بداية

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -32

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد - غرام

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -32

الجازي بأرهاق : لا والله ما نبي نتعبتس يا خالتي اجلسي معانا متقهوين ومخلصين نبي نشوفكم بس
جمان ناظرت لـ امها بتوتر ونزلت عيونها وهي تحبس دموعها في صدرها قد ما تقدر ..
ام سياف ناظرت لـ ام سند بتوتر : وين البنات
ريم تكلمت بأستعجال ما بتتحمل ابد انها تسمع ذا الخبر مره ثانيه تعبانه لـ ابعد حد : بروح للحمام " يكرم القارى "
ام سند بهدوء : خذي راحتس البنات والله مدري الفجر كانوا حولي ظني اميره صاحيه شفتها تسوي لولدها حليب مدري عاد اذا انها رجعت تنام ولا بغرفتها
ام سياف بتعب : الله يعطيها العافيه ، تفوهت بجمله ما تدري كيف جت على لسانها بعد ما سألتهم عن حالهم وسولفوا بأشياء بسيطه ، انتي مؤمنه بقضاء الله وقدره
ام سند ناظرتها برهبه وهي تستعد للمصيبه اللي بتنهال على مسامعها بعد ثواني : كلنا مؤمنين بالقضاء والقدر ليه صاير شي ؟ احد فيه شي ؟
ام سياف تنهدت بأنهاك : والله مدري شقول لتس انا والله ما اعدتس الا وحده من خواتي وانا انحطيت في ذا الموقف غصب عني حملوني بحمل ما تمنيت اني اشيله لكن الله بيعينا جميع ان شاءالله ، ابو سند يا ام سند عطاتس عمره عسى الله يرحمه ويغفرله
ام سند ناظرتهم برهبه واستنكار : ابو سند مات ؟ وشلون مات وشلون امس طيب وبخير وشلون مات وشلون وشلون يا ام سياف تكلمي والله انه امس بخير رحنا له وشفناه وتطمنا عليه كلنا حالته مستقره
ام سياف بأيمان : الله يرحمه ويغفرله توفى اليوم الفجر والحمدلله الحمدلله يا خيتي رجال مصلي صايم يخاف الله ما ظلم ولا كذب ولا لحق ضرر بأحد ان شاءالله انه ماعليه خلاف الله يرحمه ويغفرله ويثبته عند السؤال كل الناس تذكره بالخير وتدعي له ذا حال الدنيا وانا اختس كلنا ماشين على هالدرب هذا يومه عسى الله يغفرله
ام سند بأنهاك : وين عيالي دروا فيصل وينه واخوانه وينهم فيه
ام سياف بحزن : لا تشلين همهم ماهم بروحهم معاهم العيال كلهم وعمامهم معاهم الكل يدري ما عاد باقي الا البنات لازم يدرون بأقرب وقت..
ام سند مسحت وجهها بذهول وهي تردد بأنهاك : انا لله وانا اليه راجعون لا حول ولا قوة الا بالله انا لله وانا اليه راجعون
في وسط انهيارهم وصدمتهم واصوات بكائهم وتمتمات حزنهم دخلت بأستعجال ناظرتهم وهي تشوفهم كلهم بالعبايه السوداء والطرحه ناظرت لـهم بنظرات خاطفه !
واللي جابها لذا المكان قلبها قلبها اللي ما تركها تنام ولا تتهنى بنومها ما كانت مرتاحه تحس بشعور غريب يزورها !
من الفجر وقلبها ماهو راضي يهدأ ولا خلاها تنام براحه ناظرتهم وهي تزيف شعورها وتستنكره في صدرها رغم انها متأكده لا محاله ان ابوها توفى وجاء اليوم اللي تمنت انه ما يجي وهي موجوده بذا الحياه لو جزء من الثانيه : ليه جايين هالوقت وشفيكم تكلموا ! ليه تبكون ؟
ناظروها بحزن وسرعان ما دخلوا البنات في نوبة بُكاء مريره ، راحت لـ ام سند وهي ترجف جلست عند رجولها وهي تناظرها بعدم استيعاب : يمه ليه يبكون وشفيهم وشصاير تكفين ، قولي انهم يكذبون هم والمستشفى ابوي مستحيل يموت مستحيل ! شفيهم ما يفهمون !
ام سياف راحت لعندها وهي تمسح على ظهرها وتحارب دموعها : الله يصبركم الله يجبر مصابكم ويهون عليكم ويجبركم

البارت الستون


حَست لـوهله انها لا جسد ولا روح ، كيف جاء اليوم اللي تفقد فيه أبوها جلست على الارضيه بأنهيار وهي تبكي وتضرب نفسها وتصارخ على الكل بدون وعي منها : كذابين ابوي مستحيل يموت كذابين كلكم اللحين اللحين نروح نشوفه انا متأكده انه بخير مافيه شي كذابين كلكم كلكم
ام سياف بحزن : الله يرحمه ويغفرله ويجبر بقلوبكم ويلهمكم الصبر والسلوان
اميره بأنهيار : لا تدعين لنا ابوي ما مات والله لا احرق فيهم وفيكم ابوي بخير بخير انا سألت عنه امس يقولون انه بخير هم اللي ذبحوه هم والله لا اذبحهم واحد ورا الثاني
وعلى اثر بكاء اميره وتهديداتها اللي ماهي واعيه لواحده منها طلعت من غرفتها هي الثانيه مفجوعه راحت لمصدر الصوت شافتهم اللي جالس واللي طايح واللي واقف لكن كلهم كانوا يبكون !
ناظرت لامها اللي منزله راسه بالارض ومغطيه وجهها بطرحتها وسمعت صوتها بكاها كانت تبكي بشراهه والأشد والأقسى بكاء اختها !
وليتها بكت هي الأخرى واقفه مثل الجماد اللي ما يتحرك ولا يحس مهما حل فيه من كوارث واعصارات ماهو قوة قلب الا انه صدمه شلت اركانها عن الحركه صدمه افقدتها شعورها وصارت واقفه بلا ادنى ادراك منها !
كان حال اميره يُرثى له ! وفاة ابوها فكره مرفوضه في مخيلتها ومنذ الصغر من بدأت تستوعب ان ابوها كل اهلها تعلقت فيه لدرجه انها تعد ابوها اهلها امها واخوانها واخواتها اللي ما بعد جو على هالدنيا شافتهم في ابوها !
اليوم هي وحيده وأشدهم حزن وخوف ، وصية ابوها حاضره في اذهانهم لكن في ذهنها واللي حاضر قدام عيونها هو ولدها فيصل ، ما تبي تسوي بنفسها شي وتتركه يعيش بروحه هي أكثر من يعرف مرارة الوحده وبشاعتها !
كيف بترضاها لولدها تعلم يقيناً ان وحدتها بتذبحها يوماً ماً لا محاله كيف بتقواها وهي بـ هالهشاشه والخوف ، ما عاد باقي لها في هالحياه الا نفسها وذكرى ابوها ، وولدها حتى سيف تركها وحيده وهو حي !
هالافكار هاجمتها في هالوقت بالذات ولا كان عندها ادنى قدره على مواجهتها جلست تتلفظ وتتسخط بألفاظ ماهي منتبهه لها من رهبة الموقف !
ريم قربت من عندها بتعب وهي الاخرى حالتها كسيفه فقدها لعمها حزنهم عليه وشعورها بالذنب على اللي سوته في اميره كل شي حاضر في ذهنها ونـدمانه لكن وش عاد يفيد الندم ! : الله يجبر مصابكم ويغفرله ياروحي
اميره حست بيد ريم مثل السكين اللي انغرست في كتفها دفعتها على الارضيه صرخت بحقد وهي تناظرها بنظرات حاده مليانه كـره وصـد : لا تلمسيني انتي بالذات لا تلمسيني تطلعين اللحين برا مابي اشوفتس هنا ثانيه وحده اطلعي يـ.....
وقفت الحروف عاصيه عن الخروج في حنجرتها اللي اهلكتها مرارة الكلمات وعلقم التنهيدات ، اغمى عليها في مكانها وكأن الحزن اخذ روحها مكان يأوي له في كل حين !
قربوا من عندها ام سياف وبناتها يحاولون فيها تقوم لكن وين تقوم وش الدافع اللي يرجعها للحياه في هاللحظه !
أخذت ام سند جوالها اللي جابته لها الجازي واتصلت على ولدها فهد يجي ياخذ اخته للمستشفى ..
جاء فهد بسيارة ابو سياف خلال ربع ساعه ركبت معاه ام سند قدام وام سياف في الخلف ماسكه اميره اللي طايحه في حضنها ، دخلوا للمستشفى ودخلوها في قسم الطوارى وحطوا لها مغذي ومهدى يخليها تنام ساعه ونصف بالضبط بعد ما تأكدوا من حالتها وعن وضعها كان هذا الحل الوحيد ..
ناظرت ام سياف لـ ام سند برأفه : روحي روحي للبيت روحي انا بجلس معاها وفيصل بتاخذه جمان معاها وتوديه للبيت روحي لـ بناتس يا ام سند ، وريم والجازي عندتس لا احتجتي شي هم بحسبة بناتس..
ام سند بدون اي تعليق راحت لـفهد وطلبت منه يرجعها للبيت وهي مرهقه طلبت منه تشوف ابو سند لكن قال انه بالثلاجه حقت الموتى ولا يقدرون يشوفونه الا في المغسله !
من درا سيف ان اميره اغمى عليها ما قدر يجلس في محله ثانيه وحـده !




البارت الواحد والستون


العيال وراحوا من هنا ونقلوا ابوهم لثلاجة الموتى ، ولا عاد باقي فيه ذرة صبر راح لقسم الطوارى اللي هي فيه وطق الباب على امه بعد ما تأكد من مكانهم من الطبيبه فتحت الباب امه وناظرته بضيقه : يمه وشفيها وشصار لها !
ام سياف مسحت على كتفه بأنهاك : لا تخاف يا سيف مافيها شي اغمى عليها والدكتور يقول انها بس تحتاج مهدئات اعطوها مهدئ يروح مفعوله بعد ساعه
سمع صوت بكائها وانينها وصوتها القصير الشاحب من خلف الباب وهي تنادي ابوها تطلبه يجي !
أكثر كلمه على لسانها كانت " لا " وكأنها تنفي هذا الخبر من حواسها وترفض تصديقه..
حس بسكاكين تطعن صدره بعد ما تأكد انها ما بتتحمل ولا بتتقبل هالخبر ابد حس بعد بالمسؤوليه اتجاهها وكأنها تطلبه انه يساعدها !
كلهم مكسورين حزينين تعبانين من اللي بيهتم فيها ويخليها توقف على رجليها من جديد وهم بذا الحاله، مسح وجهه بحزن تذكر ولده ناظر امه بأرهاق : يمه فيصل وينه فيه من عنده ؟
ام سياف بحزن : فيصل اخذته جمان هي اللي بتهتم فيه بيجلس معانا كم من يوم امه ما بتقوى تداريه وهي بذا الحاله ابد هي تبي من يداريها عسى الله يصب على قلبها الصبر صباً صبا ويرأف بقلوبهم
سيف مسح جبينه بتوتر : يمه تكفين اقري عليها آيات من القران خليها ترتاح وتهدأ شوي سوي لها اي شي سولفي معاها كلميها !
ام سياف بضيق على حال سيف واميره ناظرته بأنهاك : انا معاها يا سيف لا تشيل همها اطلع يا يمه من هنا لا يجي احد يشوفك مانبي مشاكل هي ماهي على ذمتك اطلع خلك مع العيال واميره لا تشيل همها انا بنته لها
سيف تنهد بأنهاك : والله يا يمه ما ودي اتركها ولا اقدر اجيها ولا ادري شسوي
ام سياف بمؤازرة : كل شي بيتصلح واميره ماهي بروحها كلنا حولها وأنتم بتتعدل اوضاعكم وترجعون لبعض
سيف بغبنه : والله مدري ان عاد بترجع ولا بتكرهني خلاص
ام سياف بضيق على حالهم : والله مدري وشسبب طلاقكم لكن ان كان الخطأ ماهو منك فـ ان شاءالله انها بترجع تفائل خير
سيف : اهم شي اللحين خليتس معاها والباقي ملحوق عليه انا رايح للعيال
ام سياف : تطمن ولا تشيل هم
سيف حب راسها : تامرين على شي
ام سياف بهدوء : سلامتك الله يحفظك ويطول بعمرك انتبه للطريق
سيف : ان شاءالله
دخل للبيت بعد ساعه كامله حاول فيها آلاف المرات والمرات يدخل ويروح لها ويقولها كل اللي عنده ، لكن كيف يروح لها ويقولها وهو يدري انها ما بتسمع بأبوها ما بتتحمل ابد اذا الموضوع يخصه كيف لو تدري انه توفى اليوم!
شافها جالسه مشغوله ببنتها تعطيها أكل ، حس بحمل ثقيل على صدره من شافها تبتسم له وتصبح عليه ناظرته بأستغراب : ما أفطرت ؟ انتظرتك ما جيت قلت اكيد انشغلت اول مره اعذرك ترا ! شفت كيف بس تغيرت ؟ والله انا مستغربه من نفسي
جلس على الكرسي وهو يناظر ليدينه بتوتر ، ناظرته بأستغراب : وشفيك ما تتكلم طيب افطرت ؟
سياف تنهد بأرهاق : افطرت برا ، انتي اكلتي ؟
المها بأبتسامه : ايوه اكلنا من بدري وإيفا اكلت بعد ، رفعت بنتها وهي تبوسها وتحضنها ..
سياف رفع يدينه للمها : اعطيني اياها
المها اعطته إيفا وجلست بجنبهم ، ناظرته بقلق : حبيبي
سياف بضيقه : هلا
المها بهدوء : وشفيك حبيبي ؟ ليه متضايق فيه شي صاير ؟
سياف بـقَلق : لا ماني بمتضايق بس
المها ناظرت عيونه بتركيز وهي تحاول تفهم شي منه : بس ايش؟
سياف بتوتر : شرايتس نروح نتقهوى مع خالتي
المها ابتسمت : امي ؟ لا لا مستحيل انت سياف طيب ما فيه مشكله بس خلني البس العوبا ذي
سياف مسح على شعرها وهو يقبل راسها : لا خليها تجيب العافيه وهي كذا
المها : طيب هاتها بغسل يدينها
سياف قَـبل يدينها الصغيره : لا روحي البسي عبايتس انا بغسلهم
المها راحت للغرفه لبست عباتها وطرحتها وعدلت شكلها وطلعت لهم ، وصلوا بعد دقايق لبيت ابو سند ناظرت لـ سياف : انزل معاي وشفيك جالس ؟
سياف ناظر للمها بتردد : المها
المها ناظرته بغضب : سياف وشفيك ؟ وشفيك تكلم من اليوم وانت حالك مو عاجبني لا تسوي فيني كذا تكلم اذا فيه شي!!
سياف مسك يدينها وهو يضغط عليهم شاف عيونها اللي ما أبعدتها عن عيونه لـ وهله من الزمن تنتظر منه يتكلم ويفهمها وشفيه كذا : المها تدرين ان الدنيا ذي ماهي لأحد
المها ناظرته بخوف : يعني وش ؟
غمضت عيونها لثواني وفتحتها نزلت دموعها من الرعب اللي تعيشه وسط صدرها والافكار اللي جت على بالها مسكت بنتها بيدينها المرتجفه وهي ما تبيه يتكلم أكثر من كذا تعبت ولا تبي تعرف اي تفاصيل لأي خبر : بروح لأمي
سياف مسك يدها وهو يمنعها من الروحه اللحين ما يبيها تشوف حالهم ويصير لها شي : وقفي المها وشفيتس!
المها اعطته بنتها يشيلها وهي تحس انها بتطيح منها بأي وقت ناظرته بـذُعر : سياف تكفى مابي اسمع اي شي بروح اتقهوى مع امي وأجلس معاها شوي وأنت بتجينا تعال انتظرك داخل ..
سياف مسك يدها وهو يرجعها لمكانها : المها عمي راح عند اللي ارحم مننا في انفسنا

البارت الثاني والستون



المها بذهـول : انت وش تخربط فيه مستحيل ابوي يموت ابوي طيب ماعليه انت أكيد تخربط بروح داخل وبجيك وبعلمك انه بخير انت وش قاعد تقول
سياف بحـزن عتيم : ليت اني كنت اخربط قولي انا لله وانا اليه راجعون
المها بأنهيار : بعقلك انت انت ما تدري وش قاعد تقول كيف ابوي يموت وهو بخير وطيب !
سياف بضيقـه : طيب اذكري ربتس وادعي له ما يصير اللي تسوينه انتي الكبيره انتي اللي بتسندين خواتس لا يشوفونتس ضعيفه بيضعفون كلهم
المها مسحت دموعها بذهول ودخلت داخل للمجلس شافت امها تبكي والهنوف واقفه بدون اي مَـلامح او ردة فعل واضحه وبنات عمها كلهم يبكون ويناظرونها بـحزن وأم سهم متضايقه على حالهم ..
الكل كان موجود ما أهتمت لوجودهم وكأنها فاقده وعيها ومحد موجود في ذا المكان الا هي ولا تملك اي سيطره على نفسها للحين تحاول تستوعب الكلام اللي سمعته من سياف !
مسحت وجهها بأرهاق والدموع تاخذ مجراها على خدهـا الرقيق اللي انوسم فيه الـدمع المَرير !
أنتبهت لـ نوره المُرهقه اللي ربتت على كتفها بمواساه : الله يجبر بقلوبكم ويجعله في مكان افضل له من الدنيا
ام سهم بضيق : الله يرحمه والله محد يشكي منه ولا احد جاب طاريه بسوء عسى طيبه مع الناس يشفع له عند ربه
الجازي بـضيق : يـارب ..
صَحت من المهدئ وليتها ما صحت وليته ما انتهى مفعوله من فتحت عيونها وشافت بجنبها ام سياف جالسه حست بوحشه وغربه تنهش ضلوعها !
همست بنبره مُثقله بالوجع : يعني ما عاد بشوفه طول عمري ما عاد بقول يبه ولا بسمع صوته ولا بنجتمع كل جمعه في المجلس قدام التلفزيون وهو يلقي علينا محاضره ويعلمنا بالصح وبالغلط
ام سياف ما قدرت تتكلم وهـي تدري انها ما تخاطب بذا الحوار الا نفسها وقلبها اللي تحس بطعم الدم وهو يفور منه ويكتمها : حلف لي انه ما بيخليني احتاج مخلوق وهو حي اليوم لا احتجت من بروح لـه من بيداريني مثل ما كان يداريني من بيحبني كثر ما حبني هو من بيخاف علي بدون شروط من بيقدمني على روحه من بيهتم لخاطري من بعـده !
أنبتر هالحوار عند هالجمله وسمعوا صوت أخوها فهد من خلف الباب كان هـزيل جداً وكأنه مو نفس الشخص : درب
ام سياف قبلت راسها بحزن : بتطلعين اللحين واذا احتجتي ترجعين هنا بترجعين وفيصل لا تخافين عليه انا باخذه عندي وبهتم فيه
كان باقي نصف ساعه على آذان الظهر ما تبيه يأذن أول مره تتمنى ان الحياه تبطي دقايقها وثوانيها بعد ساعه بالضبط بينفى ابوها من وجه الأرض ويدخل وسطها ..
فهد دخل عليها بأنهاك ناظرها بضيقه : تعالي معاي كلهم هناك ما عاد باقي الا انتي
مَشت معاه بتعب أكبر من عمرها وأكبر من قدرتها على التحمل ، مشت وهي تحس ان خطاويها ثقيـله .. كانت توقف بين الخطوه والثانيه .. وكأنها تحمل جبل وسط روحها ، الهـم أثقل خطاويها ..
راحوا للمسجد وجلسوا بقسم النساء ، الكل جالس وموجود عدا ميساء وأماني وريم وجمان كانوا في بيت ابو سند ..
جالسه تلوم حالها على قسوتها معاه تمنت انها قبلت بسيف بدون ما تناقشه او ترفع صوتها عليه تحدته وقللت من مكانته وشأنه قدام الكل كله من قهرها على نفسها وعلى محمد !
ندمانـه أشد الندم .. وقلبها ياكلها على قسوتها وعلى تجبرها وعنادها وعصيانها لـه .. ذبحها الندم ومتأكده انها بتموت والسبب ندمها !
رفعت كفوفها لوجهها تغطيه وهي تبكي بنحيب جرح احبالها الصوتيه وارتفعت اصوات البكاء من حولها على أثر أصوات شهقاتها المكتومه ..
تدري ان كل دمعـه عاجزه عن شرح شعورها وهي تعيش اليوم الوحده بأبشع صورها .. ما تبي تبقى بروحها خايفه من الليل ومن التفكير ومن مصادم الأيام بدونه .. تبي تختفي من الحياه ما عاد لها رجوى في ذا الدنيا ولا لها اي اماني حتى سيف فقدته لكن ولـدهم من لـه ! فيصل اللي كان ولا زال يلوي ذراعها ويمنعها من تهورها !


‏"أنا فقدت أحلامي بـ ظرف ساعه !
‏وأحلام عمري كانت اغلى من الجاه


‏سدو خلل روحي وصلوا جماعه
‏"صلوا على الأموات يرحمكم الله "


سمعوا النداء انهم يروحون ويشوفونه الكل راح بمشاعر مختلفه كان يغلبها الرهبه والتردد والصدمه من هول الموقف اللي بيواجهونه ..
لكن هي تحتاج من يدفعها انها تروح تحتاج من ياخذ بيدها ويوديها له كيف قرروا انهم يخلونها تعتمد على روحها وتجي وهم يدرون هي وشكثر تحبه وما بتقوى انها تشوفه وهو بذا الحال بروحها بدون مُعين ..
حست بيد الجازي اللي مسكت يدها وناظرتها بحزن : تعالي تعالي وشوفيه اشبعي منه تعالي اغتنمي كل ثانيه ترا ما عاد بتشوفينه..
اميره مسحت دموعها بظهر يدها اليسار : ما احتاج تذكريني انها اخر مره بشوفه فيها
الجازي بندم : ما قصدت والله .. بس ابي تشوفينه وتشبعين من شوفه !
اميره وقفت بمساعدة الجازي وناظرت للمكان برهبه تقدموا وشافت الكل حوله شافت المها المُنهاره والهنوف اللي ما تجرأت تلمسه ولا تقرب منه تناظر المشهد بأستنكار وأمها اللي تبكي بوهن والكل حوله يبكي ويدعي له ..

البارت الثالث والستون



مررت أصابع يدها الصغيره على تجاعيد وجهه اللي عثى فيها الزمان ، وجهـه المائل للون البنفسجي من شدة البرودة ، عيونه المُغلقة بأحكام وأنفه وأذانه المحشيه بالقطن الأبيض هالمنظر أهلك قوتها وشجاعتها وصلابتها !
كم تمنت انه ما تركها خاصة في ذا الوقت كم تمنت انها تحس بوجوده حولها تحس بضلوع صدره تسندها في ايامها العصيبه !
يا عَـظم جمايله عليها كفى ووفى رباها واعطاها من دم قلبه واهداها ثمرة سنينه عوضها عن فقدها لأمها .
بنته اللي عاشت بدون عائله عاشت بـعز وشموخ ومَهابه في صدور الناس بفضل الله ثم فضله ، أفسدها بالدلال أرضى غرورها وأسقاها من كؤوس العز مراراً وتكراراً لين صارت أصلب من الف رجل رغم أنف الحياه هي شامخه حتى في أوج انكسارها وحزنهـا !
وهذا كله بفضله ..
فمان الله يانور العيون اللي ماتلقى نور
‏فمان الله يا كلّي وتاريخي وعنواني ،،
مسحت دمعه نزلت من خدها بحراره وهمست في أذن ابوها بألم : انا وصيتهم وانت وصيتي اوعدك ما انساك وببقى اذكرك في كل مجلس وبكل سالفه بنتك ما راح تنساك لو يجفونك اهل الارض ببقى اسقي جفى غيابك بذكرياتنا وسوالفنا وجلساتنا وقصصنا ببقى احبك لآخر ايام عمري وبتبقى اعظم من مـرني وبتبقى اعظم أحبابي !
عظّم الله اجر قلبي على ماصار فييه
‏وأحسن الله عزا عيني على ماتشوف ..
للأسف ان كل المشاعر اللي دفنتها في صدرها أبت الصمود في صدرها وهي تشوفهم يغطون وجهه رفعت الكفن عنه ومسحت على جبينه وخرجت ، اهـه ، من جوف صدرها وصلت لـ صدره سمعها وسمعوها جميع ما ادركوا لمن هالصوت هالحزن هالـوجع .. الا هو كان يدري انها اميره !
قلبـه ما يخطي فيها ، حس بقهره يزيد عليها رص يده بقوه وهو يحاول يتماسك نفسه ويجلس في مكانه يدري انها بتعيش أيام وأيام وهي تعاني بغيابـه يدري انها قويه لانه كان موجود لانه وراها وقدامها وفي كل اتجاهاتها !
يدري بكل شي يدري انه مصدر قوتها ما يبيها تضعف هو أحرص منها على قوتها على شموخها وكيانها ما يبي أميرته مكسوره يبيها قويه بـ ابوها وفيه وقبل كل شي بربها هو ما راح يخليها لـنفسها ابد بس يحتاج فتره يرتاحون فيها ويرجعون فيها ربع طاقتهم المُهدره على فوضى مشاعرهم !
‏"خلي لي الضيق وأنتي لا تخليني
‏وإن دار وجه الزمان أندسي خلافي
_
‏لا يدخل الخوف قلبك لا تحاتيني
‏مدامني بخير في صحة ومتعافي
_
‏أنتي في وجهي من الأيام صدقيني
‏لك الله إني لا أوقف وقفة سنافي
_
‏أنا علي الحرام.. وأنتي تعرفيني
‏لو ما تشيلك عيوني؟ تشيلك أكتافي"
ام سند مسحت على ظهر اميره بـألم : الله يرحمه أذن المؤذن خليه يا يمه الجنازه كل ما صارت سريعه كان افضل للميت اذكري الله وصلي على النبي وترحمي عليه هو ما عاد يبي منكم الا الدعاء هذا بركم فيه بعد موته ادعوا له وتصدقوا عنه واذكروا محاسنه ..
ناظرت لـبنتها الهنوف اللي ما أبدت اي ردة فعل راحت لها برهبه من حالها الغريب : الهنوف ليه ما تسلمين على ابوتس وتودعينه ؟
الهنوف ما رفعت عيونها لأمها تَمَت تناظر للفراغ بلا دموع ولا تعابير ، قربت من عندها اكثر وهي تناظر لوجهها بضيقه : الهنوف وشفيتس ؟ تعبانه؟
لا تطلبون مني ردة فعل لا تنتظرون تشوفون دموعي ولا تسمعون صراخي وسخطي على موتـه دامه راح وش فايدة البكاء !
دامـه ما بيسمعني ليه ارفع صوتي واسمعكم حزني ؟
ليه اعلمكم بخوفي وتعبي بفراقه !
هو اهم منهم كلهم هو ابوي هو درعي وظهري وقوتي انتم مين ؟
لحد ينتظر مني شي خلوني اموت بيني وبين نفسي ما عاد صوتي مسموع لأحد ولا عاد حزني عليه بيهم أحد !
بتمسحون دمعتي اليوم وبكره بتنسونها ، لكن هو متى تجاهل دموعي؟
هـو مستعد يوقف حياته عشان دمعه طاحت من عيون بناته لا تطلبوني اطلع لكم حزني حزني لروحي للهنوف ماهو لأحد غيرها !..
اتركوني .. اتركوني ما عاد حبكم وخوفكم علي يهمني خلوني اتعلم كيف اصير أقوى بدونه كيف اوقف على رجولي واطالب بحقوقي واداحم القوي والمتجبر .. كلن لاهي بحياته ..!
حـزني وحقي ما يهم الا نفسي وامي وأحنا بدون ابوي اضعف مما تتخيلون ..
اتركوني..!
انتهت وقت صلاة الظهر وقاموا من جديد للصلاه على الميت .. اجتمعوا بصف واحد العمَـام عيال الجد سلمان وعيالهم وعيال ابو سند وقفوا في صف واحد يليه صفوف من جماعة ابو سند قاموا للصلاه والكل حـزين ومتضايق على وفاته ..
جلسوا يبكون بالصلاه وهم يحسون من اللحين بمشاعر الفقد ، انتبه فيصل لـ سند شافه يبكي بشده كان أشدهم فقد لأبوه كان متأثر بشكل ماهو بعادي !
انتهوا من الصلاه واخذوا الجنازه لـ السياره المخصصه لنقل الاموات وصلوا عند المقبره ونزلوا جميع من السيارات ..
ما تحمل هالمشهد ابد ناظره فيصل بضيقه وتكلم بصوت مبحوح من البكاء : سند وشفيك تكفى يا سند ما حن بحمل شي شد من عزمك ياخوي
فهد مسح دموعه بطرف شماغه اللي متلثم فيه ولابس نظارات يخفي فيها آثار دمـوعه انتبه لاخـوانه اللي وضعهم غريب ..
فيصل راح لـفهد وهو يمسك ذراعه ويناظره بأنهاك : سند ماهو بطيب
فهد بلا مُبالاه : خل احد يوقف معاه انا بشوف ابوي
فيصل برجاء : تكفى يا فهد خلنا ناخذه للطبيب
فهد بـ لهجه حاده : فيصل ما بعد دفنا ابوي اذا انه تعبان يجلس بالسياره ويحترينا نجيه
فيصل مسح عيونه بأنهاك : زيـن بـقوله وبجيك
طلعوا ابو سند من السياره واخذوه للقبر بعد دقايق من الزمن ، نزلوه فيه وجلسوا ياخذون التراب ويحثونه على قبره وهنا انهار من انهار وفقد قوته من فقدها وغاب ابو سند عن الجميع وبقت وراه سمعته اللي خلاها بين الناس وذكرياته مع عياله واهله وجماعته ..
رجعوا الرجال لـ بيت ابو سند ينتظرون اللي بيجون حتى يقومون بواجب العزاء ، كان منزل راسه وسط شماغه ودمـوعه ما وقفت ما ينكر فهد ان قلبه اوجعه على حال سند ولا يدري وش بخاطره بالضبط !
هل كل اللي يصير من نـدم ولا شوق فات اوانه !
ما قام له ولا جلس بجنبه كان يكابر على حـزنه هو الآخر وهو يشوف فيصل اللي تاره يغرق بالبكاء وتاره يرفع راسه برضا بالقضاء والقدر ..
امَا عند الحريم ..
فكان الكل موجود بـ المجلس الكبير حريم من الجماعه وحريم من برا الجماعه ..
ما كانت معاهم كانت في دارها ما تبي تشوف احد ولا تبي يكون لها ذكرى بينهم ، الكل سأل عنها الكل يبي يعزيها والكل مركز عليها هي بالذات !
ليه جايين اللحين ؟ بتشوفون ضعفي ! بكره يندمل جرحي واصير اقوى من اللحين ! انا بنت ابو سند اللي من هيبته ما احد تجرأ عليه بكلمه ولا فعل ، من طب حـدوده احترمها وحسب لـه الف حساب وحساب .
سمعت صوت الباب ولا رفعت راسها له جالسه على سريرها تناظر للسقف بفراغ ياخذ من روحها كثير حتى ولدها ما سألت عنه حزنها على ابوها نساها فلذة كبدها ..
قربت منها بتردد حبت راسها وهي تمسك دموعها : عظم الله اجرتس عسى الله يرحمه ويغفرله ويسكنه فسيح جنابه ويثبته عند السؤال
اميره بغصه : جزاتس الله خير
ميساء بذات التردد ناظرتها برأفه : ابوي يبي يشوفتس
اميره ناظرتها بـ ألم : ما اقدر يا ميساء
ميساء بأصرار هـزيل : يبي يتطمن عليتس ويتأكد انتس طيبه اطلعي له شوي بس
اميره برفض : ميساء ما ابي اشوف احد تكفين خليني بروحي
ميساء ناظرت لعيونها بحزن على حالها : اميره والله ما ابي اجبرتس بس هو يحتريتس ..
ما قدرت ترفض ولا تبي تحرج ميساء مع ابوها قامت بصعوبه وهي تعدل طرحتها على راسها وتطلع بهدوء شافت مجلس الحريم وتجاهلت الروحه لهم ..
كانت تعبانه لأبعد حد سلمت على اللي شافت بطريقها وراحت لمجلس لحاله كان موجود فيه ابو عبدالعزيز خال اميره ..
قام ابو عبدالعزيز من شافها جايه ناظرها بحزن : عظم الله اجرتس يا بنتي اسأل الله ان يجبر بخاطرتس وقلبتس
اميره بقوه متصنعه وهي تتحدى الغصه اللي في حلقها : جزاك الله خير
ابو عبدالعزيز بعد دقايق من الزمن : انا جيت اخيرتس بين انتس تبقين ببيت الوالد عسى قبره نعيم ولا تجين عند خالتس وبحطتس بعيوني الثنتين خاصه اللحين انتي ما انتي على ذمة رجال
اميره بعبره : تشوف ان ذا وقته يا خالي تسألني اجي معك وابوي ماله كم ساعه دافنينه
ابو عبدالعزيز بضيق : والله اني ما قصدت لكن اخاف عليتس من الدنيا قد طلبناتس من ابوتس ورفض يعطينا اياتس ويوم كبرتي اخذنا رايتس ورفضتي تطلعين من بيته اللحين انتي الشور بيدتس والقرار قرارتس
اميره بحـده : بيت ابوي ما اطلع منه الا لقبري ..
سمعوا صوت الباب اللي انفتح وكانوا فهد وفيصل استغربت اميره من شافتهم داخلين وجلسوا قريب منهم ..
فهد بتركيز : وش الموضوع الخاص اللي تبي اميره فيه يا عمي؟
ناظرته اميره بحزن وهي تلم يدينها لبعض وتحاول تجمع قوتها شوي ، من اللحين بتجلس مشتتته من اول ساعات رحيل ابوها كل من يحذفها على الثاني بدون احساس ..
ابو عبدالعزيز بضيق : ادري اني استعجلت بكلامي لكن والله ان وراي سفره وقلت بدبر امورها من اللحين
فهد بغضب : تدبر امورها ليه ما وراها رجال واهل ؟ وشتبي فيها ؟
ابو عبدالعزيز : الا والله ان وراها رجالٍ تستاهل الشنب ولا ينخاف عليها ابد وهي بذرا الله ثم ذراهم لكن بغيت اشوف البنت بعد عين امها وابوها مابيها تحس بالوحده
ناظرتهم برهبه وهم يتكلمون بمصيرها وكأنها مالها اي راي ولا كلمه ، الكل يفكر بمستقبلها بجلستها بالمكان اللي بيحويها من بعد فقد ابوها ..
فيصل بغبنه : ماهي بحاسه بالوحده وحنا حولها ومعاها هذي اختنا هذي بحسبة المها والهنوف ترا
فهد قام وهو زعلان لأبعد درجه سلم على ابو عبدالعزيز وناظر لعيونه بصلابه : بيض الله وجهك على اهتمامك فيها ولكن اميره ما بتطلع من بيت ابوها وروسنا حيه ، هذي بنتنا واختنا وهذا بيت ابوها ، ما تضيق على اميره ارض وحنا معاها ازهلها يا عمي..
ابو عبدالعزيز بفخر : عز الله انكم بيضان وجيه عسى من جابكم بجنان النعيم اجل اشوفكم على خير ولا احتجتوا شي رقبتي سداده وانتي يا اميره ما انتي بروحتس كلنا معاتس وحولتس ..
ناظرت لـعيون فهد اللي بتنفجر من الزعل وعيون فيصل المقهور سلموا على ابو عبدالعزيز وجلسوا معاها شوي شافوا الحزن بدأ يتضح على عيونها اللي تتوسط نظراتها الضايعه ..
لأول مره تشوف هالمبادره الطيبه من فهد اللي كان معروف عنه الصلابه وقوة القلب ، اخذها لحضنه وهو يقبل راسها ويمسح على ظهرها وشعرها وكأنه يحميها من افكارها ونفسها ومن الناس ..
فيصل جلس بجنبها وهو يطبطب على كتفها : لا ابو عبدالعزيز ولا الف غيره ياخذتس منا هم خوالتس والنعم فيهم لكن يعقب اللي يطلعتس من بيت ابوتس وروسنا تشم الهوا
فهد بحزم : هذا مكانتس وما بتطلعين منه الا برضاتس انتي
فيصل بـ ابتسامه هزيله : حتى برضاتس مابتطلعين !
اميره قامت من حضن فهد بحزن همست بصوت متحشرج من التعب : بدخل
فهد بضيقه : الله يحفظتس
دخلت اميره لداخل وراحت للمجلس سلموا عليها الحريم ودخلت لغرفتها مباشره ما تبي تجلس معاهم مُرهقه لابعد حد خاصه بعد جية خالها ما عاد تحملت شي ولا هي قادره توقف على عظامها ابد .
أبي يا أبي .. إن تاريخ طيبٍ
وراءك يمشي، فلا تعتب..
على اسمك نمضي، فمن طيبٍ
شهي المجاني، إلى أطيب
حملتك في صحو عيني.. حتى
تهيأ للناس أني أبي..
أشيلك حتى بنبرة صوتي
فكيف ذهبت.. ولا زلت بي؟
**
فِي مساء اليوم الأول من الفقد ، الساعه الحادية عشر والنصف مساءً ..
منسدحه على سريرها بأنهاك بعد ما خلصت من البيت ومن اليوم الأول من العزاء كانوا معاها بنات عم فهد وامهاتهم وأماني تساعدهم ببعض الاشياء لكن اغلب الشغل كان عليها هي ..
رفعت عيونها للباب اللي انفتح ناظرت له بنظرات مُرهقه دخل بعد ما القى السلام انسدح على السرير وغمض عيونه ناظرته بضيقه ..
فهد بأنهاك : تعبان تعبان
ميساء بمحاتاة : لـيت هالتعب فيني واشيله عنك ، ليته ما يدل لك درب
فهد ناظرها بضيقه يحس بغضب منها وهي مالها ذنب بشي تصرف ابوها للحين في باله وشلون بياخذها ويحطها عنده وبيته فيه عيال وان كانوا متزوجين المهم عنده عيال مغبون لأبعد حد ...: تدرين عن اميره ؟ متى اخر مره شفتيها ؟
ميساء بأرهاق : مدري مقفله بابها شفتها اخر مره يوم راحت لابوي وجت وهي متضايقه وشصاير هناك ولا ما تدري ؟
فهد كتم غضبه : ولا شي
ميساء ناظرت عيونه وهي تحسه يخبي عنها شي : فهد اذا صدق تدري علمني ابي ارتاح البنت انعفس حالها فوق تحت من رجعت حتى ما تناظر بوجهي تعديت من عندها ابي اسأل عنها واشوفها لو تحتاج شي تجاهلتني وقفلت الباب وكأني مو موجوده !
فهد بغبنه : تلومينها !
ميساء بأستغراب : ما الومها والله لو بمكانها سويت كذا واكثر بس ابعرف وش صار هناك؟
فهد بحده : ابوتس يبي ياخذ اميره عنده تخيلي !
ميساء انقلبت ملامحها للأندهاش : ليه ؟ طيب انتم معاها !
فهد : مدري شكله يشوفونا أثاث ولا حيطان بالبيت
ميساء بتحفظ : طيب هو قال بياخذها بالغصيبه
فهد بغضب : يكفي انه قال بياخذها
ميساء اللي تشوف ان عصبية فهد مالها مُبرر : طيب ليه شايل بخاطرك تراها بنت اخته طبيعي بيخاف عليها
فهد ناظرها لثواني واردف بنبره حاده : واخوانها وين راحوا ؟
ميساء بتوتر : والنعم فيكم لا تفهمني خطأ
فهد ناظرها لثواني ورفع عيونه عنها ، متضايق من دفاعها عن ابوها يبيها تقول الحق والحق ان اميره تجلس ببيت ابوها مع اهلها ..
ميساء ناظرته بهدوء وهي تركن الحوار اللي صار خلف ظهرها : تبي تنام؟
فهد طبطب على جبينه وهو يفركه بأنهاك ويغمض عيونه : هاتي لي مسكن ، تذكر العيال ناظرها بغضب ، ارجعي فيصل تحت يعني لازم اقولتس ارجعي وسوي وافعلي ما تعرفين تتصرفين من نفستس
ميساء بزعل : انت قلت لي روحي هاتيه وش يدريني ان فيه احد تحت اكيد لو دريت ما بنزل!
فهد : انتي وش تعرفين أصلًا !
طلع وتركها بعد كلمته الاخيره ناظرت له بصدمه وأندهاش تعودت على اسلوبه اذا عصب ينفس كل غضبه فيها وبعدها يرجع يعتذر منها بس هي تعبت من اسلوبه ومعاملته لها بعض الاوقات وخاصه اذا عصب يصير لا يُـطاق ..
دخل الغرفه وانسدح على السرير جلست على السرير وهي ملتزمه الصمت وتحاول تتحامل على نفسها وتحط له بدل السبعين عذر مليون عذر !

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -