقات متتالية وتكمل بصوت مبحوح
جرحته الدموع المالحة المؤلمة .. لا تيأس يبه لا تيأس وكمل الدوا وراح تخف بإذن الله بس اصبر .
أبو أمل بيأس قاتل : لا أنا تعبان ما تحسين بتعبي آآآآآهـ ما بكمل خلااااااص آآآآهـ .
أصاب الهم أمل على حال والدها ولكنها لم تيأس بل قالت وهي متأملة : لا و الله أحس فيك بس أصبر يبه والله ما راح يخيبك
أبــــد .
هز والدها رأسه بموافقة وهو يقول بإيمان : ونعم بالله ..وأصدر أنة ألم وأكمل برجاء.. آآآآآهـ يااااارب ارحمني يااااارب .
استمرت دموع أمل بالهطول فحال والدها آلمها وتعمق ألمها عندما رأت دمعتين سقطت مكونه خطين على جانبي وجهه الهزيل
..
تقدمت منه وقالت بهدوء وقد برزت بحة صوتها : يبه قوم أوصلك غرفتك عشان أعطيك الدوا وتنام .
هز والدها رأسه برفض وقال بخفوت وبصوت موجوع : لا بنام هنا جيبي الزيت دهني لي وروحي .
نهضت أمل من فورها ملبية طلبه وهي تقول بعجلة : طيب الحين أجيبه ..وغادرت الغرفة وعادت بعد ثوانٍ حاملة علبة زيت
الزيتون المقروء به دهنت لوالدها صدره وغطته وذهبت لتجدد وضوئها ثم تكمل صلاتها ..
*****
مرت عدة أيام ساءت حالت والدها كثيراً بها وبلغ فيه اليأس والتعب مبلغه وأثر ذلك على نفسية أمل كثيراً ورفض والدها
إكمال الدواء مراراً ولكنها أصرت عليه وواصلت معه رغم ما أذاقها والدها من ضرب ودفع وصراخ ولكنها تحملت من أجله فقط
فجَنَتْ الثمر من ذلك فبعد الأيام المضنية التي قاستها بدأت حالة والدها بالتحسن بعد ذلك قليلاً عن ما سبق فأصبح أكثر تقبلاً
للعلاج وكذلك لها في حينها كانت سلمى لا تجلس في المنزل إلا وقت النهار وهي صائمة لتنام ثم تخرج بعد الإفطار ولا تعود إلا
عند السحور تأتي لتتأمر وتتشرط ولكن أمل لا تلتفت لها أبداً ولا تعيرها بالاً، وكانت أمل تذهب أحياناً إلى منزل عمها وغالباً
ما يأتون لزيارتهم ولكن لم ترى طارق منذ أن أتى بها إلى منزل والدها وكانت تشعر بما يشبه الحنين والشوق له ولكن كانت
تطرد هذا الشعور وتدفنه في أعماقها ولا تظهره لأين كان فهي تعلم نفورها من أي رجل وهذا الشعور الذي يساورها سيولد
التقارب وهذا مالا تريده أبــــداً .
*****
اليوم هو الثامن من تقدم والدها في العلاج وقد تحسن اليوم والدها بنسبة ملحوظة أثر ذلك عليها إيجاباً ، بعد أن أتى من صلاة
التراويح قدمت له عشاءه فتناوله بهدوء و دهنت له صدره ورقته وعندما تأكدت من نومه دخلت غرفتها وفتحت نافذتها المطلة
على الفناء الخلفي الضيق ونفذ لها من خلالها ضوء القمر المكتمل فقد مضى من رمضان نصفه ، هبت نسمه بارده أنعشت
روحها فجلست عند نافذتها وفتحت شعرها الطويل وأغمضت عينيها مستمتعة بالنسمات المنعشة التي تلامس بشرتها وتعبث
بخصلات شعرها وقد رسمت على شفتيها ابتسامة حالمة وراحت تتذكر أحداث كثيرة مرت في خيالها بداءً من حياتها المتعبة
إلى المدة التي قضتها في منزل سعود والتي اعتبرتها محطة يجب أن تنسى أنها في يوم مرت بها ولكن هيهات فهذه المحطة
أوسمت بها وسام الألم الذي تتمنى أن تمحوه الأيام وتذكرت حياتها في المشغل وموت إبنها ودمعت عينها لهذا الخاطر
وتنهدت وهي تقول بهمس : آآآآآهـ الله يرحمك ياولدي فتحت عينيها ووقع بصرها على بضعة صناديق في الفناء رأتها من
خلال ضوء القمر فكرت قليلاً أنه ربما هناك أشياء تخصها ونهضت على عجل ولفت شعرها وخرجت متوجهه للفناء الخلفي
والذي كان يشبه الرواق سارت بمهل خوفاً أن تقع حتى وصلت فوجدتها صندوقين قد غطاهما الغبار فتحت ضوء هاتفها
لتراهما اقتربت وأبعدت الغبار عن إحداهما وفتحته فوجدت به الكثير من الأشياء فتشت بين ثناياه فلمحت دفترها الذي نسيته ذلك اليوم ومرت بخيالها أحداث ماجرى..
****
قبل أربع سنوات ...
عندما كانت بالصف الثاني المتوسط كانت حصة الرياضيات بعد أن أكملت كتابة الدرس وكانت يومها حزينه للغاية ومتألمة
لحالها وظهر ذلك على وجهها وأحست بها صديقتها نهى ولم تتحدث اليوم معها وكأنها تشارك صديقتها موكب أحزانها
وعند إنتهاء الحصة قالت نهى بهدوء : أمل ممكن دفترك في شيء مالحقت أكتبه .
ابتسمت لها أمل ابتسامة حزينة واهنة وكأنها جاهدت لكي تظهرها : خذي أنا بريح راسي شوي أحس أني تعبانه .
نهى وهي تعلم ما ألم بصديقتها قالت بحنان : ريحي لمى تيجي الأبلة .
هزت أمل رأسها بإيجاب ووضعت رأسها على الطاولة وانسكبت دموعها فلم ترفع رأسها حتى سمعت صوت المعلمة تلقي
التحية وبعجلة مسحت عينيها ووجهها ورفعت رأسها لتنتبه للدرس فهمست لها نهى : دفترك بالشنطة .
هزت أمل رأسها بالإيجاب وانخرطتا في الإنتباه للدرس .
في اليوم التالي ..
بعد المغرب ..
أنهت تنظيف المنزل بمجهود مضاعف بعد الضرب الذي تلقته من والدها والذي كان السبب به سلمى وسعود بـ (الجزء
الثالث) ، دلفت غرفتها لتنجز واجباتها المدرسية فهي لا تعلم ما سيحدث لها بالغد في منزل سعود ..
أخرجت كتبها وأمسكت بكتاب الرياضيات وكراسته لتبدأ بها ولكن سمعت صوت سلمى تناديها وهي تقول : أملووووووه
ووجع تعالي نظفي المطبخ .
ألقت بهما وذهبت لها وهي مستنكرة ومستغربة طلبها فهي للتو أكملت التنظيف ولكن ما إن دخلت حتى علمت أنها لا
تريدها ترتاح فقد أفرغت علبة اللبن على الأرض حتى تقوم أمل بتنظيفها كتمت أمل رغبتها في شتمها ولكن قالت لنفسها "
اصبري يا أمل وما عليك منها ، آآآآهـ حسبي الله ونعم الوكيل " وشرعت بالتنظيف والمسح وبعد انتهائها دخلت غرفتها لترتاح
قليلاً ثم تكتب دروسها ولكن أذن العشاء فنهضت لتصلي وبعد ذلك أتى والدها وأمرها بأن تجمع أشيائها لأن سعود ينتظرها في
الخارج فهبت بسرعة لتجمعها وجمعت كتبها في حقيبتها ولم تنتبه لكراسة الرياضيات التي كانت تحت وسادتها ولم تنتبه
لفقدانها إلا عندما فتحت حقيبتها مساء يوم الخميس في منزل سعود وحينها لا تستطيع إسترداده من منزل والدها وفي يوم
السبت طلبت من نهى أن تعطيها كراستها لتعيد كتابته .
****
رفعت الكراسة وتصفحتها تحت ضوء القمر وأثناء تصفحها سقط منها شيء ملفوف بورق منديل التقطته من الأرض وقلبته
باستغراب وأجلت فتحه حتى تدخل أغلقت الصناديق وسارت في الرواق وهي مستمتعة بالأجواء من حولها صاحبتها ذكرياتها
مع صديقتها العزيزة نهى وحدثت نفسها "آآآآهـ يا نهى وحشتيني مووووت والله ما أبعدني عنك إلا خوفي عليك من المشاكل إلا
أنا عمري ما نسيتك ياليت مضى يرجع " وأنشدت بهمس يفيض بالحنين والشوق
ياليت ماضينا يعود
ترجع لنا صدق الوعود
تبقى سمانا صافيه
لا برق فيها أو رعود
ياليت يغشانا الهنا
وتهجر ليالينا العنا
والشوق يجمع شملنا
ينموا في داخلنا ويسود
ياليت ماضينا يعود
*للمنشد / خالد البوعلي*
سارت قليلاً وهي ساهيةحتى وصلت لآخر الفناء رأت حجارة متراكمة بطريقة مريبة أبعدت الحجر الأول ثم الآخر فالآخر ولم
تجد ولكن انتبهت بأن هناك شيء مدفون تحت التراب أبعدته فوجدت قطعة قماش ملفوفة رفعتها وشكت بأمرها وضعتها
جانباً وأعادت الحجارة لمكانها وابتعدت عن المكان وهي حاملة شيئين .

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -