بداية

رواية احلامي المزعجة -28

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -28

قررت ان تبلغه بما اخبرتها به بسنت حتى يعلم ما يدور بخلد اختها قالت بإصرار : ادخل محمد ، فانا اريدك بموضوع هام

تأخرت علياء في العودة ففكرت انها تتكلم مع نور بموضوع خاص بهما او بعمر لتفاجئ بدخوله عليها وهو يصرخ
__ هل اشتكيت لكي يوما بسنت ، ام انك تخترعين سببا لتنفصلي عني

جلس بناء على رغبة علياء لتقول له كلام جعل راسه يفور
لينتفض واقفا عندما انتهت علياء من حديثها ويدخل سريعا اليها وهو يصيح غاضبا : هل اشتكيت لكي يوما بسنت، ام انك تخترعين سببا لتنفصلي عني
ردي ، ما السبب في اصرارك على الطلاق والطبيبة اكدت لنا ان فقدان الطفل لن يؤثر عليك وتستطيع ان تحملي قريبا
ردي من فضلك
اقترب منها ليسالها والحنان يقفز من عينيه : الم تشعري بمدى حبي لك واني لن استطيع العيش من دونك
ولا يهمني ان ارزق بطفل كل ما يهمني ان تظلي بجانبي
انهمرت الدموع من عينيها وبكت بنشيج ليقترب منها اكثر
ويحتضنها بين ذراعيه لتقول بصوت مخنوق من الدموع
__ لا اريد ان اظلمك محمد ، لا اريد ان اكون السبب في فقدانك لحلم ان تكون ابا
زاد من احتضانها له : لن تكوني السبب في شيء بسنت انه مقدر و مكتوب حبيبتي ، وكل ما اريده انا ان تظلي بجانبي

تشعر بالندم فعلا فها هي سببت مشاجرة فعلية بينهما ولكنها لم تشأ الدخول بينهما فمحمد واضح عليه الغضب وهي لا تريد التدخل بينهما حتى لا تكون مصدر احراج له او لها
سكت محمد عن الصراخ لتسمع صوت بكاء اختها
تقدمت ناحية الغرفة ليتلون وجهها بالوان الطيف السابعة وهي ترى اختها تبكي بحضن زوجها
ابتسمت فمن الواضح انهما سيتصالحان فشدت الباب لتغلقه بهدوء وتركتهم وخرجت
رن جرس الباب فذهبت لتفتح لتجدها نور
__ من الجيد انك اتيتي ، انا اريد النزول والتجول قليلا
ابتسمت نور : حسنا هيا بنا

*********************
يشعر بالضيق فمنذ عشرون يوما لم يراها
حاول اكثر من مرة ان يتكلم مع ياسين لكن يشعر بان الوقت غير مناسب بسبب انشغال الاخر مع نور
ولكنه تعب فعليا من هذا الوضع ، يكاد ان يجن من شوقه اليها ، و عقلة ينشطر نصفين من كثرة التفكير بها
رن هاتفه ليشرق وجهه عند رؤيته لاسمها ينير الهاتف
رد بسرعة واللهفة تملئ صوته : اهلا حبيبتي
ردت بهدوء : اهلا حبيبي ، كيف حالك ؟
رد بضيق : أتسألين عن حالي ؟ انا ميت بدونك
جسد بلا روح ، اشعر بالغربة انجي ، ولا اعلم كيف تعيشي بدوني ، قلبي يتمزق من الشوق اليك ، وعقلي يتمزق من التفكير بك وبحالك
ابتسمت بحب وهي تشعر بشفافية مشاعره ناحيتها
__ وانا ايضا حبيبي ، ولذلك ساراك اليوم ، انا بالبيت
قال بسعادة: حقا ؟
__ نعم ، معتز مسافر اليوم وانا سأستغل الفرصة لأراك
__ حسنا ستقضين الليلة معي
__ لا ، معتز عائد اليوم
زفر بضيق : حسنا نصف ساعة على الاكثر وسأكون عندك
اغلق الهاتف ليسرع في خطواته ليذهب اليها
*******************

يذرع مكتبه ذهابا وايابا ،

 يشعر بالقلق ان يطلب منه عمر تأجيل الزواج ، هذه الفكرة تزعجه بشدة فهو يعد الايام والليالي وهو يحلم انها ستكون بقربه الليلة القادمة
عندما يتذكرها وهي كالبدر المنير في ليلة خطبة اخاها يشعر بقلبه يقفز بجنون من اشتياقه لها ، ليشعر بالغيرة تمزقه عندما صفر اخاه بمرح ومدحها بشقاوة
لم يشأ ان يغضبها ، ولكنه كان غاضبا فعلا من فستانها العاري ، وغاضبا من يوسف الذي لم يلق بالا لمشاعره وغازلها امامه ، حتى لو كان لا يقصد فعليا مغازلتها
عندما تذكر اخاه شعر بالضيق فعلا حال يوسف الغريب هذه الايام لم يعد مرحا كسابق عهده ، بل يتكلم الان بالقطارة ، كف عن الضحك والكلام وكل شيء ، يكاد ان يتناول الطعام والشراب
ازداد نحولا وشحوبا ، واصبح سريع الغضب والانفعال ومن كان يقوم بعمل يوازي عمل ثلاثة افراد
اصبح الان لا يقوم بعمله ، السيد عبد العزيز اشتكى له اكثر من مرة ان العقود القانونية التي يعدها يوسف غير مناسبة بالمرة ، وطلب منه ان يقول لنور ان تعود هي الاخرى لعملها ، فهما الاثنان كان يقوما بالأعمال الصعبة والن لا يوجد احدا يحل محلهما ، فبرغم ان مدة عملهما هما الاثنان قصيرة الا ان غيابهما اثر في سير العمل وكفاءته
زفر بضيق وهو يشعر بالضيق ، تذكر الان انه اتفق مع يوسف ان يتحدثا فيما يشغله ، كيف نسى هذا
اكيد هذا هو السبب الرئيسي في تغيره الملحوظ
اسرع بالذهاب الي اخيه وهو مصمم على معرفة ما به
وجد اخاه ينزل السلم سريعا ويهم بالخروج من باب القصر
ناده : يوسف
عندما سمع صوت ياسين شعر بالحرج فسيضطر للكذب مرة اخرى بسبب انه تكاسل في ابلاغه بما يريد
توقف ليلف بجسده ويرى ياسين يتقدم ناحيته بهدوء
__ الي اين انت ذاهب يوسف ؟
__ سأذهب الي صديق لي لا تعرفه
ابتسم بهدوء وهو يرى استعجال اخاه : اكيد صديقك الاتي من الخارج
تلون وجهه : نعم ، هو ، اسمع ياسين الان لدي موعد وعندما اعود سأتكلم معك ، فانا اريد حقا التكلم معك في هذا الامر
ربت على كتفه وهو يقول بمزاح : حسنا اذهب الي موعدك
و ستجدني انتظرك عندما تعود
ابتسم وهو يغادر القصر ويشعر بسعادة كبيرة من وصوله الي هذه النقطة مع شقيقه ، ستفرح حتما بهذا الخبر
حدث نفسه وهو يقود سيارته ،سيقنع ياسين بوجهة نظره ليعلن زواجه منها ويتمتع بها الي قربه واخاها المصون ليذهب الي الجحيم ، لن يستطيع فعل شيء ، هي زوجتي وسأكون مشمولا بحماية ياسين وعطفه
وصل الي بيتهما ليسرع بخطاه وهو يشعر ان لهفته اليها تزداد مع كل خطوة يخطيها ، كم هو ممزق من الشوق والحب واللهفة ، كم يريد قربها ووصالها
تاوه من الالم الدي يزيد بصدره وتنفس بعمق وهو يدير المفتاح بمقبض الباب ، انتظر قليلا وهو مغمض العينين
ويرتجف من شوقه ، ليزفر نفسا طويلا كان يحبسه بداخله
ويفتح الباب
******************
تتجول هي وعلياء بمجمع تجاري معروف وهي متعجبة من علياء واصرارها على ان يأتيا الي هنا
مسكت علياء يدها وهي تشير الي محل للأشياء النسائية
__ انظري نور ، هذا القميص الحريري جميل
عقدت نور حاجبيها من تصرفها : اه ، نعم
سحبتها معها : تعالي لنشتريه
ابتسمت وهي تعتقد انها تكمل ما ينقصها من جهازها
لتهتف بسعادة : حسنا ، واكملت وهي تشير الي قميص اخر وهذا ايضا
__ اه نعم ، تعالي
دخلا المحل ومن محل الي اخر اكتشفت نور انهما تتسوقا
اشترت علياء اشياء كثيرة منامات وقمصان نوم و وملابس رياضية وملابس صباحية ومسائية وكل شيء
تعجبت عندما اكتشفت كمية الاكياس التي يحملونها
__ علياء لن نقوى على حمل كل هذه الاكياس وانت تريدين ان تشتري اشياء اخرى
__ لا ، باقي الاحذية والحقائب وبعض الاشياء الصغيرة
والملابس الداخلية
سالت بتعجب : الم تقولي لي من قبل ان جهازك كامل
لا ينقصك الا اشياء قليلة
عقدت حاجبيها : انا لا اشتري هذه الاشياء لي
قلقت نور من اجابتها : اذن لمن ؟
ضحكت : لكي يا عمري
بهتت من الصدمة : لي ، كيف انها مقاسك ، ونقودك
ضحكت مرة اخرى : لا انها مقاسك انت ، انتي من كنت تقيسين الملابس ، ونقودك انت ايضا
__ علياء ، لا تجننيني معك ، كيف ؟
__ المقاس ، انا اعلم مقاسك جيدا ، وما كنت اشك به كنت اجعلك تقيسيه ، اما النقود اخذت هذه البطاقة المصرفية التي ابلغتني بها من قبل ، وحاسبت بها
وجدت بيدها البطاقة التي اعطاها لها ياسين وقال انه حساب بنكي وضع به مهرها
زفرت بضيق : لماذا علياء ؟
__ لأنك نائمة بالعسل حبيبتي ، عرسك بعد ما يقارب العشرة ايام
وانت لم تشتري شيئا الي الان
رددت بصدمة : عرسي
__ نعم ، تممي زواجك في موعده نور ، امي كانت تعلم انها ستموت واصرت ان اتمم زواجي ولن انسى انها قالت لك اخر مرة كنتي عندنا بالبيت انها تتمنى رؤيتك وانت عروس ، واذا كانت هذه امنية امي ، فلابد ان نحققها
ابتسمت لها : حسنا هيا لنعود الي المنزل
__ لا ، باقي اشياء لم نشتريها
__ يوما اخر علياء ، فانا تعبت اليوم ، ثم موعد ياسين اليومي الذي يأتي به الي بيتنا يقترب ، ولا اريده ان يأتي ولا يجدني بالبيت
دخلتا الي السيارة لتقول علياء بابتسامة ودودة
__ ابلغيه اني ممتنه له ، فهو نعم الرجل ، وقوفه بجانب علي وبجانبنا لن انساه طوال عمري
ابتسمت بحب لهذا الشخص الفريد في شخصيته
__ لم يفعل شيء غير الواجب علياء
__ حسنا ، هيا حتى لا تتأخري على حبيب القلب
ضحكت : تهذبي
ضحكت علياء ضحكة صافية : اتهذب كان لابد ان تنظري الي نفسك بالمرآه لتري القلوب التي تقفز من عينيك عندما اتيت بسريته
انفجرت نور بالضحك لمقولة صديقتها لتضحك الاخرى مرة ثانية
نظرت اليها نور بسعادة فهي اول مرة من بعد الوفاة تضحك
لتتوقف علياء عن الضحك فجأة وتجهش بالبكاء
احتضنتها نور بحب : كفى علياء ، ان خالتي لا يسعدها ان تكوني حزينة ، بالعكس ستفرح كثيرا وهي تراك سعيدة ومستقرة كما كانت تريد
مسحت دموعها : اشتقت اليها نور ، لا اعلم كيف اعود الي البيت من دونها
__ستتركين بسنت
ابتسمت : تصالحت اليوم هي ومحمد
هتفت نور بسعادة : حقا ؟
__ نعم ، وانا سأحترم نفسي واعود الي البيت
همت ان تقول لها عن ما يرتبه عمر ، ولكنها فضلت الصمت ، ولا تعلم لماذا
اكملت الاخرى : ولكن انا اعلم جيدا ان علي لن يتركني اعود لأعيش وحدي ، سيصر ان امكث عنده
وانا لا اريد هذا الامر ، بل هو الاثقل على قلبي
ابتسمت نور: لا تيأسي من رحمة الله ، لا تعلمي ماذا تخبئ الايام علياء
سالتها : ماذا ستفعلين بفستان العرس ؟
__ لا اعلم ، ولكن لا وقت للتفصيل
__ حسنا الجاهز موجود ، اجهزي ننزل غدا ، ونبحث بالمحلات
__ ان شاء الله
**********************

فتح الباب ودلف 

الي الداخل وهو يستنشق رائحتها في الهواء المحيط به ، سحب نفس عميق لينتقل اليه عبيرها بواسطة ذرات الاكسجين يدخل الي رئتيه فيشعر به ينتشر بجسده
يجري بدمه ليشعر انه حي من جديد
ناداها كما كان يفعل : جي جي ، ها انا جئت
طلت عليه بابتسامة جميله : اهلا حبيبي
تعجب من عدم قفزها اليه وارتمائها بحضنه كما تفعل دائما ليدقق النظر بملامحها شعر بالشحوب يلف وجهها والتوتر يقفز من عينيها اسرع هو اليها واحتضنها بحب ولهفة ليتعجب هدوئها وتوترها : ما بك ؟
__ لا شيء
__ انجي واضح عليك التعب
__ لا حبيبي ، انا بخير، وبالطبع متعبة وانا بعيدة عنك
احتضنها مرة اخرى لينقل اليها كل مشاعره واشتياقه لها
رفرفت قبلاته الرقيقة على وجهها ورقبتها
__ انتظر يوسف ، اريد ان ابلغك بأمر ما
شد من احتضانه لها : وانا الاخر ولكن لا تطلبي مني الانتظار ، فانا مللت من الانتظار ، سنتكلم لاحقا ولكن الان لا
******************
__ سيدي
رفع نظره من الاوراق التي امامه ليرى مدبرة القصر الجديدة
__ نعم ، ماذا هناك؟
__ السيد معتز ينتظرك بالخارج
نفض راسه بدهشة من الاسم : من ؟
نظرت الي البطاقة التي اعطاها لها الشخص الجالس بالخارج لترد وهي تقرا الاسم : السيد معتز احمد سليم
انتفض واقفا وهو يشعر بغرابه من زيارة هذا الشخص
ما الذي اتى به ؟ من المؤكد ان وراء هذه الزيارة سر
خرج من مكتبه ليجده جالس بغروره المعتاد وابتسامته الكريهة تطل من وجهه
تقدم ليقف امامه : اهلا معتز ، كيف حالك ؟
وقف الاخر : لم اتي لأسل عن احوالك وتسال عن احوالي
__ كنت احاول ان اكون مهذبا معك فانت ببيتي ، ولكن بما انك لا تستحق التهذيب ، ماذا تريد ؟
__ اريدك ان تأتي معي ، ساريك شيئا هاما
نظر اليه بتفحص ليقول الاخر مستهزئا : ياسين العظيم خائف
رد بغرور : لا طبعا من انت لأخاف منك ، بل متعجب منك
__ لا تتعجب، ستفهم كل شيء
هز راسه بحيرة من هدوء معتز ، فهو يشعر بشيء مريب وراء هذا الهدوء
خرجا معا لينظر اليه معتز وبابتسامة هادئة
__ سيارتك ام سيارتي ؟
لف له ونظر متفحصا : ماذا يحدث معتز ، هل ياسر اصابه شيء ؟
ابتسم ابتسامة جانبية : لا ، لماذا اتت اليك هذه الفكرة ؟
قال بحيرة : لا اعلم فانت تتعامل بأسلوب مريب ليس كطبيعتك الحديثة
رد بغموض : الم اقل لك لا تقلق ، ستفهم قريبا ؟
زفر بضيق : حسنا ليستقل كل واحد سيارته ، فنحن لم نعد اصدقاء
قال هازئا والسخرية تغطي وجهه : بل اصبحنا اقرب من ذلك
تنهد بحيرة ليتركه ويذهب الي سيارته : سأتبعك
يقود خلف هذا الاحمق الذي يتصرف معه بهدوء يشعر انه ما قبل العاصفة ، ما الذي تخفيه معتز؟ ما السبب وراء هدوئك هذا ؟
توقف معتز ليتوقف هو بدوره وينظر الي مكان تواجدهم بحي من الاحياء الجديدة الغير مؤهله تقريبا الا من عدد محدود من السكان
رفع حاجبيه دهشة وقال بصوت منخفض ساخر: هل قرر معتز ان يقتلني ؟
ضحك بسخرية وهو يغادر سيارته : ما الذي يحدث معتز؟
هل تختطفني ام ماذا ؟
نظر اليه نظرة ميته ليشير اليه الي سيارة مركونة تحت العمارة تفاجا ياسين انها سيارة يوسف ، ليشعر بقلق فعلي على شقيقة ، فهل حدث له شيء وهذا سبب هدوء معتز
هرع اليه وهو يقول بقوة : اين يوسف ؟
سأقتلك معتز ان اذيت يوسف ، نحن اتفقنا من قبل انك تحاربني انا اذا تريد الحرب ولا دخل لعائلتي بجنونك
نطق من بين اسنانه : من الجيد انك تتذكر الاتفاق ياسين
هيا بنا
تعجب من رده ليتبعه مجبرا ليرى ماذا يحدث
صعدا معا ليتوقف معتز اما باب لأحدى الشقق ويرن الجرس
بهت وجهه من الصدمة عندما فتح اخيه الباب وهو عاري الصدر ويظهر بمظهر غير رسمي ويبتسم ليسمع صوتا
من الداخل يوسف حبيبي هل اتي الطعام انا جائعة بشده

نائم بجوارها ويمزح معها بخفته المعهودة لتقل له بهدوء
__ يوسف ، توقف عن المزاح فانا اريد ابلاغك بأمر هام
قال ضاحكا : أعلم كل شيء ، فمنذ قليل ابلغتني بكل مشاعرك الجريئة نحوي
ابتسمت بحب: يوسف من فضلك توقف
كح ليبتسم ويداعب خصلات شعرها الاشقر بأصابعه
__ نعم ، اسمعك
رن جرس الباب لتزفر بضيق ضحك بسخريه وهو يقفز من الفراش
__ هذه المرة ليس انا ، اكيد الطعام
ارتدى بنطلونه ليخرج ويفتح الباب
ليشعر انه سيقع من الصدمة فاخر شخصين توقع رؤيتهما
واقفان امامه ، لا يعلم ماذا يفعل هل سيتصدى لمعتز ، ام سيفهم ياسين حقيقة الامر
توتر اكثر عندما تكلمت هي من الداخل ليتلون وجهه وتنقلب ملامحة
ابتعد عن الباب ليدخلا الاثنان ،ياسين واضحة عليه الحيرة ومعتز وجهه لا ينم عن أي انفعال الهدوء هو المسيطر عليه
شعرت بالقلق من عدم رده عليها لتقوم وترتدي ملابسها وتخرج اليه : ماذا يحدث يوسف ؟ لماذا لم تجاوبني هل اتى الطعام ؟
لتشهق بفزع وتتراجع الي الخلف من هول الصدمة فأخيها واقف بغروره وتعاليه بوسط الصالة

عندما راها تتراجع قفز ناحيتها ليمسكها من رسغها بقوة
وعيناه يقفز منهما الغضب والقهر
ليقفز هو بدوره امامه ويشدها من بين يديه ويقول بنبرة قوية
__ اتركها
واقف وهو مذهول مما يحدث امامه عقله يعمل سريعا ويسال
من هذه ؟ وما الذي بينها وبين معتز ؟ ما علاقتها بيوسف
والعجيب ان معتز تركها عندما امره يوسف
لم يستطع الصمت اكثر من ذلك ، سال بقوة : ماذا يحدث هنا بحق الله ؟
نظرا الثلاثة الي بعضهما ليقل معتز ببرود : انت لا تعلم ، ام انك تريد ان توهمني انك لا تعلم
رد يوسف : لا يعلم معتز ، كف عن الجنون
صرخ به : اخرس ، لا اريد سماع صوتك
صاح ياسين بغضب : ماذا يحدث ؟ ومن هذه ؟
رد معتز بنبرة الكره يملأها : هذه اختي العزيزة
شعر ياسين انه يتلقى كاس مياه مثلجه على راسه عند سماعه لمعتز فمن الواضح ان طبيعة العلاقة بينها وبين اخيه تعدت حدود خياله
رد يوسف بهدوء وكانه يرد على ما يفكر به ياسين : انها زوجتي ياسين
شعر بان الصاعقة تضرب مخه : نعم ، ماذا تقول ؟
قال معتز بريبة : انت بالفعل لا تعلم
صاح به يوسف : نعم لا يعلم
مسكه معتز من رقبته : الم اقل لك اني لا اريد سماع صوتك
دفعه يوسف بخشونة وقوة : ابتعد عني
صاحت هي وهي تعلم انها ستصبح مشاجرة بين الاثنين
__ توقفا
تقدم منها معتز في حركة سريعة ليرفع يده ويصفعها بقوة
هوت الصفعة على خدها لتطير معها وتحط على الاريكة

رن صوت الصفعة بأذنيه ليرتفع ضغط دمه ويشعر بأعصابه تنفجر ليتقدم نحوه بقوة ويلكمه عنيفا وهو يقول غاضبا
__ انها زوجتي يا غبي الا تفهم ، ليس لديك حق ان تضربها ، انها زوجتي سأدق عنقك لتعلم جيدا ان لا تتعدى حدودك معي ولا تقترب منها ابدا
تحول الامر الي شجار فعلي بينهما يتفوق به يوسف فبنيته اقوى وهو الاصغر سنا
الصدمة مما قاله اخاه جعلت عقله متوقف عن العمل لينتبه على صوت الصفعة ، ليجد ان اخاه يشتبك مع معتز بشجار من الايدي ويتفوق عليه ايضا ، اندفع ناحيتهما ليمسك اخاه من خصره ويطيح به جانبا
اندفع معتز ناحية يوسف ليكمل ما بداه الاخر ليدفعه ياسين بقوة يجعله يعود مكانه وقال بصوت جهوري امر : توقفا
اسرع يوسف اتجاهها ليرى حالتها تبكي بصمت
واضعه يدها على خدها المحمر واثار يد اخاها واضحة بشدة
بل مرسومة كانه كان يضع بصامتة
زمجر يوسف : ايها الحقير البغيض
اندفع ناحيته مرة اخرى ليجد جسد شقيقه يسد عليه الطريق
نظر اليه بغضب والشرر يتطاير من عينيه ليحني يوسف راسه خجلا منه قال امرا : اجلس بجانب زوجتك
شدد على الكلمة ليرتبك يوسف ويفعل ما امره به
نظر الي معتز وهو يتنهد : اجلس معتز
صاح بغضب : لا اريد الجلوس
يشعر بالشفقة عليه فهو في وضع لا يحسد عليه ولو كان بموضعه لكان قتل اخته دون تفكير
قال بلهجة اكثر لينا : اجلس معتز من فضلك حتى نستطيع التوصل الي حل يرضيك
قال بقهر : حل يرضيني اخاك تزوج اختي دون علمي
ودون ان يضع في اعتباره اسم وسمعة عائلتنا ، هل بعد هذا تتوقع انه يوجد حل يرضيني ، لا واكمل ذلك بانه ابلغ الناس بخبر زواجهم
رمق اخية بنظرة غاضبة مميته : كيف ابلغهم ؟
نظر الي ياسين بغضب حقيقي : انا كنت اعلم انها زوجته ياسين لو كنت شكيت بأخلاقها لكنت قتلتها وانتهيت منها
ولكني علمت من اصدقاء العائلة بخبر زواجها ، تخيل انت جالس مع احد معارفك ليقول بهدوء مبروك معتز زواج شقيقتك ، لماذا لم تفرح بها ؟ ما الذي جعلك لا تقيم لها حفل زفاف
__ ما الذي يرضيك معتز ؟
__ يطلقها ، انا لا اريد نسبكم ياسين وانت تعلم ذلك ، واظن انك ايضا لا تريد هذا النسب
__ لا تتكلم بلساني لو سمحت ، ولكن ما الذي يرضيك في الطلاق
__ سارد كرامتي المبعثرة كيف سمح لنفسه ان يتزوجها دون علمي
رد يوسف : انت السبب ، انت الذي فكرت في ابعادها عني عندما بدأت مشاكلك مع ياسين ، وانت تعلم جيدا اننا نهيم ببعض حبا ، ثم تتكلم كأني غصبتها ان تتزوج مني
هي تزوجتني بإرادتها ولم اغصبها على شيء
قفز الغضب من عينيه ليهدر ياسين : اخرس يوسف
قال بنقمة : لن اطلق زوجتي ، وافعل ما تريده
قام واقفا : اذا استمريت بهذا الزواج انجي انسي ان لك شقيق
او اطلبي منه الطلاق
نظرت اليه بعيني دامعتين لتنطق بصعوبة ومن بين بكاءها
__ معتز انا حامل
شعر بالصدمة تفقده اتزانه ليهوى جالسا
الصدمة لم تكن عليه لوحده بل عليهم جميعا ، يوسف تهلل وجهه فرحا ، لينتفض ياسين من الصدمة وهو يشعر انه سيصيب بسكته قلبيه
اقتربت من اخاها وجلست عند ركبتيه واحتضنت يده بيديها : سامحني معتز ولكن لم يكن امامي حل اخر ، والان لا اريد ان اترك من احببته وتزوجته على سنة الله ورسوله ، سامحني اخي لن استطيع الاختيار فهو صعب للغاية اريدكما انتما الاثنان معا انت اخي وسندي وخال ولدي ، وهو زوجي وحبيبي وابو ولدي
ارجوك معتز لا تفعلها اخي ، كن بجانبي ولا تضعني في هذا الاختيار
رمى يدها بقوة : انت اخترت مسبقا انجي ، وتحملي نتيجة اختيارك
وقف بتعالي و نظر الي يوسف : وانت ساريك النجوم بعز الظهر ، سأحيل حياتك الي الجحيم ، وسترى
لينظر الي ياسين : سببا اخر لزيادة العداوة ياسين
ولكني الان سألعب بقذارة معك ، انا احترمت اتفاقنا ولكنكم من أخليتم به
نطق يوسف : لم يكن يعلم بأمر الزواج معتز ، لا تنتهز الفرصة لتبين قذارتك
رد بسخرية مريرة : اذا كان رباك واحسن تربيتك لما كان الان موضوع في موقف الابله امامي واخيه الصغير متزوج من غير علمه ، تصدق ياسين كنت اظن انك من وراء هذه الزيجة ولكني الان اشفق عليك ، فحالك مثلي تماما ، لا فارق بيننا ، نحن الاثنان مغفلين
وعليك الان ان تتحمل نتيجة اخطاء وسوء تربية اخيك
لن اتوانى عن فعل أي شيء يدمر حياتك وحياة اخيك ، سأجعلك تفقد عقلك ببطيء ياسين ، وعلى الباغي تدور الدوائر
انصرف سريعا لتجهش هي بالبكاء نظر اليها بعطف وحنان ليلف الي اخاه فهو محتاج الي دعمه امام هذا الحيوان
الذي سيفعل أي شيء للانتقام منه
يشعر بدمه يغلي بداخل عروقه نبضه عال وضغط دمه عال مخة سينفجر مما قاله معتز فعلا هو معه حق فيوسف استغفلني ووضعني بموقف الابله
انتبه على يد يوسف تربت على كتفه ليدفعه بقوة بعيدا عنه
وهو يقول بغضب كاسح : ابتعد عني ، وانسى ان لك اخ من الان ، انت لم تحترم تواجدي وتعاملت كأني غير موجود
وفعليا سأكون غير موجود ، لا اريد ان اراك ثانية
ولا في القصر ولا في الشركة
هم بالانصراف ليمسك به يوسف : ياسين ، استمع الي من فضلك
نظر اليه بغضب ليدفعه بعيدا عنه وينصرف بغضب كاسح
دمعت عيناه من ردة فعل ياسين ليغلق الباب خلفه
ويذهب اليها ويحتضنها ويقول مهدئا
__سيصبح كل شيء على ما يرام انجي ، توقفي عن البكاء
نظرت له بعينين دامعتين : كيف يوسف ؟
مسح على شعرها بحنان : لا اعلم ، ولكن لدي امل ان الموقف بأكمله سيتغير لصالحنا ، عندما يهدئ ياسين سيزن الامور ويتصرف بحكمة
ولا تستبعدي ان يتصالحا هما الاثنان بسبب زواجنا
ولكن الان اريدك ان تهدئي لننزل الي الخارج ونتناول الطعام احتفالا بقدوم طفلنا الغالي ، هيا
نظرت اليه بتعجب وعدم فهم : هيا انجي لن يستطيع احد ان يسرق فرحتي بخبر حملك هذا
ردت بخنقه : كيف سأخرج بوجهي هكذا
انقلبت عينيه لينظر الي خدها المحمر الذي بدا في الانتفاخ
ليتحسسه برقة : اسف حبيبتي ، سننتظر الطعام اذن
ولكن قومي واغسلي وجهك بماء بارد واجهزي لنحتفل بقدوم اول حفيد لعائلة محمود بك شوكت
***********************
دخلت الي البيت وهي محملة بالأكياس تريد الصعود سريعا لتغيير ثوبها الاسود الذي ترتديه وتجهز قليلا للقائه فهي تأخرت وهو الان على وصول
رن جرس الهاتف ، فوضعت الاكياس من يديها وذهبت لترد علية : السلام عليكم
تهلل وجها بفرح : اهلا عمتي كيف حالك ؟
__ اهلا نور ، انا بخير ، كيف حالك؟ وحال عمر وزوجته
__ جميعنا بخير عمتي ، ولكني اعتب عليك كيف تذهبين بدون وداعي كما اني كنت اريد رؤية عمي
ارتبكت من مقولتها العفوية : وهو الاخر حبيبتي ، ولكننا فضلنا السفر مبكرا ، اين عمر ؟

يتبع ,,,

👇👇👇

تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -