بداية

رواية احلامي المزعجة -25

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -25

ابتسم ودمعت عيناه وشدها من يدها ليجلسها الي جواره
ليقول بضحكة مصطنعة : اجلسي عمتي ، انا لم اعد طفلا
انا رجل الان ، واستطيع ان اعرف الفرق بين الجنون والحقيقة
حزنت على ابن اخاها وملامحة الحزينة على الرغم من ابتسامته : من اخبرك ؟ حافظ ؟
__ لا ، جدي رحمة الله عليه قبل موته اخبرني واوصاني بنور خيرا
وحلفني الا تعلم الحقيقة وان لا اتركها تعود لعمي مهما حدث ، هذه الحقيقة اوضحت كثير من الامور كانت تشغل تفكيري
لطالما تساءلت عن سبب صرامة جدي غير المبررة وقسوته احيانا مع نور فهي فتاه وتحتاج الي اللين ولكنه كان شديد معها الي درجة كبيرة ، فهمت انه كان يفعل الذي لم يفعله مع امي قط في حياتها
تنهد بضيق : ولطالما تساءلت عن سر حب امي الكبير لنور واهتمامها الزائد بها ، وسر نظرة الغضب التي ترمقني بها
وسر مقولتها الشهيرة لي عندما اغضبها كانت تعنفني لتحتضنني بعدها وتهمس لي لا تصبح قاسي مثل والدك
اريدك ان تكون حنون
توقف عن الكلام و دموعه تخنقه لتسيل بصمت وقهر
قال من بين دموعه : لم اكن اتخيل يوما انها تكره والدي على الرغم من نظرات عيونه لها المليئة بالحب
رتبت على كتفه لتهدئه : ولكنه لم يصرح لها بهذا الحب يوما
اخبر الدنيا كلها انه يحبها ، الا هي ، وعلى الرغم اني احب اخي بشكل مبالغ فيه ، الا انه كان معها قاسي فعلا
وهي كانت صغيرة جدا عند الزواج منه ولم تعتد يوما على القسوة بل كانت مدللة ، وجدك لم يقسو عليها يوما
ليظهر حافظ في حياتها ويقلبها ، عاد من انجلترا بعد انهاء دراسته ولهوة وعبثة هناك ليجد محمد متزوج وانت لديك ما يقارب الست سنوات ويجدها هي حورية من الجنة كما كان يطلق عليها كانت اجمل من اختك ومتحررة عنها والشيء الذي كان يميزها دلالها المفرط ، كانت مغرية وشهية وحافظ لم يردعه شيء عن التقرب منها ، محمد كان مشغول دائما بأعمال والدي والشركة والمصنع ، رغما انه الصغير والدي عهد له بكل شيء ، وحافظ كان متفرغا ، كانا يخرجا سويا
يأتيا ويذهبا معا ، كأنها زوجته هو ، محمد لم يلق بالا للأمر
ولكني كنت اشعر بهما ، حافظ احبها بجنون وهي احبته
على الرغم من انها لم تصارحه يوما ، وبعد فترة كبيرة من الوقت
تغيرت واصبحت منطوية على نفسها ليسافر حافظ ثانية
شعرت انه يبتعد لم يعد يطيق وجوده قربها واباك موجود
زفرت بضيق وهي تكمل : لتكتشف انها حامل
لن انكر دهشتي يومها وانا اسمعها تخبر محمد انها تريد ان تتخلص من الجنين ليثور محمد ثورة عارمة ويتشاجر معها
ويقسم عليها ان لا تفعل ذلك ابدا
وعندما ولدت نور اصرت على تسميتها بنور ومحمد لم يعترض ، احب الاسم واخبرني عندما تكلمت معه انه يحب ان تصبح له نور خاصة به ابنته واردف وهو يمزح انها فرصة لينادي الاسم كثيرا فهو احب اسم الي قلبه
كبرت نور امام عيني ولم تعود امك كسابق عهدها وظل محمد حزينا اخبرني اكثر من مرة انه يشعر ان شيء حدث معها وهو السبب في تغيرها
ولكنه لم يستطع فهم ما بها
اصبحت انت في الثانية عشر ونور بالثالثة لم يكن لون شعرها واضح كما هو الان ليعود حافظ وتبدا المشاكل
فعندما نظر الي نور وحسب عمرها تأكد انها ابنته وظل يضايق والدتك التي تحولت هذه المرة الي نمرة برية مستعدة ان تنهش من يقف امامها او يفكر مجرد التفكير ان يقترب من احدكما
نظر لها عمر بعد ان جفت دموعه : هل تدافعين عنها عمتي ؟
ابتسمت بقهر : لا حبيبي ، بل اريد ان اكون موضوعية
حتى لا يختلط عليك الامر، هي وعمك أخطئوا ولكن محمد ايضا اخطئ ليس مثلهما ولكنه الخطأ الصغير الذي هد المعبد فوق رؤوسنا
اختنق صوته : هل تعلمين اني حاولت اكرهها ولم استطع
رتبت على خده: انها امك حبيبي ولا يوجد احد يكره امه
امسك يدها بتوسل : عمتي استحلفك بالله لا اريد نور تعلم أي شيء عن هذا الامر ، هي لن تحتمل الصدمة ولن تستوعب الامر
ابتسمت مطمئنة : طبعا حبيبي
قال بصوت يملأه الثقة : وصدقيني نور تختلف عن امي كثيرا وعندما تقتربي منها ستجدي ان طباعها كجدتي رحمة الله عليها فهي من ربت نور فعليا ، وستحبينها
ابتسمت بحب له : انت تحبها كثيرا ، لم تتغير من ناحيتها بعد معرفتك للحقيقة
تنفس بعمق : لا عمتي وما ذنبها هي ، ثم انها اختي الوحيدة وما تبقى لي من عائلتي ، كيف لا احبها وسأغفر لأمي ما فعلته من اجلها هي
احتضنته بحب وسعادة : ومن اجلك سأتعامل مع نور بعيدا عن الماضي وتعقيداته
ابتسم بسعادة : شكرا عمتي
سالته بتوجس : عمر ، ماذا فعل عمك عندما اتيت اخر مرة
زفر بضيق و تعب : لم يفعل شيء ، هددني بانه سيخبر نور بالحقيقة الذي اكتشف اني اعرفها
جرحني بشدة عندما تكلم عن علاقته بأمي ولكني اعلم جيدا انه لم يكن يقصدني انا كان يتكلم معي كانه يكلم ابي
ليضحك هازئا وهددني ان ابتعد عن مشروع الشاليهات بالإسكندرية وعندما لم استمع اليه منعني من دخول الارض اجر بلطجية ليمنعوني ولكنه امرهم ان لا يؤذونني
طبعا تشاجرت معهم وذهبت الي قسم البوليس ، تخيلي عمتي
لأول مرة بحياتي ادخل الي قسم البوليس والحمد الله اتى زوج نور واخرجني واتفق معي انه سياتي بتصريحات اني اباشر المشروع فعلاقاته كثيرة وسيساعدني في التمويل ويؤمن لي ان لا يقترب أي شخص من الارض
__ من الواضح انه شخص محترم
__ جدا عمتي ويعتمد عليه ، ستريه بعد قليل سياتي ليصطحب نور الي العشاء
__ ربنا يتمم عليكما بالخير
دق الباب لتقول : ادخل
طلت من الباب بضحكة صافية : انت هنا ، لماذا لم تترك عمتي لتستريح قليلا ؟
ابتسم : ماذا افعل مشتاق اليها كثيرا
تقدمت الي الداخل : وانا ايضا ، ولكن ماذا افعل في موعد ياسين ، سأعتذر له
نطق بغضب : نور ، اياك ان تفعلي ما تقوليه كفاه ما فعلته يوم عقد القران ، جعلتني اتصبب عرقا وانا محرج منه عندما اخبرته انك ترفضين النزول ، والله لو كانت علياء من فعلت ذلك لكنت جررتها معي الي البيت دون اقامة زفاف
عقدت حاجبيها : يا سلام ، لما ان شاء الله ، اين تعيش انت ؟
نظر لها بغضب لتقول باستكانة : خلاص ، كنت امزح معك
يا ستار ، اصبحت كعود الثقاب تشتعل عندما يقترب منك احد ، لتغمز بعينها بشقاوة : هل انت متوتر اخي ؟
__ متوتر
__ اه نعم ، من اقتراب موعد عقد قرانك
__ لماذا ؟ هل انا فتاة ، لا طبعا
تركها ليخرج من الغرفة
ابتسمت : العروس تسلم عليك
التفت اليها بحدة : نعم
كتمت ضحكتها : اتصلت بي منذ قليل فموعد مصممة الفساتين اليوم والمفروض ان اذهب معها وتسلم عليك
رد بهدوء : الله يسلمك ويسلمها
انصرف من الغرفة لتجلس بجوار عمتها
وتسال بابتسامة : كيف حالك عمتي ؟
__ بخير حبيبتي ، هيا اخبريني ، لماذا تبحثين عن سبب
لتمتنعي عن الخروج مع زوجك ،ولماذا رفضتي النزول له يوم عقد قرانك؟
ردت بسرعة: خطيبي عمتي ، لم يصبح زوجي بعد
ابتسمت العمة : الم تعقدوا القران ؟
هزت نور راسها بنعم لتكمل العمة : جيد ، اصبح زوجك
ثم لا تهربي من الاجابة
ابتسمت نور : لأنه لم يخبرني قبلها عن الموعد
اردفت فهي محتاجة لاحد تثرثر معه: ولأنه يتفق مع عمر على كل شيء ولا يتناقش معي وكأني غير معنية بالأمر
اشعر هكذا اني مغصوبة ، وهذا الشعور يكدر علي حياتي
__ عمر يقول انه طيب وشخص جيد
قالت بحب : جدا عمتي ، ويحبني كثيرا وانا اعلم فهو يصارحني بحبه هذا كثيرا ، ولكن لما يتعامل معي كأني تابع
لم اعتد على ذلك ، فعمر يشاركني بكل شيء ويطلب رايي ايضا
ابتسمت العمة : الاخ غير الزوج ، والزوجة تابعة لزوجها
قالت بضيق : اختزل شخصيتي اذن ، واسير خلفه كالبقرة
ضحكت عمتها من التشبيه : لا طبعا ، ولكن لا تشعريه انك ندا له فهذا اكيد يضايقه ، ويجعله يريد فرض رايه ولو بالقوة
وانت طبعا الخاسرة في هذا الوضع ، تعاملي معه بحكمة
وعقل ، ومع الايام ستتفهمان معا وتعتدا الامر
اردفت بابتسامة متسعة : من الواضح انك ايضا مغرمة به
احمرت نور خجلا لتهز راسها موافقة
لتضحك عمتها :هل أخبرته بحبك له مثلما هو يصارحك بحبه لك
__ لا ، عندما نتزوج سأفعل
رتبت على ظهرها : يتمم لكي الله على خير
__ حسنا ، سأصعد لأرتدي ملابسي ،و سأخذ اجازة من الغد لأجلس معك ونخطط لحفل عمر
__ ان شاء الله
******************

دخل الي الشقة

 ليجدها فارغة تنهد بعمق وهو يدور بها
الي ان ذهب الي غرفة النوم لتندفع ذكريات الليلة الماضية في راسه وتجعله غير قادر على الوقوف تمدد على السرير وزفر بضيق كم كانت ليلة خيالية امضاها برفقتها ضحكا كثيرا الي ان طلع النهار عليهما مستيقظين كل منهما لا يريد ان يغمض عيناه حتى يستمتع برؤية الاخر
يشعر بالشوق اليها يمزقه يريد الاتصال بها ولكنها نبهته اكثر من مرة من بين دموعها صباحا الا يتصل وهي ستتصل به عندما يغفل عنها معتز
بكت كثيرا وهي تحزم حقائبها وبكت ايضا على كتفه وهو يوصلها الي المطار ليستقبلها معتز من هناك
هدئ من روعها وقال لها ان هذا الوضع لن يطول ، وانه في اقرب فرصة سيتحدث مع ياسين ويخبره ، لكم المخدة بقوة وهو يصيح بنفسه : غبي انا غبي ، اهدرت فرصة عمري
اتاح ياسين لي الفرصة وتهربت منها
جبان يوسف انت جبان ، تحمل نتيجة جنبك وغبائك واقض لياليك وحدك شوقك يمزقك وقلبك سينشطر الي نصفين من حبك لها
زفر بقوة وغضب من نفسه لينظر بجواره ويجد قميصها الحريري ملقى على الفراش سحبه ببطيء وقربه من انفه
ليشم رائحتها به ، استنشق عبيرها الفتان الذي يدغدغ حواسة و يثير عواطفه ليحتضنه بحب كانه يحتضنها هي
اراح ظهره على الفراش والقميص بين يديه ، كم اشتقت اليها
ماذا سأفعل الايام المقبلة بدونها ؟
رن هاتفه لينتفض واقفا وعند رؤيته لاسمها ظهرت السعادة على وجهه رد بسرعة
__ اهلا حبيبتي
ردت بهمس : حبيبي ، كيف حالك؟ اشتقت اليك كثيرا
تنفس بعمق : وانا ايضا ، ما احوالك؟
__ بخير الحمد لله ، ومعتز يتعامل معي بحنية فائقة الحد
__ من فضلك انجي ، لا تأتين بسيرته ، فلولا جنونه وغباؤه
لكنا نحيى الان حياة طبيعية مثل كل الازواج
كتمت ضيقها مما يقوله : حاضر ، يوسف
اين انت ؟
ابتسم : في بيتنا حبيبتي ، والبيت كالقبر من دونك
ابتسمت : حسنا ، لا تجلس بمفردك اذهب الي قصركم الفخم
و انشغل مع اخاك في تجهيزه لعرسه ، وانا على اخر الاسبوع ساجد طريقة لأقابلك بها
اتسعت ابتسامته : حقا ؟
__ نعم ،لا تقلق سأستأنس معتز واحاول الخروج بمفردي
__ وانا سأنتظرك ، بلغيني بالموعد حتى تجديني بالبيت
__ سأغلق الان ، لان معتز يناديني وسأتصل بك لا حقا
لا تتصل انت ، اتفقنا
تنهد بضيق : اتفقنا
قالت بحب : سأشتاق اليك كثيرا ، حبيبي ، احبك
واغلقت الهاتف
نظر الي الهاتف بعد ان اغلقت دون الانتظار لتسمع جوابه
ليقول : وانا الاخر حبيبتي ، احبك بجنون
دار بعينيه في الغرفة ليضع القميص من يده على الفراش
ويأخذ مفاتيحه ويقرر العودة الي القصر


************************
عاد الي القصر ليرى ياسين بكامل اناقته في الصالة يتكلم بالهاتف
اتجه الي اخيه عندما اغلق الاخر الهاتف
__ من الجيد انك اتيت، اين كنت يوسف ؟ امي قلقة عليك
__ هل انا فتاه لتقلق امي علي ، اصبحت رجلا كبيرا
ومازالت امي تقلق علي
ابتسم ياسين من تذمره : احمد الله انت بمنتصف العشرينات
انا بأواخر الثلاثينات ومازالت تقلق علي
ضحك : ما الذي تريدني به ؟
__ اه ، ستذهب غدا مع طارق الي موقع المجمع التجاري الي ان ينتهي من استلامه ، احذر وخذ حذرك فالموقع به معدات وادوات بناء تأكد انكم ستسلمونها
رد بجدية : لا تقلق
سال بخبث : الي اين انت ذاهب بكامل اناقتك ؟
ابتسم على خبث اخيه ورد بابتسامة : سأخذ امي ونذهب الي الباخرة التي اعطيتني دعواتها
رد والدهشة مرسومة على وجهه : امي
اجننت ياسين ؟ تعبت لاتي لك بالدعوات لتذهب بأمي الي هناك
ضحك من قلبه : احترم نفسك ، وكف عن جنونك ، سأذهب مع نور ، مع ان امي قدرها اعلى من هذه الباخرة النيلية
زفر بارتياح ليقل بشقاوة : اتعلم انك تزداد جمالا عندما تبتسم
عاشت نور والله ، فهي من تجعلنا نستمتع بابتسامتك
انقطعت ابتسامته ليضحك يوسف : ماذا اخي ؟ هل ستبخل علي بابتسامتك ، ام انك متضايق لأني ذكرت نور
نظر الي اخيه مطولا وهو يشعر بان به شيئا تغير
فعلى الرغم من ضحكته المدوية الا انها خالية من الاحساس
ليست كعهدها دائما ترغمه على الابتسام والسعادة
سال بهدوء : ما بك يوسف ؟ هل سافر صديقك الي الخارج ثانية ؟
اتسعت عينا يوسف بدهشة من سؤال ياسين ليرد بارتباك
__ لا ، ياسين اريد التكلم معك بهذا الامر ولكن ليس الان
حتى لا تتأخر، وتقلع الباخرة بدونك، في الغد سنتكلم
ابتسم ياسين ليربت على كتفه بأخوة : طبعا يوسف ، انا تحت امرك عندما تريدني ستجدني كلي اذان صاغية
سأذهب انا ، حتى لا أتأخر ، سلام
زفر بسعادة بعد خروج اخيه وهو يهنئ نفسه على الخطوة المتقدمة ويعد نفسه بانه سيتكلم مع ياسين غدا


******************

دخلت الي غرفة اختها

 لتجدها غارقة بالظلام
زفرت بضيق فأمها اخبرتها ان علياء من بعد عودتها صباحا غير طبيعية اقسمت بداخلها اذا كان لأية دخل بتغير علياء ستهد الدنيا فوق راسها
اقتربت من الفراش لتجلس بهدوء الي جوار جسد اختها النائم
وأضاءت المصباح الصغير لتربت على علياء وتقول
__ علياء ، استيقظي ، هيا
فتحت عيناها بتعب فهي بكت كثيرا قبل ان تنام وهي الان لا تستطيع ان تفتح عيناها
نطقت بصعوبة : اهلا بسنت ، ارسلتك حتى لا تأتي فانا اجلت موعد المصممة
ردت بنفاذ صبر : نعم وصلتني رسالتك ، وكلمت امي وهي اخبرتني انك عودتي ضائقة من الخارج
هل اية ضايقتك بشكل او اخر ؟
اعتدلت جالسة : لا ، لم يحدث شيء ، انا متوترة لا اكثر
نفخت بضيق : علياء اذا اية ضايقتك اخبريني ، وانا سأهتم بالأمر
ردت بضيق : لم يحدث شيء بسنت ، انا متوترة ولم انم الفترة الماضية جيدا ، ولذلك حل علي تعب الايام الماضية
ففضلت ان انام واؤجل الموعد الي الغد
هزت راسها بصمت وعلى عدم اقتناع تشعر بان اختها ليست طبيعية ولكنها لن تستطع فعل أي شيء الا اذا صارحتها اختها
حدسها ينبئها بان اية لها دخل بحالة اختها ، ولكنها لن تستطيع التصرف مع اية ولا تستطيع اخبار اخيها بما تفعله زوجته الا عندما تفهم ما حدث مع علياء
لم تشأ اخبار بسنت بظنونها فهي تعلم ان بسنت ستهد الدنيا فوق راس اية دون ان تتأكد هي من ظنونها وهل هو يتزوجها ليتقرب من زوجة اخيها ، ام هو يتزوجها ولا زال يبكي على اطلاله القديمة
****************
واقفة امام المرأة تنظر الي نفسها وتشعر بخجل شديد
فالفستان الذي اختارته لترتديه عاري اكثر مما تصورته
ولكنها تشعر بحرج فعلي من الخروج معه هكذا فصدر الفستان عاري وايضا ظهرها واكتافها
بلعت ريقها بصعوبة وهي لا تعلم ماذا تفعل ، فالوقت لا يسمح لها بتعديل زينتها والبحث عن فستان اخر ترتديه
فكرت سريعا لتتذكر انها اشترت منذ فترة جاكيت قصير ذهبي اللون من القماش المفرغ اذا ارتدته سيغطي ظهرها وذراعيها
ذهبت بسرعة لتبحث عنه وارتدته لتقف مرة اخرى امام المرآة لتتنهد بحرقة فالمشكلة بالنسبة اليها ما زالت قائمة صدر الفستان العاري فأكمام هذا الجاكيت تكاد تلامس اول اكتافها ولكنه احسن من اول الامر فهو على الاقل يغطي ظهرها
صوت طرقات عمر على الباب جعلها تشعر بالهلع
فمعناها ان ياسين حضر
فتحت الباب بهدوء وهي تحاول اخفاء ارتباكها من ردة فعل عمر على الفستان
لينظر اليها بسعادة : رائع نور ، عاري قليلا ولكنه رائع
متى اشتريته ؟
نطقت بغضب : خطيبتك المصون اهدته لي السنة الماضية بمناسبة عيد ميلادي ، ولم ارتديه قط
وفكرت ان ارتديه اليوم و يا ليتني ما فكرت
__ لماذا حبيبتي ؟ انه رائع عليك ، هيا اتبعيني فياسين بالأسفل ، ولا تتأخري
هزت راسها بنعم لتعود الي المرآه وتتنهد نظرت الي زينتها لتتأكد من اكتمالها لتحمل حقيبتها الصغيرة وتنزل خلف اخاها
جالس بصالة الفيلا بجانب عمة نور التي اول مرة يسمع عنها اليوم ، رحبت به بود وحب و جلست معه حينما تأتي زوجته الحبيبة لينصرفا
نظر الي ساعته ليتأكد انهما لن يتأخرا عن موعد اقلاع الباخرة لينتبه على صوت عمر
__ ستنزل حالا ياسين ، لن تتأخر
هز ياسين راسه وهو يبتسم
__ اخبرني عمر ، هل ناقصك أي شيء ؟ هل تريد شيئا استطيع ان افعله لك ؟
ابتسم عمر بمحبة لشهامته : شكرا جزيلا ، الحمد لله كل شيء معد، واذا احتجت شيء لا تقلق سأطلبه منك
__ صدقني عمر ، اذا علمت انك احتجت شيئا ولم تخبرني به سأغضب منك بشدة
ضحك عمر لتاتي عمته : ها هي قهوتك ، تفضل
__ اشكرك سيدتي
جذبه صوت دقات رقيقة ليلتفت الي مكان الصوت ليتبين له ان هذا الصوت صوت كعب حذائها
نظر لها بتمهل لتبتسم بوجهه ابتسامة رائعة : مرحبا
ابتسم :مرحبا بك ،جاهزة
هزت راسها بنعم ليردف هو : اذن هيا بنا حتى لا نتأخر
تنحنح عمر : اكمل قهوتك ياسين
__ اخاف ان نتأخر وتقلع الباخرة بدوننا
نطق بالسؤال الذي يقف بحلقه : متى ستعودان ؟
__ لا اعلم بالضبط ، فموعد العودة ليس موجودا على الدعوات ، ان شاء الله لن نتأخر
اقترب منه وهمس : لا تقلق فهي معي
ابتسم عمر له بهدوء : اعلم ولكن احب اطمئن
قال بصوت عال : حسنا ، اراك على خير سيدتي ، تشرفت كثيرا بمعرفتك
ابتسمت بوجهه : و انا الاخرى بني
ابتسمت نور : سلام
مد لها يده لتمسك بها ليخرجا سويا
اقترب من سيارته ليفتح لها الباب : تفضلي
دخلت بهدوء الي السيارة ليسرع هو ويجلس بجانبها
__ هيا اريني الفستان بدون هذا الجاكيت
بلمة من الصدمة وقالت بغباء : نعم
كتم ضحكته ليقول بجدية : اريد ان ارى الفستان بمفرده من فضلك
ردت بنفي قاطع : لا ، لتسال بعصبية : هل تريدني اخرج بهذا الفستان العاري بمفرده دون ان البس جاكيت معه
ابتسم وهو يدير السيارة : لا طبعا بل انا الوحيد الذي سيرى الفستان هكذا هيا من فضلك حتى لا نتأخر
ارتبكت لترتعش يديها ليقول بغضب : نور انت زوجتي هل تريدين ان اردد هذه الكلمة كل دقيقتين لتفهميها
خلعت الجاكيت على مضض فهو عنيد ولن يتحرك بالسيارة الا عندما تنفذ رغبته ، ثم انها لا تريد افساد الامسية في بدايتها
نظر لها وهو يكتم انفاسه ليري فستانها البني صدره مكشوف بحمالتين رفيعتين مجسم وضيق الي حد كبير
هتف مبهورا : رائعة ، بل اكثر من رائعة
ليسالها وعيناه تتجولان عليها بحب : لماذا لم ترتدين عقد الشبكة ؟
تنبه عقلها وهو يردد الشبكة انها لم ترى شبكتها الي الان
تنحنحت : وقالت لم افكر به انتظر قليلا سأصعد لاتي به
حرك السيارة وهو يقول بغموض : لا يهم


وصلا الي مكان تواجد الباخرة النيلية ، نظر اليها ليجدها راقية وفخمة كما اخبره يوسف
انحنى ناحيتها ليخرج شيئا من تابلو السيارة انتفضت من اقترابه منها ، لينظر اليها بدهشة وهو لا يعلم سر انتفاضتها
نظرت لما بيده لتجدها علبة مخملية رقيقة
ليفتحها امامها هتفت بانبهار : جميل ياسين ، انيق وفخم
ابتسم لأنه اعجبها : هذا العقد هدية بمناسبة عقد قراننا
ليؤنبها بلطف : وكان من المفترض ان اهديك اياه يومها اذا كنتي وافقتي وتفضلت علي لتنزلي و اراك ، لا يهم الان
المهم ان تسمحي لي لألبسك اياه ، لفي
اعطته ظهرها كما طلب ليضع العقد على رقبتها ويغلقه
وينحني عليها ليقبلها برقة شديدة بجانب رقبتها
ويهمس : هيا ارتدي هذا ال جاكيت وانزلي


تشعر انها محلقة بالسماء فهديته جميلة بحق وتخبرها بانه يتمتع بذوق عالي وعندما طبع قبلته الرقيقة على رقبتها شعرت بان جسدها يحترق برقه كقبلته
نزلت بهدوء لتتأبط ذراعه ليدلفا الي الداخل


استمتعت فعلا بالباخرة والنيل ليبدا برنامج السهرة
نظرت الي الورقة المكتوب بها البرنامج لتقرأها، لتفاجأ بان اول الفقرات فقرة الرقص الشرقي
لم تستوعب الجملة الي ان رات راقصة جميلة المظهر رشيقة الجسد تستهل المسرح لترقص
نظرت اليه بطرف عينها وهي تغلي من الغيظ والغضب
فعيناه لم تتحرك من على المسرح منذ بداية الفقرة
ضربت الطاولة بقبضة يدها بقهر وهي تقف من مكانها __ اريد الصعود لسطح الباخرة


يجلس وهو في قمة سعادته، الامسية رائعة وهي ايضا ، تبادلا الحديث دون تحدي واستمتع بابتسامتها وضحكتها شرد وهو يتذكر جمالها الاخاذ في فستانها البني الجميل ويمني نفسه بمرور الوقت سريعا حتى تصبح زوجته فعليا فهو مشتاق اليها كثيرا ، مشتاق اليها وهي بجانبه
انتبه على صوتها الغاضب ووقوفها الذي لا معنى له
سألها بتعجب : ماذا بك؟ لماذا انت واقفة ؟
ردت من بين اسنانها : اريد الصعود الي سطح الباخرة
هز راسه موافقا ليقوم بهدوء ويمسك ذراعها ليقودها الي الاعلى
عندما صعدا الي الاعلى كان السطح خالي من الناس
سحبت يدها من يده بقوة وهي تسرع الي حافة الباخرة بعيدا عنه
اندهش من تصرفها وغضب فعلا من طريقتها فهو حذرها صباحا من التعامل معه بطريقة غير لائقة
اقترب منها وهو يحاول السيطرة على اعصابه
__ ماذا حدث ؟ لماذا انت غاضبة
قالت والدموع متحجرة بعينيها : لا اريد التحدث ،وتستطيع انت ان تذهب الي الاسفل لتكمل مشاهدتك للراقصة
رد بدهشة : راقصة ، اية راقصة ؟
قالت والغيرة تقفز من عينيها : الراقصة التي لم تنزل عينيك من عليها
انفجرت اسارير وجهه لتدوي ضحكته المجلجلة حولها
وتملئ اذنيها ، شعرت بان غضبها منه يزول وهي تراه يضحك هكذا لأول مرة بسعادة غامرة غمرتها معه ، شعرت بان الجو مليء بالسعادة والمرح حولها
ضحكته الشقية ذهبت بها لعالم اخر جديد عليها
ولكنه محبب الي نفسها وقريب من روحها
اقترب منها وهو لم يستطع منع ضحكاته وقال من بينها
__ حبيبتي تغار
مثلت الجدية وقالت ببرود : لا ، ولكن غير مستحب ان تتملق اخرى وانا جالسة بجانبك ، من فضلك حافظ على كرامتي
انزعج من ردها بشدة وتوقف عن الضحك ولكن قلبه أنبئه انها كاذبة فهو يشعر بغيرتها جيدا
ابتسم بسخرية : كرامتك ، لم افعل شيئا يمس كرامتك
كنت اشاهد الفقرة لا اكثر ، وهيا لا نتأخر فالفقرة التالية
للشو الروسي ولا اريد ان تفوتني
ضربت بقدمها غاضبة : ياسين ، احترمني قليلا
اقترب اكثر منها : لا تكذبي بشان مشاعرك نور ، فالغيرة تقفز من عينيك
اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليمسك ذقنها بأنامله برقة شديدة
حرك إبهامه بحركة بطيئة على طابع الحسن الذي يميز ذقنها
وقال بصوت دافئ : لا تشيحين بوجهك عني ، اخبريني انك تغارين علي ، الا تحبينني نور ؟
نظرت له بحب وهيام واثرت الصمت فهي لا تعلم ما تقوله له ليبتسم هو : ارى بعينيك الكثير نور لكني اريد سماع القليل لأروي بي ظماي
قالت هامسة : نعم شعرت بالغيرة ، لأنك نظرت اليها ولم تستطع تحريك عيناك عنها
لمعت عيناه ببريق خاص لم تراه من قبل ليقول بصوت هادئ ونبرة حميمية : لم اراها من الاصل ، كانت تسيطر علي جنيتي الحبيبة بفستانها البني الجميل
احمرت خجلا لتخفض نظرها عنه وهي تبتسم من اطراؤه لها وانه لم يري الراقصة الحسناء
شعر بقلبه يقفز عندما رأى ابتسامتها الخجولة وفكر كم تبدو شفتيها شهيتين بلونهما المشمشي
نفض راسه من الافكار المسيطرة عليه حتى لا يفعل شيئا يقابل بالرفض منها
تنحنح وهو يبتعد عنها قليلا لكن ظل يحاوط خصرها بين ذراعيه : ما اخبار تجهيزات العرس
__ انه حفل خطوبة وعقد قران فقط ، العرس بعد ثلاثة اشهر
عقد حاجبيه تعجبا مما تقوله لينتبه انها تتكلم عن خطوبة اخاها : اقصد عرسنا نور ، انه بعد خمسون يوما

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -