بداية

رواية احلامي المزعجة -29

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -29

ترتديه وتجهز قليلا للقائه فهي تأخرت وهو الان على وصول
رن جرس الهاتف ، فوضعت الاكياس من يديها وذهبت لترد علية : السلام عليكم
تهلل وجها بفرح : اهلا عمتي كيف حالك ؟
__ اهلا نور ، انا بخير ، كيف حالك؟ وحال عمر وزوجته
__ جميعنا بخير عمتي ، ولكني اعتب عليك كيف تذهبين بدون وداعي كما اني كنت اريد رؤية عمي
ارتبكت من مقولتها العفوية : وهو الاخر حبيبتي ، ولكننا فضلنا السفر مبكرا ، اين عمر ؟
__ لا اعلم ، فانا كنت بالخارج و جئت الان سأبحث عنه واجعله يتصل بك
ردت بنفي قاطع : لا سأتصل به انا بعد نصف ساعة اجعليه ينتظر مكالمتي
__ حاضر ، لا تنسي عمتي عرسي بعد عشرة ايام ستاتي اليس كذلك
__ ان شاء الله ، وربنا يتمم على خير
اغلقت الهاتف لتسمع صوت فرملة قوية امام باب الفيلا تعجبت بشدة وقلقت ان تكون حادثة
اسرعت الي النافذة لترى انها سيارة ياسين لتشعر بقلق فعلي
من صوته وقوفه بالسيارة
طل عمر من اعلى السلم ليسالها برعب : هل انتي من اوقفت سيارتك هكذا ؟
ردت بقلق : لا انه ياسين
عقد حاجبيه ليسال : هل حدث شيء بينكما ؟
__ لا لم اره اليوم اصلا
__ من الممكن ان تكونا تشاجرتما بالهاتف
فركت ايديها بعدم صبر من تأخر نزول ياسين من السيارة
وقالت بنفاذ صبر : لا عمر ، صحيح عمتي اتصلت وتقول لك انتظر مكالمتها بعد نصف ساعة
شعر بتوتر اخته المخفي وضيقها من اسئلته بسبب قلقها على ياسين ليبتسم : هل اذهب اليه واتي به من الخارج لتتوقفي عن قلقك عليه
نظرت اليه بغضب ووجهها محمر من الضيق والغضب
__ اذهب لتنتظر مكالمة عمتي في غرفة ابي واعتقني من اسئلتك
__حاضر ، سأذهب ولكن لا تجلسا بمفرديكما كثيرا
انتظرا انها مجرد عشرة ايام نور
تأففت من مزاح اخاها وقررت ان تذهب لترى ما به همت للتحرك لتراه يخرج من السيارة ويمشي ببطيء شديد كأن ارجله محملة بالأثقال ،راعها مظهره وتعبه الواضحان من لخبطة هيئته وثقل مشيته
لتسرع الي الباب وتفتحه قبل ان يرن الجرس
***********************
ركب سيارته لينطلق بسرعة جنونية يشعر بالقهر من هذه العائلة التي تعدت كل الحدود المسموح بها
ماذا فعل معهم ليتعاملوا معه بهذه الطريقة المهينة
الاكبر يسرق زوجته ليأتي الاصغر ويسرق اخته
زفر بحرقة كبيرة ليضرب مقود السيارة بعنف ويدق بالبوق بطريقة جنونية
وصل الي شقته ليصعد اليها مسرعا دخل اليها وكعادته يشم رائحتها بجوانب المكان ليتذكر اخر مشادة بينهما وكيف قادته الي الجنون
فهو عاد من سفريته الي الخارج ليتناهى الي مسامعه
خروجها المستمر مع ياسين
لا ينكر انه عندما تقدم اليها وطلبها الي الزواج كان يعلم انها سترفضه من اجل ياسين فهما متقاربين من صغرهما ولكنه حاول انتهاز فرصة سفر ياسين الي الدراسة بأمريكا ورفض هو السفر ليحاول التقرب اليها ، فوجئ بقبولها للزواج منه ولذلك اتمم الزواج بسرعة خوفا من رجوعها في قرار الموافقة لم ينتظر ان يعود احدا منهم ليحضر زواجه حتى مريم
ولكن بعد فترة من الوقت عاد ياسين لينقلب حالها ، كان يعلم انه لم يكن نعم الزوج لها ، اساء اليها كثيرا ولكنه لم يكن يتوقع ان تميل لياسين ثانية حتى وهي على ذمته
ولكن كيف لا تميل اليه وهو يتعامل معها بحنانه ورقته ودماثة اخلاقه المعهودة
فهو بالنسبة الي ياسين ظل باهت فعلى الرغم من وسامته فهو ابيض البشرة بني الشعر ذو عينان عسليتان
صافية ، لا يظهر أي شيء من ملامحه امام جمال ياسين
ببشرته السمراء وعيناه الرمادية وشعره الاسود الفاحم
وحضوره الطاغي كانه خارج من احدى الاساطير الاغريقية
حتى اباه كان يفضل ياسين عليه ويرى انه الأكفأ في ادارة الشركة وهو يصبح نائبا له
جن جنونه عندما تأكد من صحبتها اليه في كثير من الاوقات
فهي تذهب الي كل مكن برفقته وعندما واجهها ، كانت عائدة من احدى مشاويرها برفقة ياسين بك نظرت اليه بتعجب : ما الذي تقوله ؟ هل جننت معتز ؟
تركته لتذهب من امامه لينتفض من الغضب ألهذا الحد لا يهمها امره
جرى ورائها ومسكها من شعرها بعنف وهو يقول بغضب حقيقي : ألهذه الدرجة انا لا اهمك ، اتخذتني تسلية في غياب حبيب القلب
نطقت بألم : اتركني يا مجنون
صاح بغضب : ا جرأتي على نعتي بالجنون ؟
دفعها بقوة لتسقط ارضا وعندما تقدم منها صاحت به : انا حامل
ليفقد عقله حقا كيف تحمل اذا كان هو لا يستطيع الانجاب
فعندما تزوجا وتأخر خبر حملها ذهب الي الطبيب ليكتشف هذه الحقيقة المؤلمة ، لم يخبرها بها لأنها لم تهتم بهذا الموضوع من الاصل ، لم يشعر ابدا انها قلقة من تأخرهما في الانجاب ولذلك استنتج ان الموضوع لا يهمها
شعر بعقله وهو يذهب ادراج الرياح من جملتها لينهال عليها ضربا وهو يفكر انها حملت من شخص اخر أ جرؤت ان تهينه هكذا ، لأول مرة يضربها ولم يفكر اطلاقا ان هذا الامر سيحدث بينهما ، تراءى له خيانتها مع صديقه المقرب ليشعر بانه يحترق ، انتهزت فرصة انشغال عقله عنها لتفتح الباب وتهرول جارية ، خرج ورائها بغضب كاسح فهو متأكد انها ستذهب الي هذا النذل الخائن الذي طعنه في ظهره دون ان يرمش له جفن وعندما شعرت انه يتبعها اسرعت في الركض لتعبر الشارع دون ان ترى ما امامها لتصدمها سيارة وتهوى ميته
شعر بقلبه يتمزق والمشهد يعاد امامه من جديد كانه حدث للتو ، جرى اليها وحاول ان ينقذها ولكن هيهات
فجسدها كان متعب من كثرة ضربه لها ولم يتحمل صدمة السيارة
شعر بالغل يتأجج بصدره وهو يفكر ان لولا عودة ياسين وظهوره في حياتهما وخيانته له
لكانت الان بقربه يشعر بها وبحنانها الزائد فهي كانت اسما على مسمى
ليتذكر فقدانه لأخته بسبب الاخ الاصغر فيشعر انه سيجن حتما وقرر الانتقام
******************
ركب سيارته وهو يشعر بانه متعب بل محمل بتعب وحمل لا يستطيع ان يحمله بشر كيف لأخيه ان يفعل بهم ما فعله
كيف سيخبر امه بان اخاه تزوج دون علمهم ، والاهم كيف سيحميه من معتز ، فتهديد معتز وضحا ويوسف اعطاه سببا كفيلا ان يقلب حياتهم راسا على عقب
سينتقم الان منهم ولن يهمه من الذي سيتأذى ، لأول مرة يشعر ان عائلته مهدده وهو من يحمل على عنقه تأمينهم وضمان العيش لها في سلام وامان
زفر بضيق واوقف بسيارته بقوة ليجده وصل عند بيتها هي لماذا اتى الي هنا لا يحبذ انها تراه هكذا متعب و مشتت الذهن ،لا يريد ان تشعر بانه يشعر بالخوف وقلة الحيلة
ولكنه محتاج لها ان تضمه تخفف عنه فهو لن يستطيع ان يتكلم مع أي شخص اخر في هذا الامر ، ولن يتكلم معها ولكنها ستخفف عنه
تقدم الي الباب وهو يشعر انه لا يستطيع تحريك قدميه من كثرة التعب ليفاجئ بالباب يفتح قبل ان يضع يده على الجرس
سالته بقلق : ما بك ؟ هل انت مريض
ابتسم على شعورها به : هل تسمحين لي بالدخول ؟
سحبته من يده الي الداخل : طبعا تفضل
__ نور اريد ان نجلس بمفردنا ،انا احتاج اليك كثيرا
احتضنت يده بيدها بعطف وحنان : تعال معي
هذه المرة ادخلته غرفة بها صالون فخم قديم الطراز بأرائكه وكراسيه الملكية الوثيرة لتقول بابتسامة هذه غرفة استقبال خاصة بجدي رحمة الله عليه
لم يشأ عمر ان يغيرها ولكننا لا نستعملها
اجلس
جلس الي اريكة واسعة فخمة همت بان تذهب ليمسك يدها
__ الي اين ؟
__ سآتي لك بعصير مثلج ليريح اعصابك وتستطيع ان تقص لي ما يغضبك هكذا
شدها لجواره : لا اريد عصيرك المثلج ولا اريد ان اتكلم في هذا الشيء الذي يغضبني ، اريدك ان تضميني ففقط نور
خذيني بين ذراعيك واحتضنيني ، فانا احتاج هذا الامر بشده
ابتسمت لتتأخر الي اخر الاريكة : هيا افرد جسدك وضع راسك هنا واشارت الي فخذها
نظر اليها بحب : ليضع راسه بحضنها ويحيط خصرها بذراعيه ويضمها اليه بشده
مسحت بيدها على راسه وتلاعبت بخصال شعره السوداء الكثيفة وهي تشعر بانه متعب بالفعل ، ثقلت راسه وانتظمت انفاسه وهدئت لتشعر بالتعجب
احنت راسها لترى ما حدث له لتكتم ضحكتها عندما راته ذهب الي النوم
ولكنها شعرت بقلبها يهوى بين قدميها عندما رات مقبض الباب يتحرك بهدوء ويفتح الباب


يشعر بالحيرة فبعد ان انهى مكالمته مع عمته التي كانت تطمئن عليه وعلى عروسه واخبرها انه لن يقيم زفاف وسياتي بعروسه بعد الاربعين لتقيم معه
باركت له وتمنت له بالسعادة والاستقرار
طلب منها حضور زفاف نور وانه سينتظرها
بحث عنها في المكتب حيث يجلسان دائما ولكنه لم يجدها اتي الي تفكيره هل خرجت مع ياسين لكنه فوجئ بسيارته في الخارج ، ذهب الي الحديقة ليبحث عنهما ولكنه لم يجدهما ايضا ، دب القلق في اوصاله اين ذهبا نظر الي صالة الفيلا ثانية ليرى اكياسها كما هي اذن لم تصعد الي الاعلى
تذكر غرفة الاستقبال التي تعشقها نور وكانت دائما تختبئ بها وهي صغيرة عندما تغضب او تفعل شيء تستحق عليه العقاب
فاتجه اليها سريعا وادار مقبض الباب ليدلف الي الغرفة ليشعر بان احدهم رمى به الي حوض به مياه مثلجة
اتسعت عيناه دهشة مما يراه ليشعر بانزعاج فعلي
ويخرج من الغرفة سريعا دون ان يغلق الباب


تململت وانتصب جسدها من نظرة عمر وانقلاب وجهه
لتسمعه يقول بصوته الرخيم : اهدئي نور


يشعر بانه في الجنة يعيش حلم سعيد هي بطلته رائحتها تتغلغل الي داخله وجسدها اللين وسادته ليذهب الي النوم بهدوء وهو يشعر بان تعبه ذهب منه
شعر بانها تتململ وجسدها يصبح اكثر صلابه ليفيق من حلمه اللذيذ قال لها ليهدئ حركتها : اهدئي نور
قام ليجلس معتدلا ونظر اليها ليرى وجهها مقلوب
سال بصوت مبحوح : ما بك ؟
نطقت بارتباك وتلعثم : عمر دخل ورآك وانت نائم بحضني و شعر بالانزعاج فوجهه تغير وملامحة ظهر عليها انه انزعج بشدة
زفر بضيق فهو لا يتمنى ان يحدث بينه وبين عمر سوء فهم من هذا النوع : لا تقلقي ، لن يتكلم معك ، ثم اني كنت نائما
لم افعل شيئا
بهت وجهها : نعم ، ماذا تقول ؟
ابتسم : لا شيء ، اقصد اني لم اكن افعل شيء مريبا ، كنت نائما ، هيا بنا نخرج من هذه الغرفة الملكية التي تشعرني باني رجعت الي الحكم الملكي
ابتسمت بتوتر ليقول : نور انا زوجك تذكري حبيبتي
قالت بانفعال : ياسين الا تفهم انه اخي لن اقدر ان اضع عيني بعينه الفترة المقبلة
ربت على ظهرها بحنية : اهدئي سأزيل سوء التفاهم هذا قبل ان انصرف
خرجت من الغرفة ليتبعها هو في صمت ، ليجدا عمر واقف في المطبخ امام مكينة القهوة ويصب له فنجان
كح ياسين واذنيه يزدادا احمرارا : مساء الخير عمر
اختفت هي وراء جسده عندما رفع اخاها عينيه
نظر اليه وكان ينوي على عتابه ولكن عندما رأى نور وهي تختفي وراءه خوفا منه ومن عتابه ورأى اذنيه المحمرتين والاحمرار الذي يزحف الي وجهه اشفق عليهما من الاحراج
ولكن ما جعله يتراجع بالفعل عن العتاب هو ملامح ياسين والنوم الواضح عليها ، اذن كان نائما لا اكثر
ابتسم : مساء النور ، تعال اشرب معي كوب من القهوة
نور احملي اكياسك الي الاعلى لقد كدت اقع منها مرتين
نظر ياسين الي الاكياس وابتسم باتساع وهو يلتفت اليها
__ هل بداتي تتسوقين من اجل العرس ؟
هزت راسها بإيجاب ليسال عمر : متى ؟
كحت ليطلع صوتها مبحوحا : اليوم ، علياء اخذتني الي المجمع التجاري وتسوقنا
ردد بسعادة : علياء ، نور هل هي اصبحت بخير
انطلقت : نعم عمر ، حمد لله عادت كما نعرفها مرحة ولطيفة
هي من انتقت كل شيء بعناية ، وامرتني الا اؤجل الزفاف
واتفقنا ان نذهب غدا لشراء الفستان
كان هو من نطق سريعا هذه المرة : اتمنى ان لا يكون عاريا ، كالفستان الذي حضرتي به خطبة عمر
ضحك عمر على لهجته الغيورة ، ليتلون وجهها
__ كان اختيار علياء
__ حسنا لا تجعليها تختار فستان الزفاف
ضحك عمر بشدة : لماذا ايها النسيب اختيار وذوق علياء لا يعلى عليه
ابتسم اليه : سأتركه لك ، فلتنتقي ملابسك كما تريد ولكني لا اريد ان اجد كل المدعوين يشاهدوا حسن زوجتي الفتان ليلة عرسي
انفجر عمر ضاحكا من نبرة الغيظ التي تملؤه
__ حسنا ، ارينا نور ما اشتريته
تلون وجهها بالوان الطيف السبعة من طلب اخيها ، فهي لا تستطيع ان تريهم ما اشترته
ابتسم ياسين باستمتاع وهو يشاهد الموقف فعيناه التقطت ان الاكياس من محلات للأشياء النسائية
قالت بارتباك : انها اشياء خاصة بي ، معظمها ملابس لن تسعدوا برؤيتها
__ كيف حبيبتي ، ثم انك تريني ما تأتين به من ملابس دائما
ازداد احمرار وجهها لتشعر ان عمر يستحق الضرب على غباؤه
كتم ضحكته ليقول بزعل : انها لا تريد ان تريني انا ما اشترته
لملمت الاكياس بسرعة وقالت وهي تصعد : لا اريد ان اريكما انتما الاثنان أي شيء
ابتسم لينظر اليه عمر : ما بها ؟
هز كتفيه : لا اعلم
__ حسنا انتظرني هنا ، انا اريدك ولكني سأصعد لأرى ما بها ، شكلها ضائق من شيء
هز راسه موافقا ، ولم يرد ان يفهمه سبب ضيقها حتى لا يحرجه او يحرج نفسه
لف عينيه بالمكان ليجد كيس من الاكياس خلفته وراءها
قام سريعا من مكانه ليرى ما به
دخل وراءها الغرفة : ما بك نور ؟ هل حدث شيء ضايقك ؟
قالت بغضب : انت غبي عمر
اتسعت عيناه دهشة ليصيح : انت تشتميني ، احترمي نفسك
انا اخاك الكبير
زفرت بضيق : اعلم لم اقصد ان اشتمك ، ولكنك بالفعل غبي
الا ترى انها اشياء نسائية خاصة بي
لتقلد نبرة صوته :ارينا نور ما اشتريته
بهت وجهه بشده ليشعر بالإحراج : اسف صغيرتي ، لم اراها فعلا ، حسنا انزلي بعد قليل حتى لا يفهم ياسين انك غاضبة منه
__ انا لست غاضبة ،وسآتي لأعد العشاء لا تجعله ينصرف فهو متعب جدا
نظر لها بعتب : لذلك غفى بحضنك
تلعثمت من العتاب غير المتوقع لتقول : انه زوجي
ضحك عمر بشدة : جيد جدا نور ، هذا ما اريد سماعه
ولكن انتظري الي اقامة الزفاف
احمر وجها بشدة لتقول بغيظ : عمر ، احترم نفسك
ضحك بقوة وهو يخرج من الغرفة
*******************

يشعر بالحرارة 

تسري بجسده منذ ان رأى ما بداخل الكيس
تنفسه غير منتظم ، ووجهه ترجم سخونة جسده بانه احمر بشدة
نزل عمر ليراه محمرا ليساله بقلق : ما بك ؟هل انت متعب؟
هز راسه نافيا ليكمل : ما بك اذن ؟ لما وجهك محمرا هكذا ؟
__ لا شيء ، سأنصرف
اجلسه بإجبار : لا ، نور امرت بان تنتظر الي ان تتعشى معنا
__ لا عمر لن استطيع المكوث اكثر من ذلك
__ ماذا هناك ياسين ؟ هل سمعت خبر ازعجك ؟
__ لا لم يحدث شيء ، ولكني اريد الذهاب
يصر على الذهاب حتى لا يراها ويتخيلها بهذا القميص الحريري المكشوف لن يستطيع السيطرة على اعصابه ولا على نفسه وسيظل يحلم بها بقية الايام الي ان يراها فعلا وهي ترتديه
تكلم مع عمر حتى يخف تفكيره بها : اذن الزفاف سيتم بموعده
__ نعم ، علي ايضا ابلغني بذلك ،فهو لا يرى جدوى من تأجيله ، وانا ايضا ، سأذهب بعد غد الي الاربعين واتي بعلياء الي هنا
سأله بسعادة : حقا ، هذا جيد ، مبارك عمر
__ الله يبارك فيك
__ لكن هل فرشت الجناح ؟
__ اه نعم سياتي العمال غدا ، وستاتي وفاء لتضع اشياء علياء هي ونور في الليل
__ انا سعيد من اجلك صديقي ، وهذا قرار حكيم ان تأتي بعروسك الي هنا ، فعلى كل حال لن تقيم زفاف الان ولا يوجد شيء يجعلها تمكث عند علي او اختيها
__ هذا ما فكرت به
طلت عليهم من اعلى السلم وهي مرتديه فستان كتان طويل برتقالي اللون بدون اكمام صدره دائري الشكل وضيق الي حد ما ذو فتحة جانبية تمتد الي اعلى ركبتها
نزلت بهدوء وعيناه تتبعانها ليرى فتحته ويكح بعنف
التفت اليه عمر فهو كان يشاهد التلفاز ويستمع الي اخبار البورصة
__ ما بك ؟ هل انت مريض ياسين؟
وجهك احمر وتكح بعنف ، وضع يده على جبينه وبشرتك ساخنة ليكمل :هل اصبت بالبرد ؟
تناهى الي مسامعها اسئلة اخاها الي ياسين لتسرع اليه
سالته بلهفة : هل انت مريض ؟
خفض بصره حتى لا ينظر اليها لتقع عينه على ساقها العارية ليشعر انه سينفجر اذا ظل جالسا اكثر من ذلك
فهب واقفا : سأنصرف
مسكت يده بحنان : اجلس ياسين ، تعشى معنا اولا ثم انصرف
سحب يده منها وكانه يشعر بان جلده سيحترق من السخونة التي تجرى بعروقه جراء لمستها له : لا سأذهب
انصرف من امامها بسرعة وهي في حيرة من تصرفه
قام عمر ليوصله وعاد ليجدها جالسة في دهشه مما حدث
سألها : هل ا غضبتيه في شيء نور ؟
هزت راسها نافية وهي تفكر في كل ما دار بينهما ، وتسال نفسها
ا ممكن ان يكون غاضب منها بسبب ما قالته عنها وعن عمر
ستتصل به وتعرف ماذا يجري ؟
********************
دخل الي القصر ليجد امه جالسة وظاهر عليها القلق
تقدم منها : السلام عليكم امي
نطقت بقلق وعتب : اين انت ياسين ؟ انت لا ترد على هاتفك واخاك ايضا هاتفه مغلق ، وانا كدت ان اجن من قلقي عليكما
غام وجهه من ذكرها لأخية وهو لا يعلم بماذا يجيبها اذا سالت عنه
هزته امه بلطف : ياسين
__ ها ، نعم امي
__ اخاك منذ ان غادر لم يأتي ولم يتصل ا تعرف اين هو ؟
__ نعم امي انه سافر الي الاسكندرية لينجز بعض الاعمال الخاصة بالشركة ، لا تقلقي امي فانا تطمئنت عليه ولكن هاتفه بطاريته فرغت ونسى شاحنه سياتي غدا او بعد غد
وانا سأطمئنك عليه
اخترع كذبة حتى يكسب بعض الوقت ويستطيع التعامل مع امه واخبرها الخبر دون ان يصدمها
صعد الي غرفته ليجدها تتصل به زفر بحرقة من عدم تواجدها الي جواره
__ مرحبا حبيبتي
ردت بدهشة : حبيبتك ، لا اصدقك ياسين
اذا كنت حبيبتك صحيح لم تكن تحرجني هكذا وتتركني وتذهب ،هل انت غاضب مني ؟
ابتسم وهو يشعر باهتمامها به وضيقها من انصرافه
__ لا والله انا متعب فقط واريد النوم
__ حسنا سأتركك لتنام
__ انتظري ، السيد عبد العزيز ابلغني انه يريد عودتك الي العمل لو استطعت
ابتسمت : طبعا علياء اصبحت بخير وعمر ايضا اعد كل شيء حتى تأتي بعد الغد
وانا سآتي غدا
__ حسنا سأنتظرك ان تصعدي الي لنتناول الفطور معا
__ ياسين انت تعلم جيدا انني لا احبذ خلط الاوراق ببعضها
ضحك : انا احبذ هذا الخلط ، لا تجعليني اغضب منك بسبب شيء تافه كهذا ، سأنتظرك
__ حاضر ، تصبح على خير
__ وانت من اهل الخير حبيبتي
*****************
دخل الي مكتبه في الصباح ليراه جالسا امامه
__ ماذا اتى بك يوسف ؟
__ جئت لأباشر عملي
__ الم اقل لك اني لا اريد رؤيتك ؟
__ نعم ، ولكن هذا ليس قرارك وحدك ياسين ، سآتي لأباشر عملي ولأباشر ميراثي واحافظ على ما بداه والدي
انها ليس شركتك لوحدك ياسين ، انا شريك بها ولن اتنازل عن حقي بها ، وسآتي لأعيش بالقصر انا وزوجتي وابني
لأربي ابني بالقصر كما تربيت انا ، ولتهنئ امي بحفيدها
انصرف من امامه ليرفع الاخر حاجبيه اعجابا بقوة اخيه وتفكيره
كان متأكد انه سيهرب من امامه ويختفي عن الانظار
لكن موقفه اعجبه وقرر انه سيساعده في الوقوف امام معتز
اذا حاول الاخر اذيته ،وخصوصا ان هذا المعتز سيصبح خال اولاده ، و لكن لن يسامحه على تغفيله وعدم مصارحته
بموضوع زواجه
يعلم ان الحب يحيل الانسان الي الجنون ولكن لن يغفر له انه اوقفه بمظهر الابله امام معتز


في استراحة الافطار دخلت الي مكتبه وهي سعيدة
فاليوم اعدت عقد اشاد به السيد عبد العزيز وسبب صعودها انها تريد ان تقص له ما حدث معها
طرقت الباب بهدوء لتدخل في حركة سريعة الي المكتب
وهو ترسم ابتسامة واسعة : ها انا جئت
تفاجأت بوجود هذا الشخص ثقيل الظل وجلوسه
تمتمت : المعذرة لم اكن على علم بوجود احد ، عبير لم تكن بالخارج
ابتسم ياسين ليقف : تعالي حبيبتي ، انه طارق
نظر الي طارق ليرى الدهشة مرسومة على وجهه من ندائه لها ليكمل بخبث : انها نور زوجتي
اتسعت عيناه دهشة وقال بارتباك : مبروك
التفت الي نور : مبروك يا انسة ، متى تزوجتما ؟
__ انه مجرد عقد قران الزفاف بإذن الله بعد ما يقارب العشرة ايام
هز راسه وهو يرسم ابتسامة باردة : حسنا اسمح لي سأذهب
__ تفضل
خرج من المكتب وهو يستوعب ما حدث منذ قليل
اذن هذا هو السبب ياسين في نهرك لي وامرك بعدم الاقتراب منها
ابتسم بضيق : مبروك ياسين على هذه الحورية الرائعة التي لا تستحقها
*****************
جالسة بمنزل العائلة فاليوم الاربعين لوفاة والدتها
وها هم مجتمعين جميعا واليوم اكيد سيقررون مع من ستمكث ، تريد الجلوس هنا مع ذكرياتها هي والدتها
دخلت الي غرفة والدتها لتدمع عيناها وتبكي بصمت
عند تذكرها لآخر ثلاث ليالي قضتها نائمة بجوار امها تتمتع بحضنها الدافئ الحنون
دخلت وفاء عليها لتجدها تبكي والحزن يشمل ملامحها فتقترب منها وتحتضنها بعطف وحنية شديدة: اذكري الله علياء وادعي لها بالرحمة ، تعالي علي يريدك بالخارج
خرجت لتراه جالس معهم بالصالة يبتسم بوجه علي
شعرت بانها تلقت ضربة على راسها بسبب وجوده الغير منتظر
لمحها وهي خارجة ليشعر بان قلبه يئن من شوقه لها
تنفس بتعب كم هو يشعر باشتياق شديد لها ولهفة
يريد سماع صوتها ، يشعر بأنفاسها وهي تلفح وجهه
يرى ابتسامتها الرائعة وعينيها التي يقفز منها المرح
نظرت اليه بعيني متحدية ليشعر بقلبه يسقط من صدره تخيل ان يرى بعينيها أي شيء الا هذا التحدي والغضب اللذان يلمعان بوضح
__ تعالي علياء ،اجلسي بجانب زوجك
ذهبت لتجلس باخر كرسي بالصالة والابعد عن عمر
فسر علي هذا التصرف على انها محرجة من وجوده
ابتسم ليقول : علياء ارتدي ملابسك لتذهبي مع عمر
نظرت اليه بتعجب : نعم ، الي اين ؟
__ الي بيتنا
نظرت اليه بقوة : لن اذهب معك ، انا اريدك ان تطلقني
لا تبخلوا علي بردودكم وتوقعاتكم
موعدنا القدم الاربعاء باذن الله

الفصل الثالث وعشرون

جالسة بمنزل العائلة فاليوم الاربعين لوفاة والدتها
وها هم مجتمعين جميعا واليوم اكيد سيقررون مع من ستمكث ، تريد الجلوس هنا مع ذكرياتها هي والدتها
دخلت الي غرفة والدتها لتدمع عيناها وتبكي بصمت
عند تذكرها لآخر ثلاث ليالي قضتها نائمة بجوار امها تتمتع بحضنها الدافئ الحنون
دخلت وفاء عليها لتجدها تبكي والحزن يشمل ملامحها فتقترب منها وتحتضنها بعطف وحنية شديدة: اذكري الله علياء وادعي لها بالرحمة ، تعالي علي يريدك بالخارج
خرجت لتراه جالس معهم بالصالة يبتسم بوجه علي
شعرت بانها تلقت ضربة على راسها بسبب وجوده الغير منتظر
لمحها وهي خارجة ليشعر بان قلبه يئن من شوقه لها
تنفس بتعب كم هو يشعر باشتياق شديد لها ولهفة
يريد سماع صوتها ، يشعر بأنفاسها وهي تلفح وجهه
يرى ابتسامتها الرائعة وعينيها التي يقفز منها المرح
نظرت اليه بعيني متحدية ليشعر بقلبه يسقط من صدره تخيل ان يرى بعينيها أي شيء الا هذا التحدي والغضب اللذان يلمعان بوضح
__ تعالي علياء ،اجلسي بجانب زوجك
ذهبت لتجلس باخر كرسي بالصالة والابعد عن عمر
فسر علي هذا التصرف على انها محرجة من وجوده
ابتسم ليقول : علياء ارتدي ملابسك لتذهبي مع عمر
نظرت اليه بتعجب : نعم ، الي اين ؟
__ الي بيتنا
نظرت اليه بقوة : لن اذهب معك ، انا اريدك ان تطلقني
عمت الصدمة وجههم ليجز هو على اسنانه
__ نعم ، ماذا تقولي ؟
صاحت غاضبة : طلقني
قفز واقفا أ جرؤت ان تهينه امامهم هكذا لينطق بغضب
__ لن افعل ، وليس من اجلك بل من اجل من اوصتني بك
تكلم علي : أهدئ عمر، انها مضطربة لا اكثر
نظر الي علي وعيناه تلمع بغضب شديد : لا علي ، هي تعلم جيدا ما تفعله ، وانت تعلم ايضا اني استطيع ارغامها على ما اريد فهي زوجتي ولا يوجد حق عليها لاحد غيري
واذا كان علي انا ، فانا لا اريدها زوجة لي بعد الان ، ولكني سأفعل ما اوصتني به والدتك قبل موتها وامنتني عليه
فانا لست جبانا لأهرب واترك امانتها

يتبع ,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -