بداية

رواية بين الامل والالم اسطورة -9

رواية بين الامل والالم - غرام

رواية بين الامل والالم اسطورة -9

شكل أمل الحزين حتى ذبلت ابتسامتها وسألتها بلهفة نابعة من خوفها ..
شادن بخوف : أمول حياتي إيش فيك ليش كذا عيونك حمراء ووجهك أصفر؟؟ ..صمتت قليلأ وتذكرت وسألت بشك .. أمول حصل شي فمركز الشرطة ؟؟
تكلمت أمل بهمس مُتعب : لا ما حصل شيء بس تعبانه شوي ..وتنحت قليلاً عن الباب وأكملت .. أدخلي .
دلفت شادن إلى الداخل وهي تتكلم بلهفة وبسرعة : حبيبتي من ويش تعبانه أقول لطارق يجي يفحصك ..تقدمت منها ووضعت يدها على جبينها..فيك سخونه ولا إيش ؟؟
ضحكت أمل بضعف وأكملت : ههههههههه , شادن ما فيني شيء بس مصدعة شوي لا تخافين الحين آكل بندول ويخف الصداع .
نظرت لها شادن بشك وأكملت : متأكدة أن ما فيك إلا صداع لا تخبين علي .
أمل بعد أن جلست وجلست بمقابلها شادن : لا يا عمري ما فيني شيء بس صداع زي ما قلت لك وهذا الصداع تعودت عليه من أكثر من سنتين أغلب الأحيان ملازمني .
نظرت لها شادن بحنان وشفقة : الله يشفيك يا عمري ويرفع عنك .
أمل بصدق : آآآمين الله يتقبل منك .
شادن بحماس : يلا قولي إيش صار فالشرطة من "طئ طئ للسلامو عليكو" ..قالت الأخيرة باللهجة المصرية..
أمل : لو أقولك من إلي صدم إبراهيم ما تصدقين..
شادن بتساؤل : مييييين ؟؟
أمل بكره : سعــــــــــود .
شادن بفزع : زوجــــــك .
هزت أمل رأسها بإيجاب وأكملت باستهزاء : هوا بزات نفسوه"بالمصرية"
شادن بحماس أكثر من السابق : يلا قولي السالفة شكلها بتصير أكششن ههههههههههه .
أمل بضحكة : ههههههههههههههه ..وأكملت.. أكشن وبس إلا تفجيرات وقتل كمان .
ضحكت الفتاتان قليلاً ثم سردت أمل ما حصل معها لشادن المنصتة والتي تأثرت كثيراً بما جرى ..
وبعد أن توقفت أمل من حديثها ..
تكلمت شادن بحنق وغضب : نذذذذل وحقققيييييير ليش يسوي معك كذا أووووف يقهر ..صمتت قليلاً وأكملت..طيب إذا طلعت النتيجة موب متطابقة إيش حتسوين ؟؟
أمل بحيره : والله ما أدري خايفه ما تتطابق ويتطبق حكم اللعان وبكذا بيضيع حق ولدي وأنا ما بلغت إلا عشان يثبت نسبه لأبوه ,حتى لوكان تحت التراب ..قالت الأخيرة بحزن..
شادن بأمل : إن شاء الله تتطابق ويثبت نسبه ..صمتت تفكر قليلاً وأكملت ..بس تتوقعين إيش حيسوي سعود يعني يمكن يرجعك ..
أمل بفزع : لا لا إن شاء الله ما يرجعني وبعدين هو مطلقني بالثلاث قدام الله وخلقه .
شادن بحكمة : بس تعرفين أنه طلاق بدعي والأغلب تحسب طلقة وحدة .
أمل بتفهم : أعرف وكمان كان معصب كثير بس ..صمتت وأكملت بحزن ..أنا ما أبى أرجع له كفايه إلي صار لي منه ..تساقطت دمعاتها وأنتابها دوار وصداع شديد عندما تذكرت ما جرى لها تلك الليلة ..
نهضت شادن واقتربت منها وضمتها فانفجرت الأخرى تبكي بمراره وهي تهدئها : خلاص إن شاء الله ما يرجعك ,وبعدين من الحين لثلاث أيام ربك يحلها ..قالت الأخيرة بمزح حتى تخفف عن أمل التي تبكي..
رفعت أمل رأسها ومسحت وجهها من الدموع وهي تفكر في حل للمشكلة هذه فهي تعلم أن سعود داهية ربما يخطط لإرجاعها بمقابل نسب الولد ولكن لن تستسلم ستبحث عن الحل وحدثت نفسها "والله ما أرجع لك يا سعود حتى لو تنطبق السماء على الأرض وأنا قد كلمتي إن شاء الله "
في تلك الليلة قضت أمل نومها كوابيس وأحلام مزعجة عن سعود وكأنه يهاجمها مرة ومرة تراه يريد قتلها ..استيقظت مفزوعة من النوم وجبينها مخضب بالعرق تعوذت من الشيطان ونفثت عن يسارها ثلاثاً ثم شربت القليل من الماء بعد إحساسها بالعطش وكأنها كانت تجري عاودت الاستلقاء على سريرها وهي تفكر في هذه الأحلام والكوابيس التي عاودتها بعد أن كانت ملازمتها منذ أكثر من سنتين وفي غمرة أفكارها نامت ولم تستيقظ إلا على أذان الفجر ..
********************
مر نهار اليوم التالي بدون أي حدث سوى أن أمل لازمت غرفتها حتى تفكر في حل للمشكلة ولكن لم تتوصل للحل المناسب ..
ولكن في المساء وصل أبو طارق من سفره وقد فاجأ الجميع بحضوره مبكراً ولم يتأخر كعادته وبرر ذلك بأنه ضغط أعماله في هذه المدة وأنجزها بسرعة ..
وبعد العشاء دخل الوالد لينام بعد إرهاق السفر ودخلت شادن عند أمل في جناح الضيوف ..
شادن : أمول وينك اليوم ما شفناك ؟؟
أمل بعتاب مصطنع وهي تكتم ضحكها: والله ما أدري مين اللي ناسينا وأنا مسكينه ملطوعه هنا وين أروح ياحظي..
شادن بتأثر : أووووه حياتي والله ما نسيتك بس انشغلت اليوم أكلم زميلاتي من زمان عنهم وبعدها جا أبوي .
أمل بحب : صدقت الهبله ترا أمزح عليك إنتي موب ملزومه فيني تقعدي معي طول الوقت كفايه إني مثقله عليكم .
شادن بانفعال وعتب : أمول لا تقولي كذا والله أزعل ترا مين قال إنك مثقله علينا بالعكس ياليتك دايم معانا ..وأقتربت من أمل وحضنتها بحب وأكملت .. أمل لا تعيدي هذا الكلام ما صدقت أن عندي أخت مثل عمري أتكلم معاها وأقولها اللي فخاطري أمل أنا حبيتك والله يشهد علي .
تأثرت أمل من حضن شادن ودمعت عيناها وقالت في نفسها "آآآآآه ياليتك تدرين بكلام أخوك لو كان عذرتيني ياليته بنص طيبتك وحنانك " : تسلمين يا عمري والله أنا إللي حبيتك من كل قلبي .
في هذه الأثناء دخلت شهد ووالدتها وقالت شهد بحماس : أوووووووووه إش الحب هذا من ورانا هااااا ..وبكت بهزل .. إهئ إهئ أمل إنتي ليش سرقتي الكل علينا أول ماما وبعدين بابا والحين أختي حتى الصغار حبوك ما شاء الله ..توقفت فجأه ونظرت لأمل بمكر وأكملت .. وخوفي كمان تسرقي طارق .
أنفجر الجميع بالضحك أما أمل فأبعدت رأسها من حضن شادن وقد رُسمت ابتسامة على شفتيها و تلون وجهها باللون الأحمر الدموي من الخجل .
شادن وهي مازالت تضحك وتؤشر على أمل : ههههههه شوفو وجهها كيف صاير ههههههههههههه .
شهد وهي الأخرى تضحك بشده : هههههه يا حرام استحت ههههههه .
توقفت الأم عن الضحك ولكن مازالت الابتسامة على شفاها وتقدمت لأمل وجلست بقربها وضمت كتفيها : إيش فيكم على بنتي ترا ما أرضى عليها أتركوها تسرق إللي تبي , إللي بطيبتها أكيد بيحبوها الناس .
شادن وشهد جلستا بالمقابل لهما وتحدثت شادن : جا محامي الدفاع خلاص بنخرج منها .
شهد بطيبة وحب : أمول تستاهل أن الكل يحبها كفايه إنها أطيب قلب شفته .
شادن : أوووووووه كل هذا لك ..رفعت يديها بهزل .. يا رب توعدنا .
ضحك الجميع على شادن أما أمل فقد ذابت من الخجل وأصبح وجهها قرمزياً .
تكلمت أم طارق لتبعد الخجل عن أمل : شهد وين عيالك ؟؟
شهد بهدوء : ريناد نايمه وإياد مع شذى فغرفة الألعاب .
أم طارق : أها ..وأردفت تسأل شادن .. كلمتي صديقاتك اليوم ؟
شادن بحماس : إيوه ماما كلمت صبا وحلا و رنيم واتفقنا أنا وياهم نتقابل فالسوق بكره .
أم طارق : أمممم , بس خذي أمل معك إذا تبي .
تكلمت أمل وهي تهز رأسها بنفي : لا مشكوره يمه ما أبي أروح .
شادن باعتراض : ليششش ما بتروحين وأنا كلمت صديقاتي وقلت لهم عنك أمووول عشاني ..و نظرت لها ببراءه ورجاء ..
أمل بهدوء : ما أبي أردك لكن والله بالي مشغول بالمشكله ..ونظرت لها نظرة ذات مغزى وأكملت .. روحي أنبسطي وسلمي عليهم .
فهمت شادن مقصد أمل وعذرتها : معليش عمري سماح هالمره بس مره ثانيه ما أتركك .
ابتسمت أمل بامتنان لتفهمها وأكملت : إن شاء الله .
صمت الجميع للحظة وتكلمت شهد وهي تفكر : ماما تتوقعي لو عرضنا على طارق يتزوج يوافق .
أم طارق بحزن : والله ما أدري يوافق ولا لا بس بنحاول ها المرة ..وتسائلت.. ليش شايفه عروس مناسبه له .
هزت شهد رأسها بحماس : إيوه شفت صديقة أريام أخت زوجي زارتها وشفتها حلللوووه وتقريباً عمرها فالعشرين بس أصبري لا تكلمينه إلا لما أتأكد هي مرتبطة ولا لا .
أم طارق : على خير إن شاء الله .
بينما كان الحوار بين أم طارق وابنتها شهد كانت أمل تفكر في حل ليخرجها من هذا المأزق وعندما سمعت كلمت عروس طرأت في ذهنها فكره ربما تكون الحل لها ولكنها بالنسبة لأمل هي المشكلة بذاتها وحاولت أن تجد حلاً أخر ولكن تجد نفسها تفكر في نفس الحل فملت من التفكير فرفعت رأسها وسمعت شادن تقول بحماس : إيوه ماما كلموه نبغى نفرح ونرقص من زمان ما فرحنا .
ابتسمت على حماس شادن للفرح والرقص وتمنت لها من كل قلبها أن لا يكدر حياتها أي شيء ..
***************
بعد أن غادر الجميع لينام تمددت أمل على فراشها بعد أن صلت الوتر وضلت تفكر في حل ولكن تجد أفكاره تسبقها إلى نفس الفكرة المرفوضة تماماً وتعود لتفكر في حل آخر ولكنها تعود مرة أخرى للبداية وكأنها تدور في حلقة مفرغة حتى صرخت بجزع : أووووووووووف ماااابي هالفكره مستحييييييل أنفذها أوف أطلععععي من راسي .
وجلست تحاول أن تبحث شيء يبعد عنها الوساوس التي لا تجني منها إلا التعب والألم ولكن عادت واستلقت على السرير عندما يئست من إيجاد ما يشغلها ولو لثواني فالغرفة تسبح في ظلام دامس .
حاولت النوم وأغمضت عينيها لتنام فتراءى لها وجه سعود وهو في حالة سكر وفتحت عينيها بفزع وحدثت نفسها "إيش بتسوين يا أمل مالك إلا هالحل أو ترجعين لسعود ..نهرت نفسها بعنف .. لا إلا سعود ما أبي أرجع له , طيب أبوي ارجع عنده كمان أبوي ما يبيني إيش أسوي يا ربي ألهمني الحل ..وأخذتها أفكارها لذات الفكرة تخطط فيها لتنجح فنهرت نفسها .. لا يا أمل لا تفكرين فيها بهذي الفكرة أروح للموت برجولي ..وعادت لتقول بضعف .. بس مافيه غيرها كل الطرق مسدودة ما لي إلا أستخير والخيره فيما اختاره الله " عندما وصلت لهذا الحل هدأت نفسها ونامت ولكن لم يكن بالنوم الهادئ المريح بل ملأته الكوابيس والمنغصات .
*****************
في اليومين التاليين لم تخرج أمل من الجناح فقد عاودها الصداع والدوار وكذلك أحست بعدم تقبلها للأكل وقد لاحظ الجميع الإرهاق البادي عليها ونصحوها بأن تذهب للمستشفى فردت عليهم أن ما بها شيء عارض كان يحدث لها سابقاً وسوف يذهب عندما ترتاح بإذن .
وكذلك فكرت كثيراً لتجد حلاً آخر لمشكلتها ولكن لم تفلح في ذلك فاستخارة كثيراً ودعت من الله أن ييسرها إن كان في ذلك خير لها وأن يصرفها إن كانت ستجلب لها الشر .
*************

بعد المغرب

كانت أمل و شادن جالستان تتحدثان في أمور متفرقة ..
فسألت أمل بغته : شادن أول يوم جيت شفت أمك نادتك بالتلفون كيف ؟؟
شادن بهدوء :عادي هذا إنتركوم مبرمج فيه لكل جناح رقم ..وأشارت إلى المعلق على الجدار .. واللي عندك رقمه 15 .
أمل بفهم : أها يعني جناحك له رقم غير اللي هنا .
شادن : مزبوط يعني مثلاً جناحي رقمه 7 وجناح ماما وبابا رقمه 2 وجناح طارق رقمه 5 و هلم جر .
عندما سمعت أمل إسم طارق تحفزت وتأهبت حتى تركز لحفظ الرقم وسمعته ثم سرحت تفكر وتحدث نفسها "يا ربي ما أدري تنجح الخطة ولا لا خايفه موووووووت أحس قلبي بيطير من مكانه ما أدري إيش حسوي لو ما نجحت الخطة آآآآآآآآآه , يا رب تنجح يا رب " ولم تشعر إلا بيد شادن التي تهزها وتنادي : أمووووووووووووول أموووووووووووول هييييي بنت وين رحتي .
ضحكت أمل عليها وأبعدت يدها وهي تقول : إيش فيك أنا جنبك موب فالربع الخالي بعدين متأكده انك انثى مع هالدفاشه إنتي ووجهك .
شادن بهزل : لا لا لا متاكدة أنك فالربع الخالي يا شيخه قاعده أقرقر عليك وانتي موب فيه ما أدري وين طسيتي ..ثم رفعت حاجبها بسخرية وهي تشير إلى جسمها الأنثوي وأكملت ..بعدين شوفي كل ها الأنوثة والرقه وموب أنثى صراحه ما عند نظر..وأكملت تأشر على جسم أمل الرشيق بتفاصيل أقرب للطفولة بجلابيتها الفيروزية ذات الأكمام الحائرة التي أضافة إليها مزيداً من الطفولة .. شوفي نفسك حتعرفين أنا الأنثى ولا إنتي إللي كأنك طفلة موب مره أبد.
ضحكت أمل عليها :هههههه ..ثم كتمت ضحكتها ومثلت الغضب.. أنا طفله لا يا عمري هذي أسمها رشاااااااقة وإنتي وش عرفك فيها يا دبا .
شادن باستنكار : أنا دبا والله ما عند سالفة يالعصلا .
ضحكت أمل :هههههههههه ..وتوعدتها بنظره شريره وتقدمت إليها وهجمت عليها تدغدغ جنبيها فانفجرت شادن تضحك وتتلوى وتكمل أمل .. أنا العصلا والله لوريك إيش تسوي العصلا ..
بينما شادن تحاول إبعاد يدي أمل وهي تضحك وتتكلم بكلمات متقطعة من الضحك : ههههـ أمــ ـهههههـ ــل ــهههههـ أتركيني ـــههههههــ خلاص ــههههههـ أنا ــههههههـ العصلا ــههههـ بس بعدي بتموتيني ـههههههه
ضحكت أمل باستمتاع : ههههههههههه ..وأكملت بصوت شرير.. تستاهلي قولي أنا دبا ولا ترا ما أبعد .
شادن ومازالت مستمرة في الضحك : هههههههـ أنتي ــههههههــ دبا ـهههههههههههه .
أمل باعتراض : لا والله إضحكي على غيري يماما ..وبعصبية مصطنعة .. قولي أنا دبا .
شادن تضحك وبإذعان : ههههههـ خــلاص ــههههههـ خــلاص ـههههههــ أنا ـههههههههـ دبا ـهههههههههههه .
تركتها أمل هي تبتسم بانتصار : اعترفتي أنك دبا ..ولم تشعر إلا بشادن تقفز وتحاول الهجوم عليها فصرخت بقوه وهربت إلى غرفت النوم وأغلقتها عليها وهي تضحك باستفزاز مع صرخات شادن المعترضة .. هههههههههههههههاااااي.
شادن بصوت عالي وهي تضرب على باب الغرفة : طيب يا أملوه والله أردها لك وأنا شادن .
بينما أمل مستمرة بالضحك : هههههههههه نشوف .
سمعتا صوت احد خلف باب الجناح يصرخ بغضب فسكتت الاثنتان وسمعتاه يقول : إيش هذي المهزلة ولا أولاد يسو إللي تسونه هذا موب منكم من اللي يترك غجر وحدهم فالبيت .
فهمت أمل أنه يقصدها بالقول وسمعت شادن تقول من خلف الباب : أوووف طارق يخوف لا عصب .
فتحت أمل الباب ونظرت أمل إلى شادن بحزن : كله مني أنا اللي سويت الحركات هذي و عصب عليك .
نفت شادن برأسها : لا إنتي مالك دخل البيت فاضي وإحنا نتسلى نزعج مين يعني بابا بالشركة وماما مع شهد عند صديقة ماما والصغار بغرفة الألعاب وهو بالمستشفى بعدين أحنا ما ندري أنه حيجي بدري اليوم .
أمل بهدوء : خلاص روحي اعتذري منه يمكن زعل منك .
شادن بلامبالاة : يا شيخه خليكي منه أنا ما سويت شيء غلط عشان أعتذر أحنا نلعب ونتسلى .
أمل حدثت نفسها "والله ما حيزعل منك انتي اللوم كله علي أنا "
شادن بعد تفكير : أمل حصلتي حل للمشكلة ؟؟
تنهدت أمل واستغفرت ثم قالت والهم يكاد يجثم على صدرها : خليها على الله .
*****************
أقفلت باب الجناح جيداً وتأكدت منه لأكثر من مرة ووقفت أمام الإنتركوم وهي تفكر هل ما تخطط له سينجح أم لا رفعت رأسها لترى الساعة المعلقة على الحائط والتي تشير إلى الحادية عشر وخمس دقائق وتذكرت قول شادن أن طارق يدخل جناحه الساعة الحادية عشر حتى ينام مبكراً ..
أمسكت السماعة بيد مرتجفة وتعرق من التوتر وحتى جبينها تساقطت حبات العرق منه ولم تقوى على الوقوف أكثر سحبت إحدى الكراسي وجلست عليها وتوكلت على ثم سمت بالله وضغطت رقم (( 5 )) .
استمر الهاتف بالرنين حتى كادت أن تغلق السماعة فسمعت صوته الجهوري البارد وهو يقول : ألو .
ترددت ولم تنطق حتى عاود الكلمة : ألو مين .
أمل بهدوء وبصوت حازم : السلام عليكم .
كان صوته بارداً وعندما عرفها أصبح كالصقيع في برودته : وعليكم السلام , نعم أخت أمل ..بنبرة لا تخلو من الاستهزاء ..
ارتجفت أوصال أمل من برودة صوته حاولت التماسك وجمعت القليل من قوتها وردت بصوت أضعف من السابق : دكتور طارق أبي منك طلب لوســـ
قاطعها بغضب بارد : وش حصلت منك غير الطلبات ..وقال بسخرية لاذعة.. نعم يا أميره أمل إنتي تطلبي وإحنا ننفذ .
أمل اقشعر جسدها من قوة الإهانات الموجهة لها فقالت بصوت خالي من القوة : هو موب طلب هو رجاء أتنمى تنفذه و لك الحرية فالرفض أنا ما أجبرك .
طارق بحزم : قولي اللي عندك وبعدين ما عاش ولا كان اللي يجبرني على شيء ..صمت للحظات وأكمل بصوته البارد .. قولي اللي عندك أنا موب فاضي لتفاهات عيال الشوارع .
بلعت أمل غصتها من كلامه الجارح وبلعت معها الإهانه وضغطت على نفسها وهي تكرر في نفسها "أنتي توقعتي هذا الكلام أصبري يا أمل أصبري مصيره يعرف أنك بريئة ويومها حيندم" فقالت بصوت جرحته الإهانة مع قليل من الكرامة المهدورة : إذا ما عجبك الطلب إنسى الموضوع نهائي .
غضب طارق منها وصرخ بقوة : أمـــــــل قــــــــــــــــــولي إللي عندك ولا ضفي وجهك .
تساقطت دمعات أمل على وجنتيها فاختلطت الدموع بالعرق الذي يتقاطر من جبينها فتنحنت حتى تصفي حنجرتها وقالت بصوت بدت فيه ملامح القوة : تتـــــــــــــزوجــــــــني ؟؟
********
حطت الطائرة
ونزل المسافرون
حملوا أمتعتهم
وقابلو محبيهم
تبادلوا الأحضان
وأناااااااااا
أسير وأنظر بين الوجوه
لعلي أجده
بحثت وبحثت
وطااااااااال بحثي
سألني أحدهم
أتنتظر أحداً
قلت إني على موعد
مع الأمــــــــــــــــل
فأخبرني أنه ليس مع العائدين
تعجبت
فظهر لي بين الجموع
الألـــــــــــــــــــــــم
فأيقنت من غياب الأمل
وأعلنت للملأ
(عودة الألم)
*****************************
نهايــــــــــــــــ الجزء العاشر ـــــــــــــــــــــة
******************************


التوقعات/
إيش راح يكون رد طــــــــــارق على العرض ؟
سعود إيش راح يسوي ؟
نتيجة التحليل ...

&< ~^((الجزء الحادي عشر))^~ >&

~[(حكاية رحيل الأمـــــــــــــل)]~
أمل : تتـــــــــــــزوجــــــــني ؟؟
طارق بغضب عارم وبصوت عالي كاد يفجر طبلة أذنها : إيش ؟؟؟؟؟
عيدي ما سمعت أناااااااا ..نطقها بغرور وكبرياء.. أتزوجك إنتي ..بتصغييييير .. ليش قلوا الحريم عشان أتزوجك إنتي ..صمت قليلاً ليسمع ردها فصعق عندما سمع صوت شهقاتها العالية فتكلم بحنان وكأنه ليس طارق الذي تكلم للتو .. أمل أسكتي خلاص لا تبكين خلاص .
تكلمت أمل بين شهقاتها بكلمات متقطعة غير مفهومة وقد بح صوتها وأصدر نغمة مميزة : حرام .. والله ..والله .. أنا مظلومة .. وسعود.. كذاب .. أنا ما أبي ..أرجع.. له .
طارق وقد حاول التخفيف من حدة بكائها حتى يستطيع التفاهم معها فتكلم بحنان : خلاص أسكتي عشان أعرف أتفاهم معك ..صمت ثواني حتى تأكد أنها لم تعد تبكي وأكمل .. طيب الحين فهميني ليش تبيني أتزوجك .
أمل ببحة من أثر البكاء وهي تحاولت أن تفهمه وجهة نظرها : أحم عشان حاسه أن سعود حيساومني على أني أرجع له أو ينسب ولدي له وأنا ما أبي أرجع له .
طارق ببرود : ليش ما تبينه ؟؟
تنهدت أمل بحزن واستغفرت ثم أكملت بعد صمت : مابيه وبس .. صمتت للحظات وأكملت .. كفايه أتهامه لي بشرفي .
ضحك طارق بسخرية وأكمل : ههه يعني تبين تفهميني أنك شريفة إلعبي على غيري .
تجرعت أمل الإهانه وأكملت :أعرف أنك ماتبي تتزوج بعد زوجتك وأنا كمان ما أبي أتزوج لكن والله غصب عني مافيه إلا هالحل لأن سعود لو راح لأبوي عشان يرجعني على طول حيرجعني له بدون ما يسألني وأنا ما أبيه عشان كذا أنا معاي فكره إذا وافقت قلتها لك .
طارق بسخرية : ما شا الله ما شا الله جمعتي معلومات عني باين أنك مخطط من البداية وبعدين مين قال لك إني ما أبي أتزوج أنا أدور وحدة عفيفة وما تكون خــــــــــاينه وبريئة عشان تكون زوجتي .
فهمت أمل مغزى كلامه وحدثت نفسها "أعذريه يا أمل أعذريه ما يعرف الحقيقة " وردت :طيب إسمعني أنت تتزوجني ولما تبي تتزوج أنا حبعد من حياتك ومن بيتكم كله وللأبد , ولا أقول ليش لين تبي تتزوج بس أصبر شهر وأنا أطلب منك تطلقني ها إيش قلت ؟؟
طارق بغضب مكبوت وتكلم بين أسنانه : ما شا الله مخططه لكل شيء ليش إيش شايفتني قدامك طرطور إنتي تحددين كل شيء وأنا أنفذ , لااا إنسي الموضوع .
أمل وهي تحدث نفسها "إيش هذا الذل اللي وصلتي له يا أمل ؟؟" وتكلمت برجاء حار: الله يخليك فكر أنت موب خسران شيء وأنا مابي شيء كل اللي أبيه أبعد عن سعود أصلاً بسببه عفت ..صمتت عندما انتبهت لما كانت ستقوله وأكملت بنفس الرجاء.. الله يخليك فكر والله ما أتدخل فيك و لا تشيل أي هم من ناحيتي بس لين يشفى أبوي وبعدها ما راح تشوفني أبد ..وقالت برجاء أكبر .. الله يخليك .
طارق ببرود وقد فهم ما كانت تنوي قوله : شوفي إذا كنتي عفتي كل الرجال فأنا عفت كل الحريم وإنتي طبعاً منهم ..صمت لثواني وأكمل ..أما إني أتزوجك أممممممم حفكر فالموضوع بس يكون إتفاق بيننا مالك أي دخل بحياتي أما الطلاق لا تفكرين فيه أبد أنا ما أتزوج عشان أطلق .
كتمت أمل صرخت اعتراض كادت تفلت منها وحدثت نفسها "لا موب كذا ما أبي هذا اللي يصير آآآآآآآه ياربي ما أقدر أتحمل أعيش مع أي رجال " وقالت في محاولة يائسة أخيرة : بس أنت موب ملزوم أنك تضل معي يعني إذا تبي تتزوج أنا حبعد عنك .
طارق ببرود : أنا إذا قلت شيء ما أتراجع عنه وإذا أبي أتزوج تكوني خداااااامه لزوجتي وهذا قدرك عندي , لكن إني أطلقك إنسسسسسي ..ثم أكمل بأمر.. يلااا قولي خطتك بسرعة لازم أنام وراي دوام .
أمل بصوت مخنوق من الغصة التي خنقتها : طيب إسمع (وسردت له الخطة التي فكرت فيها) وبعد أن أكملت التوضيح قالت.. واضحة الخطة .
طارق ببرود ومكر : صدق الله إن كيدكن عظيم ..ضحك بستهزاء وأكمل.. ههه , كل هذا الخداع والخبث وتقولين بريئة هه .
أمل وقد جمدت مشاعرها لكثرة الإهانات وتكلمت ببرود : بكره إن شاء الله أنفذ إللي علي والباقي عليك .
ضحك طارق بسخريه : هههههههههاااي ليش متأكده إني حوافق أنا قلت بفكر لسه وما قلت موافق .
ذهلت أمل بعد كل هذا التذلل له يرفض وقالت بصوت مرتجف : بـ ـس.
قاطعها طارق ببرود : لا تبسبسن لي ولا شي أنا موافق بس بشروطي أنا ..صمت لثوني وأكمل ..لا تظني إني حنيت عليك لااااا , بس أنا موب طبعي أرد اللي يطلبني والحين خلاص بقفل صارت الساعة 12 إلا ربع ..صمت لوهلة وأكمل.. يلا مع السلامة وأقفل السماعة .
أما أمل فكانت ممسكة بالسماعة وكلماته الأخيرة تدور في بالها ودموعها تتسابق على وجنتيها .. وعندما انتبهت لما هي عليه وضعت السماعة في مكانها ودخلت غرفة النوم وتمددت على فراشها وانفجرت تبكي وهي تلوم نفسها وتؤنبها على هذه الفكرة التي وصلت لها والتي جعلتها على هذا القدر من الذل وجرح الكرامة .
ولم تنتبه إلا على أذان الفجر وهي لم تكتحل عيناها بالنوم طوال الليل .
*********************
في عصر اليوم التالي ...
ركبت السيارة التي يقودها أبو طارق والتي تجلس بجواره أم طارق , القت التحية بصوت منخفض وردوا التحية وبعد أن جلست على المقعد تكلمت بصوت محرج منخفض : كيفك يا عم عبد الله ؟؟
أبو طارق : الحمد لله بخير يا بنتي , وأنتي كيفك عساك مرتاحه عندنا ؟؟
أمل بخجل : الحمد لله طيبه , وكيف ما أكون مرتاحه وأنتم موب مقصرين علي شيء جزاكم الله خير .
أبو طارق : وإياك , وإنتي والله نعدك بنتنا .
سكت الجميع وغرقت أمل بالتفكير في مشكلتها وما توصلت له في مساء البارحة عندما هجرها النوم حينها توصلت إلى قرار صعب عليها ولكنه قد يحفظ كرامتها فقد قررت التنازل عن فكرتها التي ناقشت بها طارق واستقرت على أنه لو طلب سعود إرجاعها ستوافق وفكرت هل إذا طلب منها سعود أن يرجعها هل ستوافق وتعود معه لذلك المنزل الكبير الذي ملأت أركانه المعاصي والذي كان مؤوى للسكارى وما أغضب الله وبمجرد أن وصلت لهذا الحل اقشعر بدنها وأحست بالغثيان لمجرد الفكرة فقط فكيف لو عادت إلى سعود فعلاً كيف ستمضي حياتها معه وحدثت نفسها "لا سعود مستحيل أرجع له ذل طارق ولا عزة سعود " وفي هذه الأثناء توقفت السيارة عند مبنى الشرطة وتنبهت من أفكارها وترجلت من السيارة ..
*****
سمعت أمل نداء الدخول إلى مكتب مدير الشرطة ووقفت مع أم طارق وسارتا حيث يجلس أبو طارق والذي بدوره وقف عند رؤيتهما وسار باتجاه الباب ودلفوا جميعاً إلى المكتب وألقى أبو طارق التحية بصوت رخيم يظهر فيه مدى ثقته بنفسه وقوة شخصيته فوقف اللواء احتراما له عند رؤيته وتقدم إليه وصافحه وهو يرحب به بجزل ..
جلس الجميع وبدأ أبو طارق بالسؤال : طال عمرك إيش صار على القضية؟
اللواء باحترام : الله يسلمك وصلتنا قبل شوي نتيجة التحاليل من سعود وأرسلناها للمطابقة النتيجة و بعد شوي توصل .
صمت الطرفان بينما كانت أمل تتحرق من الانتظار وترتجف من التوتر, هي واثقة من براءتها وعفتها لكن النتيجة ستبين لمن حولها ذلك ..
بعد صمت دام خمس دقائق كانت بمنتهى البطء على أمل سمعوا طرقاً على الباب فسمح له بالدخول ودخل شرطي يحمل ملف بني كبير نوعاً ما وضع على المكتب أمام اللواء وتكلم برسمية اعتاد عليها :سيدي سعود الـ.... حضر .
ارتجف قلب أمل بين ضلوعا لسماع أسم سعود وتعالت نبضات قلبها لدرجة أحست أن كل الجالسين سمعوها , سمعت اللواء يأمر الشرطي بأن يسمح له بالدخول ومرت لحظات فدخل سعود فسلم ببرود وجلس على الكرسي المقابل لأبو طارق ..
بينما أمل وصل الخوف والتوتر لديها أقصاه وهي تنظر بترقب وتتلافى النظر إلى سعود ورأت اللواء تناول الظرف وفتحه وأخذ ينظر له بتمعن ورفع رأسه وألقى نظرة مبهمة عليها وكذلك سعود ثم تكلم بعد صمت قصير.
اللواء : النتيجة ..ومرر نظرة أخرى لهما وكذلك الجميع وأكمل .. واضح من النتيجة أن نسبة التطابق هي 96 بالمية
..صمت الجميع للحظات لاستيعاب الخبر وما هي إلا لحظة حتى ارتفع صوت أمل بالبكاء وهي تكرر ((الحمد لله الحمد لله )) فرحت أم طارق وحضنت أمل وتهلل وجه أبو طارق بابتسامة فرح ونظر شزراً لسعود الواجم ..
اللواء : مبروك يا أم إبراهيم على براءتك وأنت يا أخ سعود أستغفر ربك ..ونادى على أمل لتنتبه له فرفعت رأسها بعد أن هدأت .. يا أم إبراهيم لك الخيار الآن إما ترفعين قضية على سعود ..ونظر له بغضب ثم أكمل.. عشان يقام عليه حد القذف وطبعاً ما ننسى أن يدفع دية عن قتل ولده أو أنك تتفاهمين معاه وتحلون المسالة ودياً .
أمل تكلمت بعد تفكير لثواني : أما عن نفسي فأقول – فمن عفا وأصلح فأجره على الله – وأفضل أن أتفاهم معاه على الباقي .
أعجب الجميع بردها وتمنوا لها كل الخير والثواب .
اللواء ببرود : وأنت يا أخ سعود تبي تتفاهم معها ولا عندك راي ثاني .
نظر سعود لأمل نظرة خبيثة جعلت قلبها يقفز لحلقها وأكمل : لا ما عندي أي مانع .
عندما ألقى سعود لها تلك النظرة علمت أنه يضمر لها أمراً فكادت أن تصرخ طالبة أن يجري عليه القانون ولكنها تراجعت في آخر لحظة وهي تذكر نفسها بخطتها "أمل لا تخافين نفذي الخطة إنتي إستخرتي وربي ما حيضيعك لو أني موب حاسه أنه حيروح لبوي عشان يرجعني ولا كان قلت لهم يتصرفون معه ".
سمعت اللواء يطلب عن طريق الهاتف إحضار إحدى الشرطيات وأشار إلى باب مغلق وقال : يا أم إبراهيم ويا أخ سعود تقدرون تروحون هذي الغرفة عشان تتناقشون على انفراد ..صمت لثواني وأكمل ..تقدر يا أبو طارق واللي معك تنتظرون في الاستراحة .
نبض قلب أمل بعنف لمعرفتها أنها ستكون هي وسعود في غرفة واحدة وظنت أنهما سيكونان بمفردهما ولكن سمعت اللواء يقول عندما رأها لم تتحرك فعلم أنها خائفة : حتكون الشرطية أم علي معكم وكمان شرطي عند الباب .
انتصبت واقفة وسارت باتجاه الغرفة متقدمة سعود طرقت الباب ودخلت وهي تحيي الشرطية بصوت منخفض وتجلس على إحدى الكراسي البعيدة في الغرفة الواسعة وبعد ثواني دخل سعود وجلس بمقابلها وبينهما ما يقارب المترين ..
نبض قلبها بعنف وعرق جبينها ولكنها تمالكت نفسها هي على حق وستأخذ حقها منه .
بادرها سعود بالسؤال : كيف حصل هذا مانيب متذكر .
استجمعت أمل قوتها وتغلبت على خوفها ورجفتها وردت ببرود : ليش أنت لما ترجع البيت كيف تكون ؟ أكيد ما تتذكر من القرف اللي تشربه .
سعود باستفهام : كيف تبيني أعرف أنه إبراهيم ولدي وأنا ما أتذكر ؟
غضبت أمل ولكن أمسكت نفسها فهي ليست بمفردها معه فقالت باستهزاء : ليش تحسبني مثلك أسكر وأجيب بنات ورجال سكارى وأخلي البيت يرج بالأغاني ..هزت رأسها وأكملت .. لا أنا موب كذا وأنت تعرف تربيتي أنا تربية إبراهيم الـ..... وبعدين أنا كنت صغيره ما أعرف غير البيت والمدرسة ولا أخرج أي مكان حتى جيران ما أعرفهم .
صمت سعود وأنزل رأسه وقد شعر بمدى فداحة عمله في حق هذه الفتاة رفع رأسه ورد : طيب حقك علي وسامحيني وودي أصحح خطأي عشان كذا أنا مستعد أسوي إللي تبينه بس ترجعين لي .
رجفت أوصال أمل فقد وقع المحظور وما خافت منه وأرق نومها ولكن عزمت على تنفيذ خطتها وقالت : كذا بسهوله أرجع وأنت أهنتني ورفضت حتى ولدي اللي فبطني وطلقتني قدام الناس وآخرتها رفضت حتى تعطيني إثباتاتي لما طلبتها وقت حاجتي .
قاطعها سعود : مستعد أصحح كل أخطائي بس ارجعي .
صمتت أمل لثواني وبدأت تنفذ خطتها : خلاص مستعدة أرجع لك ..أنفرجت أسارير سعود وارد مقاطعتها فأشارت له بأن تكمل كلامها .. بس موب الحين أصبر أسبوع أو اثنين وبعدها تعال رجعني من أبوي لكن قبلها عندي شروط إذا وافقت حرجع لك .
سعود بلهفه : موافق باللي تبينه .
استغربت أمل لهفته ولكن لم تعطي الموضوع أي بال وأكملت : حتى قبل ما تعرف الشروط يمكن ما تعجبك ؟؟
سعود : ما عندي مشكلة .
أمل ببرود : طيب اسمع الشروط أول .
سعود : أسمعك .
أمل بهدوء وقد وكلت أمرها لله : أول شيء تسجل إبراهيم باسمك , وتطلع له شهادة وفاه من المستشفى ..قالت الأخيرة بمرارة وحزن عميق وأكملت .. وبعدين تعطيني ورقة طلاقي ..
قاطعها سعود : ليش أنا أبي أرجعك موب أطلقك ؟؟
أمل بتوضيح : أول شي إنت مطلقني من أكثر من سنتين يعني إنتهت العدة وما تقدر ترجعني إلا بعقد جديد وعشان تعقد من جديد لازم تجيب ورقة تثبت انك طلقتني .
سعود : أها فهمت خلاص بكره الصباح أطلعها بس ليش بعد اسبوع أرجعك ليش موب بكره .
خافت أمل أن يكشف خطتها ولكن تمالكت نفسها حتى لا تفضح أمرها : لا أنا لسه ما تعودت على فراق إبراهيم بس مات من أسبوع عشان كذا أصبر على الأقل أسبوع أو أسبوعين وبعدين يصير خير .
سعود : خلا ص أسبوع واحد أظن يكفي ما أقدر أتحمل أكثر .
أمل بغضب لم تظهر وهي تحدث نفسها "يا كرهك ما أدري مين إللي رماها وضربها قدام الناس والحين يقول ما أقدر أتحمل لكن هين يا سعود " وتحدثت ببرود : أسبوع أسبوع لكن بقي شرط أخير ..هز سعود رأسه بمعنى أسمعك وأكملت .. دية ولدي أبيها .
نظر لها سعود بخبث : طيب أخليها مع المهر أحسن .
فزعت أمل وردت بحدة : لااااااا ..وحاولت تهدئ نفسها عندما لاحظت نظرات سعود المشككة فأكملت بهدوء .. لا أبيها وحدها غير المهر .
سعود بشك : ليش تبينها وحدها ؟؟
أمل ببرود : هذا شيء يخصني وأنت قلت موافق على كل شروطي .
سعود بإذعان : آمنا بالله خلاص موافق بس الوعد بعد أسبوع .
أمل وهي تحس بالذنب ولكن عنفت نفسها أنه يستحق ذالك : إن شاء الله .
سعود : خلاص بكره أرسل ورقة الطلاق وكمان أوراق إبراهيم بس أجيبها بيت أبوك .
أمل بحده : لااااااا جيبها بيت عمي أبو طارق أنا عندهم .
سعود باستغراب : ليش إنتي عندهم بعدين كيف تسكنين عند ناس ما تعرفينهم ؟؟
أمل بحزن : ليش بعد سواتك تتوقع أبوي وسلمى يستقبلوني ببيتهم ..هزت رأسها بالنفي وأكملت .. لا لا غلطان وأنت أكيد تعرف السبب وبعدين أبو طارق يصير عمي ولد عم أبوي .
سعود بذهول : صدق أبو طارق التاجر المعروف عمك ..صمت لحظة وأكمل .. خلاص حوصلها بيتهم بس ما أعرف العنوان .
أمل وقد أنتصبت واقفة : خذ العنوان من عنده , مع السلامة ..وخرجت..
سعود : مع السلامة .
خرجت أمل من الباب الذي يقف عنده الشرطي ومنه إلى الاستراحة حيث وجدت أم طارق التي وقفت فور حضورها ألقت عليها التحية وأخبرتها أن كل شيء على ما يرام ثم خرجتا إلى أبو طارق الذي كان يحادث سعود وانطلقوا عائدين إلى المنزل في صمت .
*****************
في المساء ..
خرجت شادن من جناح الضيوف لتتناول العشاء مع أسرتها تاركة خلفها أمل التي كانت غارقة في التفكير فقد نبهتها شادن أكثر من مره لتنتبه لحديثها ولكنها لم تستطع الانسجام معها ولذلك غادرت شادن الجناح أما هي فقد كانت تدور كل الأحداث في عقلها و تفكر هل ما فعلته صحيح أم خطأ ؟ وهل سينفذ طارق وعده ؟ وهل تستطيع أن تعيش مع رجل مرة أخرى ؟ وهل وهل ...؟؟ استفهامات كثير دارت في مخيلتها ولكنها لم تجد لها الحل رفعت رأسها إلى الساعة فوجدتها تشير إلى ما يقارب الحادية عشر انتظرت لدقائق تأكدت من إغلاق الباب ثم رفعت السماعة و ضغطت الرقم المطلوب وانتظرت أن يجيب ولكنه لم يرد عليها فوضعت السماعة وهمت بالدخول إلى غرفت النوم ولكنها سمعت طرق الباب فسألت عن هوية الطارق .
........: أنا شادن .
فتحت الباب ودخلتا ثم جلستا ومازالت شادن صامته استغربت أمل صمتها الغير معتاد وحمدت ربها في سرها أن طارق لم يرد عليها وإلا لم تعرف ماذا تفعل , ولما طال الصمت بادرتها بالسؤال : شادن إيش فيك قلتي قبل ما تخرجين فيك النوم عسى ما طار ؟؟
شادن بهدوء : لا ما طار النوم بس ..صمتت ثواني ثم أكملت باستغراب .. بس مستغربه من شيء حصل قبل شوي .
أمل بتساؤل : ليش إيش حصل ؟؟
شادن بذات الاستغراب : لا موب شيء كبير بس طارق..صمتت لثواني وأكملت ..تدرين له أكثر من سنتين تحاول فيه أمي أنه يتزوج وكان يرفض أما اليوم أمي عرضت عليه يخطب وبسرعة وافق ..
أمل بتوتر حاولت تخفيه : طيب إيش الغريب فالموضوع ؟؟
شادن بخبث : الغريب البنت إللي أختارها ..صمتت وهي تنظر لأمل ..
ازدردت أمل لعابها من التوتر وأكملت بغضب مصطنع لإخفاء توترها : شادن بتتكلمين ولا هي ألغاز ؟؟
ضحكت شادن وأكملت : لا ألغاز ولا شيء اسمعي السالفة يا ستي , بعد ما تعشينا جلسنا فالصالة نشرب شاهي كالمعتاد وقالت أمي ...
****
قبل نصف ساعة ..
جلس الجميع في الصالة وهم يشربون الشاي وتتداول بينهم بعض الأحاديث حتى تكلمت أم طارق وسكت الجميع ليسمع ما تقول ..
أم طارق وهي تدير جلستها باتجاه إبنها الجالس يسارها : طارق معي سالفة أتمنى ما تقطعني ..هز طارق رأسه بالموافقة وأكملت .. أختك شهد شافت بنت أعجبتها عند بيت أهل زوجها وطلعت صديقة وحدة من أخوات زوجها سألنا عنها طلعت موب مرتبطة وما كلمناها إلا لما ناخذ رايك ..سألت بحذر .. إيش رايك أخطبها لك .
صمت طارق لدقيقة حتى ظن الجميع أنه سيرفض مثل السابق ولكنه تكلم بجدية : يمه أنا موافق تخطبيلي بس ما أبي هذي البنت ..صمت ينتظر ردها..
كادت تطير أم طارق من الفرح وقالت وهي مبتسمة بفرح : أشر للبنت اللي تبي وأنا معك والله منى عيني أشوف عيالك وأشوفك مرتاح ..ودمعت عيناها من الفرحة ..
نهض طارق من مقعده وجلس بجوار أمه على الكنبة المزدوجة ومسح دموعها : يا الغالية كله ولا دموعك مانبي دموع .
أم طارق : من فرحتي يا ولدي ..وأكملت باستفهام ..منهي البنت اللي تبيها وأروح أخطبها بكره لك .
طارق بجدية : ما يحتاج تروحين تخطبين ..لاحظ نظرات الحيرة الاستغراب رسمت على كل الوجوه وأكمل ..لأني أبي أمــــــــــــــل.
****

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -