بداية

رواية بين الامل والالم اسطورة -17

رواية بين الامل والالم - غرام

رواية بين الامل والالم اسطورة -17

عند الباب كانت تقف سلمى وهي تنظر لهما بحقد وحسد فدخلت غرفة النوم وهي غاضبة وأغلقت الباب بقوة فصرخ بها أبو
أمل : عساك الكسر ..واستغفر بهمس وقال .. إني صائم يارب تغفرلي ..وحدث إبنته شاكياً.. دايماً تخرجني من طوري
وحركاتها ما تنطاق أبد .
أمل بهدوء : أصبر عليها يبه الفرج قريب إن شاء الله ..وقالت بحذر وهمس .. يبه تدري إنك كاتب البيت بإسمها ؟
أبوها : إيه وهذا اللي مصبرني عليها .
سألته بذات الحذر وبهمس : طيب إيش حتسوي معها ؟
أبوها بضيق : بصبر على بلاويها وراح أحاول أسوي نفسي طيب معها لما أحصل الورق وأرجعه لي وبعدها تنطق مالها عندي
شيء .
أمل بتردد : بس يعني تخليها كذا ؟
أبوها بحنق : تدبر نفسها تريها حية تحت تبن .
صمت الطرفان ثم نظر والدها لعينيها وانتبه لانتفاخهما فسألها بشك : أمل ليش عيونك منتفخة كذا ؟ طارق سوى لك شيء ؟
دمعت عينا أمل ومسحت دموعها بسرعة وهي لا تنظر لعيني والدها : ها لا يبه بس صدعت شوي والحين أحسن .
والدها بشك : متأكده ؟
أمل بمرح مصطنع وهي تقف : إيش فيك موب مصدقني يعني ؟ ..أكملت وهي تغادر هاربة من نظرات والدها الحادة.. يلا مع
السلامة خرجت وأنا ما شفت طارق يمكن يبي شيء مع السلامة ..وخرجت وأغلقت الباب وتنفست الصعداء فقد كادت أن تقول
كل شيء لأبيها تحت إلحاح نظراته لكن الله سلّم..
*****
عاد الجميع لمنازلهم بعد يومين استمتع بها الجميع ما عدا أمل التي جرحها لم يندمل بعد ..
وفي اليوم التالي ..
عاد طارق من عمله الساعة الثانية ظهراً وقد كانت أمل بانتظاره ألقى التحية وهم بالذهاب لولا أن استوقفته أمل بأنها تريد أن
تحادثه فجلس وهو متذمر وهذا ما جعلها تتردد قليلا ولكن عزمت أمرها وتوكلت على ربها فقالت بتردد : أبي أقول لك أن
اللي قالته سلمى كذب والله تكذب .
طارق ببرود : أعرف أصلاً سلمى هذي أنا موب مرتاح لها .
أمل بفرح : والله مصدقني مشكور طارق مشكور .
نظر لها طارق بجمود فشكت بأنه غير مصدق كلياً ولكن نهضت لتدخل غرفتها فاستوقفها طارق وهو يقول : انتظري .
نظرت له أمل باستغراب وعادت لتجلس .
فقال بتردد أخفاه بالبرود : أبسألك ..صمت لحظة ثم نهض وقال بذات البرود .. خلاص ما أبي شيء ودخل غرفته ونظرات
الاستغراب تطل من عيني أمل وهي تحدث نفسها "هذي ثالث مره يبي يسأل ويسكت ياترا إيش عندك ياطارق نفسي أعرف
إيش مخبي " ودخلت هي الأخرى غرفتها .
*****
بعد المغرب ...
تجمعت العائلة بعد أن عاد الرجال من المسجد وجلسوا يتسامرون بأحاديث متنوعة .
أمل وهي تحدث شادن بصوت منخفض : ما قلتلك كلمت نهى .
شادن بحماس : قولي والله متى ؟
ابتسمت أمل : قبل أربع أيام .
شادن بحنق : والحين توك تقولي .
أمل بتبرير : والله بسبب اللي صار نسيت أقول لك .
شادن بشك : ليش إيش صار ؟
تلعثمت أمل قليلاً وأكملت بهدوء مصطنع : آآآ لا ما صار شيء بس كل الموضوع كنت متوترة عشان أبوي وكانت نفسيتي زفت
والحين أحسن ..وأكملت لتغيير الموضوع المؤلم .. إيش رايك نروح السوق الليلة بكرة راح تبدأ العشر الأواخر وما يصير نضيع
الأجر في السوق .
شادن باقتناع : اوكي خلاص راح أكلم بابا ..وقالت بصوت مرح .. بابا نبي نروح السوق الليلة عشان نتشرى للعيد .
نظر لها الجميع باستغراب وقالت أم طارق وهي مستغربة : غريبة وين اللي تقول ما أحب أشتري إلا قبل العيد بكم يوم عشان
الأشياء تكون جديدة إيش اللي تغير ؟
شادن بضحكة : هذاك أول الحين لا ما أبي أضيع الأجر بالسوق ..وغمزت بعينها لأمل فابتسمت لها هذه الأخيرة وأكملت .. ها
بابا إيش قلت ؟
أبو طارق الذي انتبه لحركة الفتاتين ابتسم وقال : اللي تبونه ..وتساءل.. بس مين راح يوديكم ؟
أجاب طارق بسرعة : أنا راح أوديكم ..وقال لهما أمراً .. بعد التراويح أشوفكم جاهزين طيب ؟
أجابت الفتاتين باستغراب : طيب .
*******
في السوق ...
أمل "لنا من دخلنا السوق ساعة دورت بكل المحلات وماحصلت شيء عجبني إما يكون قصير أو بدون أكمام أو بنطلون أوووف
إيش هذي الحاله صدق هذا غزو كل الملابس إما فستان لميس أو ما أدري إيش يارب رحمتك مليت وإحنا ندور واللي يقهر أكثر
أشكال الشباب والبنات بس يارب لا تسخط فينا انتبهت لشادن تكلمني " التفتت لها .. ها شادن ؟
شادن بقهر وبهمس : لا الظاهر ما انتي معي ..وأكملت بمكر.. شكلك سرحانه باللي يمشي قدامنا ها إعترفي مو ؟
أمل بحنق : ضفي وجهك أقول وبعدين إيش تبين ؟
شادن وهي تشير إلى لباس مكون من تنورة طبقات بموديل غجري بقماش من الكاروهات الزيتي والسكري وبلوزة باللون الزيتي
بياقة مرتفعة وحزام يربط على الخصر من نفس القماش وذات قماش ثقيل نوعاً ما مما أعطى أناقة له ، قالت شادن : أمل إيش
رايك فيه ؟
أمل بإعجاب : حلووو مررره يلا نشتريه .
شادن : طارق نبي إثنين من هذا اللبس .
طارق ببرود : طيب ..وطلب من العامل أن يخرج إثنين منه بينما ذهبت الفتاتان لإختيار بعض الألبسة في ذات المحل وعندما
أكملتا وضعتا ما جمعتاه عند الكاشير ودفع طارق المبلغ وقال يسألهما ..إيش بقي لكم ؟
شادن : إكسسوارات وصنادل ..وفكرت قليلاً .. أمممم وكمان عبايات وعطورات .
طارق بتذمر : أوووف كل هذا راح يأذن الفجر وإحنا ما خلصنا .
ضحكت الفتاتان بخفوت وردت شادن : لا إن شاء الله ما راح نطول ..وتعدد على أصابعها الظاهرة بعكس أمل التي لا يظهر
منها إلا السواد .. الإكسسوارات والصنادل والعطور من مكان واحد والعبايات مكان ثاني وبس .
هز طارق رأسه ببرود وساروا يكملون تسوقهم .
*******

في اليوم التالي ..

في المستشفى ..
في مكتب طارق فترت البريك ..
كان طارق وعبد الرحمن جالسين على الكنبات الجلدية متقابلان ويتحدثان بأمور المستشفى والمرضى ثم عم صمت دام للحظات
وكان طارق مسغرق بأفكاره فقطع عليه عبدالرحمن بسؤاله : طارق ياخوي إيش فيك دايم تسرح وإذا كلمتك نادر ماترد عليّ ؟
قلي ياخوي عندك مشكلة قول فضفض عشان نحلها .
انتبه له طارق ورد بهدوء : ها لا لامافيه شيء يارجّال الحمد لله ما فيه أي مشاكل .
نظر له عبد الرحمن بقوه وقال بحزم : إلا عندك ترانا عشره عمر موب يوم أو يومين.
تنهد طارق بهم واستغفر بهمس وقال : لا تشغل نفسك يا خوي شوية مشاكل مع الاهل .
تطلع له الآخر بمكر : أها المسأله فيها الاهل ..ثم أطرق قليلاً وتسائل بهدوء.. عسى ما شر إيش فيهم الأهل ؟؟
طارق بإنكار : ها لا لا ما فيهم شيء ..ورجع يفكر من جديد ..
ضحك عبد الرحمن وقال بهزل : مشاكل ولا..أكمل بمكر.. رايح فخرايطها ها أعترف؟؟
نظر له طارق بضيق وقال : أنا فشيء وأنت فشيء ثاني أي خرايط ياعمي وهي ..
سكت ..
عبد الرحمن بتساؤل : هي إيش بها ؟؟
طارق بهدوء ونفي: لا لا مافيها شيء .
عبد الرحمن بتأنيب : إيش فيك ياطارق صاير تخبي عني ليش شفت مني شيء عشان ما تامني على سرك ؟؟
طارق بأسف : أعذرني ياخوي لا موب قصدي شيء بس ..
عبد الرحمن بجديه : طارق قول عشان أساعدك ترى سرك فبير وأنا أخوك .
طارق بهدوء وامتنان : تسلم وما تقصر ..صمت لثواني ثم أكمل بجديه.. السالفة هي أن زوجتي حالتها غريبه أنا من أول
ماتزوجتها أو بالأصح من أول ما طلبت مني أتزوجها قلت لها إني أبي عيال رفضت وبقوه وبكت ويوم الزواج لما دخلت الجناح
من أول ما شفتها وهي ترتجف وخايفه ولما خرجوا أمي وأخواتي قامت ورجعت ولما مسكتها عشان أساعدها توقف أبعدت يدي
بقوه وقالت لا تقرب ولما مسكت يدها أغمى عليها ودايماً أشوفها ترتعش وخايفه غير الترجيع وكمان أسمع صوتها وهي نايمة
بغرفتها تصرخ وهي تقول بعــد ما أدري إيش سالفتها بصراحه لكنــ
قاطعه عبد الرحمن بذهول : لاتقول إنكـــ لا لا ما أصدق يعني المده هذي كلها ..وصمت مذهولاً..
طارق ببرود وهو يهز رأسه بالموافقة : إيوه هي فغرفتي البيضاء اللي تعرفها .
عبد الرحمن بهدوء وهو يفكر ويتسائل : يعني أنت فغرفه وهي فغرفة ؟؟..هز طارق رأسه بــ نعم ثم أكمل ..والحاله اللي فيها
هي السبب ؟؟ طيب حالتها ...
طارق بهدوء : حالتها مالها إلا تفسير واحد .
نظر له عبد الرحمن يستحثه على الإكمال .
طارق بجديه : إنها مغتــــــــــصبه .
نظر له عبد الرحمن مذهولاً من إستنتاجه وقال بستنكار : لا يا رجال قول غير هذا الكلام ..فكر قليلاً ورأى أنه الاستنتاج
المنطقي لحالتها وقال بهدوء .. طيب والحل إيش راح تسوي معها ؟؟
طارق بجديه وظهرت على ملامحه القسوة : أنا فكرة إنها كانت متزوجه من قبل وكمان خدعت طليقها ما أعجبتني وتجي كمان
تكون مغتصبة لا هذا شيء ما أستحمله وهذا غير كلام زوجة أبوها اللي قالته بصراحة ما فيه حل غيــــر إني
أطـــلـــقـــهـــــااا .
عبد الرحمن بجدية : لا يا طارق لا تستعجل وبعدين زوجة أبوها يمكن حاقدة عليها لا تعتمد على أي كلمة تقولها إسألها قبل
يمكن ..صمت..
طارق بسخرية : يمكن إيش ؟؟ ..صمت وفكر قليلاً وأكمل بهدوء.. خلاص راح أسألها وإذا صحيح أنها مغتصبه فأنا ما أقدر
أخليها على ذمتي أما كلام زوجة أبوها فأصلاً أنا ماأهتميت له .
عبد الرحمن بجديه : سو إلي تبيه بس قلت لك لا تستعجل ثم تندم .
هز طارق رأسه بــ نعم .
صمت الجميع واستغرقوا في أفكارهم حتى تحدث عبد الرحمن وقطع الصمت وهو يقول بتوتر : آآآ طارق أبي أطلب منك طلب
وأتمنى ما تردنى .
طارق بنخوة : تم لك اللي طلبت .
(كثير من الشباب لا يرغبون أن تكون زوجتهم مغتصبة وقد غفلوا أو تغافلوا كونها مظلومة وما حدث ليس بإرادتها)
******
في المساء...
كانت الأسرة مجتمعة في جلسة ممتعة ولكن أمل لم تكن موجودة بل ذهبت لزيارة والدها وقطع الحديث دخول طارق العائد من
المستشفى وجلس وهو منهك بعد أن ألقى التحية وقال سائلاً : متى راحت أمل ؟
شادن بهدوء واستغراب : بعد التراويح ..وتسائلت.. ليش ؟
نظر لها طارق بضيق وقال ببرود : لا ما فيه شيء بس أسأل ..ونهض وهو يقول .. شادن تعالي معي أبيك بموضوع ..والتفت
لوالديه وقال بحترام وهو يقبل رأسيهما .. عن إذنكم .
والديه : إذنك معك .
وذهب برفقت شادن إلى جناحها وعندما جلسا بادرها قائلاً بهدوء : شادن شوفي أنا بقول لك الموضوع بدون لف ولا دوران ولك
الحرية بالموافقة أو بالرفض ولا تهتمي لأي شيء فاهمه .
شادن بخوف : طارق خوفتني إيش هذا الموضوع .
ضحك طارق بهدوء ورد بأريحية : لا تخافي ولا شيء كل الموضوع أن واحد خطبك وأنا أعطيته كلمة بس أنتي تقدرين ترفضين
إذا ما تبين .
شادن خجلت وغضبت من موافقته بدون رأيها ولكن فرحت أنه مازال الخيار لها فقالت بتردد : طيب مين هو ؟
ابتسم طارق ورد بهدوء : صديقي عبد الرحمن ..ارتسم الخجل بوضوح على شادن وأخفضت بصرها فضحك طارق عليها..
هههههه .
شادن وهي تحدث نفسها "يوووه ماتوقعت أن عبد الرحمن يخطبني ياااي يعني يفكر فيني مثل ما أفكر فيه ياربي موب مصدقة
" انتبهت من سرحانها على صوت ضحكت طارق الذي نظرت له بحنق وقالت بتردد : طـ.. طيب أستخير وأرد عليك .
نهض طارق وهو يقول بابتسامة ودودة وفرحة : أعتبر هذي موافقة مبدئية عن الموضوع وراح أسألك بعد يومين كفاية خلاص .
هزت شادن رأسها بإيجاب وهي خجلة ووجهها تكسوه الحمرة وقالت بهمس : طيب .
********
في منزل أبو أمل ...
عندما أتت أمل جلست مع والدها وتحدثا كثيراً و صنعت لوالدها العشاء وأكلا ثم استأذنت والدها بأنها ستدعوا صديقتها
لتأتييها هنا فقال لها بعتاب : أمل هذا بيتك لا تسـتأذنين طيب .
ابتسمت له أمل وقبلت رأسه بعتذار : لا الله يطول بعمرك مو قصدي شيء كل الموضوع ما أبي أزعجك أنت راح تنام .
أبوها : لا ما فيه إزعاج أبد يلا روحي قولي لها وأنا رايح أنام .
أمل بحب وبهمس : نوم العوافي يارب .
وفوراً اتصلت على نهى لتدعوها لزيارتها بمنزل والدها وبعد نصف ساعة أتت واستقبلتها بحفاوة وحب واحتضنتها بشوق
أدمع عينيهما من طول الفراق وحرارة اللقاء فمضت نهى تعاتبها بمحبة وتعتذر الأخرى بصدق عن ابتعادها وبعدها بضروف
أقسى منها ، مسحتا عينيهما من آثار الدموع وجلستا تتحدثان و بعد شرب القهوة وأكل الحلوى بادرت نهى قائلة : يلا
حكيني كل شيء من طق طق للسلام عليكم بس بسألك أول زوجة أبوك غريبة للحين ما شفتها .
أمل بضيق : لا موب موجودة كل يوم تخرج بعد المغرب ولا ترجع إلا وقت السحور .
نهى بذهول : وين تروح كل هالوقت و أبوك مين يعطيه احتياجاته ؟
أمل بضيق : خليها على ربك أصلاً هي ما عمرها اهتمت فيه .
نهى بتساؤل : طيب مين يسوي له الفطور وأكله ؟
أمل بهدوء : كل يوم أرسل له فطور أما العشاء أنا كل يوم أجي أسوي له وأجلس لما ينام وأسوي السحور وأروح .
نهى بإعجاب : جزاك الله خير والله يعطيك على قد نيتك وأكثر من نيتك بعد ..صمتت للحظة وقالت بمكر ..والحين يلا احكي
.
أمل بهدوء : حاضر اسمعي لما خرجت من المشغل و... إلخ..وبدأت بسرد ما حدث معها وبكت متأثرة بأسطورة أحزانها
وشاركتها نهى بالبكاء حتى قالت .. وآخرتها تروح تشكك فشرفي وأخلاقي عنده .
شادن بحنق : ما كفاها اللي سوته حسبي الله عليها قولي إيش سوت .
أمل بحزن وغبن : إسمعي يا ستي ، لما سمعت أصوات وأنا كنت أجهز الحلى تبعت الصوت وحصلت سلمى ماسكةيدين طارق
ومقابلة له وهو يحاول يبعد عنها لكنها تزيد وتقرب فصرخ فيها "خافي الله إبعدي عني إيش تبين مني ؟"
"قالت سلمى : أبـــيك ."
أنا إنهرت لما سمعت كلامها حسيت إن رجلي ما تشيلني خفت يمشي معها ويسوي مثل ما سوى سعود لكن اللي برد قلبي كلام
طارق "قال : خافي ربك أول شيء إحنا فشهر فضيل ، ثاني شيء استحي على وجهك قدك كبر أمي وتسوين الحركات هذي
وبعدين زوجتي حسبت بنتك وإنتي ربيتيها كيف بالله تجين تعترضين لزوجها ؟" فلحظتها حسيت أنه منقرف منها وبقوة .
نهى بشمئزاز : ياوسع وجهها عجوز وتسوي هالحركات الله ياخذها .
أمل بحزن ومرارة : بس الكلام اللي ردت به عليه أقوى من هذا كلامها يا نهى ذبحنـــي ذبحنـــــي ..ودمعت عيناها فطبطبت
عليها نهى وهي تهدئ فيها وأكملت أمل .. تخيلي قالت له "لأني أنا ربيتها فهي أكيد مثلي تراها كانت تخون سعود كثير
يعني لا يغرك إلتزامها الكذاب هذا هه تراها تغطي فيه خبثها وبعدين ما تدري إنها كانت ست شهور مالها أي مكان وكانت
بالشوارع وعاد فكر فيها إنت بنت وحدها بالشارع كيف تربيتها ؟" أنا حسيت لحظتها إني أنذبح من كلامها إنهرت وبكيت و
حاولت أصرخ من الوجع ما قدرت بس صرخت بصوت شوي مسموع (كـــذب كــــذابة لا تصدقها يا طــــارق لااااا تصدقهاااااا)
التفتوا لي متفاجئين وأنا لحظتها ما استحملت بديت أبكي بصوت عالي وأنا أكرر 'ظلم' جاء طارق ونزل لمستواي على ركبة
وحدة وقام يهديني بصوت واطي لكن كلامه أبد ما كان يهدي أبــد وجات شادن ولما شافت شكلي وإني كنت أبكي خافت لكن
صرفناها ورحت كملت شغلي .
نهى وهي تمسح دموعها : طيب وإنتي إيش سويتي مع طارق ؟
أخبرتها أمل ماقاله لها وأكملتا الحديث حتى تحدثت نهى تسأل أمل .
نهى بتساؤل ومكر : أمل وبكل صراحة 'تحبين طارق ؟'
تلعثمت أمل واحمرت من الخجل وردت : آآآ بصراحة ما أدري بس أحسه غير عن كل الرجال وما أعرف إيش شعوري تجاهه
بس اللي أعرفه أحس براحة ومودة لأنها فطرة الله أما الحب ما أدري يمكن بسبب خوفي من الرجال هو اللي يخليني ما أعرف
شعوري .
نهى بمكر : لا أنا أحس إنك تحبيه وبقوة بعد .
أمل بحزن : إيش فايدة حبي إذا كان هو ما يحبني ولا يبيني حتى .
نهى : حاولي تتقربي منه .
أمل وهي تهز رأسها نفياً : ما أقدر أخاااف .
وبعد عشر دقائق من الحديث الممتع غادرت نهى عندما أتى والدها بعد أن تواعدتا على الوصال والاتصال بعد ذلك نهضت أمل
لتصنع السحور لوالدها وذهبت وقالت له وودعته وغادرت لبيت زوجها .
*******
دلفت أمل للمنزل فوجدت المنزل يعمه الهدوء على غير العادة فعزت ذلك لتأخرها في منزل والدها سارت ودخلت جناحها
وذهب لغرفة طارق ووضعت أذنها على الباب لمعرفة ما إذا كان مستقيضاً أم نائم فلم تشعر سوى بالصمت والهدوء فخمنت أنه
نائم وذهبت غرفتها وألقت ملابسها واستبدلتها بجلابية منزل قطنية باللون الأصفر الباهت برسومات ملونة وذو أكمام قصيرة
غسلت وجهها وجففته وخرجت للصالة وأمسكت بالإنتركوم واتصلت بجناح شادن وبعد عدة ثواني ردت عليها وبعد ألقت
التحية سألتها أمل : أخباركم ؟
شادن بهدوء : تمام ..وتساءلت..إيش فيك تأخرتي اليوم ؟
أمل باستعجال : سالفة طويلة إذا ما راح تنامين راحح اجي عندك .
شادن بترحيب : لا ما حنام حياك أنتظرك .
أمل وهي تنهض : أوكي جايه ..ووضعت السماعة وخرجت متجهة لجناح شادن ..
طرقت الباب وسمعت الإذن ودلفت وهي تلقي التحية وتقدمت وجلست على إحدى الكنبات وسألتها شادن بحماس : إيش
السالفة بسرعة قولي .
ضحكت أمل وقالت بفرح : نهى زارتني هناك فبيت أبوي ..وحكت لها عن زيارة نهى لها..
شادن بذات الحماس : صدق ..وقالت بعتاب .. وليش ما قلتي لي كان ودي أتعرف عليها من كلامك عنها .
أمل باعتذار : أعذريني نسيت مررره أعلمك لكن المرة الجاية إن شاء الله إذا رحت عندها أخذك معي .
هزت شادن رأسها بهدوء وهي سارحة وعم الصمت للحظات قاطعته أمل التي استغربت هدوء شادن فقالت بشك وخوف : شادن
إيش حصل ليش أحسك سرحانه ..لم تنتب لها الأخرى فقالت بصوت أعلى .. شاااااادن
انتبهت شادن والتفتت مستفهمة : إيش فيك؟
أمل باستغراب و استفهام :إيش اللي فيني ولا أنتي أسألك وما تردي علي إيش حصل أبوك وأمك بخير ..نهرتها.. تكلمي ليش
ساكته ؟
ابتسمت شادن مبرره : لا ما حصل شيء وكلهم بخير بس كنت سرحانة فيه موضوع شاغل بالي .
أمل بستفهام : موضوع ؟ موضوع إيش ؟
شادن بهدوء ورزانة يشوبه الخجل على غير العادة : موضوع خطبتي من عبد الرحمن ..نظرت لها أمل تستحثها على الإكمال
بابتسامة فأكملت .. طارق جاء الليلة وقال لي أن عبد الرحمن صديقه خطبني منه وقاله طارق هي لك ..ظهر الضيق على شادن
وأثرت على أمل فتضايقت معها ولكن أكملت بابتسامة.. لكن طارق قالي عادي لي الخيار بالموافقة أو الرفض .
أمل باستفسار : وأنتي إيش رايك بالموضوع ؟
شادن بحيره : ما أدري إستخرت بس ما أحس بشي ..ابتسمت بحالمية فنظرت لها أمل بشيء من المكر ونظرت لها مبتسمه
بمكر فانتبهت لابتسامتها شادن وقالت باستغراب.. خير إيش سر هالإبتسامة ؟
أمل بذات المكر : السر بابتسامتي ولا بسرحانك يلا اعترفي أكيد وراها أشياء يلا أسمع ..ورسمت ابتسامة كرتونية على شفاتها
..
ضحكت شادن بقوه : ههههههههههههههه ..شاركتها أمل الضحك وعندما توقفتا قالت شادن بحالمية .. شوفي من كثر ما كان
طارق يتكلم عن عبد الرحمن شخصيته أعجبتني لأن طارق دايم يحكي عن مرحه وسوالفه المضحكه حسيت شخصيته مقاربه لي
فتمنيت ..وأكتسى وجهها بحمرة الخجل وابعدت عينيها عن عيني أمل التي تنظر لها بانتباه وترقب وقالت متلعثمة .. يعني
تمنيت أنه أنه يخطبني ..وقالت مبرره .. موب حب والله والله بس تمنيته أضن يعني ما فيها شيء صح ؟..قالتها بتساؤل..
هزت أمل رأسها بابتسامه هادءة :صح ما أضن فيها شيء كثير من قصص أجدادنا كانت الوحده إذا ما تبي شخص تقول ما أبيك
يتركها لوكان روحه بها و لما يعرف عنها اللي تمنته وتبيه يتزوجها << كثير حصلت مع جداتي وهذي حقيقة .
شادن بتنهيدة راحة : ريحتيني من هم الله يريحك دنيا وآخره .
أمل بهدوء وجديه : يعني انتي موافقة عليه .
شادن باقتناع : إذا الله أراد .
*******
عاد أبو طارق وطارق من صلاة التهجد ووجدا السحور قد أعد وتناول الجميع وجبته ثم تفرقوا ليعمروا ما تبقى من الليل بقراءة
القرآن .
دخلا أمل وطارق جناحهما وسارت أمل مبتعدة باتجاه غرفتها لولا أن استوقها طارق وأمرها بأن تجلس فجلسا متقابلين وعم
صمت خانق للحظات رفعت أمل رأسها ففوجئت بطارق ينظر لها بعين ثاقبة وكأنه يريد سبر غورها وأكتشاف ما يعمر صدرها
فخافت من نظراته التي أربكتها وأندت جبينها فحاولت أن تنبهه وتململت في جلستها فنجحت في أن تثير انتباهه فنظر لها
بغموض وقال ببرود غامض : بسألك سؤال وأتمنى تجاوبيني بصراحة وشفافية لأن إجابتك يتوقف عليها أشياء كثيرة .
نظرت له أمل باستغراب واستفسار وقد ارتسمت الحيرة على محياها وقالت بتردد : طـ طيب اسأل .
طارق بذات الغموض وبقوة سألها : إنتي مغتـــــصبة ؟
******
(( ألــــم ))كلمة تتردد على مسمعي كثيراً كلمة لم أفهم معناها و لم أترجم فحواها بحثت بين أوراقي وكتبي وعلى شاشة
حاسوبي علي أتزود بمعلومات عنها فلم تفي بما يختلج في صدري من تساؤلات فبحثت بين الناس عن مَن يخبرني ويشبع
فضولي فلم يفعلوا فلجأت للحكماء فلم يفيدوني فسألت نفسي وفندت حياتي فوجدت أنـ "الألـــــم هو جزء من أسطورتي".
******************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الثامن عشر ـــــــــــــــــــــة
******************************

&< ~^(( الجزء التاسع عشر))^~ >&

~[( متي ستشرق شمـــ ((الأمــل))ــس ؟؟ )]~
(1)
طارق بغموض وبقوة سألها : إنتي مغتـــــصبة ؟
رفعت أمل رأسها بقوة وهي متفاجأة وقد وقعت الكلمة على رأسها كمطرقة حديدة فجرت كل الأحاسيس ونبهت كل المشاعر الخامدة فأصبحت تعوم في بحر من الخوف أمواجه الرعب والألم والظلم والغبن فأصبح جسدها كقطعة من لوح خشبي تتقاذفه هذه الأمواج تارة يميناً وتارة شمالاً وظهر على وجهها كل هذه المشاعر وأكثر فأصبحت عينيها غائمتين من الدموع وكسى وجهها الحزن والوجوم معاً .. انتبه طارق لهذا الكم الهائل من المشاعر فتوتر ثم قال وكأنه يعيد صياغة سؤالة العنيف : أقصد يعني أنتي دايماً تنفرين مني و ما تبيني ألمسك ودايم تدوخين هذا غير إني أسمعك دايم وأنتي نايمه تصرخين وتبكين يعني كثير تحلمين بكوابيس كل هذا ماله إلا تفسير واحد وهو إنك ..صمت لحظة وقال بغموض ونبرة غريبة .. إنك مغتصــــبه ..نظر لها بقوة وحده وقال.. قولي الحقيقة ولا تتهربين .
كانت دموع أمل سجينة عينيها ووقفت أهدابها كصف منيع ضد نزولها ولكن مع نبرة إتهامه الصريح وكلامه الموجع لم تستطع أن تمنع دموعها من النزول بل سقطة دمعة فدمعة فدمعات وتوالت الدموع تلاها ارتفاع صوت شهقاتها حتى تردد صداها في المكان فلم يسمع سواها واستمرت على هذا الحال وطارق جالس بدور المتفرج الجامد بدون أي انفعال ظاهر والله وحده يعلم ما يدور في خلده مرت دقائق مؤلمة موجعة على أمل حاولت خلالها أن تتماسك ففعلت ونجحت فبادرته بسؤال وبصوت أبح متحشرج : ليش تسأل وإيش السبب ؟؟
استمرت نظرات طارق الغامضة والجامدة ولكنه تكلم بهدوء وتحايل : أممممم ليش أسأل قولي عشان أعرف إيش قصتك أما السبب أمممم ما عجبني حالك وأبي أساعدك ولا ما يصير .
رفعت أمل بصرها فالتقت أعينهم في حديث مبهم لم يعلموا هم أنفسهم ماهو أبعدت نظرها عن أسر عينيه ورفعت بصرها تدافع سيل الدموع الموشك للسقوط جراء تذكر ما ضيها وما حدث لها وعندما شعرت أنها تماسكت تنحنحت لتجلي حنجرتها حتى تستطيع التحدث فقالت بهدوء : جزاك الله خير على أنك تبي تساعدني أما قصتي راح أقولها وأتمنى تصدقني يمكن تقول خيال أو تأليف لكني أقولك من الحين إذا ما راح تصدقني فلا تسمعني وأنا ما راح أتكلم ..نظرت له فهز رأسه موافقاً أي أنه سيصدقها وكانت عينيه تلمعان تجاهلت نظرة عينيه وقالت تسرد قصتها .. لما وصل عمري أربع طعش أبوي زوجني سعود ..وأكملت حديثها وهو ينصت لها ويجيبها بإيماءات في فترات متباعدة إلى أن قالت له .. لما حسيت أنه قربت ولادتي ما أحد علمني كيف أو متى لكني حسيت أني بين لحظة والثانية راح أولد كنت أفكر بين كل ألم والثاني بولدي أو بنتي إللي فالطريق كيف راح يعيش وأمه ست شهور ما أحد يدري فيها ولا لها بيت تسكن فيه كنت أمشي وأمشي وإذا تعبت جلست أرتاح وأكمل طريقي وأنا ما أدري لوين راح أوصل أهم شيء إني أمشي واللي ربي كتبه لي راح يصير كنت أردد و أنا أمشي "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" وسبحان الله ربي دلني لطريق المستشفى وأنا ما أحس لحضتها حسيت بموية الجنين بين رجولي والألم يزيد وأنا أواصل مشيي عشان أوصل للمستشفى اللي ما يفصلني عنه إلا طريقين ضغطت على نفسي وتحملت الألم ولما وصلت باب المستشفى خلاص ماحسيت بنفسي إلا وأنا طايحة طلبت من الحراس يودوني الطواري رفضوا وأخلوا مسؤوليتهم مني ترجيتهم وأصروا زاد الألم وخلاص حسيت إن الجنين راح يطلع كنت راح أصرخ لكن المكان ما يصير أصرخ فيه تماسكت وحاولت مره أخيره لكن جا واحد بس سمعت صوته وهو يصرخ عليهم يجيبوا النقاله وأنا خلاص لحظتها ما أحس بشيءغير الألم والألم ثم الألم وماحسيت بنفسي إلا لما صحيت من البنج كنت أدعي للرجال من قلبي صحيح ما شفته حتى صوته ماميزته لكن دعيت ربي بصدق أن يوفقه دنيا وآخره ..ظهرت نظره غريبه في عيني طارق لم تهتم أمل بل أكملت بحزن وشجن .. حتى لما جا وقت خروجي اصروا ما يخرجوني إلا بأوراق طبعا أبوي وسعود رفضوا يعطوني إياها ومره ثانية نفس الرجال خرجني من المستشفي فصرت شايلة له جميل عمري ما أنساه ولو قدر الله وعرفته وطلب مني شيء بإذن الله ما راح أتردد بخدمته ..صمتت تتلاحق أنفاسها حتى تكمل ولكن طارق قاطعها يسألها وذات النظرة الغريبة تتأجج في عينيه : إيش سويتي لما خرجتي من المستشفى ؟
أجابته أمل بما حدث بعد ذلك من سكنها في بيت أهل نهى مروراً بالمشغل و ما حدث بعدها في المنزل المهجور وأخيراً قالت بحزن : وصار الحادث لإبراهيم و أنت تعرف الباقي ..ورفعت نظرها له ورأته يفكر بعمق فلم تقاطعه وظلت تنتظر ما يتفوه به فطال الصمت ولكنه قطعه بقوله ببرود تام كأن ما قالته لم يؤثر فيه : أمممم طيب خلاص اسمعي فيه دكتوره نفسيه فالمستشفى عندنا وهي شاطره مرررره إن شاء الله راح تستفيدين من علاجها .
نظرت له أمل بحيره واستغراب وتسائلت : دكتوره نفسيه ! ليش ؟؟ وأتعالج من إيش ؟؟
طارق ببرود أجابها : لأنك تعرضتي للإغتصاب والتحرش فهذا أثر عليك وصرتي بالحال هذا فأكيد راح تحتاجين لعلاج نفسي لمدة ..رفع نظره لأمل فرأها سارحه فقال منبهاً لها.. ها إيش قلتي ؟ واعتبري هذي مساعدة مني .
نظرت له له أمل بتردد وهزت رأسها بموافقة وقالت : طيب .
*******
في اليوم التالي ..
الساعة التاسعة والربع ..
سمعت طرقات على باب غرفتها فنهضت بكسل وهي تتثاءب وقالت بخمول : طيب طيب ..وفتحت الباب وهي شبه نائمة ولم تنتبه للبسها المكون من بجاما حريرية باللون العودي والتي أظهرتها بقمة البراءة ثم نظرت لمن يطرق الباب وقالت متفاجأة وقد ذهب كل نعاسها .. طااااارق ..إختبأت بحركة فطرية خلف الباب ولم يظهر إلا رأسها وقالت بتساؤل .. إيش فيه تبي شيء ؟
طارق رد بغموض جليدي : لا مافيه شيء بس عشان تروحين معي عند الدكتورة لأني حجزت لك موعد عندها .
أمل باستغراب : من الحين ..هز طارق رأسه بإيجاب فقالت .. خلاص الحين آخذ شور وأجهز وأجيك .
طارق ببرود وهو يهم بالمغادرة : طيب بسرعة لا تأخريني عن دوامي .
***
دخلا للمستشفى والذي ما إن دخلته حتى عصفت عليها ذكريات ما حصل وذكرى وفاة ولدها فأحست بالحنين له والشوق الملتهب ولكن دعت له بالرحمه .
سار بها طارق في أروقة المستشفى دون أي حوار متبادل سوى صوته بين كل مره وأخرى يرد أو يلقي التحية مع موضفي المستشفى فأقرت في نفسها بأنه يمتلك قمة التواضع ، وصلا إلى باب مغلق طرقه هو عدة طرقات فسمعا صوت إمرأة تأذن لهما بالدخول فتح طارق الباب فدخل ودخلت هي خلفه فألقيا التحية بهدوء فردت المرأة الجالسة على الكرسي خلف المكتب والتي ترتدي معطف أبيض فوق عباءة تظهر من أسفل المعطف الفضفاض ولا يظهر منها سوى عينيها خلف فتحتي النقاب فقالت برسمية هادئة : تفضل دكتور طارق ..والتفتت لأمل وقالت بذات الرسمية .. تفضلي أختي ..جلست أمل على الكرسي المقابل للمكتب بينما جلس طارق على الكنبات الجلدية المبتعدة قليلا فبادرت تسأل بلهجة رسمية اعتادت عليها وهي ممسكة بالقلم بيديها المغطاة بقفازين أسودين .. لوسمحتوا إيش المشكلة اللي تشتكون منها ؟
رد عليها طارق برسمية : المشكلة تعاني منها زوجتي ..وهو يشير لأمل الجالسة بهدوء وأكمل.. أمل وطبعاً هي راح توضح لك كل شيء بس قبل أي شيء إختاري وحدة من الممرضات وياليت تكون أمينة حتى يمنع تسرب أي معلومات وأنتي تعرفين أن هذا الشيء يؤثر على إدارة المستشفى فأتمنى أن يكون الموضوع بسرية تااامة وهذا اللي أعهده منك دكتورة ريم .
هزت الدكتورة رأسها بإيجاب وردت بذات الرسمية : أشكرك دكتور طارق على ثقتك وتطمن من هالناحية الحمد لله طول مسيرتي في المستشفى ما ظهرت أي معلومة خاصة أو عامة من مكتبي .
نهض طارق ليغادر وهو يقول : شكراً دكتورة وياليت تنتبهين لزوجتي ..وخرج تاركهما بعد جملته الأخيرة والتي أردفت عليها الدكتورة بقولها "إن شاء الله" وسمعا بعدها صوت إغلاق الباب لحظتها التفتت الدكتورة لأمل التي كانت منكسة الرأس فقال الدكتورة تسألها بحنو وعاطفة : كيفك يا أمل ؟
ردت عليها أمل بخجل هامسة : الحمد لله .
ابتسمت الدكتورة وقالت بتشجيع : ممكن ترفعين نقابك وشوفي أنا رفعته كمان ..ورفعت نقابها فأطاعتها أمل ورفعت هي الأخرى كذلك والتقت أعينهما فردت أمل على ابتسامتها الحانية بابتسامة متردد وخائفة فقالت الدكتورة .. ماشاء الله تبارك الرحمن ..وسألتها .. كم عمرك يا أمل ؟
ردت أمل بحرج : دخلت التسع طعش بكم اسبوع .
د/ريم بإعجاب : ما شاء الله اللي يشوفك يقول عنك طفله بس ..نظرت لعيني أمل بتدقيق وقالت بجدية .. اللي مخربك نظرة الخوف اللي فعيونك غير التردد اللي ملحوظ على كل حركاتك أتمنى يا أمل أنك تكونين معي شفافة وصادقة وتحكي لي كل شيء ..صمتت لحظة وأكملت بحنان.. بس قبل أي شيء أبي أسألك توافقين تكونين صديقتي ؟
هزت أمل رأسها بإيجاب وهي تبتسم لها : إيه موافقة دكتوره.
د/ ريم بفرحة : حلو بس قبل نتفق على أننا نبعد الألقاب خلاص ..أجابتها أمل بهزه فقالت الأخرى سائلة .. طيب تبين تتمددين على الكرسي ولا تجلسين مقابلة .
أمل بهدوء : لا أجلس هنا .. وهي تشير لمقعدها ..
د/ريم : طيب .. سألتها .. أول شيء إيش المشكلة ؟
أمل بتوتر أجابت : اغتـــــصـــااب .

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -