بداية

رواية احلامي المزعجة -30

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -30

نظر الي علي وعيناه تلمع بغضب شديد : لا علي ، هي تعلم جيدا ما تفعله ، وانت تعلم ايضا اني استطيع ارغامها على ما اريد فهي زوجتي ولا يوجد حق عليها لاحد غيري
واذا كان علي انا ، فانا لا اريدها زوجة لي بعد الان ، ولكني سأفعل ما اوصتني به والدتك قبل موتها وامنتني عليه
فانا لست جبانا لأهرب واترك امانتها
شعر علي بغضب فعلي منه لإهانته لأخته بهذه الطريقة ولكنه يعلم جيدا انها من بدأت : أهدئ عمر ، و راعي خاطري
زفر عمر بضيق : سأنصرف
__ سآتي بها اليك غدا
هز راسه موافقا لينصرف بسرعة
تشعر بالصدمة تلفها وهو يصرح انه لا يريدها زوجة له
بل سيأخذها الي بيته بسبب توصية امها له
الي هذا الدرجة عمر لا يهمك امري كل ما يهمك امانة والدتي
اوصله علي ليعود بغضب ويصرخ بها : هل جننت علياء ؟
هل تزوجت اصلا لتطلبي الطلاق ، لا اريد ان اسمعك ترددي هذه الكلمة بعد الان ،لا انت ولا احد اخر
قال جملته وهو يحول عيناه الي بسنت التي ارتعدت خوفا منه فلأول مرة يروا علي غاضبا هكذا
قال امرا : اجهزي لأخذك اليه غدا
اتسعت عينيها من الصدمة : تأخذني اليه علي ، ألهذه الدرجة انا رخيصة عندك لتجبرني ان اذهب اليه وتبعثر كرامتي
نطق من بين اسنانه : انت من بعثرت كرامتك اتي اليك وطلب منك الذهاب معه ، ولكنك اهنته امامنا جميعا لم تحترمي وجودي ولم تحترميه هو ايضا
جعلتيه ينطق بأشياء لا يقصدها ولا يراعي مشاعري بسبب اهانتك له ولأنك من خطأتي اولا فلم استطع ان الومه او اعنفه على ما فعله ، بل اجبرتني اني سآخذك اليه غدا
تحملي نتيجة افعالك علياء
التفت الي زوجته : هيا بنا ، بسنت اجلسي معها هذه الليلة
هنا ، وانت الاخرى لا تجعليني اتعامل معك كطفلة صغيرة
هزت بسنت راسها بالإيجاب
************************
جالسة وهي تجاهد على عدم رسم الابتسامة على شفتيها
تشعر بكرامتها ردت اليها وهي ترى علياء تهينه هكذا
تشعر بالسعادة تغمرها ، اهانها كل هذه السنين لأنه لم يلتفت اليها ولا مرة وها هي من سكنت عيناه تهينه امامهم كلهم دون ان ترمش بأهدابها
انتبهت من سعادتها الي صوت علي الغاضب وهو يصرخ بعلياء ثم طلبه لها بالمغادرة
قامت بسرعة فهي تريد الانصراف فعلا حتى تستطيع ان تضحك بحريتها وتشعر بالسعادة مما حدث امامها

*********************
بعد ان غادر علي جالسة هي وبسنت ولكنها لا تشعر بما يجري من حولها كل ما تفكر به ان علي سيرخصها هكذا وانها ستذهب لتقضي بقية حياتها مع من لا يريدها زوجة له
ترددت الجملة بأذنيها لتشعر بقلبها يتمزق الي قطع صغيرة
انتبهت الي وفاء وهي تنظر اليها بغضب
__ ما بك وفاء ؟ لماذا تنظرين الي هكذا ؟
قالت بنبرة قاسية : لأنك غبية
اندهشت من ردة فعل اختها ونبرتها التي ذكرتها بأمها عندما كانت تغضب وتعنف احدهم
__ انت واختك العزيزة تحتجان لإصلاح وتعديل فعقليكما تركيبته خاطئة
نظرت اليها بسنت وهي متعجبة من هجوم وفاء عليهم بهذه الطريقة فوفاء دائما حنون والطيبة تشع من وجهها
صاحت وهي تنظر الي بسنت : انت زوجك كان سيفقد عقله وانت متعبه في المشفى وكل ما علي يقول له ان الله سيعوض عليه ما فقده ينطق والحب يغمر صوته المهم لدي ان بسنت تقوم بالسلامة لا اريد شيء اخر علي اريد بسنت فقط هي ما اريدها الي جواري
التفت الي علياء : اما انت فغبائك يتحكم بك وبعقلك
عمر لا دخل له بموت امنا انه مقدر ومكتوب فلا تحمليه ذنب لا دخل له به ،وهو يحبك بل يهيم بك حبا كان يأتي يوميا رغم انه يعلم انكي لا تريدين رؤيته كان يأتي ليراك من بعيد ويطمئن عليك مني او من علي ، ورغم ذلك أهنته امامنا وطلبت الطلاق منه
ونسيت وصية امي فهي اخبرتني انها اوصتك ان لا تهدمي بيتك بيدك
صرخت بها : اليس كذلك ؟
هزت راسها بنعم ودموعها تداهمها
قالت بسنت : اهدئي وفاء واجلسي
__ لن اجلس معكما ، حتي لا تصيبني جلطة منكما سأذهب الي بيتي واولادي ، وانت اجهزي غدا لتذهبي الي زوجك
بسنت احجزي لها بصالون التجميل حتى تعدل من نفسها قليلا قبل الذهاب ولا تتحججي بموت امي فالأربعين فات
وامي لن تسعد بهدمك لبيتك تذكري ذلك جيدا
انصرفت لتتركهما في دهشه من امرهما
نظرا الاثنين الي بعضهما لينفجرا في الضحك
قالت بسنت : لأول مرة اشعر بقوة شخصية وفاء
__ نعم ، ذكرتني بأمي عندما تغضب
__ رحمة الله عليها ، علياء لا اريد التدخل بحياتك ولكن رفضك لعمر اليوم خطا كبير وقعت به ، وسيجلب لك المتاعب معه ، ولكن بما انك ستذهبين غدا اليه شئت ام ابيت
من واجبك علي ان اتكلم معك بأمور غالبا امي رحمة الله عليها كانت ستتكلم معك بها ، ولكن الان بعد مغادرة شقيقتنا الكبرى سأضطر انا لذلك
عقدت حاجبيها بدهشة وهي تشعر بالتوجس مما ستتكلم معها بسنت به
لتكمل بسنت : سأعد كوبين من القهوة وسآتي اليك
****************
تلون وجهها من الاحراج والخجل مما قالته شقيقتها
__ اصمتي بسنت من فضلك ، اشعر اني سيهوى مغشيا علي
ضحكت بسنت : استمعي الي علياء حتى لا تصيبك صدمة مما سيحدث
__ لا اريد ان استمع ولا اريد ان يحدث شيء مما قلتيه
قالت بسنت بجدية : ليس من حقك الرفض علياء ، انه حقه شرعا ، وتذكري دائما انه اذا بات غاضبا من رفضك له ستبات الملائكة وهي تلعنك
انتفضت علياء من مقولتها : نعم ، لا اصدقك
__ اتصلي بشيخ من الازهر واسأليه
بهت وجهها من الصدمة ونطقت بما تفكر به : ولكني لا اريده زوجا فعليا لي
سأذهب من اجل علي فقط
ابتسمت بسنت : انت تضحكين على نفسك علياء ، انت تهيمين بحبه ، فانت منذ الصغر تحبيه بل تنتظري اليوم الذي ستتزوجينه فيه ، انا اختك وادرى بك
تلون وجهها للأحمر القاني من مصارحة بسنت لها بالحقيقة
لتكمل بسنت : ولكني اشعر علياء انك تريدين معاقبته لعدم تصريحه بمشاعره نحوك منذ مدة ، تعاقبيه على صمته
فتخترعين الاشياء لتغضبي منه
وتسالين نفسك اذا كان يحبك منذ مدة فلماذا لم يخبرك ولا مرة ، لم تفكري ولا مرة انه كان لا يستطيع ان يخسر علي اذا شعر اخاك المحترم بان صديق عمره يشاغل اخته الصغيرة و يبلغها بحبه لها
كان يريد كل شيء رسمي ولذلك انتظر الي ان شعر بانك ستصبحين زوجته
فكرت في كلام اختها كثيرا هل فعلا بسنت محقة وهي تحاسبه على شيء لا دخل له به وتخترع الاسباب ايضا للغضب ومعاقبته زفرت بضيق ما سر هذا الحرف اذن تنهدت بضيق لتنتبه بان بسنت قامت الي الداخل
وان الساعة تجاوزت العاشرة مساءا قررت ان تخلد الي النوم فالواضح ان امامها يوم طويل غدا
******************
يشعر بالغضب يسيطر عليه من فعلتها احرجته واهانته امام اخوتها ، ولكنه ايضا رد عليها برد قاسي لا يقصده واغضب علي ، لا يريد الامور تتأزم بينه وبينها ولا يريد ان يخسر علي بعد هذا العمر الطويل
امسك هاتفه واتصل به : السلام عليكم
رد علي بضيق : وعليك السلام عمر
ابتسم عمر : انت غاضب اذن
__ نعم عمر لقد اغضبني ما قلته لعلياء ، انا اعلم انها أخطئت في حقك ولكنك لم تراعي وجودي ولا حالتها النفسية بسبب وفاة امي
__ اعتذر وبشده يا صديقي لم اقصد اغضابك ولا قصدت ان اجرحها وسأصلح انا الامور بيننا
__ لا تغضب عمر ، ولكني نبهتك ان تصبر عليها قليلا
__ سأصبر يا صديقي ، ولكني متصل بك لأبلغك اني سآتي اليها غدا ، فمهما حدث انا لا اقبل عليها ان تأتي الي هنا بنفسها ، فكرامتها عندي اهم من أي شيء اخر حتى لو انا غاضب منها بشدة
ابتسم علي باتساع : ونعم الرجل عمر ، وانا ممتن لك بشدة من اجل تفكيرك بها وبي ايضا فانا امرتها بان تجهز غدا لاتي بها اليك ولكني كنت مستثقل الامر بشدة
وانت الان ارحتني
__ لا عليك علي ، سأذهب لاتي بها ولكني اريدك ان تكون بجانبي حتى لا ترفض ان تذهب معي
__ ان شاء الله سأكون موجود ، لا تقلق
__ حسنا ساراك غدا ، الي اللقاء
__ الي اللقاء غدا
اغلق الهاتف وهو يشعر بالراحة قليلا ، ولكنه قلق من حياتهما معا فالواضح انها تحمله ذنب وفاة والدتها
او ستظل تذكر انه من ابلغها بهذا الخبر المشؤم
زفر بضيق وهو يقرر انه سيتعامل معها بحكمة
********************
__ صباح الخير نور
رفعت راسها من كومة الاوراق التي امامها لتبتسم
__ صباح الخير يوسف ،كيف حالك ؟
__ انا بخير ، منورة الشركة والله ، اين الاستاذة سناء ؟
__ منورة بوجودك يوسف ، سناء في اجازة المصيف
هز راسه وهو يبتسم ويتقدم الي داخل المكتب ليجلس على سطح المكتب الذي امامه : عقبالنا
ضحكت : انت تحلم ، ياسين لن يسمح لاحدنا ان يأخذ اجازة هذه الايام
ابتسم : بالطبع سيعطيك اجازة ثانية خاصة بالزواج
الن تسافرا الي الخارج لقضاء شهر العسل
عقدت حاجبيها مفكرة : لا اعلم ، لم اسال ياسين عن هذا الامر
__ بما انك حضرتي اريد ان اسالك في امر ما خاص بعقد البنك
__ تفضل
تقدم منها وجلس على الكرسي المقابل ليتناقشا في امر العقد وعند انتهائهما من المناقشة تنبهت نور لشيء بيد يوسف لتساله : ما هذا يوسف ؟
انتبه الي ما تشير اليه : انها دبلتي
__ لكنك مرتديها ببنصرك الايسر
تنحنح ليذهب ويجلس على سطح المكتب المقابل ثانية
__ بلى لأنها دبلة زواجي
اتسعت عيناها دهشة : زواجك ، هل قررت ان تتزوج ؟
ابتسم : بل انا متزوج
رفعت حاجبيها تعجبا : متزوج ،متى ؟
__ منذ سنة ونصف
بهت وجهها واصفر بشدة : انت لا تمزح اليس كذلك ؟
تنهد من صدمتها : لا نور ، انا لا امزح
تكلمت بغضب : متزوج في السر منذ عام ونصف
ومن التي قبلت بهذا الزواج ؟
نبهها بلطف : نور ، من فضلك
من الواضح انكي متزمتة كزوجك
صاحت به : متزمتة كزوجي ، اه لو تعلم امنية ياسين في ان يراك عريسا ويفرح بك
اختزلت فرحة عائلتك كلها من اجل ماذا ؟ ما السبب وراء زواجك سرا ؟
تنهد بعمق : ظروف خاصة بي وبزوجتي ايضا
لا تغضبي مني نور
نظرت له بتفحص : لماذا تخبرني الان يوسف ؟
__ كنت اظن ان ياسين اخبرك
قالت بدهشة : ياسين يعلم بالأمر
__ اكتشفه منذ اربعة ايام تقريبا ، لا احد يعلم نور
تذكرت حالة ياسين : اذن انت السبب في التعب الذي اصابه
__ اهتمي به نور ، فهو محتاج اليك الان اكثر من الاول
__سأفعل ان شاء الله ، وماذا ستفعل انت الان ؟
__ لا شيء ، ياسين اتخذ ضدي موقف قاس جدا، ونهى متأكد انها ستفهمني
__و نوارة هانم
__ سأذهب اليها اليوم لأتكلم معها ، ولكن ما اريد اخبارك به حقا اني سأرزق بطفل عما قريب
تهلل وجها بالسعادة : حقا ، لا اعلم هل ابارك لك على الزواج ام على الطفل
__ باركي لي على الاثنين
__ مبروك يوسف ، برغم من صدمتي ولكني سعيدة من اجلك
__ سنحضر زفافك كلنا انا وزوجتي وابني
ضحكت على مقولته ليتبع وكانه يحدث نفسه : حتى لو زوجك القاس لا يريد رؤيتنا

__ ماذا تفعل هنا ؟
تصلبت نور من نبرته القاسية لينظر اليه يوسف والابتسامة ترتسم على شفتيه : جئت للأستاذة استشيرها في احد الامور الخاصة بي
__ انت بالشركة والامور الخاصة اتركها لمكان اخر
__حسنا سأذهب الي منزلها المرة القادمة
نظر الي يوسف بغضب لينقل نظره اليها بضيق فهي لم تأتي بموعد الافطار كما تفعل الايام الماضية
نزل اليها ليجد اخية جالس يتكلم معها ومتوسط المكتب الذي امامها
كح يوسف ليقف : سأذهب نور ، اذا احتجت أي شيء لا تترددي واطلبيه فانا بالخدمة وعمر وحيدا لا يقوى على فعل كل شيء
تقدم منه ليقف امامه ويقول بصوت منخفض : سآتي الي القصر اليوم انا وزوجتي انا ابلغك حتى لا تتفاجأ من وجودنا ومن فضلك تعامل مع زوجتي بلباقة وحاول ان تتقبلها ليس من اجلي بل من اجل ابن اخيك القادم بالطريق
تركة وانصرف ليبتسم الاخر بسعادة ويحدث نفسه
كبرت يوسف لتتحداني ، من الجيد انه سياتي الي القصر حتى اطمئن عليه هو وزوجته ، سأطلب من عمرو ايضا ان يأتي هو ونهى للمكوث معنا هذه الايام فانا قلق عليهم بشدة
رات ابتسامته تتسع بعد مغادرة يوسف لتساله باهتمام
__ ما الذي يضحكك؟
نظر اليها بمرح وقال معاتبا : لماذا تأخرت في الصعود ام انك نسيت امري كالعادة ؟
__ لم انسى امرك ولكننا لم نتفق اني سأصعد اليك اليوم
ابتسم : نور هلا تأتين معي الي السينما اليوم
__ السينما
__ نعم يوجد فيلم للرسوم المتحركة جديد اريد ان اراه
ضحكت بقوة : رسوم متحركة ياسين ، كبرت انا على هذه الاشياء
عقد حاجبيه : حسنا ، انت ترفضين الدعوة
__ ليس من اجل نوع الفيلم بل انا سأذهب اليوم للبحث عن فستان الزفاف فلم اجد شيء الي الان ، وعلياء اليوم مشغولة ولا اعلم ماذا افعل
__ استعيني بنهى ، فهي تعلم اماكن محلات لبيع فساتين الزفاف
هزت راسها موافقة : سأتصل بها وارتب معها
قالت برقة ودلال : اسفة لأني لن استطيع ان اذهب معك الي السينما
تنهد بحب : فستان الزفاف اهم حبيبتي اني مستعد اضحي باي شيء من اجل الزفاف
ابتسمت ليكمل : سأنصرف قبل ان افقد السيطرة على تصرفاتي بسببك
ضحكت برقة : نور لا احتمل هذه الضحكة ، ومن الافضل ان لا تضحكي حتى لا يسمعك احد
__ حاضر
__ سلام
*******************

فتح باب الفيلا 

وهو يشعر بانه في قمة سعادته فعلى الرغم من الخلاف بينهما الا ان حلم حياته يتحقق اليوم
قال بهدوء : تفضلي
افسح لها لتعبر الي الداخل وهي تشعر بقلق فعلي والتوتر يسيطر عليها دخلت بهدوء
نظر اليها وهي مرتدية فستان صباحي رقيق ابيض اللون ومتزينه بزينه هادئة ليزداد اعجابا بها وقلبه يهتف بالشوق اليها
تشعر بالغضب فوفاء اصرت على ارتدائها فستان ابيض وان تتزين وهي تشعر باكتئاب فعلي من هذه الفيلا وما حدث بها اخر مرة
تنبهت اليه يتكلم معها بهدوء
__ نور ليست موجودة ، فهي اليوم ستذهب لترى فستان زفافها
الجناح بالأعلى وانت تعرفين الفيلا جيدا ام تريديني ان اريك اياها
هزت راسها نافية ،وهي تتذكر ما قالته بسنت البارحة ليتلون وجهها الي الاحمر القاني
شعر بخجلها منه ليبتسم بسعادة يريد ان يضمها الي حضنه ليشعر بدفئها التي بات يحلم به منذ ان احتضنها
اقترب منها ليهمس : علياء اجلسي او تعالي لأريك الجناح الذي جهزته من اجلك اذا اردت ان تغيري به شيء فلا توجد لدي ادنى مشكلة
فضلت ان تصعد للأعلى حتى تبقى بعيدة عنه
همست : سأصعد لأرى الجناح
اقتربت من السلم لتجد نفسها بين ذراعيه ويحملها بخفة
همس بجانب اذنها : مبروك يا عروسي الجميلة وسأفعل كما يفعل العرسان سأحملك الي غرفة النوم
امتقع وجها من ذكره الي غرفة النوم لتشعر بالخجل لقربها منه الي هذه الدرجة
دخل بها الي اول الجناح لتقول بهمس : انزلني
__ ليس الان ، عندما نصل الي غرفة النوم سأنزلك
دخل الي غرفة النوم ليضعها برفق على الفراش ويقبلها برقة على جبينها : مبروك عليا ، سأتركك لتبدلي ملابسك وسآتي بعد قليل اجهزي لنصلي ركعتين
غادرها وهو يشعر بسعادة كبيرة فسيحاول ان يزيل سوء التفاهم الذي حدث بينهما ليبدا حياته معها بطبيعية فهو يريد الاستقرار ، والتمتع بحبها وقربها منه
تشعر بالخجل منه ومما فعله قبلته لها ورقته وهو يتكلم معها جعلتها تتذكر كلام بسنت البارحة انها تعاقبه على حبه لها
فقررت ان تتفاهم معه بهدوء وتساله عما يشغل راسها

دلف بعد قليل الي الغرفة ليجدها مرتدية بنطلون من الجينز الضيق و بلوزة من الكتان الابيض بدون اكمام تظهرها كالملاك
__ هل انتهيت ؟
هزت راسها بالإيجاب ليسالها : هل تريدين شيء معين على الغداء سأطلب الطعام الان
هزت راسها نافية : لماذا ستطلب طعاما من الخارج ، سأطهو الطعام انا
ابتسم بحب : لا حبيبتي ، انت عروس ولن تدخلي الي المطبخ ، واذا تفضلين الطعام المنزلي سأطهو الطعام انا
ردت بسرعة : لا طبعا تريد ان تطهو الطعام وانا موجودة
__ سأفعل أي شيء من اجل راحتك حبيبتي
احمر وجهها من رقته وشعرت بالتوتر عندما سحبها من يدها بلطف : هيا نصلي اولا

انتهيا من تناول الطعام ليجلس الي جوارها على الاريكة
ابتسم بهدوء ليدخل يده بخصلات شعرها السوداء الناعمة
شعرت بالتوتر يغلفها
__ سأعد كوبين من الشاي
قامت ليمسك يدها ويجلسها بجانبه مرة اخرى
__ لن تدخلي الي المطبخ ، لا تجعليني اقسم عليك
__ ولكني اريد ان اشرب شاي
__ سأعده انا
دخل الي المطبخ لتمسك هاتفها وتتصل بنور
__ اهلا اهلا بالعروس، كان بودي ان تأتي لتجديني في شرف استقبالك و لكن انت تعلمي جيدا اني لابد ان انتهي من شراء الفستان
__اعرف نور ، ولكن لا تتأخري ارجوك
__ لماذا انا افسح لك مجال انت وعمر حتى تتفاهمون
اسمعيني جيدا علياء ، عمر حنون جدا واذا سالتيه عن أي شيء سيصارحك بما تريدينه ، فهو لا يعرف الكذب
ابداي معه من جديد علياء واعطي لحبكما فرصة
__ ان شاء الله ، سأغلق الان ، لا تتأخري ، سلام

سال وهو اتي من المطبخ
__ بسنت
__ لا نور ، اطمئن عليها
ابتسم وهو يضع اكواب الشاي على الطاولة
__ تطمئني عليها ام تطلبي منها سرعة الحضور حتى تتخلصي مني
احمر وجهها بشدة لتقول بارتباك : سأصعد الي الاعلى لأرتب الغرفة
تعجب مما قالته أي غرفة ، فالجناح مرتب
ضحك على ارتباكها وحيائها الفطري
و امسك بكوبي الشاي وصعد خلفها
وقف عند الباب المفتوح ليجدها تتأمل الجناح وتدير عيناها به
سألها بهدوء : هل اعجبك ؟
انتفضت من وجوده لترد : نعم ، فهو كما تخيلته بالضبط
هل سالت نور عما اريده
__ لا ، انه ترتيبي بالكامل
اتسعت عيناها اعجابا : انه جميل بل رائع
__ سعيد انه اعجبك ، لا تريدين تغيير أي شيء
__ لا ، انه رائع كما هو
جلس على الاريكة الموضوعة بغرفة الجلوس وفتح التلفاز
__ تعالي ، اجلسي نشاهد التلفزيون
هزت راسها موافقة لتجلس باخر الاريكة ليقترب هو منها بهدوء ويسحبها الي حضنه ويضمها برقة بالغة
ركن راسه على راسها الموضوعة على كتفه وهو يشعر بها ترتجف ولكنه لن يتراجع عن أي خطوة يخطيها


تشعر بالتوتر لدرجة انها ترتجف ، جرأته لا حدود لها وهي لا تعلم ماذا تفعل
قررت ان تتكلم معه فهي لن تقبل أي لمسة منه الا عندما تتخلص من نفورها منه وشعورها بانه خانها
و هي لا تريد ان ترفضه فيتأزم الوضع اكثر بينهما
كحت بلطف لتساله : اخبرني عمر ، هل كانت لك علاقات سابقة ؟

********************
__ مع من كنت تتحدثين ؟
__ مع عمر ، الديك اعتراض ؟
__ صفية اعتدلي معي ، فانت هذه الايام تتعاملين معي بصفاقة
__ انت لا تستحق ان يتعامل معك احد من الاساس حافظ
ولولا اني خائفة على ابن اخي منك لكنت تركتك وذهبت اعيش معه
اندهش من هجومها : لما ان شاء الله ؟
نظرت اليه بقسوة : الا تعلم حقا ، من يخون اخيه دون ان يفكر ولو قليلا في عواقب فعلته لا يستحق ان يكون من جنس البشر ، انت من جنس اخر حافظ لا قلب لك ولا عقل
كراهيتك لمحمد وغيرتك منه جعلتك تفعل أي شيء لتحرق قلبه كما قلبك يحترق من الغيرة
ولكن شاءت الاقدار ان تنقلب الآية عليك فتعيش ببؤس طوال حياتك
تركته وانصرفت بقوة ليهوى جالسا وهو يتمزق
فعلا هو يعيش ببؤس ابتعادها عنه ، لم يكن يعلم انه سيحبها لهذه الدرجة ، شعوره بها وصل الي مرتبة العشق والهيام
ركن راسه الي الوراء ليتذكر ايامه معها وكيف كانت تضحك بسعادة ، كانت مرحة شقية لبقة ومتحررة كانت كالفتيات الأوروبيات اللاتي كان يصادقهن بإنجلترا
سحرته بكل ما فيها ، في اول الامر كان يخرج برفقتها ليثير غيرة اخاه ولكن تطور الوضع لرغبة فعلية منه لمرافقتها
لم يعد يهتم بأخيه ولا الشركة ولا أي شيء اخر غيرها هي
ولكنها كانت كالفاكهة المحرمة ، كان يتمزق عندما يعودان الي البيت فتقبل زوجها عندما تراه ، وتستكين بين ذراعيه
وتنسى امره تماما
كم جرحته بكلامها عن محمد ومشاكلها معه ، ولكن بعد فترة من الوقت شعر بانها تميل اليه
توقفت عن ذكر محمد والمشاكل الدائرة بينهما وهو على علم بها جيدا ، كانت عندما تعود لا تهتم الي امر محمد اطلاقا بل باتت لا تهتم بأمر ابنها ايضا ، كان يشعر بها تنتظره اذا تأخر بالخارج ولكنها لم تصارحه
وعندما تم عمر الثامنة اقام محمد له حفل ضخم واصر اليوم التالي على ان يأخذه معه بسفره الي الخارج ، ليتركاها بمفردها معه هو وابيه ، فصفية ذهبت برفقتهم
اما هي رفضت السفر من الاساس ، و محمد عند وتركها وذهب
ليشعر هو بانها فرصته للتقرب منها
رتب الي سهرة بالخارج في احد المسارح ليعودا الي البيت
ويصر ان تكمل السهرة معه ، اسقها خمرا وهو يعلم جيدا ان تأثيره سيصبح قويا عليها فهي لم تذوقه من قبل
كانت ليلة رائعة قضاها معها فهي لم تستطيع منعه
يعلم انه حقير وبغيض لفعلته الشنعاء ولكنه لم يستطع ردع نفسه عنها ، كان يتوقع انها عندما تستيقظ في الغد ستستلم اليه بعدها فهو يشعر بحبها له
ولكنه فوجئ بصدمتها وصراخها في وجهه ، نعتته بأقبح الشتائم والصفات وصفعته على وجهه اكثر من مرة
و صرحت بكرهها له ليشعر بتعاسة ابديه فهو كان يأمل ان تحبه ولكنها رفضته لم تتكلم معه بعدها اطلاقا
وكانت تتجنبه ، وما مزقه حقا انها انطفأت اصبحت شخصية اخرى غير نور التي احبها وهام بها
مزقه الندم على ما فعله معها ليهرب منها ومن الضيق الذي يصيبه عندما يرى الدموع المتحجرة بعينيها دائما وابدا
هرب وسافر ثانية لينغمس في ملذات وشهوات تذهب بذكراها بعيدا عن عقله ولكنه لم يحتمل البعد كثيرا وصله خبر وفاة والده ليقرر ان يعود وهو يعلم ان الحماية التي اباه كان يضمنها لمحمد ذهبت بوفاته ، فعاد مرة اخرى ليجد فتاته الرائعة التي عندما نظر اليها ولأول مرة عرف انها ابنته ، ولكن نور صفعته مرة اخرى بكرهها اليه وحبها الي محمد بل اصرت ان تذهب الي العيش عند والدها في القاهرة لتهرب منه ومن مضايقاته لها
وقبل ان ينتقلا الي القاهرة حاول مرارا ان ينالها مرة اخرى فشوقه اليها يذبحه و لا يستطيع التحكم في شهوته اليها
ظل ينتظر فرصة واحدة تأتي ليستغلها ، واحدة فقط
وكم شعر بالسعادة عندما اعلن محمد عن سفره الي الخارج
لعقد صفة خاصة بالشركة
ولكنه كان احقر من المرة الماضية فهذه المرة اعتدى عليها بجبروت وقوة
فهو لا يرضيه ان تكون غافله عما سيفعله واذا كانت تكرهه
سيعطيها سببا كافيا لكرهه ، ولكن ما جعله يفعلها حقا انه يعلم انها ستترك محمد بعد ان تتعرض لشيء كهذا ، واذا كان هو لا يستطيع ان ينعم بها ، فلن ينعم بها احد اخر
زفر بضيق وها هي ماتت وحتى بالموت ذهبت مع محمد
فضلته عليه في الموت ، كل ما يهمه الان نور
يريد ان يخبرها بانه ابوها ، وانها من صلبه وان كل هذه الامبراطورية التي صنعها ستؤول اليها هي
ولكن هذا العمر يقف له بالمرصاد ، فهو كابيه
سيتخلص منه ليستطيع ان يتقرب منها كما يريد

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -