بداية

رواية استيقظت من سباتي لاجلهم -7

رواية استيقظت من سباتي لاجلهم - غرام

رواية استيقظت من سباتي لاجلهم -7

الخير فيما اختاره الله
كانت جدتي تقول هينة لينة وبالفعل رزقها الله ميتة مثلما كانت تردد
فلقد توفاها الله وهي نائمة نامت كعادتها كل يوم ولم تستيقظ لصلاة الفجر
وعندما تفقدناها كانت الروح قد غادرت جسدها منذ ثلاث ساعات
رحمها الله
قلت :رحمها الله ورزقنا ميته مثلها أصابت جدتك بقولها هينة لينة
لينقطع حديثنا بمزمار قوي من سيارة مجاورة لسيارتنا وفيها كل من ماجد وحارث الفرحين بعودتنا بطريقتهم الخاصة
كانت أجواء الاستقبال في المنزل رائعة
واستمر توافد الأقارب الذين يهنئوننا بالعمرة وبسلامة الوصول لمدة أسبوع
قضيتها في منزل سيف حتى نسهل أمر زيارة الأهل والأصدقاء
كان أسبوع رائع
إبطاله رانية وعبدالرحمن ومثنى الذي لم يكف عن إزعاجهم
فما أن يأتي عبدالرحمن حتى يدخل مثنى المنزل بتوقيت عجيب ويجلس بقرب عبدالرحمن ويأمر رانية بالمغادرة لان لديه كلمة سر لعبدالرحمن
كل هذا يحدث على مرأى ومسمع منا في كثير من الأحيان
وبعد أن تحرج رانية بتذمر واضح وبأعتراض مباشر من عبدالرحمن
يبدأ مثنى بمزحه الذي ينتهي بطلب يد أبنة عبدالرحمن والحجة انه يريد بديل لابنة أخيه الحسناء التي سوف يحضا بها عجوز مثل عبدالرحمن
ومن حسن الحظ أن عبدالرحمن يعرف مثنى جيدا فشخص لايعرف طبيعية مثنى كان من الممكن أن يأخذ كلامه على محمل الجد وينتهي المزح بزعل
أحيانا ً يتدخل سيف مؤنبا مثنى قائلا له : ألا تكبر ألى متى تبقى هذه تصرفاتك دع الفتاة وزوجها
هل تعتقدون أن مثنى يبالي بالعكس يقول : وهل تتوفر فرصة كهذه أزعج بها عبدالرحمن وأبنتك ضحية زوجها الذي كان لا يقل إزعاج عني سابقا
ليكتفي سيف بهز رأسه دلالة على يأسه من حالة مثنى
وفي هذه الأجواء الهادئة السعيدة
شقت صرخة أربكت السكون وخلخلت أركان السعادة لتعيد الذكرى من جديد وفي نفس العائلة ولكن بشكل مختلف
عدت الى منزلي وبعد أسبوعين
دخلت علي مريم وهي تصرخ وتلطم على وجهها وتقول :لما أنا يا ألاهي لما أنا
أحمدك وأشكرك أحمدك وأشكرك
حاولت تهدئتها لأعرف منها ما حصل قلت : مريم اهدئي واستغفري الله كل ما يحصل لنا هو اختبار رباني قولي استغفر الله وسوف يجدك الله فرجا
لتقول بصوت خافت لايخلوا من الشهقات :استغفر الله وأتوب أليه
وتبدأ بتكرارها دون توقف وتركتها تستغفر ربها حتى تهدأ
لتكتمل العائلة بتواجد إبراهيم الذي كساه الهم وعلا الوجوم وجهه وجلس على الأريكة بالقرب من مريم التي اتخذت الأرض مجلسا لها
ولم يتكلم مطلقا اكتفى بوضع يده على كتف مريم التي بدأت تبكي بكائنا ً يقطع القلب


قلت بتساؤل : الايوجد من يحترم كبري ويقول لي ما حصل هل مات احد هل مرض احد
اخبروني فأن اتقطع وأنتم تلوذون بصمتكم
ليجيب إبراهيم :وهل يوجد لدى بيت إبراهيم سوى سوء الإخبار وصوت البوم بالدار
فبعد مصيبة كنت أظنها مضت ولن تعود
عادت المصيبة بشكل مختلف وبوضع مختلف ....
وانقطع كلامه
ولم أتمالك نفسي ماالذي حدث وما هي المصيبة الجديدة ولمن هه المرة
لم أجرؤ على السؤال
لذت بالصمت ولسان حالي يدعوا الله بصدق بأن ينقذ هذه العائلة ويسترها في الآخر مثلما سترها في الأول
إلى أن قطع الصمت هاتف إبراهيم
أجاب قائلا : وعليكم السلام
ليقول بعدها : لاعليك أختي كوني واثقة بأن الغلط سوف يُصلح ولا تتعجلي وتخبري أحد سوف نكون عندكم خلال هذا الأسبوع
ليغلق الهاتف بقوله : حفظك الله
لتنهار مريم وتبدأ با لبكاء واللطم على وجهها
ليوقفها إبراهيم ويمسك بيدها ويقول لها رددي معي :قدر الله وما شاء فعل حسبي الله ونعم الوكيل
لتردد معه بشهقات لاتنتهي وبكلام بالكاد يميز
كل هذا يحدث أمام عيوني المراقبة وقلبي الذي اشعر به يتمزق من الخوف على من هم أمامي وعلى ما خلف هذا البكاء والعويل ولا زلت أخشى السؤال
ولكن إلى متى
شجعت نفسي بقراءة أية الكرسي و ألم نشرح صدرك
وقلت : هلا أعرتموني انتباه ووضحتم لي ما يحدث
وقلت بتوسل : أرجوكم قلبي لم يعد يقوى على تحمل الصدمات
ليجيب أبراهيم وهو منكس الرأس :أن لم نفضح بسبب خلود
سوف نفضح بفعلة ماجد
اجبت بتساؤل خائف :ومابه ماجد وعن أية فضيحة تتكلم
ليجيب أبراهيم بقصة طويلة كاد رأسي ينفجر من وقعها عليه
عندما حلت مصيبة خلود أغمى علي لمدة أسبوع هرب عقلي من استيعاب المصيبة
ولم يتغير الواقع صحوت ووجدت المصيبة حقيقة يجب مواجهتها
ماجد أيها المجنون أهذا أخر طريق لهو الشباب ومرحهم
خرجوا بحزنهم وتركوني بهواجسي التي أحالت فراش السرير البارد الى أشواك ملتهبة
ظننت لوهلة أني أشم رائحة حريق اعتقدت انه من فراشي الذي احترق بكثرة تقلبي
ولكن الرائحة شيئا فشيئا تتضح
ألى أن ميزتها ونهضت بحذر من فراش ِ وفتحت باب غرفتي بحذر
لتزداد قوة الرائحة
اقتربت أكثر من الصالة لأجد من افترش الأرض في الظلام وهناك جمرة حمراء يزيد الظلام لمعانها
لا أدري من أين أتتني الشجاعة حين قلت :من هنا
ليأتني صوته الهادئ جدا يقول :هذا أنا جدتي
عرفته انه ذلك البائس الذي أضاع نفسه وهرب بعد أن رفع صوته على والديه
اغضب الله بفعلته الأولى وأغضبه بعقوق والديه
اقتربت من مفاتيح الإنارة وفتحتها
ونظرت الى ذلك الجالس الذي لم يغير جلسته ولم يترك تلك المحرقة من يده
على الأقل احتراما لجدته لم أجادله في هذا الموضوع لان موضوعه وما به اكبر من أن افتح معه عتاب حول تلك المحرقة
جلست على لأريكة المقابلة له دون كلام فأنا لا أريد أن افتح معه الموضوع حتى لا يأخذه العند ويهرب من منزلي كما هرب من منزل والده
انتهت المحرقة وأطفئها في علبتها التي مُلئت بأخواتها المنتهيات هذا المجنون دخن علبة كاملة ولا ادري كم الوقت الذي استغرقه في إكمالها
هداه الله
التفت لي قائلا :عجيبعجيب الايوجد لديك كلام توبخيني به
قلت لها ببرود أكتسبته من تلك السنوات التي قضيتها بسبات :ومافائدة التوبيخ والكلام والفعل حصل وانتهى اليوم نبحث عن حل وليس عن كلام توبيخ
أجاب :والحل هو الذي قاله أبنكِ يريد أن أتزوج من اتهمتني بانتهاك ِ لشرفها
قلت له باستياء :احترم نفسك فأبني هو والدك و واجب عليك احترامه
الفتاة لم تتهمك والدتها شاهدتكما في منزلهم وفي منتصف الليل وفي الحديقة الخلفية
لو رآكما مجنون لظن الظنون بكما فكيف بأم ترى أبنتاها بهذا الوضع
ليجيب باستهزاء : لم اكسر لهم باب ابنتهم هي من فتحت الباب وبدل أن تعاقب الفتاة وتربى من جديد تأتي إلام بكل قوة عين وتقول أستروا على أبنتي لأن ابنك انتهك شرفها
ليقول باستهزاء واضح : ونعم الام ونعم التربية للابنة خططوا وكنت أنا الضحية
أجبته :وأنا كان في الموضوع تخطيط فأنت الأحمق الذي وقعت فيه حذرتك من تهاونك في شرف الناس حتى جاء اليوم الذي سوف يفرض عليك الزواج من اجل تصحيح خطأ أنت بريء منه هذه نتاج خطئك عليك تحمله
ليجيب بعصبية :أبنك يريد أن يصحح ماحصل لخلود بتلك البائسة رؤى ولايهمه مايفعل بي
جدتي اقسم لك ِ لم أنتهك شرفها هو مجرد لقاء لم يحصل به شيئا والدتها فاجأتنا بطريقة وكأنها متفق عليها بين الام وأبنتها
جدتي أتوسل أليك أن تقفي معي اشعر وكأني طريدة تم اصطيادها من قبل صياد لايعرف قيمتها
جدتي هذه الفتاة لعوب حصلت على رقم هاتفها من احد أصدقائي هل تعرفين معنى أن تكون زوجة لي
لينهار باكيا ويقول :جدتي أنقذيني تكلمي مع والدي اخبريه أني لست مذنب
اخبريه أنهم اصطادوني ولم افعل للفتاة شيئا ً
اجبته بهدوء :مافائدة كلامي امام دموع ام الفتاة ودخولها بيت والدك وتنتخي به لإنقاذ شرف أبنتها وتقول له لا املك سوى حلين أما أن يتزوج أبنكم الفتاة او أن اخبر والدها فيدفنها لينتصر لشرفه
وأب مثل أبيك يعرف معنى الشرف المنتهك كيف تعتقد سوف يكون تصرفه
ليجيب بمرارة : يضعني تحت قدميه من اجل أن ينتصر لروح تلك الخائنة
ليقول بحرقة وغضب :خلود أيتها الخائنة البائسة احترقي بنار جهنم الأبدية اثارك سوف تبقى تحدد حياتنا الى الأبد
قلت بغضب :استغفر ربك واطلب لها الرحمة ما حدث نتاج عملك لادخل لخلود به
فلو لم تدخل بيت الفتاة وتواعدها سر لما حصل لك ما حصل
ليجيب بقسوة :لا رحمة لها ولاغفران اسكنها الله نار جهنم لاتخرج منها
لذت بالصمت فزيادة الكلام تجعله يزيد في كلام لا داعي له
ليقطع الصمت بقوله :جدتي ارجوك دانية لا تستحق ما سوف يحصل لها
جدتي دانية حبي الوحيد وأنا اعرف جيدا أنا قلبها وعقلها كلاهما مشغول بي
جدتي لاترحمني ارحمي دانية واقنعي والدي بتغير رأيه
جدتي حتى طريق الهروب قطعه علي
فهو أن لم أتزوجها تزوجها هو وحرق قلب والدتي
وأن تزوجتها حرقت قلبي وقلب دانية
ليقول بتوسل :جدتي ارحمي ضعف قلب دانية جدتي بحق الله ارحميها
دانية كيف غابت عن تفكيري تلك التي تعلق قلبها بهذا المتهور كيف سوف تتقبل واقع يقول
أن الحبيب لن يكون لها قبلت بهي خائنا ً من اجل أن تحافظ عليه حبيب
فهل سوف تقبل به بهذا الوضع ؟!!!!!!
غلطة الشاطر بعشرة مقولة من قالها اخذ عليها درجة عشرة من عشرة
ماجد ذلك الذي كان يظن أن قلوب العذارى ملعبه الذي يبرع في اللعب فيه
فبين لعوب يحسن التعامل معها وبين خجول يستمتع في أزاله خجلها
وبين شريفة جعلها آخر موانيه واسكن حبه الصادق لديها
وقع في فح نصبته ام وجدت فيه زوجا مناسبا لابنتها يستطيع أن يصحح اعوجاج تربيتها التي لم تستطع تصحيحها لروح التمرد التي سكنت الابنة
نعم أصبحت مقتنعة تماما أن ماجد الذكي كان ضحية مخطط إلام وأبنتها
ولكن يدا الجدة هذه المرة مقيدة ومساعيها لم تنجح
دموع تلك المرأة أعادت ذكريات مقيتة لمنزل إبراهيم ,وضعف إبراهيم بهذا الموقف
جعله لايسمع صوت العقل الذي يصرخ بوجهه سوف تظلم أبنك
وعُقد اجتماع الأخوة في منزلي حتى يمنعوا فضول النساء من اقتحام اجتماعهم
اجتمعوا أبنائي وأن أتوسطهم في صالة منزلي التي بدت صغيرة بحضورهم
هذه أول مرة اكتشف بها فداحة غلطتي في التخلي عن بيت العائلة
ولكن قدر الله وماشاء فعل الحديث بما مضى يجلب الحزن والآسى لذا
دائما اردد قدر الله وما شاء فعل
ابتدأ مثنى الكلام بجدية تبدوا هجينة على مثنى :إبراهيم هل ما تريد فعله معقول
هذا رجل وليس فتاة تريد سترها وأن رأتهم والدتها برفقة أبنك هذا موضوع يجب أن تتستر به أم الفتاة بدل أن تأتي باكية فاضحة لنفسها ولأبنتها
إبراهيم يلفه الصمت
أجاب سيف : أن زوجته آياها لا اريده في المنزل اشتري له منزل او اسكنه في الشقة التي فوق المحلات
اسكنه في أي مكان ألا المنزل لدي بنات ويكفي ماحدث
عندها تكلم أبراهيم بعتب قائلا :فعلا يكفي ماحدث فبين أبنه ***** و أبن متهم بانتهاك شرف على عائلة إبراهيم أن تنفى
ليقول بهدوء: الحمد الله والشكر :ألاهي لم أقصر ولكنه أمرك ولا اعتراض لي عليه
ثم نظر لإخوته وقال : احكموا وعلي التنفيذ وما تريدون سوف يحصل باستثناء إلغاء الزواج
أجاب يوسف :إبراهيم نحن معك ولايوجد من ينفيك كل مافي الأمر أننا نريد أن نمنع خطأ تريد أن ترتكبه بحق أبنك
فتاة تواعد شاب وتفتح له الباب في منتصف الليل
بربك كيف تؤمنها على شرف أبنك ومنزله
أجاب إبراهيم بثقة : أنا من سوف يصلحها بأذن الله سوف أرى بها خلود وأنشئها من جديد
ليقول بعدها :اعرف انها مخطئة وأنا اغفر لها خطئها فبين عائلة معروفة بثرائها وام ضعيفة الشخصية وأب قوي الشخصية وإخوة يظنون أن أختهم مثال للفتاة الشريفة ودائما الأهل آخر من يعلم هذا أن علموا
ضاعت هذه الفتاة وأنا بأذن الله من سوف يمنع ضياعها أكثر
أجاب مثنى باستهزاء : ما شاء الله علي أن ابحث عن فتاة لعوب وأتزوجها لكي أصلحها واحصل على ثواب إصلاحها واكسب من وراء هذا الإصلاح ابناء
يشار لهم بالبنان لان امهم ******
ليقول بحد :إبراهيم تتكلم عن مجتمع فضيلة والمجتمع الذي نعيش فيه لاعلاقة له بمجتمع الفضيلة
هل تعتقد أن ابنك يستطيع أن يخرج من المنزل عند زواجه بها
افهم أيها الرجل أبنك تعرف عليها عن طريق صديق له قضى معها أيام وليالي عبر الهاتف وربما واعدته مثلما واعدت أبنك
إبراهيم ما تفعله سوف يهز أركان العائلة
ليقول بتجريح واضح : لقد سترنا الله لخير فعلناه او لخير فعله والدنا وأنت تسعى لفضيحتنا اتقي الله بنا يا إبراهيم يكفي ما حصل لنا بسببك وبسبب أبنتك
ليكمل بحرقة :
أبن اختنا الوحيد أصبح غريب عنا ولا يرغب برؤيتنا
وتريد أن تكمل مآسينا بإضافة فرع متعفن إلى عائلتنا
أجاب إبراهيم بهدوء : هل أنهيتم كلامكم
كان الصمت هو الجواب
ليجيب إبراهيم : بعد أسبوع كلكم مدعون لحفل زواج ماجد أن لم يكن حفل زواج ماجد فهو حفل زواجي
نهض الثلاثة
وغادروا منزل
وقبل المغادرة نظر سيف لابراهيم وقال : ليتزوج من يشاء ولكن زوجته لاتدخل هذا المنزل مطلقا ما حيت
وبعد مماتي سوف أوصي بهذا الأمر ومن يريد أن يخالف الوصية فهذا شأنه
وأنصرف وبقيت أنا وإبراهيم وحدنا
نظر إلى جهتي قائلا : أمي لما لم تتكلمي
أجبته بهدوء :ماذا أتكلم كل ما أردت قوله قد قيل فما فائدة الكلام مع إصرارك
أجاب بحسرة :أمي أبنتي سلمت شرفها وهي متزوجة وقتلت بلحظة غضب أعمت الجميع
هل تريدون أن أرى خلود أخرى تموت وأنا مكتوف اليدين
أريد أن أنقذ الفتاة من براثن العار وأنقذ أهلها من ذل العار حتى وأن كانوا لايشعرون به الآن
أجبته بمرارة :والضحية أبنك البكر وتلك المسكينة دانية التي تحملت الكثير من اجل أن يكون ماجد في النهاية زوجا لها
أجاب بهدوء :الله سوف يعوضها خيرا منه
إما هو فهذا جزائه ,أمي مهما تكلمت لن تشعروا بما داخلي ولن أستطيع أن أوصله لكم
كل ما أستطيع قوله أريد أن احصل على الراحة وراحتي في هذا الزواج
أجد فيه ضارة نافعة لعلي بها اكفر عن ذنوبي
لذت بالصمت لأن الكلام مع مثل هذا الإصرار أجده مضيعة للوقت والجهد
لتدخل دانية بعيون دامعة وتوجهت مباشرة إلى حيث يجلس إبراهيم


وقبلت يده وبتوسل قالت :عمي عاقبه بما شئت ألا هذا الزواج
وعادت وقبلت يده وهو يسحبها :عمي أتوسل بك عمي ارحمني وأرحمه
عمي رؤى في مدرستنا وكل من في المدرسة يعرف أخلاقها
يكفي أن تسأل حارس المدرسة ليخبرك عن تصرفاتها ووقاحتها
لم يجبها إبراهيم كل ما فعله قبل جبيناها وقال :أنت فتاة صالحة سوف يرزقك الله خيرا من ماجد فهو لايستحق فتاة مثلك
لتجيب بجراءة :ولكني لا أريد غيره
وقبل أن تكمل جملتها سحبتها يد سيف من شعرها وأسقطتها أرضا ً
وحصل ما لم يكن بالحسبان تشابك الإخوان
سيف يحاول سحب دانية وإبراهيم يقسم أن ضربها لن يحصل خير
وبينهم أنا أقف متوسلة أن يكفوا عن ما يفعلوا احتراما لأنفسهم أولا
ولي ثانيا
ولكن عند الغضب تُلغى الاحترامات
ليشتد المشهد بدخول ماجد الذي ما أن رأى انهيار دانية وحالة والده وعمه
حتى أطلق سراح صوته وصرخ بأعلى صوته :دانية لي لايوجد من يمنعني عنها
لن تتزوج غيري ولن أتزوج غيرها
عندها أتفق الأخوان
وابتدأ سيف بالكلام قائلا :نجوم السماء اقرب لك لو كنت آخر رجل بالعالم لن أزوجك أبنتي
لينظر إلى حيث جلست دانية تحتمي بي باكية :ادفنها حية ولا أزوجها إياك أيها ******
لتنتحب دانية ببكاء حاد
وجاء دور إبراهيم الذي أيد كلام سيف بقوله :وأنا احرص منك على عدم زواجهم دانية جوهرة وأبني لا يؤتمن عليها
ليصرخ ماجد :لن أكون تحت أمركم اخطفها ولن تستطيعوا أن تقفوا بوجهي
كان نصيبه كف قوي من والده
أسقطه أرضا وبعدها أمسكه وسحبه خلفه
وماجد سكنت مقاومته
اما دانية فكانت تكتم شهقاتها وعيناها لم تكف عن التقاط تفاصيل ماجد
حاول سيف تكرار مشهد ماجد مع دانية
ولكني تدخلت بقوة وقلت له لن تخرج من منزلي تبقى عندي معززة مكرمة
وأنا من سوف أوصلها لمنزلك
حاول لأعتراض فقلت له بحدة :يكفي تقليل لاحترامي
كان الخروج من المنزل جواب سيف
بقاء دانية بأحضاني ارجع لي ذكرى تلك التي لجأت الى حضاني وكان مصيرها الموت فيها
احتضنت دانية أكثر وشهقات تمزق قلبي لا أملك حل لها
ماذا أقول احتار عقلي في تشكيل الكلمات المناسبة
وبكائها يربك أفكاري لذا لذت بالصمت إلى أن توقف بكائها
ورفعت رأسها ونظرت باتجاهي تطلب مني أتكلم
آه أه صغيرتي ماذا أقول فكلامي لن يفيدك ولن يحل مشكلتك لأنه لن يتوج حبك بالرباط المقدس
أمام الحاح عينيها قلت :دانية الله وضع في كتابه عبرة لكل شيء وأن فتحنا قلوبنا للقران تشربت عقولنا وقلوبنا بالإيمان
اعرف جيدا ً أنك تقولين ان جدتي كبرت وأصبح لا هم لها سوى المواعظ
ولكن اسمعيها مني كلمة وتذكريها جيدا القرأن وما فيه من حكم ربانية لايرتبط بعمر محدد فهو لكل الأعمار والأيمان أن زرع بالقلب يصون الصغير والكبير عن فعل الخطأ
ولكي تصبري نفسك تذكري قوله تعالى ]بسم الله الرحمن الرحيم ({وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
دانية يأبنتي ما تمرين به صعب ولكنه واقع يجب أن تتعاملي معه بواقعية بعيدا ً عن العواطف ماجد لن يكون لك ِ أبدا
أجابت بإصرار :أقبل أن أكون الثانية ثم تقدمت مني وأمسكت يدي وقالت :جدتي أتوسل لك
ثم أخذت يدي وقبلتها قائلة :جدتي لن أستطيع العيش جدتي اشعر باختناق وانفاسي تضيق علي
جدتي كيف أعيش دون ماجد جدتي ماجد هو أنفاسي هل يوجد من يحيا دون أن يتنفس جدتي أتوسل بك ِ
كل هذه الكلمات كانت ترددها دون توقف وأن ألوذ بالصمت وتارة اقبلها على وجنتيها وتارة على جبينها وتارة أخذها بأحضاني الغادرة
وهي تكرر جدتي لن أستطيع العيش دون ماجد
يالة قسوة أحضاني التي تُميت كل من يلجئ لها
قلت لها بعد أن رفعت رأسها :دانية ماجد صفحة وانطوت والدكِ لن يقبل به زوجا لك أبدا ً و والده لن يرتضي لك زوجا مثله
دانية أباك وعمك يريدان لك الأفضل
أجابت بصراخ :هما يريدان الموت لي
جدتي سوف أموت كوني واثقة بأني سوف أموت
قلت لها بحدة :دانية استغفري الله فالموت أمر رباني لا تستهيني به
لو كل شخص قال عن نفسه بأنه سوف يموت لكانت جدتك أول الموتى بعد وفاة جدك
دانية استغفري الله وتعقلي ماجد صفحة وانطوت لا أمل في رجوعها
وتركتها تبكي لوحدها وتقتنع بواقعها
ونهضت وتوجهت لغرفتي وتناولت هاتفي وطلبت من رانية الحضور
وحضرت رانية
واقتربت من أختها واحتضنتها وعادت الثانية للبكاء
وفعلت رانية ما عجزت عنه فلقد بدأت بالكلام معها عن وضعها مع ماجد وعن سهر الليالي وكيف كانت أحياناً تقضي الليل بأكمله تدعوا الله أن يجد لها حلا ً في علاقتها مع ماجد
فأجابت دانية بانهيار وبكاء :رانية لم أكن اقصد حلا ً مثل هذا
واخذت نفس وقالت :رانية كنت اقصد أن يتعقل ماجد وتنتهي خطوبتنا بالزواج
وضربت وجهها وقالت :لم أكن اقصد الفراق دون لقاء لم أكن اقصد هذا الحل
ثم رفعت يدها إلى السماء وقالت :ألاهي الموت أرحم ألاهي الموت أرحم
لم يتحمل قلبي هذا المنظر فانصرفت دون كلام وتركت الأختين
وبمرارة ذقت طعم الفشل
أستغفر الله وأتوب أليه
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


سبحان الله والحمد لله ولاأله الاالله والله آكبر
وتم عقد القران على أنغام بكاء مريم ودانية وفرشت الأرض ببساط احمر من نزف قلب ماجد ودانية
العيون كلها حزينة ألا عينا إبراهيم التي بدت مختلفة وهناك بريق فرح سكن فيهما
وافق على أسكان ماجد في شقة بعد الزواج رغم توسلات مريم ألا انه لم يبالي بها
فكل شيء يقابله شيء الإخوة قبلوا بالزواج بشرط والشرط مغادرة ماجد أسوار الدار
اما أهل العروس لديها أخوة واحد منهم يكفي لكبح جماح عشرة أخوات
عندما رأيتهم تبادر لذهني سؤال كيف استطاعت أن تتمرد هذه الفتاة وهي لديها أخوة أشبه بالسور
5 أخوة شكلوا حلقة حولها وحول ماجد محبتهم لها واضحة وضوح خيوط الشمس في صباح ٍ مشرق لا أدري كيف طاوعها قلبها أن تجعل من إخوتها موضوع يتندر به الشباب
عندما تذكر الأخت اللعوب ليقال هؤلاء هم أخوتها
اما الأم فهي أبنه أكثر منها أم الفتاة تأمر وتنهي و والدتها ما عليها ألا السمع الطاعة
هل تبادلت هذه الأم مع أبنتها الأدوار ونست تبادل الإشكال
ام ضعيفة جدا ً وأبنه جميلة جدا تكبر ماجد ب 5 أشهر ولكنها بنفس مرحلة دانية
لاتوجد مرحلة دراسية لم تتأخر بها
هذا الزواج محكوم عليه بالفشل من كل نواحي وتبقى قدرة الله هي من تسيره
انتهى الحفل مثلما أبتدأ
قد تتساءلون كيف حضرتي الحفل أقول لكم حضرته لكي أقف بقرب مريم وإبراهيم
بعد أن تخلى الجميع عنهم سيف حضر وما أن انتهى عقد القران انصرف متحجج بعمل ضروري ويوسف حضر وغادر مع سيف لنفس السبب
وكانت المفاجئة مثنى رفض الحضور
أما النساء كان لدي أمل بتعقل سهيلة ولكن دموع دانية لم تعطي مجال لسهيلة بالتعقل
وسندس لم تستطع مخالفة رأي مثنى
اما ساهرة فهذا هو وقت الربيع لديها لتخرج ما في جوفها من كلمات تخرج لكي تلدغ وتقتل
لم تتوقف مطلقا عن أبداء رأيها فيما يخصها ولا يخصها
ومريم غير مبالية بها فما فيها يكفيها
وأنا لا ينقصني ألا ساهرة لذا تركناها وشأنها مع المدعوين من أهل العروس و والدة العروس
ركبنا السيارة متوجهين الى المنزل
أنا ومريم وإبراهيم وماجد هو من يقود
اما ساهرة فلقد اتصلت ب يوسف ليقلها
كانت أجواء السيارة هادئة حزينة وفتح الحوار إبراهيم قائلا لماجد :أتقي الله فيها وعاملها بالحسنى
ليجب بصوت غاضب مكتوم :لارحمني الله أن اتقيته بها سوف اجعلها تحلم بكلمة طيبة مني
ثم قال بمرارة :لقد جعلتني أضحوكة لكل من هب ودب الكل يتحدث عن ماجد الأحمق الذي أرتبط بتلك التي رقم هاتفها بتناقله الشباب
ليصرخ به إبراهيم :هل جننت من تتكلم عنها زوجتك عرضك تعقل أيها المجنون واثبت أنها في عصمتك شيء وفي رعاية اهلها شيء
ليجب بلا مبالاة:وما شأني بها فلتذهب ولتفعل ما تشاء
ثم اطلق صوت أستهزاء وقال :هذا ما ينقصني أن أراقب تصرفاتها وأن أتعب نفسي في معرفة ما تفعل
لديها خمس أخوة عندما رأيتهم وأنا الشاب خشيتهم
وهي الفتاة استطاعت اللعب بشرفهم
ثم كرر صوت الاستهزاء وقال : وأنت تريدني أن احكمها ,رؤى أن وضعتها في برج دون أبواب تستطيع أقامة علاقة مع الشباب وهي محبوسة فيه
أسألني أنا عنها
عندها قال أبراهيم :أستغفر الله وأتوب أليه
ليقول ماجد : تريد أن تعيد تربيتها ضحيت بي من اجل ابنتك الخائنة ومن اجل رؤى الخائنة
رضيت لي زوجة مثلها ولم ترضى لي شريفة مثل دانية هل كتب لنا ان تسكن ****
بيتنا
لتصرخ مريم به : اصمت أنت أخر من يتكلم أنت من جئت بالرذيلة لمنزلنا أنت من جئت بها لمنزلنا
كفاك ذكرا ً لخلود دون أن تقول رحمها الله هذا الذي أنت فيه هو نتاج مافعلته يداك بخلود وبغيرها قتلت أختك دون تمنحها فرصة للتوبة ودون أن تمنحني فرصة الكلام معها وأقدم النصح لها او أوبخها او حتى أضربها حتى تعلن توبتها
وبدأت نوبات شهقات مريم ولكنها لم تكف عن الكلام
لتأخذ نفس وتقول : تذوق طعم العار في منزلك ولن تستطيع قتله فهذه ليست خلود هذه أبنة الناس هل سوف تقتلها
احرص على أن تصلحها فلن يفيدك تجاهلها او أن تدعي بأن لاشأن لك بها
هذه زوجتك التي لن أسمح لك بأن تطلقها
يكفي فضائح يكفي مشاكل يكفي فراق ,من يدخل عائلتي لن أسمح له بالمغادرة ألا بأذن الله
ليقول ماجد بتهكم :لن تستطيعون التحكم بي فأنا مطلقها حتى وأن كان طلاقها مقترن بموتي اختار الموت وأطلقها
عندها قاطعه أبراهيم قائلا : لا تتكلم كلام اكبر منك الطلاق موضوع لن تقدم عليها مطلقا
زواجك بعد أسبوعين أستعد له لاينقصك شيء فقط اهتم بنفسك
ليفاجئنا ماجد بإيقاف السيارة وركنها على جنب ويترجل منها مسرعا ً تاركا ً والده يأخذ مكانه
عندها خرجت من صمتي قائلة :
ألم تستطيعوا تأجيل هذا الحوار حتى تهدأ الأمور ويتقبل أبنكم وضعه الجديد لما تحاولون تصعيب الأمر عليه عقد القران وتم وحصل لكم ما أرتم لما تضغطون عليه تريثوا قليلا
ليجيب إبراهيم بهدوء :أمي أنتِ لا تعرفين ماجد أن أعطيته وقت سوف يفكر بألف خطة ويتملص من مسؤوليته لذا لن أسمح له بالتفكير
الفتاة وأصبحت زوجته ووضعنا المادي جيدا جيدا فما الداعي لهذا التأخير
عندها قلت : وهل أعمارهم مناسبة لفتح بيت
ليجيب أبراهيم :مناسبة جدا هناك اصغر منهم استطاعوا فتح بيوت وتحمل مسؤولية
وأنا لن أتركهم مطلقا فالفتاة أبنتي أكثر من ما ماجد ابني
أجبته :أبراهيم أنا لاتنقصني الخبرة حتى أعرف ان هناك من هم أصغر من ماجد ورؤى فتحوا بيوت وتحملوا مسؤولية
ولكن هل أبنك الرجل الطفل وتلك المرأة الطفلة بهذا التهور الذي هم فيه أهل لفتح بيت مستقل
بني الفتاة أصبحت أمانة في رقبتنا أن حصل لها شيء أهلها سوف يحملونا مسؤوليته فهم لايعرفون عن أبنتهم شيء سوى انها الفتاة المؤدبة المدللة بينهم
عندها أجاب ابراهيم قائلا :امي عندما جاءت والدة الفتاة تستنجد بي من اجل سترها
لم أتجاوب معها عبثا ً
استخرت الله وتضرعت له أن كان في هذا الأمر خيرا فيسره لي ولعائلتي ولابني
ورغم كل المعارضات التي واجهتها ألا أن هناك سكينة ملئت قلبي ولم تبرحه منذ أن قررت ارتباط ماجد بها
وتوكلت على الله وتقدمت لخطبتها رغم هروب ماجد ورفضه التام للخطبة
كنت واثق بربي أنه سوف يهدي ماجد ويجعله يوافق على هذه الخطبة
ولم يخب رجائي بربي وجاء ماجد وهو موافق على الخطوبة ورافض للزواج
وعندها قال بثقة : وأنا واثق أن الله سوف يجعله يقبل بالزواج بأذن الله
ماجد عصبي متهور ولكنه ليس صعب الانقياد
عند غضبه تجدينه شاب عاق لوالديه ولكنه عندما يهدأ لن تجدين شاب طوعا لوالديه مثله
قلت له : ونعم بالله ما خاب من أتكل عليه وجعل الله مافعلت في ميزان حسناتك
نادر جدا ما أقدمت عليه
أجاب إبراهيم بمرارة : وهل ما مررت به ليس بنادر أب يستيقظ من نومه ليجد أبنته
قد تخلت عن شرفها و ........
ليتوقف عن الكلام بعد أن توسلت به مريم قائلة له وسط شهقاتها :ابراهيم ارجوك كفى كفى ألن ينتهي هذا الكابوس
خلود خلود كل من ارتكب ذنبا الصقه بخلود ابراهيم كفى ذكرا لها قتلت وانتهى امرها لا أريد أن تذكر امامي بالشر أبدا ما دمت حية كفى تجريجا لمشاعري ارحموني فأنا ام شهدت موت أبنتها بقسوة رغما ً عنها
لو كان موتها ميتة ربانية لكان الوضع ارحم لكان الوضع ارحم
لتنتحب وتقول الاهي ارحمني وضعت يدي على يدها وقلت لها :مريم استغفري الله وادعي لها بالرحمة
اجابت من بين شهقاتها :أنا لا اكف عن الاستغفار ولا اكف عن طلب الرحمة لها
ولكن الكل يلومني أن لم يكن بالنظرات فبالكلام وبعد ماحصل من ماجد
اصبحت متهمة بكوني أسوء ام مربية على وجه الارض
وزاد بكائها وهي تقول لم اقصر معهم لم اقصر كان تقصير الوحيد أني وهبتهم حرية وتعاملت مع خلود كأمراة وجعلتها صديقة لي لم ابخل عليها لا بالنصيحة ولا بالمزح شاركتها همومي وشاركتني همومها كنت اعرف انها لاتحب سعد وكنت واثقة بأن سعد بحبه سوف يستطيع أن يملك قلبها
لم أستشعر نواياها لم استشعر تغيرها لم انتبه صدقوني لم انتبه كنت أراها زهرة سعيدة إمامي لم أرى أي تغير عليها
اخبروني هل هناك أم تشك بتصرفات أبنتها المتزوجة فقط اخبروني
كانت تتكلم بحرقة ولاتكف عن البكاء وأنا وزوجها نلوذ بالصمت
فأنا ام لا املك ما أواسيها به فوجيعتها مهما مرت الأيام تبقى ذكرها مؤلمة متى ما حلت
وابراهيم حاله ليست احسن حال من مريم ولكن الرجال حزنهم بالقلب ولا يفصحوا عنه مطلقا
ساد الصمت المركبة حتى وصلنا المنزل
ترجلنا بصمت وكل واحد فينا له أفكار تراوده
دخلت منزلي بروح لا داخل لها بمن جاءت من عقد قران أول أحفادها
تمنيت ان يزرع الله الخير بهذا الفرح الذي سكنه الحزن
توجهت الى غرفتي عبر صالة المنزل فاستوقفني انين خافت
نظرت الى مصدره فوجدت دانية وقد احتضنت نفسها وهي تبكي بصوت خافت
تركتها وتوجهت الى غرفتي
دخلت الحمام وأحسنت الوضوء وأخذت كتاب الله وتوجهت الى تلك المسكينة
جلست بقرب رأسها وحملته ووضعته على ساقي دون مقاومة منها
يا ألاهي ارحم ضعفها وصغر سنها وقلة خبرتها
وبدأت اقرأ ماتيسر من القرأن عند رأسها
حتى هدأت وبعدها وجدتها نهضت وتوجهت الى الحمام واقتربت مني وقالت :جدتي أعطني القرأن
أعطيتها أيها دون أن أتكلم
لتقول دانية :هل تعرفين جدتي هذه أول مرة امسك بها كتاب الله في المنزل
نحن ندرس القرأن وأقرأه بالمدرسة كدرس فقط
اما اليوم فأنا أمسكه لكي أتقرب من الله سبحانه وتعالى
ثم قالت ودموعها ترقرت بعينيها :جدتي أن قرأت القرأن هل أنسى ماجد
أجبتها بحنان :أن قرأت القرأن ودخل قلبك الأيمان سوف تسكن السكينة حياتك ويسكن حب الله قلبك وسوف تقتنعين بما كتب الله لك
عندها سوف يعوضك الله خيرا وعندها سوف تكونين راضية تماما ً
دانية عزيزتي تقربي من ربك يقوي فيك ضعفك ويعزز ثقتك بنفسك
ماجد ليس نصيبك امني بهذا
كان الصمت جوابها وفتح كتاب الله هو فعلها
عالم الرجل غريب ,أحيانا ً يكون سهل جدا وأحيانا فيه من الطلاسم ما يصعب حلها
هل ياترى نحن معشر النساء لغز بالنسبة للرجل ام كتاب مفتوح ؟!!!
ماجد رجل حيرني بتصرفاته فهو بعد تلك الثورة التي أرعبتني ولم تجد أي اهتمام من قبل والديه
هاهو اليوم متزوج منذ أكثر من شهر
منع من دخول أسوار المنزل الكبير لكنه منعا مؤقتا
فهاهو يزور والديه بين فترة وأخرى دون اصطحاب زوجته و والديه لم يقصرا بحق زوجته أبدا ولم ينقطعا عن زيارتهما وكأنهما استرجعا بها روح أبنتها خلود
اما رؤى لأكلمك عنها هي فتاة لاعلاقة لها بتلك الفتاة اللعوب هادئة جدا جدا هناك عداء غريب بينها وبين والدتها لاتخجل من أن تصرح بأنها تكره والدتها
وزيارة لمنزل ماجد كشفت لي أوراق رؤى دون أن اخطط لكشفها
قبل حوالي أسبوع ذهبت مع مريم لمنزل ماجد كان استقبال رؤى لنا استقبال حافل
وكأننا نزلنا عليها من السماء
كانت نحلة في حركتها وفي تقديم الضيافة لنا التي كانت كثير علينا لأننا لسنا إغراب
وعندما قلنا لها كان جوابها : وهل الإغراب اعز منكما حتى اتعب نفس للإغراب ولا أتعبها لكما
بصراحة الجواب افحمنا هذه الفتاة تجيد انتقاء كلماتها
بعد فترة من الوقت استأذنت مريم للذهاب لطبيبة الأسنان لقرب عيادتها من شقة ماجد
وبقيت وحدي مع رؤى
أمراة في نهاية الستين مع فتاة في بداية العشرين أي حديث ممكن أن يجمعهما
ولكني كسرت القاعدة وقررت أن أتحاور معها لأكتشف من هي
وقلت :رؤى هل ستكملين دراستك
أجابت :جدتي أنا لا ارغب بالدراسة وأن رغبت ماجد يرفض هذا الموضوع تماما ً
عندها قلت لها :ان كنت ترغبين بالدراسة دعي ماجد علي
عندها قالت برعب :جدتي كلا كلا لا رغبة لي بالدراسة ماجد لا علاقة له بالموضوع
عندها أدركت ان هذه الفتاة تعيش في رعب اسمه ماجد ودانية أخرى سوف تبرز للوجود وام تشبه والدتها
لانقذ الحاضر من اجل المستقبل ولكن خوفي هذا كان مجرد سراب
قلت :رؤى عزيزتي انتي وماجد زوجان وليس سيد وجارية
لاتقبلي بما يمليه عليك من اجل إرضائه فقط ناقشي معه الموضوع وأن لم تصلي الى إقناعه على الاقل كان لك دور المناقش وليس دور المستسلم

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -