بداية

رواية احلامي المزعجة -27

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -27

حاولت السيطرة على خوفها حتى لا تزيد من الانزعاج الواضح عليه هزت راسها نافية لتسقط دموعها التي لم تستطع السيطرة عليها
انتفض بجزع من شلال دموعها المنهمر ليحتضنها مهدئا بين ذراعيه : ماذا بك نور ؟ اخبريني ، لم اقصد ان اضايقك حبيبتي ، ولن افعل أي شيء يؤذيك او يغضبك
نطقت من بين دموعها : لم يحدث شيء ياسين ، انا توترت لا اكثر ولا اقل ، لم اكن متوقعة ان تقبلني هكذا
قال مازحا : ماذا توقعت اذن ؟ اقبلك باي طريقة
ليهمس لها : اقترحي الطريقة التي تريدينها وانا سأفعل ما تريدينه
ابتسمت وليمسح دموعها اللؤلؤية بأنامله : انفضي الخجل عنك نور ، فانا زوجك حبيبتي ، ماذا ستفعلين اذا فعلت ما هو اكثر من ذلك
شحب وجهها لتنهمر دموعها بكثرة وهي تفكر فيما يقوله ومعناه ليستدرج نفسه وانها جملة غبية لا وقت لها
ليقل بجدية : امزح معك ، انت تبحثين عن شئ لتبكين
مسح دموعها ثانية : اهدئي حتى انصرف وانا مطمئن عليك
وحتى لا يقتلني عمر عندما يرى انك كنت تبكين ، فانا متاكد انه يلف ويدور بالصالة خارجا ويبحث عن شئ يقتحم بها جلستنا الحلوة
سمعا دقات على الباب ليضحكا هما الاثنين وعمر يطل من الباب ويقول : العشاء جاهز يا شباب
انفجرا بالضحك لينظر لهما متعجبا : ماذا هناك ؟ لماذا تضحكان هكذا ؟
__ لا شيء ايها النسيب ،ولكني سأنصرف فالوقت تأخر
واسف اني سهرتك الي الان يا عريس
رد عمر بحزم : لا والله لن تنصرف الي تتعشى معنا
فانا طهوت الطعام لأجلك ، واذا كان على نور تستحق ان تنام جائعة لتأخرها اليوم
ابتسم ياسين : نور لا تستحق هذا العقاب القاس عمر ، ولا تغضبها حتى لا تخسرني
ضحك عمر : لا استطيع اغضابها يا سين
خرج من الغرفة : اتمنى ان لا اسمم من هذا العشاء
نطقت بهدوء : بل ستفاجأ فعمر يتفوق علي في طهو الطعام
يا حظ علياء به ، سأوقظ عمتي لتتناول الطعام معنا
__ اتركيها نور ، فهي تستيقظ باكرا، ثم هي تناولت طعامها من قبل
هزت راسها وهي تنصرف من امامهما لتدخل الي المطبخ وتأتي بالأطباق
ليساله ياسين : ماذا ستفعل يوم الجمعة ؟
اشار له بالجلوس : تفضل، لا شيء سأذهب للحلاق بعد صلاة الجمعة واتي اقف مع العمال الذين سيقومون بترتيب الطاولات واشرف على تجهيزات الحفل حتى موعد عقد القران بعد صلاة المغرب
__ لا اترك هذا الاشراف لي ، كفى عليك التوتر الذي سيصيبك يومها ، وانت تحتاج الي الهدوء والاسترخاء الي ان تعقد قرانك
ابتسم بامتنان : لا اريد ان اتعبك معي
رد غاضبا : عمر ، انت كيوسف واذا لم اتعبك لكما فلمن اتعب ، عقبال يوسف بإذن الله ، اتعلم اريد ان اراه عريسا اليوم قبل باكرا، فيوسف ابن لي قبل ان يكون اخ
__ اعلم يا صديقي فهو بالنسبة اليك كنور بالنسبة الي
قالت بابتسامة : سمعت اسمي
رد بحب ك وهل نقدر ان نستغني عنك
كح عمر بقوة من نبرته ليضحك ياسين : انها زوجتي
__ عندما تذهب الي بيتك تغزل بها كما تريد ، الان احترم اني موجود
شعرت بالخجل من الحوار الدائر بينهما فهمت بالانصراف
ليمسك عمر يدها ويجلسها بالكرسي جواره : اجلسي وتناولي الطعام معنا ، ولا تخجلي فانا امزح مع ياسين
*****************
دخلت الي حديقة فيلتهم لتجده عائدة من صالون التجميل لتجده واقف بطوله الفارع بين العمال ويراقب التجهيزات بنظرات ثاقبة ، نادته من بعيد حتى لا يغضب من اقترابها من العاملين
__ ياسين
لف الي مصدر الصوت لتتسع ابتسامته ويتقدم منها
ابتسمت وهي تضع يدها على راسها المليء ببكر الشعر
تنحنحت عندما ضحك على مظهرها
__ كيف حالك ؟ الا يعجبك شكلي ؟
__ قمر حبيبتي حتى وانت هكذا
ناولته مغلف كريمي اللون وهي تقول : تفضل انها دعوتك اعطاني اياها عمر منذ ثلاثة ايام ولكني نسيت ان اوصلها لك
ابتسم وهو ينظر لها معاتبا من نسيانها الامور الخاصة به
لتكمل برجاء : اعذرني ياسين ولكنك تعلم مدى انشغالي بحفل عمر
هز راسه موافقا ليفتح الدعوة ويقرأها بصمت


يتشرف كلا من
عمر محمد المصري و علي مصطفى الحسيني
بدعوة سيادتكم لحضور حفل عقد قران
الاول على شقيقة الثاني
المهندس عمر الانسة علياء
والحفل مقام بفيلا اللواء اسماعيل عبد الرحمن الواقعة
ب18 شارع ………… حي المعادي
شرفونا بحضوركم
ونوما هنيئا للأطفال


عقد حاجبيه تعجبا وسال بتوجس : انت من عائلة المصري؟
__ نعم
__ أي فرع بها ؟
__ لا اعلم ، لماذا ؟
__ ها لا شيء ، مجرد سؤال فانت لم تذكري الي هذا الشيء من قبل
__ لا نستخدم لقب العائلة كثيرا وخصوصا عمر فهو لم يرد استغلال اسم والدي وعلاقاته في عمله
هز راسه وهو يفكر هل لها علاقة بهذا الشخص المقيت
اتكون قريبته ، ام انه مجرد تشابه اسماء فتوجد اكثر من مائة عائلة لها نفس اللقب في البلد
هزته بلطف : ياسين ، الي اين ذهبت ؟
__ لا مكان انا معك
__ سأصعد الي غرفتي لاستعد واذهب انت الاخر حتى لا تتأخر على عمر فهو سينتظرك لتشهد على العقد
__ اعلم ، سننصرف معا من هنا وسأذهب بعدها لأبدل ملابسي واتي الي الحفل
ابتسم بشقاوة : ا تريدين مساعدة ؟
ضحكت فهي اعتادت على مزاحه معها : لا شكرا لك
ابتسم وهو يتجه مرة اخرى الي العاملين بالحديقة وهو ينفض فكرة ان تكون قريبة لهذا الشخص الذي كان السبب في فقدانه لأبيه


******************
اتصلت للمرة الخامسة بعمر الذي لا يجيب فهو ذهب الي علياء ليأتي بها من صالون التجميل واصر ان تبقى هي و عمته لاستقبال المدعوين
رد اخيرا لتقل بقلق : اين انت عمر ؟
__ سآتي الان ، لا تقلقي ، العروس اخرتنا
__هيا لان المدعوين يتوافدون علينا ، وياسين لم يأتي الي الان
__ هو الاخر في غضون ربع ساعة على الاكثر سيكون عندك
__ حسنا ، مبروك عمر
__ الله يبارك فيكي ، عقبالك قريبا
ابتسمت وهي تشعر بسعادة كبيرة اليوم فاليوم اقتران احب شخصين لقلبها والاقرب لها في الوجود
دعت بخفوت : ربنا يتمم اليهما بالخير
سمعت صوت ابواق سيارات الزفة تقترب لتسرع الي
البوابة وتنظر بحب لعمر وهو يساعد علياء على النزول من السيارة بفستانها المنفوش بلونه الكريمي على الطراز الاسباني مطرز الصدر بخيوط ذهبية جميلة وطرحتها الجميلة التي تزين شعرها بتموجاته وخصلاته اللولبية
كانت مبهورة بشكل صديقتها سمت الرحمن وقرات لها المعوذتين حتى لا تصيبها اعين الحاسدين اليوم فهي كالقمر بليلة تمامه
******************
يشعر انه سعيد بشكل غريب ، فالسعادة والقلق متلازمين ليجعلاه مضطرب ومتوتر فهو لم يتبادل معها الحديث الي الان ويشعر بانها ليست سعيدة ولا يعلم السبب
تنهد بحرقة ليخفي قلقه عندما وجد نور تقترب منهما هي وعمته ليرحبا بهما ويباركان لهما
***********************
صوت زغاريد وفاء يتعالى حولها ، وتشعر انها سائرة بالية لا تفهم موقفها لماذا لم تلغ الزواج او فكرة عقد القران لتتأكد من شعوره نحوها او تتأكد من خيانته لها فتنفصل عنه بهدوء
رات نور وهي تقترب منها و ابتسامتها الواسعة مرسومة على وجهها وعيناها تقفز منها السعادة
لتبتسم تلقائيا وكان شعور السعادة انتقل اليها من صديقتها
حيتها عمة عمر بلباقة وباركت لهم
ليصحبها عمر الي الكوشة
مالت وفاء عليها : ترتيب الحفل رائع علياء مبروك حبيبتي عقبال الزفاف ان شاء الله
ابتسمت علياء لتاتي بسنت وتبارك لها
سالتها : اين امي ؟
__ ستاتي مع علي ، لا تقلقي
__ لماذا تأخرا ؟
__ لم يتأخرا ،عريسك مجنون قاد سيارته على اقصى سرعة ، كتمت ضحكتها وهي تكمل : كانه يخاف ان تهربي منه
ابتسمت بخجل مما تقوله اختها : حسنا اتصلي به وابلغيه ان يسرع ، لا اريد الحفل ان يبدا دون وجودهم
__ حاضر

*********************
__ اين انت ياسين ؟
__ المعذرة حبيبتي ، انا انتظر يوسف فسيارته معطله و يريدني ان انتظره
__ حسنا ، انا انتظرك
__ لن أتأخر ، ان شاء الله
اغلقت الهاتف وذهبت لتشرف على ترتيبات الحفل واستقبال المدعوين
*****************
جالس بجانبها وتغلفهما حالة الصمت لتتسع عيناه ويشعر بالغضب يسري بعروقه ليقفز بسرعه من جانب عروسه حتى لا يسمح لهذا القادم بالاقتراب اكثر
نطق بكره واضح : ماذا تريد؟ لماذا اتيت؟
نظر اليه الاخر باستهزاء : اتيت لأرى ابنتي
جز على اسنانه غضبا : ليس لديك احد هنا ، كف عن خرافاتك
__ سآخذ اختي معي
__ عمتي تستطيع ان تقرر بنفسها ، اذا تريد ان تذهب معك
على راحتها ، واذا ارادت ان تعيش معي سأحملها داخل عيوني
هم بالرد عليه لتلمع عيناه فجأة عند رؤيته لها تسير وترحب بالمدعوين ابتسامتها الرائعة تزين وجهها الجميل
تحرك ناحيتها ليسرع عمر ويمسكه من رسغه بقوة
__ اين تذهب ؟
__ سأذهب لأرحب بابنتي واخبرها بالحقيقة لتعود معي
__ لن تصدقك ، ثم لن تستطيع ان تذهب معك الا ان يسمح لها زوجها بذلك
ردد بدهشه : زوجها
*******************
تقدمت منها بحب والدموع تتألق بعينيها : مبروك حبيبتي
__ الله يبارك فيك امي ، لماذا تأخرتما هكذا
ضحك علي بمرح : لم نتأخر بل عمر هو من اسرع ونحن علقنا بإشارة المرور والازدحام
مبروك يا اختي العزيزة ، رفقا بعمر فهو يحبك كثيرا
ضحكت بداخلها استهزاء من جملة اخيها ، واضح انه يحبني لدرجة انه لم يطق المكوث بجواري قليلا
ابتسمت بوجهه : الله يبارك فيك علي
تقدمت منها اية والود ظاهر على ملامحها : مبروك علياء ، عقبال الزفاف ان شاء الله
اندفع تفكيرها الي ما توصلت اليه عن علاقة عمر بأية
وان من الممكن انه يكن لها بعضا من مشاعره الي الان لتشعر انها ستنفجر في البكاء
اقتربت منها امها : ما بك علياء ؟ اشعر بانك حزينة
__ لا شيء امي انا متوترة لا اكثر
هزت راسها لتحتضنها مرة اخرى وتهمس لها
__ علياء لا تهدمي سعادتك بيدك ، عمر يحبك ثقي بذلك دائما ، اوعديني انك تحافظي على بيتك وزوجك
ظهر القلق على وجهها من طريقة امها في الحديث
__ ماذا هناك امي ؟ هل انت متعبة ؟
__ لا حبيبتي ، اوعديني فقط
__ اوعدك امي
التفت الخالة الي نور : نور تعالي معي
__ حاضر خالتي
بعد ان ابتعدتا عن علياء : نور اريد ان استريح قليلا قوديني الي الداخل
__ تعالي خالتي ، تفضلي
****************
نظر الي عمر بغضب وقال بصوت شبه عال
__ زوجها ، كيف تجرؤ على ان تزوج ابنتي دون علمي
التمعت السخرية بعينين عمر : اخفض صوتك من فضلك
ثم كف عن ترديد خرافاتك هنا ، ومن فضلك انصرف انت غير مرحب بوجودك هنا
__ سأحيل حياتك الي جحيما ، وغدا سترى
تقدمت منهما بسرعة فالنظرات المتبادلة بين الاثنان غير مريحة
كانت تبحث عن عمر لتجده واقف هناك مع اخيها
__ حافظ حمدا لله على سلامتك ، متى وصلت؟
__ منذ قليل ، هيا بنا حتى لا نتأخر في العودة
__ انتظرني قليلا
__ عمتي هل ستذهبين معه
احتضنته : مبروك عمر ، ها انا رايتك وانت عريس وسأذهب معه حتى لا يسبب لك مشاكل انت في غنى عنها
اراك على خير ، هيا اذهب لعروسك
وقف بجانب عمه وهو يشعر بكره كبير اليه والاخر يبحث بعينيه بجنون عنها حتى يراها مرة اخيرة قبل ان يذهب عادت عمته وانصرفا الاثنان
زفر بارتياح بعد تأكده من مغادرة سيارة عمه لتتسع ابتسامته وهو يرى ياسين يتقدم نحوه


*********************
عند اقتراب الحفل من النهاية اقترب علي منه
__ عمر ، امي تريدك
__ اين هنا
__ بداخل الفيلا ، فهي تشعر بقليل من التعب
انتفض ليذهب مع علي بسرعة الي خالته


اشارت الي بسنت لتاتي اليها
__ بسنت اين امي ؟
__ لا اعلم
__ حسنا ابحثي عنها ، فانا قلقة عليها
هزت راسها موافقة لتتبع علي وعمر فمظهرهما الاثنان
وهما مسرعين لداخل الفيلا جعلها تشعر بقلبها يقبض


دخل ليرى وجه خالته شاحب والتعب ظاهر عليها
__ ما بك خالتي؟
__ تعالا انا اريدكما انتما الاثنين
اقتربا منهما جلس علي ركبتيه امامها وخلفه عمر واقف واحنى ظهره قليلا ليسمع ما ستقوله
__ علي لا تطيع اختك في كل شئ ، واتمم زواجها مهما حدث
__ امي
وضعت اناملها على شفتيه لتسكته وتكمل هي
__ عمر اوعدني انك ترعى علياء دائما وتصير عليها فهي الان امانة برقبتك ، وانا امنتك عليها
__ خالتي لو تشعرين بالتعب نذهب حالا الي المشفى
قالت وصوتها يتهدج : اوعدني بني
__ اوعدك امي
ترقرقت الدموع بعينيه فهو يعلم انها لحظاتها الاخيرة فهو كان شاهدا على موت جده وجدته
تحشرج تنفسها ، ليأمر علي : لقنها الشهادة علي
نظر له علي غير مستوعبا لما يقوله ليدفعه عمر عنها سريعا ويقترب منها ويقول بصوت حنون
رددي امي : اشهد ان لا اله الا الله ، واشهد ان محمدا رسول الله
رددت خلفه بصوت هامس لتميل راسها بعد خروج الانفاس الاخيرة ، اغلق عينيها ودموعه تسيل بصمت
لينطق علي بصدمة : ماذا حدث ، لا انها لم تمت
احتضنه عمر بقوة ليجهش علي بالبكاء وهو يدفعه بعيدا
__ ابتعد عني ، امي مازالت حية
قال بحزم : اهدئ علي ، وكن قويا من اجل اخوتك
ارتمى بحضن صديقه وهو يجهش بالبكاء


دخلت خلفهما لتشعر بالصدمة تكتفها وهي ترى وتسمع الحوار الدائر بينهم ، تأكدت ان امها ستغادرهم ولكنها لم تستطع التحرك
الي ان رات عمر يدفع علي بعيدا عنها ويلقنها الشهادة ويغلق عينيها تقدمت بسرعة لتشعر بألم كبير يمزق بطنها
مسكت بطنها بقوة لتتحامل وتتقدم من امها
ولكنها لم تستطع سمعت بكاء علي لتقترب اكثر وهي بالكاد تزحف ناحيتهم
لم تستطع التحمل اكثر من ذلك لتصرخ بقوة صرخة عمت بأرجاء المكان
تنبه لها علي وعمر ليلتفتا اليها تلقاها علي بين ذراعيه
ليسرع عمر الي الخارج ويصرخ : محمد تعال بسرعة


لي عودة بالردود يا صابيا
واتمنى ان البارت يعجبكم
موعدنا ان شاء الله يوم السبت
صباح الخير يا صبايا
اسفة على التاخير
بس عندي ظروف عطلتني شوية
اعذروني على تاخيري
اترككم مع البارت
اتمنى ان يحوز على اعجابكم

الفصل الثاني والعشرون


واقفة بمنتصف الغرفة الشاهدة على ما حدث ليلة عقد قران شقيقها
لتزفر بحزن فعندما خرج عمر وهو يصرخ بمحمد
بعد صرخة بسنت التي تناهت الي مسامعهم خارجا
ليندفعوا جميعهم الي داخل بما فيهم علياء
ليجدوا بسنت ساقطة على الارض بين ذراعين علي
صرخ علي في محمد : احملها معي للسيارة فهي تنزف
بهت محمد من الصدمة ليسرع عمر بحملها مع علي ويسرعا الي الخارج لتصرخ بسنت : اريد ان ارى امي قبل ان اذهب الي المشفى
جملة بسنت نبهتهم جميعا لينظروا الي الخالة عائشة
لتصرخ علياء وتهرع الي امها وتهزها : امي ، ردي علي
امي كلميني
فاق محمد من صدمته ليهرع خلف علي ، لتنهار وفاء في بكاء حاد وتسرع بجانب شقيقتها
تحركت هي بجانب علياء التي اخذت تردد : انها لا ترد علي نور ، لا اعلم ما بها ، لماذا لا تكلمني
حاولت تهدئتها وهي لا تعلم بماذا تجيبها فالصدمة قاسية عليها هي الاخرى ولم تستوعب الي الان ما يحدث
لتجد عمر يمسك علياء من ذراعيها ويحملها من الارض
ويقول لها بهدوء : اكثري من دعاءك لها فهي الان بين يدي الرحمن
لتصرخ علياء صرخة مدوية وتسقط مغشي عليها
اغمضت عينيها بألم وهي ترى المشهد بأكمله يعاد امامها
مر الان اكثر من شهر وهي تتذكر هذه الاحداث كل يوم
تشعر بالضيق يسيطر عليها
فعلياء دخلت الي المشفى بعدها بانهيار عصبي
وخرجت بعدها بأيام ، لتمكث مع بسنت الراقدة بالمشفى بسبب فقدانها لطفلها الذي تترجاه هي وزوجها من الدنيا شعرت بالحزن على بسنت جدا وهي لا تعلم هل تحزن عليها لفقدانها لطفلها ام فقدانها لامها ، ولكن ما يقلقها حقا موقف علياء ورفضها مقابلة عمر ، كأنها تحمله ذنب ما حدث
عمر بعد انتهاء ايام العزاء الثلاث استأنف العمل بالجناح واشترى الاثاث وجهز الجناح كأن الفرح سيتم بموعده
وعندما زاد تعجبها من سر عته في التحضير سالته ليجاوبها
__ عندما تخرج علياء من المشفى سآتي بها الي هنا فهي زوجتي ولن اتركها تعيش عند احد من اخواتها وانا موجود
تعجبت من موقفه ولكنها لن تستطيع الاعتراض فهما حران بقرارهما
تشعر برائحة الحزن في الاجواء حولها وما يطيب خاطرها ويشعرها بالاطمئنان قليلا موقف ياسين
فهو اصر على عدم ذهابها الي العمل وان تتفرغ الي صديقتها واخيها ، وقوفه بجانب علي وعمر في هذا الموقف وتهدئته لها في المشفى وهي تبكي على حالة علياء وبسنت وصدمتها في موت الخالة التي ملئت فراغ موت جدتها وعاملتها كابنة لها
حدثت نفسها ونعم الرجل حقا ، فهو متفهم لموقفها جيدا ولشعور الحزن المسيطر عليها يأتي لها كل يوم ليطمئن عليها لا يجلس كثيرا ولكن اصبحت رؤيته لها الجزء المفرح في يومها
تنهدت ببطيء وذهبت لترتدي ملابسها لتذهب الي علياء
****************
__ كيف حالها الان ؟
__ بخير عمر ، انها بخير
__ علي اريدها ان تعود معي الي البيت فلا داع ان تمكث عندك او عند بسنت وانت سمعت وصية امي جيدا رحمة الله عليها
__ سمعتها عمر ، وكنت سأقترح ذلك فلن تقيم حفل زفاف الان ولا معنى ان تمكث عند بسنت اكثر من ذلك
ولكن اصبر ان يتم الاربعين وايضا تتحسن بسنت فانت تعلم انها متعبة بشكل كبير
هز راسه بألم : اعلم ، كيف حال محمد الان ؟
__ يكتم حزنه من اجل بسنت وترك لها البيت فهي تفتعل معه المشاكل لتطلب منه الطلاق
اتسعت عيناه من الصدمة : الطلاق ، هل جنت ام ماذا؟
__ لا اعلم عمر ، فهي غريبة وفاء تكلمت معها وانا الاخر
ولكنها لا تستمع الي احد منا
انظر انا سأذهب الان ، وسأنتظرك في الاربعين لتاتي وتأخذ علياء معك ، والله يعينك عليها
شد على يده وهو يكمل : عمر اصبر عليها فصدمة موت امي ستظل مؤثرة عليها لفترة من الوقت
ابتسم بمرارة : اعلم علي ، لا تقلق


*********************
واقفة بجانب سرير اختها وهي تبكي بصمت فوجه بسنت مصفر بشده ، فهي بالكاد تتناول الطعام والشراب تعلم انها مصدومة من موت امهم ولكن صدمتها الحقيقية في فقدانها الجنين الذي طالما تمنته ، فقررت تعاقب نفسها على فقدانها للطفل الذي جاهدت للحصول عليه فيذهب ببساطة دون ان تفرح بخبر حمله
الطبيبة اخبرتهم انها لم تتم الشهرين ، وطمأنتهم انها ستحمل ثانية بسهولة اذا استمرت بتناول الادوية
ولكن بسنت لم تصدق كلامهم وتشاجرت مع محمد وطلبت منه الطلاق وان يذهب بحال سبيلة بعيدا عنها
تكرر هذا الحوار امامها في الفترة الاخيرة اكثر من مرة
وحتى بعد ان عادت الي البيت وارغمها علي على العودة الي بيتها ورفض رفضا تاما ان تعود الي بيت والدهم
افتعلت مشاجرة مع محمد وطلبت منه الطلاق ولكنه هذه المرة غضب فعلا و ترك لها البيت
ومنها وهي بالكاد تتناول الطعام والشراب
هي تعلم جيدا انها حزينة لرحيل محمد ولكنها تكابر
فبسنت ابلغتها الليلة الماضية من بين دموعها انها لن تستطيع ان تجني علية اكثر من ذلك وهي تعلم جيدا انه متشوق للحصول على طفل ، فليذهب ويأتي بطفل من امرأة اخرى غيرها ، فهي لن تستطيع ان تحقق له حلمه
انتبهت ان اختها تستيقظ لتمسح دموعها وتبتسم
__ صباح الخير يا قمر
__ نحن بالمساء علياء
__حسنا، مساء الخير يا قمر
ابتسمت ابتسامة باهته : اين هو القمر؟ لا ارى شيئا
__ سآتي لك بمرآه لتري اين هو القمر عندما تنظرين اليها
رن جرس الباب لتبتسم علياء : اكيد نور فهي دقيقة بمواعيدها وهذا هو موعدها اليومي
خرجت لتفتح الباب لنور لتجده امامها ابتسمت
__ اهلا محمد ، تفضل
__ لا ، جئت للاطمئنان عليها فقط
__ ادخل محمد وتكلم معها فهي محتاجة اليك ولكنها تكابر
__ لا اريد ان اتشاجر معها
قررت ان تبلغه بما اخبرتها به بسنت حتى يعلم ما يدور بخلد اختها قالت بإصرار : ادخل محمد ، فانا اريدك بموضوع هام


تأخرت علياء في العودة ففكرت انها تتكلم مع نور بموضوع خاص بهما او بعمر لتفاجئ بدخوله عليها وهو يصرخ
__ هل اشتكيت لكي يوما بسنت ، ام انك تخترعين سببا لتنفصلي عني

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -