بداية

رواية جروح من عبق الماضي -1

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -1 

جروح من عبق الماضي 
الكاتبة : kesat 3thap 
تجميع 
اسطورة ! 
بسم الله الرحمن الرحيم 
:
:
ها هو النور بداء يتسلل من نافذتي ..
نسمات هواء بسيطة اخترقت تلك الفتحات فبدأت أوراقي بالتناثر وكأنها تخشى من شيء وتحاول الهروب منه
جعلتها تتناثر دون أي تدخل مني .. لأني موقنة تماما بأنها ستجد طريقها في النهاية وستهدأ ويعود سكونها
أمسكت بقلمي وبدأت بترتيب أفكاري .. لأعود لأنسج أحرفي من جديد
فالتحمت أفكاري وذكرتني بسلسة طويلة من جروح يعيشها البعض في الماضي ويجلبوها إلى حاضرهم
فمن منا ليس له ماض !! ومن منا لم يعش ذكريات لها طابع خاص في عقله
ولكن هناك ذكريات كم تمنينا كثيرا زوالها ونسياناها وبدأ خطواتنا من جديد
تأكد أن كان لك شيء في الماضي فـ سيعود يوما .. فأن لم تستطع مواجهة ماضيك لن تقدر على عيش حاضرك
لهذا يجب أن ننهي كل المسائل المتعلقة بماضينا حتى نستطيع ان نعيش حاضرنا براحة بال
ولكن كيف سيكون شعورك وأنت تستيقظ فجأة وتجد نفسك أسيرا لماضي لم تكن فيه .!!
فتقاسي فيه الوان من المرارة والعذاب
ويرتفع صوتك بالصراخ وانت تحاول أن تشرح لهم بأن ليس لك ذنب في ذلك ..
صوتك يعلوا ويرتفع ولكن الاذان صمت غير راغبة للاستماع إليك أو ما تتفوه به
ولكنك لا تيأس فتستمر بالصراخ وطلب النجدة فتاتي كومة أخرى من الظلم فتخرسك .. فتحولك إلى أشلاء
هنا يكون للظلم عنوان ..
ومن هنا أيضا بدأت فكرة مولودتي الثالثة
قررت أن أحكي فيها عن هذه الفئة التي تتجرع أقسى أنواع الظلم والاستبداد بسبب أخطاء حدثت من غير قصد ..
•!¦[• جْـِـرgحْ مـِِـن عْـَبـِِـق آلـْمـآضـي •]¦!•
هذا هو عنوان مولودتي الثالثة
رواية اختلط فيها الكثير من المواقف .. مواقف يمر بها كل انسان في وقت من الأوقات
ولكن مهما حدث وسيحدث يجب أن تبقى هناك شعلة من الأمل تنير دربنا
فبدون الأمل لن نعيش ولن نحيا وسيكون مصيرنا مثل شمعه تذوب حتى تختفي ولا يبقى إلا ذكراها
•!¦[• جْـِـرgحْ مـِِـن عْـَبـِِـق آلـْمـآضـي •]¦!•
بعد غياب دام عاما كاملا أعود وانا محملة بهذه الجروح .. التي اثقلني حملها
وقوفكم بجانبي سيجعل حملها يخف .. يكفيني ان تشاركوهم أوقات الحزن التي تعصر قلبهم وحتى لحظات الفرح التي قد تغتالهم في لحظة من اللحظات ..
فبسم الله نبداء وعلى هدي نبيه نستعين ..
:
سأضع بداية الجرح أولا .. وإذا شاهدت أي تفاعل منكم سأكملها لكم مساء .وأضع الجزء كاملأ ........
قل للحزَن :
آللي سكُن بآطرآفي يستكَين ..!
قله خَلآص ولله خلآصُ ( )
مآ عآدَ تغرينيَ آلحَيآة .!
مَآ عآدَ يغريٌني فرحُ .!
مآ عدٌت آفرح بآللقآ .!
مآعدت بعيوٌن آلحيآَة جنون َ
( وضَحكآت وشغٌب ) ..!!
آنآ غديٌت بعيَنهآ طفلهَ ولعثمَهآ آلحزٌن !
طفله ٌممزوجٌه بوجعَ
طفله تبيٌ تنطق " حََ ل َم "
ومآتَت آلكلمَه جَفآء , مآتت حُزن , مآتتَ وجع َ...!
:
:
•!¦[• جْـِـرgحْ مـِِـن عْـَبـِِـق آلـْمـآضـي •]¦!•
:
فـــي إحــــداء أحياء الريــاض الفخمـــه وقفت هناك بكل تحدي وشمووخ لم تخشى لا من أشقائها ولا من غضب والدها الذي أنفجر بعد أن عرف بالخبــر ..كيف ولا وقد ذاع صيته في البلد .. وكان يعرف عنه بأخلاقه وقيمه.. وتأتي هي وتخرج عن جبروته وسلطته .. بعدما كان يخبر الناس بضرورة التمسك بقيمهم وعاداتهم .. سيطـــر عليهم الذهول لفـتره .. لم يتوقع أحد صنيعها .. لم يتخيلوا ان العنود وحبها جعلها تصل إلى تلك المرحلة .. ولكن ثقتها وحبها العظيم لــتركي جعلها تصنع المسحيــــل ( فكانت البداية بترك كل شيء خلفها .. والهرب مع من أحبته .. ثم عقد قرانه عليها وبعد مضي عدة أشهر عادت لتخبر أهلها أين غابت طوال تلك الأشهـــر .. ولتعتذر لعلها تجد سبيلا للوصول إلى قلبهم
وتطلب منهم السماح وتبدأ معهم صفحة بيضاء .. ولكن كل شيء لم يحدث كما خططت له )
الأب والغضب يتملكه : إنتي جنيتي يا بنت ..!! الحين جاية وبكل قوات عين وودك أني اسامحك .!!
ما راح أسامحك طول عمري .. كيف تبيني اسامح وحده ما فكـــرت بــــــــ ...؟؟!!
قاطعته العنود بشمــوخ وهي تحاول أن تخفي ألمها : بس تركي يحبني .. يبيني انا وما وده ياخذ أحد غيري
قاطعها شقيقها بغضب : إنتي إيش جنسك ؟!! ما تستحين على وجهك .. ترفعين صوتك على أبوك
العنود بثقــه : انا ما سويت شيء غلط .. هذي حياتي ومن حقي أختار اللي ابي أعيش معاه
بو صالح بداء يشعر بالضعف فجأة ووضع يده على قلبة وهو يشعر وكأن سكين يغرس في صدرة تمتم بصعــوبة : طلعــــي من بيتـــي .. انا لا ابوك .. ولا إنتي بنتي
العنود ودمعه أرتسمت على خدها : سامحني يبه .. بس اللي سويته هــو الصح ... وبيجيلك يوم وراح تعرف هـ الشي
صالح لم يتحمل جرأتها .. فلقد أحرجته أمام زملائة بتصرفها فشدها من شعرها وتمتم بغضب : إنتي ما تستحين على وجهك .. خلاص انتي اخترتي وتحملي نتيجة قرارك .. بس راح يجيك يوم واذكرك انك غلطانه وغلطتك كبيرة يا العنود .. اللي سويتية كبير .. والمفروض تفكري بعواقب هـ الشيء .. والظاهر أنه عقوبتك بدت بتأنيب ضميرك .. يلا برا
العنود وهي تنظر إلى والدتها بانكسار : يمه حاولي تقنعيهم أنه اللي قاعدة اسويه لمصلحة الكل .. تكفين يمه
أم صالح بانكسار ودمعه رسمت على خدها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا العنود كسرتي قلبي وقلب ابوك وقلـــب ......... ؟؟!!
العنود أقتربت منها سريعا ووضعت يدها على شفتيها وتمتمت بانكسار : تكفين يمه لا تكملين .. ترى اللي فيني مكفيني
صالح وهو يمسكها من يدها بقوة تمتم بغضب : طلعي برااااااااااااااااااا .. براااااااااااااااااااااااااا .. وإنسي انه لك أهل
العنود والدموع بدأت ترتسم على خدها تمتمت بألم كبير : يبه يمه .. سامحووووني تكفون ........... سامحوني
صالح رغم صلابة قلبة إلا أنه لم يتحمل الموقف .. فاسند ظهره على الباب وظل يبكي بحرقة .. وما هي إلا لحظات وسمع صوت ارتطام على الأرض .. شاهد سقوط شخص لم يتوقع أن يشاهده مكسورا في يوم من الأيام هكذا
لم يصدق ما حدث وظل يقلب عينيه في زوايا المنزل لا شعوريا .. وكأنه يرفض هذه الحقيقة التي شاهدتها عيناه
أم صالح وهي تبكي بحرقة تمتمت بصوت مرتفع وقد خانتها قدماها على الوقوف : صــالح إلحق أبوك يا ولدي ..
:
شعرت بالخوف أرتعش جسدها دفعت ذلك الباب الصلب بقوة .. شاهدت والدها القوي يصارع الموت .. اصبح ضعيفا مكسورا .. عنادها هو الذي جعل حاله هكذا.. هنا شعرت بألم يعتصر قلبها .. توقعت أن قرارها سيجعل الكل سعداء ربما لم يفهموا هذه الحقيقه آلآن ولكن قد يفهموها مستقبلا .. جثت على ركبتيها بكت بحرقه .. بداء الكل يلقي عليها اللوم .. انهال عليها شقيقها الاكبر بالضرب وهو يردد عبارة واحده قتلتلي ابونا الله ينتقم منك .. هنا استيقظت على تلك الحقيقة المرة .. تمنت لو شقيقها يسكت لثواني .. وجهت أنظارها إلى شقيقتها علها تجد نظرة رحمه .. ولكن لم ترى سوى الحقد واللوم يسيطر عليهما .. أشاحت بوجهها .. امتلكت بعض القوة وتوجهت إلى الخارج والألم يكسوا ملامحها
تركي كان ينتظرها هناك بمجرد رؤيتها تبكي شعر بأن شيء عظيم قد حدث توجه نحوها مباشره وتكلم بنبره يكسوها الخوف والتوتر : عنود وش فيك .. وش الأصوات الغريبة اللي سمعتها .. أحد صار عليه شيء ..
العنود ما زالت في حالة عدم إدراك لما حدث كانت تهذي بكلمات غريبه .. وتصرخ بصوت مرتفع
تركي بخوف وهو يهزها من كتفيها : العنود إصحي وش اللي صار .. قولي أي شيء لا تمين ساكته
العنود وهي تتأمل تركي تمتمت لا شعوريا : قتلته يا تركي .. ابوي مات وانا سبب موته .. انا السبب .. انا اللي قتلته
تركي وعيناه بدت تتسع : العنود أنتي أيش جالسة تقولي ؟!! تكفين فهميني اللي صار بالضبط
العنود وهي تشعر بكتلة من البرد تكسو جسدها تمتمت بألم : تركي خذني من هنا .. انا تعبانه تعبانه حيل ..
تركي قاطعها بخوف :العنود حبيبتي وش فيك ؟؟!!
وقبل أن ينتهي من كلامه تملكها الضعف وسقطت مثل الطير الجريح بين ذراعيه ..
::
::
وفي الســــلطنة كانت هناك عائلة أخرى كسر قلبها وخرج أحدهم عن طوع أهله
بعد أن تحرى سبب غيابة أكتشف زواج ابنه بامرأة غير التي تمناها أن تكون عروسا له واختارها خصيصا له
ابو سعود والكثير من الغضب تملكه : سواها النذل وودر بنت عمه وتبع الغريبة .. وكسر كلمتي
سعود قاطعه بخوف : يبه هدي نفسك أخاف يصير عليك شي
أم سعود تمتمت بحزن : يا ابو سعود هذا ولدك الكبير وهذي حياته خله يعيشها مع اللي يحبها .. لا تصعبها علينا
ابو سعود قاطعها بغضب : إنتي يا ام سعود تقولي كذا ..!! البنت صار لها سنين تنتظرة والحين يبدي الغريبه عليها !
ام سعود وهي تهز رأسها قاطعته بحزن : بس هو ما قال يبيها !! انته كلمت اخوك من دون علمه ..!! وهذي ....؟؟!!
بو سعو قاطعها بغضب : أم سعود سمعيني إنتي وسعود من يوم وساير إنسوا انه في واحد اسمه تركي .. ما ابي اسمه ينذكر في هـ البيت .. دامه فضل الغريبة علينا .. خلوه يتحمل نتيجة قرارة . تركي مات من اللحظة اللي قرر يتزوج فيها
سعود بحزن : يبه كبر عقلك .. تركي طلع من هنيه مكسور .. ما يصير تطرده بـهـ الشكل .. ما كان يبي غير رضاك
بو سعود قاطعه بغضب وهو يصك على أسنانه بقوة : مو انا اللي واحد مثل تركي يكسر كلمتي .. خل بنت أبليس تنفعه .. ولا عاد أسمع مره ثانيه هالأسم يتردد في هالبيت فاهمين .. وكلمتي ما راح اثنيها .. حتى جنازتي لا يحضرها
ام سعود ودمعه ارتسمت على خدها : حرام عليك يا رجال .. هذا ولدك ومن لحمك ودمك .. ما يصير تسوي فيه كذا
بوسعود بحزن ممزوج بكبرياء : اللي يبيع أهله عشان وحده ما فيه خير .. والله الغني عنه
ام سعود قاطعته بألم : بـــــــــــــــــــــــــــس!!
بو سعود قاطعها بغضب : لا بس ولا غيره .. تركي إنتهى من حياتنا خلاص .. لازم تعودي نفسك على هـ الشيء
سعود ضم أمه إلى صدرة وتمتم بحزن : يمه هدي نفسك ولا تكدري خاطرك هو الحين بس مضايق ومصيره يغير رايه
ام سعود بحزن : آآآآآآآآآآآآآآآآه يا تركي ليش تعذبني وتعذب نفسك بهالشكـــل
::
::

المملكة العربية السعــــــــــــــــودية ..

تركي والكثير من الخوف تملكه : دكتور وش فيها ؟!!
الدكتور : الظاهر عندها انهيار راح أنحطها كم يوم بالملاحظة وراح تصر زينه
تركي بتوتر : يعني ما شي خطر على حالتها
الدكتور : لا يا أخوي ما عليها الا العافيه وتقدر تشوفها إذا حبيت
تركي بابتسامه : مشكووور دكتور عن إذنك
فتحت عينيها ووجدت نفسها في غرفة مظلمة حاولت تمييزها ولم تستطع .. أخذت الاحداث تدور برأسها وتذكرت نظرات والدها الذي كان ينظر إليها وهو يفارق الحياه لم تتحمل تلك النظره .. رأت الغضب وحقده عليها في عينيه ؟؟
ثم اخذت تصرخ : يبه يبه سامحني .. أنتوا إللي أجبرتوني أسوي كذا .. يبه سامحني .. تكفون سامحوني
تركي لم يتحمل منظرها فغرس رأسها في صدرة وتمتم بخوف : العنود اسم الله عليك وش فيك
العنود وهي تبكي بحرقه : مات وهو غضبان علي .. علمني كيف ربي بيرضى علي الحين ؟!! ابوي مات وهو مو راضي علي .. مات وكان يشوفني بنظرات كلها حقد .. كيف أقدر اعيش وانا اتذكر ذيك النظره في كل لحظة
تركي وهو يهز رأسه : انتي ما خبرتيهم أنه نحن تزوجنا خلاص .. وشرفهم ما تلطخ .!!
العنود وهي تهز رأسها بالنفي : ما خلوني أتكلم .. الكل فاجأني بكلامه القاسي محد خلاني ابرر موقفي .. يمكن ابوي لو عرف بموضوع زواجنا كان هدى شوي .. تركي انا خايفة .. خايفة بكرة الله يعاقبني باللي سويته بأهلي
تركي وهو يضمها لصدره : العنود حبيبتي نحن مالنا غير بعض .. إنتي تخلوا عنك اهلك وانا بعد أهلي باعوني ..
العنود وهي تبكي بحرقه على صدره : وليش يصير فينا كذا .. ليش كل شي عيب وحرام .. ليش العادات تتحكم فقراراتنا .. هذي حياتنا نعيشها مره وحده .. ليش ما يخلونا نقرر ونعيشها نفس ما نبي .. من متى كان الحب حرام
تركي وهو يطبع قبلة على رأسها : خلاص يا الغاليه .. انا بعد ما ودي أزيد عليك همومك .. ولا راح أبعدك عن أهلك
و راح أخليك تعيشين في السعودية .. راح نستقر هنا .. بكذا تزوري أمك بين فترة وفترة لحد ما يلينوا
العنود وعيناها بدت بالأتساع وارتسمت ابتسامه على شفتيها : من صدقك تركي ؟ راح تخلاني قريبه من امي
تركي وهو يمسح على رأسها بحب : ايه اتكلم جد .. انا لما خذيتك قررت اني اسعدك .. واعتقد انه سعادتك أتمين فبلدك
العنود ودمعة ارتسمت على خدها : الله لا يحرمني منك حبيبي .. الله لا يحرمني منك ..
:
:
:

بعـــــــــــــد مرور عامين من الحـــــــب والـــــزواج ..

أعتمد تركي على نفســـه وبـداء بأعمال صغيره حتى تمكن من أن يكسب قوت يومه .. ثم بدأت أعماله تكبر وتكبر وذاع صيته في البلاد .. والعنود كانت من أسعد ما يكون بالقرب من تركي .. فلقد أنساها كل الهموم التي تكبدتها ..
حاولت كثيرا زيارة أهلها ولكن دائما كانت الأبواب تغلق في وجهها .. حتى بدأت تيأس ..
ولكن وجود تركي بجانبها جعلها قادرة على مواجهة كل تلك المشاكل .. فاستطاعوا أن يتخطوها معا
ولكن هيهات لتلك الأيام الجميلة ان تكتمل
فهنــــأك في ذلـــــك القصر الشاســـع .. كان يدور ويذهب يمنى ويسرى .. لا يعرف كيف يتصرف
اخذته الأفكار .. كان يشد شعره بيده إلى الخلف بقوة .. ويضغط على تلك الورقة الصفراء بأقوى ما عنده .. دموعه
بدأت بالأنهيار .. وتحول وجهه للون الأصفر .. منذ أعوام بسيطة كان في قمة السعادة .. كان يشعر بأنه تحدى الكل
ولكنه ربح في النهاية .. ربح حب حياته .. اثبت شيء لذاته . ولكن هيهات لم تدم هذه الفرحه إلى لسنوات بسيطة
صرخ صرخة رجت كل ارجاء القصر .. وجعل من بداخلها يقف مذهولا من هذا التصرف جثى على الأرض وضل يبكي
بحرقة .. لم يتوقع أنه سيفقد كل شي في طرفة عين ..ولكن شاءت الاقدار ان تمشي حياته هكذا .. وتحين لحظة الفراق
كادت الورقة ان تتمزق بين يدية وهو يعتصر الما : ليش الحين ليش .. ليش أنا مو واحد ثاني
:
:
وفي مكان آخر .. كانت هناك تترقب بشوق مثل أي أمراءه تنتظر بشغف بشارة حملها
كانت تدرك جيدا كم هذا الخبر سيجعل تركي سعيدآ .. خصوصا بعد ما عانياه في السنتين الماضيتين
ضلت الأفكار تدور في رأسها .. وابتسامتها البيضاء المكسوة بالبراءة تذهل الجميع .. فقد كانت بيضاء ناصعه كبياض الثلج .. تذهل أعين كل من يراها .. لم تكن تبالي بما يدور حولها .. كل ما تفكر به هو فقط تركي .. زوجها وحبيبها .. وفي وسط تأملاتها سمعت صوتا يناديها من بعيد ..
الممرضة : العنود فيصل .. العنود فيصل
شدها ذلك الصوت ووجهت رأسها نحوه ثم تمتمت بابتسامة بريئة وبصوت يكسوه الخجل : نعم انا العنود
الممرضة بابتسامه : تفضلي هذي نتايج التحاليل اللي طلبتيها
العنود بتردد وهي تأخذ الظرف : شكرآ ..
ضغطت عليه بقوه .. كانت تتمنى ان تكون هناك أخبار مفرحة .. فخبر حملها سيجعلها وتركي ينسيان ما عاناه من تشرد وذل وبغض من قبل العائلة .. امتلكت بعض القوة وتوجهت إلى مكان يكسوه الهدوء وضلت تقرا ما في الظرف .. فجأة تجمد دمها لم تصدق ما تقرأها .. وبدون شعور اغلقت الظرف بسرعه وتوجهت نحو القصر .. وعيناها تتلألأن من شدة الفرح .. كانت تشعر وكأنها ستطير .. كيف لا !! وهي ستصبح أما
فبأحشائها ثمرت حبهما هي وتركي .. الثمرة التي ستجعلهما قادرين على مواجهة حياتهما بكل صعابها
:
:
تركي وهو مطأطأ راسه والأفكار تدور به يمنه ويسرى تمتم بحزن شديد ممزوج بحرقة : سامحيني يا العنود بس أنا ما أقدر اظلمك معاي .. الأفضل ترجعين بيت أهلك معززة مكرمة .. ولا ترجعين له أرملة .. سامحيني يا الغاليه .. بس كل هذا عشانك .. ما راح أخلك تشوفي تركي القوي اللي معتمدة عليه ضعيف
وكلها لحظات وسمع الباب يفتح أمتلك بعض الشجاعة ورمى الورقة على الطاولة وتوجه نحو العنود
العنود بمجرد رؤيتها تركي ضغطت على بطنها وبكت بحرقه ثم توجهت وارتمت على صدره وضلت تبكي وبحرقه
تركي استغرب من تصرفها وهذا جعل الأمر اصعب عليه مما كان متوقع .. كيف يتركها الآن في منتصف الطريق بعد أن
انتبذها الكل بسببة .. شعر برغبة جامحه للبكاء ولكن تمالك نفسه وتناسى ما بقى بداخلة من حب ونطق تلك العباره
التي شلت كل جسد العنود عن الحركة .. وجعل كل فرحتها تتلاشى في لحظة .. الدموع تجمعت في عيناها لم تصدق ما سمعته أبتعدت عن صدره الضخم وتمتمت بخوف وتردد : تركي إنته قلت شي ؟؟!! أكيد انا سمعت غلط صح
تركي اشاح بوجهه عنها وتمتم بحزن : اللي سمعتيه يا العنود هو الصح ..!! انا طلقتك
خارقت قواها .. لم تعرف ماذا تصنع .. تركي يتخلى عنها وفي أسعد يوم بحياتها .. ما الذي جعله يفعل ذلك .. ما السبب وراء تخليه عنها .. أسئلة كثيرة دارت في رأسها .. خطرت في بالها فكره بأن تخبره عن موضوع حملها ..فربما لو علم سينسى موضوع الطلاق ولكن هيهات لذلك أن يحدث .. كلها لحظات بسيطة ويدان ضخمتان تلفان العنود بقوه وترميها خارج المنزل .. وهي في وسط دهشتها وذهولها
تركي وهو مدير ظهرة تمتم بصوت مرتفع : طلعوها برااااااااا .. ما ودي أشوفها هنا .. انا صرت مريض وما اصلح لها تمتم بهذه الكلمات وجثى على الأرض وأخذ يضربها بيدية بقوة .. انا راح أموت وما باقي الا ايام بسيطة
العنود حبيبتي سامحيني .. تكفين سامحيني .. بس كافي اللي مر عليك من هموم .. ما أقدر أعذبك أكثر
تكفين يا الغالية سامحيني ... كان ودي أضل معاك عمري كلة .. بس القدر عطا كلمته .. وراح نفترق خلاص
:
:
فجأة أصبحت خرساء تحاول ان تفهم ما الذي يفعله تركي بها .. وما الذي جعله غاضبا هكذا .. ودار بينها وبين نفسها
حوار طويل (( الم يعاهدني بأننا سنظل معا إلى ألأبد .. ولكنها كالعادة كلها كانت وعود سوداء .. لا شيء فيها من
الصحة .. كل ما أردت أن أفهمه ما الذي صنعته حتى يعاملني بهذا الذل .. وما هي إلا لحظات حتى رموني على ذلك
الرصيف البارد .. وقتها علمت أن ما أعيشه ليس حلما .. بل هو حقيقة مرة تفرض علي واقع جديد .. كنت فتاة
معروفة بشموخي وعزة نفسي .. فتاة قوية لا تهاب من أي أحد سواء من خالقها .. ولكن اليوم تركي كسر كل هذا)
استيقضت من أحلامها وتناولت عبائتها ثم بدأت تمشي بخطوات مكسورة ضعيفة .. والدموع حفرت على خديها
كان شعرها مكشوفا .. فتاة متحررة .. حاول تركي إقناعها بارتداء الحجاب .. لكن كانت ترفض بسبب عدم اقتناعها به
..أرجعت خصلها المتناثرة على وجهها إلى الوراء .. وظلت تمشي في الشارع لساعات طويله .. كان الجو شديد البرودة .. وضعت يدها على بطنها وهي تفكر بقدرها .. وما مصير طفلها المسكين أن يعيش بدون أب..
.. لأول مرة أحست بالخوف .. أطلقت زفرة طويلة ثم عاهدت نفسها أن لا تجعل الخوف يتمكن منها .. شعرت بأنها ضائعة .. كانت تفكر إلى أين ستذهب ومن سيستقبلها .. فكل من أحبتهم رموها بالشارع واغلقوا الأبواب في وجهها .. فقررت العنود أن تختفي .. قررت أن تنسى تركي .. وتنسى والدتها .. وذكرى وفاة والدها وهو يصارع الموت في ساعاته الأخيرة .. وحتى شقيقتها التي جرحتها من دون قصد منها .. قررت أن تبداء حياتها من جديد .. كرامتها لم تسمح لها أن تعود إلى تركي وتفهم منه ما حدث .. كانت تعلم مدى خطورة ما ينتظرها .. فهي تعلم جيدا مقدار الجرح العميق الذي غرس في صدرها ..فأصبحت تتلقى الصدمة تلو الأخرى
ولكنها تربت على مواجهة الصعاب وأن تتحمل نتيجة أخطائها .. وأن لا تترك ما حدث أن يؤثر فيها .. قررت أن تفكر فقط في أبنها .. وتنسى كل ما ألم بها من مشاكل .. ظلت تمشي لساعات طويلة وهي تفكر وتفكر ..
حتى غابت الشمس وعم السكون الارجاء.. لم تعلم إلى اين ستذهب وإلى أي مكان ستئول .. الجود أصبح يزاد برودة
.. لأول مره تشعر بأنها غريبة في بلدها.. منبوذة من قبل الكل .. لم يعد أحد يريدها في حياته ..
شاهدت كرسي قريب فقررت الجلوس عليه .. لترتاح قليلا ثم تمتمت وهي تشخص بصرها للسماء
ما الذي صنعته حتى الآقي هذا الجزاء القاسي .. هربت من منزلي من أجل الحب .. ولكن حبيبي تخلى عني .. وفي أعز حاجتي له .. آلهي لم يبقى لي أحد سواك .. كن بقربي وهدء من روعتي .. وأستر علي .. واحفظ لي طفلي .. اللهم أبعث لي أحدا في طريقي .. لا تتركني وحيدة في هذه الدنيا الكبيرة .. أحمي طفلي وأحميني ..
ظلت تدعي لساعات طويلة .. حتى بداء الظلام يزداد .. فهمت بالنهوض وعادت تمشي إلى طريق مجهول لم تعلم ما نهايته .. لمحت ضوء منبعث من أحد المنازل القريبة .. فتوجهت نحوه من دون تفكير
قررت أن تبيت فيه هذه الليلة وتفكر بما سيحدث لها فالغد . . فكانت متأكدة أن الغد سيحمل بيان طياته ايام قاسيه
بعد أن دخلت إلى ذلك المنزل البالي.. وجدت هناك أمرأة عجوز فحكت لها قصتها .. أشفقت تلك العجوز على حالها وقررت مساعدتها وان تبقيها معها طوال فترة حملها ..
هنا توقف كل شي بالنسبة إلى العنود حياتها أصبحت بدون أي هدف .. لم تعد ترغب في العيش .. أصبحت منزوية على
نفسها .. فكرت في الانتحار كثيرا .. ولكنها كانت تدرك جيداً ان الانتحار جريمة بحق النفس لهذا طردت هذه الفكرة من
رأسها . وقررت مواجهة حياتها بكل الصعاب التي تحملها .. فكل ما يحدث كانت نتيجة لقرار بقائها مع تركي
:
:
أما تركي الذي كان الكل يجهل سبب تصرفه .. فالكل كان يعلم مقدار حبه للعنود .. ما الشي الذي جعله يطردها ذليلة
هكذا .. فلقد واجه أهله وتحدى والده .. هرب تركي مع حزنه تاركا المملكة بأكملها .. اراد أن ينسى ذلك الألم الذي
يعتصر صدره وسببه لحبيبة قلبه العنود .. فلم تكن حالته احسن من حالتها .. فكلاهما قاسيا مرارة البعد
:
وها أنا اليوم امسك قلمي وأقرر أن أروي قصة العنـود وتركي بأدق تفاصيلها .. وأهم الالام التي تكبدوها من أجل هذا الحب .. وأهم المفارقات التي حدثت لهما .. والمواقف المؤلمة التي مرو بها
.. وأتمنى أن تكون عظة وعبرة للجميع ..
فأحيانا كثيرة يجب أن نتبع ما يختاره لنا القدر .. لا ما نريده نحن ..
يتبع
تكملة الجزء ...

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -